كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
ارتد رأسه قليلاً..أما هي فذعرت إذ لم يسبق لها أن ضربت أحداً..أرجعت يدها إلى الوراء، وتراجعت فوق الأريكة تبتعد عنه خشية أن يرد عليها بشكل مماثل..لكنه ضحك:
-عرفت أنني مخطئ في الأشارة إلى خبرتك،أنت سيدة غير سهلة، ولكنك لست ساذجة..لست متزوجة فأنت لا تضعين خاتماً.. فهل أنت مطلقة؟
- لا.. لست مطلقة..آه..هذا حديث سخيف، لماذا أخبرك أي شيء عن نفسي؟
- لا سبب لهذا، ولكن إن لم تفعلي ستنالى تكهناتي،إذن أنت تقيمين في فندق نور ثبورت وهل تشاركين أختك عملها؟.
-لا..فأنا أقيم معها مؤقتاً.
- ألا تعملين.
- مؤقتاً..أنا فنانة مهنتي الموسقى..أعزف مع أوركسترا سيمفونية لثلاث سنوات، لكنني أصبت في الشهر الماضي بالتهاب رئوي فجئت إلى هنا لأسترد عافيتي.
- كان عليك التوجه إلى الجنوب..إلى فلوريدا أو البهاما، أقصد إلى مكان تشرق فيه الشمس.
- لم أستطع تحمل السفر إلى مكان كهذا..كما أنني أردت مكاناً هادئاً أعرف أن ليس فيه أناساً كثيرين..لطالما وجدت "ماين" مكاناً جيداً للراحة، وأنت..لماذاجئت إلى هنا؟ لماذا لم تذهب إلى مكان دافئ لتسرد صحتك؟
- جئت إلى هنا لأنني لاأملك مكاناً أخر أذهب إليه..أقصد ، لا مكان يريدني أحد فيه، وأنا مثلك أردت أن أكون بمفردي.
- تأخرت زمناً حتى جئت إلى هنا..فقد توفي جايسون منذ ثماني سنوات وكان ذلك آخر مرة أقضي فيها عطلة مع أهلي هنا.
- مضت فترة طويلة حتى استطاع منفذ الوصية الاتصال بي ليخبرني بأنني ورثت المكان.
ضحك ليلاس ضحكة صغيرة:
- لم يكن هناك من هو أشد مني ذهولاً، فبعد عودتي من إحدى المهمات وجدت أن عمي الأكبر الذي لم أسمع بوجوده ترك لي منزله و مالاً كثيراً لأنني الابن الوحيد لأخيه وابن المرأة التي أحبها...كان ذلك منذو أربع سنوات، وكنت يومذاك أنوي المجيء لرؤية المكان ولكنني سافرت إلى الخارج مرة أخرى.. وبعدما مزقتني القنبلة اليدوية، بقيت في المستشفى سنتين ولما خرجت وجدت أنه أصلح مكان ألوذ إليه و ألعق فيه جراحي، وأستجمع فيه صحتي قبل العودة إلى العالم المجنون لتصوير أكثر الأحداث عنفاً، ولكنني ظننت أنني سأسترد بصري..
ضرب ذراع المقعد بقبضتيه وقال من بين أسنانه:
- اللعنة..كان عليّ أن أسترده.
التقط ملعقته مجدداً وتابع ارتشاف الحساء، راقبته تاي فلاحظت أنه لا يسكب قطرة من الحساء..فجأة شعرت بتوق متهور يكاد يدفعها إلى مد يدها إليه لمواساته و لمساعدته في التغلب على إعاقته.
عاد ليقول:
- ستة أشهر..قال الأخصائي عندما تركت المستشفى إنني سأسترد بصري بعد ستة أشهر من الهدوء و الراحة، ولقد كان المكان هادئاً هنا بما فيه الكفاية..بل هو هادئ أكثر مما يجب.. واسترحت..يا إلهي كم استرحت، لم أكن قط خامداً كما كنت في هذه الفترة.. ومع ذلك مازلت غير قادر على الرؤية بشكل كاف بحيث أستطع التننزه في القرية بدون الاصطدام بشيء..كما حدث معك.
يتبع
|