كاتب الموضوع :
ضحكتك في عيوني
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشتقت لكم و أسعدني تواجدكم الحلو ... لو حتى ما رديت على تعليقاتكم تأكدوا أني قريتها كلها خاصه من اتى من خلف الكواليس و من انضم لنا كقارئ جديد ..
و في شغله دايما أنسى أذكرها ..أكيد لاحظتوا الأخطاء الأملائيه اللي مالها داعي بس المشكله أني أقرأ الجزء أكثر من مره و ما ألاحظها كلها يعني لو ما أراجع اللي أكتبه و أصلح البعض تأكدوا أن الجزء بيكون كله بدليات و اللي تشوفونه مجرد فتات ^_^ ...
هذا الجزء الجديد بين أيديكم و إن شاء الله يعجبكم ..
همسة لأبلة إرادة : تعتبت و انا أدور قصتي في آخر الصفحات ^_^
.........................................
.
.
.
الجزء العشرين :
.
.
.
المتسلقون يبدأون دائما من النقطة صفر لكن في حالة المغامرون الوضع يختلف ..
.
.
.
أبنة الخالة " منار " المزهوة بجمالها أعتادت الوصول إلى القمة من دون عناء التسلق ..
في المدرسة كان لها في كل جماعة تواجد و لم يكن هدفها المشاركة و التعاون و تبادل الخبرات
و التزود با المعرفة ..إطلاقا.. بل ترأس أي مجموعة كانت هدفها الأسمى !
مجنونة هي الصفة التي تطلقها عليها الصديقات المقربات .. أبدا لم تعبس يوما من جراء نعتها
بهذه الصفة بل ككل ما يقف عائقا أمامها تجد التحدي هدفها .. مغامرة من الدرجة الأولى هي ..
لذلك من المؤكد أن مخططي سوف ينجح لا محالة ..
.
.
.
أبرار تمد لمنار بطاقة دعوه : شوفي الدعوه ال vip
منارتتنوالها بفضول : واو شا الكشخه .. من وين لج ؟
أبرار : تذكرين عنود اللي كانت تدرس معانا في الكليه و خلتها لما ودعت العزوبية
منار : أي هذيك اللي نفسها بخشمها ..
أبرار : ما غيرها .. ألتقيت فيها بنادي النسائي كذا مره لو تشوفينها يا منور بتنسطلين .. كل يوم
جايه بجنطه ماركه غير الثانية و الساعات يااااااي تبرق برق و أفففف شنو لبسها يقطع القلب ..
المهم أمس لقيتها في وجهي و عطتني ها الدعوه تقول عندها حفلة تنكرية في فلتها و بما أنها
حاطه لي بطاقة لشخصين ما فكرت إلا فيج بما أن غرامج الحفلات و الطقطقه ..
منار بفرح شديد تقفز لتقبل خد أبرار بحرارة: يسلم راسج يا أبرار .. ( تداركت منار و سألت
بتعجب ) بس تعالي مو أنتي آخر مره عيتي تحضرين حفلة علاوي عشان مالج واهس و لمتيني
بعد شلون اخوي بسجن واروح حفلات و بعرس جراح لو ما خالتي و إلا ما طعتي تروحين
معاي .. شسالفة ها المره ..
أبرار : السالفة بسيطه لما رحت العرس وأستانست أكتشفت أن ما عندي سالفة و ناصر أن شاء
الله بيطلع و يطيب فاله ليش عاد أسجن نفسي و أنا حره ..
منار تهز رأسها با تأييد القوي : أي هذا الكلام المنطقي ..
أبرار تريد ان تعود لمحور الخطة : خلينا في العزيمة .. أنا خايفه المتفلسف عزامو ما يخليج
تروحين ...
منار : لا شدعوه عزام على شدته ما عمره حكرني و منعني من وناستي ..
أبرار : أنا عارفه بس المشكله أن الفله بشاليهات .
منار بخيبة أمل : بشاليهات ؟! .. لا أجل مالي أمل ..
أبرار برجاء حار : لا تكفين منور لازم تروحين معاي تعرفين ما أحب أروح بروحي .
منار: يا أختي ودي بس أنا عارفه جواب جاسم قبل جواب عزام .. و جاسم أحسن ما فيه يرفض و نقطة على السطر بس المتفلسف عزام بيمسكني و يفج لي محضر ويدخلني في سين و جيم وهو رافض الفكره من الاساس ! .. حسافه بس ليتها مسويه الحفله في بيتها و إلا بفندق جان تهون .. المهم ما عليج مني وروحي أستانسي مع خالتي ..
