كاتب الموضوع :
ضحكتك في عيوني
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نورتوا كلكم و أتمنى ما تكونون زعلانين علي لأني ما أرد على كل الردود بس مثل ما أقول لكم دايما تراني أقراها كلها ...
.
.
.
تعليقات بسيطه ...
أولا الغاليةأنفاس قطر .. من حضر يا قلبي ما تأخر و دايما مسموحه يا الغالية .. با النسبه لتعليقج اللي خوفني نوعا ما.. أعتقد أن اللي راح تقرونه كا سبب ماراح يكون ثوري أو ذكي بس بيكون على الأقل توقع ما خطر او نقول له سبب متعلق با الحبكة .. عموما أتمنى تستمتعون با اللي تقرونه ..
.
.
.
غموض الورد و ضجيج الصمت أنا بعد أقرأ رواياتكم و تاخر بكذا جزء بس أتابعكم و أعرف سبب عدم تعليقكم و أقدر ظروفكم و يكفيني طلتكم الحلوه .. شرفني تواجدكم ..
......................................
.
.
.
الجزء الثاني و العشرون :
.
.
.
عندما يقصف أمامنا حبيب لتنتثر ضحكاته صدى بذكرى
نجد أنفسنا نشفق على ذواتنا التي لحنت على تلك الضحكات أنغاما
ليعاد شريط الرحيل يدور مرددا أسما آخر عانقه الريح و لم يملهله دقيقه ليوادع !
.
.
.
لا يوازي حزن خالتي إلا حزن منار ... منذ علمها بما حدث لأبرار و هي في حالة يرثى لها
تبدو ألوان الحياة باهته في وجهها الرقيق .. محاجر عينيها الغائرة تعدد ليالي السهر برثاء
صاحبة أيام الطفولة و شغب الصبى !
أما " هم " بدوا غير مكترثين للأمر ! ... جاسم و عزام لم يكلفوا أنفسهم با الإستعلام عن حال
أبرار على الرغم من الحالة النفسية السيئة لخالتي التي نصح الطبيب المشرف عليها بجلب
أبنتها لأحضانها فهي نصف العلاج إن لم تكن كله ...
و أمي كعادتها أختارات أبسط الحلول وهو الإكتفاء با الكرسي المجاور لسرير خالتي !
أما أنا أفقت أخير من حماقتي ... فا طلبي من شاهين با الإستعجال بإتمام الزواج جاء في
لحظة حب جنونية ... و إلا كيف فكرت أني سأستطعم الفرح و الكل حزين ...
فعلي سيكون منتهى الأنانية و النفاق .. فلا يجوز أن ينتقد المرء سلوكا و يجيء بأفضع منه
و لا أفضع من محاولة التفوق على سلوك أمي الغير مبالي .
لذلك أتصلت بشاهين في اليوم التالي لأشرح له الأمر .. كلماته كانت متفهمه لكن نبرته الجديده
أنبأتني بأنه ضاق ذرعا بطفلة !
.
.
.
.
غالية : يمه اللحين الوضع كله أختلف روحي لناصر وقولي له أن راح نخطب له أبرار ..
أم جاسم تتكأ بيدها على خدها و تتمعن بنظر لغالية : يعني أنتي تعتقدين أن كل ها الأيام أمج
حاطه رجل على رجل و تقرأ المجلات ؟! ..
غالية : الصراحه هذا اللي شايفته .
أم جاسم : لأنج مثل العاده تحسبين أنج تعرفين شراح اسوي و شنو اللي ما اقدر أسويه ..
غالية بنظره ضجره : يعني كلمتيه ؟
أم جاسم : و رفض ..
.
.
.
.
لم أتمالك نفسي و توجهت لسجن لأول مره منذ دخول ناصر له ومن غير علم أو مرافقة احد من
أخوتي .. أردت أن أتلبس روح الضحية و أقف شبحا يعذب متسلسل في إرتكاب الفضائع ..
.
.
.
تجلس على الكرسي بسكون إلا من حركة رقبتها التي تساعد رأسها العنيد بتخلص من أفكارها
المزدحمة ... عاده لم تتخلص منها منذ أيام الطفولة عندما كانت تسبقني لكراسي الحديقة بإنتظار
والدي الذي ينسانا في كثير من الأحيان ...
أخيتي التي أخبرتني دائما أننا لن نحتاج أحدا مادمنا معا !
.
.
.
............. ذكرى من عهد الطفولة .................
.
.
ناصر : ليش أبوي مو مثل أبو عزام ؟
غالية الطفلة المغرورة بصورة اب لا يشبهه أحد : ابوي أحسن من أبو عزام ..
ناصر : لا هو أحسن لأنه و لا مره نسى عزام و دايما يجي ياخذه الخميس و في العيد ..
غالية بدفاع الأبنة : عشان عزام واحد بس حنا ثنين و أبوي يدري أن راح نكون مع بعض ..
انا لما أكون معاك مو صح ما تخاف ؟
ناصر ببراءه الأطفال : أي صح ما اخاف ..
غالية : شفت ابوي يعرف أن حنا مع بعض و ما نخاف لما ما يقدر يجي يا خذنا كل لخميس ..
ناصر : و ليش ما يقدر يا خذنا كل خميس ؟!
غالية تأتي بسبب منبعه أحلامها : لأنه مشغول يجمع لنا فلوس عشان لما نكبر نسكن معاه ..
ناصر تنبثق منه ثغره الصغير إبتسامه واسعه : و يشتري لي أبوي سياره كبيره ..
غالية : أي أكيد عشان توديني لشغلي ..
