كاتب الموضوع :
ضحكتك في عيوني
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبلة إراده يسعد الله اوقاتج بطاعته ...
يعني خلاص نبطل توقعات ... ما عليه مثل ما تحبون :(
...............................................
الجزء الثالث و العشرون :
.
.
.
من يحتاج لذاكرة الورق عندما تتوحد لغة التعبير
و تفقد الأرض مركز جاذبيتها ليتمكن الكل أن يطير
فيصبح من السخافة أن نقرأ لشاعر يصف القمر و نحن يمكن أن نصل إليه !
.
.
.
.
أحب هذه الساعه من اليوم ... حيث يكون الكل في غرفهم ينعمون با قيلولة بعد الظهر و أنعم أنا
بقراءة وردي اليومي من القرآن حتى صلاة العصر لكن ما أن قرأت أول آية من السورة حتى
سمعت الطارق يقتحم علي خلوتي الروحية ...
.
.
.
اعرف عاداتها اليومية لذلك أجلت ما اردت أن أخبرها به با الأمس إلى ما بعد الغداء .. و يمكن
ايضا أن يكون تأخري بأخبارها عائد لخوفي من تزعزع مكانتي بقلبها و فقد كل الأحترام الذي
تكنه لي كأخ كبيرلها و صديق يشاورها بأموره و يحب الأستماع لها و كل هذا بسبب رضوخي
لأبتزاز ذاك المتعالي !
.
.
تهاني : مبروووووك يا الغالي .. ياااا يا مشاري يوم قالت لي أمل اليوم طرت من الفرح الله يتمم
عليها بخير و يكون من عباده الصالحين ..
مشاري : آمين .. بس أدعي ربي تكون بنوته حلوه مثل عمتها توتو ..
تهاني : يلبي فديت عيونها ياااااا ما أتخيل عندنا بنوته في البيت تخيل أنا كل يوم لازم أشوف
صورة حور بنت خالتي سلوى قبل ما أنام هلوست فينا ها البنت عاد و شلون لصارت بنتك
أكيد بستلمها منكم من الصبح لين الليل ..
مشاري يطرق برأسه لثانيه ليرفع عينيه بعيني أخته الحبيبة : يمكن وقتها تنشغلين في بنتج ..
تهاني بجزع : لا يكون وافقتوا ارد له .. أنا قلت لكم ..
مشاري يقاطعها : الموضوع مو مثل ما أنتي متخيلته .. الموضوع أكبر و أنا يمكن أروح فيها ..
تهاني المستغربة بقلق : خير .. شصاير ؟
.
.
.
لم اخفي أي تفاصيل أردت أن أعترف و في نفس الوقت أفضفض أردت أن أقوم بعملية غسيل
أنظف من خلالها كل ما حملته في عقلي و قلبي ... كنت أسرد بإنفعال تفاصيلي المخجلة
وما ساعدني هو هدوء تهاني التي تركتني آخذ من وقتها الكثير بينما هي بحاجة لكل دقيقة تعينها
على رسم خطة الفرار !
.
.
تهاني بعدما صمت مشاري اخيرا : سبحان الله رحت تتبع عورة مسلم و الله كشف لك عورة
و شفت صورتها عند ضاري ؟!! خير يا طير كلها صوره ممكن توصل له بأي طريقه من غير
علمها ... يعني بأعتقادك كل صور البنات اللي تنتشر بلوتوث أو با الإيميلات مو صاحيات
ما يجي في بالك يمكن أن الصور مسورقه أو مفربكة ليش العالم ما يفكرون أولا أنهم يحسنون
الظن ليش على طول ظنيت أن منار فيها بلى وما هي مضبوطه ؟!!
مشاري : أنت تعرفين أنها خفيفة و ..
تهاني تقاطعه : خفيفة !
البنت صغيره وعواطفها و احاسيسها المراهقه تطغى على تصرفاتها بس أنا ما اشوف أنها تعدت
الخط الأحمر حتى لما كلمتها و نبهتها أنها ما تاخذ راحتها في البيت بوجودكم
حسيت انها فعلا مثل اللي أخذ كف و شفت التغير البنت أصلا ما عاد تزورنا و إذا تبي أمها
تكلمها على الموبايل و تواعدها في بيتهم .. أنتم يا الشباب الظاهر لشفتوا الوحده معجبة على
طول لبستوها تاج الخطيئة !
مشاري يمسح على وجهه بأرق : عاد هذا اللي صار ..
تهاني : و فيصل طبعا لقاها فرصه يبتزك و انا اللي لازم آكلها ..
مشاري : أنا ما قلت لج عشان أبيج تمشين با الموضوع أنا قلت لج عشان ما تروحين الليله ..