أبرار : أقولج حفلة تنكرية و بنات بعمرنا و الدعوه لشخصين و تبيني آخذ أمي !
منار : شتسوين ما في حل ومو معقوله بتروحين بروحج ..
أبرار : انا ملزمه تروحين معاي و سالفة عزام محلوله ..
منار بأنتباه : شلون ؟
أبرار : يومها قولي أنج بتنامين عندنا و نروح الصالون و نتزين سكاتي و يودينا السايق و لا من شاف و لا من درى ..
منار تريد أن تجد منفذ من دون أن تقع بورطة : بس خالتي أكيد بتعلم علي ..
أبرار : أمي عندها مناوبه يومها و مثل العاده تيبني يا أنام عندكم أو في بيت عمتي .. سو راح
أقنعها أني بنام عند عمتي و أمي ما أدقق .. شقلتي ؟
منار بدأت تفكر بعمق : أنزين بس .. الشاليهات بعيده و با الليل و حنا بروحنا مع السايق .. أحس
شكلنا غلط ..
أبرار : ليش غلط حنا شمسوين و بعدين مو من بعد الشاليهات بنطلع من بيتنا لين الشاليهات خط واحد ماراح نقطع برا مثلا ..
منار : مدري يا أبرار ..
أبرار بنبرة رجاء : تكفين منار طلبتج نفسي أروح الحفله و ما تحصل كل يوم ننعزم على حفله
مثل هذي تخيلي لما نكبر و عيالنا يصيرون طولنا راح نتذكر ها المغامرة ..
منار بروح المغامرة : أي و الله راح تكون خوش ذكرى ..
.
.
.
.
.
ضاري : أنا أفضل تجي برضاها حالها حال اللي راح يجون أحسن ما تسوي لي مشاكل ..
أبرار : عاد شسوي لك يوم فشلت وما جبت راسها ..
ضاري : البنت طلعت غير اللي صورتيها لي ما لها في ها السوالف ..
أبرار : مثل ما قلت لك ناس و ناس البنت مزاجيه جدا..
ضاري بشك : أنزين إذا جذيه ميخالف بس ترى من اللحين أقولج إذا بتسوي لي مناحه باطردج
أنتي و ياها برى الشاليه لأن مالي خلق على الغثى أنا مسوي الحفله عشان أستانس و أنبسط ..
أبرار : لا تخاف بتستانس و تنبسط و منار بكاسين بتجيلك على الكيف و إلا كلش بشمة هيروين
عشان نضمنها للأبد ..
ضاري : لا يا حلوه ما فيه هيروين اللي يبي يتعاطى يخلص شغله في بيته و يجي مالي خلق
تكرر سالفة هذاك الولد اللي جابوه الشباب للحفله بغى يموت عندي في الشاليه ..
أبرار بمراوغة : اوكيه ما عليه اصلا منار سهله و ما راح تحتاج لا لكاس ولا لمخدر ..
............................................................ ...
.
.
.
الفترة الأخيرة كانت الأصعب في مراحل العلاج التي أستمرت لعدة أشهر ...
بدأ المخدر ينسحب من جسدي كليا و بدأت الصراع مع الآلام الجسدية من جديد ..
.
.
.
أبو مازن يدثر ناصر با الغطاء الصوفي : ما عليه ساعتين با الكثير و راح تحس جسمك أسترخى ..
ناصر يتصبب من جبينه العرق و يرتعش جسده من البروده : أحس أني بموت .. موقادر أتحمل
تكفى يا أبو مازن نادي لي السجان خله يوديني لدكتور ..
أبو مازن : رحت له بس قال حنا با الليل و الدكتور مو مناوب ..
ناصر : يا الله .. مو قادر أتحمل ..
أبو مازن يضع كفه على جبين ناصر و يبدأ بقراءة آيات من الذكر الحكيم ...
.
.
.
ما أن وضع أبو مازن كفه على جبيني و بدأ بترتيل القرآن بصوته الخاشع حتى خشعت جميع
حواسي و بدأت بإرسال إشارات عصبية مصدرها عقلي الواعي لجميع أنحاء جسدي مفادها
أني مؤمن ! ..
ألم يقل رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة و السلام " مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ وَصَبٍ ، وَلا نَصَبٍ ، وَلا
سَقَمٍ وَلا حَزَنٍ وَلا أَذًى حَتَّى الْهَمُّ يُهِمُّهُ إِلا اللَّهُ يُكَفِّرُ بِهِ عَنْهُ مِنْ سَيِّئَاتِهِ " . .
هيا أيتها الروح المعذبة ساعدي هذا الجسد الفاني على إستعادة التوازن ..
