كاتب الموضوع :
ضحكتك في عيوني
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
أحبتي لي عودة مع الردود السابقه بعد أن قراتها بتمعن لكن لضيق الوقت المتبقي لي على الاب توب أجد أن من الأسلم أن أنزل الجزء الجديد حتى أضمن عدم تأخري ..
.
.
.
.
الجزء الثامن و العشرون :
.
.
.
من منا لم تضع أحد حاجياته ليبدء بصراخ بكل من حوله لمساعدته با البحث ليكتشف أخيرا
على يد مستكينه أن نحن من ضعنا .. فا الأشياء لا تضيع بل تضاع .
لكن كيف أن كان ما اضعناه شعور .. لا يقاس بشيء و ينبه به أحساس ؟
.
.
.
.
أتى الليل و أن أصبح الصبح لا فرق ..
فا كل ما خططت له فشل على الرغم من حماسي و اندفاعي و أخلاصي بإعداد كل شيء ..
و أشبه ما حدث با كوب من شراب النعناع أعدتته للأسترخاء ووجدت أن من الصعب أحتسائه
لمرراته !
سجن قصر عمي يبدو مماثلا لهذا الشاليه الذي أستأجرناه ... عمي الذي رافقنا لم يتخلى عن
دور السجان الذي يردد يوميا على مساجينه قائمة الممنوعات " ممنوع الخروج من الشاليه إلا
برفقته أو برفقة فيصل " .. " ممنوع الضحك و مسموح الهمس فقط فنحن لسنا با المنزل "
" ممنوع السهر و الأستيقاظ مبكرا لا مفر منه " ... لا أظنكم تريدون سماع السلسلة الطويلة
من الممنوعات إذا دعوني أنتقل بحديثي لسيد أناني الغير مهتم بحالي !
نعم فيصل منذ قدومنا لشاليه وهو متمركز على أحد المقاعد المقابله للبحر يقرأ أحد الكتب لا
أراه و لا أتحدث إليه إلا عندما يأتي متعبا آخر الليل ! .. يبدوا أنه يشعر با لضجر مني لا لسبب
أفهمه ! ... فا كيف يكون أقرب شخص لي في الأسبوع الماضي هو نفسه أبعد شخص عني هذا
الأسبوع !
هل ذهب تأثير الجديد الغير المستكشف و اصبحت قديمة في نظره .. هل حن و عاد للأخرى
و انا في غفلة ؟!
أتمنى أن أسأله و أخلص نفسي من الهواجس لكن المشكلة أنني أخاف ان أضع نفسي بمقارنة
علنية الخاسر بها أنا ..
.
.
.
.
لابد أن حماسها قد قتل على يد عائلتنا الكئيبة ... أعتقد انها أخيرا أستسلمت ووصلت لفهم أعمق
لنفسية المعقدة التي تدير هذه العائلة .. كنت أتمنى أن تكون زوجتي من عائلة أخرى حتى لا
ترتبط عاطفيا بعائلتي و لا ترى أن من واجبها مراعاتهم .. تمنيت أن نؤسس أنا وزوجتي أسرة
صغيرة صحيحة النفسية تخلو مبادئها من أتباع القسوة و التقاليد البالية لننفصل كليا عن أسرتي
الكبيره و لا نكون أمتدادا لها .. تحت مجهر أبي أنا مراغب بكل تصرفاتي أشعر أنني تحت حكمه
حتى و انا أحكم أسرتي الصغيرة .. لا أرى بزواجي إلا أمتدادا لسلطة ديكتاتور غزى أرضا
جديده و نصب أحد أبنائه ليحكمها في ظل شريعته !
.
.
.
.
فيصل : إذا مو نايمة ترى أنا عازمج على العشى برى ..
تهاني تنهض بسرعة : أخيرا .. أكيد خلصت قراءة كتابك ..
فيصل : لا ما خلصته بس كنت أنطرج تخلصين من مجهوداتج الجبارة في إسعاد عايلة أبو فيصل ..
تهاني : فيصل ليش عمي جذيه .. معذب نفسه و معذب البنات و خالتي معاه .. حنا جايين الشاليه
نستانس وهو الله يهديه حابسهم ..
فيصل ينهض ويتوجه لأرتداء ملابس: تهاني طلبتج أنسيهم .. أمي هذا وضعها من سنين و
مرتاحه عليه و البنات بأذن الله مردهم بيتزوجون و بيعشون حياتهم لا تحاتينهم ..
تهاني : و يصيرون مثل دلال وتنعاد الحكاية و يردون ثاني مره لسجن ..
فيصل يضحك بعمق : لا يا حبيبتي اللي يطلع من ها السجن ما يرد لأن السجان ما يتحمل يقابلهم
اكثر .. دلال بترد لجراح بس حنا معطينه فرصه يفكر و يصحح غلطته ..
تهاني مستغربه : شلون يعني .. بتغصبونه يردها ؟!!
فيصل : لا . .بس إذا ما ردها حنا اللي بنردها له .
تهاني تقاطعه بهلع : لا فيصل تكفى لا تساعد عمي بها الشغله .. ترضاها لأختك ترد ذليلة لواحد
عايفها ..
فيصل : قويه عايفه ! .. على العموم دلال أختي و أنا أعرف بمصلحتها و جراح ولد عمي
وحسبة أخوي و ما راح أذل أختي لرديتها له .. انا متأكد أن دلال غلطانه و أكيد جراح طلقها في
لحظة غضب و أنا راح أسهلها عليهم بس با الأول بأنتظر لين قبل ما تنتهي العده و إذا ما تراجع
جراح عن قراره بردها له و ترى أنا اللي طلبت من أبوي يخلي الموضوع علي عشان ما يكبر
السالفه و تصير حزازيات بين اهلنا .
تهاني : حلو أنك توليت الموضوع بس صدقني بطريقة هذي بترخصها بعينه ..
فيصل : من يقوله ؟!! .. خلي عنج ها التفكير اللي ما يحل شي لو بننتظر واحد منهم يتنازل عن
كرامته و يعتذر أجل أكيد ماراح يردون لبعض .. و اللحين خلينا منهم و أمشي نتعشى أنا
ميت جوع ..
.
.
.
.
أتمنى أن يعديني فيصل بفيروس الا مبالاة .. قلبه الفولاذي لا يشعر أبدا بتعاطف مع أي شخص
ممن حوله .. لا يشعر بأخواته و لا يتعاطف معهن و أعتقد أن سبب أهتمامه بعودة دلال لجراح
ما هو إلا محاولة منه لتخلص من أكبر عدد ممكن من أفراد اسرته !
و ها هو يستأذن مره اخرى ليتلقى احد مكالماته المهمة !
.
.
.
