كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
وافقت تاي متنهدة:
- هذا صحيح.. هل هناك رد على الرسالة التي أرسلتموها إلى ميردت لايتبون؟
- لا..ليس بعد، إنما الرد ..آت.. ولن يتجاهلنا..أنا واثق من هذا.
قدمت الحفلة الثالثة في مطلع آب، وبدأ التدريب للرابعة..مر شهر آب و أيامه
الحارة، ، في هذا الوقت كان الخليج يعج بأشرعة اليخوت ولكنه في بعض الأحيان
كان يعود ساكناً لأن الأمطار الموسمية كانت تهطل فجأة كما يحدث في المناطق
الاستوائية.
إنه آخر يوم من الشهر، وآخر أحد فيه، بدا فيه الجو صافياً ممتازاً، وبدا مغيب
الشمس رائعاً والسماء قرمزية والبحر مشتعلاً ناراً، والتلال أرجوانية قاتمة.
عندما صدحت الموسيقى في منزل لايتبون تسمر المشاهدون في أماكنهم، أما تاي
التي لم تكن تعزف تلك الليلة بل كانت تقدم كل قطعة قبل عزفها فكانت جالسة
على مقعد البيانو، في مكان لا يراها فيه الجمهور..وكانت واثقة أن روح جايسون
لايتبون تبتسم وتهز رأسها موافقة على مايحدث في الغرفة التي طالما عزف فيها على
البيانو.
كانت على وشك إنهاء تقديم آخر قطعة موسيقية، عندما رأت ميردت..على الأقل،
ظنت أنها رأته..أجفلتها رؤيته بحيث صمتت في منتصف الجملة، ، واضطرت إلى
سحب نفس عميق قبل أن تكمل.
وقبل أن تعود إلى مقعدها وراء البيانو، نظرت قمر الليل بسرعة إلى الباب المفتوح
حيث ظنت أنها رأته يقف، وانه لم يكن موجوداً..عندئذ اقتنعت أن مخيلتها تلاعبت
بها.. إنها ترغب في رؤيته كثيراً لذا اجتاحت مخيلتها الواقع و أظهرت لها شيئاً من
الهلوسة.
انتهت الحفلة الموسيقية وصفق الجمهور، وانحنى العازفون عدة مرات.. ثم غادر
الجمهور المنزل ببطء..
بعد الاتفاق على القاء في منزل دون في الأسبوع المقبل غادر الموسيقيون وودعت
تاي كليف نورداي و المصورين الآخرين وذهبوا في "الفان" ، أما تاي فقد جاءت
بمفردها في سيارة كينان..عندما كانت تهم بفتح الباب، رفعت بصرها إلى المنزل
الكبير المظلم فتذكرت ليلة الحفلة الموسيقية الأولى و الضوء المشع من غرفة الطابق
العلوي.
لكن الليلة لم يكن هناك أثر للضوء في الأعلى أو في الأسفل..مع ذلك وجدت
الباب الأمامي مفتوحاً..نظرت حولها، فإذا شاحنة جوزف ماك كاب غير موجودة
ولكنها رأت سيارة واحدة متوقفة أمام المنزل، بعيداً عن سيارتها..
صفقت باب السيارة وهرعت إلى الدرج ثم إلى الردهة..كان الظلام يلفها ومع
ذلك دخلت إلى غرفة الموسيقى.. ولكنها رأت ضوءاً خفيفاً يتسلل من النافذة
ويضيء مفاتيح البيانو، والساعة فوق رف الموقد.. من الباب المفتوح أخذ نسيم
الليل البارد يحرك الستائر المخملية.
ثم تناهى إلى مسمعيها صوت من الردهة فارتدت على عقبيها و ألقت نظرة إلى
خارج الغرفة..كان الباب الأمامي مقفلاً..فتقدمت لتستفقده ولكنها وجدت الباب
مقفلاً بالمفتاح..آه، لاشك أن جوزف كان في المنزل و أنه غادره الآن مقفلاً الباب
وراءه.. والأرجح أنه أقفل أيضاً الباب الخلفي، إذن هي مججوزة في المنزل.
لا..لم تكن محجوزة..فالباب الزجاجي في غرفة الموسيقى ما يزال مفتوحاً..هذا
إهمال من جوزف..عادت تاي إلى غرفة الموسيقى وسارت حول المقاعد باتجاه أقرب
باب زجاجي..من ورائها ناداها أحدهم باسمها:تاي!
يتبع
|