كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
- لتعزفي في الأوركسترا؟
- لا أظن هذا، يقول إنه يفتقد إليّ وإنه ندم على انفصاله عني.
- مع ذلك، لا يعرض الزواج بك؟
- لا..لن يطلب مني الزواج ابداً..إلا إذ غيرت ديني.
- وهل تقبيلين بتغييره؟
- آه..أبداً..آه برنابي..لقد تأخرت كثيراً..تأخرت كثيراً.
- ماذا تقصدين بأنه تأخر؟
- لم أعد أحبه..
دست الرسالة في الغلاف.
ارتفع حاجبا كينان بسخرية.
- حقاً؟ إذن لماذا لا تبدين أفضل حالاً؟ لماذا لا يزداد وزنك؟و لماذا أنت متوترة؟ أنت أسوأ حالاً عما وصلت.
- شغلت بالي أمور كثيرة..التمرين للحفلة..التمرين مع دون أمر غير سهل..تعرفين هذا، إنه يحب الكمال و الواقع أنني ملهوفة للحصول على عمل في أوركسترا كبيرة، المنافسة كبيرة..كبيرة جداً.. والفرق الموسيقية كبيرة.. كبيرة جداً.. والفرق الموسيقية تعاني بسبب الخسائر و بسبب عدم دعمها من الحكومة.
- هذه اسباب أخرى يجب أن تدفعك للتفكير بالبقاء هنا لتكسبي عيشك من العمل عندي وفي العزف في فرقة نورثبورت.. من يدري فقد تنجح هذه السلسلة من الحفلات، فيطالبها الجمهور بالمزيد من الحفلات، وقد يتمكن جاد ياشيمو من تأسيس مدرسة الموسيقى الصيفية حيث يمكنك التعليم فيه، متى قلت إن تلك المرأة قادمة لإجراء المقابلة معك؟
- في الحادية عشرة..
- حسناً..أزف الوقت، لذا أقترح عليك البدء بتجميل نفسك، لا أظنك ترغبين في إجراء المقابلة و شعرك أشعث كالمجانين.
هبت تاي واقفة و صاحت:
- لا..لاأريد، ماذا سأرتدي؟ أوه..ماذا سأرتدي؟ ساعديني كينان!
فتحت قمر الليل الخزانة: ماترتديه عادة للتمرين..لماذا لا ترتدين ذلك السروال الأسود و البلوزة الفضفاضة!.. تلك القرمزية، اللون الأحمر يليق بك، واجمعي شعرك فوق رأسك لتظهري عنقك.. وتبرجي بكثرة لتغطي الخطوط تحت عينيك، حبأ بالله! أنت لم تنامي جيداً مؤخراً.. أليس كذلك؟
- لا..حقاً.
خلعت روبها ودست السروال الأسود..
أضافت كينان: لاأظن أن سبب أرقك هو الحفلة الموسيقية فقط أو التفتيش عن العمل.. بل رجل.. وإن لم يكن برنابي فهو قطعاً ميردت لايتبون! فأنت نادمة على رفضك إياه..
تمتمت تاي وهي تتناول البلوزة الحمراء:
- لا..ليس الأمر كما تقولين..آه! لا أدري كيف .. لا أستطيع التوقف عن التفكير فيه.. عندما لا أكون مشغولة.. لا يفارق خيالي.. و أجدني غير قادرة على تنفيد ما طلبه مني..
- وماذا طلب منك؟
- طلب مني أن أنسي أنه طلب يدي..و..
ارتجفت شفتا تاي وهي تنظر إلى صابعها التي كانت تزرر بلوزتها..ثم أضافت هامسة:
قال لي:" ابقي بعيدة عني" ولقد بقيت بعيدة.. ولكنني ..لم أستطع نسيانه، ولن أنسى مادمت باقية هنا.
