المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
* ينابيع الراحلين *
تعرف الأماكن بتضاريسها ... و تتغير ملامحها بفقد أحد المارين فيها .. !!
بفقدهم ... تبات الأنفس حائرة و تصبح الأماكن خالية ...
فا تضطرب المشاعر ... لنشعر .. بنقص مع تام ..و.. وحدة مع أنس ..
و نغضب متألمين على رحيلهم المفاجأ ...
ونحاول النهوض ... من اجلنا نحن ...
فنحن عصبه وهو فرد ..
.
.
رحلوا فجأة ... دون وداع ..
لكن أليس كلنا مودعون و إلى نفس المصير سائرون ..
رحلوا ... فجأة أم مع شعور مسبق غير مفسر ! .. وأي فرق ؟!
.
.
.. فمن أجل من أحب الراحلون ... ننادي ... لنتآزر و نحاول رئب الصدع .....
لكن كيف يحدث الفشل بشرخ يمتد و يمتد ...
لينهار السد ! ...
ونتمعن عن قرب ... في ... تلك الوجوه الفرحة التي كانت لوقت قريب واجمة !
فما بالهم اليوم ؟!
ما حل بهؤلاء النسوة .. ألم تكن أختهم و جارتهم وصديقة لهم ..
ألم تكن يوما ...منهم ...
و ها هم اليوم نسوها و يتراقصون بعرس " ضي عيونها "..
ذاك الذي أصيب بسعار بعد دفنها بأيام ..
" أريد أن أتزوج" .. هكذا زجر...
"حق لي حلله الرحمن" ...
حقيقة أستعملها ضد أنين قلوب نبضت في أحشائها ..
فهم لم يكادوا ينسوا صورة تلك الشامخة وهي تهوي كورقة شجر ودعت أحباب لها على غصن
ظنت أنه سيجمعهم إلى خريف العمر ...
و ها هي تنسى و من الأماكن تمحى ...
أختي و أم لي.. كانت .. و دفئ دثرني بليالي القارصة ...
لم و لن أنساها .. تلك الراحلة .
..................
.
.
.
تهاني : خالتي وين رحتي ... خالتي سلوى من اليوم أدورج ...
نجلا توراي دموعها : شتبي ؟
تهاني : تقول أبوي على وصول وتبيج تنزلين ..
نجلا : ما عليه أسمحولي أحس راسي بينفجر و مو قادره أنزل ..
تهاني تحارب دموعها : طلبتج أنزلي معاي محتاجتج أخاف أنفجر بدموعي قدام الكل خاصة لما
يحط أيده في يدها...
نجلا تنهض لتضم تهاني : بس يا عمري لا تعورين قلبي... أنزلي اللحين و انا ثواني و نازله..
ويله فكي ها العقدة اللي بين حواجبج ..
...................
.
.
.
أبتسم و الضيق يخنقني بينما أضلعي تشتعل نارا تلهب قلبي ...
فقط من أجلهم أقف أمام الكل و أتظاهر بغير ما في النفس ..
فهو زوج أختي الكبرى غير الشقيقة شريفه .. الذي دوما كان لنا سند ...
هو ذاك الغريب الذي فتح بيته لأختي الكبرى نجلا و أنقذها من التعاسة التي جلبتها زوجة أبي
إلى .. ما كان بيتا لنا .... أما أنا فمنقذي هو أبن عمي و أبو أولادي جاسم .. حبيبي جاسم ..
حبيبي ... أو ضي عيوني !
كانت دائما شريفه تردد أن أبو شاهين هو ضي عيونها لكن هل كانت يوما ضياء لعينيه التي
ستهم بعد دقائق بخيانتها ... فها هو بعد أشهر قصيرة من وفاتها يجلب لحياة أبنائه امرأة أخرى
لتحتل مكانا غادرته أمهم فجأة إلى الأبد ... هذه المرأة .. جدة أبنائي في الواقع .. سوف تغير
ملامح الأشياء التي لمستها و صنعتها أختي شريفة و تمسح كل ذكرى عرفناها.....
و ها أنا أقف متأمله الوجوه الفرحة لأقرباء و أصحاب شاطرونا الحزن قبل شهور قليلة برحيل
شريفة ... فهاهم يطلقون الضحكات ويتمايلون على الألحان و يلتهمون ما لذ وطاب !
لينثروا الملح على قلوبنا المجروحة ...