تهاني : اللي قاهرني أن دلال مشتركه معاه الخبله مو حاسبه أحساب لعلاقتها با جراح ليكون
حسبالها بتطوف على جراح و بيظن أن مالها يد في الموضوع ؟!!
مشاري : تلقين فيصل أبتزها و عمي وقف بصفه .. البنت خايفه يمسكونها في بيتهم و يطلقونها
من جراح ..
تهاني : مهما كان هي بنتهم و لا يمكن يرضون أنها تطلق ..
مشاري : أنتي تعرفين عمي أنا ما صار الشي على كيفه يزعل و يتنرفز و يمكن يقلبها حزن على كل من حوله ...
تهاني : أنزين كمل قالك جيب أبوي و شاهين يتعشون عندنا و بعدين شلون بيقنعهم أني ما راح
أطلع من بيته ؟!!
مشاري : راح يحرج أبوي بعشى عزم فيه كل جماعتنا و بيقولهم قدام ابوي انه الليله دخلته
و طبعا عمي بيصف معاه و أنا حاطني في مخباه و شاهين تعرفينه ماله في المواجهات العائلية
و جراح اللي ينخاف منه بيصير كل شي من ورى ظهره ..
تهاني : مشاري أنت تعتقد فعلا فيصل ممكن يقول لأبوي و أهل أمل عن السالفة ؟
يعني معقول يكون بها النذاله ..
مشاري : فيصل كل عمره ما يهمه إلا مصلحته و إذا ما صار الشي مثل ما يبي
يخربها با اللي هي فيه لو حتى تضرر هو بنفسه .. تدرين حتى سالفة منار .. ضاري
الحقير قايله اني معجب فيها مدري من وين جاب ها الحجي المهم أن فيصل استقعد لي
ولقى كذا طريقة يلف فيها ذراعي ..
تهاني : كله كلام ما عليك منه روح لأبوي و أعترف له و كلم أمل و انا متأكده أنها تحبك و بتسامحك خاصه أن اللحين هي حامل و تبيك معاها ..
مشاري : يا سذاجتج يا تهاني فيصل ما يفكر يفضحني عند أبوي و أمل و بس ..
فيصل بيدبسني في القضيه اللي للحين ما أنتهت و مهددني بفضحية تقضي على مستقبلي المهني
.. تخيلي كل ها السنين اللي درست و تعبت فيها ولد عمي يبي يلغيها ...
تهاني معاتبة : أنت اللي للأسف غامرت في سمعتك و ما يحق لك تلوم إلا نفسك ..
مشاري بخجل : معاج حق .. على العموم أنا أنتهيت و ما ابي الأمور تعقد بسببي أكثر و هذا أنا
قلت لج و بريت ذمتي .. لا تروحين الليلة و لا تعلمين جراح بسالفة عشان ما تكون دلال الليله
مطلقة في بيت أهلها .
.
.
.
خرج مشاري بعد أن ترك عاصفته تعصف بأفكاري .. فكرة تلو الفكره منها ما يلغي الأخرى و
منها ما يعزز التالية ..
توقفت و تنفست بعمق و توجهت لسجادتي أطلب العون من خالق الخلق ...
.
.
.
منذ أن أقنعت تهاني بقبول دعوة العشاء في منزل أهلي و انا متوترة أقضم اظافري و أمشط
شعري كل خمس دقائق .. سأخسر تهاني هذه حقيقة اتقبلها لكن جراح هو أكبر همي !
حتى و إن نجحت بتمثيل الضحيه و ان أهلي خدعوني لا أعتقد أنه سيصدق و يتقاضى
أتمنى أن لا أسقط الليله في الهاوية لأعود لمنبع الظلام و الوحشة انا فعلا لا أستحق هذه النهاية
.
.
دلال التي توجهت لفتح الباب : تهاني !
تهاني : أبي رقم فيصل .
دلال بإضطراب : ليش .. صاير شي .. عمي يبيه بشي ؟
تهاني : أنا اللي ابيه مو عمي ..
دلال بكذب : ما أعرفه .. غير رقمه لما أطرده أبوي من البيت .
تهاني : أي البيت نفسه اللي اليوم بيصير فيه عشا لعرسه علي ؟
دلال بدهشة : انا ..
تهاني : أنتي غبيه بتهدمين بيتج بيدينج ..
دلال تضع كفيها على فمها لتكتم بكائها ....
تهاني بقسوة لا تليق بها : خلي دموعج لا تخلصينها عشان تعاونج قدام جراح اما أنا ما عاد
أصدقج .. و اللحين طلعي لي رقم أخوج من تحت الارض و إلا يا دلال أول ما يرد جراح من
الصلاة اخليه يرمي عليج يمين الطلاق ..
