كاتب الموضوع :
ضحكتك في عيوني
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
لصديقتي الجديدة با المراسلة غسق كل الشكر للبيت المهدى .. لينابيع الراحلين .. و لك يا أم فراس هذاالجزء مهدى مع خالص محبتي و تمنياتي أن الخطوة التي أتخذتيها تقفز بك عاليا لسماء الفرح ..
.
.
.
الجزء الرابع و العشرون :
.
.
.
حيل ساكت أنت ياليل العنا.....راكد وتشبه جحود الراحلين *
* غسق *
.
.
.
.
لطالما بدد صوت الآذان وحشة الليل و كساني با الفرح طفله تسابق العصافير با
التغريد ...
أتذكر أني كنت أجر ذاك الكرسي العتيق بصعوبة لأقفز على ظهره و أطول هذه
النوافذ التي قزمتني طفله و أرهقتني شابه تقف ورائها الآن مسجونة ...
ياااا كم كنت عنيدة أقف على الكرسي ولا أبالي بإرهاق قدمي الصغيرتين أنتظر
خروج المصلين و لا أمل حتى ألمح وجهه الطاهر يرتفع ليوجه نظره لي و يبتسم
لألتصق با النافذة و أرسل له القبل ....
و كأني الآن أرى عزام يقتحم غرفتي يستعجلني با الخروج لوالدي الذي صلى معهم
الفجر كعادته كل يوم زيارة تجمعني به...
و كعادتي أحتار كيف أنزل من هذا الكرسي الطويل ليقترب عزام وأمتطي ظهره
ليطير بي للحبيب ..
ياااااااااااااا كم اشتقت لحنية عزام و للارتماء في أحضان أبي و الشعور با الأمان ...
لم أشعر أن هذا بيتي أبدا حتى و أنا طفله ... بيتي واحة السعادة كانت هناك با القرب
من أبي ...
أبي الذي كان يتلقفني كلما تعثرت و يدفعني للأمام مشجعا كلما جفلت ... ذاك
الحنون الذي يمسح عن خدي الدمعة و يستبدلها دائما بقبلة ...
كان لي دائما مبتسم ... حتى لو كان أحيانا يحملها بعض العتب ...
معه مرت الأيام سريعة .. و ها هي الآن أثقل على روحي من جبل ..
هنا ....
لا أطول من نهاري إلا ليلي الموحش الذي يأبى أن ينجلي ...
ألازم غرفتي و لا أبارحها إلا لضرورة أشعر أني خلف الغضبان سجينه .. حريتي
سلبت و أبعدت عن أحبابي ... كدت اخطأ و أواسي حالي بأني أفضل من حال أخي
ناصر المسجون لكن الحقيقة أن سجني أصعب فمدته قد تطول بي إلى أرذل العمر
حتى لو وافقت على الفرصة الجديدة التي أتتني من خلال عرض زواج قدمه لي غنام
.. نعم غنام ..
الذي تزوجني قصرا و طلقني غير مبالي ...
.
.
.
.
غالية تطرق الباب : ممكن ادخل ...
منار تبتعد عن النافذة : تفضلي ..
غالية تقترب من أختها : شفيج حابسه نفسج بغرفتج .. يله تعالي أفطري معاي ..
منار تتصنع الانشغال با البحث بين كتبها : للحين عشاي على جبدي مو مشتهيه شي ....
غالية : زين تعالي بس اقعدي معاي قبل ما أطلع الدوام ...
منار تتهرب من طلب أختها : آسفه غالية تدرين عندي امتحان آخر الأسبوع و مشغولة با المذاكرة ..
غالية : يعني بتفهميني أنج تدرسين أربع و عشرين ساعه و مو قادرة تفضين لو ساعه تقعدينها معاي بدال ما أنا قاعده بروحي أكلم نفسي ..
منار : ليش شاهين مو تحت ؟
غالية : لا طلع لدوامه بعد الصلاة على طول ... و على فكره لاحظت أنج صايره حساسه و تستحين من ظلج ...
ترى شاهين كبر جاسم و أنتي حسبة أخته الصغيرة ..
