كاتب الموضوع :
ضحكتك في عيوني
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الجزء السابع :
.
.
.
.
رحل .. من يقوله ؟! .. يا مخيب ظنونه ..
هو بس تعب .. و فارقتك روحه !
..............
هذي عيونك ؟! ..
أحسب أني نسيتها .. عيونك ..
حبيبي .. و شفيها دموعك ..غارقة في محجر عيونك ؟!
.
.
.
خايف من فراق روحي لروحك ..
من حقيقة رحيلك .. و أنهياري في مغيبك !
.
.
.
أمسح دموعك الغوالي ..تراه مقدر حبيبي ..
لو هي من أول في يديني.. ما فارقت يمينك يميني ..
.
.
.
طلبتك سامحيني .. و لضياع أرجوك ..لا.. تنبذيني ..
ترى مالي في الأرض حاجه لرحلتي وتركتيني !
.
.
و رب البيت ما تركتك لو هو في يديني ..
و لا رحلت للغياب و ضميتك . حبيبي ..
بس هذا المقدر .. و من نصيبي ..
.
.
.
شاااهين ... خلاص .. ماتت .. أدعي لها برحمة ..
شاهين يصرخ في الممرضين حوله : لا توقفون الإنعاش .. اقولكم لا توقفون الإنعاش ..
طلال يحضن شاهين بقوه : أذكر الله .. أذكر الله .. و أدعي لها برحمه ..
شاهين يحاول فك نفسه من أحضان طلال و يصرخ به غاضبا : بعد عني .. مثل ما بعدتني عنها
طلال مازال يحضنه بقوه و يبكي : طلبتك يا خوي تسامحني ...
شاهين يجهش ببكاء يخطف الأنفاس و يخنقه : ردها لي و اسامحك .. ردها لي يا طلال و إلا
أذبحني ..
.
.
.
وجع .. كل ما أخطو عليه أنحناءات وجع !
أرتدادت أنفاسي أصبحت موجعه .. و إنعكاسات النور في عيني توجع
ملمس الأشياء .. وجع .. و أنتباهات الجسد .. توجعات نابضة ..
طعم الحياة أصبح تراكمات وجع !
و امنيات الرحيل الغير مستجابه تتقيح الوجع !
.
.
................
عندما تغادرنا روح ..
تهيم روح من يحبها في الشتات .. أو .. تصعد لسماء تتلمس روحه روحها ..
و تجدها .. لتقرر الرحيل !
.
.
حقيقة مؤلمة ..
روحه العاشقة كانت في منتهى التعلق ..
و الدليل .. لم تغادر روحها من غير أن يرافقها راحلا
لم يبالي بمولوده الذكر .. تركه ورحل !
لأبقى انا متسائلة .. ماذا بقي ..لي.. من هذا العمر ؟!
.
.
بدرية : يمه طلبتج تعالي أسكن معاي مالج قعده في هالبيت بعد ابوي الله يرحمه .
أم بدرية : ما أطلع من ها البيت إلا لقبري ..
بدرية : لا تفاولين على نفسج يا الغالية .. الله يخليج لي ..
أم بدرية تريد إنهاء الموضوع : بدرية يا امج أنا تعبانه بروح انام و إذا جت غالية عطيها مفتاح
غرفة عليا الله يرحمها عشان تاخذ أغراضها ..
بدرية : يمه أعفيني من مقابل غالية .. كافي اللي صار با العزى..
أم بدرية : تلومينها جايه من أقصاها و الكل منفجع و تقولين أخوي ما يتربى إلا عندي ..
بدرية :أي و شفيها أخوي و بعد موت أبوي ماله ولي أمر غيري .
أم بدرية بنبرة حاده : وأنا وين رحت ؟!
بدرية على استحياء : أنتي مكانج فوق راسنا كلنا بس أنتي تنازلتي عنه لغالية ..
أم بدرية : غالية فاقده أختها و تعلقت في ولدها و شفيها يعني ترى خالته حسبة أمه ..
و هذا هي ما قصرت فيني من يوم طلع من المستشفى لين اليوم وهي تجيبه لي كل عصرية ..
بدرية : بس و لو أخوي مفروض يتربى في بيته ..