دلال توقف شهقاتها الصدمه : تبينه يطلقني .. أنتي عن جد تكلمين .. حرام عليج أنا حالي من
حالج و أصلا زواجي كله صار بسبب زواجكم .. أنا اللي أكلتها في ها الموضوع كله و يوم
تقبلت أمشي في الطريق اللي أنرسم لي لقيت مية واحد قدامي يأشر لي بأتجاه يعاكس الثاني
قولي لي شسوي و الكل يبتزني ؟! .. يعني تبيني أحبج و أهتم فيج أكثر من نفسي ؟!!
تهاني وجدت صدى لكلمات دلال في نفسها : عطيني رقم فيصل و جراح ما راح يدري بشي
وعد .
دلال تسارع لأخذ هاتفها النقال من المنضدة لتناوله تهاني : راح تلقين مسيفته بأسم " أبوي "
تهاني أخذت الهاتف من دلال و توجهت مره أخرى لغرفتها .....
.
.
.
ما ان عدت لملجأي حتى عاودني الشك بنجاح خطتي التي عنونتها ب " عندما تحاصرك الزويا
أختار أجملها إطلاله " !
و ضعت عدة أسئلة ذهنية لنفسي واجبتها بصمت حتى لا يمكن لي أن أكذب فانا أحدث نفسي
هل ما زلت أحب فيصل حتى بعدما تكشفت لي جوانب مقيته من شخصيته ؟
الجواب نعم !
هل أثارتني حقيقة تمسكه بي ؟ .. بتأكيد و جعلتني أشعر بأني انثى من جديد !
هل تستطيعين تحمل الساعات القليلة القادمة أم تريدين أن تغتاليها بسرعه لتصلي لأحضانه ؟
بصراحة .. أريد أن أحطم الساعه و أصل قبل الكل بسبب فرق الوقت !
و اضيفوا أنني سأصبح شهيدة ضحت من أجل سعادة من تحب .. مشاري سيحمل جميلي أبدا
و سأذكره دائما به و ستكسب أمل الطيبه الكثير على يدي ..
أما دلال المجنونه سأكتفها بجميلي بإحكام لتصبح مطواعه لأخي الصغير ليلين طبعها
العنيد ..
مضحك .. كيف اصبحت نسخه مصغرة من فيصل حتى قبل أن يشكلني بيديه !
أم هذا هو العشق .. حيث تتشرب الروح الهوى حتى الثمالة و تخلق من شخصنا شخوصا
مهزومة تعترف بضعفها و تتمعن في إمداده حتى تصبح الهزيمة عنوانا لها .
ينصحون فيصل في كتب خطها النفسانيون أن علينا أن نحب ذواتنا با الدرجة الأولى و أن
لا نحب أحدا أكثر من أنفسنا ...
لكن كيف و انت ذاتي و نفسي و كل ما يشغلني .. كيف لي أن لا أحبك و أعشقك و أهواك حبيبي
كيف لي أن لا أتنازل و أنا هزمت عن طيب خاطر و أستسلمت بوجداني و مشاعري لإحساس
طاغي لا يعترف بمثاليات نفوس مثيرة لشفقة لم تتذوق يوما لذة العشق !
هيا نفسي .. أذهبي بحالة العشق لأقصى مدى و فرطي بما كنتي تحبسين تحرري و حرري
تلك العواطف المكبوته ... تخلي عن مثاليتك و خربشي على صورتك الموضوعه في برواز
المثالية و الفتاة الرصينة !
أركبي موجة التطرف وقفي بتهور فا هكذا نخلد و إلا كوني عادية وراقبي من بعيد إنكسار
الموجة على جسدك الضعيف ..
لابد أنكم الآن تعتقدون بأني أعاني خطبا ما ... أوافقكم الرأي ..
من المؤكد أن حالتي تطورت للأسوء و من المؤكد أن تشخيص حالتي هو ..
" إنفصام بشخصية " !
.
.
.
.
رتبت كل شيء من مشاعر معلبة و أبتسامة قابلة لتعديل و تمطيط على حسب ردات فعل الماثل
أمامي ...
.
.
أبو فيصل : أنا ما علي من كل اللي عزمتهم لأن لا ما حضر عمك ما كو فايده ...
فيصل : تطمن مشاري حاطه في جيبي و بيسوي المستحيل عشان يجيب عمي و شاهين للعشى اليوم ...
أبو فيصل يحرك أصابعه بلحيته التي تخللها الشيب : أسمع لا تقعد عند عمك أنا بصير على
يمينه و خالك على يساره و أنت خلك بين مشاري و خويك ثامر عشان يعاونونك و يحرجون
عمك لأعترض .
فيصل يرسم أبتسامة ثقة تخفي ضجرا : هذا اللي بيصير ..