أما هو فحماقته تملئني با الأسئلة ... لما أم جاسم و ليس أي أنثى .. بعقل أكبر و جسد أصغر ؟!
و لكن هنالك تساؤلات أكبر و أعمق أريد لها جوابا يجمع ما بعثر من قناعاتي ..
كيف تعافى قلبه من صدمة رحيلها ... كيف أستطاع استبدالها بهذه السرعة ...
هل أحبها يوما ؟! ... إن كان ... فأنا جاهلة و لم أفقه با الحب يوما !
أم ...
هذه طبيعة الرجال .. أبي .. أبو شاهين .. و في المستقبل ..
قد تكون أنت .. هل يعقل ؟!
هل يعقل أن تفعلها يوما ... حبيبي جاسم ... هل يمكن أن تنساني و تستبدلني بأخرى لمجرد ...
وفاتي !
........
نجلا : فمنو سرحان الحلو ؟
سلوى تعود للواقع بفزع : بسم الله من وين طلعتي ...
نجلا : من غرفتي اللي دزيتي تهاني لها عشان تأثر علي ..
سلوى : قلت لو أروح لج بتعندين وما أنتي نازله أما تهاني أكيد بتأثر عليج ..
نجلا بنبرة متأثرة : يا عمري يا تهاني تحسينها بالعه العبرة و مختنقة فيها ..
سلوى : ما تنلام أبوهم صدمهم .. ما فكر أبد يراعي مشاعرهم و ينتظر عليهم على الأقل سنه
ليما يتعافون شوي من الصدمة ... و اللي يقهر أكثر الحفلة السخيفة اللي مسويها .. في شايب ياخذ
عجوز ويسوي عرس .. صرنا مسخره عن جد ...
نجلا : و لا أنا فاهمه .. كأنه واحد ثاني ما أعرفه .. كأنه كان ناطرها تموت عشان يتزوج أم
جاسم ...
رهف تقاطعهم بحضورها المحبب: أمحق خالات قاعدين هني وسوالف ومخلينا نبلش با المعازيم
سلوى : يمه ها البنت ما أطول لسانها بدال ما تقول الله يعطيج العافيه يا خالتي واقفه على حيلج
من مذن العشا تستقبلين المعازيم على أنج شوي وتولدين ...
رهف : خاله تراج با السابع لا تفاولين على عمرج ..
نجلا : أي و الله صاجه رهف لا تفاولين على عمرج كافي خرعتنا يوم ولدتي عزوز ..
سلوى : بس بس لا تقلبون علي المواجع وتولدوني ..
تهاني الآتيه من بعيد بنبرة معاتبه : وين رحتوا و خليتوني ...
...........................
.
.
.
منذ رحيل أمي الأبدي لم أعد أعرف ذاك الواقف أمامي ...
يبدو أنه فقد هويته بفقدها ! ... أم هذا هو من دونها ... هذا هو قبل أن يعرفها قبل أن تأتي
هي لحياته لتغيره بشكل شامل ليصبح أب وزوج مثالي ...
إذا هذا هو ؟! ...
وها أنا أتساءل هل عرفته يوما ؟!! ...
كل ما أعرفه الآن أن ذاك الرجل العملاق الذي عرفته يوما تضائل أمام ناضري ليصبح .. قزم !
بعد أن قرر أن يتزوج من نقيض أمي ..
و ها أنا أجد نفسي في وضع سخيف و مرغما على احتماله ...
وهو مثال الوقار و الحكمة يقف أمامنا بمظهر.. جديد !
........
شاهين : اللحين أنت ما كنت مع أبوي لما راح الحلاق ..
مشاري : لا أنا بس وصلته للحلاق ووصيت جراح يجيبه ..
شاهين بإمتعاظ : بس أنا موصيك تقعد معاه .. يعني حلو شكله جذيه ...
مشاري : يعني لو أني رايح معاه ما راح يصبغ شيباته ..
شاهين : لو رايح معاه على الأقل شرت عليه ما يصبغ ..
مشاري بتهكم : وصبغ وين المشكلة بكيفه عريس و بيتشبب لست الحسن ..
شاهين : من ناحية بكيفه بكيفه بس ليته أول ما كان ينقد على شيبان الجماعه لصبغوا شيباتهم... و
بعدين كافي الشوشره اللي مسويها بزواجه من أم جاسم ما حنا ناقصين مسخره بعد ..