إصبري لعل سيئاتك الآن تتلاشى مع آخر أثر لسم الذي تجرعه صاحبك راضيا ليحيل به حياته
لكتلة آثام و هموم أوجعت الأحباب و أحالت أحلامهم أرقا .....
.
.
.
أبو مازن بعد أن أنتهى من تلاوة ما تسير بدأ بمسح رأس ناصر و هو يتمتم بكلمات وصلت لأذن
ناصر : الله يستر عليك يا ناصر و يحفظك و يكون هذا آخر علمك في الشر ..و الله يبعد عنك كل
من يمشي بطريق السو و يسخر لك عيال الحلال اللي حافظين كتابه ..
.
.
.
دموعي التي تتالت لم يكن مصدرها الوجع الجسدي بل وجع هذه الروح التي عصت و ندمت ..
و ذاك الإحساس الخفي الذي طفى لنبرة الحنان التي غلفت صوت هذا الكهل الذي يعد أبا لكل
الضالين هنا .. إحساس الوحشه و معرفة أن اليتم يعكس صفاته بروحي و أعرفه و لا يعرف
عني !
اين انت أبي و أين كنت و أين ستكون في حياتي ... لماذا نبذتني من تحت ضلك و ضللت به
أخوة لي أتوا بعدي بسنوات طوال .. ما العيب الذي كان يسوئني آن ذاك .. أهي أمي ؟
ما ذنبي بأم أخترتها أنت لي و لم أختارها أنا لك زوجة ... أي شريعة تتجاهل إنصاف المسلوب
حقه و تكبله بجرم لم يشهد ولادته !
............................................................ ............
.
.
.
يرمي المتخاذلون أثقال مسؤولياتهم على أول من خذلوا !
أمي ألقت بحملها الثقيل علي لأتلقفه عاجزه توهنني الحيرة و تخل بتوازن العقل منبع الفكره
.. ليس بغريب على أمي مثل هذا التخاذل .. امي التي لم تتحمل المسؤولية يوما
لا تجد مبررا لتحمل مسؤولياتها بعد أن تنازلت عن أهمها ..
با المختصر لم تتحملها من قبل و لن تحملها الآن و لا يمكن في الغد .. و ها أنا في موقف صعب
علي إنقاذ أبنة خالتي و أخي في نفس الوقت !
ناصر و إن قرر إصلاح خطأه فهو ليس قادر على إصلاح حياته .. خريج سجون وصمة عار
تلاحق كل من قضى عقوبته المقرره و سواء أستغفر أو لم يستغفر النتيجه واحده .. لا قبول
أي أسره يمكن أن ينشئها و يتحمل أعباء إعالتها .. و أبرار الضحية لماذا عليها أن تتحمل
الخطيئة و تكفر عنها بزواجها با المجرم ! ..
قناعاتي الآنفة الذكر قادتني للبحث و التقصي فا الفكره التي أتت بها أبرار لتخليص نفسها من
العذاب ليست بسيئة في الواقع أراها تنبض حكمة لم أعتقد أنها ممكن أن تخرج من رأس تلك
المدللة !
لكن الثغرة الوحيدة بفكرتها هي طريقة تنفيذها الغير آمنه ..
لذلك فضلت سلك الطرق المشروعه و إستشارة ذوي الخبره لعلي أخرج بقرار صحيح ..
أحد شيوخ الدين الذي أستشرته با الأمر أستحسن الفكره لأنها ضحيه و تريد إنقاذ نفسها من
تكرار الخيبة بطرق اخرى على يد نفس الرجل .. أكتفيت برأيه بعدما لم تقنعني أراء الآخرين
الذين أرادوها أن تخنع و ترضى و تقبل الزواج بذئب و تعطيه الفرصه لتصحيح خطأه
فا المستغفر كما من ليس له ذنب .. لكن لماذا عليها أن تكون أداة لإثبات أستغفاره لماذا عليها
أن تتزوجه و تداري خطيئته على حساب مشاعرها و مستقبلها الزاهر !
أتجهت بعدها لإستشارة طبيب نساء لأعرف منه طبيعة العملية و إن كانت مشروعه قانونيا ..
عرفت منه أن الأمر ليس بصعوبة المتخيلة و لا بسهولة المطمأنه .. علي أن أقدم تقرير بوقوع
جرم مشهود بحق الضحية أو بشهادة زواج لأمرأة تريد إعادة العذرية لأسباب غبية !
خرجت منه أكثر حيره و بينما أنا غارقة بأفكاري أصطدمت بأول و آخر و كل متاعبي
شاهين أمامي !