.
.
لم ينقذني من أسئلة و توصيات والدي التي يكررها كل ساعة إلا أتصال من دلال ..
تعذرت با الإتصال حتى أخرج من مساحة الضيق التي جمعتني بوالدي ..
.
.
.
فيصل بنبرة ضجر متعمده : خير شعندج متصله ..
تهاني بصوت لا يكاد أن يسمع : الخير بوجهك يا ولد عمي ..
فيصل أحتاج ثواني للأستيعاب : منو معاي ؟
تهاني تستجمع شجاعتها و ترفع من نبرة صوتها قليلا لتقود دفة الحوار : بما أني عروسك الليلة
أتوقع أنك تجي تاخذني بنفسك بدال ما تجيبني أختك عندك با الحيلة ..
فيصل يبلل شفيته و يواري أبتسامة : أخاف ترديني من عند الباب و تفشليني ..
تهاني : لو هذي نيتي جان أكتفيت بعدم حضوري .. بس بما انك مشيت خطوه بأتجاهي قررت انا
بعد أمشي خطوه بأتجاهك .. كل اللي أطلبه منك الأحترام مو أقل و لا أكثر ..
فيصل : ما طلبتي إلا حقج و أنتي يا تهاني محشومة و مقدرة عندي و إلا جان ما تعبت نفسي
أترجى فلان و علان يساعدوني عشان تجين عندي ..
.
.
.
تمنيت أن يتوقف حتى لا يتمادى بكذباته ... يريد أن يصور لي أنه أبن عمي الشهم الذي لا
يرضى لي بذل يريد أن يخبرني باطلا بأنه لم يلوي ذراع أخته و لم يبتز أخي بل تذلل و ترجى
مساعدتهم .. سيكون من السخافة ان وصل بكذبته القادمة لحد تمثيل الحب !
.
.
.
فيصل تلبس رداء العاشق ليلين قلب عروسه و تسهل مهمته هذه الليلة : من و أنتي صغيره و
أنتي في بالي يا تهاني و لا تحسبين أي شي صار برضاي أنا مجبور بكثير من تصرفاتي و انتي
قراري الوحيد اللي ماخذه عن أقتناع .. لو علي أنتي الليله مزفوفة لي بأفخم فندق با الكويت بس
للأسف أضطريت للحيلة عشان تكونين معي ..
تهاني التي أرادت انهاء المكالمة : متى راح تجي تاخذني ؟
فيصل يصمت قليلا ليفكر : لو علي أطيرلج اللحين بس أنا تحت أمرج ..متى تبين أجي آخذج ؟
تهاني : بعد ما تعشي المعازيم تعال أخذني ..
فيصل : بس في حفلة صغيره عشانج مسويتها أمي و متوقعين حضورج ..
تهاني : و بعد متوقعين أني راح اكون آخر الحاضرين بما أني العروس ..
فيصل : معاج حق .. أنزين تبين شي .. ناقصج شي ..
تهاني : ناقصني الوقت بس متأكده أنك ما تقدر توفره لي إلا إذا أذنت لي أسكر الخط ..
فيصل : أذنج معاج .. مع السلامة ..
.
.
.
.
كيف لأتصال من أمرأة ضعيفة ان يبث الإرباك في ذهني !
هل يعقل اني بخست قدر تهاني و لم أقيس قوة شخصيتها بحيادية وأكتفيت بمقارنتها دوما بقوتي
الذهنية التي مكنتني دوما من بسط نفوذي و سيطرتي على نفوس خصومي و أحبابي !
مكالمتها التي اوصلت لي نبرتها الواثقة تركت الصدى يضج برأسي كأن كعب حذائها
النسائي يطرق رأسي بخفة ليفتح ثقب يغلغلها رويدا رويدا بأفكاري !
...........................................................
.
.
.
لا تريدون أن تروا عذوب بعد أن أخبرتها بتجمع رجال الأسرة بغرفة والدنا هذه
الليلة ليستقبلوا عزام و أهله ليخطبوها ويزوجوها في نفس الوقت ...
لم تتوجه لغرفتها خجلة تتأمل صورتها و تفكر بعريسها ...
بل توجهت بسرعة لإستخراج كل أدوات التنظيف المنزلية ...
و بدأت بتلك المزهرية المسكينة ! ... تمسحها وتعيدها لمكانها وتعدل وضعيتها لتعاود مسحها
من جديد في الوضعية الجديدة !
... تكنس الأرضية .. لتقف لثواني و تقرر أن تغسلها و بعد أن أنتهت وقفت لثواني تتأملها
لتقع على ركبتيها و تتأملها عن كثب كأنها تحاول قراءة سطور خطت بحبر سري على سطح
الأرضية ! ..