أم بدرية : و بيت خواله بيته و هذا حنا في نفس الشارع متى ما بغينا نشوفه يجينا .. و غاليه بعد
كم يوم بداوم و بتخليه الصبح عندي ..
بدرية لا تريد الخوض في الموضوع أكثر حتى لا تغضب والدتها : أنا بروح أسوي قهوه تامرين
على شي يمه ؟
أم بدرية لا يخفاها ما تفكر به أبنتها : لا بس قوميني على صلاة العصر ..
.......................................................
.
.
.
يدرك أنها رحلت كما أدرك .. و يشتاق لها بقدر ما اشتاق إن لم يكن أكثر !
فهو من حضنته تسعة أشهر و معها أكل و شرب... لامس قلبها و حدث روحها و كان إنطلاقة
أمل ..رسمت له صوره و اختارت له أسما .. وأستنشقت رائحته قبل أن تضمه !
حدثته بمدى حبها و جاوبها بكل حركة ليخبرها أنه حي يرزق و مشتاق لرؤيتها
لكن حدثت الفاجعه وودعته قبل أن تكتمل الصوره ..
ليرتع في اليتم أول يوم من ولادته .. بعد أن رحل والده هو الآخر ليتبع تلك الحنونه ..
مشتاق لها.. أكيد .. و إلا ما سبب هذا البكاء المستمر !
.
.
.
غاليه تبكي مع بكاء جاسر الصغير ...
منار تبكي هي الأخرى : يمكن ما شبع من الرضعة خليني اسوي له رضعه ثانية..
غاليه المحتارة : و من قال انه شرب الحليب اصلا حاولت فيه ماكو فايده .. أخاف مريض .
منار تلمس جبينه : بس ما فيه حراره ..
غاليه بعزم : بروح أوديه الطبيب ..
منار : خلينا نوديه أم بدريه أول يمكن تعرف شفيه ..
.
.
.
أم بدريه بنبرة واثقة : ما فيه أن شاء الله إلا العافيه لا تحاتون .. هذي غازات في بطنه من الحليب
غاليه : و الحل ؟
أم بدرية تمسد بطن جاسر : اللحين أشربه شوية عنزروت و أمهده و يطيب فاله ..
.
.
.
غاليه : خلاص منور هذا هو ما فيه إلا العافيه .. أتصلي بعزام يوديج بيتكم ..
منار و تسقط من عينيها دمعه : ما أبي أروح .. ما أحب أشوف أبوي ..
غاليه تحضن منار : لا تبجين منور بيقوم بسلامه أن شاء الله ..
منار تبتعد عن حضن غاليه : لا يا غاليه أبوي أنشل كليا و ماراح يتغير حاله .. صار أضعف
من جاسر .. عذوب توكله وتشربه و تغير له بعد ..
غاليه تمسح بكفها دموع منار : الله يجزاها خير . و أنتي لازم تعاونينها كافي موت أمها اللي
خلى مسؤولية عبير و علي عليها ...
منار : ما أقدر يا غاليه أعاونها .. ما أقدر أعاونها وأشوف عزوتي بها الحاله ..
غالية : يعني يا منار أبوج اللي عاجبته حاله .. ليش ما تفكرين فيه و شنو شعوره لما ما يشوفج
حوالينه ..
منار تبرر : أصلا عذوب ما تبيني أكون حوالينه ..
غالية : لانج كل مره تشوفيته تبجين وهذا ينعكس سلبيا على نفسيته .. لازم يشوفكم أقوياء
متماسكين وقلوبكم على بعض قدامه.. السالفة مو بس سالفة رعاية جسدية حتى نفسيته
محتاجه لرعاية و إلا تبينه يموت من الهم .
منار فزعه : أسم الله عليه .. الله يخليه لي و لا يحرمني منه ..
غاليه : قصدج يخليه لكم و إلا نسيتي أخوانج اليتامى اللي مصيبتهم أكبر من مصيبتج ..
منار تبتسم متهكمه : و أنا يا غاليه يتيمه .. و أنتي يتيمه و كلنا يتامى ...
.
.
.
......................................
غضبه يتصاعد يوما بعد يوم من كل هذا التجاهل !
.
.
