كاتب الموضوع :
ضحكتك في عيوني
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الخفوق : أسعدني أنك لحقت بركب القراء و سعيده أنك أتيت قبل الجزء الأخير و أتمنى أن تستمتعي باالآتي ...
النصف الآخر : أكيد فقدج بس دايما أعذر الغايبين و الحمد الله على السلامة ...
.
.
.
حبايبي القراء هذا الجزء ما قبل الأخير و أنتظروني بعد تقريبا عشر أيام لأعود لكم و أنهي الحكاية ...
.........................................
الجزء السادس و العشرون :
.
.
.
ألا ليت با الإمكان رؤية النتيجة قبل جهد الإعداد و سقوط الخيال ..
لكانت الحياة يسيره و الخطأ نسبته قليلة ...
لكن ...
أليس هذه دعوة لتجريدنا من إنسانيتنا ...
نعم نخطأ و نندم و ترق قلوبنا و ننهض و نحاول أن نكون أفضل ...
و من كل خطأ نتعلم ...
و أي أمنية أجمل من الترقي في العلم عن طريق التجربة !
.
.
.
.
أخطأت .. أعترف ...
لكن هي روح التحدي التي تلبستني ... فقد خلقتها والدتي بعنادها و محاولتها رسم
خط حياتي من دون الأهتمام لرأيي و مشاعري ... أستخفت جدا بي و جعلتني أحمقا
لا يبالي ...
لكن من المؤكد أن روحي المتحدية خارت قواها ما أن أتتني نايفه تخبرني بأن
والدي يطالب با تواجدي أمامه ...
.
.
.
.
ماجد : ماني رايح له و بطلع و إذا سألج قولي له ما لقيته ..
نايفه : ماني جاذبه على أبوي و بعدين أكيد هو شاف سيارتك قبل ما يدخل البيت ..
ماجد بنبرة تحمل من التوتر الكثير : ماني رايح وقولي له اللي تبين ..
نايفه : ماجد طيع مني وروح لأبوي أصلا أول من فكر فيه هو أنت لا نادى أسماء و لا أمي يعني الكرة في ملعبك وأبوي يبي يسمع منك أنت با الأول قبل الكل
و عندي أحساس أنه بيوقف معاك إذا حس أنك صادق معاه ...
ماجد : الصراحه يا نايفه أنا خايف أروح له و أزيد الطين بله خاصة بينه و بين أمي
نايفه : ما راح تزيد الوضع سوء .. توكل على الله وروح له و تكلم معاه با الهداوه و العقل ..
.
.
.
.
أنصعت للواقع و أتبعت نصيحة نايفه و توجهت بسرعة لمجلس الرجال لمقابلة
والدي قبل أن يهزمني الخوف و أفر هاربا ...
.
.
.
أبو ماجد : أنا أبي أسمع منك و كلام الحريم ما يهمني ...
ماجد المتوتر : اللي بقوله ما راح يرضيك بس عندي أسبابي ..
أبو ماجد : قول اللي عندك و أنا اللي أقرر أن كان بيرضيني أو لا ..
ماجد بعد تفكير قصير قاده للفظ نصف الحقيقة : مزون بنت خالة أسماء
شبه مقيمه عندنا و البنت الصراحة خفيفة و سفيه و مضايقتني ...
كذا مره حاولت تلفت انتباهي و أنا طبعا عارف أن ودها تلعب علي و أتزوجها و مو قصدها أكثر من جذيه بس أنا حبيت أأدبها ...
أبو ماجد يكتم غضبه : شلون يعني حبيت تأدبها ؟!
ماجد بضيق : ناديتها المقلط و ما مانعت و قعدنا نسولف و تجرأت عليها و هني عاد طبت علينا أمي و صارت الهوشه..
أبو ماجد القلق : ماجد أنت سويت في البنت شي .. شلون يعني تجرأت عليها ...
ماجد : ما وصلت معاي لهدرجة أنا بس خوفتها و أمي راح تفكيرها بعيد و أسماء بعد كبرت السالفة و طبعا كله نكايه في أمي و هي الله يهداها تدري أن بنت خالتها في البيت و لا فقدتها لما كانت عندي ..
أبو ماجد بحده : أسمع يا ماجد اللي سويته ما هي بعلوم عيال الحمايل و أنا بطوفها لك بكيفي بس لأني أتحمل جزء من الخطأ لان واضح أني ما عرفت أربيك ..
ماجد في محاولة لتبرير : يبه ..
ابو ماجد يقاطعه بزجره : فارقني و تسنع مع الرياجيل و أن سمعت بسالفة ثانيه مثلها لا أنت ولدي و لا أعرفك ...
ماجد بنبرة مؤكده : ما أنت سامع عني أن شاء الله إلا اللي يطيب خاطرك ...
.
.
.
.
خرجت مسرعا و أنا أتنفس الصعداء ... هم كبير أنزاح عن صدري و آخر أصطدم به !
.
.
.
ماجد : وين منحاشة ؟ ... عرفتي أنج خسرانه ؟
مزون التي أثقل الموقف حواسها : أنا لو يهمني الربح و الخسارة جان سويت لك فضيحه و خليتك الليله تبات في المخفر .. وقتها بتعرف منو الخسران ...
ماجد : و شنو اللي مانعج يا صاحبة الشرف و العفه ...
مزون بضيق : لأن ما عندي ظهر و بيجبروني ألملم السالفة و يمكن يوهقوني فيك
يا صاحب الأخلاق و معلمها ...
ماجد : أنا و انتي عارفين أن كل اللي كنتي تسوينه هدفه ننتهي بزواج بس اللي ما حسبتي حسابه أن مر علي من أمثالج واجد .. وحده مثلج سهله و ما تحتاجين عقد و شهود ..
