كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
- ألم يبصر حتى الآن؟
- لم يقل شيئاً.
اعتذر كعادته، وابتعد عنها.
مرت أيام شهر حزيران ببطء وكان الجو في هذا الشهر حيناً مشرقاً وحيناً غائماً..
وكانت الحياة في تتابع روتينها الطبيعي..في فناء المراكب عند شاركي سوير.
انطلقت المراكب الشراعية و اليخوت، أو وقفت في مرساها تترنح بانتظار
أصحابها الذي سيقضون إجازة الصيف هنا.
كان معظم الضيوف من كبار السن أو من الأزواج الذين صحبوا معهم أولادهم..
وكانوا يبقون في النزل مدة يومين أو أسبوع لاستكشاف الريف و المرافئ البحرية
الصغيرة، ثم يرحلون قاصدين نيويورك و بوسطن للقضاء الوقت على الساحل.
كانت الفرقة الموسيقية تجتمع بانتظام و تتدرب من أجل الحفلة المقبلة التي ستقام في
الأول من تموز وليس في منتصفه كما كان مخططاً لها أصلاً.. الحفلة الأولى اجتذبت
إلى الفرقة أعضاء من الهواة و المحترفين في آن .
أعلن دون بحماس:
- الآن نستطيع توسيع الأداء و توزيع الألحان..نستطيع على الأقل تقديم بعض
موسيقى موزارت الموسعة، مع آلتي كلارنيت، وآلتي "باسون" يتبعها مقطعوعة
بيتهوفن الثلاثية رقم ستة على البيانو و الكمان و التشيلو.. وستكون أمسية
موسيقية رائعة..
جعلها التمرن و التدرب مع الفرقة و مساعدتها في إخراج البرنامج التلفزيوني كثيرة
الانشغال لكنها استمتعت بالمشاركة مع العديد من المعارف الجدد..وهي طالما
شعرت بالسعادة كلما عزفت موسيقى موزارت الرائعة..كان كليف نورداي من
الأشخاص الذين يسهل التعامل معهم وكان يوافق على اقتراحاتها بشأن وضع
الكاميرات خلال الحفلة..تعلمت أن التوقيت في عملية إخراج فيلم هو أهم شيء..
واضطرا للتخطيط وهي وكليف خلال التمارين متى يجب أن تستقر الكاميرا على
وجه أحد العازفين.
بعد مشاهدة أفلام المقابلات مع أفراد الفرقة ومع تاي، قررا أن يلغياها و أن يعيدا
المقابلات من جديد ثم اقترح كليف عليها أن تجري بنفسها المقابلة.
- من الأفضل أن تطرحي الأسئلة بنفسك لأنك لك خبرة بالموسيقى..كما أن لك
حضور جيد في التصوير، فصورك رائعة و توحين للمشاهدة بالإخلاص و الصدق
وهما ميزتان كانت تفتقر إليهما جوليا.
أردف ساخراً:" السبب هاتان العينان الذهبيتان".
دهشت تاي من هذه النظرة الجديدة إلى نفسها:"حقاً؟".
- بالتأكيد..أنت طبيعية وعفوية، ولا تخفين شيئاً أو تخبئين مشاعرك.. تبدين على
الشاشة دافئة و مهتمة حقاً بمن حولك، وهذا مايحبه مشاهدو التلفزيزن الذين هم
قادرون على ملاحظ كل زائف..ولهذا لم تنجح جوليا كثيراً بنفسها، وبإبراز
صورتها على الشاشة ولم تكن مهتمة بمن تجرى معهم المقابلات كما لم تكن ناجحة
كذلك في الأخراج، فليس لها خيال أو احترام لذكاء الناس الذين سيشاهدون
برامجها، لذا لن أدهش إن فشلت بالعمل مع أية شبكة تلفزيزنية.
نجحت الحفلة الثانية أكثر مما نجحت الأولى.. ولم يكن الجمهور المحلي هو من
شاهدها فقط بل الكثير من المقيمين في المنطقة و السواح.. بيعت كل المقاعد
واضطر الكثير إلى الوقوف أو الجلوس على الدرج أو في الردهة..وكان أن تلقت
ترحيباً شديداً من الصحافة المحلية.
يتبع
|