رفعت تاي عينيها السوداوين اللتين ملؤهما العذاب:
- أتفهمين الآن لماذا عليّ الرحيل بعد الحفلة؟
- أجل..فهمت الآن.. ألم أحذرك..آه! تاي ماذا أفعل بك؟ لا يمكنك المضي على هذا النحو..لا يمكنك الوقوع في الحب و الخروج منه طوال الوقت مع رجال غير مناسبين لك.. يجب أن تحاولي ضبط مشاعرك بطريقة ما.
- إذن ربما يجب أن أنخرط في دير لأنه المكان الوحيد الذي لن أرى فيه رجلاً..وآخر مكان في العالم قد أرى فيه أمثال ميردت لايتبون!
بعد عشر دقائق من هذا، دخلت قمر الليل صالون الفندق فوجدت جوليا غرين وكليف نورداي يحضران الكاميرا و الأضواء لتصوير المقابلة.. منذ لقائها الأول بجوليا في منزل ميردت تتالت المرات التي عادت فالتقت بها ولكنهما لم تنفردا البتة.. كانت المخرجة التلفزيونية مرتدية بذلة من التويد الفاخر العاجي اللون وبلوزة ضيقة و سترة قصيرة واسعة تحتها بلوزة حريرية بلون التويد.. امرأة كفؤة نشيطة، مسيطرة على الموقف سيطرة كاملة.
- سنتحدث مدة عشرين دقيقة..بعد ذلك سأنسق المقابلة وآخذ منها ما أظنه مناسباً مع المقابلات الأخرى التي صورتها مع دون وجاد، وشيلا و كرايغ..أريد منك أن تجلسي على الأريكة لتكون لوحة المركب المبحر خلفك.. وسأجلس هنا إلى جانبك..هل سبق أن أجرى أحدهم معك مقابلة تلفزيونية؟
جلست تاي في زواية الأريكة الوردية وأجابت:"لا".
- إذن استرخي و حاولي أن تكوني على سجيتك قدر المستطاع.
تقدم كليف فوضع الميكرفون الصغير في باقة بلوزتها وفي هذا الوقت راحت جوليا تثبت الميكرفون على سترتها.
- أولاً سأسألك لماذا اخترت العزف على الكلارنيت.. ثم لماذا جئت إلى نورثبورت للاشتراك مع الفرقة..أخيراً ماهي مشاعرك عن القطعة الموسيقية التي ستعزفينها..أجيبي وكأنك تتحدثين إلى شخص تعرفينه وانطلقي على سجيتك، كلما أطلت الإجابة كان ذلك أفضل لك..فهمت؟
- أجل..هل أنظر إلى الكاميرا؟
- لا.. بل أنظري إلي..فالكاميرا ستكون في مواجهتك على أي حال وهي ستصور كل تعابير وجهك.. وبما أن لدينا كاميرا واحدة فقط سنضطر إلى تصوير القسم الخاص بي من المقابلة و أنا أسألك، كي يصور كليف وجهي و أنا أتكلم.. وبعد ذلك نجمع القسمين في الاستديو..جاهزة للبدء؟
شعت أنوار التصوير حارة و انصبت مباشرة على وجه تاي لتوحي بأن الجو مشمس مع أن الواقع أن السماء ممطرة و الغيوم قائمة، ما إن أجابت عن أسئلة جوليا المتعلقة بسبب اختيارها مهنة العزف حتى وجدت أن من السهل الإجابة عن السؤال التالي المتعلق بسبب وجودها في نورثبورت وكيف التقت بدون و الأعضاء الآخرين في الفرقة..لكنها لم تكن مستعدة للسؤال الآخر.
طافت عينا جوليا بلؤم وهي تبتسم وتقول:
- قيل لي إن الفضل عائد إليك لحصول الفرقة على الإذن بإقامة الحفلة في غرفة موسيقى جميلة يعود طرازها إلى القرن الثامن عشر، في منزل لايتبون، كما قيل لي إنك صديقة مقربة من صاحبها، ميردت لايتبون..فهل هذا صحيح؟
يتبع
|