مزون تفاجأ نفسها بصفعه أستقرت على خد ماجد ...
ماجد يرفع يده ليصفعها با المثل لتشل بحرارة لسعت ظهره ....
ليلتفت للخلف و يكتشف مصدر الألم ...
.
.
.
.
.
نايفة : يمه تعوذي من الشيطان و هدي نفسج ..
أم ماجد ترمي ملابسها بعشوائية في حقيبتها العملاقة : يطق ولدي عشان بنت ال***
نايفة : يمه أنتي عارفه أبوي ما يرضى با الغلط و ولدج غلطان تحرش في البنت و انتي بنفسج شايفته ...
أم ماجد : اللي شفته وحده سفيه رايح برجولها لرجال غريب و مختليه فيه ...
نايفه : و الرجال طبعا معذور !!
ام ماجد : نايفوه ترى مالي خلقج ...
نايفه : خليج مني اللحين ... انتي إذا طلعتي من البيت وين بتروحين ؟!!
أم ماجد : بروح لأخوي طبعا ...
نايفة : أخوج اللي يشتغل عند أبوي ؟... حلو يعني بتوهقين خالي معاج وهو أبو عايله اللحين و مسؤول ..
أم ماجد : هو عزوتي و مالي غيره و أدري ما يرضى لي الضيم ..
نايفه : يمه لا تبالغين أبوي ما قال لج شي و ماجد ولده مثل ما هو ولدج و با كيفه إذا طقه و أدبه ..
أم ماجد : أي يطقه و يأدبه بس مو عند بنت أبليس ...
نايفه : عندها و إلا عند غيرها هو غلطان و يستاهل ما جاه و ترى يمه أنتي عندج بنات خافي الله ...
أم ماجد : لا تقارنين نفسج و بدور فيها هذي وحده ما لقت للي يربيها ...
نايفه : يمه مزون يتيمه و صغيره و ما لقت اللي يوجها يعني معذوره قدام ولدج المتعلم و المتربي و الفاهم ...
أم ماجد : فارقي الله لا يبارك فيج و لا في أبوج ...
نايفه خنقتها العبره : ليش يمه جذيه تدعين علي و على ابوي ... يعني اللحين كل اللي تسوينه عشان ماجد ... ترى ماجد لعلمج سوى كل ها المشكله عشان يغيظج ..
أم ماجد باستغراب : يغيظني ؟!!
نايفه : أي يغيظج لأنه عرف أنج السبب في رفض أهل منار له .. و أنتي اللحين بتلحقين الخطا با خطا ... ترى أبوي عنده أسماء بنت صغيره و حلوه و أداريه مداره أما أنتي صرتي هم ثقيل عليه و لطلعتي من البيت بيلقاها عذر قدامنا و قدام الناس عشان يسحب منج كل الامتيازات . يعني لا بيت تامرين فيه و تنهين و لا معاش و سيارة و خدم آخرتها بتصيرين عاله على خالي و أختي اللي ما راح تحمل
أنج تشاركينها في بيتها و بترد لج الصاع صاعين و بتفتح كل الدفاتر القديمة ..
أم ماجد كأن كلمات نايفه وقعت عليها كا المطرقة : فيني ضيقة ما اقدر أسكت و أتجاهل ...
نايفة : إلا تقدرين إذا ما تبين تخسرين ... أبوي كل عمره يغليج بس عنادج خلاه يقسي قلبه عليج و يحرج بمره ثانيه تسكن بيتج ... طيعيني يمه و أظمن لج تربحين ترى محد تهمه مصلحتج كثري ...
أم ماجد بدأت تلين : شسوي اللحين ؟
نايفة : أبوي ما طلع من المقلط ضايق من بعد طلعة ماجد روحي طيبي خاطره و هوني عليه ترى أسماؤوه على أنه عطى بنت خالتها كف و طردها ما زعلت با العكس هذي هي عنده و تحاول فيه يصعد معاها فوق ...
.
.
.
.
ما إن ذكرت أسماء حتى تحفزت كل حواس أمي و أنطلقت بخيلاء كا فارس أرتدى حلة الحرب و هب واثقا با النصر ....
.
.
.
.
أشعر بأن كل الأوردة و الشرايين تعاقبني و تماطل في طمأنة قلبي ....
ما سمعته من حوار بين ماجد و مزون هو ما دفعني لأذية روحي ... نعم روحي ..
كل ضربه أنهلت بها عليه أوجعتني أنا ... لم يهرب من أمامي و لم يقي جسده من
ضرباتي أكتفى با الركوع أمامي و الاستسلام لغضبي و ما أن خارت قواي و أمرته
بأن يخرج من بيتي حتى أذعن على وجه السرعة و اختفى من أمامي ...
و باختفائه لمحت كل من حولي ....
أمه التي انهارت باكيه و حاولت ألحاق به و كانت نايفه أسرع منها بمنعها ...
و أسماء التي أبعدت مزون المذعوره من أمامي و توجهت بها بعيدا ...
و بدور الثوريه التي وقفت أمامي مؤنبة " ليش طقيت اخوي الكبير . .أنا ما أحبك "
و لا أنا لأستطيع أن أحب نفسي بعد الآن يا بدور !
.
.
.
.
غارق بأفكاره يكسوه الحزن بينما أشعر أني أحمل كأس النصر !
تحقق لي ما أريد من دون أي جهد مني ...
ماجد خرج مطرودا و أمه تنوي الفعل با المثل ..
