(12)
(الاحلام )
احلامنا كل ما كبرنا صغرت ..وكل ما عشنا الواقع قلت ..والعكس .. كل ما عشنا في الخيال كبرت وتوسعت ...من منا احلامه ماتغيرت ..وتقلصت ...
وفيه
احلام ماتغير ولا تتبدل .. نعيشها للموت ..
حتى لو ارتعشت مثل الطير اللي يتحضر .. ترجع فيها الحياة .. احلام المحبين تحتضر ولا تموت ..
احلام ..
تحييها الامال .. وتشدنا لها الاشواق .. ونحاول نقضي عليها بالكبرياء ..
.. عضت على شفايفها وهي تقوم وهو اسرع منها قبض على يدها ..مسك يدها وسحبها لحد ماجلست .. باسها .. .. مغمض عيونه .. شفايفه على ظهر كفها الناعم.. وانفه يشم عطرها الساحر .. قالها (حبي أكبر حتى من كلمة أحبك ...ماقدر أوصف لك شعوري سامحيني..*
سحبت يدها بخفه من يده ..ماتقدر تواجه طوفان مشاعره الكبير .. خجل يمنعها .. نزلت دمعة .. ابتسم .. ورفع نفسه من مخدته .. وهي وقفت وهي تمسحها ( مابقى شي على صلاة الظهر .. سمعوا صوت رعد ( من امس وحنا في مطر وخير .. ضحكت من تعليقه .. وضحك معها .. (صادق تمطر برى وتمطر داخل ..اخذ جواله وفتح الرسايل وهو يضحك .. رفع جواله اللي شاشته تنور لقى اسم عبد العزيز ..( هلا عزوز.. الله يبارك في عمرك ...ههههههههههههه غرقان ياخوك .. وغمز بعينه لها ..
حمرة اذنيها رقبتها وجهها .. وهو مركز نظرته في عيونها ..نزلت عيونها بخجل فيه من الجراء ما يساوي مشاعره .. الصادقة القوية .. اللي كانت ومازالت تحرك داخلها .. وتعجز تجاريها .. ماتعرف تعبر عنها .. مثله..صارت تدورفي الغرفة تبي تبعد .. عن نظراته .. ابتسامته .. صوته .. اللي يشتتها ويرجع يجمعها ..فتحت .. شنطته.. طلعت ملابس وحطتهم على جنب .. وطلعت وهو مشغول في جواله .. من مكالمة ماجد .. اتصل على عبد العزيز ..نزل جواله اللي التهى فيه يبعد عنها .. وعن مشاعره اللي مايقدر يكبتها ..فيه شي غير حسه مخلية مبسوط .. .. خجوله .. والاحراج يطغى على خجلها .. تنهد ..الله يعين ..
طلعت وقلبها ينبض بقوة .. وعيونها تدمع .. بلا سبب ..تبي تعرف السر موقادره .. تضبط نفسها ..تكون اكثر تحرر.. تحس بالصغف قدامه .. وفيه الم داخلها .. يقيدها .. ماتستاهله .. وحده مثلها .. تقتها بنفسها مهزوزه .. رفعت راسها .. وخذت نفس .. تذكر نفسها .. لازم اتغير .. انا مابديت علشان اعيد الماضي .. رجعت تناقض نفسها بفكرة قديمة ..تحس داخلها شي مكسور .. ماتقدر تجمعه ..انتبهت على افكارها وحاولت تلمها .. في زحمة افكارها جاء عبود في بالها .. واتصلت على امها .. وكلمته وهي ترد على اسالته ( لا ياابوي انت...هههه بجي اللحين .. تضحك على اسئلته البريئة ..!!
دخل مكتبه .. بعد اجازه يومين .. دخل علية النقيب مسعود من زملاءه وسلم عليه .. وقال مسعود (البشارة ..
ابتسم فيصل بهدوء ساله ( ابشر .. بالبشارة اذا كان اللي انت جاين به يستاهل ..
فاله مسعود ( فرج .. فرج الله علية وتنازلوا اهل الولد وعفوا عنه ..
كانت قضية فرج من القضايا اللي ماسكها وانتهت بحكم الشيخ على فرج بالقصاص وكان متعاطف معه حيل عمره عشرين سنه وقضية قتل .. وكل السالفه طيش شباب وكلام اخرته دم وقتل .. واكثر شي الم فيصل جد فرج .. الشايب المسكين .. اللي من دائرة لدائرة حكومية .. ومحاكم ومحامين وشيوخ لحد ماجاهم العفو ..لولد بنته ووحيدها ..
حتى فيصل ما خلص من طلبات الشايب مع انه لا قاضي ولا من اهل المقتول دوره محقق في القضية .. ومهما حاول يخفي تعاطفه مع بعض القضايا تغلب الانسانية وتظهر معانيها علينا .. مافيه حياد في وجه مشاعرنا مهما حاولنا .. وان اخفينها يكفي اننا نحس ولنا قلب يتالم ..