.
.
.
منار : انتي اللحين شطالعين ...
عذوب : تعالي قربي مو كأنه لون الأرضية مو واحد .. شوفي و خري شوي خلي الإضاءة تجي
عليها و تعالي من صوبي مني وطالعي ...
منار : الحمد الله و الشكر .. اللحين صارلنا سنين عايشين في ها البيت توج تفكرين أطلعين
الأخطاء العشر فيه ... قومي الله يهديج و روحي لغرفتج و سنعي شكلج ..
عذوب ترفع بصرها لأختها متسائلة : ليش ؟
منار : شنو ليش بعد ؟ ... اليوم ملكتج يا خبله !
عذوب : أي و ملكتي خير يا طير ..
منار : شنو خير يا طير تبين عزام يشوفج بها الشكل ..
عذوب و الرعب تمثل في عينيها : و ليش يشوفني ؟
منار : لأنه هذا سلم اهله لما المعرس يملك يدخل على زوجته و يلبسها الشبكة و قبل ما
تعترضين هو يدري أن هذا مو سلمنا عشان جذيه أختصر الموضوع و ما قال لغالية أو وحده من
خواته من أبوه تجي عشان ما يحرجج و هذا هو راح يدخل بروحه ..
عذوب تبتلع الخوف : و توج تكلمين ... ووجع .. ووجع يا منور .. هين أوريج ..
منار : بسم الله و أنا و شسويت تحلفين فيني؟!
عذوب : مفروض متكلمة من الأول مو تخليني طول الوقت أمسح و أغسل بدال ما اروح
الصالون أضبط شكلي ..
منار : لا ماله داعي الصالون .. عزام يحب البساطه و خلي التزين في الصالون لليلة عرسكم .
عذوب بضيق : الله يتمم بخير ..
منار :بأذن الله يتمم بخير .. مو تصيرين مثل الموسوسين اللي لصار فرح حطوا ايدينهم على
قلبهم و قالوا الله يستر !
عذوب : معاج حق .. أنزين تعالي ساعديني .. مدري شلبس و شنو أحط و سوي بشعري !
منار : عبير تساعدج أنا عندي مية شغلة بأتصل على المطعم و راعية الحلو تأخروا علينا ..
وبسوي الشاي و القهوة يله يميدني ..
عذوب تضرب بكفها على جبينها : عمى شلون نسيت العشى ... أنا شفيني اليوم !
.
.
.
.
أنشغلت عبير مع عذوب أما أنا بعدما رتبت كل شيء في مكانه توجهت لغرفتي الذي تضج
با الظلام حتى أتلصص من النافذة على و صول العريس و أهله و أهل المرحومة أم علي
توافدوا الواحد تلو الآخر و الخال الأكبر كان اول الواصلين .. ومما فهمت من عذوب أنا خالها
الكبير سعد كثيرا بهذا النسب و إن كان عزام أخي لا يملك الثروة الفعلية لكن هو من الورثة
بأي حال !
تأخر عزام و قلقت كثيرا ... هل يعقل ان والده رفض الحضور معه .. و إن يكن ليس مهم
أعرف ان عزام يريد الزواج بعذوب حتى مع معرفته بتحفظ أبوه المسبق .. من المؤكد أن والده
لن يكون السبب ..
لا .. لا يمكن و من سابع المستحيلات ... أن يكون غنام سببا في التأخير !
لا يمكن لغنام أن يختار هذا اليوم بذات حتى يخبره بما حدث .. عذوب تعتقد أنه لا ينوي من
الاساس . لكنه هددني بانه سوف يؤدبني و تركني أعيش الخوف كل يوم ..
غنام أصبح منذ ذلك اليوم الشخص الوحيد الذي أرى وجهه كل يوم أمامي و با الاخص عندما
انسى و أبتسم لثواني .. يكدرني تذكر وجهه الغاضب و نبرته التي أفعمت با التحقير لي ..
لكن أخيرا هلت البشائر بوصول جاسم و أبنائه الصغار الذين أرتدوا الباس التقليدي الذي لا
تحرص سلوى كثيرا على تشجيعهم أرتدائه !
لكن الحقيقة تقال لا يمكن اليوم أن يظاهوا أخي علي وسامة .. أخي الصغير اليوم أصبح رجلا
يرفض القبل !
.
.
............... قبل ساعه ....................
.
.
منار تحضن علي و تنهال عليه قبلا وهو يحاول التخلص من قبضتها القوية : خنقتيني ..
منار كأنها كانت تستنشق روائح الورد التي ملئت كل الأرض : يااااااا يا حلو ريحتك تهبل
علي بحنق : زين جذيه خربتي نسفتي ... عبير صارلها ساعه تعدل شماغي و انتي خربتيه
منار : خلاص تعال أنا أعدله لك ..