و أنا هنا لجمع كل ما خلفوه حطاما لأجمعه بطريقتي و أرتبه بطريقة التي تحلو لي !
.
.
.
أسماء : يله حبيبي قوم معاي ...
ابو ماجد بملل : يا أسماء صارلي ساعه أقول لج ما ني رايح مكان روحي قابلي عيالج و أتركيني لحالي ..
أسماء بدلع : ما اقدر ... شلون تبيني أخليك و انا عارفه انك متضايق و زعلان
أبو ماجد : أنا بس متكدرلامتضايق و لا زعلان و بجي بعد شوي و انام بس بقعد شوي بروحي .. توكلي على الله و روحي لعيالج و خلي الخدامه تروح تنام ..
أسماء بدلال : لا تحاول ما راح أخليك لو تطردني ..
أم ماجد تفاجأهم با اقتحامها للمقلط لتتوجه للجلوس يسار ابو ماجد بينما أسماء على
يمينه :
.... جعلني ما أبجيك لا تضايق نفسك و تكدر خاطرك و مويجد أنا اوريك فيه بخليه
يجي و يطيح على راسك ...
أبو ماجد المتفاجأ من موقف أم ماجد : ما أبي من ولدج شي ..
أم ماجد : طلبتك يا أبو ماجد لا تردني ...
ابو ماجد : لماجد لا تطلبيني شي ..
أم ماجد : طلبي مو لماجد ... طلبي لشوقي ... أبوه الغالي ..
أبو ماجد المستغرب : و شنو أطلبج ؟
أم ماجد ترسل نظرها لأسماء : حاجه بيني و بينك ما له داعي أصبها في أذن بزر ..
أسماء الغاضبه : شفت يا أبو ماجد تحارشني وتقول عني بزر ...
أبو ماجد ينفجر غاضبا : أنا اللي شكلي صرت بزر يوم اني جمعت الحريم على قلبي ... كل وحده منكم تعوذ من الشيطان وتروح لغرفتها و أنا الليلة بنام هني و ما ابي أحد يزعجني .. يله توكلوا على الله مدام النفس طيبه عليكم ..
.
.
.
.
نايفه : هذي حرب يا يمه مو من أول معركة تنسحبين ...
أم ماجد : أنتي و شعرفج بها السوالف ؟!!
نايفه : يمه أنا عندي عقل أميز و افهم اللي حولي .. و أنا متأكدة أن أسماء الليله ما راح ترتاح لين أبوي ينام في حضنها ...
أم ماجد تقف غاضبه : تسويها وجها عريض حتى لو طردها تجي وراه مثل الجلب
نايفه : إلا قولي ذهينه و تبي تعزز مكانتها في قلبه ... و انتي لو تبين تقهرينها تاخذين لحافج ووسادتج و تروحين لأبوي و تقفلين باب المقلط وراج و شوفي إذا ما ماتت أسماء قهر منج ...
أم ماجد رافضة بشدة : ما بقى اللي هذي أسويها ... أقول بس فارقي خليني أصلي الشفع و الوتر..
نايفه : إذا تبين ترضين الله أبوي عندج أرضيه فيه ... و منها تكسبين لآخرتج و لدنياج ...
أم ماجد : نويف أنتي علومج صايره كبار ...
نايفه : ما صارت علومي كبار إلا من اسماء و ربايعها ... تدرين أن أسماء تسولف فيج عندهم تقول أن أبوي هو اللي هاجرج و مخليج على ذمته عشانج عجوزه و أم عياله ..
أم ماجد تنفجر با السباب و تنطلق مجددا للملحق لتحقق نايفه مقصدها من الاستفزاز
............................................................ ....
.
.
.
.
منذ أن أسدل الليل ستاره و أنا أفكر با العودة و لا يمنعني إلا جهلي بما ينتظرني
أو بما لا ينتظرني !! ...
نعم قد لا أجد إلا الفراغ الذي خلفته برحيلها ...
ممكن ... و لما لا ...
و قد يكون رحيلها هو الحل !
أعرف أنه جبن مني أن أتمنى سرا أن ترحل ...
لكن أعرف انه ليس من الشجاعة أدعاء الرضى و التكلف به ... لست راضي عن
عن النسب الذي ربطت أبناء المستقبل به ...
حقيقة ... استشرى العار و الفضيحة في كل من له صلة بها .. و ما قد يستجد أعظم !
لكن والدتها رأس الأفعى باقية لا محالة و ما أنا في صدد حل أي شيء بتخلي عن
غالية ... بل سوف أخسر !
يقينا اعرف بخسارتي لامرأة تهيم بي عشقا و أنا فارسها !
.
.
.
.
طال الليل و قصرت ظنوني و آمنت بأن الفراق محتوم و رحيلي مطلوب !
لملمت حاجياتي ببطء لعله يفاجئني بنفض يدي مما فيها و جري بها لصدره حتى
يدفنني بين أضلعه ... لكن كلها كانت خيالات تلاشت ما أن رؤيته واقفا أمامي و
البرود يكسو وجهه المتصلب و عينيه تترجاني بصمت أن أرحل من دون أن أحمله الذنب ...
.
.
.
.
شاهين : أنا ما طرتدج ...
غالية : و لا راح تطردني هذا مو أسلوبك لا يمكن تطلع نذل قدام المجتمع اللي يهمك رايه و محيرك شلون اطلع نفسك بصوره مثالية قدامه .. بس أنا بهونها عليك و أنسحب بهدوء من حياتك ..
شاهين : المجتمع اللي انا و انتي نعيش فيه ما خلقته و لا رسمت اتجاهاته و كتبت قوانينه ..