مشاري : اللحين أنا أكلمه كل يوم و يأجل السالفه و يقول الظروف ما تسمح و آخر شي مسفرها
يبي يموتني قهر !
تهاني : تعوذ من الشيطان .. اللي يسمعك يقول موديها شهر عسل .. ووداها مكه و المدينه بعد
ما شاف نفسيتها الشهرين اللي فاتو تعبانه يعني شفيها ؟!
مشاري : يوديها وين ما يبي بكيفه بس أول شي ينفذ وعده ..
تهاني : وهو عند وعده بس قالك الوقت مو مناسب لحفلة ملكة .. وهو معاه حق الصراحه ..
أصلا و شفايدة الحفله من أساسه ..
مشاري يرفع حاجبه و يقول بنبرة متهكمة : هذا الكلام ما قاله احد يوم قرر أبوي يعرس بعد
وفاة امي بكم شهر و لا بعد ماحد وقف بوجه الشيخه أم جاسم و قال يا عجوز النار أعقلي
و سوالف الحفلات و الرقص خليها لغيرج ..
تهاني : خلنا من أم جاسم حنا ما علينا منها بس مو حلوه قدام أنسباك تطلع بصورة اللي ما يحشم
و لا يقدر يعني يمكن هم أصلا يكشون منك .. وهم ما عندهم مانع و راضين بملكه بدون هيصه
.. و أن بغيت رايي أنت الكسبان لان تقدر بعد الملكه تاخذ زوجتك وتعشون بمطعم أنت وهي و
بس .. و تاخذون راحتكم بدال الرسميات و وجود الأهل ..
مشاري بدأ يقلب الفكره برأسه : بس مدري عن سلم أهلها شكلهم ما راح يوافقون ..
تهاني : خلها على خالتي نجلا بتضبطك ..
مشاري : و خالتج من شافها من ولدت خالتي سلمى ها البنت ما عاد ذكرتنا ..
تهاني بنبرة حنونه : لبى قلبها حور ..
مشاري يغمز لها بعينه : إلا لبى قلب أمولتي ..
..................................................
.
.
.
رفض الموت و تمسك با الحياة ليخرج من المشفى معافى ويدلل بأحد المصحات النفسيه لمعالجة
إدمانه ...
و هنا أنفجرت كل أمنياتي الشريرة بوجهي لتصيب أحبائي و يذرف الدمع من عيني أنا !
توفيت أمي و شل أبي و غرقنا في مأساة لم تخطر لنا على بال ... كبرت بلحظه لأتحمل مسؤولية
إدارة أسرى ورعايتها ...
.
.
.
عبير: ماراح أداوم لا تحاولين ..
عذوب مهدده : شوفي عاد يا عبير سكت لج ها الشهرين لاني عارفه نفسيتج تعبانه و مقدره و
ضعج بس اللحين بداومين خاصه انهم مهددين يفصلونج و إلا ترى ما لج اخت إلا منار ..
عبير : و أخليج هني مقابله ابوي تخدمينه اربع و عشرين ساعه بدون ما يساعدج أحد ؟
عذوب : أقابل أبوي و آخذ الأجر ..
عبير : ودراستج ؟
عذوب : أكملها بعدين لما ظروفنا تتحسن ونقدر نجيب ممرضه لأبوي ..
عبير : طبعا هذا لا يمكن يحصل و حنا عايشين على راتب ابوي التقاعدي اللي رايح أكثره
لتسديد أقساط و قروض ...
عذوب : الأقساط و القروض بيجي لها يوم و تخلص ..
عبير برجاء : خليني اقعد اساعدج ..
عذوب : لما تدرسين و تنجحين بتساعديني و تفرحين ابوي فيج ..
عذوب تلمح علي وهو يتوجه لباب البيت : خير و ين رايح ؟
علي : مواعد ربعي نلعب كوره ..
عذوب : من وين طلعت بها الربع.. اقول روح ذاكر احسن لك ..
علي بإصرار : بطلع يعني بطلع ..
عذوب تتوجه له لتمسكه بقوه من ذراعه و تنزل لمستوى طوله و تقول بنبره مهدده : إن ما ذلفت
لغرفتك وذاكرت دروسك ما أنت معين مني خير .. يله تقلع ..
علي يحاول أن لا تنزل دموعه : أنا أكرهج يا ربي تموتين ...
