كاتب الموضوع :
ضحكتك في عيوني
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ..
اليوم الأجواء ماطره في الكويت أجواء شخصيا أحبها سبحان الله في شي حلو في صوت المطر ..
أسأل الله أن يجعله " صيباً نافعاً " ..
.
.
.
في تعليق وصلني على الخاص با النسبة لعلاقة الشخصيات حبيت أوضح أن شربفة أم شاهين أخت سلوى و نجلا من جهة الأم ..ونايفة و ماجد و بدور أخوانهم من أبوهم ..
و اي أستفسار تبون له توضيح تقدرون تحطونه هني في الموضوع أو برسالة خاصه ..
و اللحين ما أطول عليكم و تفضلوا الجزء الجديد مع تمنياتي بقراءه ممتعه
........................................
.
.
.
الجزء السادس عشر :
.
نلفظ الأماني بخطط مرسومة لتطير بها غربان الحظ المنحوسة
لترتفع أعلام التفاؤل من بعيد تذكر .. بأن ما كتب هو المقدر ...
فما من محيص إلا با الرضى بنصيب .
.
.
.
جمعنا مجلس عمي الذي أستمع لقرار تهاني بلسان أبي ليطأطأ رأسه كاراضي با مصيبه !
ليأتي دور تفكيك العقدة الثانية التي تتمثل بزواجي أنا من دلال الملسونه !
.
.
.
أبو فيصل : تبي تكلم دلال ؟!!
أبو شاهين : أيه أبي آخذ العلم من راسها ..
أبو فيصل : أفا يا ابو شاهين يعني مجذبني ..
أبو شاهين : لا يا أخوك أبد ما طرى علي بس يمكن البنت أستحت ترفض و تزعلنا و أنا بكلمها من راسي لراسها عشان تعرف حتى لو باقي على العرس يوم و هي ما هي راضيه أنا يا عمها ما راح أزعل لتراجعت ..
أبو فيصل : الله يهداك يا أبو شاهين ولدك ملك على بنتي و أنتهينا و اللحين هي بذمته وأنت تبيه يطلقها و هو توه ما بعد حتى دخل عليها ؟!
أبو شاهين : لا صارت ما تبيه أكيد بخليه يطلقها كله و لا الغصيبه و أنا أخوك .
أبو فيصل يقف غاضبا : جيب من الآخر أنت ما تبي قربنا و خليت جراح ياخذ دلال عشان تهاني ما تلعوز مع فيصل و أنا يا أخوك بلعتها و سكت و فوقها رحبت فيكم و عطيتكم قطعه مني و اللحين يوم بنتك عافت ولدي حبيت ادور لك عذر عشان تفك ولدك من بنتي .. أنا عارف من أول أنكم ماتبون بناتي .
أبو شاهين اربكه حديث أخيه : أفا عليك يا أبو فيصل و حنا وين بنلقى أحسن من بناتك ..
أبو فيصل : هذا كلام يا أخوك و إلا الواقع غير هذا شاهين و مشاري كلن أخذ له من قبيله
أبو شاهين : تعرف عيال ها الوقت هم اللي يتخيرون و يوم ما فكروا في بناتك مو قصور فيهن بس على قولتهم أبعد اللحم عن اللحم لا يخيس هم خافو إن أعرسوا على وحده من بناتك تعقد
علاقتنا وتصير بينا حساسيات خاصة لا ما جازوا لبعض .
أبو فيصل : و هذا بعد راي جراح ؟
أبو شاهين يلتفت على جراح الذي فضل الألتزام بصمت طوال حديث والده و عمه : هذا هو قدامك أسأله ..
جراح شعر با الإحراج من الموقف الذي وضع نفسه ووالده و عمه به : أنا بتأكد أن البنت مو مغصوبه علي و إلا أنا شاريها .
أبو فيصل يلتفت على فيصل الذي أيضا فضل الألتزام بصمت : روح جيب أختك خل عمك وولده
يا خذون من راسها ..
.
.
.
.
تركت أخواتي متسمرات أمام التلفاز يتابعن أحد الأفلام الرومانسية التي يكثرن مشاهدتها و
فضلت أن أتجه لمكتبة أخي ضاري و أبحث عن رواية تأخذني لعالم أبعد حيث ألتقي بأناس
ليسوا من مجرتي و أعيش معهم تفاصيل حياتهم المثيرة و أفتح بعدها نافذة و أطير بعيدا
لعلي أتنفس غير هذا الأوكسجين الخانق الذي يملأ هذا المنزل الكئيب ..
لكن وقع نظري على كتاب مميز عنوانه " لا تحزن " ممهر بتوقيع الشيخ عائض القرني
فسارعت أتصفحه بنهم و ما أن وصلت لصفحة العاشرة حتى سمعت صوت فيصل من خلفي
.
.
.
فيصل : أبوي يبيج في المقلط و معاه عمي و جراح .
دلال تغلق الكتاب و تتسائل مذعوره : شيبون ؟
فيصل يقترب : تستهبلين .. أنتي عارفه شنو يبون .. و حسابج بعدين .
دلال : شنو يعني أحسابي بعدين .
فيصل : أنا عارف أن محد وصل لعلم لتهاني غيرج و كله عشان ما تاخذين جراح بس اللحين
بتورحين المقلط و بيسألج عمي عن رايج و بتوافقين و رجلج فوق رقبتج و أن يا دلال فشلتي
أبوي بتكون حياتج أصعب من حياتج اللحين و ماراح أزوجج بعد طلاقج إلا واحد كبر ابوي
تاجر مريش بصفقة ما ينتفع فيها إلا أنا ..
دلال : ليش و ين حنا قاعدين فيه لا يكون با أفغانستان ..
فيصل يفاجأها بلوي ذراعها : أنا أوريج شلون الوحده تعيش با أفغانستان بس أنتي أرفضي
وشوفي شراح يصير .
دلال بحده : أنتم مو خليتوني آخذ جراح عشان تراضون عمي و بنته و هذي بنته رفضتك
خلاص أعتقوني ..
فيصل : تهاني مثلج يبيلها من يكسر راسها و انا لها و أنتي اللحين بتروحين و تحبين راس عمي
و تقولين أنج موافقه .