مشاري : هذا أنت تقول جذيه أجل المسكين جاسم وشيقول ..
شاهين : لا يكسر خاطرك زوج خالتك معودته أمه " خطافة رجال الحارة " !
.....................
.
.
.
.
خاطفة الرجال لقب مرعب ألتصق بأمي و ردده أمامي أطفال الحارة لسنوات !
وجه كا اللؤلؤ بصفائه و بريقه و جسد ممشوق فاز مرارا بتحدي إنقاص الوزن بعد الولادة ..
وروح أنثى ثائرة تحدت أحكام العمر الظالمة لتتمتع بشباب الدائم من دون محاسبة !
و ها هي تعاود ممارسة هوايتها بعقد زواج جديد بعد أن خطفت أرمل الجارة !
.
.
.
عليا التي تجلس بتثاقل من حمل أجهدها : جذيه يا غاليه تفشلينا قدام العرب و ما تحضرين ..
غالية : اللحين أنا اللي مفشلتكم وأمي اللي كل سنتين متزوجه ما فشلتكم ... بعد ما قلنا خلاص
أعقلت بعد مغامرتها الأخيرة اللي كانت في قمة الفشل ترد لنا بمغامرة جديدة عشان تخرب
حياتنا مثل كل مره ..
عليا : بس أبو شاهين مو مغامرة .. الرجال عديل أخوج و جارنا من سنين و نعرفه وله علينا
جمايل بعد ...
غاليه : أنا مشكلتي مو معاه أنا مشكلتي في أمج ..
عليا مذكرة : أمي أمج و إلا نسيتي ..
غاليه بنبرة حزن : و أنا أقدر أنسى ... ماني فاهمه ليه ما نهمها ...
عليا : يا بنت الحلال لا تضيقين صدرج .. هذا أنتي الحمد الله صرتي راشدة ومسئوله عن نفسج
و موظفة و ما انتي محتاجه لمساعده من أحد لا من أم و لا أبو و لا حتى زوج ..
غاليه ترفع يديها لتصم أذنيها : لا تقولين زوج وأتذكريني .... أمي جننتني تبي تزوجني
جارنا ظافر على مرته ..
عليا بهلع : لا غاليه أفتكي ..
غاليه بأسى : المشكله مدري وين الفكه فيه ... إلا تعالي شعنده أبو بدريه مخليج تمريني بعد
العرس .. العاده مضيق عليج الله يضيق عليه ...
عليا : فكينا من الدعاوي يا غاليه .. أم بدريه الله يجزاها خير و حنا رادين من العرس قالت له
ينزلني أتطمن عليج و الله هداه ووافق و ترى كلها ساعه وبيجي عاد أطمري للمطبخ وسوي
لها الضعيف اللي يرافس في بطني عشا ...
غاليه : وولد اختي ليش ما أكل من بوفيه عرس جدته ..
عليا : الصراحه غاليه روحتي للعرس كلها ما كانت في الخاطر بس الشكوى لله ...
غاليه : عليا ودي يوم تسوين اللي في خاطرج و لا يهمج احد ودي في يوم ما تقولين فشله
وواجب وحق .. و دي في يوم تنفجرين تتغيرين .. ودي ...
عليا : بس خلاص الظاهر بتعشى في بيتي ...
غاليه تقف مسارعه : أنا قلت أنفجري بس مو فيني .. هدي و خليج ريلاكس على ما اسوي لج
أحلى عشا ...
عليا تفسر: لا عن جد غاليه خلاص لا تسوين شي تذكرت أم بدريه مسويه لي مرقوقه
ومطفيه عليها قبل ما أروح العرس إذا كلش بتعبين نفسج عطيني بسكوته أصبر نفسي
فيها ...
غاليه تسرح بأمنية سكنتها : ياااا يا عذوب ما في مره مثل أم بدريه ليتها أمنا ..
.
.
.
فعلا ليست كل النساء كا أم بدريه بتفانيها و حبها لكل من يسكن دارها ... عربيه أصيله
نحتت البداوة طبعها و غرزت في روحها كرما يفيض على كل من حولها ...
حتى و إن شاركوها في حقها !
فأنا على سبيل المثال شريكتها المرغمة في زوجها ..