.
.
.
.
تغير ... كثيرا ...
لوهله شككت بهويته إلا أن رأيت الغمازه التي توسطت خده الأيمن ...
شعور غريب تسلل لروحي عند رؤيته بعد طول غياب ... يشبه ذاك الشعور العجيب الذي كان
يسكنني و أنا طفله تحتضن أخيها الصغير لتدفأه من البرد ..
ياااااا ... كانت أيام !
.
.
.
ناصر : أخيرا زرتيني يا غلاوي ..
غالية تبتسم بعفوية : ما تناديني بها الأسم إلا لما تبي شي .. ها المره شنو تبي ؟
ناصر : أبيج تسامحيني ..
غالية تختفي أبتسامتها : و من منو بعد تبي السماح ؟
ناصر : بس منج .. لأن محد يهمني كثرج ..
غالية : و لا ضحيتك ؟
ناصر بتوجس : ضحيتي ؟
غالية : أبرار ..
ناصر تتبدل ملامحه لضيق : أمي قالت لج ؟
غالية : طبعا بتقولي تعتقد أن أمي تقدر تحمل مسؤولية شي .. تعتقد أن وحده بنرجسيتها و انانيتها
بتلتفت لقضيه غير قضية تحقق سعادتها ..
ناصر : فعلا أنا غبي طلبت المساعده من اللي خذلتنا كلنا ..
غالية : أبعرف شنو اللي غير رايك .. مو كنت تبي تصلح غلطتك ليش سحبت عرضك بستر
عليها ؟!
ناصر : لأنها ماتبي الستر .. رفضت عرضي و قبلت با الفضيحه ..
غالية : هي ضحية غبيه أنتقمت منك بنفسها ... ضاعت و انت اللي ضيعتها مثل ما ضعيت نفسك
ناصر : كنت ضايع بس اللحين لقيت نفسي و أرفض أضيع مع ضايع ..
غالية ترفع حاجبها أستنكارا : ش ها الأنانية .. أنت مفروض أكثر واحد تحس بأبرار .. أنت يوم
طحت با المصيبه لقيت الكل حوالينك شوفها هي اللحين محد حوالينها .. تدري ليش ..
لأنها بنت !
ناصر : فعلا لأنها بنت .. خبيثه حقيره خططت تذبحني بجرعه زايده يمكن بتقولين معاها حق
هي الضحيه بس الضحيه صارت جلاد يؤمن بأن الغاية تبرر الوسيله .. بنت خالتج يا غالية
عرضت شرفها ثمن لموتي ..
قبل اسبوع بصدفه شفت واحد من الصحبه الفاسده و صدمني في بنت خالتج اللي صاحبت
كل مدمن و فاسد و مشت في طريق عوج ما يوديها إلا لهلاكها و هلاك من تحب ... تخيلي
وضعي النفسي و العقلي بأني أكتشف أن الإنسانه اللي بقيت استر عليها و أرفضت
أجرمت في حق نفسها و افضحتها أكثر من أجرامي في حقها ! ..
غالية و الدموع وجدت مجرى لها على خدها : كانت تحبك و ذبحتها .. ماتت ابرار البريئه و
السبب أنت و اللحين شبحها يوم بغى يكدرك و يوريك نزف جرحك رديت و خذلته !
ناصر أنزل رأسه بين يديه كأنه أمام البحر يتفادى موجه ليرفعه فجأه ويجد الجزر محله ....
.
.
من رأسي لرأسه أنتقلت القبعه التي حملتها هموما أعجزتني ... لماذا نكترث ؟! .. بأناس لم
يكترثوا إلا بوجعهم ... ألا تكفي أوجاعنا ... لماذا نخلط أوجاعنا مع أوجاعهم و نتجرعها
رويدا .. رويدا ... بكأس لا يشرب منه إلا نحن في العتمة !
............................................................ ..........
كل مكسور يحتاج لجبيرة ... تصب على كسر ليشفع له و يلتئم !
.
.
.
.
جاسم يمسك بسلوى بين يديه يحاول تهدئتها : يا بنت الحلال أسمعي السالفه كلها بعدين سويلي دراما ..
سلوى : شتبيني أسمع بعد جمله " راح اتزوج أبرار " !
جاسم : زواج على الورق عشان أطلعها من بيت عمها و اردها لخالتي ...
سلوى : انت أنجنيت .. خلها عند عمها ابرك لها بدال ما ترد تسوي لكم فضيحه و هذي المره
راح تكون عرضك يا أبو معاذ ..
جاسم : و عرضي أنا ملزوم فيه ... خالتي و بنتها بيكونون تحت عيني ...
سلوى تصرخ به : أنت تبي تذبحني .. أنت ليش جذيه .. ليش الكل عندك مهم إلا أنا .. ليش تبي
تنقذ الكل و تغرقني ...
جاسم يأخذ نفسا عميقا : و أنتي ليش ما تهتمين با اللي أهتم فيه .. قضية خالتي و بنتها مهمه و
تأرقني و لا يمكن أرتاح إلا بحلها ...
سلوى تمسح دموعها و بنبرة جادة واثقه : أجل حل قيدي با الأول ... أنا يا ولد عمي تعبت معاك
جاسم بغضب : يعني هذا عقابي .. " إذا تبي تساعد أحد من أهلك راح أعقد حياتك " هذا منهجج
معاي للأبد ؟
.
.
.
ماذا أقول له ... لا أعرف كيفية التعبير و صياغة الجمل ... كل ما أعرفه انني أريد أن أبكي
حتى يغمى علي و أستيقظ بفراشي طفلة توقظها أختها للعب ...