بس هو نفسه اللي راح يعيشون فيه عيالي و لا تلوميني إذا خفت عليهم من قراراتي
غالية تتوجه مره أخرى لحقيبتها لترمي بها كل حاجياتها بسرعة : وجهة نظر من شخص فعال با المجتمع !!
شاهين بنبرة رجاء : ابيج تعرفين أني أدوس على قلبي ..
غالية تلقي عليه نظرة معاتبة بينما عينيها تتلألأ بدمعه تأبى الرحيل : و أعرف أن قلبك تعود على دوس رجلك !!
.
.
.
.
و هكذا رحلت ...
بعدما ضاقت حناياه عن احتوائي لأفيق على حقيقة وارتها أحلامي ...
هو فارس من صنع خيالاتي أثقلته بأحلام مراهقة .. أربكته بمشاعر لا يمكن أن
تصل إليه لا لتقصير مني بل لأن قلبه منبع التصحر ... لا يسكن به إلا من تعس حظه
لا واحة و لا أمان في قلبه ... لا يوجد إلا الظمأ من الجفاف و حر رياح السموم ...
صحراء ... لا تشبهه إلا هي ...
آسفة .. جدا آسفة ... لرحيل سنين عمري و أنا أبني مدينة حب نصبته واليها قبل حتى
وصول نظره إليها !
.
.
.
.
تركتها ترحل و أنا أودع قلبي معها بصمت لتصبح مجرد صورة من حكايا تباغتني
كلما تمنيت النوم ...
غالية تلخصت في ندم سوف أعض أصابعي عليه مدى الدهر ...
نعم ...
تخلصت منها و خلصتها من تخاذلي و جبني ... و هكذا استسلمت !
............................................................ ......................
.
.
.
.
لم يمضي على وصولنا يومان حتى عادت دلال لعادتها القديمة !!
و كل سعادتي التي عدت بها من أيام السفر تلاشت عندما رفضت دعوة خالتي سلوى
للعشاء ....
.
.
.
.
أتبنى مفاهيم مزدوجة هذا ما لمحت له سلوى عندما أخبرتها أني مشغول و لا يمكن
لي أن استقبل جراح معها على العشاء ... و لإنهاء الخلاف قبل أن أخسر وافقت على
مضض على الرغم من أني لا أطيق النظر لأي شخص يحمل في ملامحه بعضا من
تفاصيل شاهين ... الحقير تخلى عن أختي و هي في شده تحتاج بها لعون حبيب قبل
قريب ... نذل و حقير برتبة طبيب !!
.
.
.
.
جراح : كل هذي أصناف !.. شكلج يا خالتي من أمس و أنتي تطبخين ..
سلوى : تبي الصراحه أنا ما سويت إلا البرياني و كل اللي قدامك سوات أختي نايفة
ما شاء الله عليه ست بيت من الدرجة الأولى حتى أسأل جاسم كل جمعة تغدينا كثر
ها الأصناف أشكال و ألوان ...
جاسم يفهم ما ترمي له سلوى : يعني أنتي من الصبح في المطبخ على برياني !!
سلوى لم تعجبها السخرية التي تغلف نبرة جاسم : لا طبعا .. سويت كذا حلو و بذوقكم منه بعد العشا ...
.
.
.
.
بعد العشاء توجهت سلوى للمطبخ لتقديم الحلويات بينما تبعها جاسم ...
.
.
.
.
جاسم : أنتي أدللين على بنت عمي ؟!!
سلوى : أولا هي أختي يا ولد عمي و أقرب لي منك ... ثانيا البايره هي اللي يدللون عليها و نايفة كلن يبيها و لا يطول ...
جاسم : أي خير أن شاء الله .. شايفتني مدمغ ما افهم ...
سلوى تمد له أحد صحون الحلو : شرايك تسكر الموضوع و تعاوني ...
جاسم : ودي أساعدج بس ممكن أعطي ولد أختج فكره مو حلوه عن الزواج من بنات ابو ماجد ..
سلوى : يا سلام !!
جاسم : خليج ماشيه في الخطه و خليني قدامه سي السيد آمر و أنهي و أنتي تطيعين يمكن وقتها يتخيل وضعه إذا تزوج نايفه ..
سلوى : تدري أن دمك ثقيل ...
جاسم : شسوي أنتي ماخذه خفت الدم كلها ..
سلوى : بتصعبها علي صح ؟
جاسم : شوي ... خلي خلق الله لحالهم و لا أدخلين نفسج بحياتهم و مشاكلهم و نايفه بأذن الله بيجيها نصيبها ..
سلوى : جراح يناسب نايفه هو و هي من نفس الطينه ثنينتهم طيبين و الكل يحبهم ..
جاسم : بس مو شرط يناسبون بعض با الواقع و إذا نجحتي بخطتج ممكن تفشل بعد زواجهم هني عاد حليها ولد أختج و أختج ... منو بتوقفين معاه ..
سلوى تغادر المطبخ : فالك ما قبلناه ...
.
.
.
.
كانت الأقوى حضورا رغم غيابها !
عدت للمنزل و أسم نايفه يتردد با ذهني ... لم تكف خالتي سلوى عن جلب أي
موضوع ممكن أن تدخل أسم نايفه به ... حتى أبنائها شاركوها با الحديث عن خالتهم
با شغف ... و أنا للأمانه أستمتعت بتخيل دلال با شخص نايفه !
.
.
.
.
مشاري : جراح طلبتك ..
جراح الذي لتو وصل للمنزل : آمر ...
مشاري : خل زوجتك تكلم أمل يمكن تمون عليها ..
جراح : أنت للحين ما أستسلمت !