فيصل بعدما أنهى المكالمة : اسمعي أنا طالع اللحين و يمكن ما أرد إلا الصبح بس ما أبي أبوي
يدري إذا سأل عني قولي طالع يشتري له شغله ..
تهاني : و أنت وين رايح ؟!!
فيصل المستعجل : بعدين أقولج .. مع السلامة
تهاني بخيبة أمل : ما تشوف شر ..
فيصل يعود أدراجه بعد أن أستشعر نبرتها الحزينة : ماراح أروح و انتي زعلانة ..
تهاني :أنا مو زعلانة بس أعتقد من حقي أعرف و ين زوجي طالع با نص الليل ؟
فيصل : معاج حق . بقولج بس لا تخترعين و مابي أحد يدري لين أرجع ... بيتنا أحترق
تهاني يصيبها الهلع : ضاري صار له شي و إلا أحد من الخدم ؟
فيصل: السايق هو اللي أتصل علي و يقول ضاري با المستشفى بس ما فهمت عليه .. بس أن شاء
الله ما فيه إلا العافية ..
تهاني تبدأ با البكاء : الله يستر ..
فيصل : أوووو عشان جذيه ما بقيت أقولج .. إذا بتقعدين تبجين بيصبح عليج الصبح و عيونج
منتفخه و بيعرفون أهلي ان صاير شي .. يله تهاني شدي حيلج و حسسيني أن وراي أحد اعتمد
عليه مو أروح و احاتيج ..
تهاني تمسح دموعها و تتصنع الصلابة : خلاص روح و لا تحاتي بس طلبتك لا تسرع و أول ما
توصل أتصل علي ..
فيصل يقبل جبينها : و انتي حاولي تنامين و لا تحاتين ..
............................................................ ....
.
.
.
.
ما أن انتصف النهار حتى وصلنا الخبر من تهاني بأحتراق منزل عمي أصيب والدي با الهلع
و سارع للأطمئنان على ضاري با الرغم من معرفتنا المسبقة بأن حروقه سطحية جدا و لا يعاني
إلا من الحماقة إلا أننا كلنا ألتففنا حول سريره و نحن نردد الحمد على سلامته .. فا ضاري نجح
بأقناع عمي و والدي أنه لم يعرف أن الشموع قادرة على أحداث كل هذا الضرر فكل ما كان
يريده هو أن يسترخي و ينعم با الهدوء وهو يقرأ تحت ضوء الشموع !!! .. شخصيا
لا أعرف كيف نجح ضاري المختل عقليا بأحراق المنزل با شموع رفيعه لكني أعرف أنه
سيخرج منها سالما مثلما خرج من مصائب كثيره خلقها بيده من قبل !
.
.
.
.
أبو شاهين : بتقطع حلفي يا أبو فيصل ؟!!
أبو فيصل : لا يا خوي مو أنا اللي أقطع لك حلف بس أنا ما أبي أضيق عليكم و أنا على سعة ..
ابو شاهين معاتبا : تبي تحط أم فيصل و بناتك بشقة بوحده من عماراتك و انا بيتي يا خوك
موجود .. ما هقيتها منك يا أبو فيصل .
أبو فيصل يسارع لتقبيل رأس أخيه : حقك علي و منك السموحة بس يا أخوك بنبطي على ما
نرمم البيت و الملحق بيعرس شاهين فيه آخر الشهر ..
أبو شاهين يقاطعه : شاهين مو ماخذ غريبه و هي بنت أجواد و بتقدر و أن بقى شاهين يفتح
غرفته على غرفة أخته و ياخذها بس أهم شي أنت و عيالك ما تمروحون الليلة إلا في بيتي
و تقعدون فيه لين ترمم البيت و تأثثه و بعدها مرخوصين و ما تشوفون شر ..
.
.
.
نعم أنا الضحية هذه المره لجنون ضاري .. فأبي تجاهل أستشارتي و قرر و ها هو ينفذ !
.
.
.
شاهين الذي يكبت غضبه : الله يخليك لي أنا ما قلت شي بس أنا مستغرب منك عمي قالك هو و
العيال بيقعدون في المقلط و بناته و أم فيصل بياخذون غرفة رهف و تهاني بس انت فضلت
تحكرني بغرفتي الصغيره و تقولي أفتحها على غرفة رهف و كل هذا مثل ما تعرف بياخذ
وقت نفتح الغرفيتن على بعض و نرد نصبغ و نعدل و نأثث .. و عرسي ما بقى عليه إلا كم يوم
أبو شاهين الغاضب من شاهين : اللي يسمعك و يشوفك ما يقول أعرست و خلصت ..
شاهين الذي أبتلع تلميح والده المنتقم : فعلا أعرست و زوجتي لازم تكن معاي و ما طلبت إلا
حقي ..
أبو شاهين : ما قلنا شي بس هذا عاد اللي صار و ما بيك تجادلني ..
شاهين : ماني بمجادلك بس سالفة أفتح الغرفه على الصاله مو عاجبتني لأنها بتاخذ من وقتي و
جهدي و أنا مليت من بنيان الملحق و تأثيثه و مدام عمي بيقعد عندنا فترة أطلب من جراح
يعطيني جناحه مدامه مطلق ..
أبو شاهين يتجاهل شاهين و ينهض ليتوجه لجناحه بينما شاهين يتبعه بإصرار و يحثه على
محادثة جراح : هذا الشي بينك و بين أخوك أن رضى بكيفه ماني بغاصبه على شي خاصه أنه
من طلق دلال و أنا ملاحظ أنه متضايق و ما أبي أزيد عليه يمكن يفكر يردها و أن طلبته يعطيك
جناحه يمكن يهون ..
شاهين : بس انا سائله أمس و قالي ما راح يردها ..
أبو شاهين : على كل حال أنت و أخوك حلوها و انا ما علي إلا بأخوي اللحين ..
.
.
.
.
جراح بحده : لا يمكن ..
أبو شاهين ينظر له بأستغراب : و ليش لا يمكن ؟!!
جراح يستوعب تهوره : أنا مردي بعرس و أبي جناحي ..
شاهين : ما قلنا شي بس أنت ما أنت بمعرس بكره يبي لك كم شهر و أنا أبي اقعد في جناحك بس
المده اللي بيقعدها عمي و أهله في جناحي ..
جراح يخلق الأعذار : بس هذا جناحي و راحتي فيه و ما أتخيل أنام في مكان ثاني ..
شاهين يسخر منه : أيه قلت لي ما تقدر تنام إلا و أنت خام مخدة دلال .
جراح يضحك فجأة : جعل الموت ما يخمك يا خوي ..
شاهين يبتسم له ويحثه بنبرة مشجعه : ردها ..
جراح بعنجهية : بيردونها لي و وقتها بتشرط و أحكم ..