علي : ما تعرفين عبير بس تعرف ..
منار بغضب مصطنع : خلاص أجل فارق روح خل عبيرتسنعك ..
علي : بس أول شي بوصيج ..
منار بضجر : آمر يا سي السيد ..
علي يعقد حاجبيه : تعيبين علي ..
منار تكتم ضحكتها : لا يا قلبي ما اعيب عليك قول شتامر عليه ..
علي : إذا تبون شي أتصلوا من النقال على تلفون ابوي اللي با الغرفة مو تطقون الباب و قصروا
حسكم مو تفشلوني ..
منار تقبل انفه بسرعه : أنت تامر يا الشيخ ..
.
.
.
.
منار تفيق من الذكرى على صوت علي : بسرعه منار جاسم يبيج تحت ..
منار مستغربة : شيبي ؟
علي بعيون تنضح با الكذب: مدري بس يقول يبيج با الصالة بسرعه ..
.
.
.
ما دام علي يعرف إذا ليس الأمر بهذا العظم !
.
.
.
عندما هاتفني غنام بعد هاتف عزام لي بساعة أستغربت ! .. بعد ذلك كونت أعتقادا بان والد عزام
يرفض هذا الزواج و أن غنام سيحدثني بهذا الشأن ..
لكن عندما أخبرني غنام بأنه يطلب مني منار زوجة له عقدت الدهشة لساني ..
ولم يتوقف غنام عن أدهاشي عندما أراد أن أجيبه فورا و ان يتم زواجه الليلة مع أخيه عزام !
أخبرته أن هذه الأمور لا يمكن التسرع بها و أن هنالك العروس ووالدتها لمشاورتهن لكن غنام
أصر بأنه غير غريب نعرفه كأخ لنا و ان خير البر عاجله .." أسألها إن كانت تمانع فأنا راضي
بردها لكن أسألها اليوم فأنا مستعجل لأنني مرتبط بدورة خارج أرض الوطن !"
هكذا قابل تحفضي على طلبه !
لم يعجبني الموقف ككل و شعرت بشيء غريب لا يمكنني تفسيره لكن شعرت أن من واجبي
أن أخبرها بكل شيء و أعطيها الحرية باختيار ما يناسبها فهي لم تعد طفلة بعد الآن و أنا أشعر
نوعا ما با الخوف عليها و با الأخص بعد حادثة أبرار التي جعلت الوساوس تؤرقني ليلا
و تسبب لي الصداع نهارا ..
على كل .. زواج الفتاة ستر لها و هي إن طال الزمن بها أم قصر ستسير بهذا الطريق و من
أفضل من غنام زوجا لها !
.
.
.
جاسم : و حنا نعرف غنام وهو واحد منا .. شقلتي ؟
منار بصوت مخنوق كأن صاحبه قطع أميالا : موافقة .
جاسم لم يستطع السيطره على نبرة الدهشة : موافقه !
منار ترسل نظرها لكل شيء ما عدى أخيها الواقف أمامها : أي موافقة .
.
.
لم أحب أن أحرج منار أكثر قد تكون أختنا الصغيرة مياله له من دون أن نلاحظ !
فا موافقتها بنبرة خجولة و نظرة منكسرة لا تمت بأي صلة لأختي العفريته .. لذلك أكتفيت
بهذا القدر من التواصل !
.
.
.
إذا الزواج سيكون ستار شرعيا ينشأ تحته "محاكم التفتيش" حيث يحاكم كل من أدعي عليه با
الهرطقة و نسب له التعامل بسحر و كل من خالف دين الدولة بوجه أخص ..
سأقتاد بعد التعذيب لمنصة التنفيذ لأحترق حية !
لكني موافقة ! ..
على قدري القادم و إن كنت أموت خوفا في كل ثانية و الذعر ينتشر بين أضلعي ليبث الظلام و
الرعب ...
لكني موافقة ! ..
على أتخلص من كل ذنب .. عل روحي تعود يوما ما تتلبس فتاة شريفة حتى تحميها
من السير في نفس الطريق المعوج .
............................................................ .................
.
.
.
.
أشعر بأني بطلة أحد الأفلام السينمائية القديمة .. أبدو بشكل مصقول جدا من حذائي العالي الذي
رفعني برشاقة عن الأرض إلى ثوبي الؤلؤي بحرير فصل ما وهبني الخالق ..
أعرف أني بمقياس الجمال عادية لكن اليوم أنا لا أشعر بذلك .. أنا فتنة سأرددها و أصدقها فهذا
حقي و با الأخص في يوم زفافي من فتى أحلامي ..
