كاتب الموضوع :
ضحكتك في عيوني
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الجزء الرابع العشرون :
.
.
.
.
الطيور تستهوي مواسم الرحيل و تتكر في كل أرض تنبذها خيبه
و أنا معك أدس الجرح و اغلفه رضا
فأن قطعتني اوصالا و نبذت عروقي في كل واد ..
و نثرت عاطفتي كا رماد فوق المحيطات ...
فا سأظل أحبك .. فأنت طير فطرتك الرحيل ! ..
لا ذنب لك أنك عشقت من مهووسة بتعذيب النفس ..
أرحل .. راضيه أنا بغروب هذا اليوم .
.
.
.
.
.
أستعدت توازني با ضربة !
منار تزوجت با الأمس فجأه !
أي عدالة هذه .. يعتدى علي و أفضح و يكشف ستري امام الكل و هي تلك المختالة تحتال حتى
على الحظ لتتذوب بين الجموع و يختفي أثرها و بعدها تظهر ملكة متوجة بزواجها من أحد أفراد
الطبقة العليا لأندب حظي العاثر الذي يقودني من حفرة إلى أخرى أتمرق با الطين و بكل لوث
لأسقط بصفعة رمتني زوجة لمجرم يقبع خلف أسوار السجن !
.
.
.
ضاري الليلة فاضي : اووووه طلعتي منها .. منو واسطتج ؟
أبرار الليلة حزينة : واسطتي أسم العائلة المبجل .. أخذني عمي و لعن خيري و آخرتها زوجني
من التافه ولد خالتي ..
ضاري الليلة فاضي : اووه على البركه صرتي مدام ..
أبرار اللية حزينة : مو أنا بس اللي صرت مدام حتى الحلوه منار ..
ضاري الليلة فاضي : قولي غير ها الكلام .. يا بخته و يا قرد حظي .
أبرار الليلة حزينة : حظك بيدك السالفة كلها ملكة و ممكن بسهوله تنفج
ضاري الليلة فاضي : ما قدر أسوي شي أبوي حابسني في الملحق و حاط علي حرس حتى
الكمبيوتر كان من الممنوعات لين تهرب لي من خواتي المتعاطفات ..
أبرار الليلة حزينة : يعني ما تقدر تسوي شي ؟ .. معقول بتخليها تضيع من ايدك .
ضاري الليلة فاضي : أنتي تقولين توهم با الملكة وقبل العرس أكيد بيكون الديكتاتور عفى عني
و بحلها ..
أبرار الليلة فاضي : ما ينفع يمكن يتزوجون بأي لحظه لأن من اللي فهمته أنه مستعجل ..
ضاري الليلة فاضي : ما ألومه ! .. خلاص أجل لازم أنتي تصرفين و لج مني مكافأه حلوه أول
ما أتحرر .
أبرار الليلة فاضية : لو بيدي شي ما انتظرتك ..
ضاري الليلة فاضي : أستلمي الملف و حليها ..
أبرار الليلة فاضيه : يسلم راسك .. أي جذيه أقدر أتصرف ..
.
.
.
.
شبح لطفلة بجديلتين و عينين يرسلن الدفء ببحة صوت مميزه تناقض يدها الصغيره جدا التي
ترفعها فوق رأسها لتنبهني " انا دوري ورى منار " لأحملها على ظهري وأدور بها حول
المنزل بسرعة كا طائر يحمل غصنا ... لأسقط كا مغشي علي حتى يتجمهرن حولي لأنعاشي
بضحكاتهن ...
و ها هي .. أنظر لها من بعيد من مسافة يمكن طيها و تتخاذل قدمي أمام صحائف ذنوب قدمت
هي لفردها بعد أن أجتهدت أنا في طيها و تشميعها بشمع أحمر يمنع أي شخص من تحريرها
و البحث بها ..
أردت أن أبدأ بصفحة بيضاء أولى و بيت النية أن تكون هي من يخط البداية لكن سكبت الحبر
متعمده لتضلل السطور حتى تعوج حروفي وتضيع كلماتي ..
.
.
.
.
ناصر بنبرة مهاجمة : يا قو باسج بعد سواد وجهج لج عين تقابليني .
أبرار بأبتسامة خبيثه : جذيه المعرس يقابل عروسه للمره الأولى ؟!!
ناصر بدهشة : أنتي شتكلمين عنه ؟!!
أبرار : جاسم بتوكيل اللي عطيته زوجني منك ... مبروك عليك أنا
ناصر يختل توازنه ليسقط جالسا على الكرسي أمامها : جذابة ..
أبرار تزفر نفسا من أعماقها : خلنا من زواجنا السخيف اللي نهايته بيدك كلمه وحده تخلصك
و تخلصني .
ناصربعد صمت أستوعب به الصدمه : تبيني أطلقج ؟
أبرار : أكيد .
ناصر يضحك بشماته : طبعا عشان تردين لسوالفج الرديه ..
أبرار : شوفوا بس من يتكلم ! .. مو أنت اللي دليتني على الدرب .
ناصر : ومو أنتي اللي تعلقتي بمدمن و ما حفظتي نفسج ..
أبرار تصفق له ببطأ : برافو عليك أعكس الأدوار و أبجي قبلي ..
ناصر : أنتي ما كنتي صغيره و كان مفروض تحافظين على نفسج و ما تختلين فيني لأي سبب
خاصه أن كان واضح علي أني مو طبيعي .. مالج عذر لا بسالفتج معاي و لا بسوالفج اللي
سودتي فيها وجه أمج المسكينة ..
أبرار : خلك مني و من أمي .. منار شنو تعتقد عذرها ؟
ناصر بتوجس : و منار شدخلها ؟
أبرار التي لمحت عزام من بعيد و هي من طلبت حضوره عبر اتصال معه : هلا عزام وصلت
في الوقت المناسب ..
عزام يلتفت على ناصر ليبرر بسرعه قبل أن يهاجمه أخيه : جاسم سوى اللي بمصلحتك و
مصلحة خالتي أما هذي ما تستاهل تصير زوجة و أم بعلومها الردية ..
أبرار تفتح هاتفها : أستقبل البلوتوث و بتعرف أن ما في أحد أحسن من أحد ..