دلال :ما راح يصدقني و بيعرف أني مغصوبه .
فيصل يشد على ذراعها أكثر : ما عليه أنتي بس قولي أنج موافقه و خلي الباقي علينا ..
.
.
.
.
أبو شاهين بنبرة الغير مقتنع : أكيد موافقه ؟
أبو فيصل العابس : ترى هذي ثالث مره تسألها بعد ما قالت لك موافقه ..أنت تبيها تقول لا مو
موافقه ؟
أبو شاهين يبتسم في محالة لإمتصاص غضب أخيه: لا الله يطول لي في عمرك بس حبيت أتأكد .
أبو فيصل يوجه حديثه لدلال : خلاص و أنا أبوج روحي داخل .
جراح يسارع بتوقيفها : لحظه أنا عندي سؤال لدلال يا عمي لو سمحت .
أبو فيصل بإمتعاظ : تفضل .
جراح يوجه نظره لدلال : ليش قلتي لتهاني أنج ما تبيني و اللحين غيرتي رايج ؟
دلال تنظر لوالدها الذي ينظر لها بعيني متوعدتين : أنا ما قلت لتهاني شي .
جراح : يعني يا أن تهاني تجذب أو أنتي و طبعا كل اللي قاعدين هني يشهدون لتهاني بصدقها و
نقدر اللحين نتصل عليها و تأكد كلامنا ..
دلال التي تشعر أنها وضعت في موقف لا تحسد عليه : يمكن تهاني فهمت كلامي غلط .
جراح : شلون يعني فهمته غلط بتخلين تهاني معاقه ذهنيه بعد ما خليتيها جذابه ؟!!
أبو شاهين يحاول إنقاذ دلال : يمكن فعلا تهاني فهمت غلط لأنها تفاجأت بسالفة زواج فيصل و عصبت علينا أن ما قلنا لها .
جراح ينظر لوالده بخيبة امل : بس يبى ..
أبو شاهين : ما فيه بس خلصنا من الموضوع و هذي دلال أكدت لنا موافقتها ..
أبو فيصل : يله يا دلال روحي لأمج خليها تعجل في العشا .
.
.
.
.
.
ما إن غادر عمي و أبنه اللئيم حتى وجدت والدي أمامي يفور كا ماء مغلي على نار حاره .. و ما
إن سألته أمي عن سبب زيارة عمي حتى توجه لي و أفرغ كل شحنات الغضب بجسدي الضعيف
الذي أنهار تحت قدميه ...
أخوات دلال و ووالدتها يصحن به راجيات عفوه عن دلال : طلبتك يا أبو فيصل تعوذ من الشيطان ..
أبو فيصل يلتفت على زوجته و ينهال عليها ضربا هي الأخرى و لم ينقذها من تحت يديه صياح
الفتيات بل مسارعة فيصل لإنقاذ أمه ..
فيصل : خلاص الله يطولي في عمرك أهدى و أمي مالها خص في عوابة بنتك .
أبو فيصل : بنتي ها العوبه تربيتها .. ما قوى راس بناتها إلا هي يبيلها اللي يحط فوق راسها وحده و يحرها .
أم فيصل تكتم شهقاتها بطرف شالها الذي لم يقيها عنف زوجها : حسبي الله عليك الله يوريني فيك يوم يا الظالم يا اللي ما تخاف الله لا فيني و لا في بناتك .
أبو فيصل يحول فكاك نفسه من بين يدي أبنه : وخر عني خلني أدفنها هي و بنتها هني اليوم ..
فيصل يقبل رأس والده : خلاص يبى خل ها الليله تعدي و ما راح يصير إلا اللي يطيب خاطرك
أبو فيصل الذي يتصبب العرق من جبينه بغزارة : و ين يطيب خاطري و أنتم مفشليني لا بارك
الله فيكم من عيال .. و انت أن سمعت عمك وطلقت بنته يا يولك ..
فيصل : بس أنت وافقت قدامه .
أبو فيصل : أجل تبيني أناشب أخوي وهو على حق .. تهاني في ذمتك و محد له كلمه عليها إلا أنت و العرس مو هو بلازم لهدت الأمور رح أخذها حتى لو بدون علمهم و هي بيطيح اللي براسها لصارت في بيتك .
فيصل : يصير خير أن شاء الله .
أبو فيصل بنبرة محذرة : بتسوي اللي قلت لك عليه و إلا لا عاد اشوف رقعة وجهك لا في المؤسسة و لا في ها البيت و خل بنت السواق اللي فضلتها على بنت عمك تضفك .
فيصل بإمتعاظ : مثل ما قلت لك ما راح يصير إلا اللي يسرك .
دلال التي حاولت التسلل أثناء حديث والدها مع فيصل توقفت بزجرة من والدها ..
لتزيح شعرها الذي تبعثر كا تبعثر أحاسيسها بين الخوف و الألم و إحساس مثقل بالظلم لتقف
مكانها منتظره لما سيأتي من فعل أو قول ...
أبو فيصل : يا ويلج مني يا دليل إن درت تهاني في اللي قلته لأخوج قدامج و أنتي تعرفيني زين
و أنتم من أكبركم امكم لأصغركم سارة إن سمعت سر من أسرار بيتنا برى يا ويولكم .
فيصل يتجه لوالدته : قومي يمه مع بناتج و خلوني أنا و أبوي بروحنا .
أم فيصل تبعد يده بعنف : الله يعين الضعيفه اللي بتاخذك بتمرمر حياتها مثل ما مرمرني أبوك .
أبو فيصل : أبوه يخلى منج أنتي وبناتج ما جبتوا لي إلا الهم .. لا عرفتي تسنعين نفسج مع العالم
و لا سنعتي بناتج إللي حتى عيال أخوي ما يبونهم .
أم فيصل دفاعا عن بناتها : بناتي ما طيح حظهم إلا أنت كل ما خلصت وحده منهم من الثانوية
خليتها تقابلني ..
أبو فيصل : أحسب أنج بتعلمينهم شي ما يعلمونه لهن في الجامعات بس طلعت غلطان ما تعلمن
منج إلا طوالة اللسان و العوابة ..
.
.
.
.
لا شيء غير عادي بما حصل أنه روتين حياتنا إن كان غير يومي فهو على الأقل اسبوعي ..