لن أضيع أجمل أحاسيسي و أروع ذكرياتي با الخوف و التردد ... سأتمعن با الدقيقة و أملئها
بهجة تنبع من ثقتي بما أنا حقا عليه من جمال .. ألا يكفي أن زوجي هو فيصل حتى أتمخطر
شامخة رأسي بغرور هذه الليلة !
.
.
.
سلوى : من ماتت شريفه و عيالها ما عاد يشاورونا بأمورهم ..
نجلا : شتبينهم يشاورونج فيه .. كلهم كبار و ابوهم على راسهم و أنتي و أنا مشاكلنا تكفينا و تزيد
سلوى : بس ولو اللحين حلوه أن تهاني عرسها اليوم و حنا آخر من يعلم ..يعزمونا قبل العرس
بخمس ساعات و نجي نركض على وجهنا ! ..و لا جاسم اليوم بعد نفس حالتي خبصه عزام
يبي يملج الليلة و أخوه غنام ركز نفسه وقال زوجوني منار مدري شفيهم العالم مطفوقين على
العرس بلاهم ما يدرون أن وراهم مسؤوليات تشيب العين ..
نجلا : كل منا مسؤول سواء متزوج أو لا هذا ضريبة التقدم في العمر ...
و بعدين كيفهم يتزوجون با الطريقة اللي تناسبهم و أخذي الأمور بساطة حتى أنتي ملكتج كانت
فجأة و انا زواجي كله ما دريت عنه إلا بعد سنين .. يعني ما فيه احد أحسن من أحد .. و أدعي
الله يوفق تهاني و يستر عليها .
سلوى : آمين و يسخر لها فيصل و ما يصير نسخة من أبوه ..
نجلا تترك سلوى لتقترب من رهف التي تبدو مستاءه : رهوفة شفيج يا عمري ..
رهف تلقي بنفسها بأحضان خالتها و تبكي بحرقة : ما أتخيل البيت بدون تهاني أحس راح أموت
نجلا : لا حول و لا قوة إلا با الله و تهاني وين بتروح كلها نص ساعة و تكون عندج متى ما
حبيتي و بعدين باجر لولدت أنا و أمل ولدت بنقط عيالنا عليج و لا أنتي لاقيه ساعه تفكرين فيها
بتهاني ..
رهف تمسح دموعها و تبتسم : الله يقومكم بسلامة ..
نجلا : أي جذيه خلينا أشوف ها الأبتسامة الي أتذكرني في أبتسامة أمج ..
رهف : الله يرحمها ... كان ودها تشوف ها اليوم ..
نجلا : شافته بقلبها و تخيلته كثير من يوم تهاني كانت صغيره و فيصل بعد دايما كان هو العريس
اللي بصوره .. لا تبجين و تضايقين نفسج و تضايقين أختج بها اليوم ..
سلوى بدخول تهاني : ما شاء الله تبارك الله ... تعالو شوفوا العروسة ...
.
.
.
أتمنى لو أكتفي الليلة برؤيتهم هم فقط .. هم فقط من أشم بهم رائحة أمي هم فقط من أعرف
أن مشاعر والدتي الراحلة تتوزع على قلوبهم الشفافة ...
لا يحتاج الحب لأبجديات اللغة فا الله وهبنا عيونا هي مرايا للقلوب و ما فيها ..
و من قال أن الأحاسيس لا تلمس ها هي ترقص حولي في فرح تضمني من كل جانب و تطبع
على جبهتي القبل ...
............................................................ ...
.
.
.
أردت أن أختزل اللحظة حتى أعيدها في عقلي مرارا .. لا يمكن أن أحزن أبدا و أنا أرى هذه اللحظة بمخيلتي دوما ...
يده السمراء الحانية تلبسني الخاتم بأرتباك ...
عزام يبتسم بخجل : أنا السوالف هذي ما افهم فيها بس لا تعتقدين أني مو رومانسي ..
عذوب التي تبلدت كل مشاعرها لم تسمع مما قال عزام شيء ..
منار : عذوب ترى عزام يكلمج ..
عذوب تنتبه : أي أسمع ..
عزام : منار يا قلبي مو لأن غنام طنش فيج و ما دخل توقفين فوق راسنا و تغثينا ترى الأرض
وسيعة وسعي علينا و انا أخوج ...
منار تجاهلت تعليقه المتعلق بغنام : آسفه ما اقدر أخوي علي موصيني أحرسكم ..
عزام يقف ليجر منار و يطردها للخارج ...
عذوب تضايقت من تصرف عزام : هذي طريقة تعامل فيها أختك الصغيرة .. الصراحه أنا
مصدومة ..
عزام يرفع حاجبه : تذكري سوالفها القديمة و بتفقدين كل تعاطف معاها ..