لم أحزن يوما كما أنا حزينه اليوم بأكتشافي أن أعظم لحظة أكتشفت بها الحب لأول مره هي آخر
ذكرياتي صدقا معه ! ...
هذا الواقف أمامي منذ تلك اللحظة التي أعداني حبا ولوث دمي عشقا تفانى ظلما معي و عدلا
مع كل من حولي !
كأنه يعاقبني بأني سبقته في ميدان العشق ليتوارى خلفي يسحب قدميه و يبتسم للكل أفتخارا أنه
تركني أجري لخط النهاية وحدي و هو لا ينوي تكملة الحكاية !
.
.
.
جاسم : أكلمج ردي علي ...
سلوى تنتبه من أفكارها : سم يا أبو معاذ ..
جاسم الذي لمح تبدل غضبها لحزن أكبر من دمع : هذا حل من مية حل قولي لي ها الشي
مو تكتفين برفض و تطلبين مني أكف ايديني و ما أتدخل ... ما أعجبج حلي أخلقي لي حل
فكري معاي .. حسي في اللي مضايقني و شاركيني همي ... انتي حتى ما كلفتي نفسج تزورين
خالتي و تخففين عنها ..
سلوى : تبيني أزور خالتك ؟! .. قول تكلم .. أخذني معك ...شلون بعرف إذا أنا محل ترحيب من
امك و خواتك أو لا .. شلون بعرف إذا راح يفهمون مبادرتي صح أو بيعتقدون أني جايه أتشمت
مو أنت الوسيط بيني و بينهم ... بتقول أن هذا ذنبي ما قربت منهم و لا حاولت أتواصل معاهم ...
وبقول معاك حق أنا أكيد غلطانه ... بس وين دورك أنت ... ليش أستسلمت و خلقت لك
موسوعة أهتمامات با الكل عشان تعوض أبتعادي عنهم .. تبي تقول لهم تراها ما أخذتني منكم ؟!
يدرون ووصلتها لهم صح .. مبروووك ...
بس أنا شنو تبي توصل لي ... تبي تعاقبني و إلا تبي تقول لي تراهم يهموني أكثر منج مهما
كنتي في يوم تعنين لي !
.
.
.
لم أعرف بما أجيبها و حان دوري بإنتهاج الصمت ...
.
.
.
سلوى : تدري جاسم واضح أن كل واحد منا يضايق صاحبه مهما كان رايق .. نبي نكون مع
بعض ولحالنا في نفس الوقت ... تبيني أكون لك كلك بدون كلي و أنا أبيك لي كلي بدون ما
أعطيك كلي ! .. لا حنا مرتاحين في البعد و لا حنا مريحين بعض با القرب .. أحبك و تحبني بس
هذا مو حل !
تزوج أبرار بس لا تخلق مشكله ثانية و تتجاهلها ... و أنا من ناحيتي أستسلمت سو اللي يريحك
جاسم يلحق با سلوى ليستوقفها بحده : أقولج عطيني حل و تعقدينها أكثر ؟! ...
تخلين حياتي معاج على المحك و تهددين بنهاية زواجنا و توقفين بعيد و تحديني !
.
.
.
.
.
عزام : يا مجنون .. هذا حل ! .. ما ألوم سلوى بلي قالته ..
جاسم : مشكلتي مع سلوى مو في قضية أبرار مشكلتي معاها أنها تبيني مثل ما هي تتخيلني
مو مثل ما أنا في الحقيقة ...
تبيني زوج مقطوع من شجرة بلا هم و لا مسؤوليات .. لها و لبيتنا وبس .. ما تهتم لأي احد أهتم
له خارج إطار بيتنا ...
عزام : و أنت طبعا من فترة لفترة تختار أتجننها ... يا أخي أهمد شوي و تقبلها مثل ما هي لأن
واضح أنها ما راح تغير و لا هي مستعده تغير مو لأنها ما تحبك بس لأن هذي طبيعتها و أنت لا
يمكن راح تعرفها لو تغيرت ..
جاسم : ما أبيها تغير أبيها بس توريني حبها فعليا أبيها توسع مجال التغطية و تشمل أهلي
شنو ها المسألة الصعبه اللي مو قادره تستوعبها .. اللحين أنت يا عزام لما تحب أحد مو تحب كل
اللي يحبهم ..
عزام يتنهد : أنا أشهد أني أحب حتى جيرانهم ...
جاسم : شفت .. هذا اللي اقصده ..
عزام : شرايك تعوذ من الشيطان و ترد لبيتك و تحاول من جديد ...
جاسم : خلنا أول شي بخالتك و بنتها ... متى تبينا نروح لعمها ؟
عزام بتردد : أنت طبعا لما قلت لسلوى عن سالفة زواجك من أبرار كان دافعك هو ظنك بأن
عمها يمكن يطلب منك تزوجها و أنت عاد تبي تجهز الدوى قبل الفلعه ... و أنا يا أخوك أخاف
تعداك الفلعه و تجي في راسي أنا ...
جاسم يعض على شفته السفلى و يغمض عينيه بأسى : يا ها المسألة المعقده ...
أنا الصراحه حاس با المسؤولية هي نص وقتها تقضيه في بيتنا شلون ما أحد أنتبه لها ..
حتى منار شلون ما أنتبهت لتصرفاتها !
عزام : ما يندرى عن أختك يمكن كانت تدري بس خايفه تعلم .. ترى البنات أحيانا يغطون على
بعض ...
جاسم يفرك يديه : الله يستر ...