.. من أين أتى .. غبية .. نعم .. غبية جدا جدا .. هنا يعمل ماذا دهاني هل قادتني
رغبة داخلية برؤيته خفية أن آتي بقدمي لأقرب بقعة يسكنها و الشمس حية !
.
.
.
.. عندما ترجلت من سيارتي قبل ساعة و لمحتها تلج من الباب الرئيس للمشفى أعتقدت
انها جائت تبحث عني لتناقش وضعنا الحالي و تعتذر عن تجاهلها لي لعدة أيام لكن عندما رأيتها
من بعيد تتجه لقسم النساء و الولادة تملكني الفضول فا أنتظرتها إلى أن خرجت لأستفهم منها
عن الموضوع ..
.
.
شاهين : شعندج في قسم النساء و الولادة ؟
غالية بأرتباك لم يفت شاهين ملاحظته : لا .. بس .. شي خاص .
شاهين : أنا زوجج و الشي اللي يخصج يخصني ..
غالية بعصبية : ترى واجد طيحت الميانه و اسلوبك معاي صار ينفر .
شاهين يرفع حاجبه أستنكارا : ينفر ! .. أخليج يا مدام قبل ما تقولين أسخف من اللي قلتيه ..
.
.
.
تركتها و الهواجس لم تتركني فمنذ آخر مره ألتقيت بها و أنا لا أكاد أنساها حتى أتذكرها !
أخطأت بتصرفي الأرعن .. نعم أعترف .. لكن ما حصل نقش و بزمن خلد و ليس هنالك ادنى
امل بجبر الضرر ..
لكن أليس نحن من عالم الكبار و علينا اخذ الأمور بأبسط حالاتها من دون ترهات الأعراف
و تعقيداتها .. رجل و أمرأه يربطهم عقد شرعي و ألتقواعن تراضي إذا أين المشكله .. لماذا
تشعرني بذنب و تتمادى بتجاهلي كأني أصبحت با النسبه لها أكبر غلطه أرتكبتها منذ أن كانت
طفلة !
أريد أن أعيش مره أخرى و أجرب الحب بطعم آخر لا أعرف دافعي لكني أعرف طبيعة البشر
البسيطة .. لسنا قديسين و إن قدسنا الحب و رفعناه عاليا حتى لا يصيبه اللوث !
.
.
.
الممرضه لطيفة : أهلا و سهلا.. شو زكرك بينا يا دكتور شاهين ..
الدكتور شاهين : شلونج يا أم علي و شلون الأهل ..
الممرضه : بخير يا دكتور بس إزا بتنقلني القسم الطوارئ عندك راح أكون اسعد ..
الدكتور شاهين : بس هني أريح لج متى ما خلص دوامج توكلتي على الله و رحتي لعيالج ..
الممرضه : صحيح بس التعامل معك و مع الدكتور طلال أريح ..
الدكتور شاهين : خلاص إذا جذيه من باجر بكلم المدير و أن شاء الله يصير خير .. و بما أني
بخدمج ابي منج خدمه صغيره و تكون بيني و بينج ..
الممرضه لطيفة بسرور: أنت تؤمر يا دكتور ..
الدكتور شاهين بتوجس : في مريضة عندكم اسمها غالية ال..... ابي ملفها ..
الممرضة لطيفة بنبرة تحمل الحرج : انت عارف يا دكتور معلومات المرضى سرية ...
الدكتور شاهين بإبتسامة واثقة : اكيد عارف بس انا ابيها خدمه منج و ما راح انساها لج ..
الممرضه التي احست با الحرج استأذنت منه وبدأت با البحث ...
.
.
الدكتور شاهين : متأكده ما في ملف بأسم ها المريضة !
الممرضة : متأكده يا دكتور ..
الدكتور : بس توني شايفها طالعه من عندكم ..
الممرضه لطيفه تحاول أن تتذكر : آه قصدك البنت اللي كنت بتكلمها با الممر ..
شاهين بتحفز : أي هي ..
الممرضه لطيفة تغيرت ملامحها : آسفة يا دكتور أعذرني البنت جاية للإستشارة بحاجه
خصوصية و عيب أكشفها ..
شاهين تملكه الفضول أكثر : و إذا قلت لج أنها زوجتي ..
الممرضه بصدمه : زوجتك !
شاهين : أي شفيج تخرعتي ..
الممرضه مرتبكه : لا بس من أمتى متجوزين ؟
شاهين : صارلنا مده طويله و أنا الصراحه يوم شفتها عندكم خفت عليها و هي مو حابه تعلمني
الظاهر ما تبي تشغلني معاها ..