مشاري : من صجك تكلم أستسلم و انا بيني و بينها بنت ...
جراح : و الله ودي أساعدك يا مشاري بس ما أعتقد دلال تمون عليها و مدام طلال معند و ما نفعت واسطة شاهين و لا فادت حتى واسطة فارس فما أعتقد في حل ..
مشاري : شلون يعني ؟!!!
جراح : يعني بنتك عندك و بنتهم عندهم و أنت أصلا ما تحبها و ماني فاهم شنو فارقه معاك ردت و إلا طلبت الطلاق ...
مشاري بعصبية : أقولك بينا بنت !!! .. تبيني أيتم بنتي و أمها حيه ..
جراح : أمها تخلت عنها و أنت سويت اللي عليك و بريت ذمتك خلاص أنسى الموضوع و عيش حياتك و رب بنتك ...
مشاري بضيق : ليش محد حاس فيني !!
جراح : حاسين فيك بس أنت و لا مره سمعت نصيحتنا لما كانت أمل عندك و اللحين
لما أختفت من حياتك صرت ورانا بكل مكان تبيني نساعدك !
مشاري بنبرة و أسلوب هجومي : شوف من اللي يتكلم ... عاد أنت اللي تسمع النصيحة ..
جراح بحنق : شقصدك ؟
مشاري : أنت فاهم قصدي ..
.
.
.
.
نعم دلال هي قصده ... و أنا أعرف و إن أدعيت الجهل ...
يبدو أن الكل اتخذوا قراراتهم ونفذوها و إن كانت قاطعه و مؤلمة ...
تهاني لم تبالي بأحد و اتبعت زوجها و قطعت بخطوتها التردد لتنتقل لحياة أفضل ...
شاهين خلص نفسه من وضع لم يكن مرتاحا به ... قطع الحبل و مضى ...
أما أنا فجالس هنا أنتظر التفاته ممن كبلتني بعاطفة أصبحت عارا موشوما على
جبيني ...
.
.
.
.
.
جراح : الحمد الله على السلامة يا مدام ...
دلال : جراح و اللي يعافيك أنا اليوم ماني طايقه حتى نفسي ...
جراح : و انتي من متى صارلج نفس و إلا خلق ...
دلال : جراح توني جايه من بيت اهلي و مقهوره وودي أختفي و آخر شي محتاجه له أنك تسوي لي محاضره ما تنتهي إلا مع أذان الفجر مثل كل يوم ..
جراح بتهكم : أطربيني شنو الحكاية الجديدة اللي جايه فيها من بيت أهلج ...
دلال : ضاري ... المجنون ضاري سوى لنا مصيبة جديده ...
جراح بتململ : وشسوى ها المره .. ذبح احد ؟
دلال : ذبحنا كلنا ... و أبوي طاح علينا و هذا هو مرقد في المستشفى ...
جراح يهب من مقعده ويقف أمامها : شفيه عمي ؟
دلال : أرتفع ضغطه و تعب علينا و اللحين هو في الملاحظه عنده فيصل ...
جراح بغضب : وضويري شمسوي الله لا يبارك فيه ...
دلال انفجرت باكية : تزوج طليقة فيصل بنت السايق و لا مدخلها علينا و بطنها قدامها ...
...........................................................
.
.
.
.
مللت إراقة الحبر على السجاد و رسم خريطة .. و تسلق أشجار الحديقة و الطيران
في محاول مميتة ...
و لم تعد إشعال الحرائق و طمس المعالم هواية لذيذة...
و أعتقد أن الحياة سلبت مني و أني شبح يتجول في متاهات قصر الديكتاتور حتى
موعد الرحيل ...
سهى المنقذ ... رمت بين يدي لعبة جديدة و خرائطها جدا مفهومة و بسيطة ...
زواج و طفل و خلق حرب ! .. منه تنتقم و منه و والده أنا المنتقم !
و هذا ما حدث ...
لحظة تساوي كنوز ما حوت هذه الأرض ... لحظة رؤيتي وجه والدي و الذعر
يتخلل التجاعيد حول عينية و شفتاه اللتان صارعتا أمام إعصار الغضب الذي نطق
به و خر صريعا أمام ذهول الكل ...
وما أن وصلت به للمشفى و أنا أصلي سرا لموته حتى وصل فيصل و أستلم زمام
الأمور مره أخرى ....
لم يواجهني و لم ينطق بحرف على الرغم من استعدادي و لهفتي بصفعه بكل ما
يؤلمه لكن خيب ظني و تجاهلني !
.
.
.
.
سهى : و فيصل شقال لك ؟
ضاري يهب واقفا ليتوجه لنافذة و يزفر دخان سيجارته : يا ها الفيصل اللي متعبج و متعبني ....
سهى بضجر : أنت من جيت و أنت سرحان مو ملقيلي بال .. ممكن تعطيني دقيقة من وقتك و تقول لي با الضبط شصار ... شنو قال فيصل و شنو ردة فعله ...
ضاري يرمي عقب السيجارة من النافذة لينطلق في بحث عن الأخرى ....
سهى تلحق به : وبعدين يعني ... خلصني قولي لي شصار ..
ضاري يلتفت لها و يمسك بذراعها بقوة : تبين تعرفين شنو اللي صار ... فشلنا ...
فيصل ما اهتم با الموضوع و تصالح مع أبوي و أبوي فرحان بوجود فيصل معاه و
لا بعد أمي وخواتي و عمي و عياله كلهم حوالينه ... ما صار شي من اللي خططنا له
لا مات أبوي و لا أنهار فيصل و لا حررت أمي و خواتي و فوق كل هذا تورطت
فيج و في ها الطفل اللي ما أبيه ...