عزام : أن اما أبيها ترد تختلط بمنار و يمكن أفضل حل أن أبرار تقعد عند عمها هو أصلا
المسؤول عنها أولا و أخيرا ..
غالية التي تقاطع حديث أخويها التي وصلها و هي با الممر : لا أنتم المسؤولين ... روحوا لعمها
و أخطبوها لناصر تراه سود وجهكم و نجس بنت خالتكم ...
.
.
.
.
منذ أن عاد وهو محموم تارة يأن و تارة يستفرغ !
على الرغم من أني كنت غاضبه جدا منه و قررت في نفسي عدم محادثته للأبد إلا أنني تنازلت
.
.
.
سلوى تمسح جبينه بمنشفة مبلله بماء بارد : جاسم قوم خليني أوديك الطبيب ..
جاسم يجر صوته : ماراح يفيدني الطبيب ... خليج بس معاي و انا راح أطيب ..
سلوى بقلق : جاسم صاير شي لأحد من أهلك ؟
جاسم تفر دمعه من عينه : يهمج ؟
سلوى بفزع : طبعا يهمني ... جاسم تكلم شصاير ؟ .. ناصر صاير عليه شي ..
جاسم يفتح عينيه لينظر لها عن كثب : اخيرا صرتي تحسين في الأحس فيه ..
سلوى التي تصاعد قلقها : شفيه ناصر ؟ ...
.
.
.
روى لي تفاصيل الجريمة و عمت أحاسيسي الفوضى ... لا أقدر على إدراك إحساس واحد
هل أشعر بتقزز أم بتعاطف .. هل علي أن أتألم لحال ضحية خططت لجريمة و ارتكبت فضيحه
أم علي أن أغضب من زوجي الذي أقلقني حاله !
.
.
.
سلوى : الحل بين وواضح ناصر يتزوجها و خلصنا ليش عاد معقد عمرك و مرضان من الهم ..
جاسم : انتي مستوعبه السالفه ؟ ... جريمة شرف و داخل بيت أهلي شنو اللي ما يخلق الهم إن ما
أخلقته سالفه مثل هذي ... و بعدين أخوي الحقير شال يده من السالفه و رافض يتزوجها ..
سلوى : خلك من ناصر هو مسجون و ما يقدر يسوي شي .. روح باجر لعمها و معاك عزام
و أخطبها لناصر و با التوكيل العام اللي عطاك أياه ناصر عشان القضيه ملك له على أبرار
و لما يطلع من السجن يطلقها إذا يبي مو مشكله أهم شي تحلون الموضوع قدام عمها و تردون
لها أعتبارها و تريحون خالتك من همها .. و أنتهينا ...
جاسم يبتسم بتهكم لسلوى : أنتهينا ! ...
سلوى برجاء : أنتهينا من الهم .. وراح أتغير .. شتبي أكثر !
.
.
.
............................................................ ..........
.
.
.
ليست بسوء الذي تصورته ... شقه مكونه من صالة و ثلاث غرف و حمامان و مطبخ
في منزل يقع وسط الحي مكون من ثلاث طوابق مؤجره بأكملها على عوائل صغيره ...
.
.
.
نجلا : أنت مو قلت أجرت أستيديو ؟
سلطان : أجرت أستيدو لي لأني كنت متوقع أنج بترفضين و فكرت إذا صارت معجزه ووافقتي
تروحين معاي فأكيد بأجر مكان أكبر في مكان أحسن ..
نجلا : لهدرجة تعتقد أنك رخيص عندي ؟!
سلطان :لا طبعا .. لأن على الأكيد اللحين بما أني بكون أبو البيبي ماني برخيص ...
نجلا التي لم يعجبها رده : أي بعد شسوي الله اللي قربك ...
سلطان : و الله كريم ..
نجلا تلمح : فعلا الله كريم و يرزق عبده من أوسع أبوابه و العبد ما عليه إلا أنه يحمد و يشكر
نعمه ويعددها ..." وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ " (الضحى:11)
سلطان بهدوء : الحمد الله الذي أنعم علينا بستر و العافية ..
.
.
.
.
يبدو أن أستئجاري لهذه الشقه جعل الشك يدور في خلدها .... يبدو أنني أرتكبت غلطة !
لابد أنها سمعت با المبلغ الذي أستلمته بعد تثمين بيت والدي العتيق ... أو ..
لا .. لا يمكن أنها سألت والدها أن يزيد مرتبي ليخبرها بأني أستلم ما يفوق راتبها !
هل يعقل أنها سألته مع تحذيري لها ! ... و لما لا فهي متمرسة في معاندتي ... لا .. لا يمكن
إن كانت فعلت فمن المؤكد ان والدها لن يصمت متفرجا من بعيد وسوف يأتي لمحاكمتي عن
قريب ..
.
.
.
.
سلطان يتوجه لغرفة النوم حيث نجلا تجلس أمام حقائبها تفرغها : أنتي كلمتي أبوج بخصوص
مرتبي ؟
نجلا أدركت أن ساعة الحقيقة حانت : راح تعصب علي .. ادري ..
سلطان فجأه أحس أنه يتنفس بصعوبة : يعني عصيتي أمري ؟!!
نجلا تلتفت عليه : يعني اللحين بتهاجمني بدال ما تعطيني سبب للجذبه اللي معيشني فيها .. ليش
مخليني حاطه أيدي على قلبي و خايفه من المستقبل و أنت عندك خير من ربي ..