دائما والدي غاضب و ممتعظ من والدتي على وجه الخصوص و مؤخرا سلط أمتعاظه علينا
نحن البنات بعد أن أصبحنا على حسب تعبيره " عانسات " .. لا أعرف لماذا مع كل الثروة التي
يملكها والدي لم يفكر يوما بزواج من أمراة أخرى .. نعم أتمنى لو يتزوج و ينسانا لعلنا نستطيع
التنفس !
و نعم برغم من ثروة والدي الهائلة التي يعرف بها إلا أن هذا المنزل لم يتشرف بأ ستقبال أي
خطاب يطلبون ود بنات السلطان !
.
.
.
ضاري الذي أطل برأسه من فنحة الباب بعد أن طرق الباب معلنا حظوره : و ين المطقوقه ؟
دلال ترفع يدها عاليا و تغني : أنا المسيكينه أنا انا اللي باعوني هلي ..
ضاري يحرك رأسه طربا : أيوه يا سلام عاشت دلال المطقوقه .
دلال : أمحق أخو هذا بدال ما تجي و أطبطب علي و تاخذ بخاطري تشمت فيني .
ضاري : تستاهلين يا الملسونه و إلا أحد يحصل له يربح الغرين كارد ويروح لأمريكا و يخرب
على نفسه ؟!!
مرايم : أي قولها أحد يحصل له يروح يعيش في بيت الهنا بيت عمي و يخرب على نفسه
ضاري : دليل بعد ما تعرفينها تموت على الهم و الغم .
دلال تكتف يديها و تنظر لهم بتمعن : خلصتوا أطنازه ؟ ..
ضاري ينظر لمرايم : أنا خلصت أنتي خلصتي ؟
مرايم : لا بس ها المره سماح خاصه انها مطقوقه من قلب اليوم .
دلال تمسد قدمها التي تؤلمها : ما شاء الله ابوي بعده قوي احسب ان الجلطه اللي جته آخر مره
هدت حيله ..
ضاري بعتب : لا بعد طقيه عين .
دلال : لاني طاقته عين و لا شي .. بس الله يسامحه ما حط حيله إلا فيني و في امي الضعيفه .
ضاري ينتفض من محله : بعد أمي .. لا حول و لا قوة إلا با الله .. لمتى يعني بيمد ايده عليها لين
يذبحها يعني يحسبها مثلها قبل تحمل .
دلال : مو بعيده تصير نهايتها على ايده .
مرايم : فال الله و لا فالج فكينا بس من ها السوالف .. ضاري نبيك باجر تفضى لنا نبي نروح
الخياطه عندنا بروفه لفستان عروستنا المطقوقه ..
ضاري يأشر على عينيه : من عيوني الثنتين .
مرايم ترفع يديها عاليا : روح يا ضاري الله يوفقك ببنت الحلال اللي تنسيك الهم كله .
ضاري يبتسم : فكينا من دعاويج لو هي تستجاب جان انتي المعرسه مو دليل .
مرايم : يا سلاااام انا دعاوي اللي ما تستجاب ؟ .. أصلا محد يدعي لدليل كثري ..
دلال : لااااااااا لا تقولين انج دعيتي لي و انا اقول و شقرد حظي من بدكم .
ضاري ينفجر ضاحكا : شفتي ان دعاويج تجي عكسيه فكينا الله يرحم و الديج مانبي لج شي .
مرايم تغادرهم و هي تتمتم بدعوات تتخللها اسماء دلال و ضاري ...
دلال : يو رحنا وطي ...
............................................................ .
أزيزها أرقني و كل ما فكرت به هو الأنتقام .. فكرت بتظاهر بعدم المبالاة لوجودها لعلها تسكن
و أنقض عليها بقدمي لأزهق روحها لكنها ضلت محلقة حتى خرجت بكل حرية من النافذه
الصغيره التي تقع في أعلى هذه الزنزانه .. كم هي لئيمة أنطلقت للحرية بعد ان أرقتني في
زنزانتي التعيسه ...
.
.
.
أبو مازن : نام الله يصلحك ..
ناصر : مو قادر أنام .
أبو مازن : تونس شي ؟
ناصر : جسديا لا بس ..
أبو مازن : ضايق ؟
ناصر يضحك فجأة : يا وسع الضيقه اللي أحس فيها بتلقاها ضامه كل أحساس يوجع القلب .
أبو مازن يعتدل جلوسا على سريره : أفا وجع قلب مره وحده .. و شجايك في ها الليل ؟
ناصر يضع رأسه بين يديه : مشتاق با الحيل ... محد يزورني إلا أمي و خالتي و جاسم .. بس أنا
مشتاق لعزام اللي شكله ما صدق دخلت السجن الأنفرادي عشان يلقاها حجه عشان يزعل و لا
عاد يزورني .. و مشتاق با الحيل لخواتي وحده منهم ودها تزورني بس انا ما بقيتها تنشاف
بسجن و الثانيه با المره مالها حس عاد هي عندي غيرهم كلهم .. تصور بتزوج عن قريب و انا
بكون بسجن .. آخ يا القهرانا اللي مفروض اكون على يمينها و أزفها لمعرسها و اللحين أنا آخر
واحد تتمنى حضوره !
أبو مازن : هذي أختك اللي قلت لي انك بقيت تذبحها مره ؟
ناصر يرفع رأسه و ينظر له : أي هي .. يااااا فعلا كنت مجنون بقيت أذبحها هذاك النهار ..
.
.
.
................. قبل عام من الآن ................
غالية : ماكو غيرك في ها البيت أيده طويله ..
ناصر : يعني أنا حرامي ؟
غالية : أنت أدرى بنفسك ..
ناصر : أنقلعي عن وجهي و إلا بتشوفين شي ما راح يعجبج .
غالية : تهددني .. سو اللي تقدر عليه بس تذكر انا ماني ضعيفه و باخذ حقي منك لما اعلم أبوي
بطبوعك الشينه ..
ناصر ينظر لها و الشرر يتطاير من عينيه : شنو راح تقولين له ؟
غالية : بقوله شلون أخوي بقى يضيع شرفه ..
ناصر ينطلق لها غاضبا ليمسك رقبتها ليضغط عليها بقوه : جذابه أنتي جذابه راح تقولين أي شي
عشان يكرهني ابوي ..