شاهين يرفع حاجبه في تساؤل : يا سلام و شدراك أنهم بيردونها لك ؟!!
جراح : سمعت رهوفه تسولف على أمل .. تقول ان فيصل قايل لتهاني أن ما رديتها بيتدخل هو و
يجيبها لعندي قبل ما تنتهي العده ..
شاهين : و طبعا اللحين صار فيصل هو المفضل عندك بعد ما كنت تكرهه وودك لو تهاني ما أخذته !
جراح : عاد أخذته و خلصنا و انا أبتليت بدلال و هم اللي لازم يحلون موضوعي و أنا ..
شاهين يقاطعه : و أنت بتحط رجل على رجل و با تمنن عليها .. ترى محد بيخسر إلا أنت بتكبر
قلبها عليك ولو كانت تحبك لو شوي بتكرهك .. لما يردون من الشاليه عندنا حاول تقرب منها
و طيب خاطرها بعد ما تتفقون على اللي أختلفتوا عليه با الأول وردها قبل ما يتدخل أحد في
حياتكم ترى بعدها بيردون يتدخلون و يمكن هي بأي مشكله لكم أدخل اهلها و إلا واحد من أهلك
و أنت وقتها اللي بتكون بديت و مالك إلا أنك ترضى با الواقع ..
جراح يكتف يديه : يصير خير ... خلك مني قولي انت شراح تسوي في غرفتك ؟
شاهين : بروح أجيب عمال يصبغون غرفتي و بعدين بركب غرفة النوم و أتحمل أنا و غالية
عشان الكل يرتاح !
............................................................ .................
صائمة أغلب الأيام و ان افطرت و حل عيدها فا التفاح و الموز هو أحتفاليتها !
تعذب نفسها لتسعد نفسها أي مفاهيم مغلوطة تمغنطها لتخزنها ذاكرتها و ترددها لحد التصديق !
.
.
.
منار : راح تذبحين نفسج بها الشكل ... ما صارت رجيم هذا تعذيب .
عذوب بغنوط : و ليته نافع ما ضعفت إلا نص كيلو .. لا رجيم نا فع و لا رياضه شسوي زهقت
منار : يمكن أنج ما تضعفين لأن هذا كل اللي تفكرين فيه .. بعد ما توفت أمج ضعفتي لانج
نسيتي السالفة بس من بديتي مسلسل الحب و أنتي موسعه على نفسج على الآخر من ناحية البلعه ..
عذوب تضع رأسها على الطاولة بغنوط لترفعه فجأه بحماس : لقيتها ...
منار بفضول : شنو اللي لقيتيها ؟
عذوب : تذكرين حبوب التخسيس الصينية اللي تبيعهم أم ملاك ..
منار بعجالة : بس .بس بس هذا اللي ناقص تبين تذبحين نفسج الظاهر نسيتي فوز بنت خالج اللي قصوا من مرارتها بسبة ها الحبوب ..
عذوب تسهل الموضوع : فوز خبله كثرت الجرعات و طولت المده و إلا البنات ياكلونها و ما فيهم إلا العافية ..
منار : لا يا ماما .. لا تجذبين على نفسج ها الحبوب كلها مضره يجيبوها من غير ترخيص و
يبعونها عليج و إذا أبتليتي شالو أيدهم .. و إذا ناوية تقطين نفسج با تهلكة أكليهم بس نصيحتي
لج تعوذين من الشيطان و أجتهدي شوي ودروي على شي ثاني طبيعي ..
عذوب تتحداها : يله على أيدج شنو الطبيعي ..
منار تسارع با الحل : راجعي دكتور لتغذية ..
عذوب بيأس : يبي لي مبلغ وقدره ..
منار : لا تكبرينها ... من مهرج تقدرين تبدأين مراجعاتج و بعد العرس أكيد عزام ما راح يقصر
بيدفع هو الفواتير ..
عذوب بحماس : أي و الله معاج حق .. أجل مشينا ..
منار تؤشر على قدمها المصابه : ما ينفع يا ماما أروح معاج ..
عذوب تعاود الجلوس بعد أن هرب حماسها : أفففف وين ما أطقها عوجه .
منار تضحك على تعابير وجه عذوب : يا بنت أنتي ليش تعقدينها أتصلي بعزام ياخذج و إذا
مستحيه أخذي معاج عبير ..
عذوب : يا زين شكلي متصله عليه تعال ودني الدكتور الفلاني يقولون دواه يذوب الشحوم
اللي في الظهر و البطن و تحت الذرعان و .. خليني بس ساكته هذي الشحوم مصيبه ..
منار تعاود الضحك : الله يوسع صدرج مثل ما وسعتي صدري ... يا أنا كنت
محتاجه أضحك من قلب .. يا بنت هونيها و هي تهون .. شرايج تاخذين علاوي و تراجعين فيه
مو هو يا قلبي شهيته ضعيفه يعني حجه و حاجه ..
عذوي : أي أدخل في أخوي و اقول لدكتور عطه شي يفتح شهيته و شي يسد شهيتي ..
منار : عن الملاغة عذوب .. ترى علاوي محتاج أختصاصي تغذيه و ديه معاج
و انتي عاد أستشيري الدكتور على راحتج و لما يراجع علاوي مره ثانيه تقدرين تراجعين معاه
عذوب: بس أخاف عزام ما يرضى أروح مع علي ..
منار تحرك حاجبيها بلؤم : لا يا حلوه بيلقاها عذر أخوي و أنا عارفته ..
عذوب بحمرة تورد خديها : أنزين بس أخاف يدخل معانا عند الدكتور ؟
منار : بسيطه دوري لج دكتوره مو دكتور و قولي أنج ما تبينه يدخل على الدكتوره ..
.
.
.
.
.
.
أكاد أجزم أن علي هو الآخر يعرف أنه مجرد و سيلة !
لا تريد أن تقتنع أني لا أكترث كثيرا لوزنها على الرغم أنني أريد أن تفقد بعضه فقط من أجل
صحتها ..
.
.
.
........ في السيارة .........
.
.
.
عذوب : شفيها ما تشتغل ؟
عزام : بسم الله توني جايكم فيها !
علييأتي با الحل : عزام أخذ سيارة أبوي القديمة خالي دايما يجي ياخذ فيها فره عشان ما تفضى
البطارية ..
عذوب : جابها علي أخذ سيارة أبوي القديمة لين تصلح سيارتك يعني المده اللي تعجبك ..
عزام : ما عليه انا ما أستغنى عن سيارتي بس عشان مشواركم بروح بسيارة عمي و لما نرد
يجي واحد من أخواني ياخذني ..
عذوب بإمتعاظ واضح : لهدرجة ما تناسبك سيارة ابوي يا ولد العز .