عذوب : أنا مو حقودة ولو بتذكر لها بتذكر لغيرها ..
عزام يسارع با الجلوس بجانبه : أنا متكفل أني أنسيج سخافاتي كلها ..
.
.
.
جريء جدا كاد يفقدني صوابي لأقطع الشعرة الفاصلة بين الجنون و العقل ..
.
.
.
عازم : وين رايحه ..
عذوب تحرك يدها على شفاتها كأنها تمسح آثار قبله : بخمد ..
عزام ينفجر ضاحكا : بتخمدين !
عذوب أنتبهت لخطأها بإستخدام مفردة غريبة : قصدي بنام ..
عزام بأبتسامة ساحره : أفهم بدون ما ترجمين .. بس خلينا شوي نقعد مع بعض تو الليل في أوله
عذوب تريد أن تخرج بأسرع وقت : باجر الأثنين و بصومه ..
عزام عرف أنها تتهرب : حلو حتى أنا بصوم باجر .. شنو راح تسحرينا ..
عذوب تغيرت ملامحها كأنها طفل على حدود البكاء : الله يخليك عزام بروح الغرفتي ..
عزام بقلق : شفيج عذوب شسيوت عشان تضايقيتي لهدرجة ؟!
عذوب : ما سويت شي بس أنا .. أنا بروح ..
عزام يستسلم : تفضلي روحي ..
.
.
.
ما أن تركته حتى سارعت لغرفة منار لأجدها تنتحب بمرارة في فراشها ...
لم أتكلم لأني شعرت بانها لا تحتاج للمفردات بل تريد حضن دافئ يخفف عنها برد الواقع الذي
حافظ على فقاعة الصابون التي أعتقدنا بأنها سوف تختفي فجأة لنراها الآن تكبر أمامنا ...
.
.
منار بصوت مبحوح تحث عذوب على التحدث : أكيد راح يطين لي عيشتي ..
عذوب تمسح على رأس منار : شوفي يا منار اللي بيصير لنا باجر في علم الغيب و من الغباء أن
نشغل نفسنا بشي يمكن يصير و يمكن لا ... نامي اللحين و أرتاحي و باجر بنشوف خيره و شره
و خلي توكلج على الله ..
............................................................ .......................
كنت كل ليلة أرسمه أمامي لأدعيه يشاطرني أحلامي و الليلة لا أحتاج لقوة مخيلتي حتى يتمثل
كما هو في الحقيقة مع بعض تعديلاتي !
المشكلة أني صامتة و أصرخ به ليعجل بلفحي بقبلاته لأبادله اشواقي !
أريد أن أعيش ترف المحبين من دلع و غنج و دلال أحاط به كا الحرير الخالص الذي يلف به
جسد الفاتنات ...
لماذا يتأخر .. ألم يكفي كل السنين التي لا تقاس من نزف احساسي .. ألا يكفي أنني صارعت
أوهام الكبرياء و تنازلت بكل كياني .. لماذا علي الأنتظار و انا من سارعت للقاء !
لماذا يعبث بي الآن بنظراته المتفحصه .. هل يقيس مدى خسارته و مدى كسبي أنا !
لماذا لا يعطيني فرصه لأثبت أهليتي و أني أستحق ولو القليل من أهتمامه ..
.
.
.
جريمة أرتكبت بحقي هذه الليلة ... سهم اخترق قلبي و أنا في غفلة !
كيف تكون زوجتي بهذه الفتنة و انا آخر من كان يعلم بوجودها حية على وجه هذه المعمورة !
أين صوتي لماذا أحبالي الصوتية تعيق كلماتي .. لماذا أعصابي ترسل شحنات التوتر و الأرتباك
لجميع حواسي ..
أشعر بأني مراهق على وشك مغازلة ابنة الجيران برقم كتبه بخط قبيح ينوي رميه تحت قدميها
ياااااا كيف وصلت رياح الصيف الحارة و أخترقت صقيع البرد لتعريني من صلابة سلوكياتي
كيف أتصرف بشكل طببعي .. أم با الأحرى كيف أتصرف بشكل يضمن لي أعجابها و يترك
تفاصيلي تؤرق ذاكرتها كما أرقني صوتها اليوم وتؤرقني صورتها الآن !
.
.
.
خيبة .. أبتلعتها برضى فهو دائما كان حلما يتلاشى قبل أن أحظنه !
.
.
.
............................................................ ..........................
.
.
لاتخافوا من الأيام العاصفة فريحها يمكن أن تسافر بعطر أرواحكم لفلك آخر
فتشتعل المصابيح لتذيب قلب واثق كان يحملها بثقة وتعالي .
....................................................
للقاء آخر يجمعناأترككم في حفظ الرحمن ..
|