.
.
.
.
لم أهتم لأي كلمه ألقى بها هذا المجنون ...
هو من فشل و خسر .. أما أنا رابحه بكل لأحوال ...
فيصل لذي ألهب قلبي بهجرانه و نبذني بطلاق من أجل امرأة لا تنافسني بجمال و لا
علم يستحق كل ما يقذف به ...
يعتقد أنه بطلاقه مني تخلص من الماضي ؟!! ...
لا ... فأنا هنا و أرفض أن أكون هناك في الماضي ...
هذا الطفل الذي يكبر في أحشائي سيطارده إلى الممات ... هو عمه و المسئول الأول
عنه و با الأخص عندما يفارق ضاري الحياة .. لا لن أقتله و لن أؤذيه بأي طريقة...
فا ضاري سوف يقتل نفسه لا محالة بمحاولة أخرى مجنونة من مغامراته الغير
محسوبة ... فحالته العقلية في تدهور و ما أصابه اليوم كفيل بقطع آخر حبل يربطه
في الواقع ...
.
.
.
.
تهاني : لهدرجة تحبك ؟!! .. لحد الأذية !
فيصل : أهم شي أني ما أحبها ..
تهاني : بس أكيد مو عاجبك أنها تزوجت أخوك حتى لو تظاهرت با العكس ..
فيصل : زعلان منه و عليه ... هي سبب زواجها منه مفهوم بس سببه هو اللي
مضايقني و مزعلني منه وعليه ... هدفه ها المره أبعد من أبوي ... هو أكيد
أعتقد ان بزواجه من سهى بيضايق الكل و أنا أولهم بس اللي تناساه أنه كل اللي
يسويه ما عاد يفاجئنا و بنلقى طريقه نتأقلم مع أي مصيبة و نعالجها ...
تهاني : و الحل اللحين ؟
فيصل : بطلت أفكر بحلول ... يمكن الحسنه الوحيدة اللي طلعنا فيها أن أبوي بعد
ما طاح فهم أن ماله غير أمي و بناته ...
تهاني بحسرة : شوفته منكسر و زعلان عورت قلبي ..
فيصل : أزمة و تعدي كلها كم تمرين بعلاج طبيعي و يرد أحسن من الأول ...
تهاني : تبينا نرد نعيش معاهم ؟
فيصل ينفي الفكرة قبل أن تتبلور : أكيد لا ... ما راح أرد تحت أي ظرف و أهلي
إذا أحتاجوني بشي كلها مسافة الطريق وأنا عندهم ...
............................................................ ..........
.
.
.
.
لا خلاص في عالم الدوائر ... ما أن تحل عقده حتى نتعثر بأخرى !
.
.
.
عادت المياه لمجاريها بين والدي ووالدتي و أسماء خسرت بلا شك ...
قرار والدي بمنع أسماء من استقبال أي كان أصابها في مقتل مما زاد المشاكل بينها
وبين والدي و خاصة أنها عنيدة وواثقة من مؤهلاتها الجمالية التي صقلها الشباب و
اعتقدت أن رأس والدي العنيد سيلين ما أن يراها تحزم حقائبها و تنوي هجرانه هو
وصغار !
لكن والدي فاجأها بمساعدتها في حمل الحقائب و توصيلها لمنزل ذويها من دون أن
يعيرها أي اهتمام !
.
.
.
.
.
أم ماجد تصيح با نايفة : سكتي ولد اسماؤوه أزعجنا ..
نايفة : يمه و انا و شعرفني شلون أسكته أنتي اللي أم و تعرفين شلون تعاملين مع الأطفال ...
أم ماجد : ما يقى علي إلا اربي عيال بنت أبليس ... سكتيه أبوج من أصبح و هو
تعبان وراسه مصدع ...
نايفه : أبوي من طلعت ماجد وهو تعبان ... شنو الجديد ؟
أم ماجد : من أتصل عليه واحد من المباحث موصيه أبوج يدور على ماجد و قاله أنه مختفي و لا لقو له أثر وهو ضايق ..
نايفه : أصلا مدامكم ما سمعتوا عنه شي هذا معناته أن ما فيه إلا العافية و إلا الأخبار الشينه توصل أسرع من البرق ...
أم ماجد : الله يرده با السلامة و يستر عليه ... هذا ثاني شهر من طلعته من البيت لا حس و لا خبر أحس عقلي بيطير مني من كثر التفكير ...
.
.
.
.
.
نجلا بحده : أبوي تعبان فاهم يعني شنو تعبان ...
سلطان ببرود : يعني شتبيني أسوي ؟!!
نجلا : مو داخل عقلي أنك ما تدري وينه ..
سلطان بنبرة هجومية : يعني أنا أجذب .
نجلا : أتغطي عليه با المختصر .
سلطان : و شنو استفيد ؟
نجلا : مدري شنو تستفيد أنت قول لي ... أبوي من طلعت ماجد وهو تعبان وصار له أسبوعين ما طلع من البيت و أنت حاط رجل على رجل و لا همك ...
سلطان الغاضب : شلون يعني حاط رجل على رجل ! .. و طلعتي من الصبح لين با الليل أكرف في حلال أبوج و أحفظه له مو مبين في عينج ..
نجلا خافت غضبه و تراجعت : مو قصدي بس ...
سلطان بحده : بس شنو يا مدام ... قوليها بصريح العبارة أنتي تعتقدين إني مستانس أن أبوج تعبان و ما عاد يداوم و أخوج مختفي و الملعب لي و أقدر أنتقم بكل بساطه
و أبوق و أنهب و أقب على وجه الأرض ...