عزام أستغرب تلميح عذوب لوضعه المادي : أفا عليج ما هقيت أنج تعتقدين أني تافه و مغرور !
عذوب : ما تفرق بين الغشمره و الجد .. ترى أنا أتغشمر ..
عزام بعدما أتى علي سريعا بمفتاح السيارة : أنزين يله خلونا نمشي ..
علي حالما ركب السيارة سارع بأول طلباته : أنا جوعان تكفى عزام مر المطعم أبي شورما
دجاج ..
عزام يبتسم و يشير لأنفه : على ها الخشم ..
عذوب معترضة : لا عزام مو اللحين لما نرد من المراجعه ..
عزام : أختك معاها حق بعد ما نرد نشتري عشا لنا كلنا .. وأنتي عذوب بعد تبين تراجعين
الدكتور؟
عذوب تجاوبه بأندفاع : لا.. ليش أراجع .. شايف أني بطه ؟
علي يطلق ضحكه بينما عزام يحاول إخفاء أبتسامته : لا مو بطه إلا أحلى بجعه ..
علي : شنو يعني بجعة ؟
عزام : لردينا البيت أوريك صورتها با الغوغل ..
عذوب تلتفت على علي الذي أدخل رأسه بين مقعديهم : أنا أقولك .. البجعة طير ضخم عنده
منقار طويل يتدلدل منه جيب كبير يخزن فيه السمك اللي يصيده لأنه يعيش با الماي بس يقدر
يمشي على الأرض على أن مشيته تموت من الضحك بس يرقع نفسه لما يطير لأنه يطير
برشاقه با الجو .. و للأسف أنا ما أقدر أطير بس أقدر أمشي على الأرض
و عزام يشوفني بجعة .. تصور !
عزام صعق من تحليلها لوصف عابر أراد به مغازلتها : أنا ما قصدت اللي فهمتيه !
عذوب تتحداه لينفي : يعني أنت ما قلت لي بجعه ..
عزام يبرر : أنا أقصد ..
عذوب تقاطعه بنبرة تدل على ضيق : لا تقصد و لا أقصد خل أنسكر ها الموضوع السخيف ..
عزام تضايق من تحويرها لقصده : براحتج ..
.
.
.
.
.
.
كنت أراقب المنزل منذ فترة أردت ان أرى منار بأي شكل لكن مرت ايام طويله و لم تخرج من
المنزل و لا حتى لزيارة الطبيب ! ... لكن قبل ساعه رأيت عزام يخرج برفقة زوجته على حسب
ما أعتقد و معه علي أخو منار الصغير أما هي لم تكن برفقتهم لابد انها با المنزل و قد تكون
وحيده جلست مترددا هل أتهور و أطرق الباب و أحدثها من حيث أقف أم أعود لمنزلي من دون
رؤيتها فمن المؤكد أنها لن تخرج لأي مكان فقد حل المساء .. أستغرق تفكيري ساعه و في
لحظة جنون تجاهلت فيها أحتمال رجوع عزام في أي دقيقة توجهت لطرق الباب ليجاوبني من
وراءه صوت رقيق يدل على صغر سن صاحبته أرتبكت لكن لا يمكن ان اتراجع فا طلبت منها
منادات منار و ما هي إلا ثواني حتى جائني صوتها لتغزوني الدغدغات و تلثم قلبي بآلاف
القبلات .. ياااا يكاد قلبي أن يقفز من صدري و يتسلل عبر الباب ليحتضن الواقفه خلفه ..
لم أعرف أني مشتاق لها إلى هذا الحد !
.
.
.
.
منار بنبرة تدل على انزعاجها فقد لمحت مشاري عبر نافذة المطبخ : خير ؟ ..
مشاري : منار أنا مشاري ما عرفتي صوتي ..
منار بعصبيه : أنت ما تستحي على وجهك جاي لحد بيت أهلي تغازل ..
مشاري : أنا مو جاي أغازل أنا جاي أتطمن عليج .. شلونج اللحين ؟
غنام من خلف مشاري : الحمد الله بخير .. في أي سؤال ثاني ؟
مشاري يلتف بكشل كامل فجأه : أنا ..
غنام يقاطعه بنبرة جليدية يمكن لها أن تقتل من دون إراقة قطرة دم واحده : أنا أقدر أجلدك هني
و أجرجرك وراي للمخفر بس مو حاب اسوي فضيحه لعمي أبو علي اللي شلله خله أمثالك
يتجرأون على حرمة بيته ..
مشاري المرتبك يحاول الدفاع عن موقفه الضعيف : أنت فاهم غلط ..
غنام يكبت غضبه : أنا فاهمك صح و موسع خاطري و متحكم بأعصابي و قدامك دقيقة تطلع من
ها الشارع بكبره ...
.
.
.
.
كا عفريت خرج من حيث لا أعلم ... ماذا يفعل هنا ... هل حظي العاثر أخرجه مره أخرى أمامي
بموقف آخر يظهرني بمحل شبهه .. يا لحظي المتمرغ با الوحل .. أكرهك يا حظي
فا قد أصبحت ألد أعدائي بعد هذا الذي يقف خلف الباب ..
كيف سأبرر موقفي ؟
و لما أبرر له من الأساس ؟!! .. لست مضطرة ..
بل أنا جدا مضطرة فا هو أخو عزام و ليس عندي أدنى شك أنه سيخبره بما رأى .. لكن ماذا رأى
أنا لم افتح الباب لمشاري و حدثته من خلف الباب كأي طارق ..
لكن السؤال هو ... ماذا كان يفعل هو أمام باب منزلنا ؟!
.
.
.
.
لابد أنكم أيضا تتسائلون كيف ظهرت فجأة أمام منزل أبو علي و لأي سبب ..
بدأ الأمر عندما تلقى أحمد اتصال من عزام يطلب منه أن يقله بعد ساعتين من الآن من منزل
عمه أبو علي و ما أن أنهى أتصاله حتى ترصدتني الأعين بتساؤولات غير مسموعه و علامات
تعجب ظاهره لا تخفاني و نطقها أحمد بتعليق تهكمي " أوووو صار غنام النسيب السابق و ما
ينفع .. طاح كرتك يا أبو سعود " لتعقب بعده بتول " لا الله بيهداه و بيرد تاج الحسن " .. لتنطلق
والدتي بدعواتها لي با الهداية !