فالتعيسة أنا زوجة ثانية لرجل يكبرني بثلاثين عاما . .أب لأبنة تقاربني با العمر متزوجة يتبعها
سرب من الأطفال .. زوجي أبو بدرية رجل غيور و مسيطر و يعتقد بملكيته المطلقة لي .. أما
هي .. فحكاية مختلفة .. منذ اليوم الأول لزواجي احتضنتني كأبنة ثانية لها و من المضحك
المبكي أنها تخاف و تحرص علي أكثر من أمي التي أنجبتني !
لماذا أبو بدرية ؟! ...
الظروف الصعبة التي خلقتها أمي جعلتني ما أنا عليه اليوم !
فشلت بزواجي الأول بسبب معايرة زوجي الدائمة لي بسلوك أمي الغير مرحب به أجتماعيا
فا الرجل المزواج يرحب به و سط الدار و يزوج من البنات الأبكار لكن المرأة المزواجة تقذف
بأبشع التهم التي تطول شرفها و تحاول الانتقاص من قدرها .. أمي لم تتأثر و لم تسمح لأحد بأن
يرسم لها حياتها لكن نحن أبنائها وقعنا الواحد تلو الآخر بعد أن تعثرنا مرارا في رحلة العمر
المريرة ... أبو بدرية هو الرجل الوحيد الذي أراد الزواج بي بعد طلاقي من أبن عمي بعشرة
أعوام ووافقت مرغمة بسبب الضغط الذي مارسته علي أمي .. نعم أرادت التخلص من شخص
آخر يشوه كذبة الرقم الذي لا يصعد أبدا والمتوقف منذ أمد بعيد .. فها هي مازالت في الأربعين
على الرغم من تجاوزي لثلاثين ! ...
و لأصدقكم القول هناك أسباب أخرى لموافقتي أهمها أني أردت الانتقام من نفسي .. ومنه !
ذاك الذي أدمى قلبي بتعاليه علي ...
وافقت .. لأن ذاك الجار أراد حبا في الخفاء و أبو بدرية أراد زوجة أمام الملأ ...
وافقت .. لأنه كان جبان بهيئة فارس يمتطي حصان .. أما أبو بدرية فهو الشيخ الشجاع
الذي لم يبالي بثرثرة الجيران عنا نحن بنات .. المزواجة !
ببساطة قبلت بمن أحبني بعدما رفضني من أحببت ..
............................
الخيانة أحيانا ... صوره يرسمها عقل غاضب !
.
.
غالية : بسم الله الرحمن الرحيم ... أنتي من وين طلعتي ؟!
منار : من بطن أميمتج ...
غاليه : مليغه .. شعندج جايه بنص الليول ...
منار : بسم الله تو الساعه 12 و ليل الشتا طويل و بعدين الشرها علي اللي جايه أتطمن عليج ..
غاليه متهكمة : يله حتى البيبيات صاروا كبار ويعرفون با الواجب ...
منار : أبو طبيع ما يجوز عن طبعه دايما تحبين تهزئين فيني ... بس ما عليه عاذرتج القلب ما
يحب غصب ...
غاليه : الحمد الله و الشكر .. عن جد مراهقه ..
منار : يعني اللحين الوحده لعدت العشرين ما تسلم من مسمى مراهقه ..
غاليه : يااااا ليل مطولك ... منار أتصلي في أبوج خلي يجي يا خذج ...
منار : ابوي بيمرني بعد ساعه أستريحي انتي بس و لا تحاتيني ... و بعدين لو سمحتي فسري
لي سبب تجاهلج لكل أتصالاتي من أمس ..
غاليه : مو حنا كنا متفقين على المقاطعه .. يا الخاينة ؟
منار: خاينة مره وحده ! ...يا ست غالية كنا فعلا متفقين بس فهمتج ليش غيرت رايي ...
غاليه : يعني اللحين بتفهميني أن عمي فهد الطيب قال بزعل عليج أن ما رحتي عرس أمج ..
الصراحه مو داخله مخي ...
منار : يعني شنو أجذب و مشتهيه أروح عرس أمي ...
غاليه : يعني قلت يمكن يوم دريتي أنهم حاطين دي جي و بوفيه و بيلبسون قلتي أروح أتطمش..
منار : يعني هذا اللي طلعتي فيه من أمس لين اليوم ... لا يا ماما مو صحيح لما قلت لأبوي أني
ما ني برايحه قال لي لا تقطعين في أمج ترى الدنيا ما فيها خير ... و أنا شفت أن ما في فايده
من المقاطعة أمي ما راح تحس و لا راح تغير رايها وأنا راح أكسب ذنب من معصيتها ...