منار قررت أن تكون صريحة : أنا ما كنت أتحسس منه لين حسيت أن هو اللي
يتحسس كل ما صادفني ..
غالية با قلق : ليش قالج شي ؟
منار : لا ما قال شي بس أنا أفهم لغة الجسد ... يتصلب و يتوتر و ينحاش من المكان
لما يصادفني فيه ...
غالية بنبرة غير المهتم : هذي مشكلته .. البيت بيتج و إذا مو عاجبه بيت أبوه مو بعيد
منار : أنتي الظاهر راح بالج بعيد ... هو الظاهر طبيعته حياوي عشان جذيه أنا
أفضل أقعد في غرفتي عشان ما أحرجه و أحرج نفسي...
غالية : يا برائتج يا منار ... شاهين ما يستحي با المره و بيته فيه حريم أخوانه و
يطلع و يدخل و لا همه أحد ولو انه مستحي منج جان كل ما طلع من غرفتنا تنحنح
وخلاج تدرين انه موجود با المكان... هو بس أخذ عنج فكره مو حلوه و بما ان
نظرته با العادة فوقية لأي أحد ينتقده المجتمع فا تصرفه بوجودج جدا طبيعي و يناسب شخصيته السلبية ...
منار تنظر لغالية باستفهام : كلامج عنه غريب .... كأنه ما يهمج ..
غالية : عقلي يقول ما يستاهل أي أهتمام مني و لا حتى حيز صغير من تفكيري ...
منار : و قلبج ؟
غالية تزفر المرارة : قلبي ؟ ... قلبي يقول يستاهلني كلي !!
منار : أوف لهدرجة الحب يخبل !
غالية تبتسم لمنار با حب : باجر لتزوجتي غنام و حبيتيه بنشوف الخبال على أصوله
منار تنتفض من محلها : أسمعيني يا غالية أنا فعلا ضايقه من وضعي و أحس أني ثقيلة على الكل بس حتى لو أخذت غنام يمكن ما يتغير الوضع و أرد لكم مطلقه للمرة الثانية و حزتها فعلا بيكون ثقلي أكبر و أصعب ... و بعدين ماني شايفه شي تغير في غنام عشان فجأة يتغير رايج و راي أمي فيه ...
غالية : كلام جاسم لأمي هو اللي غير نظرتنا له... غنام بعد التحقيقات في موت أبرار أقتنع أن انتي بريئة و انه غلط لما طلقج و أنا أشوفها شجاعه منه أنه يعترف بغلطه و يصححه ...
منار : يعني بيكون زواجه مني مسألة تتعلق بضميره اللي صحى .. و فرصة ثمينه
يجبر خواطر من يعز عليه !
غالية : ما اجذب عليج و أقول لج أني مو شايفه أن هذي هي أسبابه .. بس أنا متأكده
لما تزوجينه و يعرفج عن قرب بيموت فيج لأن لا يمكن أحد يعرفج و ما يحبج ...
منار تسارع لرمي كل همومها و تبكي : بس عزام ما يحبني ... و ناصر أكيد بعد يكرهني ...
غالية تقترب من منار و تمسح دموعها لتتواصل معها با النظر : لا تبجين من تركنا و اختار الرحيل ...
منار تبتلع غصاتها : كلهم يا غالية .. كلهم رحلوا ... من بقى ؟ .. أنا و أنتي ؟
و السؤال منو أولنا اللي بيرحل عن الثاني ...
غالية : أوعدج يا منار ما أرحل للغياب باختياري و رحيلي الأبدي بيد رب العباد ...
............................................................ ...............
.
.
.
.
رائحتها غريبة .. لأ أطيق أحتضانها فا كيف بإرضاعها !
.
.
أرهقت والدتي رغما عني .. فا هي لا تكف عن مد أبنته لي و الطلب مني بأحتضانها
و إرضاعها و أنا لا أكف عن الرفض و البكاء ..
لا أفعله عنادا أو تدللا على والدتي بل أفعله رغما عني فا مشاعري تأبى أن تقبل بها !
.
.
.
أم طلال : أكيد صايبتها عوينه ..
إيمان : يمى أذكري الله .. فترة بإذن الله و تعدي هذي أكيد مثل ما قال الطبيب كآبة بعد الولادة ..