سلطان يصرخ بها غاضبا : عشان جذيه جيتي معاي تحسبين أن عندي فلوس بتعيشج با المستوى
اللي يرضيج . .تحسبين أن الفلوس اللي تعتقدين أني كانزها بطلعها أول ما تولدين الوريث !
آسف اني أحطم أحلامج بس أنا ما عندي و لا فلس حمر و علي قرض يقص الظهر و العماره
هذي لصاحبي اللي راعاني بإيجار ها الشقة وزوجج با المختصر بيكون آخر الشهر مفلس
و ماراح يملي بانزين السيارة اللي تودينا و تجيبنا إلا المكده عليها يعني سيارة للعائلة و تكسي
بنفس الوقت ..ِ شرايج الحياة معاي حلوه صح ..
نجلا المذهوله : وين ضيعت فلوسك ؟
سلطان يرفع حاجبه و ينظر لها بحزن : على طول فكرتي أني ضيعتهم .. طبعا أنا سفيه أكيد
راح أضيعهم او ألعب فيهم ما في غير ها الأحتمالات ..
نجلا : شنو يعني تصدقت فيهم .. سلفتهم لأحد ؟ .. و ليش ماخذ قرض . .داخل في الأسهم و
خسرت .. فهمني ... وين راحت الفلوس ؟
سلطان : مو شغلج و ين راحت لأنهم اختفوا قبل ما نكون مع بعض قبل ما يكون لج حق تعرفين
عني كل شي .. انا مفلس هذي الحقيقة با المختصر بدون أي سبب ..
نجلا بحده : ما يصير ما تعطيني أسباب .. تبيني كل يوم أطلع بفكره ... يمكن باجر بدال ما افكر
أنك مضيعهم أفكر أنك فاتح بيت ثاني ..
سلطان : أي فاتح بيت با الفلبين .. هذا الي جى في بالج .. صح ؟
نجلا تفتح عينيها على أتساعهما : أنت متزوج علي .. فلبينية ؟
سلطان ينفجر ضاحكا بعد أن كان بقمة الغضب : طبعا لا ...
نجلا تتنفس الصعداء : الحمد الله .. خلاص أجل مو مهم وين راحوا الفلوس مدامهم مو في
الفلبين ..
سلطان : بس هم يمكن با الفلبين ..
نجلا تقترب منه بسرعه : سلطان تكفى لا تجنني .. أنت عندك عيال با الفلبين ..
سلطان : طبعا لا ..
نجلا تحاول أن تهدء روعها : أنزين خلاص خلنا نلغي أجل الفلبين با المره .. زين ..
.
.
.
لماذا لا أخبرها بكل بساطة .. ليس من الممتع رؤيتها مرعوبه ..
فأنا لا أعاقب إلا نفسي بهذا الشكل و أنا من الأساس لا أنوي معاقبتها بأي شكل !
تبا نجلا لا تنظري لي بهذا العمق .. أخاف من أخبارك لنعود لنقطة الصفر و تعود ذكريات
الأمس و تتألمي على يدي مره أخرى ليلتهب الجرح و ينزف من جديد ..
.
.
.
معضلة ان ازفر لأزيل الهم و أجدني أسترجعه مضاعفا ..
أي مصيبة أدت لضياع ماله .. انا لا أريد المال بل يهمني أن يكون "هو" رأس المال سالم !
.
.
.
نجلا : تكفى سلطان علمني با اللي هي فيه .. بس لا تخليني أحاتي و كل وساوس يدور براسي ..
سلطان يمسك بيدها ليجلسها معه على السرير : الموضوع بسيط لا تحاتين ..
نجلا : لو حتى مو بسيط أبيك تعلمني .. تكلم قول ريحني ..
سلطان يمسح خدها بحنيه : أول شي ما أبي أشوف أدموعج .. بعدين كلها سنتين با الكثير و أكون
خلصت من أقساط القرض و بعيشج أنت و البيبي بنعيم ..
نجلا : أنا مشكلتي مو با الفلوس أنا كنت أعتقد أنك مستسلم و متساهل في حقك لأبوي .. اللي
طبعا ظلمته و أدعيت عليه زور ..
سلطان : ما عليه ابوج انا معذور فيه لأنه سبب كل اللي أنا فيه .....
نجلا : شلون ؟
سلطان عاوده التردد ليستجمع شجاعته و يسرد عليها الحقيقة : بعد ما أشتقلت مع أبوج بمده
ربحنا صفقة وفرنا فيها باصات لوزراة التربية ... طبعا المبلغ اللي ربحه أبوج كان كبير ..
آخر الدوام عطاني شيكين واحد عطاني معاه رقم إيداع في واحد من البنوك و خلاني أوقع
أيصال با الإستلام ... وقالي أن ها المبلغ بيخليه بروحه عشان سبحان الله إذا صار شي و خسر
يكون ها المبلغ موجود لج و لأخوانج والثاني خلينا نقول أنه عطية منه لي ...
.. المهم أنا رديت البيت و معاي الشيكين و في بالي أمرالبنك قبل ما أروح لدوام العصر ... بس
اللي صار أن الشيكين أختفوا .. شكيت با الخدامه اللي ... أمممم .. الفلبينية اللي ..
نجلا بتعجب : كانت للحين تشتغل عندكم ؟!
سلطان بتردد :أيوه لأن و قتها مثل ما تعرفييين آآ..
نجلا تكتم غيضها : أي و قتها أم ماجد كانت مجذبتني و مصدقتك أنت و الخدامه .. ما عليه كمل
سلطان : المهم لما نزلت أدورها ما لقيتها .. اختفت بكل بساطه .. وضاعت الفلوس اللي
أبوج مأمني عليها .. مت رعب خفت أنسجن و تكون هذي عقوبتي لأني ظلمتج .. رحت
وحولت للحساب كل الفلوس اللي طلعت لي با التثمين و فوقهم الغرض اللي أخذته ثاني يوم ...