غاليه : لا ما شاء الله دروس دار القرآن اللي يوديج لها أبوج غصب جايبه نتيجه معاج ... عاد ما
قالو لكم أن الموسيقى اللي تردحون عليها با العروس حرام..
منار : تدرين غاليه أنا ما راح أضيع وقتي معاج واضح أنج ما تبين تسمعين إلا نفسج ...
غاليه : زين يا منير ضفي وجهج و أتصلي على ابوج خليه يعجل يا خذج لأنه ها اليومين صايره
انام مبجر ..
منار تعقد حاجبيها : يعني طرده ..
غاليه تتصنع التثاوب : تصبحين على خير و سلمي لي على خواتج و مرة أبوج ..
...........
.
.
.
أخواتي وزوجة أبي ... موضوع تذكرني به غالية دائما حتى أشعر با الحزن !
فا الحزن نتيجة حتمية لطبيعة العلاقة التي تجمعني بهم ... و السبب ... أمي !
فا حكاية أبي مع أمي هي من خلقت علاقتي السلبية مع زوجة أبي و أخواتي ...
فأمي كما قيل لي خطفت أبي سرا من تحت يدي جارتها الشابة التي انشغلت عن زوجها بأبنتها
البكر التي أتت بعد طول انتظار ... لكن لحسن حظ الشابة أنهت أمي الحكاية سريعا كما هي
عادتها مع كل من خطفت ...
ولكن لسوء حظي جاء نبذها لأبي متأخرا فقد انتهى الزواج السري بمحصلة ثقيلة تتمثل بمحدثتكم
أنا .. لأكون شاهدا مذكرا لزوجة أبي على خيانته التي لا تريد أن تنساها أو تتناساها ..
و ها أنا أتذكر مواجهتي الأخيرة معها ...
.
.
.
أم علي بتهكم : مبروك زواج أمج .. متى حددوا العرس ؟ ..
منار بضيق : مدري ...
أم علي : في وحده ما تدري متى عرس أمها و إلا خايفين من العين ..
منار بلؤم : العين حق ..
عبير : عشتو ما بقى إلا أمج تنحسد ..
منار تصرخ بعبير : لو فيج خير عيدي اللي قلتي يا الملقوفة ؟
أم علي تصرخ با المقابل على منار : ووجع .. شفيج أكلتي أختج ؟ ..
منار بتهكم : لا تخافين عليها .. بنتج شكبرها ما تنبلع ...
عبير بدلع مضجر : شفتيها يمه تعيب علي ..
منار تقلد طريقة أختها في التذمر : شفتيها يمه تعيب علي ..
أم علي مهدده : هين يا منير أحسابج بعدين خلي أبوج يجي ..
.....
.
.
.
أبو علي بنبرة عتب محببه : شفيج يا منور على أوخيتج الصغيره ...
منار : هي اللي فيها مو أنا ... أختي الصغيره ما تحترمني و دايما تحاول تأذيني بالحجي ..
أبو علي يستفسر : لا يكون تواجعج بسالفة عرس أمج ..
منار : و هي و أمها عندهم سالفه غير ها السالفة ...
أبوعلي يحتضن منار : حقج علي و ها البطه بوريج فيها بدربيها من غرفتها لين غرفتج و
أخليها تعتذر لج ..
.
.
.
عذوب : يعني أنتي ما ترتاحين لين تشوفين أبوي كل يوم زاف وحده منا ..
منار : عذوب أقصري الشر و أطلعي من غرفتي ..
عذوب : أنتي اللي أقصري الشر و أطلعي من بيتنا وروحي عيشي مع أمج ..
منار بغضب : البيت هذا بيتي مثل ماهو بيتج يا آنسه بطه و إذا مو عاجبج طقي راسج
بواحد من طوفه ..
.
.
.
تفيق منار من ذكرياتها على صوت غالية ....
غالية تتفقد منار : أنتي للحين هني ...
منار بنبرة حزن : اللحين بيجي أبوي وبتفتكين مني ..
غاليه تجلس بجانب منار : أنتي من متى صايره زعول ؟
منار : وأنتي من متى صايره لئيمه ؟
غالية بتمثيل الفرحه و الدهشة : وااااو تصدقين فعلا أنا صايره لئيمه .. يا فرحتي ... لا يق لي
صح ؟
منار تبتسم برغم عنها : حيييل لا يق لج ...