غالية تحاول بشكل مستميت ان تخلص روحها قبل ان تزهق على يدي اخيها لكن أتت المساعده
على يدي عليا التي أتت مسرعه بعد ان سمعت صراخ ناصر ...
عليا تجر يديه من رقبة غالية : يا مجنون وخر راح تذبحها ..
ناصر انتبه أخيرا و ابتعد : أختج هذي تكرهني و ما عندها في ها البيت أحد تناجره إلا انا ..
غالية تسعل محاولة منها لتنفس و عليا سارعت بجلب الماء البارد لتغسل به وجه غالية الذي
تحول لزرقة ...
عليا : روح الله يهداك و يستر عليك ..
ناصر ينظر لغالية بقلق : أوديها المستشفى ؟
غالية تنطق أخيرا بعيون دامعه : إذا تدل المستشفى روح لها و تعالج قبل ما تجني على نفسك و
علينا قبل ما يجي يوم و تفقد إحساسك و لا عاد تفرق بين الحلال و الحرام .
.
.
.
.
أبو مازن : لا حول و لا قوة إلا با الله ... سبحان الله عشان جذيه الله منع عنا كل شي يخدر عقلنا
عشان ما نفقد التمييز بين الصح و الغلط .. أنت اللحين صح في السجن بس بنعمه و لازم تحمد
الله عليها ..
ناصر : الحمد الله .. الحمد الله أنا أحس أني تعافيت جسديا و عقليا بس المشكله في نفسيتي كل
إحساس خدرته رجع حي و هذا هو يعذبني كل ليلة .
أبو مازن : الأيام كفيلة تنسيك كل ها الأحاسيس خاصه لما تصلح علاقتك مع كل اللي غلطت
فيهم ..
ناصر تذكر عذوب و .. : يا الله ..
أبو مازن : شفيك ؟
ناصر بنبرة متوجعه : راح تكرهني أكيد ..
أبو مازن : لا تخاف مو أنا اللي ممكن يغلط و يحكم على أحد من خلال أغلاطه با الماضي ترى
حتى انا غلطت بس تبت و لله الحمد ..
ناصر ينطق بما يؤرقه : لو مو ستر الله جان ضيعت أخت أختي ...
أبو مازن : الحمد الله .. الله سترعليك و عليها ..
ناصر يعض على شفتيه : بس ..
أبو مازن : بس شنو ؟
ناصر تفر دمعه من عينه : بنت خالتي ؟
أبو مازن ينزل رأسه : ..لا حول و لا قوة إلا با الله ..
ناصر : لعبت في عقلها لما عرفت أنها متعلقه فيني .. بنت خالتي يتيمه ووحيدة خالتي و دلوعتها
اللي ما ترضى عليها ... ياااا شلون خالتي أمنتني عليها أوديها وأجيبها دايما تقول لها ما في
روحه لأي مكان إلا مع أخوانج عيال خالتج !! .. تخيل خالتي تعدني واحد من عيالها و أنا
اللي خنت الأمانه ...
أبو مازن : مدامك حي ترزق بيدك تصلح الغلط بس اول شي لازم تعلم واحد من أهلك بسالفة
لأن الواحد ما يضمن عمره و الموت حق و يمكن بعد الشيطان يقص عليك و تتنكر لسالفه
لطلعت من السجن و بس بهذي الطريقه بترتاح لحفظت بنت خالتك و سترت عليها ..
ناصر : صعبه أقول لأخواني او لوحده من خواتي مالي وجه ..
أبو مازن : أن طعت نصيحتي لا تعلم واحد منهم عشان ما ينظرون لبنت خالك با المستقبل
بشكل مو حلو حتى لو تزوجتها فا الأفضل انك تقول لأمك هي ستر و غطى عليك و على بنت
أختها ..
ناصر أستحسن الفكره : فعلا أمي هي الوحيده اللي بتستر علي و عليها و بيدها تساعدني .
.
.
.
.
.
مشكلة أبرار أنها فعلا صدقت بأنها الأخت الرابعه و ربما أنها تعتقد أنها ترقت درجة بموت عليا
لتصبح الأخت الثالثة !
.
.
.
منار : أنا مازرته شلون أنتي بتزورينه ؟
أبرار : لحنينا حنا الثنتين بيرضى جاسم ياخذنا .
منار : المشكله مو بس في جاسم حتى ناصر ما يبينا نزوره .
أبرار تشير لصدرها : ما يبيني أزوره ؟!!
منار : الحمد الله و الشكر أقولج ما يبنا نزوره بصيغة الجمع يا مفرد .
أبرار تنفست الصعداء : الحمد الله يعني مو بس انا اللي ممنوعه من الزيارة .
منار ترفع حاجبها : لا يست أبرار مو بس انتي القرار يشمل كل فتاة لم تدخل القفص الذهبي ..
إلا على طاري الزواج ليش ما حضرتي حفلة علاوي في بيت جاسم يا أني كنت زعلانه منج
مدري شلون اللحين نسيت و رضيت أكلمج ..
أبرار : أنا اللي مدري وشلون لج واهس تحتفلين و أخوج مسجون .
منار : أجل تبيني أحبس نفسي لأنه محبوس .
أبرار : لا بس ماله داعي تحضرين الحفلات و العروس .
منار : يا خبله الحفلات و العروس هي المكان اللي تنشاف فيه البنت .. مالت عليج لو جايه
هذاك اليوم جان شافتج أم مبارك رفيجة سلوى ياااا يا أبرار لو شفتيها تلمع من فوق لين تحت
مبين أنها مريشه ..
أبرار : و شعلي فيها مريشه و إلا فقرانه .
منار : ركزي يا ماما عجوز و غنية و عندها بس ولدين واحد كبر علاوي و الثاني كبر ناصر
يعني واحد لج وواحد لي ..
أبرار تضحك : و طبعا اللي كبر ناصر لج و اللي كبر علاوي بقعد أنا أنطره عشرين سنه لين
أطيح سنيناتي ..
منار : لا و انتي الصاجه أنتي المرشحه ..
أبرار تتغير ملامحها : مزحج ثقيل .
منار : شنو استحيتي ترى كلش مو لايق ..