نجلا : ليش ما بلغت عليها عشان يعممون أسمها على البنوك ..
سلطان يقاطعها : بلغت من دون محد يدري بس ما كان فيه أي نتيجه .. لأنها سافرت وأختفت
بشيكين من دون ما تصرفهم .. بس السالفه ما انتهت و هني يجي دور ابوج ..
نجلا : أي .. شدخل أبوي ؟!
سلطان : بعد سنه شفتها صدفه في سوق الحمام كانت مع معزبتها و عيالها ... راقبتها ولما شفتها
صارت بروحها مع واحد من الجهال تبعتها و سويت معاها تحقيق طبعا هي كانت خايفه و
على طول أعترفت بكل شي .. طلع أبو ماجد موصيها تسرق الشيكين في مقابل مبلغ صغيرون
سافرت فيه و غيرت جوازها وردت من جديد بهوية جديده ..
نجلا غير مصدقه : و ليش أبوي يسوي جذيه ؟!!
سلطان : ما سألته .. و لا ناوي أسأله ..
نجلا : ليش ؟
سلطان : لأني أقدر أتخيل أسباب كثيره منها أنه أنتقم لج مني و منها أنه كان يبي يطلقج مني
بعذر قوي .. واضح أنه يبي أم ماجد و عياله من دون وجودي ..
نجلا كمن صفع بحراره : ياااااا معقوله ! ... بس .. ليش غصبني أتزوجك با الأخير؟!!
سلطان : لأني أكتشفت قبل أكثر من سنه أنه متزوج من ورى أختي بنت فرفوره أصغر حتى من
نايفه و البنت هذي خلت أبوج عديل لأهم تاجر بديره فيصل زوج تهاني بنت أختج ..
نجلا شل لسانها بكل هذه الحقائق التي انهمرت كا مطر غزير سيل أودية !
.
.
.
بدى وجهها شاحبا من أثر كل هذه الحقائق القبيحه ... شرحت لها أسبابي لأهون وقع ما سردت
أخبرتها أن كشف حقيقه واحده كان سيؤدي لكشف غيرها و أذية من حولي بشكل أو بآخر ..
و الحقيقة كان همي الأكبر أن أصل أليها من دون أي عائق !
كنت كم يردم حفرة تتسع بمرور الوقت حتى أحترفت مهنة جديده لا يجاريني بها إلا حافر القبر
الذي يحفر قبرا و راء آخر ليعيد ملأه جثثا سوف تتعرى تحت الأرض و يعيد دفنهم حتى يأكلهم
الدود ...
.
.
.
نجلا التي ما زالت بحالة صدمه : وهذي البنت للحين على ذمته صح ؟
سلطان يعض على شفتيه : و عندها منه ولدين ..
نجلا تضع يدها بسرعه على فمها لتكتم شهقه مروعه : شلون ... لا مو معقوله ... شلون خبى
عنا ...
سلطان : هذي حياته و خاصه فيه ... بيجي يوم و بينكشف كل شي ..
نجلا تنظر له بإستغراب : و أختك ؟!
سلطان : أختي في بيتها مع عيالها ومو ناقصها شي و هو ما يشوف شر ..
نجلا : بس ما فكرت أن العيال اللي جابهم بيشاركون أختك و عيالها حلالهم ..
سلطان : و شاركوهم .. وين المشكله ؟ .. الحلال واجد و يكفي الكل و يمكن الرزق و الخير
اللي هل على أبوج كله من ورى ستره على اليتيمه اللي تزوجها ..
نجلا لم تستوعب المنطق الذي يتبعه سلطان بتفكير : بس أختك يمكن يصير لها شي إذا درت أنه
متزوج عليها ... صعبه ان الوحده تكتشف أن زوجها متزوج عليها بسر و عنده عيال أنا بس
شكيت بغى يزر عقلي ..
سلطان يتكأ على يده و ينظر لها بتمعن : أجل زيني الأخلاق عشان ما آخذ أخت الفرفوره ..
نجلا تلقي عليه الوساده التي بجانبها : أن شاء الله تفر من هدومك مجنون أن فكرت تزوج علي
في يوم ..
.
.
.
أشعر بأحساس جديد " التعاطف " ... نعم أنا اتعاطف مع سلطان .. كيف أعتقدت كل هذه السنين
انه أخذ مكاني و يعيش مترفا بخير والدي ... كيف حقدت عليه و تمنيت سرا موته في كل مره
تمنيت أن أزور بيتي الذي هجرته مرغمه ..
إذا كان أسيرا في منفى ! ... ألقى سلاحه و رفع يده و سلم نفسه و قبع خلف أسوار السجن في
رجاء يوم إطلاق السراح المشروط !
كيف تخلى عن كيانه و سلم نفسه للعبودية ... كيف وهب كل إحساس ليخبئ وراء ظهره سرا
إحساس واحد ضحى بكل شيء من أجله ... وهبت الريح لذكرى ... ليسكن إحساسه قلب طفلة
حلقت كا فراشه تحت المطر لا تبالي إن أبتلت و أخرسها البرد ...
.
.
.
......... ذكرى من عهد الطفوله ..........
.
.
سلطان يجر نجلا من تحت المطر : يا مجنونه راح تموتين برد ...
نجلا تعض يده بقوه لتفر هاربه مره أخرى تحت المطر .....