غاليه تبتسم با المقابل : يعني أفهم من ها الأبتسامة العريضه أن الحطب طاح ..
منار : إذا توعيديني ما تجيبين سيرة خواتي با المره ...
غاليه : على ان ها الوعد صعب خاصة أنهم ارض خصبه للحش بس خلاص عشانج ما راح
أطريهم با المره ...
منار : أنزين ممكن سؤال ؟
غالية : حاسه أنه سؤالج بيجيبلي غلقة آخر ها الليل بس ما عليه اسألي ...
منار بأبتسامة عريضة : أتصلتي بعزام ؟
غاليه : كنت داريه أنج بتجيبين طاري العفريت .. لا ما أتصلت عليه و لاني متصله أصلا صوته
بحد ذاته ينرفزني شلون عاد لأسترسل بكلامه المالغ ..
منار : عاد هو الوحيد اللي أنا متأكده أنه بنفس حالتج اليوم ..
غالية تفكر بصوت عالي : إلا غريبه مو عاده له ما يجي و يقلب البيت عزى ...
.................................
تجمع المصائب أحيانا قمتين يتسلقها فقط المشاغبون !
.
.
.
عزام : البنات الحلوات اللي ما يبون بشرتهم تتعب و لا يطلع لهم سواد تحت عيونهم ما يسهورن
لها الحزه ...
غاليه : يا ثقل طينتك .. لا يكون للحين ما أستوعبت أني أختك غاليه وتحسب أني وحده من
ربايعك ..
عزام : عاد معقوله ما أميز صوتج النابض خشونه ...
غاليه : تصحيح لمعلوماتك هذي يسمونها بحه بصوت وطبعا معروف أنها تجمل ما تعيب ..
عزام بنبرة ضجر: بعد ما مدحتي نفسج ممكن اعرف سبب أتصالج ...
غاليه تتظاهر با الخوف و بنبرة هامسه : خايفه ..
عزام فرحا : جعله أوله ... عاد أن شاء الله الجني اللي مقابلج ونيس ..
غاليه : أعوذ با الله من الشيطان الرجيم ... الشرها علي متصله عليك ...
عزام : مو هذا اللي محيرني ليش متصله العاده ما ترفعين السماعه إلا على حبيب القلب جاسم ..
غاليه : يا عمري يا جاسم توني مسكره منه يقول تجهزي بجي آخذج تنامين في بيتي ...
عزام : طبعا أنتي رفضتي لأن ممكن تحملين مقابل الجنون و لا مقابل زوجة أخوج...
غاليه : طبعا و خاصة اللحين تلقاها منتفخه ليش أمي أخذت أرمل أختها ...
عزام : محد مبتلش إلا جاسم زوجته من صوب و أمي من صوب ... إلا تعالي ليش جاسم يبيج
تنامين في بيته ؟!
غاليه : بعد ليش ... يحسب إني بروحي في البيت والصراحة أنا جذبت وقلت له أن منار أخيرا
بتنام عندي وناصر مصخن ما أقدر أروح وأخليه ...
عزام بشك : غاليه لا يكون أنتي فعلا بروحج ...
غاليه : زييييين توك أستوعبت ...
عزام بغضب : ونويصر الجحش وينه ...
غاليه : شدراني وينه الصبح تهاوش مع أمي وهج عاد شوف وين راح ...
عزام : با اللي ما يحفظه بس اشرها مو عليه على أمي اللي مخليتج بروحج ...
غاليه : عزام تراك دوختني ... اللحين بتجي و إلا أقعد بين أربع الطوف بروحي ترى عن
جد خايفه و لا أني قادرة أنام ...
...........................................
.
.
.
النوم .. سلطان متكبر و أنا لست على علاقة جيدة به ...
أجد نفسي عادة أتجادل معه حتى أقنعه بأهميته لدي .. وأن عليه أن يسكنني ليلا ..
مره أوفق و أكثر المرات أخفق و أحيانا كثيرة أجده يهاجمني نهارا ليعتذر !
أما اليوم فهو ينبذني بشكل عنيف فها هو يقف أمامي ويلوح مودعا !..
فأستلقي على فراشي مستسلما فليس في جسدي عضلة واحده ممكن أن تتحرك بعد
هذا اليوم المرهق ... فقد وقفت مجبرا أستقبل المهنئين بزفاف أمي بأرمل خالة أبنائي ..عديلي
السابق ..