أبرار ترمي الهاتف امام ناصر ليرى مقطع الفيديو و تسارع با الهرب ...
.
.
.
.
غمرتني سحابة جعلت كل ما حولي سرابا !
صوت ناصر و هو يصرخ متوعدا بألفاظ مقيته وصلني من بعيد حيث الحراس أخذوه بعد
أن حاول اللحاق با أبرار .. اما أنا فلم تحملني قدماي إلا خطوة للكرسي الذي كانت تجلس عليه
تلك الشريرة ... من جديد أعدت ما رأيت و صعقت من جديد و سرى بي أحساس قد يوصف
با الهلع لكن من المؤكد ان من عوارضه الغثيان و شعور با الإغماء و عدم التركيز ..
مد لي أحد الحراس كوبا من الماء تناولته منه بيد مرتعشه و شربته دفعه واحده ...
و مد الحارس لي هاتف أبرار الذي ألقته على ناصر ...
.
.
.
الحارس : أخذ التلفون يا أبوك و استر على من فيه الله يستر على أهلك .. و لا تخاف على ناصر
بنوديه لدكتور يعطيه أبرة مهدأه و بينام و تقدر باجر تزوره .
عزام بنظره منكسره و صوت متهدج : جزاك الله خير ..
.
.
.
............................................................ .........
يؤسس الغاضبين عادات مستحدثه نفهمها نحن من رتبنا بأعلى قائمة المنبوذين
.
.
.
منذ تلك الحادثه و عزام لا يحادثني .. و لخجلي و غضبي منه بنفس الوقت فضلت عدم الاعتذار
منه و هو لم يبالي و اكتفى بمعاملتي ببرود و كأني أحد الخادمات بقصر والده !
لكن أن تصل الأمور لزواج منار من دون أن يعلمنا فهذا أمر أرفضه و عليه أن يقدم التبريرات
و يعتذر !
.
.
.
عذوب : خلاص غالية ليش انتي معصبة جذيه ..
غالية : شلون ما تبيني أعصب أختي و أخوي يملكون في يوم واحد و انا آخر من يعلم حتى امي
لما كلمتني اليوم تقولي اللي نقل لها الخبر جاسم لما أتصل الصبح فيها يعني محد منهم كلف
نفسه يعطيها خبر لو مسج ! ..
عذوب : صدقيني غالية كل شي صار بسرعه ..
غالية : مو عذر .. أبدا ما عندهم عذر و لا هم بمعذورين .. وبعدين خلينا من عزام و زواجكم
حنا عارفين أنه خطبج قبل جذيه و يبيج بس منار شلون فجاه تزوج حتى من غير خطبه و من
أخو عزام بذات ... شلون منار اقتنعت أنا ماني فاهمه !
عذوب : نصيب .. سبحان الله مكتوب لها تاخذ غنام .
غالية : عذوب لا تجننيني الموضوع فيه إن .. شلون فجأه السيد غنام يفكر بمنار زوجه !
ومنار اللي قبل كم شهر متولعه بأستاذها تقبل في أخو أخوها اللي ما تطيقه قبل ..
عذوب : شرايج تسيرين علينا و تاخذين من راسها أنا ما أدري شنو أسبابها إلا أن جاسم مدحه
و هي اقتنعت ..
غالية بقرار بيتته قبل الحادثه الهاتفية : انا اللحين جايتكم با الطريق ..
.
.
.
.
عندما أوقفت سيارتي و أنتبهت لوجود سيارة غالية في الموقف من دون وجود سيارة عزام
قررت أن اتوجه لها بزيارة قصيرة و ما أن وصلت حتى رأيتها خارجه على عجل ..
أستوقفتها لأستفهم منها أين وجهتها فا بشرتني بزواج عزام المستأسد ... لكن الخبر الأهم هو
زواج منار من غنام .. شعوري ناتج هذا الخبر أشبه بسعاده كأني كنت على مشارف هم أختفى
قبل ان أصله ..
عرضت أن أوصلها لمنزل أبو علي لكنها رفضت لم أستسلم فهذه فرصه للأختلاء بها و التحدث
بعيدا عن أعين عزام و بعد ألحاح وافقت على مضض ..
.
.
........ سيارة شاهين ........
.
.
شاهين : خلصتي شغلج ..
غالية : أي شغل ؟
شاهين : يعني تجهيزاتكم يا الحريم ..
غالية كمن هوجم با غفلة :آآآه .. أيوه تجهيزاتي ..
شاهين بنبرة شك : لا يكون ما جهزتي شي !
غالية : الصراحه لا .. تعرف خالتي كانت تعبانه و بعدين جاسر كان مريض و عدى أم بدرية
و ألتهيت بعد مع الشغل .. يعني في مية شغله عطلتني ..
شاهين : مفروض ما في شي يعطلج عن تجهيزات عرسج ... و شكلي أنا بتابع معاج خطوة
بخطوة لين تخلصين ..
غالية بعفوية : لهدرجة فاضي ؟!
شاهين يبتسم لها و بهمس : عشانج أفضي نفسي .
غالية : شاهين انت فعلا تبي تزوجني .. إذا كان عندك شك لو واحد من المية قول ترانا للحين
على البر حتى لو صار اللي صار أنا ما أطالبك بشي ..
شاهين يرفع حاجبه أستنكارا : لو كان عندي شك واحد با المية جان ما صار من الاساس شي
ريحي بالج و خليج من الهواجيس ..
غالية : و عليا ؟
شاهين بجدية : الله يرحمها ..
غالية : و يرحمنا ... بس موتها ما يعني أنها مو موجوده بينا ..
شاهين : مافي أحد موجود بينا إلا إذا أنتي حابه تحطين للماضي شبح و تعيشينه معانا فا هذا شي
ثاني .
غالية بنبرة حزينة : خايفة ..
شاهين : معاي لا تخافين لأني واضح معاج .. كنت أحب عليا و لو هي اللحين موجوده
ما فكرت فيج لو ثانيه مو لان كان ممكن أتزوجها و لا لأنج ما لفتي أنتباهي أو ما عجبتيني بس
لأني عارف أن وجودها بيمنعج تعبرين لي عن اللي في قلبج تجاهي وبيمنعني أعجب فيج .. انا
لا يمكن كنت اسمح لج أو لها تخربون العلاقة اللي كانت بينكم بسببي .. اللحين الوضع أختلف
أنتي تحبيني و انا حاس بها الشي و مقدره و انا متأكد أني أبيج و محتاجج ..