أبرار : لا يا ما مو سالفة مستحى بس تذكرت المثل اللي يقول لو فيه خير ما عافه الطير .
منار : في هذا ما صدقتي لو ما فيه خير ما تمنيته لج أما أنا تعرفين سالفتي .
أبرار : سالفتج أنتهت و مشاري تزوج و صار بح ..
منار : تزوج بس أأكد لج انه نادم قد عدد شعر راسه .
أبرار : شدراج ؟
منار تسارع لدولاب ملابسها لتخرج فستان من الحرير : لأن هذا الفستان هدية منه .
أبرار بعيون زائغه : جذابه .
منار: جذابه في عينح .. و هذي البطاقه أقريها ..
أبرار تقرأ البطاقه : " تخيلته عليج و طار عقلي و أخذته "
أبرار : ما في توقيع ممكن يكون من أي أحد ..
منار : بس مو أي أحد توه جاي من لبنان مثل ما ها الفستان بطاقته ميد ان لبنان ...
أبرار : لا يمكن معقوله يشتري فستان و يحطه بجنطة ملابسه بدون ما تلاحظ زوجته .
منار : حبيبتي ما في أخبث و أجرأ من الخونه ..
أبرار : مدامج عارفه انه خبيث و خاين و شلج فيه .
منار : مدري يا أبرار صدقيني مدري و شعلة قلبي ..
أبرار : أنزين خلي قلبج على صوب و لاحظي ان تصرفه دافعه مو شريف وواضح ان وراه بلى
منار : طبعا غرضه مو شريف مو أنا كنت أركض وراه في الكليه عشان ألفت أنتباهه و لما
تزوجت امي أبوه حاولت في شتى الطرق أخترع الصدف فأكيد يحسبني سهلة .
أبرار بتذكير : بس أنتي مو سهله حتى لو كنتي أحيانا خفيفة .
منار تضرب رأس أبرار با الوسادة : صج ما تنعطين وجه .. أكيد ماني سهله و أكيد بعد أني مو خفيفة بعد الآن ..
أبرار : أجل شتسمين قبلوج الفستان ؟
منار تبتسم بخبث : الفستان يا قلبي أتعابي ..
أبرار : شلون يعني أتعابج ؟
منار تتجاهل السؤال : أنتي واجد تسألين أمشي خلينا نغث عذوبوه البطه في المطبخ .
أبرار : لا روحي انتي انا بروح ألعب بلي ستشين مع علاوي و عبير .
.
.
.
عذوب : يا الله سكنهم مساكنهم .
منار : شنو شايفه جني .
عذوب : لا عفريته ..
منار تتذوق الشوربه التي اعدتها عذوب : يمي لزيز يا بختك يا عزام .
عذوب : شفتي أنج عفريته بس يبيلج مصباح نسجنج فيه .
منار : أسم الله علي لنحبست منو بيرقص في عرسج ..
عذوب : إلا على طاري العرس أنا مفكره بشغله بس ما أبيج تزعلين ..
منار : و شنو هاالشغله ؟
عذوب : انا طبعا لتزوجت عزام ودي أعيش معاه بروحي بس بما أني ملتزمه في أبوي و أخواني ما أبي بعد ألتزم في حماتي فا أشوف أن من الأحسن أني أعطيج حقج من ها البيت
و أنتي عاد تروحين تسكنين في بيت أمج و في جيبج مبلغ و قدره .
منار تتغير ملامحها للأسى : حماتج .. و حقج ؟!! .. لهدرجة ما تحبيني ..
عذوب تترك السكين التي كانت تقطع بها الخضروات : يعني أنتي اللي تموتين فيني ..
منار تستعيد بعض من مرحها : عاد مو أموت فيج بس تقدرين تقولين أحبج أحيان ..
عذوب تبتسم : و متى ها الأحيان ؟
منار تمد يدها لتتناول بعض مما تقطعه عذوب : لما أشوف عويناتج ترومش قدام عزومي
عذوب : لو سمحتي ما أحب أحد يدلع حبيبي غيري ..
منار تضحك بشده و تقول بمرح : و ينك يا عزام تسمع ..
عذوب : أنتي ما تعرفين تفرقين بين الجد و المزح ..
منار : ألعبي غيرها با بنت واضح أنج مو قادره تكبتين مشاعرج بعد الآن ..
عذوب : مو مهمه مشاعري المهمه مشاعره هو ..
منار تقترب من طاولة تحضير الطعام لتقرب الكرسي و تجلس عليه : على كبر عيونج إلا أنج ما تشوفين .. الله يرحمها عليا كانت تقول و الله اللي يشوف القلب .. و أنتي واضح قلبج عنده ضعف نظر ..
عذوب : أشوف شنو .. لا تقولين أنه يحبني بس عشان رضى يدفع المهر اللي طلبته لأن على كلامج قبل هو أختارالعزوبية لين تكبر بنت عمه ..
منار : يعني هذا الشي الوحيد اللي صدقتيه مني .. دايما أجلخ عليج و لا تصدقين حبكت ها المره
تصدقين ..
عذوب تحرك السكين أمام أختها : أحلفي أنج كنتي تجذبين .
منار ترفع يديها : احلف أحلف بس لا تذبحيني توني ما تهنيت بشبابي ..
عذوب تعاود تقطيع ماتبقى من الخضروات : حتى ولو صحيح هذا مو معناته أنه يحبني .
منار : إلا يحبج و يموت فيج بعد يا عمية و إلا و شحاده صاير البقالة و الحارس والسواق
عذوب تقاطعها بضحكتها الرقيقة : يمكن عشانج .. مو أنتي أخته ..
منار : أي أخته اللي تطلب مارس يجيب لها جلكسي تطلب منه عصير برتقال يجيب ميرندا
أخته اللي ينقعها في الشموس عشان يتطمن أن ست الحسن أركبت الباص أخته اللي نسى رقم
موبايلها من كثر ما يدقدق على البيت عشان يسمع صوت ست الحسن ..
عذوب : يا حسدج هذا وهو أخوج و أنا اختج ..
منار تصطنع نظرة بريئة : أنزين يا أختي صج ما تبيني أعيش معاكم ؟
عذوب : أبيج تزوجين و أفتك منج ..
