كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
قال من بين أسنانه:
- من يقول هذا؟
- أنا أقول ذلك.. أنا ..لن أستطيع الزواج بك..لأنني ..لا أحبك.
- لا تبدين واثقة من هذا.
تغير مزاجه مجدداً، واسترخت يداه و ارتفعتا إلى كتفيها وعنقا..فجاءت الاستجابة من أعمق كيانها ؟أقوى من إرادتها.
وتأوهت و أغمضت عينيها احتجاجاً على مثل هذا الاضطراب الساحر.
قال و أنفاسه على خدها:
- تزوجيني تاي.. وعيشي معي هنا، واجلبي جميع الموسيقيين في العالم ليعزفوا هنا ساعة تشائين، تزوجيني ليصبح هذا المنزل منزلك فتفعلين به ما تشائين.. وسترين كم سأكون كريماً.
همست قمرالليل: فقط عندما تريد شيئاً..آه..دعني.. لا أستطيع التفكير السوي و أنت تضمني هكذا..
تمتم:" لا تفكري إذن.. أشعري فقط و قومي بماتشعرين أنك تريدين القيام به.. ولنستفد بأكبر قدر ممكن من هذا التجاذب الغريب القائن بيننا..افتتان، حمى الربيع، سمه ما تريدين..إنه موجود، وهو جيد.. جيد جداً".
لف الظلام تفكيرها مجدداً.. وأدار سحر أسود رأسها.. إنه مصيب، وهذا جيد..وهي تتوق إلى قضاء العمر معه.. ولكن صوتاً غريباً تسلل إلى عقلها وكأنه نور رمادي بارد بدد الظلمة الدافئة و أظهر لها المخاطر المتوارية إن تزوجته.. فتحت عينيها و أبعدت وجهها عن كتفه ودفعته عنها.
صاحت قمر الليل:
- لا..لا ، لا أستطيع الزواج بك، أنت لست طبيعياً..لا..لاأستطيع الزواج بك! أنا خائفة من الزواج بك.
- خائفة؟ ولماذا بحق السماء؟
- لأنك ..لأنك تمتلك القدرة على..أن ..أن..
صاح: أن ماذا؟ ما الذي لدي القدرة على فعله..
لكنها لم تستطع أن تقول له القدرة على تحطيم قلبها..فهو في يوم من الأيام وبعدما يتغلب على إحباطه و غضبه بسبب إعاقته، قد يندم على زواجه بها و يرغب في حريته.
صاحت بجنون:" لاشيء..لاشيء!".
سحبت نفساً عميقاً محاولة السيطرة على نفسها:
الرد هو لا ميردت.. لن أتزوجك..حتى لمساعدة الموسيقيين..سأذهب الآن، أعتقد ..أعتقد..أنك لا تريد مني أن أبقى ..وداعاً.
ارتدت على عقبيها عائدة أدارجها أما هو فلم يلحق بها..فتحت الباب وخرجت إلى أشعة شمس الربيع الدافئة و اتجهت إلى سيارتها..إلى مقعد السائق..كانت تتحرك كأنسان آلي لا مشاعر له..لكن يد الإنسان الآلي لا ترتجف عادة حين تشغل مفتاح المحرك.. والإنسان الآلي لا يبكي دموعاً مالحة كما بكت وهي تقود في ممر المنزل الداخلي.
لم تشعر قط بمثل هذه المشاعر بعد افتراقها عن برنابي.. الآن تشعر بأنها منقسمة إلى شقين، شق منها يتوق للعودة إلى ميردت لشرح ما كانت تقصده بقولها عندما رفضت الزواج به لأنه غير طبيعي وهو شق يدفعها إلى خذه بين ذراعيها، وشق آخر يريد منها الابتعاد قدر المستطاع عنه.. ولاختباء في زواية من مكان ما حتى تخف آلام إيلامها له.. حتى تنساه، وينساها.
يتبع
|