الممرضه تطمأنه : لا يا دكتور لا تخاف هو شي بسيط ومو مستاهل طمن بالك ..
شاهين الذي نفذ صبره : بتعلميني و إلا أدخل على الدكتور صبري و أسأله ..
الممرضه التي أحست أنها بموقف محرج : هد أعصابك يا دكتور .. أمري لله .. هي كانت هنا
بتسأل عن عملية إعادة العذرية ..
.
.
.
.
أحتجت لدقائق لمعالجة الجملة و أستيعابها حتى أستسلم لشعور صاعق.. لا أعرف أي أحساس
علي أن أتبنى حتى أكون رجلا سويا في ما عرف كا تقاليد شرقية .. أغضب منها أم أخجل من
فعلتها ..
لا أعرف إن كانت غالية تعمدت إحراجي بمراجعة زميل لي أم أنا من أحرجت نفسي بسؤال
أعظم ثرثارة عملت في هذا المشفى ..
لكن من المؤكد أن سبب مراجعتها أثار دهشتي و أرق فكري ..
هل يعقل أنها غيرت رأيها بهذا الزواج و تريد أن تحد الخسائر بعد الطلاق !
أم لم تتحمل خيبة أمل أخيها بها و عندما و ضعتني با الميزان لم أساوي كثيرا أمام عزام !
مهما حاولت أن أتبين الأسباب من المؤكد أنها هي فقط من تملك الجواب و هي من عليها أن
تاتي با الأعذار بعد علامات الأستفهام .
............................................................ ........
.
.
.
.
علامات الأستفهام من المؤكد كانت تتطاير من عيني المحدقتين بجراح الذي كان يحارب ببسالة
دعوه عشاء من ضاري !
.
.
.
مشاري بعدما أنهى أخيه مكالمته : عيب عليك ما أستعزمت لولد عمك ..
جراح ينظر لمشاري بنظره حاده متفحصه : أنت تغشمر ..
مشاري : سلوم العرب فيها غشمره ..
جراح : ولد عمك داج و لا له في سلوم العرب .. و عزيمته مو عشى في ديوانية أبوه لا الحبيب
عازمني لسهره من سهراته البايخه في شاليه أهله اللي مايدرون عنه ..
مشاري : هو للحين على حركاته الأولية أحسب أنه صار رجال يوم دخل العسكرية
و خله سوالفه الأولية ..
جراح : إلا رد لسوالفه الأوليه و زاد عليهن .. الولد مارج و أنا غسلت يدي منه ..
مشاري : و هو شعنده يعزمك وهو عارف أن مالك بها السوالف !
جراح : مدري شطاري عليه .. يقول عندي لك مفاجأه بس انت تعال و لا بعد يقول لي لا تنسى
شاهين و مشاري معزومين معاك !
مشاري : مفاجأه ! .. و عازمنا كلنا !
جراح : تخيل ! ...
مشاري : أنت متأكد عازمنا على حفله .. يمكن عازمنا على عشا لشباب الجماعه في الشاليه
و أنت راح بالك لبعيد ..
جراح : لا كلامه كان واضح عازمنا على حفله رقص و مسخره .. ها الولد مدري متى بيعقل
.
.
.
.
منار .. من المؤكد هي المفاجأه .. لكن لماذا .. ما هدفه من كشفها أمامنا و تعرية حقيقتها ؟
هل ينتقم منها بهذه الطريقه بجرم أرتكبته بحقه .. لما لا ؟! ..
مغرور مثله و جامحه كشاكلتها لايمكن أن يمتزجا .. تستحق . نعم تستحق الوقوع في الفخ الذي
يدبره لها .. و أنا سأكون شاهده المنتقم سأكسر أنفها و أحطم كل ما جذبني لها لعلي أخلص نفسي
من تلبسها لي بوحدتي التي خلقتها أرضا رحبه لموعد اللقاء الذي لم يجمعني إلا بطيفها !
............................................................ ..........
.
.
.
.
لابد أن هناك كتلة تسبب العتمة لبقعة التفكير في رأسه ..
لايريد أن يفكر بعقلانية با الوضع الذي أستيسر عيشه .. أي حياة ينتهجها من مات الطموح ولم
يعد قادر على دفع نفسه لتتواصل مع أقصى ما يمكن !
.
.
.
سلطان : أنا معاج أن الواحد لازم يكون طموح بس بشرط أن طموحه يتوافق مع أمكانياته ..
و الله أنا أطمح يكون لي قصر و عشر خدم و بنز و لكيزس بس عارف ان أمكانياتي الماديه
ما تساعد لأن أمكانياتي و خبراتي ما تسعفني بأمتلاك الوسيله اللي هي الوظيفه اللي راتبها
فوق الأربع آلاف بشوي ..