منار ترفع يديها بدعاء : الله يسمع منج يا أختي .
عذوب تضحك فجأه لتتمعن فيها منار متسائله : شسبب ها الضحكه اللي من قلب ضحكيني معاج
عذوب : أتذكر مره يوم أنج صغيره ما خليتي كوب ماكسرتيه و لما دخلت امي المطبخ رفعت ايدها و دعت " يااارب تعرس منار اول ما تبلغ و افتك " و انتي ركبتي على الكرسي ورفعتي ايدج وقلتي " الله يسمع منج يا خالتي " ..
منار تطلق ضحكه من الأعماق : و كانت هذي أول مره اشوف امج تضحك من قلب ..
عذوب بأسى : الله يرحمها ..
منار : أي الله يرحمها .. بيطول العشى ترى عصافير بطني تغرد ..
عذوب تبتسم لها : هذي السلطه و خلصت قصها روحي حطي السفره و الماي على ما أسوي
الصلصة لسلطة ..
.................................................
.
.
.
على عادتي عدت بعد صلاة العشاء بجاسر من بيت أم بدرية لكن هذه المره أستوقفني أحد
المستهترين يعرض علي توصيلي و ما إن زجرته حتى أختفى بلمح البصر ليظهر هو !
.
.
شاهين الذي خرج من سيارته: أركبي يا مدام ..
غالية التي تحمل جاسر : خير يا دكتور .. تبي شي ؟
شاهين : أركبي بسرعة مو حلوه وقفتنا بشارع ..
غالية تتجاهله و تكمل طريقها ليتبعها شاهين و يأخذ جاسر منها با القوة ويتوجه لسيارة ...
غالية تركب السيارة مستسلمة : حركة سخيفة ..
شاهين بعد أن أغلق أقفال السيارة ناولها جاسر : مو أسخف من حركاتج ..
غالية : حركاتي ؟!!
شاهين يركز نظره بعينيها : حركة الفستان و حده من حركاتج نسيتي و إلا أذكرج ..
غالية : خل سالفة الفستان على صوب و قولي شنو حركاتي الثانية ؟
شاهين : طلعتج كل يوم العصرية لين بعد صلاة العشا من بيتج على رجلينج حركه سخيفه
غالية ترفع حاجبها مستغربه : بس طلعاتي لها هدف .. أنا اودي كل يوم جاسر لأم بدرية .
شاهين : انا خبري عندج سيارة ليش تعمدين تروحين مشي ؟
غالية : انت عن جد تكلم تبيني اروح بسيارة لأول الشارع ؟!!
شاهين : مو أحسن ما تمرين الساحه اللي فيها الصاحي و المجنون و تعرضين نفسج لمواقف بايخه مثل اللي من شوي ....
غالية : اللي صارلي من شوي ممكن يصير لي حتى و أنا بسيارتي ..
شاهين : صحيح بس راح تكونين بسيارتج و مسكرتها عليج مو بروحج بشارع ممكن واحد مجنون يخطفج و إلا يخطف ولد أختج من أيدينج و أنتي أطالعين ..
غالية تضم جاسر بقوة بحركة غير إرادية : لا تفاول عليه ..
شاهين : أنا ما تفاول بس أنبهج ..
غالية : مشكووور على التنبيه اللحين ممكن توصلني للبيت .
شاهين يمد يده لمحفظته ليخرج ورقة : هذا شيك با المهر و آسف على التأخير ..
غالية تتناول الشيك بخجل : مشكور ..
شاهين يضحك بعمق : مشكور ! .. على شنو هذا حقج ..
غالية : عاد لا أدقق .. يعني شتبيني أقول ..
شاهين : قولي الله يتمم لنا بخير و يبارك لنا ونجيب نونو حلو مثل ولد أختج ..
غالية تنظر له بذعر : أنت عن جد تكلم ؟
شاهين يستفسر بنظرته : و شنو اللي شايفته بكلامي مو جد ؟
غالية تبتلع غصة تكونت لتخنقها : لا و لا شي ..
شاهين : و في شغله بعد في بالي بما أن علاقتنا أستثنائية و أمج زوجة أبوي فما أشوف فيها شي
لو أنتي اللي جهزتي ملحقنا على ذوقج و أمج تساعدج ..
غالية : جهزه بمعرفتك أنا ما تفرق معي .
شاهين : أنا مشغول بدوامي .
غالية : مو بس أنت اللي عندك دوام ..
شاهين : يعني منو تقترحين يجهز بيتنا ؟!
غالية : خواتك .
شاهين بعد صمت قصير : أولا مو خواتي اللي بيسكنون فيه ثانيا خواتي هم اللي أقترحوا أني
أقولج أتجهزين الملحق بنفسج ..
غالية تبتسم بإمتعاظ : قصدك خواتك مو فرحانين و لا هم متقبليني زوجة لك و مو قادرين
يجاملوني حتى بتجهيز ملحقي ..
شاهين يبتسم لها بسحر: أنتي دايما جذيه أنفعالية ..
غالية تحاول السيطره على أرتباكها : مع الباردين مثلك بس ..
شاهين : أنتي تشوفين أني بارد ؟
غالية : ما في أبرد من واحد يترك حبيبته لغيره .
شاهين ينتفض غيضا ليحرك سيارته بسرعه .....
غالية بعد أن اوقف السيارة أمام منزله : أنا ما راح أنزل بيتكم ..
شاهين : و منو قال أني أبيج تنزلين بيتنا هذا هو بيتكم قدام بيتنا أمشي خطوتين ما راح ينقص
منج شي ..
غالية بعد أن تركها أمام منزله و توجه لداخل قررت أن تتبعه لتفحمه إحراجا ...
.
.
.
أبو شاهين : وينك أبطيت علينا هلكنا من الجوع ..
شاهين : آسف و حقك علي يا ابو شاهين ..
غالية التي لم ينتبه أحد لدخولها : أنا اللي عطلته يا عمي أعذرني ..
الكل يلتفت لمصدر الصوت ليقطع صوت دهشتهم أم جاسم : خير غالية صاير شي في البيت
غالية : لا مو صاير شي بس شاهين عزمني على العشا .. ( غالية تلتفت على شاهين لتتسائل )
.. شاهين ما قلت لهم ؟
أبو شاهين : تو ما تبارك البيت في مرت ولدي .. تعالي يا بوج قربي ..