غالية : بس ما تحبني ..
شاهين : أحبج بشعور مختلف ما عرفته .. معاج حاس براحه و ثقة مشاعري معاج مو معقده
و أقدر أفهمها و أعبر عنها ..
غالية : معاي عاقل و لا يمكن تصيبك حالة الجنون ... يعني معاي لا يمكن تكون عاشق .
شاهين : يعني اللحين تبين تقررين عني شراح يكون شعوري معاج باجر !
غالية : تعتقد أني ممكن اتنازل عن شرط التكافئ با المشاعر .. تعتقد أن ممكن أرضى على نفسي
أحب و أعشق شخص يرتاح لي و بس !
شاهين : أنتي سبقتيني بمشاعرج و أعتقد أن من العدل تعطيني وقت عشان ألحقج .. مو معقوله
أعجابي فيج كل ها السنين يتحول فجأه لعشق ..
غالية : كنت فعلا عاجبتك ؟
شاهين : طبعا .. كنت معجب جدا في طريقتج بتعبير و فصاحتج ..
غالية و علامات التعجب نبتت بمحياها : تعبير و فصاحتي !
شاهين يبتسم بعذوبة : عاد أنتي شايفتني غبي و ما أعرف إذا كان الرسايل اللي توصلني أسلوبها
واحد أو لا ... بعد سالفة رسالتج الأولى من مجهول اللي وريتها عليا شكيت أن الرسايل كلها اللي
توصلني منها مو هي اللي كاتبتها و مره سألتها و حاصرتها بشكوكي و أعترفت أن أنتي اللي
تكتبينهم بعد ما تقول لج اللي تحس فيه .. أتذكر أنها قالت با الضبط أنج تعرفين تصوغين
مشاعرها بشكل ينفهم !
.
.
.
.............. ذكرى من زمن بعيد ...................
.
.
.
عليا : معاك أعرف شعور الطير صبحية العيد وهو يغرد على الغصن ..
غالية التي كانت تخط الرسالة : أنتي من صجج .. لا يا ماما ماراح أكتب ها الخرابيط ..
عليا : اللحين عشان خطج حلو تفلسفين علي أكتبي و انتي ساكته ..
غالية برجاء : انزين خليج مني و تفلسفي وقولي لي شنو يعني تقصدين با الطير وصبحية العيد و يغرد ..
عليا : أقصد أني مع شاهين دايما عايشه فرح و معاه بس أحس شكثر الحياة حلوه معاه احس أني حره و عايشه بسلام ..
غالية : يعني شاهين با النسبة لج حكاية عشق ممنوعه من النشر و أنتي قارئة من الطراز الرفيع
ما يوقف في وجهج قرارات المنع ... مستعده تسافرين لآخر بقاع الأرض عشان تكون بيدج
الطبعة الأخيره ..
عليا : يعني كلامي أنا خرابيط و كلامج مفهوم !
غالية بضجر : خلاص بكيفج راح أكتب اللي تبين ..
عليا بأستسلام : إذا ما أعجبه الكلام اللي كتبتيه يا ويلج مني ..
غالية تبتسم بفرح : خليها علي و تشوفين باجر أنا اللي بسطر لج معلقات في الشيخ شاهين ..
............................................................ ..............
.
.
.
خرجت متجها لسيارتي ووقفت لدقيقة لأستفرق كل ما في معدتي ... شعور الغثيان ذاته لازمني و
أنا في طريقي لمنزل أبو علي .. أشعر با العار يفترس أحشائي .. نبضات قلبي مجلجلة كا طبول
تعلن لحرب و حرارة جسدي يمكن أن تحرق كل ما تلامس ..
رؤية منار بهيئة ساقطة ترقص بمجون بين السكارى يأخذها حضن ليستلمها آخر أخترقت قلبي
كا طعنه نفذت من الصدر و مزقت كل ما بطريقها من شرايان و أعصاب تحمل الشعور و
الأحساس حتى ظهرت من ظهري لأسقط ممزق و مكسور و مرمي تحت المطر تقف الذئاب
على قرب تتأهب لنهش جسدي ..
أي عار عظيم لطخ شرفنا و نحن غافلين ... أي عار تناقلته الألسن من ورائنا و نحن ضاحكين
الكل يعرف .. لابد أن الكل يعلم و نحن أصحاب الشأن آخر من يعلم ..
أخي غنام ... مسكين أنتي يا أخي .. أردت أن تمتد أخوتنا لنسب لتطعن مقابل نواياك الشريفة
أقترنت بثعبان يغير جلده على حسب اهواء بيئته .. يتلون و يتغير ليخدع الكل وهو يبث سمومه
بغفلة منك و منا ...
كيف يحدث هذا لأقرب شخصين إلى قلبي ناصر و غنام كلاهما مني با الخسارة على يد
ساقطتين !
و انا منيت برؤية نسخه أكثر أنحلالا من والدتي ! ..
.
.
.
.
.
عند أشراقة هذا الصباح أستيقظت بشعور غريب لم افهمه حتى قالت عبير " صباح الخير يا
عروس " ..
ياااا شعور لذيذ كا نكهة حلواي المفضلة يذوب بتمعن عبر مجرى الدم ليخفق قلبي بقوة
كأنه يصرخ با الكون معلنا مولد لسعادة ليطير بي بأرجائه بنشاط لم أعتاده لأتجول
با المنزل لا لهدف إلا لتأكيد الخبر !
هيييييييييه يا كون أنا احب و محبوبة معشوق الكل .. عزام أختارني أنا زوجة و فضلني على
الكل ..
نعم أنا تافهه بهذا القدر .. مزهوه و مغرورة بمن أحب و أريد أن أخبر الكل أن يذكروا الله
حتى لا يحسدوني على ما حظيت به با الأمس .. أعرف أنا لست أول من تتزوج محبوبها لكن
أنا أول من تحظى برجل مثله .. لا لا أصدق أن سيرة العاشقين كتبت عن عاشق يحمل نصف
صفاته .. لا يمكن للفريد أن يكون له وصيف .. عزام واحد ليس له شبيه !