نجلا : واضح أن خيالك اخذك بعيد ...
سلطان : جذابه .. هذا با الضبط اللي كنتي تفكرين فيه ... أنتي تنصتين علي لما أكلم أي شخص و تفتشين في أوراقي و تحسبيني مو داري ...
نجلا تختنق بعبراتها : أنا ما أبيك تغلط و يعميك حقدك على ..
سلطان يقاطعها : أنتي ليش ما تفهمين .. انا مو حاقد على ابوج ... أبوج زوجج لي و هذا بحد ذاته يكفيني .. أفهمي عاد ... أنا أحبج ..
نجلا تسارع لرمي نفسها بأحضانه : و ان او الله أحبك ...الله يخليك لي و لا يحرمني منك ...
سلطان يحاوطها بين ذراعيه : و يخليج لي يا أم فهد .. و ماجد لا تخافين عليه مرده بيرد خليه يخلص الكاش اللي عنده وبتلقينه متصل فينا عن قريب ..
............................................................ ....
.
.
.
.
أتراجع خجلا فأنا أخشى أن أصنع من نفسي أضحوكة ..
و لكن هذا الإحساس الطفولي المجنون الذي ينبض في قلبي يدفع كل مسلك للحواس
إلى التحرك لاحتضانه كلما جلست أمامه ..
... يااا كم أتمنى لو كانت قامتي أقصر حتى أطلب منه من دون خجل أن يحملني
و أكون لصدره أقرب لأرمي برأسي على كتفه و أغط بنوم عميق لا أذكر أنه زارني
يوما ...
.
.
.
.
أبو مازن : تعبت و أنا أقعدك .. صاير نومك ثقيل ..
ناصر : ياااا ما أتذكر آخر مره نمت بها العمق ...
أبو مازن : يمكن لأن بالك مرتاح .
ناصر : أي و الله يا أبو مازن بالي مرتاح .. ما تصورت في يوم أني برتاح بسجن لكن سبحان الله ما لقيت الراحة إلا فيه !
أبو مازن : شفت يا ناصر كل أمورك من الله خيره .. هذا أنت في السجن لله أقرب
و من أبوك صرت أقرب .
ناصر : سبحان الله .. تصور يا أبو مازن ما عرفت أبوي إلا في السجن كان قبل مجرد أسم لشخص أكرهه ... شخص ما عمري ألتقيت فيه إلا مأذيني و إلا أنا مأذيه
أكتشفت فا أبوي صفات و سلوكيات ما كنت شايفها قبل ..و الأكيد أنه في إيجابيات كثيرة أكثر من سلبياته اللي دخلته السجن ..
.
.
.
.
أبو ناصر : أمس لما زارتني أم عبد الله قالت لي أن غاليه تطلقت من شاهين و هي اللحين عايشه معاهم في بيت أمك ..
ناصر : عندي خبر بطلاق غالية بس ما كنت حاب أقولك و أكدرك .
أبو ناصر : كله بسببي .. أكيد أنه ما تحمل كلام الناس عني و خاف يتورط أكثر بعيال من غالية يكون جدهم تاجر مخدرات ..
ناصر : مهما كانت أسباب الطلاق أكيد خيره لها ... و إلا غالية تستاهل رجال
يكون سند لها مو تلقاه ضدها أول ما يعطيها الزمن ظهره ...
أبو ناصر بنبرة تدل على الندم : غالية أكثر شخص تحمل أغلاطي .. هي اللي فعلا غلطت في حقها أكثر من الكل...
ناصر يهون على أبيه تعذيب الضمير : غالية قلبها كبير و أكيد بيجي يوم تسامحني و تسامحك ...
............................................................ ..........
هل يعقل أن يستمتع شخص سوي بمعذب يرجو الخلاص أمامه ...
نعم .. لكن !
فقط .. عندما يفهم أحساسه و كان يوما في مثل حاله !
.
.
.
عزام : صج أنك فاضي ..
غنام : جيب من الآخر بترص أختك على قلبك أكثر مده ممكنه ..
عزام : أختي مدامها بتكون عندك فا هي بحضني و مطمن عليها .. بس مثل ما تعرف الظروف ما تساعد .. و بعدين يا أخي خلنا كلنا نفرح معاك .. أنطر ناصر
يطلع من السجن و يفرح معانا و تفرح أخته فيه ...
غنام : و بعد زدت علي بناصر ... أول شي طلعت لي بسالفة غالية و عدتها و هذي هي خلصت العده و قلت يله تيسرت أموري جيت اللحين تعقدها و تقول أنطر ناصر
عزام : هذا مو طلبي ... عذوب قايله لي أن منار تبي العرس يتأجل لين ناصر يطلع من السجن ...
غنام : زوجتي خلها علي أن أنا أكلمها و اقنعها ...
عزام : أنسى يا حبيبي .. و مرتك ما أنت شايفها لين ليلة عرسك و هذا كلامي لك من أول ما ملكت و ما في شي أختلف ... خلك مضبوط و إلا ترى هونا و بنتنا عندنا ...
غنام بغيض : يا ها النسب اللي ذليتنا فيه ...
.
.
.
لا ... لم أستسلم .. ما أن خرج من الباب حتى هممت بتنفيذ الفكرة الجهنمية التي
تصدرت أفكاري لشهور ... نبرة صوتي جدا مشابهه لنبرة صوت عزام و يخطأ
الكثيرين في التفريق بين أصواتنا عبر الهاتف كنت أكرهه هذا التشابه في أصواتنا
و الآن قد يكون سببا في جلب من أحببت !
.
.
.
.
