كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
- هل سافر؟
- لا أعرف إلى أين ذهب..لقد خرج مع جوزف في الشاحنة الصغيرة إلى مكان ما..إنهما يخرجان دائماً معاً.
- أتعرفين متى يعودان؟
- لا.. لم يخبراني شيئاً، وأنا لا أسأل.. فأنا أذكى من أن أسأل أياً منهما.
- أذهبا برأيك إلى نيويورك؟
- قلت لك لا أعرف، أهذا كل ماتريدينه؟
وراحت تقفل، فتمتمت تاي:
- أجل.. أعتقد أن هذا كل شيء..شكراً.
أقفل الباب، وعادت تاي ببطء تنزل الدرج خائبة الأمل قانطة.
عادت قمرالليل إلى النزل، ولكنها لم تقل لأختها أين كانت ..بطريقة ما، مرت فترة الظهيرة ثم لما بلغت الساعة الرابعة توجهت إلى منزل دون من أجل التمارين النهائية.
رحبت بها ليزا،، ولكنها قالت لها بقلق:
- تاي..ما الأمر؟ تبدين..كيف أقول هذا؟ متوترة الأعصاب؟ هل أنت قلقة بسبب الحفلة الموسيقية، ربما؟
- قليلاً.
- لكن يجب ألا تتوتري لأنك عازفة ماهرة.
ابتسمت تاي لعازف الكمان وهو يخرج من الغرفة التي يتدربون فيها عادة ويرد الابتسام مرحباً.
- هذا صحيح..صحيح..لكنني لا أنتقد التقنية لأنها ممتازة.. بل.. أنتقد النقص في التعبير..يجب أن تتعلمي الاسترخاء وترك المجال لمشاعرك بالظهور..فكرت كيف يمكنني مساعدتك في هذا..يجب أن تفكري في هذه المعزوفة الثلاثية وكأنها قصة حب..قصة زوجين غير مناسبين..الفيولا و الكلارنيت..أيمكنك هذا؟.
قالت وقد أثار اقتراحه اهتمامها:
- سأحاول.. إنما رجاء أخبرني المزيد.
- اسمعي إذن.. فيما ننتظر جاد، سنتكلم أنا و أنت عبر آلاتنا وكأننا زوجان غير مناسبين..كما تعرفين، الجزء الأول من الحركة الموسيقية يبدأ بعزفي للكمان بطريقة مشاكسة.
عزف اللحن بطريقة عنيفة..أشار اللحن العنيف إلى شخص يشخر ساخراً بشكل مستفز..بالطريقة التي سخر منها ميردت حين التقيا أول مرة..
قال دون:
- هذا هو بطلنا..الكمان يعبر عن حبه..إنه شخص عنيف قاسٍ..مايسمى اليوم بالمغرور، الآن أنت ، على الكلارنيت، بطلتنا، اعزفي اللحن عينه، إنما بحنان أكبر لأنك أنثى..هيا..اعزفي وضعي في ذهنك أنه يعجبك و أنك تريدين معرفته أكثر.
رفعت تاي الكلارنيت من علبتها..ثم بللت لسان الآلة بشفتيها، وبدأت بالعزف..تصاعدت النغمات في الهواء بوضوح و صفاء كتغريد الطيور وراحت تتذكر ماشعرت به عندما قابلت ميردت في منزله.. وكيف حاولت أن تتملقه.. كبرت الذكرى، وتغيرت أنغام الكلارنيت وأصبحت دافئة مثيرة وعندما وصلت إلى نهاية النغم توقفت لتلتقط أنفاسها فصفق دون يديه ابتهاجاً.
- هذه هي..هذه هي! الآن أعرف أنك مررت بتجربة..الآن لم تعودي تعزفين كإنسان لا جنس له.. يجب دائماً أن تضعي خبرتك في الحياة في عزفك..إذن.. فلننتقل إلى الحركة الثانية، الأخف ظلاً.. مع أن فيها لحظات جادة، وفيها تتنهد الكلارنيت لتبدي توسلها و شوقها.. ولكنها ستتلقى رداً سيئاً من الكمان، عليك أن تفهمي أن ذلك أشبه بقصة حب.. تقدم و تراجع ..عرض و رفض.
يتبع
|