لكن للأفكار البريئة خطوط طول و عرض تماشي توقيتها لتناسب الكل !
عاد لي صوابي و تذكرت أن للكل جانب مظلم يكره أن يراه محب ..
.
.
.
.
عذوب تمسك بذراع عزام الذي يلهث غاضبا : شتبي في منار و أنت معصب لهدرجة ..
عزام ينفض يدها عن ذراعه و يركض على السلم باحثا عن منار ..
.
.
.
بحثت عنها في كل مكان و أنا أصرخ متوعدا ... أختفت ... هددت بأن غضبي يزداد كل ثانية
و أن عليها الوقوف الآن أمامي لكن لم تكن هنالك أستجابة ..
.
.
.
يركض كا المجنون يصرخ متوعدا منار و انا و عبير و علي نركض مذعورين خلفه نحاول
تهدئته و زجره لكن قوته و هيجانه جعلت من المرعب حتى الأقتراب منه فأنفاسه كانت حاره
و جسده يصطدم بكل ما يمر به ..
.
.
.
.
قضيت معظم الليلة الفائته أتصفح الشبكة العنكبوتية أبحث عن وصفة لكعكة لذيذه حتى وجدتها ...
و ظهر هذا اليوم قررت أن أصنعها حتى تقدمها عذوب مع القهوة عندما يزورنا عزام .. فقد
كنت أردد بذهني بأن من المؤكد انه سيزورنا اليوم و سوف يصبح شبه مقيم بيننا .. فا عينيه
التي لم ترى غير عذوب بالأمس تتحدث لغة الحب و تحمل ولها يفارع جبلا ...
كنت أصنع الكعكه و أنا مبتسمة و أشعر بدفء الحب بقلبي لأختي عذوب التي حاوطتني
برعايتها و تناست فرحها لتشاركني حزني و أرقي ...
سمعت فجاة توقف سيارة أمام منزلنا سارعت لنافذة المطبخ لأرى عبرها من القادم ...
عرفت ... لم أحتاج لاكثر من نظره حتى اعرف أن عزام أتى لقتلي !
تسمرت بمكاني و ما هي إلا ثواني حتى سمعت بأسمي ينادى بصريخ يجتر القلب من مكانه
سارعت لدرج المطبخ أبحث عن السكين التي تستخدمها عذوب لتقطيع اللحوم ... قربتها
من معصمي و أغمضت عيني و قرأت الشهادة ! ... كيف أقرأ الشهادة و أنا على وشك
أرتكاب ذنب بحق نفسي ؟! .. توقفت و أعدت السكين في محله با الكاد فأوصالي لا تكف عن
الارتعاش ... كنت خائفه جدا لدرجة أني خفت أن يفر قلبي فوضعت يدي على صدري أحميه
من الإنتحار هلعا ..
فكرت بتوجه لغرفة والدي و الإختباء تحت سريره ... تراجعت قبل تتبلور الفكره فمن غير
العدل أن ألجأ لعاجز و أحرق قلبه يكفي أنه الآن يسمع عزام و لعناته و لا يمكنه أن يتحرك من
مكانه ويستفهم أو يخبأني ورائه ..
أتجهت لغرفة الغسيل و أختبأت تحت كومة الغسيل ! .. وكم تمنيت أن أموت مخنوقة قبل أن
أرد الهواء لرئتي شهيقا ..
.
.
.
.
بحثت بدور العلوي كله و لم أجدها نفذ صبري و أزداد جنوني ...
.
.
.
عزام يمسك ذراع عذوب بقوة : طلعيها اللحين لي و إلا حرقت البيت و من فيه ..
عذوب المصدومه : أنت انجنيت ... هذا البيت قدامك و فتشه منار مو هني ..
عزام يصرخ غاضبا : وين أنقلعت الحقيره .. اكيد راحت تلعب على هواها ..
عذوب تصرخ به : أقطع و لا كلمه هذي منار بنت فهد مو وحده من الشارع ..
عزام يصرخ بصوت حاد : بنت فهد وطت راسكم تسمعين و طت راسكم و راسنا و فضحتنا ..
عذوب تبكي وتترجاه : الله يخليك وط صوتك لا يسمعك أبوي و الله يموت من القهر ..
عزام بألم : أنا اللي بموت من القهر ... أنا اللي النار شابه بجوفي ومو قادر أطفيها .. تكلمي
وين راحت ؟
عذوب : لبيتكم ..
.
.
.
كذبت عليه أردته أن يخرج قبل أن يرتكب جريمة بحق منار و بحقه ... أردت أن أستعيد توازني
و أنقذ أختي من هلاكها .. عندما يخرج أخطط للأتصال با جاسم و غالية هم من يمكن أن يحموا
منار ... نعم من المؤكد .
لكن تبخرت خططي ..
غالية التي كانت لتو تترجل من سيارة غريبة تفاجأت با عزام يتجه لها و يرميها بصفعه حرارة !
.
.
.
شاهين يترجل من سيارته بسرعه ليمسك بيد عزام التي انهالت بضربات متوالية على غالية ..
.
.
.
شاهين بضربة قوية يصرع عزام على الأرض ...
عذوب تركض باتجاهه و تصرخ بهلع : ذبحته ..
شاهين يقترب منه ليفحصه : لا ما فيه إلا العافيه أنتم سوو لي طريق بدخله ..
.
.
.
.
عذوب أتت بحبل و مدته لشاهين : ربطه ... تراه مو في عقله جاي يبي يسوي اليوم جريمه ..
غالية التي تضع الثلج على خدها تخفف من الأثر : ليش شصار ؟
عذوب تلح على شاهين : طلبتك أربطه قبل ما يقوم و يسوي مصيبه و انتي يا غالية أتصلي
بجاسم و غنام خليهم يجون اللحين بسرعه ....
.
.
.
منظر عزام الغاضب و وجوه الكل الشاحبه من علي الذي غرقت عينيه من الدمع إلا عبير التي
تشهق ببكاء يقطع القلب إلى عذوب التي تدعي القوه و تفاصيل الحزن على محياها تنبأ بانهيارها
باي لحظة جعلني متاكده أن منار سبب الفاجعه ! .. لم أنتظر طويلا فقد سردت لي عذوب كل
التفاصيل المشينة خلال دقيقة ...