غنام أتصل بهاتف منزل أبو علي ليأتي صوت علي بدل من تمنى : أدري تبينا ننطرك على العشى ...
غنام : أي أنطروني بس روح ناد لي منار أبيها ضروري ..
منار بعد ثواني : هلا ..
غنام أرتبك حالما سمع صوتها الرقيق : منار ؟
منار : خير عزام تبي شي ؟
غنام : أبي اللحين تقولين لي السبب الحقيقي اللي مخليج تأجلين العرس ..
منار مستغربه من سؤاله : ما عندي سبب غير اللي قلته لك ..
غنام : أنزين ابي أتأكد أن السالفة القديمه مو مخليتج تتخذين موقف من غنام و تأجيلج
مو خوف منه ..
منار أنتبهت أخيرا أن المتحدث ليس عزام : الصراحة أنا للحين أشوف غنام أبو تمبه
اللي صماخه كبر كرة أبراج الكويت ..
غنام يكتم ضحكته : شكيتيني يا مكاره..
منار : عزام راح يزعل إذا عرف أني كلمتك ..
غنام : خليج من عزام اللحين و ممكن أعرف ليش كل ما قرب موعد العرس أجلتيه
منار : أعطيك فرصه تفكر أكثر ...
غنام : كان عندي كل الوقت أفكر و أتخذ قراري عن اقتناع ... أنا أحبج .
منار با أستغراب : تحبني ؟!! .. انت متى عرفتني عشان تحبني ؟!!
غنام : أبرار لها الفضل بمعرفتي لج ... كل اللي كتبته عنج خلاني أعرف شخصيتج
الشفافة و الطيبة ... و كل اللي أنتي كنتي تكتبينه لها برسايلج الوردية خلاني أفهم
مشاعرج و أتصور أمنياتج البريئة ...
منار بنبرة حزينة : الله يرحمها ...
غنام : أنا ما قلت لج ها الكلام عشان أقلب عليج المواجع .. أبيج تعرفين أن أبرار
بغض النظر عن اللي سوته و طريقة رحيلها إلا أنها وصلتنا لبعض ...
منار : أنت فعلا مقتنع فيني ؟
غنام مبتسم : أي يا قلبي مقتنع فيج ..
منار بخجل : خلنا ننطر ناصر لين يطلع ما باقي له إلا شهرين ..
غنام : خلاص شهرين و لا يمكن أسامح لو بيوم واحد ..
............................................................ ............
.
.
.
.
لابد أنكم تتسائلون ما جرى لي بعد أنتهاء العده ...
لا شيء با المختصر ..
فقط لا اشعر بنبضات قلبي و عيناي ذبلت من كثر البكاء كل ليلة ...
تشاغلت بأخوتي و متابعة قضية والدي لكن المشكلة الوحيدة التي صادفتني هي
رؤيته صدفة في أكثر من مره ...
مرة و أنا خارجه للعمل سمحت لنظري أن يهرب مني لباب منزله و هناك رأيته
يبحث عن مفاتيح سيارته في جيبه ...
المرة الثانية توقفت أمامه عند إشارة المرور و كانت مرآتي العاكسة هي عدوتي التي
عكست لي وجهه المطبوع أصلا في كل الخلايا التي تكون عيناي التي لم تمل تأمله .
أما المرة الثالثة .. و الرابعة .. بل أكثر من مرة في الحقيقة .. نعم مرات عدة وقفت
ببلاهة هناك أمام النافذة أتلصص عليه كلما خرج من منزله و أصلي سرا أن يرفع
نظره لأعرف أنه فكر فيني ولو لثانية و لكن لم يحدث هذا ولو لثانية ...
دائما كان مشغول بهاتفه أو في البحث عن شيء بين أوراقه أو حقيبته ...
و ظللت على هذا الحال أتصلص من نافذتي و اقفز عند كل رنين للهاتف لعله هو
المتصل أو ليس منذ ثواني رأيته يحمل هاتفه مترددا با الاتصال !
حمقاء ... هكذا كنت و ما زلت حتى انتهت العدة و لم يطرق بابي راجيا عوفي و
غفراني ... لو كان فقط أتصل لكنت أنا من رجوت عفوه و غفرانه !
ندمت كثيرا أنني لم آخذ بنصيحة والدتي ... فعلا ندمت .. ألم يكن يكفيني أنه يمثل
الرضى و أنه أراد فعلا المحاولة ... لما لم أساعده و أساعد نفسي بتجاهل كل
الأشباح التي تنادي با الفراق و تلوح لي في عينيه كلما أمعنت النظر بعد كل
لحظة عشق !
.
.
.
.
غالية على الهاتف : سمعتي آخر الأخبار ..
منار لم تعجبها نبرة غالية : خير غالية صاير شي ؟
غالية : شي عادي مو أول مره تسمعين فيه ها المره بس تأخر وصوله ..
منار : غالية جيبي من الآخر طيحتي قلبي ..
غالية : لا ريحي قلبج و خليج مثلهم كل ما تعلق فيهم قلب أذبحوه و قسوا قلوبهم أكثر ...
منار بشك : أنتي تقصدين أمي .. صح ؟
غالية ببرود : دخلت علينا بجنطتها مثل كل مره و الضحية ها المرة أكيد مو حنا .. خمني منو ...
منار بأسى : أبو شاهين !...
............................................................ ............
.
.
.
.
أحيانا لا نستغرب الخطأ و با الأخص من متمرس في دهاليزه ..
لكن في حالة البعض الغرابة فقط با تأخر الوقت في تنفيذ مراسيمه !
.
.
.
............................................................ ..........
.
.
.
و في النهاية نلتقي .
|