كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
- أستطيع الخروج و الدخول من المنزل..وأستطيع التحرك فيه لأنني أعرف تفاصيله..وأنا أرى الأشياء إن كنت على مقربة منها.
- وهل تراني الآن؟
- طبعاً..أستطيع رؤية شكل وجهك، وأين هي عيناك، وأين هو ثغرك.
مال إليها بحيث استطاعت رؤية شكل عينيه من خلال زجاج نظارته البنية، وبريق بياضهما ورأت الشعر الذهبي النامي على لحيته و فوق شفته العليا، وتحت ندبة تبدو وكأن البشرة مزقت ثم أعيد جمعها.. عندئذ أدركت أنه وسيم.
تمتم برقة: وعيناك بنيتان ذهبيتان، كبيرتان، مستديرتان و مفتوحتان، تنظران إليّ بريبة..لست سيئة المظهر..بل لولا إرهاقك لبدوت أفضل مظهراً.
ابتعدت عنه و استندت إلى ظهر الأريكة:" ليس وجهي مرهقاً!"
- حسناً..فلنقل غائرة الخدين.
اتسعت ابتسامته فظهرت أسنانه البيضاء الناصعة، عندئذ شعرت بقلبها يتراقص بشكل غريب و اضطرت إلى الاعتراف بأنها منجذبة إليه.. وهذا أمر غريب لأنها لم تنجذب قط إلى هذا النوع من الرجال الجلفاء..فطالما اهتمت بالمثقفين.. وطالما اهتمت بالفكر لا بالمظهر الخارجي.
أضاف:" أنت كمعظم النساء، لا تحبين سماع الحقيقة عن مظهرك".
- حسناً..كيف سيعجبك الأمر لو.. لو قلت لك الحقيقة عن مظهرك الآن؟ فبشعرك غير المسرح و بلحيتك هذه و نظترتك القاتمة هذه ..تبدو..حسناً..شريراً و بحالة مزرية.
- هاهَ!
أربكتها ضحكته القصيرة الفظة مجدداً.
أضاف: أنت امرأة جرئية تملكين القدرة على التعبير..أنا إذن شرير و بحالة مزرية.
- وهل أنت آسف على نفسك.
- بالتأكيد .. وستشعرين بهذا الشعور لو قيل لك إن بصرك لن يتحسن، وإن من الأفضل أن تتحلى بالأمل و إنك ستبقين دائماً عرضة للاصطدام بالناس..أو الأشياء لأنك لا ترينها.
همست قمر الليل مذعورة:" ومن قال لك هكذا؟".
- جراح عيون..إنه أحد أفضل الأخصائيين.
- ومتى قال لك هذا؟
- في الأسبوع الماضي.. في نيويورك.. ذهبت إلى هناك لإجراء فحوصات.
- لكن معظم العميان..العميان المصابون بعمى كلي يتمكنون من العيش حياة مفيدة منتجة.. بعضهم أصبح نجماً معروفاً جداً.
- نجماً معروفاً؟
- كنت أفكر بعازفي الجاز و عازفي البيانو و السكسفون,
- لا، إنهما مهنتان موسيقيتان.. والمرء لا يحتاج إلى الرؤية ليعزف، على عكسي.. يجب أن أرى لأستخدام الكاميرا.
- وهل أنت مصور؟
- مصور تلفزيزني، كنت أعمل لمحطة وطنية في قسم الأخبار العالمية..كنت أنا و بارني هيوغان نصور تقريراً عن فنان في أميركا الوسطى و فيما كنا نغطي الأحداث الدائرة بين الثوار و قوات الحكومة، تضايق أحدهم من وجودنا ورمى قنبلة يدوية علينا فقتل بارني و ليتني..ليتني قتلت معه.
يتبع
|