نعم أهلي بغفله و لا يعرفون من " تاج الحسن " إلا شكلها الخارجي الفتان .. بررت لهم طلاقي
لها فجأة بخلاف نشب بيننا على محل السكن .. اخبرتهم أن منار لا تريد أن تغادر منزل والدها
لمريض و انا لا أرضى أن أعيش في منزل زوجتي ! .. تفسير سخيف لكني لم أجد لي منفذ
منطقي إلا هو .. على كل للهروب من الموقف الذي وجدت نفسي به قررت أن أتطوع للمهمه
لعلي أكسر الحاجز الذي بناه عزام على غفله مني .. لذا توجهت بسيارتي لمنزل ابو علي متناسيا
أن عزام لن يأتي إلا بعد ساعتين من الآن ! .. و لحسن حظي أني فعلت .. من بعيد لمحت
مشاري يطرق الباب . وكنت متأكد أنه مشاري أخو شاهين فا أنا لا يمكن لي أن أنسى وجه رأيته
أبدا و با الأخص عندما يكون أحد الذين وقعوا بيدي منذ فترة ليست ببعيده .. خمنت أن سبب
سبب حضوره لمنزل أبو علي با موعد مع منار و سبب تخميني بسيط ... أليس كلاهما كانوا في
نفس الشاليه الذي كان و كرا للمجون إذا لابد أنهم على معرفة مسبقة و ممكن ان تكون بينهم
علاقة حميمة ! ..
لكن رد منار و نبرتها الغاضبة ناقضت حديث مشاري و سؤاله عن حالها بنبرة تلفها اللهفه ..
الموقف محير جدا و غير منطقي و لا يمكن لي تحليله ببساطه !
.
.
.
.
.
عندما تباعدت صوت الأحذيه المقيته أيقنت أنهم رحلوا ... لكن عبير أتتني بعدها بربع ساعه
و الرعب يسكن ملامحها لتخبرني بنبرة مخنوقة بأن غنام مازال يجلس بسيارته كأنه بأنتظار
وصول عزام ... لابد انه سيخبره .. هكذا فسرت عبير عدم رحيل غنام حتى الآن ..
أحتاج عقلي لثواني لمعالجة الوضع ليدب الهلع بأوصالي ... إذا عزم أمره و سيخبر أخي بما
رأى ... أي لئيم قاسي هو ! ..
يمكن لي أن أرى آخر لحظاتي بوضوح .. آخرها عندما ينفجر الدم من رأسي بغزارة ليتلف
سجادة عذوب المفضلة و قد تقفز بعض قطرات من دمي لتلثم وجه علي الحبيب ... حبيبي علي
سوف يكون شاهدا على أحتضاري ... سوف يقف هنالك مشدوها تكبل الصدمه حواسه .. لابد أنه
سوف يكون مرتاعا و سيتذكر صورتي الأخيره بأحلامه ... و أي أحلام سأكون أنا كابوسه .. نعم
من المؤكد أنه لن ينسى آخر لحظاتي ولو أمتد به العمرإلى مرحلة الكهولة .. لابد أنه سيكون
وحيدا في أحد بيوت العجزه فا هو من المؤكد لن يتخذ زوجه ليكون له أولاد لفقده الرغبه
با جنس النساء بعد أن كبرت صورتي الماجنه في عقلة الباطن !
من المؤكد أنه سيصدق ما يحكى عني عندما يصبح شابا فا عاطفته الطفوليه التي تأبى فهم
عظم الأتهامات الملقاة على عاتقي هي فقط من تدفعه لحبي و إحسان الظن بي الآن ...
لكن لماذا أستعجلت بأنهاء السيناريو المأساوي به .. ماذا عني في آخر لحظاتي عندما أغرق كل
ما حولي بدمائي .. نعم سيلف جسدي المحتضر بسجادة عذوب وسيعاون غنام أخي عزام بتخلص
من جثتي بعد أن يحفر لي قبرا على عجل بأبعد مكان يعرفونه با الصحراء ... لكن إن كنت لم
أمت لابد أن الذئاب أن وجدت سوف تنهش لحمي لا لا يوجد ذئاب با صحرائنا ..
لحسن حظي ! ..
كفي عن الوثوق بحظك العنيد ... لابد ان الكلاب هي من سوف تقطعني !
ياااا و أي كلاب ... قد تكون كلاب أنسية تعذبني برغباتها الحيوانية قبل أن تعاود دفني .. لأرقد
تحت التراب منسية لا يصلى على روحي و لا يتصدق عنها خفية ...
رحماك يا الله .
.
.
.
.
عبير تمد مفكرة الأرقام الصغيرة : عزام كان كاتب أرقام أخوانه و بيته عشان إذا عذوب ما
اقدرت تتصل فيه لأي سبب تقدر تكلم واحد من أهله و هذا رقم غنام مسجل ..
منار : و شبي في رقمه ؟!!
عبير تحثها: أتصلي فيه اللحين حاولي تقنعينه ان ما في شي من اللي براسه يمكن يهون و ما يعلم
عزام .. و إلا أتصلي بأمج خليها تلحق عليج قبل ما يجي ..
منار تمد يدها لتأخد المفكره من عبير : بأتصل عليه و إذا مانفع بهج قبل مايجي عزام و يذبحني
.
.
.
.
.
جائني صوتها بأتصال لم أتوقعه حاولت بإستماته تطهير موقفها !
أخبرتني أن مشاري هو من أوصلها مع زوجة أخيها جاسم للمشفى لمعالجة قدمها المصابة و أنه
فاجأها بحضوره للأطمئنان عنها ...
.
.
.
.
غنام : لو ما شاف منج تشجيع ما تهور ووصل لحد باب بيتج خاصه أنه أستاذ جامعي متزوج و
المفروض يخاف على سمعته ..
منار تخنق عبراتها : أنا متأكده أن أي تبرير بقوله ماراح يقنعك بس خلني على صوب و فكر
بمنطقية إذا قلت لعزام بيذبحني و ممكن ينعدم بسبتي و ما أعتقد أنك ترضاها لأخوك ..
غنام بعملية : الأحكام الجنائية المتعلقة با الدفاع عن الشرف مخففه و ما توصل في الغالب
للأعدام لا تحاتين من ها الناحية ...
منار تنفجر باكية : شراح تستفيد ... حرام عليك و الله تلحقك حوبتي أنا مظلومة حتى لو ما صدقت و أن أذبحوني بسبتك ذنبي فا رقبتك ..
غنام : و الحل أتغافل أخوي مثل ما تغافلتيه ... خلينا من سالفة الشاليه و من سالفة مشاري و قولي لي شلون تجرأتي تتصلين بواحد غريب عنج ..
منار التي كانت تشهق بدموعها : أنا أعدك واحد من أخواني ..
غنام : الصراحه ما يشرفني ..
منار تتجمد دموعها و تبرد نبرتها : بس من فترة تشرفت با الزواج مني و إلا نسيت ..
غنام : و الحمد الله طلقتج و أفتكيت من شرج ..
منار :اجل فكني من شرك يا أخي و لا تقعد تترصد لي بكل مكان ..
غنام : أنا أترصد لج !