عديلي .. أم .. عمي ؟!!
أيعقل أنه يجب علي أن ألقبه الآن .. با العم ! ... بدل أبو شاهين .. لا .. سأكتفي بأبو شاهين ..
أنا فعلا محتار ... و هذه عادة خلقت علي يدي أمي ..
دائما تضعني با المكان الذي أكره و تتركني أجمل ما شوهت !
... آه . آسف .. لابد أنكم تريدوا أن تعرفوا من محدثكم المهلوس ...
أنا جاسم .. الابن البكر و الناتج الوحيد من زواج أمي الأول ..
عرفت بصفه لازمتني منذ المهد إلى سنين المراهقة الصعبة... التائه ..
فعلا كم كنت ضائع بين والدين كلاهما أقسى من الآخر ...
بدأت معاناتي بعد أن هربت من جحيم أبي الذي أراد حرامني من أمي بعد زيجاتها المتكررة
لأعود لأحضان أمي غير المرحبة .. لكن كرهها لأبي جعلها تتمسك بي ببسالة ! ..
إلى أن أنهكني الحرمان و العار في حماها !
نعم شعرت با العار و ألسنة زملائي با المدرسة تلوك سمعة أمي ... دخلت بدوامة مشاكل لا
تنتهي معهم .. أصبحت أذهب للمدرسة لدفاع عن سمعة أمي و تلقين كل من تسول له نفسه
قذفها درسا لن ينساه ... و نسيت أنا كل الدرس !
حتى أتى منقذي ... عمي أتتشلني من دوامة الضياع الذي تركت أتخبط بها !
فا عمي سهيل بمثابة أب لي .. لولاه لكنت الآن مجرد صعلوك يتخبط على هامش الحياة لكن
بفضل الله ثم بمساعدته أصبحت حياتي أفضل ... فها أنا أعمل مدرسا وأربي أجيالا ..
و لم يتوقف كرم عمي عند هذا الحد فقد زوجني ابنته سلوى لأصبح رب لأسرة أحبها و أناضل
ضد تفككها ! ..
و باعتقادي أني أيضا أصبحت أخا أفضل لأخوتي المساكين الذين مازالوا يعانون تحت ظل تلك
الظالمة !
.
.
.
سلوى : جاسم أنت قاعد ؟
جاسم ينهض ليتكأ على رأس سريره : مو جايني النوم ...
سلوى : و لا أنا ... جاسم أنا حيل مقهوره ...
جاسم بحزن : من أمي ؟
سلوى تحاول أن تقهر دموعها وفشلت أمام حبيبها : لا .. مقهوره من أبو شاهين .. شلون اليوم
قدر يحط أيده في يد وحده غير يد أختي اللي عنزت له خمسة و ثلاثين سنه ... شلون نساها و
بدلها بكل سهوله ؟! ... لو الواحد يموت عنده قطو يلقاها صعبه يبدله بها السرعه شلون وهي
كانت فنار البيت و روحه ... شلون تغيرت مشاعره بها السرعه ! .. ماني فاهمه ! .. حرام عليه
جاسم : لا تحرمين اللي حلله ربي .. فاهم شعورج .. بس خلينا نحط له أعذار على أستعجاله ..
يمكن في موت شريفه شاف أن الدنيا أقصر من أنه يقضيها في حزن أو يمكن طريقته في الحزن
تختلف عن اللي نفهمه أو يمكن أبسط تفسير أن اللي مثله .. مثل ما قلتي كان عايش مع حبيبته
35 سنه و هي اللي قايمه في بيته حس بعدها بأن بيته بينهد ولازم يجيب من يقوم فيه ...
سلوى و الحقيقة التي تعرف أنها سوف تجرح جاسم : لا تضايق من الكلام اللي بقوله بس لو
صحيح اللي تقوله جان ما أختار أمك ..
جاسم يكتم ألمه : خلينا أنام حبيبتي عشان ما تطوفنا صلاة الفجر ..
........................
.
.
.
طبعا تحمل أجندة ... كل ما كان عليها أن تفعل هو أن تتظاهر با الخوف لأجد نفسي
أجلس أمامها مرغما لتستعرض أمامي خطتها الظريفة ! ....
.
.
.
عزام يرفع حاجبه الأيمن ويقول بتهكم : يعني تقترحين أنجنن أمي ؟!