شاهين الذي ما زال صامتا يتوجه هو أيضا للجلوس ....
أبو شاهين يقبل جاسر : هذا ولد عليا الله يرحمها ؟
غالية : أي يا عمي هذا جاسر ..
أبو شاهين : الله يخليه و يصلحه .. عاد جاسر و شيتعشى ؟
غالية تبتسم : لا جاسر تعشى في بيت أهله أنا اللي ما تعشيت و الظاهر مو حاسبين حسابي ..
ابو شاهين : أفا و انا أبو شاهين وشلون مو حاسبين حسابج .. اللحين بتقعدين أولنا على الطاولة
غالية تقف مع عمها أبو شاهين لتتوجه للمائده بعد أن سلمت جاسر لجدته المذهولة ...
.
.
لم أتعجب من تصرف غالية فقد أعتدت تصرفاتها الغريبه فانا اعرفها منذ زمن بعيد منذ أن كانت
ظل لعليا .. مهما حاولنا لم نستطع التملص من تطفلها فقد كانت ذكية جدا و لماحة يمكنها بسهولة
أكتشاف خططنا السرية ... و عندما فشلنا بتخلص منها أقترحت عليا أن نشتري سكوتها بما تحب
و دفعت أنا من مصروفي الخاص ثمن الروايات التي كانت تدمنها ..
.
.
.
............. قبل أعوام طويلة ................
شاهين : و ينها غالية اليوم ؟
عليا : لا خلاص الروايات اللي اشتريتهم لها ما أخذين كل وقتها نستنا با المره ..
شاهين لمح غالية من بعيد : تونا ما قلنا بسم الله ..
عليا بأرتباك : شفيك ؟ .. لا يكون شفت واحد من أخواني .
شاهين : لا هذي غالية منخشه ورى عامود الكهرباء ..
عليا تلتفت ورائها لتنظر للمكان الذي أشار له : يو هذي ما منها فكه ..
شاهين : بكيفها أهم شي أنها بعيد و نقدر نسولف بدون ما تسمعنا ..
عليا : حتى لو ما سمعت تأكد أنها تقرأ كل حرف تكتبه لي في رسايلك ها البنت فضولية
بشكل مو طبيعي ..
شاهين : فعلا فضولية كذا مره لاحظت أن الرسايل اللي ترسلينهم معاها مفتوحات مبين أنها
قاريتهم ..
عليا : شسوي ما عندي اللي هي أرسلها برسايل لما أمي تسنتر في البيت ..
شاهين : يعني أمج تخاف عليج و ما تخاف عليها من طلعة الشارع .
عليا : صدقني أنا مو عارفه شلون أمي تفكر .
شاهين : خلينا من ها السوالف قبل ما يضيع علينا الوقت و خليني اسمعج آخر خاطره كتبتها أمس
فيج ..
.
.
.
أبو شاهين : شاهين وين رحت ؟
شاهين يعود من الذكريات : هني معاك تامرني على شي ؟
غالية : أنا اللي اكلمك مو عمي ؟
شاهين يبتسم لها بعد أن تذكر جدائلها الطويلة و عيونها الفضولية عندما كانت صغيرة : آمري .
غالية : ما يامر عليك عدو باجر لا تنسى تمرني العصر عشان نجهز لملحقنا ما بقى وقت .
شاهين : العصر عندي عيادة ..
أبو شاهين : شو عايدته بعد زواجك بعد أقل من شهرين و ما جهزت شي كافي عليك شغلك
الصبح في المستشفى و العصر يله يمديك تخلص أشغالك ..
شاهين : أنا أقترح أم جاسم و غالية يجهزون الملحق على ذوقهم .
غالية تبتسم : بس أنت اللي بتسكن الملحق معاي مو أمي .
شاهين لم يعجبه تعليقها الذي كان رد على تعليق سابق له : معاج حق عطيني مهله اسبوع لين
أضبط و ضعي با العيادة ووقتها بتفضى لج .
.
.
.
.
أخترت أن نكون هنا حتى انفرد به لكن ها هو يبتعد بأفكاره و هاتفه اللعين !
.
.
أمل : مشاري ترى لاحق على الموبايل ماراح يطير ..
مشاري ينزل موبايله على طاولة الطعام : خلصتي عشاج ؟
امل : ليش انت خلصت ؟
مشاري : أنا تعبان و الوقت تأخر و ابيج تخلصين عشان نرد البيت .
أمل تترك ملعقتها من يدها : الحمد الله شبعت .
مشاري ينهض : يله مشينا ..
.......... بسيارة ...........
أمل : أنت شفيك ؟
مشاري : شفيني ؟
أمل : ما كنت جذيه أول .. اللحين كلش ما اتكلم معاي كلمتين أشك أحيان أنك ناسي أني معاك في
نفس المكان .
مشاري : يا حبج لنكد ..
أمل : يعني اللحين عشان بعرف شنو اللي مضايقك صرت نكدية .
مشاري : ومنو اللي قال اني متضايق ؟
أمل : سلوكك .. طريقة كلامك .. كل شي فيك يقول انك متضايق .
مشاري : عرس أختي أنلغى وولد عمي سافر و ما طلق أختي مثل ما وعد يعني شلون تبين تكون
حالتي ..
أمل : بس هذا مو سبب كافي يخليك با المره تجاهلني .
مشاري :أنا متى تجاهلتج هذا أنا مخلي أهلي و طالع اتعشى معاج ..
أمل تبدأ با البكاء و مشاري يتأفف : أف .. أنتي مو بس تحبين النكد لا أنتي محترفة نكد .
.
.
.
.
.
جراح يرتب أغراضه في عش الزوجية ....
تهاني تطرق الباب لتستأذن : ممكن أدخل ؟
جراح بنبرة فرح : هلا و غلا فيج تعالي نوري القفص ..
تهاني تضحك برقة : عاد القفص و شلونه ؟
جراح : ما بعد شفنا له لون .. الله يستر من الملسونه بنت عمج مبين ما هي هينه .