أم طلال : الأطبه ما عندهم سالفة ..
إيمان : هذا و انتي أم الدكتور طلال و تقولين جذيه و شخليتي لغيرج ..
أم طلال : و شفادنا عاد أخوج و طبه هذي أخته ما قام معاها إلا حماها حطها في أحسن غرفة خصوصية و خلا الكل يباريها و أخوج لاهي مع حريمه و ما درى عنها..
إيمان : يمه طلال معذور كان وقتها ماخذ إجازة و بنتج ما بلغته و لا كانت تبي أحد منا يدري أنها تولد ...
أم طلال : مسيكينه بنتي كل شي في راسها .. جنها عدوتكم مو أختكم ...
إيمان : إلا أختنا الغالية اللي ما نرضى لها إلا الخير... بس دلعج لها هو اللي وصلها لها الحال أي شي يأثر على نفسيتها .. لا هي قوية أدير بالها على نفسها و تاخذ حقها و لها اللي تنتصح من أحد .. عنيده شورها من راسها ..
أم طلال : انتي و شتخربطين فيه ... و ش قوية و ضعيفة ..أنتي تدرين عن شي مدري عنه ...
إيمان بأرتباك : لا .. لا يروح فكرج لبعيد .. أنا بس أبي أفهمج أن حالة أمل دلع و أن شاء الله عن قريب بترد بنتج الأولية ...
أم طلال تسترسل بأسى من فكره لأخرى : ليتها ترد مثل أول و تدلع علي و كلي لها الغالية.. يا عزتي عنها ما تهنت في بنتها .... حسبي الله على اللي ما تخاف الله ... أعوذ با الله ما عاد الناس فيها خير لشافوا المزيونه تطير عيونهم و ما يرتاحون لين يسدحونها ...
إيمان بأمتعاظ : يمه الله يهداج المزايين واجد ما وقفت على بنتج و اللي يقرأ المعوذات ربي يحفظه و ما يصيبه إلا المكتوب له ...
أم طلال : بس العين حق ..
إيمان : أي حق بس مو كل شي نرميه على العين .. بنتج مريضه نفسيا و هذي الحقيقة ...
أم طلال با غضب : تفاولين على أختج ؟!! .. فارقيني لا بارك الله فيج ..
.
.
.
.
طلال :.. يله بلا دلع و مسحي دموعج جننتي فارس و جنني معاه .. من الصبح يحن علي أجي أشوف شفيج ...
إيمان تتناول منديلا آخر تبلل به دموعها : تخيل أمي طردتني و قالتلي فارقي ما بي أشوفج ..
طلال : و طردتج .. و خلينا نفترض أنها بعد كسرت راسج ..و ين المشكله ؟ ..
أمي هذا طبعها لما ما يعجبها الكلام تنهيه بزعل و اللحين كبرت و صارت أنفعالاتها
أقوى و حنا عيالها و لازم نتحمل ...
إيمان : ما قلت شي بس هي دايما تلمح أني أغار من أمل ... لدرجة حسيتها اليوم تلمح أني أنا اللي عطيتها عين !
طلال : لا ما توصل ها الدرجة .. أنتي بس تعوذي من الشيطان و أذكري الله ..
إيمان : لا إله إلا الله ... و أعوذ با الله من الشيطان ...
طلال أنت عاجبك حال أمل و دلع أمي الزايد لها .. شوفها شلون صارت أنسانه
سلبية ما تعرف تحل أمورها و قدام أول مشكله تلقاها تركض لأمي و ترمي همومها كلها عليها ...
طلال : و انتي متى تفهمين أن أمل أنسانه حساسه بطبيعتها و مو بس على قولتج دلع أمي لها و اهتمامها الزايد لانها آخر العنقود هو اللي صنع شخصيتها ... في عوامل كثيره منها أنج يا أختها الكبيره دايما تجاهلتيها و غذيتي فيها شعور النقص اللي أجبرته أمي بدلعها و أبوي بدلاله مره و بشدته مره لين ضاع منها الصواب ...