عبير بعد أن غادر علي لغرفته : عذوب حرام عليج كسرتي بخاطره ..
عذوب : علي يبي حزم مو تدليل .. و إلا نسيتي يوم قالي أنا رجال و بروح أصلي با المسجد مثل
ما كنت أصلي مع ابوي و يوم قلت له أبركها من ساعه طلع الأخ جذاب مسنتر بساحه يلعب
كوره ..
عبير بنبرة حنونة : يكسر خاطري يا عذوب أكيد هو أكثر واحد فينا متأثر با اللي صار ..
عذوب بتهكم : و طبعا حنا لازم نعوضه بدلال الزايد ؟!
عبير : لا مو قصدي بس كان ممكن تكلمين معاه بطريقه الطف ..
عذوب : ما عليه أنا أشد و أنتي أرخي .. روحي له اللحين و قولي له أنت رجال البيت و لازم ما
تخلي خواتك بروحهم ..
عبير : لا أخاف يصدق و ينشب لنا كل شوي .. أنا رجال و أنا رجال .. خليني أراضيه بطريقتي
.........................................
.
.
.
نبات الليل و نحن نعتقد باننا سنصبح على خبر مفجع يتعلق بشخص يحتضر ..
لكن نروع بعزيز كان يواسينا قبل ساعات قليلة !
توفيت عليا بحادث مؤلم و تركتنا بعدها نتجرع ألم الفقد .. فراقها أحدث في قلبي جرح لا أعرف
كيف أداويه بينما جاسم الذي هو الآخر يحمل من الحزن الكثير أختار ناصر المريض كا علاج !
فقد تشاغل به و ركز كل تفكيره ووجه كل مشاعره إتجاهه .. فمن المؤكد أنه لم يريد أن يختلي
بنفسه حتى ولو لساعه !
.
.
جاسم : المحامي يقول إعادة تأهيله بتساعده في تخفيف الحكم .. و يمكن أصلا ما يدخل السجن و
يكتفون بمرحلة العلاج ..
عزام : و سالفة عدم تعاونه ؟
جاسم : بيهديه الله و يتعاون معاهم .
عزام : أنا ماني فاهم شلون يتستر على ناس قطوه بشارع بين الحياة و الموت ؟! .. الظاهر أنه
حاط في باله لما يطلع من ها الموضوع كله يرد لهم ..
جاسم بنبرة غضب : أنت ليش ما تعطيه فرصه .. هذا هو متعاون مع الدكاترة اللي متابعين حالته
و متعاون مع المرشد النفسي واضح انه يبي فرصه ثانية و يمكن ما يبي يعلم عنهم لأن عنده
اسباب تمنعه مثلا خايف علينا او على خواته او ابسط شي خايف من أنتقامهم منه و هو يبي يبدأ
صفحة جديدة بعيد عنهم ..
عزام : كلامك محتمل بس مو شرط صحيح ..
جاسم : عزام واضح أنك مو واثق بشفاء ناصر و لا عندك أستعداد توقف معاه و تدعمه نفسيا
عشان جذيه انا أشوف لو ماتزوره احسن لأن مثل ما لاحظت يكون متنرفز بوجودك ..
عزام : لأنه يدري أني كاشفه .. أنا كنت مستعد أوقف معاه بس بعد موقفه في التحقيق
عرفت ملته .. غنام تمر عليه حالات كثيره مثل ناصر و أكد لي أن عدم تعاونه علامة لعدم
جديته ..
جاسم : و ما قال لك غنام أن بعض المدمنين يخافون يعلمون على تجار المخدرات عشان ما
يضرونهم ..
عزام : أنت ليش تحاول تشوف ناصر من زاوية وحده أنا بفهم أنت تشوفه بعين الأماني و بس
نصيحه خلك واقعي ..
جاسم : و أنت نظرتك سلبيه ما تفرق عن نظرة غالية .. أعلنتوا أنه مذنب قبل ما يجرم ..