قال فيصل بفرحه ( الله يبشرك بالخير .. ويجزاه خير من عفى ..
رفع فيصل جواله وشاف اسم (ام فيصل ) طالع على الشاشه .. رد عليها ( هلا .. اهاا .. طيب .. سلموا عليهم .. مقدر اطلع انا مضغوط شوي في العمل .. ابشري يالله في امان الله..
هز راسه (الولده ..
ابتسم مسعود وهو يوقف ( الله يخليها لك .. ويطول بعمرها ..
ام فيصل .. تاكد على فيصل يجي .. تبيه يكون موجود .. علشان اخته ورجلها .. اعتذر بالشغل .. اللي فعلا حس انه مقصر فيه .. وزاد على كذا تنبيه رئيسه عليه قبل يومين.. لما اخذ موافقته على الاجازة اليومين اللي راحوا ...
بعد ساعة من النقاش اللي كان بينهم .. راجع نفسه .. من الغلطان انا ولا هي .. انا كنت هادي ورايق وهي اللي معصبة وتبي الهواش ..تعبانه وحامل ماقلنا شي .. ترفع صوتها وتتحكم لا ماهوب انا اللي تحكم فيني حرمه .. اغليها واحبها ماانكر .. مومنعناتها تشيخ على حساب غلاها .. قاطعه صوت ثاني على حساب غلطتك ياناصر .. المراءة جرحها للحين ماطاب وانت قاسي .. تعبانه وانت تعبها ..
خطواته كانت هادية .. متردده ..دخل لقاه لحين منسدحه على جنبها متكورة ويدها على بطنها .. ومغمضة وتبكي بصمت .. حس بنغزة في صدره من شكلها .. غمض عيونه واخذ نفس .. وتقدم لها ..جلس ساكت دقايق طويله وهو يتاملها .. ويسال اثار قسوته ولاتسرعها .. اللي يعرفه وده يغمض ويفتح ويلقها مثل اول .. من بعد ما رجعت له وهي نتغيرة مكتئبه .. تعبانة نفسيتها .. ومنطوية .. وسرحانه بافكار الله يعلم فيها .. وده يطمنها .. وترجع تفهمه مثل اول .. حياته كلها حب وسلام .. سالها ( للحين تعبانه .. كان جوابها دموع زياده .. قرب منها اكثر وهو يمسح على ظهرها ( مهاوي .. حبيبتي .. يكفي .. ترى مايستاهل اللي تسوينه .. خلاف عادي كبرتيه .. وتعبتي نفسك واللي في بطنك بهالانفعال الزايد .. كانت عيونها لتحت مارفعتهم ..
ورجع لصمته دقايق قالت فيها ( خلاص روح انا اللحين احسن .. رد عليها بتنهيده (وين اروح .. وانتي كذا .. انتي اللي مشينا نروح للمشتسفى .. هزت راسها والعبرة تخنقها ( خلاص صرت احسن .. مسح دموعها وقربها منه راسها على كتفه واصابع كفه في شعرها القصير ..(بروح للوالد .. وبرجع نروح للمشتسفى .. جت ترد عليه حط اصبعه على شفايفها (مابي نقاش .. لارجعت نطلع للمستشفى .. سكتت .. وطلع بعد ماباسها بكل حب وحنان ..
(انهبلت علشان ابي اعرس ..حقي ابي اعرس اقلها يجي لي عيال .. ما عندي الا ولدين ولو على كيفها ماجابتهم ..
ردت عليه ( احمد ربك غيرك ما عنده عيال .. ولا انتوا يارالرجال لا بغيتوا العرس كثرت اعذاركم ..
ماجد ملاحظ عصبية امه وراشد ( راشد فكر زين ولا تنسى هناء ويوسف وقرارك بيخرب بيت اختك ..
(يوسف اكثر واحد فاهمني حتى اكثر منك .. وش تعرفون عن تهاني .. اذا انتم اهلي .. ما احسكم تحبونها ..
ردت عليه ام ماجد ( من قال مانحبها .. الا نحبها ونغليها لو موب علشانها علشانك يالغالي .. وعلشانها ام عيالك ..
رد ماجد متنرفز منه ( مو مهم انا نحبها يكفي انت تحبها .. ليش تبي تتزوج بعد عشر سنين توك تدري انك منت بسعيد معها .. وانها موب مريحتك .. توك تحس يوم قربت ملكت اختك ... تبي تسبب مشاكل بينا ..
راشد حس ان ماجد يتهمه بالانانية ( اتوقع اني موب اناني لدرجة ان مصلحتي وسعادتي اهم من اختي ..لكن كل واحد له درجه تحمل وانا وصلت الصفر .. وانا ماقلت لكم قراري استشير احد انا مقرر وخالص ..