إيمان : غصبا عني كنت أتجاهلها ... فارق العمر بينا كبير حتى لما كبرت تفكيرها ما كبر و كان مراهق و سخيف كان صعب علي أتواصل معاها .. ما هي أنسانه واقعيه تحسسك انها تتعامل مع الأمور با منطق و حكمه .. كل شي تقيسه بمشاعرها
الساذجه ... و آخر شي لما قربنا من بعض و صارت تشكي لي لقيتها عنيده و راسها يابس تبي ترمي همومها علي لأنها تدري أن أمي بتصرف أما أنا بس راح أنصح و طبعا هي مو شايفه أن من المهم تاخذ بنصايحي اللي أحساسها مثل ما كانت تقول ما قدر يتبعها ...
طلال : أنتي شقاعده تكلمين عنه ؟!!!
إيمان : أتكلم عن خيبتها وزواجها الفاشل ... تخيل عارفه أن زوجها يموت في وحده غيرها و خيرها ترضى بزواجه من ها لبنت وإلا تفارق و تفكه و أختك طبعا أختارت الخضوع و عذرها أن هي متأكدة أن أهل البنت بيرفضون زواجه منها ..
طلال : يا حبكم يا الحريم للدراما و تهويل المواضيع ... لو مشاري مو شاري أمل جان ما علمها في خطبته جان ببساطه طلقها و عطاها ورقتها و أفتك و راح يتزوج البنت اللي في خاطره و هو حر نفسه و من دون ما يخاف أن أهل البنت يحطون
زوجته اللي على ذمته عذر ...
إيمان : خليني أصحح لك الصوره .. اللي رده عن طلاقها شاهين اللي هدده أن فشله
فيك و أنت خويه ما عاد يعده أخو و سند له .. و هو شرى خاطر أخوه و خير أختك عشان يكون القرار بيدها تستمر على هامش حياته أو تفارق با رضاها و أختيارها من دون ما يخرب علاقته في أخوه .. و طبعا أختك عارفه كل هذا ومع ذلك ذلت نفسها له لين آخر شي حتى نفسها ملتها ...
طلال بدى عليه الضيق الشديد الذي ظهر با نبرته : و ليش أنا آخر من يعلم ... ليش ما تكلمتي و قلتي لي .. شلون رضيتي لأختج المهونه ...
إيمان : هي اللي رضتها لنفسها و حتى لو أنت تدخلت كانت راح تفشلك قدام الكل و تختار مشاري ...
طلال يحكم قبضته محاولا السيطرة على غضبه : حصل خير المهم عرفت حتى لو متأخر و بحلها بطريقتي ..
إيمان متخوفه : شناوي عليه ؟!
طلال بحزم : مالج شغل كافي أنج خشيتي عني لين فشلتيني بخويي ..
إيمان بغضب :... اللحين ما عصبك بسالفة كلها إلا أن شاهين تدخل فيها !!!
طلال أنفجر بضحكه فاجأته قبل أن تفاجأ إيمان : يا ها شاهين اللي مجننك ..
............................................................ ................
.
.
.
.
.
لم تبدد الرياضة غضبي و لا حتى القراءة انتشلتني من دوامة الأفكار الشريرة التي
تتآكلني .... غاضب عليها با الشدة .. و حزين جدا أنه وصل بي الحال على الغضب
من الحبيبة التي أسكن مآقيها .. أمي التي لم تكف يوما عن ترديد أمنياتها لي با
السعادة هي من قتلت فرصتي بها مع سبق الإصرار و الترصد ...
توتر العلاقة بينها و بين نايفه بعدما علمنا بعدم موافقة منار بزواج مني جعلني أشك
بأنها كانت السبب الحقيقي وراء تعاستي ... سألتها مباشرة و تملصت ممن الذنب
بزجري لكني لم أستسلم و حاصرت نايفه لاكثر من ساعة حتى انهارت معترفة
و أنهرت أنا من الخيبة ...
و ها أنا ألمح الفرصة با الانتقام لعلي أشفى! ..
لذيذة ومتاحة ... هكذا با المختصر أراها ... و الصدفة التي دوما تتصنعها جاء
اليوم دوري أنا لصنعها !
.
.
.
ماجد بأعتذار كاذب : آسف ما كنت احسب في أحد با الصالة ...