أول ما تبادر لذهني ... "أين كنت أنا من كل هذا" ... كيف ابتعدت منار عني و لم أنتبه لغيابها !
هل تخليت عنها كما تخلى عزام عن ناصر .. أيعقل أنني كررت أخطاء المذنبين و أصبحت
واحدة من المتخاذلين !
هل أنصرفت لحياتي الجديده و سخرت كل أنتباهي ووقتي لمتابعة ذاك الغريب الساكن
في الجهة المقابلة ! .. أتتبع خطواته منذ خروجه لصلاة الفجر حتى عودته و منها إلى
خروجه مره أخرى لعمله ! ... مترصده أتتبع أثر من سلمني مفاتيحه لأترك من يحتاج متابعتي
و اهتمامي لضياع !
.
.
.
عذوب : المشكله اللحين شاهين ... حاولي تصرفينه قبل ما يوصل جاسم و غنام ..
غالية : يعني تعتقدينه غبي و ما يفهم .. واضح أن الموضوع حساس و أكيد هو فهم الصوره كلها
خاصه بغياب منار .. إلا وينها منار ؟
عذوب : أكيد أنخشت تنطر يطلع من البيت ..
غالية بهلع :أخاف سوت بنفسها شي ..
عذوب بهلع مماثل : لا لا يمكن ..
.
.
.
.
توجهت كل منا بطريق تبحث بكل أتجاه ... حتى سمعنا عبير تصرخ من جهة غرفة الغسيل
ركضت كل منا لمسافة بدت أميالا ... وصلنا لنجد منار ممدة بين كومة الغسيل لا تتحرك
و علي يحضن رأسها و يبكي بذعر و يردد أنها ماتت ...
شاهين أتى من خلفنا ليبعدنا عنها و يفحص نبضها ليؤكد لنا أنها في حالة إغماء و ما أن
توجه لحملها حتى رأينا غنام و جاسم يقفان بذهول أمامنا ....
تلقف جاسم منار من بين يدي شاهين و خرج بها مسرعا لسيارته ... غنام شعر با الإحراج
و اعتذر عن أقتحامه لحرمة المنزل و توجه للخارج لكن أستوقفته أنا مناديه ...
.
.
.
غالية : غنام لحظه ..
غنام يكلمها وظهره لها : آمري .
غالية : يا اليت أطلق أختي و ترى طريقتك ما تحل شي خاصه أنها بريئه مهما كان اللي
شفته ...
غنام يلتفت عليها غاضبا : أنتي ما تدرين شنو شفت ..
غالية : إلا أدري و ما يهمني أختي شريفه بنت رجال طيب ما ضر أحد ... و انا متأكده من
برائتها و لو سمحت أخذ أخوك المربط و أطلعو بره ...
غنام ينتبه للجهة التي أشارت لها ليصدم بعزام مسجى على الأرض مربوط جسده بأحكام
غنام بغضب : يا مجانين ....
.
.
.
.
يهذي و حرارته مرتفعه كمن يصارع حمى مميته و يحتضر الآن بها ..
قتلته تلك الخسيسة الساقطة قتلت أخي و جعلته جثه هامده ..
لن أتخلى عنك أخي .. أبدا لن أتخلى عنك كما تخلت تلك اللئيمة لتقف بوجهي
تدافع عن ساقطة و توجه اصابع الأتهام لي كأني أنا من أرتكب الجرم و ليس أنا
الرجل الذي ضحى ليحمي عرض أخيه و ينقذ شرفه ...
.
.
.
غالية : عذوب بسج بجي الممرضه تقول أبوج يبي يطير من فراشه ويشوف شفيكم يله
روحي غسلي و جهج و تعوذي من الشيطان و ادخلي له ..
عذوب المنهاره بين يدي غالية : تكفين غالية ما أقدر راح أنهار جدامه أعرف نفسي ..
راح أشوفه يموت حسره قدامي و لا اقدر أسوي شي ..
غالية : لا حول و لا قوة إلا با الله .. خلاص بدخل أنا له و أحاول اطمنه على اني أعرف أنه
ما راح يتطمن لين يشوف احد منكم ...
.
.
.
.
لم أراه منذ الحادث ... كنت غاضبه منه بسري لأنه تسبب بمقتل أختي عليا ..
لكن كل غضبي تلاشى ما ان وقعت عيناي على جسده الضعيف المسجى بإستقامة لا يتحرك
به إلا جفنيه اللتان يتحركان بجنون يسفحان الدمع ... تقطع قلبي و كنت على وشك البكاء
أبتعلت القصه و تنفست بعمق و أقتربت منه و تذكرت ذاك الوجه ...
.
.
.
................ ذكرى من أحد أعياد الطفولة ....................
.
.
أبو علي : يله غلاوي تعالي معانا بوديكم المدينه الترفيهية ...
غالية الطفلة : ابوي راح يوديني ..
أبو علي : ميخالف تروحين مرتين ..
غالية : ما أبي أروح إلا مع أبوي .. انت مو أبوي ..
أبو علي يبتسم لها : بس أنتي بنتي و انا أحبج و ما راح أستانس إلا لما تروحين و تستانين مع
ناصر و منار ...
غالية : أنا كبيرة أكبر منهم كلهم و ماراح يلعبون الألعاب اللي احب ألعبها ..
أبو علي : و لا يهمج أن راح أركب معاج كل الألعاب اللي تحبينهم ...
.
.
.
.
يوم طلاقه من أمي بكيت بحرقة تمنيت أن يأخذني معه ... خذلني وتركني ورائه محرومه من أب
آخر ...
لم أفهم أبدا كيف يخبرك شخص أنه يحبك لينبذك بعدها ... حتى الآن لم أفهم و لا أريد أن أفهم
القسوة .
.
.
.
غاليه تمسك بيد أبو علي و تبتسم له : شلونك يا بوي ..
أبو علي ينظر لها برجاء ...
غالية : منار العوبه رسبت ها الكورس وفصلوها و تحلف فيها عزام بس لا تخاف بيردها جاسم
بواسطه ...