عزام : و تبينا ننطر يكرر أغلاطه ثاني مره و تكون ردة فعلنا نفسها .. لا يا جاسم لا يلدغ
مؤمن من جحر مرتين .. ناصر عارفينه و خابزينه و هذي مو اول مره يقول انه تاب و عقل
تذكرسالفة السجاير .. حلف على القرآن ان ماعاد يدخنها و بنفس اليوم شبت بغرفته حريقه بسبة
السيجارة اللي نسى يطفيها .. تذكر لما سرق سيارة جارنا ابو فيصل و ستر عليه الله يجزاه خير
بعد ما حلف انه ما يعودها و فجأة بعد يوم واحد بس باق سيارة جارتنا و قحص فيها لين
ولعت توايرها و قطها بساحة .. تذكر لما ..
جاسم يقاطعه غاضبا : بس ماله داعي تسرد لي سيرته الذاتيه .. و جاوبني على ها السؤال ..
تبيني أتخلى عنه ؟
عزام : أبيك تخلي القانون ياخذ مجراه و ماله داعي المحامي اللي دافع له دم قلبك .. خلهم
يسجنونه سنتين في السجن المركزي و هناك بيتابعون حالته جمعية بشائر الخير .. ناس
عندهم خبره في تعامل مع المدمنين .. أما أنك تبي أطلعه مثل الشعره من العجين من القضيه
و تعالجه على حسب مزاجه فهذا أكبر غلط تسويه في حقه و حقنا كلنا ..
جاسم : أنت صاحي تبي أخوك يخيس في السجن سنتين ..
عزام : فكر فيها و بتشوف أن معاي حق .. عزام محتاج يبعد عن كل محيطه حتى حنا .. و اللي
راح يستلمونه ناس دينين فيهم خير و الأهم أنهم متخصصين و فاهمين شخصية المدمن أكثر منا
و بيعرفون شلون يأهلونه .. و في السجن لا يمكن ينحاش أو يتعاطى ...
جاسم : ومن قال انه ما يقدر يتعاطى في السجن ..
عزام : في السر أي بس لازم يكون عنده فلوس عشان يشتري وهو ماراح يحصل على شي منا و
لا يقدر يبوق لانه بسجن ..
جاسم : راح يعتقد أن تخلينا عنه ..
عزام : با الأول اكيد بس لما يرد ناصر الأولي راح يشكرنا ..
............................................................ ..
تبكي و أبكي معاها بمرارة ..تفتقده و أفتقده أنا الأخرى ..
ماذا علي أن أفعل إن كان كل ما أحصل عليه من حضرة سيادته هو التجاهل .. لم يعد يحدثني
و لا حتى يبادلني النظر ياتي ليلاعب الصغيرة حتى تتعلق به لينبذها بعدها بدقائق !
لتشكو بعينيها الدامعتين هجر أبيها لها و لي !
...............
سلوى : طول اليوم تبجي مشتاقه لأبوها .
نجلا تبتسم : قصدج أمها اللي مشتاقه لأبوها و إلا هي جاهل ما تشتاق إلا لحليبتها ..
سلوى : منو قال ! .. الأطفال أحساسهم عالي .. ما سمعتي بدراسات اللي تشجع الأهل يتواصلون
مع عيالهم وهم توهم أجنه ما أكتمل نموهم ..
نجلا : خلينا من ها الدراسات .. ليش ما تتصلين انتي بنفسج و تقولين اشتقت لك .
سلوى : لأنه بيفشلني بما اني ما عاد اهمه على قولته ..
نجلا : هو قالج جذيه لأنه ماخذ على خاطره منج ..
سلوى : و الحل طبعا اني اعتذر منه .. بس المشكله اني ما اقدر اعتذر عن شي انا مؤمنه فيه
نجلا : اجل تحملي زعله ..
سلوى تهدهد ابنتها : ما عاد أقدر أتحمل ..
...........
.
.
.
ما أقبح ان يجرحك من يدعي حبك
و يجعلك بإنتظار أسفه ... ليخبرك أنه لم يصدر عفوه !
.
.
إتصالات معاذ و عبد العزيز المتكررة تعمق الصورة الحقيقية التي أكتشفتها مؤخرا لشخص
سلوى ..
سلوى الأنانية المتملكة التي تؤمن بأن صك الزواج هو وثيقة ملكية تتملك بموجبها جسدي و
روحي و فكري .. با المختصر حريتي ! .. الحرية فيمن احب و فيمن اعطف عليه و فيمن
أقرب و فيمن حتى أضم !