سلطان يعاود جرها لتعاود عضه ليتماسك هذه المره و يتابع جرها ورائه ليحميها من تهورها
و تتابع هي عضه بقسوه إلى أن أدمت يده !
.
.
.
سلطان : وين سرحتي ؟
نجلا تمد يدها لكفه و تتأملها إلا أن وجدت أثر قديم لما يشبه ندبة با القرب من أبهامه لتقبله برقه
سلطان يتلقف قبلاتها : سامحيني و اسامحج ..
.
.
.
حلقنا يصبغ كل منا الآخر بألوان الفرح ..
فمن يحاسب طفله إن قصت جدائلها تحت المطر و غيرت التسريحه إن كان مفتونها يحبها بكل
أحوالها ..
سواء كانت ..
مجنونه ... عاقله ...أو... مفتونه بشغب عاشقها الذي يكفيها بعد بلل روحها دفئ أحضانه ! ...
.
.
.
من يبالي بنقص المياة و الأزمه العالمية و هو يحتضن غيمة ! ...
هلي عاطفة تروي عطش روحي التي أخرسها الظمأ في رجاء هذا اليوم ..
و تراقصي بعدها في شعابي تحرسك عيني الفوضوية التي لا تعرف على أي جزء منك تستريح
أيتها الفراشة السحرية التي لم يكسر المطر أجنحتها الوردية ..
............................................................ ......
.
.
.
أكتشفت هذا الصباح أني أستيقظ يوميا على عتمة !
ياااااا ... كيف أصبحت أشعة الشمس أقوى لأذوب كا شمعه و انا كنت هذا الصباح أفكر بشراء
فروة !
لا ... من المؤكد أن البرد ليس هو سبب تلعثمي و فقدي لأبجديات الكلام ... بل دفء أنفاسها
الذي اسشتعره بقربي الآن !
.
.
.
عزام يقبل خد علي بينما ينظر لعذوب التي تقف وراء أخيها بخجل : الله يسعدلي ها الوجه
الصبوحي .. آخ يا علي لو أصبح بوجهك كل يوم ...
علي ينظر له بشك : و جهي أنا و إلا وجه البطه عذوب ..
عذوب تصرخ به بنبرة تمتزج با الغضب و الخجل : علي ووجع أنت ما تستحي ..
علي : أنتي اللي ما تستحين شموقفج هني يله أدخلي داخل ..
عزام : علي عيب تكلم أختك الكبيره جذيه ..
علي : و انت عيب الطالع اختي جذيه ترضى أخز غاليه مثل ما تخز عذوب ..
عزام بعد أن أختفت عذوب من أمام ناظريه : إذا انت قد شاهين خزها أنا مالي شغل ..
يله شوف لي درب عشان أدخل على أبوك و روح ناد لي أختنا المشتركه ..
.
.
.
عذوب تشرب الماء البارد دفعه واحده : أخوكم هذا تمرد أنا مدري منو مرافق با المدرسه انا من
باجر بروح المدرسه و اشوف شسالفته ...
منار و عبير يكتمون ضحكاتهم ....
علي الذي دخل المطبخ : منار عزام عند أبوي يبيج ..
منار : أنزين قوله اللحين جايه ...
عذوب : روحي و أنا بسوي القهوة ..
منار : لا يا ماما أستريحي عزام أخوي لصار زوجج سوي له قهوته بكيفج ..
عذوب : يعني بتصفين مع علاوي ..
منار : وأنتي شمطلعج تسابقين علي لفتح الباب ..
عذوب عاودت ملأ كأسها با الماء البارد و عادوت شربه دفعه واحده : كان مبين أن شكلي
قاصدتها صح ... قسما با الله أني سخيفه و ما استحي و علاوي ما ينلام فيني ..
عبير و منار يعاودن الضحك ...
عبير : خلاص عاد طاح وجهج قدام عزام و قضينا بس عاد لا تعودينها ..
عذوب تجلس على المائده مبتأسه ...
منار تواسيها : يا بنت أعتبريها صدقه هو واضح أنه جاي يشوفج و أنتي سهلتي الموضوع عليه
بدال ما يقعد طول الوقت مقابل باب غرفة أبوي ويطلطل على أمل أنج تمرين ...
عذوب تغادرهم غاضبه : و بعدين معاكم و حده تعيب علي و الثانيه تعيب على عزام صج
ما تستحون ..
عبير تعد فناجيل القهوه : منار ليش ما تكلمين عزام يرد يخطب عذوب يعني سالفة السنه مالها
داعي ... مبين أن عذوب طيحت اللي براسها ...
منار : أخاف أقوله و عذوب ترد تعاند و تكرر شرطها ...
عبير : على ظمانتي ما راح تعيي أصلا هي قايله لي بعظمة لسانها أنها متحسفه ...
منار تبتسم بصدق : إذا جذيه بلمح له لأن أخاف أصرح و آكلها مثل المره اللي فاتت ..
.
.
.
ألتقيت بعزام الذي زف لي خبر زواج ناصر الذي كنت على علم مسبق به من غالية .. لكني
تظاهرت بتفاجأ حتى أشعر عزام بأن خدعته لرؤية عذوب بسبب وهمي أنطلت علي و أيضا
حتى لا أحرجه أمام والدي الذي يستمع لنا من دون أن يشاركنا الحديث إلا بأنين لا أفهمه !
فكرت بطريقه ألمح بها لعزام بتنازل عذوب عن شرطها ووجدت صعوبه في استحضار
فكرة .. إلى أن وجدت منفذا مستمعمل !