تمد غالية كفها الصغيره لتمسح بأناملها الرقيقة دموع أبو علي التي بللت خده ...
غالية : أوريك فيها بس خلها تخلص بجي و أجرها من اذونها تحب خشمك و تعتذر ..
.
.
.
تركته و لم أستطع ان أتخلص من رائحة الحنين التي أستنشقته بعمق ...
.
.
.
.
جاسم : أنهيار عصبي ..
غالية بخوف : يعني شنو ...
جاسم : يعني بتقعد اليوم عندهم تحت المراقبه و ان شاء الله ما فيها إلا العافية و أنا بقعد معاها و
أنتي أقعدي في بيت ابو علي مدام عزام معصب ماله داعي يكون احد معاه يرد له الصوت ...
غالية : أنا عندهم اللحين و بقعد لين ترد منار ..
جاسم : اللحين فهميني شنو شاف عزام على منار عشان يتصرف بها الشكل ..
غالية بصدق: شاك في اخلاقها ... مو بس هو حتى غنام اللي بس أمس تزوجها !
جاسم بصوت خافت لا يخفي غضبا : ما في شي يجي من فراغ .. اختج شنو مسويه ..
غالية بنبرة هجوم : اللحين صارت أختي .. تنازلت عنها ؟! .. خلاص مدامك تنازلت شيل أيدك
من الموضوع يا كبير و انا أحلها و إلا يجي عزام المجنون و يذبحها و يروح هو و هي من كيسنا
جاسم : أعوذ با الله من الشيطان الرجيم ... و لا حول و لا قوة إلا با الله ...
غالية تنفست بعمق ووجدت أن أخباره هو أسلم طريقة : با المختصر الليلة اللي صادو أبرار فيها
كانت ماخذه معاها منار اللي ما كانت تدري عن شي و مفروض بعد ابرار أنغشت بس أنا مو
داخله مخي ها السالفة المهم غنام اللي سوى المداهمه هذيك الليلة و طلع منار من السالفة بدون
محد يدري ...
جاسم ينهار على احد مقاعد المشفى : بعد منار ! .. خلصنا من ناصر و طلعت لنا منار ...
غالية : صدقني مظلومه هيه هبله و مشت مع أبرار و راحت على رايها لحفلة و طلعت مسخره
و قلة حيا و هي ما تدري .. بس الله ستر عليها يوم نيتها صافيه ..
جاسم تتلاشى الصدمه ليحل محلها الغضب : بنشوف راعية النية الصافيه بيطلع فحصها اللي
بطلب يسونه لها أيجابي و إلا سلبي ...
غالية مصدومه : أنت أنجنيت يوم الله ستر على أختك تروح تفضحها ... سالفة مثل هذي ما
تنخبى و ممكن تنتشر بسهولة ..
جاسم : شوفي يا غالية مو تحسبين أني مو عارف سالفتج العوجه مع شاهين أنتم البنات ما عاد
يتأمن لكم و الفضيحه صارت و ما في شي يداريها ..
غالية بغضب قبل ان تغلق هاتفها : شاهين زوجي و أنا ما غلطت يا الحقير ...
............................................................ ....................
.
.
.
.
مر علي هذا النهار ثقيلا تسليتي الوحيده هي بصهر الغضب و تحويله لأمتعاظ أخفيه بأبتسامه
مصطنعه ... عريسي الذي كان في منتهى البرود معي تجاهلني تماما هذا الصباح و أنصرف
لعمله اما سائر ساكنين هذا البيت جاملوني على أستحياء و كأنهم يخبرونني أنهم لن يتعبوا
انفسهم بإنشاء صلة عاطفية معي و أنا مغادرة عن قريب لا محاله !
أما عمي هو المتفرد الوحيد بمعاملته التي فسرت لي تصرفات الكل بدأ من زوجي إلى أصغرهم
سارة ...
.
.
.
.
أبو فيصل :أنا يا أبوج أبغض ما على قلبي المره الدواجه اللي تلوب من بيت لبيت من تصبح لين
تمسي ... المره مكانها في بيتها و لازم ما تعده إلا لضرورة ..
و المره العاقلة اللي تحفظ أسرار بيت رجلها و أسرار أهله حتى عن أقرب الناس لها ..
و أن شافت منه ما تكره تدمح له و تسامح خاصه لا صار مو مقصر عليها بشي ..
و تترس له البيت عيال و تقابلهم ...
و البيت يا بنتي متروس خدم و أنتي ما عليج إلا تحطين عينج من وراهم و تامرين و تنهين ترى
عمتج أكبرت و لا هي يم مقابلهم وبناتي الله يصلحهن من بنات ها الوقت ما من فود .. و أنا يوم
تخيرتج لفيصل ما تخيرتج إلا و أنا عارف أنج مرة سنعه راعية بيت و ينشد فيج الظهر ..
.
.
.
.
مضحك كيف صدقت فيصل للحظة و كذبت ظنوني .. صدقت أنني كنت قراره و ليس أمرا
مفروضا عليه .. لكن الكلمات أقوى من الأفعال و أوضح .. معاملته لي الليلة الفائته تبين انه لا
يبالي بوجودي من عدمه و أني خادمه مستقدمه بمؤهلات عالية و أصل جيد و يمكن أستعمالي
أيضا لأنجاب الأطفال و تربيتهم .. خادمه و مربيه .. و متعه رخيصه .. أي صفقه رابحه حظوا
بها و بخست أنا بنفسي من أجلها ! ...
لكن سأعتذر من نفسي فا الوقت لا يفوت ابدا على تقليل الخسائر و أستعادت بعض الغنائم ...
.
.
.
.
.
تهاني بأتصال بفيصل : ممكن تمر الصيدلية على طريقك ؟
فيصل : ممكن .. شنو تبين أجيب لج ؟
تهاني : دوى للجرب ..
فيصل يبتسم بسره : ومنو اللي جربان ..
تهاني : الظاهر أنا .. من أصبحت لاحظت أنكم كلكم ما تبون تقعدون معاي دقيقة ..
أفهم أي تفسير .. عادي قول جربانه ؟
فيصل : ليش أحس أنج بتجبجين اللحين ..