أسماء زوجة والده : حصل خير ...
ماجد يركز نظره با الجالسة بجانب زوجة أبيه : السموحه منج يا الشيخة ..
مزنة أستغربت جرئته التي فاقت حتى جرئتها بمحاولة لفت أنتباهه لأسابيع طويله :
مسموح يا الشيخ ...
.
.
.
أسماء مندهشة : مزون يا العيارة توج قبل ما يدخل تقولين استسلمتي ..
مزون بدهشة مماثله : و أنا صاجه صار لي أسابيع أطبق خططج و ما شفت
شي و اليوم المره الوحيده اللي ما دورت عليه لقيته بوجهي و لا بعد معطيني وجه و يتميلح !!!
أسماء بعد تفكير قصير : لا السالفة فيها أن ... ماجد وراه شي .. يا خوفي أمه السوسة راسمه خطه و هو ينفذها ...
مزون : و لنفرض أنتي شعليج الموضوع يخصني أنا ..
أسماء : و أنتي بنت خالتي شلون ما يخصني ...
مزون : و بنت خالتج تبي تقب على وجه الأرض و خططت و تعبت و يوم ضبطت معاها تبين تخربينها ؟!!!
أسماء : أنا ما قلت جذيه ... و بعدين أنتي بنفسج مستغربه من تغيره فا شلون تبيني بعد أفكر .. على العموم ديري بالج و أنتبهي و لا تعطينه ريق حلو مدامه انتبه لج
أرسمي الثقل ..
مزون تبتسم بثقه : عاد بهذي لا توصين حريص ..
أسماء بحسره : عاد لو تضبط معاج و تاخذين ماجد بيكون نصيبج أحسن من نصيبي
مزون تخطف كأس العصير الذي كان بين يدي أسماء و تشربه لتفتح أسماء عينيها على أتساعهما دهشة : خير شايفتني حسود ؟!!
أسماء : لا بس تحسبا ما أبي أخاطر با فرصتي الذهبية ...
.
.
.
.
با الطبع فرصتي الذهبية .. فا يتيمة و فقيرة على شاكلتي تحتاج رجلا بمثل
ثقل ماجد المالي و مركزه الاجتماعي حتى تعيش الحياة التي تتمناها !
.
.
.
.
....... : تحبين أوصلج ...
مزون تلتفت لمصدر الصوت : بتتعب معاي ..
ماجد يبتسم بمكر : خليني أنا أحكم ...
.
.
.
.
أم مزون : جعل الصبح يا مزنة ما يطلع عليج و أفتك من همج ..
مزون تتعاظم الغصة في حنجرتها لتخنقها : اللحين شفيج علي كل ما شفتيني دعيتي علي ... و بعدين اسمي مزون مو مزنة ...
أم مزون : مزون و إلا مزنة ليت ربي يا خذج قبل ما تفجرين جانج للحين ما فجرتي و سودتي وجهي...
مزون : يعني اللحين عشاني أسعى بتغيير حالي و حالج بدال ما حنا عايشين على الصدقات صرت فاجره ...
أم مزون : و اللبس الماصخ و المكياج اللي تارسه فيه وجهج و المياعه الماصخه مو فجور ...
مزون : بنظرج فجور بنظر غيرج ستايل ...
أم مزون ترفع يديها لسماء : يا الله يا رب أنك تاخذها و تريحني ...
مزون تنفجر باكيه : كل يوم تدعين علي و هذا أنا للحين حيه و أتحسر علي حالي .. حالي اللي أنخلقت فيه و ما صنعته ... لو أنج يومج كبري سويتي اللي أسويه جان اللحين أنتي عايشه في قصر و بنتج متزوجه تاجر و عيالها في حضنها ...
أم مزون : اللي مثلح فقير و إلا غني نفسه دنية ....
............................................................ .......
.
.
.
.
أضحك بهستيرية على الفيلم الدرامي الذي يعرض مشهد مأساوي .... لا تستغربوا
فأنا غير مهتمه لما يعرض با الأساس أمامي !
كل اهتمامي أخذه حبيبي الذي يهمس لأخيه الخاطب عبر الهاتف يدعوه لتصنع عدم
المبالاة !