منار : إذا ما تترصد لي شجايبك عندنا ؟
غنام : لأن عزام يبيني أمره لأن سيارته خربانه قدام بيتكم ..
منار بعد ان هدات : يعني أنت مو قاعد تنطره عشان تقوله عن اللي فهمته غلط ..
غنام أطلق ضحكه لا يعرف من أين مصدرها : على أن اللي شفته يثير الشبه بس أنا با حسن
الظن فيج ها المره و بقول اللي صار منج قبل زلة و ندمتي عليها بس وعد مني يا منار أني بمشي وراج وين ما رحتي و إذا شفت عليج شي ما تلومين إلا نفسج ..
منار تزفر بأرتياح : الحمد الله ماراح تلقى على شي لأن أصلا مافي شي ..
غنام : سكري اللحين و ياويلج إذا رديتي و اتصلتي علي ..
.
.
.
.
قطعت الخط من دون أن أجاوبه بأي كلمه .. من يعتقد نفسه حتى يقسم و يتوعد و يهدد ..
و أيضا لا يريد مني الأتصال به مره أخرى و كأني انوي أن أفعل ! ..
كأنه يلمح أنه يعرف أني سأهم بمغازلته في احد المكالمات التي سوف أمطره بها !
كيف يفكر الرجال الشرقيين ... مشاري .. غنام .. أخوتي ؟!!
من أي زاوية يقرأون أفعالي و أي منطق يتخذونه لتحليل أقوالي .. لماذا أصبح حتى أفعال و
أقوال الغير بحقي ملزمة لي حتى و إن فندتها جملة و تفصيا .. لم يعد حتى القسم با الله كافيا
با نظر أباطرة الشرف و العفة ...
أيحاولون معاقبتي بما لم يعاقبهم أحد عليه ...
أليس أخي جاسم قضى أعواما طويله ضيفا في بيت عمه يأكل و يشرب فيه و في الآخر يترصد
سلوى بنظراته الجريئة التي كانت جاهلة بها ... لا لم آتي بهذا من خيالي بل عليا التي كانت تتندر
بما
رأت من نظرات جاسم لسلوى التي وصفتها با الوقحة و المحرجة لأبنة عمه البريئة...
ألم يخون جاسم عمه الذي أئتمنه على بيته و بناته وإن لم يصل بخيانته لبعيد لكن هذا لا ينفي أنه
اذنب في يوما ما ! ...
أما غنام المحقق الذي وكل نفسه مترصدا لكل من يشيع في الأرض الفساد كان هو لآخر مراهق
وقح يستعمل كل الحجج حتى يلمس يد غالية و لم يوقفه إلا صفعة حاره منها أفقدته توازنه !
أما عزام كنت أجد أسمه يزين أدراج زميلاتي با المدرسة ... و كنت أسمع وشوشات الفتيات
السخيفات و هن يشرن لي بأخت عزام .. أخي عزام منذ سنتين فقط كان يحمل هاتفين واحد
للكل و الثاني خاص جدا ! ... و لكم أن تتخيلو ..
أعتقد الفرق بيني و بينهم أني فتاة .. بريئة .. وهم رجال .. مذنبون !
............................................................ .............
.
.
.
.
منذ فترة وهو كمن سلخ نفسه عن محيطه ليتوحد مع الأنا في أبعد مدى ...
ليصنع الأقنعه و يتناوله الواحده تلو الأخرى ليقنعنا أنه مازال معنا !
حالته لا تسر فا سرحان يطول كل يوم ساعه لابد أن مايشغل باله أمرا جلل ..
.
.
.
.
أبو مازن : ليش ما صليت معانا العشا اليوم ؟
ناصر : تعبان و صليت هني ..
أبو مازن : عسى ماشر تشكي من شي ؟
ناصر يرفع رأسه ليتأمل السقف و يزفر بيأس : تعبان من السجن ... خلاص ما عاد أتحمل أبي
أطلع ...
أبو مازن يربت على كتفه : خلاص با أبوك مابقى لك شي أكيد بيطلعونك بعد ست شهور إذا مو
أقل ..
ناصر يلقي رأسه بين كفيه و يجهش فجأة با البكاء : ما أقدر .. با موت أبي أطلع اللحين .. انا تعبان ..
أبو مازن : إذا تعبان و أنت هني أجل أعرف من اللحين مافي راه برى .. تذكر أنت بتحمل صفة
سجين سابق و أأكد لك أن محد بيتقبلك و بيهد حيلك التعب و أنت تحاول و تحاول ... قولي يا
ناصر لتعبت برى شنو راح تتمنى .. بتتمنى ترد السجن عشان هو الماكن الوحيد اللي مقبول فيه
كل من يحمل صفة سجين سابق ؟
ناصر يستغرق دقيقة با التفكير : ما ابي أسبق الأمور .. أنا عارف أن الوضع برى بيكون أصعب
علي بس أنا ما أتخيل نفسي سجين طول عمري .. ( ناصر تدراك زلة لسانه ) أنا آسف يا أبو
مازن ترى أنا ما قصدت شي ..
أبو مازن يبتسم بهدوء : مافي داعي تعتذر أصلا أنا ما أعتبر نفسي بسجن .. هذا بيتي و عالمي
أكيد با الأول ما كنت متقبله بس لما عدلته على مقاسي صار مساحتي و فسحتي اللي ما أتنازل
عنها ... تدري يا ناصر أنا أنجزت با السجن اللي ما عمري فكرت اني أنجزه و اللي أصلا ما
كنت أقدر أنجزه و أنا برى السجن .. أهم شي أني رديت لربي و وثقت علاقتي فيه و حفظت
كتابه و تمعنت فيه ...
و هذا اللي غير من طبعي الحاد و صرت أهدى و أركز ... صرت أتقبل كل نوعيات البشر و
أعرف شلون أتعامل معاهم لو أني دارس علم النفس با الجامعه و قاري كل الكتب اللي أنكتبت
في تحليل النفسيات المنحرفه ما كنت بطلع بنص اللي تعلمته من التجربة ..
في السجن يا ناصر عرفت حقيقة مهمه أن المكان اللي يحتوينا حنا اللي نصنعه ..
داخل السجن و إلا برى وضعك و ظروفك بيدك و حذاري يا ناصر تلوم أحد غير أيدك ...
ناصر : و لا حتى اللي يشاركوني مكاني .. اللي لهم تأثير على حياتي ...
أبو مازن : محد يا ناصر محد إلا أنت ... لصار يوم الحساب و كنت من أهل النار بيكون
مكانك اللي أنت بنفسك قدت نفسك له و أن كنت من أهل الجنة فا بيكون مكانك اللي سعيت
له بحسناتك ... و قيس عليها في الدنيا .. مكانك جنه و إلا نار أنت اللي تختاره .
