كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
أسرعت قمر الليل ترتب ثيابها ولكنها ألقت نظرة على ركبتها اليمنى فإذا
هي أسوأ حالاً من البارحة.
هبت على قدم واحدة ثم أدارت المقبض بهدوء، وفتحت و تسللت إلى
الردهة، وقفت للحظات تصغي، وسمعت صوت امرأة تتكلم في غرفة ما في
مؤخرة المنزل.
تحركت قمر الليل بأسرع قدر ممكن ودخلت إلى غرفة الجلوس، وهناك بدا
البيانو لامعاً أما النار في الموقدة فانطفأت وعم الرماد المكان..فوق الرف
الرخامي أعلنت الساعة السابعة.. وعلى أحد جانبي المدفأة ، وعلى الأريكة
التي كانت جالسة عليها ليلة أمس رأت ميردت ممدداً وظهره إليها..يغط في
نوم عميق، وتسألت هل توقظه أم لا.
تحرك ميردت..فهمست:" ميردت..".
- نعم.
- مدبرة المنزل هنا.. أرجوك استيقظ بسرعة واذهب إلى غرفتك.
جلس مستوياً وهو يتمتم لاعناً..رمى عنه الغطاء وأخذ الكنزة عن ذراع
الأريكة وارتداها ثم أمسك حذاءه من الباب ليتسلل إلى غرفته.
كانت تاي على وشك شد مداسها العالي الساقين حين سمعت وقع خطى من
الردهة، ثم اقترب الصوت من غرفة الجلوس ودخلت امرأة قصيرة ممتلئة
الجسم ترتدي سروالاً بنياً وكنزة مخططة شعرها رمادي، ووجهها مستدير
وممتلئ عافية.. عندما رأت تاي، اتسعت عيناها اللوزيتان من فرط الدهشة
وأوقعت مكنسة السجادة الكهربائية.
- ياإلهي! من أنت؟ وماذا تفعلين هنا؟.
أقفلت تاي سحاب مداسها العالي الساقين، ووقفت مبتسمة..إنها تعرف كيف
ستتدبر هذا الموقف.
قالت:" أنت بدون ريب بيلا ماك كاب، أخبرني ميردت أنك ستأتين في
الصباح لتنظفي المنزل، أنا تاي داتسام.. أختي تملك فندق نورثبورت..
علقت في العاصفة حين كنت أتمشى ليلة أمس ووقعت فآذيت ركبتي.. ولهذا
سمح لس ميردت بالبقاء ليلة أمس.. لم نستطع إخبار أحد أنني هنا لأن الخط
الهاتفي كان مقطوعاً.. وأنا مسرورة جداً لأنك جئت..كيف حال الطرق؟".
ضاقت عينا بيلا الصفراوين بريبة و تفرست في تاي:
- تبدو سيئة.. آذيت ركبتك هاه..؟ كيف؟
- تأذت عندما وقعت، وتورمت، ولم أعد أستطيع السير جيداً..هل تعتقدين
أن زوجك قادر على إيصالي بالسيارة إلى الفندق الآن أريد العودة..
فشقيقتي تكاد تجن بلا ريب من القلق.
- لا أدري إن كان قادراً الآن فهو في المطبخ يطعم الكلب.
التفتت إلى صينية القهوة وإلى الطعام الموضوع على الطاولة الصغيرة.
التقطت تاي قبعتها:
- شكراً لك..على فكرة..حساء السمك كان لذيذاً وكذلك الكايك
بالشوكولا.
وبدأت تقفز على قدم واحدة نحو الباب.. ولكنها سمعت بيلا تمتم شيئاً عن
النساء الفاسدات اللاتي يمضين الليل مع رجال غرباء.. أسرعت تاي نحو
المطبخ بحثاً عن جوزف ماك كاب على أمل أن يكون ودوداً.
إنه رجل طويل نحيل يرتدي سروالاً من الجينز السميك وقميصاً من
الصوف.. وجهه مستطيل وذقنه مدبب ولكنه لم يظهر دهشته عندما رآها..
أصغى لشرحها وهو يراقبها بعينين زرقاوين بارقتين.
يتبع
|