.
.
.
.
عندما أوصلت منار عزام للباب : عزام بقولك شي بس لا تخرع ..
عزام ارتسم الرعب على وجهه بسرعه : خير ..
منار : خال عذوب أمس اتصل عليها و قال بيسير هو وزوجته وبناته اللي أصلا مالهم
رجل علينا و الظاهر .. أقول الظاهر أنهم جايين يشوفون عذوب تقدر تقول أستطلاع جماعي
عزام : ردينا على سوالفج الأولية ...
منار ترفع يديها : الحمد الله بريت ذمتي و قلت لك .. يله مع السلامة ..
عزام : وين السلامة و أنتي ركبتيني الوسواس الله ياخذج ..
منار : تدعي علي .. الشرها مو عليك علي اللي أبي مصلحتك مع أختي البطه..
عزام بحده : أحترمي نفسج و إن قلتي لها بطه ثانيه مره يا ويلج ..
منار : أمش يا دفاع .. زين يا أبو الشباب شناوي عليه ؟
عزام بدأ بأتصالاته .....
.
.
.
منار : عبير ألحقي ... عزام أتصل بأبوه و أخوانه و جاسم أخوي و خوالج وواعدهم عند أبوي
اللحين ... يعني أخوي سوى اللي براسه و بيربح باذن الله ..
عبير بفرحه تغمرها : يعيني خلاص بيخطبها ..
منار : لا يا ماما أخوي شغله حار بحار بيملك الليله ...
............................................................ ........
.
.
.
...... الليله .. وفي بيتكم ؟!!
دلال : شفيه بيتنا ؟!
تهاني : ما فيه شي بس ..
دلال : لا تقولين أنج ما راح تجين .. لو ما جيتي بياكلون وجهي بنات خالاتي بيقولون و ين بنات
عمج تعرفينهم يحبون السوالف .. لا تفشليني توتو.
تهاني : بس أنتي عارفه الموضوع ..
دلال تقاطعها : قصدج فيصل .. لا تحاتين أصلا أبوي طارده من البيت كله يعني اخذي راحتج
على الآخر ..
تهاني متردده : مدري بس ...
دلال : يله عاد تهاني بناكلج حنا . وبعدين أن ما جيتي رهف لا يمكن تجي و أنا وأمي و خواتي
بنزعل عليكم .. عاد كيفكم الكوره في ملعبكم ..
تهاني تستسلم : خلاص مو مشكله ..
.
.
.
.
.
منذ أن تزوجت دلال لم أقضي معها يوما كاملا .. لا تريد الجلوس بين أربعة جدران لأربع و
عشرون ساعه متواصلة على حسب قولها هذا مدعاة لمصادقة الجن !...
.
.
.
جراح : انتي ما تعرفين تقرين في بيتج يوم واحد على بعض ..
دلال : ردينا على طير يا اللي ... جراح الله يخليك لا تعكر مزاجي و أنا وراي عشى الليله ..
جراح : فهميني عشان أريحج و أريح نفسي .. شنو مشكلتج .. ليش كل يوم طالعه ؟!
دلال تترك مشط شعرها و تتقدم من شاحن هاتفه النقال : لشنو تستعمل هذا ؟
جراح يجاريها : أستعمله لشحن الموبايل ..
دلال : حلو تخيلني موبايل حلو بطاريته تحتاج شحن عشان يستمر في العمل ..
جراح يرفع حاجبه : شا الموبايل التعبان السكراب اللي يحتاج شحن يوميا ...
دلال ترفع يدها لخاصرتها : يا سلام أنا سكراب ..
جراح يكتم ضحكته : لا أنتي الموبايل الحلو بس اللي مو فاهمه ليش تحتاجين تعيدين شحن طاقتج
يوميا ..
دلال : جذيه خلقه .. هذا أنا .. عاجبتك كان بها مو عاجبتك ردني للمصنع ..
جراح قبل أن يرد قاطعته دلال : شوف أنا ألساني طويل أدري .. و بتقول و اقول و آخرتها ببات
في بيت أهلي الليله فخلنا حلوين و ما نزعل بعض ... با المختصر أنا آسفه ...
جراح يبتلع كلماته : أنزين ... بس الموضوع ما أنتهى ..
.
.
.
يبدو أن جراح لا يريد القبول بما أريد أن أكون عليه ... لكن أنا عنيده و نفسي طويل في
قطع المسافات المتعرجة ...
بصريح العبارة ...
لن أسمح له أن يكون نسخه مصغره من أبي و لا أن أكون نسخه مشوهه عن أمي ...
حتى و إن كنت أخاطر برجوع لسجن المركزي مقر والدي فا يكفيني شرف المحاولة لنيل
حقوقي كاملة !
فا إستسلام أمي كا سبية في عصر المماليك هو ما أنتج عائلة يعاني أفرادها من أمراض قاهره
لا ترى من بعيد لكن تستشعر عن قرب ..
إن لم أقف الآن و أضع خطا سأحاصر أنا و أبنائي مستقبلا وراء خط يحاصره الضيق
رسمه سي السيد !
............................................................ .......
.
.
.
تموت الأصوات وراء أبواب وهمية ثخنتها أعرافنا العقيمة
لنجد أنفسنا نتحدى ديناصورا من ورق يعظم حجمه الوهم
.
.
إذا لنتحدث بهمس و نصبح وسوسه تسمع و لا ترى
و نفوز من دون مواجهه !
............................................................ ...............
.
.
.
إلى موعدنا القادم مني لكم تعظيم سلام ..
|