ناصر يعاود التفكير لنطق متسائلا : مدامك مرتاح في مكانك يعني أفهم أنك مرتاح في بعد أهلك
أبو مازن يسارع بإجابة قاطعه : أنا مالي أهل ..
ناصر مستغرب : و الأثنين اللي دايما يزورونك ؟
ابو مازن : زملاء من السجن ربي تاب عليهم و أصلح حالهم و ردوا لحياتهم الطبيعية بس فيهم
الخير ما نسوني و يزوروني كل فترة ..
ناصر بشك : أجل ليش أسمك أبو مازن ؟
أبو مازن متهربا : ما أحب أتكلم عن الموضوع ... يوجعني يا ناصر ..
ناصر يتابع تحقيقه : تبروا منك ؟
أبو مازن بعد صمت قصير قرر أشباع فضول ناصر : أسمي أبو مزنه و مازن مات في بطن أمه
لما دخلت السجن ..
و أهلي ما تبروا مني با المعنى الصحيح بس فضلوا يقولون للكل أني مت بما أني ما في أمل
اطلع من السجن ...
ناصر : أنزين ليش مايزورونك .. بنتك ليش ماتزورك ؟
أبو مازن يحاول يخفي ألمه : بنتي ما تعرفني و تحسب أني ميت .. و أخواني و خواتي كانوا
لفترة يزوروني و بعدين مثل ما تعرف الدنيا تلاهي ..
ناصر و دموعه تعاود النزول ليقارن بين حاله و حال أبو مازن : و أنا أبوي شكله تبرى مني ..
من أنسجنت مازارني ..
أبو مازن : لا تلومه تلقاه مقهور عليك و منك ..
ناصر : أنا اللي مفروض أكون مقهور منه .. أنا اللي ما شبعت من حنانه و لا حسيته أبو لي
إلا لما أحتاج أتعاقب .. تصور كنت أحيانا أتهاوش با المدرسة عشان ينادون ولي أمري اللي هو
أبوي و آخر شي مل و خل جاسم أخوي الكبير يتولى أمري ..
أبو مازن : يمكن عرف قصدك ..
ناصر : لا ما أعتقد هو بس مل و بقى يتخلص مني ..
أبو مازن : ترى الآباء أذكياء و يعرفون يقرأون تصرفات عيالهم حتى لو كانوا أبعاد عنهم في
أغلب الأوقات .. تلقاه عرف أنك تحاول بتصرفاتك غير المقبولة تلفت أنتباهه ..
ناصر : لنفرض .. شنو الحل اللي أتبعه غير أنه يوكل جاسم عني .. أنت ما تعرفه أبوي أناني
بس يفكر يجمع فلوس عشان يضيعهم مره ثانيه بمغامره من مغامراته الفاشله أصلا أنا مستغرب
أنه لحد اللحين ما دخل السجن بشيك من دون رصيد و إلا بكمبيلات غير مدفوعه ...
أبو مازن : لنفرض أن أبوك فيه كل عله هذا مو مبرر لأنحرافك .. أنت تعرف أن كل واحد منا
بيقابل الله بروحه و لا يقدر يلوم أحد على ذنوبه .. يا ناصر أنت قدامك فرصه و أن طعتني
أستقلها .. لطلعت من هني روح لأخوك اللي قال أنه بيوفر لك وظيفه و توظف و كمل دراستك
و ابدأ حياتك من جديد لا تلفت لورى و تعذب نفسك ..و اهلك مهما ضروك هم أهلك و مامنهم
مفر عاملهم با الحسنى و الطيب .. خاصه أمك و أبوك .. أن ما نفعتك طاعتهم ووصلهم با الدنيا
بتنفعك با الآخره .. و لما تزوج و تجيب عيال بيتغير أحساسك أتجاهم و يمكن بعد تعاطف معاهم
ناصر : الحجي سهل بس الواقع مر ..
أبو مازن : أجل لا جو يطلعونك قولهم تسلمون و ما قصرتوا خلوني في مكاني لأن الواقع مر ..
ناصر يبتسم من بين دموعه : لا مو لهدرجة ... المشكله أن في مية شغله لازم اتعامل معاها إذا
طلعت و أنا ماني لاقي لها حل ...
أبو مازن : توكل على الله و أتبع نهجه و بتلقى أمورك متيسره و أي عقبه تواجهه بتكون تكفير
ذنوب و يا بختك يا ناصر ..
............................................................ ........
.
.
.
.
.
بعدما أضجرتني لسنين بدور الأخت ها هي تتبناني أبنا لها لتكون الأم !
فا بعد ثورتها القصيرة فضلت أنتهاج عدم المبالاة و أقتصار الحديث معي برد السلام ... لكن
اليوم و من غير مقدمات أمرتني بأن أرتدي " بشتي " الثقيل و جوربين سماك فا البرد قارص و
أنا شيخ كبير معرض للأمراض !
.
.
.
أبو ماجد : أن كنتي أنتي عجوز و ياكلج البرد أنا توني شباب وما أونسه ..
أم ماجد تنزل فنجان قهوتها بهدوء لتجاوبه : و عجوزك تقولك طيعها ترى لتصلبت عظيماتك و
دهنتها با الفكس مالك غير فراشها و إن طعتها و تدفيت بتوسد ذراع مريوشة العين ...
أبو ماجد يكتم غيظه : أنا أترخص تامرين على شي ...
أم ماجد : أي أبيك ترخص لي بروح عمره مع سلطان ..
أبو ماجد : مرخوصه ...
.
.
.
.
.
سلطان : وين تروحين معانا و أنتي حامل ..
نجلا : قلتها أنا حامل ماني محروله مقدر أتحرك ..
سلطان في نفسه " لا حول و لا قوة إلا با الله " .. يا قلبي أنا خايف عليج من تعب الطريق كلها يومين و انا راد و أنتي بتكونين في بيت أبوج مع أخوانج مرتاحه و الكل يخدمج ..
نجلا : جيبها من الآخر أنت ماتبيني أروح معاك ..
سلطان : أفا عليج أنا الود ودي أقابلج من 24 ساعه بس أنا أدور راحتج ..
نجلا بنبرة مشككه : أم ماجد قالت لك ماتبيني أروح معاكم ..
سلطان يدافع عن أخته : لا عاد حرام عليج أم ماجد با المره ما تجيب طاريج ..
نجلا بنبرة متهكمه : أي حرام أم ماجد معزتها لي أكبر من معزة نايفه و بدور ...
سلطان بجدية : شوفي نجلا إذا تبيني أزعل كملي طنازه على أختي اللي ما أطلع من جزاها
نجلا تتراجع : أنا ما أقصد شي بس ماني لايقه تفسير لرفضك أني أروح معاك .