قاله ماجد بضيقه وغصب ( تحمل تعبات قرارك لحالك هناء مالها دخل ..
هناء اللي تسمعهم وهي نازله طلعت غرفتها .. وسكرت الباب .. والخوف يتضاعف اذا هي خايف من ام يوسف والعلاقات بين الاهل تمام .. اجل كيف بعد اللي سمعته ..
لبس ملابسه وتعطر وعدل شماغه وهو يسمعها تضحك بصوت خافت .. وعرف انها تكلم .. اخذ جواله واغراضه وحطهم في جيبه .. شمت عطره .. القوي .. لفت عليه مبتسمه .. وهي تاشر على جوالها وتحرك شفايفها باسمه ( عــــــــــــــ ــــــــــبـــــــــ ـــــو د ي ) حس بلمعه شقاوة في عيونها قرب منها ويده على كتفها ضامها له ومقرب من اذنها يسمع معها وش يقول .. دفته بنعومه .. وهي تهمس بحط على السبيكر .. بوز وبانت غمازاته قال لها وهويحط الجوال على اذنها ويحاول يقرب ( كذا احسن مشاركة وجدانية اكثر .. وكلم عبودي وسكر منه ورجع يقول بضحكه ( باكلم امي اذا رجعت تجين تسمعين معي ..ضحكت وهي تبعد ( روح صلي الله يهديك .. باس جبينها وهو يقول ( ويهديتس بعد .. وطلع وقلبها معه .. وطل عليها مرة ثانية وقال ( لا رجعت ابيك جاهزة فتحت عيونها تحسبة يقصد للمكالمة قال وهو يضحك ( علشان نروح لاهلك.. ابتسمت ( ان شاء اللله .. وطلع يصلي ..جمعت اغراضها واغراضة وصلت .. وجلست تنتظره وطول عليها .. ساعه وساعتين .. و......
شفى اللي قضت ليلها بكي ماطلعت من غرفتها لحد اللحين وكل مامرت امها تبي تصحيها تردد وترجع وناوية ماتكلمها وتصنع الزعل حتى لو من وراء قلبها علشان تعدل اسلوبها ..
ترسم برواق بيت مهجور في السماء بين السحاب والبيت داخل عين كبيرة وكان العين تعكس نظرة لمستقبل بيت في سماء الاحلام هاجرة الواقع والعين في رمشها دمعة كانها مطر من السحاب اللي في العين .. جمعت فيها كل ماضيها وحاضرها وتوقعها للمستقبل ..كانت رسمة من شهر ترسمها وللحين تضيف عليها .. اضائة وتعتيم وخطوط انعاكسات .. بالفحم والطبشور ...
ابتسمت برضا ودقت على ناصر .. ماتدري ليه طرى عليها .. يمكن تذكر اول قبل زواجه يوم كان يستهبل عليها ويضحك على رسمها ولا لانه الاقرب لها .. يمكن يشبهها .. عضت شفايفها وهي تسمعه يقول (هلا بعقدة حياتي وش تبين ؟؟
(مشتاقه لك ؟؟ عمو الطيب الحنون ..الرقيق النبيل ..
(غصب عنتس .. وش تبين اخلصي ..من الاخر
( ابيك تسير علينا من زمان عنك ..
(اها وبعدين ..
(بصراحه ابي اشوف اذا فاضي .. ابي منك خدمة صغيرة ..
( اللي هي ..
(تقنع ابوي اجلس هالاسبوع عند امي ..
( ليه من متى تركي يسمع كلامي ..
(من يوم خذيت فلوسه وخسرته في المساهمات الفاشله ..
(اقول اطلعي من حياتي .. وسكر في وجهها ... ضحكت عليه اكيد معصب وهي هبلت فيه وذكرته بنكبت حياته ههههههههه ..
بعد ساعتين .. قلبها مومرتاح.. تحس ان فيه شي تاخر كثير .. ماتعرف رقمه .. اتصلت على فيصل تاخذ منه رقمه هذا اخر حل وصلت له وهي تحس اعصابها منتهية ... قررت تتصل على فيصل تساله عن رقمه ..
اتصلت عليه .. وعطاها مشغول ..وكذا مره .. كان يفصله او يحطه مشغول .. زاد قلقها .. بعد نص ساعه رد عليها ..( هلا نوف .. صوتها حاولت يطلع ( فيصل .. قال لها ( افتحي انا عند الباب .. سحبت نفسها للباب وفتحت وهي متجمده وكل الافكار السوداء في راسها .. (مــــــــــ ــــتــــــ ــــــعــــ ــــب ..
انتظركم لـــــــــ يبقى الحب