و ها هي تستعمل حتى أبنائي لمحاصرتي و دفعي فقط بطريق التي تختاره هي لي !
.
.
لعلكم تتسائلون ماذا حصل و جعلني أكف عن المهاودة و التنازل ..
الجواب هو أني ضقت ذرعا بتصرفاتها الحمقاء من تجاهل لرغباتي إلى تسفيه رأيي و
الإصرار دوما على ربح معركة هي وحدها من أعدت لها لتعلن عنها و تسارع بتنفيذها !
..... ذكرى من زمن قريب.......
سلوى : تبيني أرضع ولد أختك ؟! ... طبعا مو موافقه ..
جاسم بدهشة : و ليش عاد ؟!
سلوى : لأنك بدبسني فيه .. تبيني ارضعه عشان أصير المربية اللي بتقطه في حضنها لأن أمك
و خواتك مالهم خلق على تربيته ..
جاسم بعصبية : شفيج سلوى أنجنيتي ؟! .. شجاب طاري أمي و خواتي اللحين ..
ولد عليا يتيم و بتاخذين فيه أجر لرضعتيه و أنا بقدر ها الشي لج وودي يكون أخو عيالي
برضاعه و لكفلته و خليته عند غالية ماحد من أهله يقدر يتكلم خاصه أن أعتراضهم بيكون
دافعه بس الحلال اللي ورثه ها اليتيم .. يعني با المختصر ما أنتي مربيته و لا متعبه نفسج معاه
كلها كم رضعة ..
سلوى : هذا اللي ناقصني تصير أبو لغير عيالي .. هذا أنت من ولدت بنتك ما طليت بوجهها
و مقابل ولد عليا أربع و عشرين ساعة أجل شلون لرضعته أكيد ماراح نشوفك خير شر بتسنتر
في بيت أمك ..
جاسم و الغضب يتصاعد في دمه ليظهر في صوته : أنتي شنو قلبج من شنو مخلوقة .. أنتي
حسافة فيج الأمومة .. رضيع يتيم وولد عمة عيالج مو قادره ترأفين بحاله !
أقل شي يا مدام ترأفين بحالي أنا و لد عمج وزوجج و أبو عيالج المقهور و المتقطع قلبي على
اختي اللي ماتت بعز شبابها ..
سلوى بعناد تهاجمه : و أنت شنو ها القلب اللي يوزع عواطفه على الكل إلا أهل بيته ..
جاسم بإشمئزاز : أنتي يا سلوى وحدة مريضة ما تحبين إلا نفسج عشان جذيه ما راح تفهمين
علي ... و انا اللحين ما عاد تهميني وطاب خاطري منج و اللي بيني و بينج عيالنا و بس .
......................................................
.
.
.
الحماقة ترتكب لأسباب عده !
ودوافعها غير مهمه امام غرابتها !
.
.
طلال : انا مدري شقول .. فاجأتيني ..
أمل : حتى أنا تفاجأت أصلا لما قالت لي ما قدرت ارد عليها بشي حتى لما قالت مع السلامة
سكت ..
طلال إلى الآن غير مستوعب : يعني متأكده قالت ابي أتزوجه ؟
أمل : أي حتى قالت با الظبط أدرس أن في عرفنا نقيده أن الوحده تخطب لنفسها بس أنا كبيره و
الله ميسرها علي مو محتاجه زوج عشان يصرف علي أو يسنديني .. كل اللي محتاجته عيال قبل
ما يروح عمري و مثل ما اخطبت أم المؤمنين خديجة رسولنا محمد عليه أفضل الصلاة و السلام
أبي اخطب أخوج طلال ..
طلال بعد تفكير قصير و الدهشه مازالت تعلو وجهه : على حسب ما اعرف ان اخو مرة ابوها
خاطره فيها و خطبها كذا مره و هذا هو عزوبي للحين في رجا موافقتها ..
أمل : ما تدري طلال يمكن عشان أخته مرة ابوها ماتبيه و خاصه أن كان بينهم مشاكل على
حسب ما سمعت ..
طلال : أنزين بس هي تدري ان على ذمتي ثنتين ..