تهاني : أنا من أمس أبجي بس انت ما ألتفت لي و لا حسيت علي ..
فيصل : و شنو اللي لازم أحس فيه ؟
تهاني : أنك ممكن بلحظه تخسرني قبل ما تتشرف بمعرفة شي واحد عني ..
فيصل : من قال أني ما عرفت عنج شي أنا من أمس لين اليوم تشرفت بمعرفة ثلاث شغلات
عنج ..
تهاني : و شنو اللي عرفته ؟
فيصل : أولا أنج جريئة من غير وقاحه ثانيا أنج مثل الغزاله تصيد صيادها ثالثا أنج واثقه
من نفسج لحد الغرور ..
تهاني : آسفه أقولك أنك ما عرفتني ...
فيصل : و آسف أني أقول لج انتي ما عرفتي نفسج قبل ما تعرفيني ..
تهاني : أجل خلنا نتعرف و نشوف ..
فيصل : إذا رديت اللحين بيكون مزاجج رايق ؟
تهاني : الصراحه لا صعب أني أتخلص من آثار جلستي مع عمي ..
فيصل ينفجر ضاحكا : أنا آسف ما كنت أعتقد أنه بيقعد معاج من الصبح و إلا جان قعدت معاج
و أنقذتج ... أنزين شقالج ؟
تهاني : تبي أنقلك حرفيا و إلا أختصرها با المعنى ...
فيصل : اللي يريحج ..
تهاني : مبروك عليك أنا اول خدامة و مربية و رحم مستأجر بشخص واحد ...
فيصل يعاود ضحكاته الرنانه : أبوي للأسف عنده نظره دونية للمرأه .. لها مكان و شغل و
أهتمام واحد و بس ..
تهاني : للأسف عمي عنده من يساعده و يخليه يتمادى ...
فيصل : قصدج أنا ؟
تهاني : أنت و أمك و الكل في ها البيت ... ما بنيتوا طريق لتواصل معاه وقفتوا بجهه وخليتوه با الجهة الثانيه يامر و أنتم أطيعون على غير مله ...
فيصل بنبرة متهكمة : و أنتي عاد اللي بتسوين ثوره ..
تهاني : أنا ما أتبنى القضايا الخسرانه ... انا متبنيه علاقتي معاك و مخليتها تحت التجربة .. تعاون معاي إذا تحب أو خلنا نختصرها من ها اللحظة ..
فيصل : سجلي الشغلة الرابعه ... تصيرين أندفاعية مني بنبرة !
.
.
.
.
صوتها و أسلوبها يأسرني لا أريد أن أعود للمنزل أعرف أنني سأبدو كأخرق كما بدوت في
ليلتي الأولى معها ... كأني مراهق زل على أول سلمه تأخذه لذروة العشق و سقط يمثل الصرع
حتى تشفق عليه محبوبته و لا تتركه بعد أن أنكسر أمامها كا صورة رجل أراد أن يكون !
............................................................ ............
.
.
.
.
لم يوجه لي ولا حرف ... حتى كوب الماء طلبه من رهف و هو بجانبي !
.
.
.
دلال : شفيك من أمس ما تكلمني و لا حتى راضي تحط عينك في عيني ..
جراح : لأني حاب أفكر بعيد عنج ..
دلال : تفكر بشنو ؟
جراح : شلون أريح نفسي و اريحج ..
دلال : لا تشغل نفسك فيني أنا مرتاحه معاك.. انت شنو اللي مو مريحك معاي ؟
جراح : كل شي يا بنت عمي ... كل شي ..
دلال بدفاع : ترى انا مثلك سالفة العرس هذي كلها ما كنت أدري فيها ..
جراح :أول شي مو مريحني فيج أنج دايما تجذبين و ماني عارف متى أصدقج ... تصوري
حتى لما تقولين لي حبيبي أو احبك أفكر شنو تبين و شنو حاجتج .. انتي وحده وصوليه و جذابه
صعب أني أثق فيج ..
دلال تتجرع كلماته بألم و الصدمه تنثر الدموع بكرم على خدها : هذي آخرتها يا جراح أنا جذابة
ووصولية ... ما هقيتها منك يا ولد عمي ...
جراح : اللي يطق الباب يرضى با الجواب .. انا ما حبيت أجرحج بس أنا مو مثلج اقدر أجذب
بسهولة و أخبي مشاعري ... على الاقل أنا عادل معاج و فاتح لج قلبي عشان تعرفين أنتي
عايشه مع منو و شنو يفكر فيه ...
دلال من بين دموعها : يعني تبي أطلقني .. صح ؟
جراح : أكيد لا تونا متزوجين و إذا طلقتج بيقولون مسرع توكم ما عرفتوا بعض على أني
عرفتج من أول أسبوع و ما أبي بعد يفسرونها ردت فعل لزواج فيصل من تهاني با الطريقة
السخيفة اللي رسموها ...
دلال تركض لغرفة الملابس و ترتمي على الأرض لتبكي بحرقة ...
.
.
.
.
.
سأتركها تبكي الخسارة فهذا خير أنتقام .. لا أنوي التقرب منها حتى تأتيني معتذره تنوي فتح
صفحه جديده تتعهد بها أن تخلص لي و تطيعني بدون أن تضع رأسها برأسي محاربه ..
و الطلاق ليس حتى حل أريد أتباعه .. فأنا لدي أمل بإصلاحها و امكانية التعايش معها بسلام
يااااا كيف أصبحت راشد بمجرد أقتراني بمتمرده !
............................................................ ...................
.
.
.
عاد مشاري من عمله بوجه شاحب و عينين ساهمتين ... كأنه أصيب بعدوى تهدد بطرحه
مريضا با الفراش ...
.
.
.
مشاري : غطيني بردان ...
أمل تتحسس جبهته : ما فيك حراراه ... أكيد داخليه ... أستريح و راح أشوف لك شاهين .
مشاري يسارع بإمساك يدها : ما في داعي دلكي بس راسي لين انام ..
.
.
.
أشعر بأني بين المسافة الفاصلة بين الجنة و النار ... يقف عند النار رغبتي و عند الجنة قناعتي
و أعرف أن علي أن لا أختار فا الحل واحد هو الأتجاه لباب القناعه حيث الجنة ..