تهاني تجلس على طرف السرير : جراح انسى سالفتي مع فيصل و انسى الطريقه اللي تزوجت
فيها دلال و أبدأ من جديد معاها ترى دلال بسهولة تنحب و انا متأكده بعد ما تعرفها زين لا
يمكن تفكر تستغني عنها ..
جراح : يا طيب قلبج يا توتو لو تحكمين العالم بنعيش بسلام ..
تهاني : لا خلني أحكم بيتنا و شلي في العالم و مشاكله اللي ما تنتهي .
جراح : للحين زعلانه مني ؟
تهاني : جيتي لك أكبر دليل أني مسامحتك .
جراح : لا تضايقين و أنا أخوج .. فيصل مرده بيرد من سفره و أنا وأخواني بنوريج فيه ..
تهاني : الله يخليك جراح ما ابي مشاكل .. خل أبوي يحلها مع فيصل .
جراح : مو أبوي الله يهداه هو اللي عقدها و إلا من أول قلنا ننهي السالفة أول ما عرفنا بزواجه
تهاني : اللي صار صار اللحين خلنا ننسى كل شي و نركز بعرسك و نفرح فيك .
........................................................
.
.
.
لم أعد أراه كا سابق و بت أنا من أقتفي أثره و أبحث عنه ..
يختفي ساعات طوال خارج المنزل و يعود ليتجه لسطح يسامر طيوره ليأتي متأخرا و يرتمي
كا جثة هامده فوق السرير ليغط بنوم عميق ...
و أخيرا عرفت السر !
.
.
.
نجلا : لا يمكن تصور الإحراج اللي حسيت فيه قدام زميلاتي كان ودي الأرض تنشق وتبلعني و
الوكيلة توصيني بكتاكيت ملونه ..
سلطان : الله و أكبر اللي يسمعج يقول أني مسود وجهج .
نجلا : و اكثر من هذا سواد وجه .
سلطان : و شنو سواد الوجه في أني ابيع في سوق الحمام .
نجلا : و ليش تبيع في سوق الحمام حالك من حال الهنود مو انت تشتغل عند أبوي شقاصرك ؟
إذا اخيرا أكتشفت أن معاشك قليل جان طلبته يزيدك و إلا تطلع تشتغل في مكان ثاني بشهادة
خبرة ..
سلطان يبتسم بأسى : شهادة الخبرة في بيع السيارات ما تفيد واجد و أنا اللحين كبير مو أي مكان بيوظفني .. و بيع الطيور اللي مو عاجبج مأمن لي دخل ثاني ..
نجلا : انا ما علي من كل ها السوالف من بكره سالفة بيع الطيور في سوق الحمام تنساها مولية
سلطان : انتي اللي انسي با المولية اني أخلي شغلتي الثانيه .
نجلا : يعني شنو تعاند ؟
سلطان : انتي اللي تعاندين و مو راضيه تقبليني مثل ما أنا .
نجلا : و لا راح أتقبلك بها الشكل أبدا .
سلطان : و بعدين يعني مع أسلوبج اللي يغث .
نجلا : ما يغث إلا أسلوب تفكيرك العقيم .. أنت واحد لا تعرف تفكر مثل خلق الله و لا عندك
طموح و أدمنت المذله و الفقر ..
... لا أعرف كيف خانتني كفي لترتمي بقوه تحظن خدها بعنف ...
نجلا تضع يدها على محل الصفعه الحارة : تمد أيدك علي ؟
سلطان يتجاهلها و يتوجه لغرفة النوم .....
نجلا تتبعه و تصرخ به : عورتك الحقيقة لما عرفت شلون أنا أشوفك .. فعلا أنا اشوفك و لا شي
انت ما تستاهلني أنا وياك بس نتشابه بشي واحد أن ثنينتنا حظنا ردي .
.
.
.
ماجد : خالي تكفى قولي شفيكم نجلا عند نايفه فوق ميته بجي .
سلطان : روح قول لأختك غلطتي فيني و غلطت فيج ردي لبيتج بلا هبل .
ماجد : الأمور ما تنحل بها الطريقة .. هذي أول مشكله تصادفكم و اكيد كل واحد منكم شايف
الثاني هو الغلطان و لا يمكن يتنازل بس أن بغيت نصيحتي تنازل أنت ها المره لأنك الكبير.
سلطان : انت مو فاهم شي الموضوع معقد ..
ماجد : لا أنا فاهم اكيد نجلا قالت شي يغثك و أنت ما طوفتها مثل كا المره ..
سلطان يمسح على رأسه بتعب : طلعتني من طوري ..
ماجد : أنزين بس ها المره خالي عشاني روح لها و طيب خاطرها ..
سلطان : ما عليه الليلة ما راح تفرق و لأصبحنا يصير خير .
.
.
.
نايفه : يله قومي تعوذي من الشيطان وردي بيتج .
نجلا تبتعد عن وسادتها التي حضنت دموعها : يعني ما راح يجي يعتذر مني .
نايفه : خالي حيل زعلان و ما أظن راح يعتذر بها السهولة ..
نجلا : و لا أنا راح أعتذر .
نايفة : أنتي ليش رديتي ورى وصرتي تصرفين مثل المراهقين خابرتج حكيمة حاولي تذكرين
وحده من نصايحج لسلوى و طبقيها ..
نجلا : مو هذا اللي مجنني خالج يعطل عندي ملكة التفكير ..
نايفة : أجل خليني أساعدج على التفكير ...
أنتي غلطتي عليه لفظيا قبل ما يغلط فيجصح و إلا لا ؟
نجلا تعاود البكاء : أنا زعلانه من نفسي قبل ما أزعل عليه .. عن جد أنا متضايقه .
نايفه تقترب منها و تحتضنها بقوة : بس خلاص هدي نفسج و اليلة أرتاحي و لأصبح لصبح
تنحل بأذن الله ..
.........................................................
.
.
.
.
عندما نغضب منهم و نتركهم بعد أن نثير زوبعة بفنجان ..
تصبح كل البقاع خالية و مذاق ما تحويه مالح ..
فا نستيقظ على صباح كئيب يذكرنا بصور كل ما ممزقنا بكلماتنا المسمومة ..
لنردد بتساؤل .. كيف يمكن أن تقلم الأحزان بعد الهزائم ؟!
.
.
.
.
إلى اللقاء في الجزء القادم ..
|