نجلا : زين و صلنا خير .. طور أمكانياتك و خبراتك ووقتها بتكبر حظوظك ..
سلطان يفهم ما تلمح له : يعني تبيني أكمل دراستي ؟
نجلا : ايوه ابيك تكمل دراستك ..
سلطان بإنفعال : يعني تبيني ارد آخذ الثانوية و أقدم على الجامعه الحكومية اللي ممكن ماتقبلني
و أضطر ألتحق بجامعه خاصه بفلوسي اللي معتمد عليها كا مصرف و لما أتخرج إلا عمري
صاك الأربعين و ماحد يرضى يوظفني و إن لقيت بعد التعب كله بتكون آخرتها وظيفتي مثل
و ظيفة اللي عنده واسطه .... عشان جذيه أفضل أختصرها و أشوف لي واسطه .
نجلا بتهكم : وينها و اسطتك .. مابقى أحد ما قطيت و جهك عليه و لاحد فادك بشي ..
سلطان بإمتعاظ : كلهم كانوا خايفين من زعل أبوج .
نجلا : ردينا لأبوي .. كلمه يا أبن الحلال و خله يزيد معاشك ..
سلطان : كلمته ..
نجلا مندهشه : متى ؟ .. ما قلت لي .
سلطان : لما كنتي زعلانه رحت و طلبت منه يزيد معاشي بس الله يطول في عمره نقدني على
نفسي عدل .. قالي أنا أدفع لك راتب لا يمكن تدفعه أي مؤسسة لواحد بشهادتك .. و إنه متكفل
بمسكني اللي يساوي إيجاره تقريبا 300 دينار .. و حاليا أنا آكل و أشرب أبلاش يعني معاشي
من وجهة نظره يكفي ويزيد .. بس هو قال لصار عندنا عيال بيزيد مصروفي .. شرايج ؟
نجلا صبغ الغضب وجهها : أنا بكلمه و إذا ما زاد معاشك بنطلع من البيت .
سلطان : أقول أستريحي بس ما بقى إلا زوجتي تروح تشكى عني .. ابوج مو المشكله ولو فكرتي
فيها هو معاه حق بس المشكله فيج أنتي مو راضيه تقبلين فكرة أنج أرتبطتي بشخص أمكانياته
محدوده .
نجلا و الغضب يتحدث : أرتباطي فيك ما كان عن أقتناع و أنت أعرف با الأسباب .. أنت اخذتني
و أنت على بينه منو أنا و شنو مستواي و كل ها السنين ما سويت شي عشان ترفع من مستواك
و تحسن معيشتك عشان تكون كفأ لي الخطأ منك مو مني و لاني مضطره أتقبلك أنت اللي
مضطر تقبل نصايحي و توجيهاتي ..
سلطان يهب واقف كأعصار : أشوف ما عاد لي حشيمة عندج أنا و السايق واحد يمكن بعد
تحترمين السايق أكثر مني .. فكري شوي هذي مو طريقه أو اسلوب تكلم فيها الوحده زوجها ؟!
نجلا : أنت اصلا الكلام معاك ضايع بتقعد طول عمرك بنفس محلك .. حسرة على حظي ..
سلطان بنبرة هادئة مسمومه : فعلا لازم تندبين حظج اللي ما جاب لج ولد عمج ..
نجلا كمن تلقى ضربة با المعدة : شجاب طاري ولد عمي اللحين ..
سلطان : انتي .. في عقلج الباطن حاطتني بمقارنة مع جاسم اللي ظروفه الصعبه ما وقفت عائق
قدام تقدمه و نسيتي ان ابوج هو اللي رعاه ووقف معاه .. إذا كنتي تعتقدين ان ظروفي كانت
مشابهه لظروفه او احسن منه فأنتي غلطانه .. على كل اعتقد لو جاسم هو اللي في محلي ما
شفتي أي عيب ..
نجلا تصرخ بغضب اعتمل في صدرها و أنفجر : انت ما تستحي على وجهك اشوي و تقول اني
اعشق ولد عمي زوج اختي ..
سلطان يتركها و يغادر: انتي ادرى ..
.
.
.
.
أعرف ان ما ألقيته بوجه نجلا ليس بكلام هين قوله من زوج لزوجته لكني اعرف انها الحقيقه
التي لا أحب التفكير بها و لا تكف نجلا عن إستحضارها بمعاملاتها القاسية معي ..