سلطان : انا عطيتج تفسير منطقي بس أنتي مو راضيه تفهمين .. فكري فيها أنا أباريج و إلا
أباري أختي .. و بعدين هي نفسيتها تعبانه و محتاجه تبعد شوي عن الكل و تبيني معاها يعني
طوفيها ها المره عشان خاطري ...
.
.
.
.
لست مرتاحه بإستفراد أم ماجد با سلطان ... لا لشيء إلا انني أراها بسهوله تستأثر بأهتمامه فكل
ما يشغل باله هو حالها و كيفية تعاملها مع الزوجة الجديدة .. انه يفكر بها اكثر من مولودنا القادم
إذا أم ماجد سوف تكون دائما جزء لا يتجزء من عائلتي الصغيره بعدما كانت الأساس في عائلتي
الكبيره !
............................................................ ................
.
.
.
.
اكاد قسم أن عطرها يفوح بأرجاء منزلنا ... أشمه على كل شيء من ستائر غرفة الجلوس حتى
المناشف الملغاة على مغاسل غرفة الأستقبال !
مر على تواجدهم يومان كاملان في منزلنا لكن إلا الآن رأيت أغلبهم إما صدفه أو بلقاء عائلي
أستضافته أخواتي إلا هي لم تكن معهم .. لم اراها و إن لم أفعل عما قريب فمن الأفضل أن أغلق
علي باب غرفتي با المفتاح و ارميه من الشباك حتى لا أسير نائما بأتجاه الملحق أبحث عنها !
.
.
.
.
رهف : شفيك تصارخ علي ..
جراح : من طوالة لسانج ..
تهاني : جراح تعوذ من الشيطان و أنتي يا رهف ردي داخل قهوي عمتي و البنات ..
جراح بعد أن أختفت رهف من أمامه : هذي أختج صايره لا تطاق ..
تهاني : ترى رهف ما قالت شي و تبي الصراحه معاها حق اللحين مو حنا منبهين عليك تدخل
من باب المطبخ عشان ماتمر الصالة لان كل عصر عمتي أم فيصل و البنات بيكونون عندنا
يتقهون ..
جراح يبرر : يعني الواحد ما ينسى تخيلي صارلي سنين أدخل بيتي على راحتي و فجأه لازم
أغير روتيني عشان بنات عمي .. حتى مشاري يوم تزوج أمل ما عطاني كل ها التعليمات
و بعدين إذا يبون ياخذون راحتهم خل يتغطون و أنا ماني بطال أصلا بوجيهم ..
تهاني : اسمع يا جراح مهما تقول قصدك واضح و أنا فاهمه و الكل فاهم و لعلمك دلال
من دخلت الملحق ماطلعت منه و على ان حاولنا فيها تاخذ راحتها إلا أنها فضلت راحتك
و قالت لا يمكن أضايق جراح ..
جراح بلهفه : هي قالت جذيه ..
تهاني : بما معناه ..
جراح : لا ما أبي بما معناه أبي الكلام حرفيا .. أخذر وقتج و تذكري أنا قاعد لج اليوم كله ..
تهاني تبتسم من قلبها : جراح صدقني لو اقعد اسبوع في محلي ما تذكرته بس وعد إذا جابت
طاريك ثاني مره أحفظ زين شنو قالت ..
جراح : أنزين تهاني بسألج هي ما بينت لج أنها ندمانه .. ما تحسين أنها تغيرت .
تهاني : ما يتغير الإنسان في يوم و ليلة .. دلال ما تشوف أنها غلطت و إذا لك خاطر فيها تقبلها
مثل ما هي و يمكن لجابت عيال تثقل و تقر في بيتها ..
جراح : أنا ا اقدر أعيش على يمكن و ليت .. لأن مصيبه إذا بتستمر على وضعها و هي وراها
سرب ..
تهاني : تبي نصيحتي ؟
جراح : قولي اللي عندج ..
تهاني : إذا اللحين و في ها الحظه أنت متأكد أنك ما تقدر تحملها أجل أنفذ بجلدك و سافر بما
انك بعطلة لين تنتهي العده لانهم ناوين يردونها لك و أن امتأكده أبوي بيوقف معاهم و أنت اللي
بتوهق ..
جراح أستغرب من نصيحة تهاني : لهدرجة شايفه دلال مو مناسبه لي ..
تهاني : أنت اللي شايف جذيه أما أنا شايفه انك تحبها و تكابر ..
جراح بمكابره و عناد : حبتها القراده ما فيها شي ينحب غثيثه و عله و لسانها طويل أنغصبت
و أخذتها و الحمد الله أفتكيت منها أخيرا ....
.
.
.
.
تعثرت بكلماته القاسيه التي وصفني بها و لسوء حظي وقعت عينه بعيني لأتجمد بمكاني لا أقدر
على الحراك ... إذا هكذا تراني جراح و أنا التي كنت أعتقد أنك توني أن تقرص لي أذني
و أن تتركني أتقلب على الجمر حتى تنتشلني قبل أن أتفحم !
يااا ما أظلم الصدف و أعدلها ... فلولا الصدفه لكنت هناك أرسم الأحلام و اجهز نفسي
للفرحه ... شكرا لك صدفه فا لولاك لأستمريت منتشيه بجرهات الغفله ...
.
.
.
.
.
جراح الذي لم يكن يستمع لأي كلمه تنطق بها تهاني قال فجأة بنبرة متخوفة : الظاهر أنها
أسمعتني ..
تهاني : منو اللي سمعتك ؟
جراح : دلال أنا متأكد أنها دلال أعرف لبستها قبل خمس دقايق دخلت وحده متنقبه .. تكفين
تهاني أدخلي و تأكدي لي إذا كانت هي أولا ...
.
.
.
رهف جاوبت سؤالي قبل أن تتحرك تهاني ...
.
.
.
رهف مؤنبة : جراح أنت قايل أن دلال غثيثه و لسانها طويل ؟!!
جراح بدهشه : هي قالت جذيه ؟
رهف : أي دخلت علينا تضحك و تقول لمريم لقيت واحد يوافقج أني غثيثة و لساني طويل و لما
سألناها منو تقصد قالت سمعت جراح يقوله لتهاني ..
جراح ينظر لتهاني بتعجب : هذي شلون تفكر ؟!! ...
............................................................ ...............
تفكير المتهكمون أعمق من رؤية سطحيه يلقيها عابر
متفانون بطرد الرتابه عن حياة من يرافقهم ..
لكن للأمانه .. مرهقون و يرهقون كل من يتهكم بهم ..
و فقط للعلم .. يراهقون بأي عمر بسلاسة و أتقان يدعو لتهكم !
............................................................ ..............
.
.
.
.
و ليجمعنا بمشيئة الله لقاء جديد ..
|