أمل : هي بنفسها قالت أدري ان حريمه ثنيتن و أنا ما عندي مانع اكون الثالثه و ماراح أكون
عبء عليه لاني وحده أحب الأستقلالية و معتمده كليا على نفسي ..
طلال : انا مو مرتاح لها الموضوع ..
أمل : يعني شنو مو موافق ؟
طلال : مدري شقول .. هي خالة شاهين و خالة زوجج و اللحين هم أنسبانا أحس الأمور شوي
معقده .. اخاف اتزوجها و ما نتوفق و يصير سبب لتعقد أمور الكل ..
أمل : و يمكن علاقتك بتصير معاها قوية و بعدين بتحسن علاقتك بشاهين خاصه أن مثل ما
عرفت هي و شاهين قراب حيل لبعض تخيل عيالك بيكونون عيال خالة شاهين
طلال : و نعم و الله فيه أبو صقر ... خليني افكر و بعدين اعطيج خبر ..
أمل تضحك : أنا خابره العكس العروسه هي اللي تفكر ..
طلال : بدينا انتمسخر قبل ما يصير شي ..
أمل تضع يدها على فمها بمعنى ... توبه .
...............................................
كعادته كل ما يشغل تفكيره .. هو!
.
.
ايمان : فارس شفيك ضايقه فيك الوسيعه ..
فارس الذي كان يريد ان تسأله حتى يجد أذن تصغي له : شاهين هاري نفسه با الشغل ..
تخيلي كان يداوم من الصبح في المستشفى لين با الليل و يوم أنتبهوا عليه و ححدوا له ساعات
معينه راح فتح عيادة خاصه يقعد فيها لين 12 ب الليل ..
أنجن يبي يذبح نفسه ..
ايمان : يمكن هذي طريقته في معالجة الحزن .. تراها طريقه مقبوله نوعا ما أحسن ما يقعد
مكتئب في غرفته و ما يكلم أحد ..
فارس : ومن قال أنه يكلم أحد .. أتصل عليه و ما يرد علي و لما أروح له بسولف معاه ما
يجاوبني بأكثر من كلمه لأنه طول الوقت سرحان ..
ايمان بإمتعاظ : فارس مو ملاحظ شي ..
فارس : شنو ؟
ايمان : أني زوجتك و لي حق عليك ..
فارس : وأنا بشنو مقصر ؟
ايمان : مقصر بأهتمامك .. طول ما أنت قاعد معاي ماسك التلفون تبي تكلم شاهين و لما مايرد
تتصل با الممرضه المساعده عشان تسألها إذا أكل أو لا .. و إذا ما أكل تجابلني لين أخلص
الطباخ عشان توديه له ..
فارس : الله و اكبر كل هذا شايلته بصدرج .. خلاص يا بنت الحلال بطلب له من المطعم ثاني
مره ..
أيمان بغضب : هذا اللي فهمته من اللي قلته !
فارس يبتسم : لا فهمت أنج تغارين من شاهين ..
ايمان وتختفي ملامح الغضب من جهها : انزين يوم انك تدري ليش ماتاخذني على قد عقلي
وتحتويني عشان ما اغار منه ..
فارس : امونتي عن جد غصبا عني لو ما أحبج و أثق فيج ما شاركتج با اللي افكر و أحس فيه
ترى سهله امثل و اقعد معاج كأني مروق و أنا عقلي في مكان ثاني ..
ايمان تكتف يديها : و الحل ؟
فارس : نمسك العصا من الوسط ..
ايمان : بنشوف يا فارس وين بتوصل فيني ..
فارس : بوصل فيج أن شاء الله لشاطئ الحب ..
ايمان : يااااااربيييي يا فارس ما تعرف تنمق الكلام يا اخي تعلم من طلال ..
فارس : أخوج هذا زير نساء تبيني اصير مثله ؟
ايمان تسارع با الإجابة : لا يا ابن الحلال فكنا ..
...............................................
.
.
.
هيا .. لنتعاتب و ننثر ما في الصدور
قبل تعاقب الدهور و تراكم هذه الهموم ..
لتقف سدا بين قلوبنا..
و تنهار فقط عند رحيلكم أيها الأحبه !
.
.
.
إلى اللقاء في الجزء القادم يو م با الخميس بأذن الله ..
|