جاسم الآن يبدو حلما مستحيل الوصول له و أنا واقعها الذي فرض عليها .. لذلك لابد أن عقلها
الباطن أعتقد أني من صلصال لين يمكن تشكيله على هيئة من عشقه قلبها ..
..........................................................
.
.
.
.
عندما كنا نتزين أستعداد للحفل كانت الشكوك تساورني لثواني معدوده سرعان ما تختفي عند
إنطلاق ضحكات أبرار السعيده ... في الطريق بدأت الشكوك تأخذ مساحة أوسع من تفكيري
تخيلت حادث يؤدي لمقتل أحدانا و تشوه الأخرى و فضيحه لعائلتينا .. تخيلت أن تستوقفنا دورية
شرطة تشكك بوجهتنا الليلة و نحن بكامل زينتنا لنقتاد كا البهائم مطئطئي الرأس لمخفر الشرطة
ليسجل بحقنا محضر آداب ينتهي بنا تحت التراب مفضوحين !
كل خيالاتي و شكوكي لم تكن شيئا أمام ما يحصل الآن ....
.
.
.
منار المرعوبه مما ترى : أمشي خلينا نرد البيت بسرعه ..
أبرار بنبرة لا مبالية : لا تصيرين سخيفه تونا واصلين وتبينا نمشي ..
منار بنبرة متقطعه : يا مجنونه أنتي مو شايفه الحفل مختلط و الناس أشكالهم رايحه فيها ..
أبرار تجر منار من يدها : أقول بس امشي لا تصيرين معقده هذي حفلات الهاي كلاس ..
منار تنفض يدها من يد أبرار : أبرار أمشي اللحين قدامي و إلا ترى أعلم عليج خالتي .
أبرار : أخاف صج تعلمين .. لا يا ماما كلنا في الهوى سوى ..
منار : خلاص بكيفج أنا بروح ..
أبرار : ومع منو بتروحين إذا معتمده على السايق أنسي لأني خليته يرد و نقاله معاي ..
منار سكنت العبرات مقلتيها : أبرار الله يخليج خلينا نمشي و لا تصيرين مجنونه ..
.
.
.
أنقطعت رجائاتي عندما تركتني أبرار بعد أن تنازلت عن عبائتها تحت قدمي !
وقفت مرتبكه ضائعه لا أعرف إلا أنني بمصيبه ... حتى ... وقف مسخ بشري أمامي ليمد يده
القذره لعبائتي و حجابي و ينتزعها عني با القوة ليكشف ستري الذي ساعدت أنا بكشفه
بإستهتاري ...بعدها عرفت الضعف الجسدي الذي تعرف به المرأه .. قادني بدوامة مجونهم و أنا
أتراقص بينهم كا ثملى بينما أنا بكامل قواي العقليه و هم من فقد الأهلية !
لا أعرف إن كنت محظوظه ام النحس يضحك بوجهي .... كمين أعدته الشرطه لتعم الفوضى
ويداس تحت الأقدام الثملى و يقفز فوق السطوح المتعاطين بجنون .. و النساء تبكي و الصراخ
حولي يصم أذني .. و البكاء هو فقط ما بيدي !
.
.
.
.
يصرخ بها أيتها ***** كفي عن البكاء و قفي بصف مع زميلاتك با الجرم ...
و هي تقسم بكلمات غير منسقه بأنها بريئة ... تمعنت النظر بها لأرى خريطة من الأصباغ تغطي
وجهها لكن صوتها لم يكن غريبا مما جعلني أترك ما بيدي و أتوجه لحيث تقف هي ...
.
.
.
المحقق غنام يحدث الشرطي : أخذت منهم أثباتاتهم ؟
الشرطي : سيدي الأغلبيه ما معاهم إثباتاتهم بس هذي البطاقات المدنية اللي حصلتهم ..
المحقق غنام يستعرض البطاقات التي سلمها له الشرطي لتتأكد شكوكه ...
الشرطي غنام يؤشر لمنار أن تقترب : هذي بطاقتج ؟
منار التي وقعت عينيها بعيني غنام و عرفته : لا ..
غنام يصرخ بها ويصفعها بقوة : و تجذبين بعد ...
.
.
.
وقعت من قوة الصفعه و يده أنتشلتني بقسوه ليدس بيده الأخرى بطاقتي بجيب بنطاله ...
أمر الشرطي المكلف بحراستنا أقتياد الفتيات للباص و أخبره بأنه سيقف معي هنا حتى أساعده
بتعرف على صاحب الشاليه !