منار أصبحت با الأمس زوجة و اليوم أعض أصابعي ندما أنني لم أكن من وقع أسمي بجانب
اسمها على عقد الزوجية ... فضحت كما عرفت من شاهين لكن ما زلت متعلقا !
غبي .. نعم أنا في منتهى الغباء ... كيف أمتطيت الخيلاء و جمحت و أنا مؤمن أنها أستعمرت
قلبي و رقصت بين الحنايا لأرضخ و أسلمها مفاتيحي .. نعم أحبها بل أعشقها هذا الواقع الذي
ليس ورائه جنه بل موت محقق بذل أسود ..
.
.
.
.
لابد أنه عرف بزواج منار ... هذا فقط التفسير المنطقي لحالته المفاجأه ..
لو كنت أنا بمكانه لكان شعوري مضاعفا و لبللت وسادتي دمعا لا يجف ..
أعرف لا بد أنكم تضحكون مستهزأين بس .. فحالي ليس با لأفضل ..
نعم لكن لدي قدرة عالية على خداع نفسي .... و الأمل .... أليس هذا أسمي و لكل منا نصيب من
اسمه ! .. أملي بعودته يوما بعد أن تختفي منار من حياتنا للأبد و تصبح أمرأه مهملة ليس لديها
و قت حتى على كوي عبائتها متبوعه بسرب أطفال يمكسون بها من كل جانب .. لدي أمل ان
فتنتها ستخبوا و يسقط قناع الغنج و الدلع أمام تقدم الزمن بها لمرحلة أخرى من حياتها ..
لدي أمل أن يكون الدهر أكثر عدل معي و اصبح أجمل أليس البعض من البشر تتغير ملامحه
إلى الأفضل مع تقدمه با العمر ... أنا على أمل .. ان أعجبه يوما و لي يلتفت !
............................................................ ...............
.
.
.
.
فتيات هذه العائلة غريبات لابد أنها جينات الأم ... كل منهن أرادت أن تحب و تخاطر بطرق
العشق و دهاليزه ... لو لم أكن وقتها مراهقا أرى العالم ببرائه هل كنت سوف امنع نفسي من
فتنه ترتمي بأحظاني هل كنت وقتها سأمزق روايات العاشقين و قصائد المجانين و أبحر
با الخطيئه على يدها !
و غالية لو كنت وقتها أعطيتها من أهتمامي هل كانت سوف ترتمي بأحظاني ملبيه ما أن أدعيها
مهما حاولت تبين أنها غاضبه مني بخصوص ما حدث بيننا إلا أني على يقين أنها أستسلمت في
لحظة !
منار التي لم يخفاني أنها كانت تتبع بنضراتها الجريئه مشاري ليست أقل من أخواتها بشيء
بل هي يجب أن تكون على رأس القائمة بجمالها الفتان الذي أضعف أخي المغوار و جعله
يتصرف تلك اليلله بحماقة ليتبعها !
.
.
.
...... قبل ساعه ......
.
.
مشاري بنبرة الخائف : أنت شدراك ...
شاهين : كنت موصل غاليه لبيت أبو منار و لقيت عزام يدور عليها يبي يذبحها ...
مشاري : و بعدين ؟
شاهين : و بعدين لقيناها مغمي عليها بغرفة الغسيل و اللحين هي با المستشفى منهاره ...
مشاري : وزوجها ؟
شاهين : مدري عنه ... كان موجود بس ما طلع وراها أخذ عزام و طلع فيه ..
مشاري : أنا ما شفتها هذيك الليلة ...
شاهين : أكيد كانت موجوده حتى لو ما شفتها ... يمكن عشان جذيه ضاري كان عازمك
مو انت تقول صورها عنده ..
مشاري : أي .. و أنت كنت تقول أكيد جابهم من أي مكان مو شرط هي عطتهم له ..
شاهين : كنت بحسن الظن فيها لآخر لحظة ... حنا با الأخير عندنا خوات و مو زين أنتشمت
مشاري يدلك جبينه ليخفف الصداع : و أختها .. غالية .. شرايها با الموضوع ؟
شاهين : ما قالت شي حاولت تخبي عني و أنا تصرفت مثل ما تبي ... أحس ها العايله كل
أفرادها معقدين نفسيا ... و يمكن غالية على رأس القائمة ...
مشاري :إذا أنت شاك بنجاح زواجكم تقدر تنسحب اللحين قبل ما تعقد الأمور ..
شاهين يغمض عينيه و يرص على شفتيه : تعقدت و خلصت ..
مشاري المصدوم : لا تقول ..
شاهين : تخيل مشاعري تبدلت فجاة اليوم الصبح كان ودي آخذها و أجيبها للبيت بلا عرس بلا
هم .. بس من عرفت بسالفة أختها و انا كل وسواس ركبني .. خايف أظلم عيالي ... معقوله أني
غلطت .. أنا أصلا ما تزوجت عليا و هي كانت روحي آخرتها آخذ اختها بلحظة ضعف ..
مشاري : يمكن كنت بعقلك الباطن حاس بذنب و حبيت تكفر عنه ؟
شاهين : أنا ماني عارف شنو قاعد أفكر فيه ... سالفة منار قويه .. باجر عيالي بتصير سيرت
خالتهم على كل اللسان و يمكن بعد بيجبون سيرت غالية ... أحمد ربك يا مشاري أنت عندك
ذهبه .. أنا الغلطان كان مفروض أني طايع أمي الله يرحمها و متزوج من زمان و مرتاح مع
زوجه عاقل و عيال يملون علي حياتي و ينسوني الهم ...
............................................................ ..............
.
.
.
.
مع بعض الرجال تصبح المرأة جرعة قسوة مختصرة بكبسولة محصنة
يبتلعها كا حجر ليقسي قلبه و يلفظها عارا يواريه الثرى أمام الملأ !
لتمد يدها تودعه قلبها وتتوارى تحت الثرى برضا ...
فا من طبعها تضيء لهفتها قنديلا و من طبعه أن يضيئ شمعه لنشوة !
و شتان بين قنديل و شمعه !
............................................................ .............
.
.
.
أستودعكم الله ..
|