غالية بحدة : الحمد الله و الشكر يعني هذا اللي فهمته من كلامي ..
عزام : فهمت أنج تبيني أصير الوصي على أمي بعد ما نجيب شهادة أنها تعاني من مرض نفسي
يخليها تزوج كل سنتين ...
غالية تأخذ نفس عميق لتمنع نفسها من الانفجار في وجهه : انا أقول إن تطلقت أمي من أبو
شاهين و بعد مدة العدة حبت تمارس هوايتها بزواج للمره الألف .. وقتها تقول لها وقفي عندج
ترى وصلت معي وإن ما هونتي ترى بحجر عليج وأكون الوصي على كل أمورج ... يمكن
تخاف و تفكر مية مره قبل ما تعاندنا وتزوج وإذا اركبت راسها وتزوجت محد راح يلومك لما
تنفذ تهديدك فمن أنذر اعذر ...
عزام : شوفي يا غالية صح أنا علاقتي مع أمي متوترة خاصة بعد ما هجيت وعشت مع أبوي
بس محسوبة علي أم مو حلوه باجر يسولفون فيني العالم ويقولون حجر على أمه ...
غالية : الناس بليا شي مسولفين فيها و فيك يعني ما حبكت على هذي ..
عزام بإصرار : ولو مو حلوه في حقي ...
غالية تحاول التنفس بعمق : و الحل ؟ .. يعني لمتى بتستمر المعاناة ... ودي واحد فيكم يتخذ
موقف .. بموت يا ناس من القهر ..
عزام : أبفهم انتي ليش حاطه في بالج اني بطيعج و بمشي على شورج .. كلمي جاسم اللي كلج
على قلبه عسل و يمكن تضبط معاج بدال ما تعبين نفسج معاي وأتعبيني معاج ...
غالية : لو عندي امل حتى لو 10 بالميه أن جاسم بيوافق جان ما تعبت نفسي ودقيت عليك
بنص الليل ...
عزام بنبرة المتفاجأ: يا سلااااام يعني كنتي بتنامين في البيت بروحج عادي مو فارقه معاج ...
غالية : طبعا ما تفرق معاي لأني مو بروحي ترى عذوب بيتها أول الشارع و أمي ساكنه في
البيت اللي قبالنا يعني كأنها عندي في البيت الله يخليها لنا ...
عزام : شوفي يا غاليه الله يخليها و يطول في عمرها لو ما تقضيه معانا و قعده في البيت بروحج
ما أنتي بقاعده ..
غالية بتمثيل : لو أنك متزوج جان جيت عندك بس الشكوى لله أنت ناذر نفسك للعزوبيه ليت أمي
تنعدي منك ..
عزام : يا سلام يا غالية تعرفين تصفصفين الحجي على مزاجج .. انا صح عزوبي بس عايش في
قصر أبوي اللي بيصير لج فيه جناح أكبر من ها البيت أنتي بس ليني راسج وتعالي معاي ..
غالية تقاطعه : يا زين شكلي و أنا جايه فداويه في بيت أبوك ..
عزام : بيت أبوي هو بيتي و أنا أخوج ...
غاليه : على العين وراس ما قلنا شي بس فشله مو حلوه في حقي و أكيد ما ترضاها لي أضيق
على أخوانك في بيتهم ..
عزام يريد إغاضتها : مو لو تعقلين و أطاوعيني أزوجج أبو صماخ و نحل المشكلة ...
غالية : وأنت لو أطيعني وتاخذ بنت خالتنا أبرار الحلوه أكييييد بجي أسكن معاكم ...
عزام ينفجر ضاحكا : تبين تزوجيني وحده ما تحبين حتى تسمعين طاريها ..
غالية : مو الغاليه للغالي يا ... غالي ..
عزام يتوعدها : هين يا غوغو دواج عندي ..
غاليه تتصنع التثاوب بعد أن ذكر لقبها الذي تكره : يله تصبح على خير ..
عزام : لحظه قبل ما تنامين بسألج نويصر مغير رقمه ..
غاليه بتهكم :أخوك كل يوم له رقم جديد و أنا ما عاد يهمني أعرفه... تصبح على خير ..
.
.
يؤرقني أمر أخي الأصغر على الرغم من أنه مدلل أمي لكن يبدوا انه يشعر بمرارة تجاهها تفوق
ما نحمله نحن .. مجتمعين !
.............................................
إلى اللقاء با الجزء القادم ...
|