ما أن اختفى الشرطي حتى سارع غنام بجري ورائه بسرعه خارج الشاليه لتقابلنا العتمة و
طريق غير ممهد و ساكن إلا من صوت شهقاتي المكبوته ... قذفني فجأة داخل سيارة عرفت
أنها له و بدأ بإجراء مكالمات مفادها أنه سيسبق الكل للمخفر لمباشرة التحقيقات ...
و ما أن أغلق الهاتف حتى قاد السيارة بسرعه جنونية ليتوقف فجأه على جانب الطريق
الصحراوي و يبدأ ذهني من جديد بتشكيل الشكوك ... اعتقدت عندما رأيته يتوجه لصندوق
السياره أنه سوف يخرج أدوات تساعده بدفني لكنه عاد بلحاف ألقاه بوجهي و طلب مني
أن أستر ما تكشف من جسدي ..
.
.
.
منار بصوت مبحوح و بكلمات غير متزنه : أنا .. أنا مارحت .. أنا .. ما أعرف ..
غنام بصوت حاد : جب و لا كلمه ما ابي أسمع صوتج لو ما أنتي أخت عزام جان خليتج اليوم
تعفنين با المخفر يا ال*****
منار ببكاء مر : أأأ ..أنا مو ..
غنام يصرخ بها مجددا : بس و لا كلمه ...
منار بعد صمت طويل : لا توديني للبيت ... عزام يمكن يذبحني و ينعدم بسبتي ..
غنام : لا قلبج على عزام ... لو خايفه على أخوج يا سفيه جان ما رحتي برجلينج لشاليه ..
أنتي جبانه و خايفه تواجهين العقاب .. بس أنا اوريج ..
منار بصوت مبحوح و بنبرة مترجية : هم يحسبوني نايمه في بيت خالتي .. ودني هناك و الصبح
أنا أرد البيت .. طلبتك لا تفضحني أنا ما سويت شي بس ..
غنام بغضب: جب و لا كلمه قلت كذا مره ما أبي أسمع حسج ...
.
.
.
بعد أن وصلنا للمنطقه التي يوجد بها سكن والدة أخي بدأت أفكر بشكل أوضح ... كيف لي أن
أتركها على عتبة الباب منتصف الليل و هي بهذه الهيئة المبعثرة ... ماذا سيقول الجيران ؟
و ماذا سيفعل عزام إن لم يكن خلد لنوم ..
.
.
.
.
لم أجدها بل و جدت نفسي مكبلا با القيود في طريقي للمخفر بقضية آداب !
الفخ الذي ذهبت بأتجاهه لأراها واقعه بذل فيه أصطادني أنا بشكل لم أتخيله ...
.
.
.
شاهين الذي تلقى أتصالا أفزعه أتصل بجراح ليلاقيه بغرفته : أخوك أتصل علي من المخفر ..
جراح : شموديه المخفر ؟
شاهين : يقول مسكوه بشاليه ضاري ..
جراح بصدمه : شوداه هناك ..
شاهين : شدراني عنه .. أنت تعرف شي .. ضاري شسالفته ليكون رد الخرابيطه الأولية ؟
جراح : أي رد ... اللحين تلقاهم ماسكين عليه بلاوي و مشاري بيتدبس معاه بما انه ولد عمه
و معاه بشاليه .. مصيبه ...
شاهين يمسح على رأسه بتوتر: فعلا مصيبه ... يا خوفي باجر الجرايد يحطون أسمه و يضيع
مستقبله و السبه ها السالفه العوجه .. الله يهداه هو شموديه هناك !
جراح : اللحين خلنا نروح له و نشوف شسالفة ..
شاهين : بروحنا ما ينفع بأتصل بفارس يفزع لنا ..
جراح : وين بتجرجر الرجال بها الليل ؟
شاهين : يا أخي فارس خويي و محامي و مقدامنا غيره يطلعنا من ها الورطه اللي حطنا فيها
أخوك ...
جراح : خلاص أجل خلنا نتوكل على الله ..
شاهين : لا أنت مار اح تروح مكان أخاف أبوي يشك .. أنا بروح و إذا سأل عني قوله أن عندي
خفاره ..
جراح : وزوجة مشاري .. أخاف تفقده و تروح تعلم أبوي بتأخره ..
شاهين : تدري أسهر اليوم بصالة و يمكن إذا شافتك تسألك عن مشاري و أنت عاد ألف لها أي سبب ..
............................................................ ..
.
.
.
.
عقموا نواياكم و ترفعوا عن الشوائب ...
فا نواياكم السيئه بمن لم يؤذيكم تتحول للعنه تحقق العداله و تنتقم لغافل عنكم ..
...............................
ألتقكيم على خير بإذن الله ...
|