.
.
.
.
عزام : أختج هذي متى ناويه ترد .. موافقه و إلا نروح نخطب غيرها ...
عذوب : تخطبون غيرها ؟!! .. مدام أخوك يبي يتزوج و السلام جان خطبتوا له وحده من بنات عمه و ريحتونا من الأزعاج ...
عزام : الأزعاج ؟!!! ... و متى ازعجنا حضرتكم ...
عذوب : كل يوم و الثاني جاي و تقول أخلصوا علينا تراها خطبه مو سلق بيض .. و بعيدن أختي منار خطابها واجد ولازم تفكر مية مره قبل ما توافق على أي احد .. أصلا لو وافقت على غنام بيكون دافعها أخوي فقط ...
عزام لم يعجبه تقليل عذوب من شأن غنام : خلينا من تحيزج لأختج و قولي اللي يريح ضميرج ... أنتي شايفه غنام ينرد ؟!!
عذوب بخبث : لا طبعا ما ينرد و منار عارفه ها الشي بس هي متررده توافق بسببك
عزام : بسببي ؟!!
عذوب : أي بسبك .. لأنك قلت لها ما ابيج في حياتي و هي تعتقد أنك تخطب لاخوك بس لأنه طلبك و ما تبي تكسر في خاطره بس با الحقيقة أنت مو موافق وودك أن
الرفض يجي منها مو منك قدام أخوك ...
عزام يخطف هاتف عذوب الموضوع أمامها على الطاوله و يتصل بمنار ...
.
.
.
.
تغيرت نكهة هذا المساء بحلاوة صوتها .. شهد صب بأذني و انتهت معه أحاسيسي
المجنونة التي رحلت بها موهما نفسي با نسيان طفلتي ...
وصلتني نبرتها الطفولية وتدفق الحنين لوجهها .. تراءت أمامي تطلب مساعدتي
با طيران لوالدها .... و ها أنا من يبعدها عنه الآن !
.
.
.
منار : عذوب يله ردي علي ما لي خلق للمزح وراي مذاكره ...
عزام : متى بتكرمين و تردين علينا .. موافقة و إلا لا ؟
منار تقفز من مقعدها كأنها تركض في أثر صوتها الذي ضاع من أن وصلها صوته
عزام : ألو .. ألو .. منار وين رحتي ؟!!
منار تبتلع حذرها : معاك ..
عزام : زين خلصيني موافقة و إلا لا ...
منار تريد تليين عواطفه و كسبه من جديد : اللي تشوفه أنت أنا موافقة عليه ...
عزام : خلاص أجل باجر بنملك لغنام ...
منار قبل أن يغلق الهاتف : عزام ..
عزام : خير ؟
منار : ممكن أجي أقعد عندكم لين العرس ؟
عزام بسعادة أستطاع أخفائها بمهارة : ما عليه تعالي مدامها بتكون فترة قصيرة و تعدي ...
.
.
.
.
ما أن أنهى عزام الاتصال حتى تفاجأ بعذوب ترتمي بين أحضانه : الله يخليك لنا و لايحرمنا منك ...
عزام يحاوط بذراعيه عذوب المرتميه بأحضانه : شكلج تلككين من زمان تبين تحضنيني و جتج الفرصه أخيرا ...
عذوب تحاول التملص من أحضانه : بااايخ ...
.
.
.
قلبي المعطوب وصل لها التيار أخيرا ... يااا كم كنت عنيدا لحد حرمان نفسي من طاقة الحب !
............................................................ ......
.
.
.
.
مشاري : خويك هذا مجنون حط بنتي على مكتبي و طالباتي حولي ....
شاهين الغرق بضحك : تستاهل ... زين الل يبرد حرته بها الشكل و ما دبغك و رماك في البر ...
مشاري الذي تعاظم غضبه : شاهين أنت فاهم الموقف ... طلال أحرجني و أحرج نفسه شلون و احد دارس و فاهم نفسه يتصرف بها الشكل الهمجي ...
شاهين : با العكس أنا فهمي لتصرفه أعمق من فهمك .. هو جاك بنفس الأسلوب اللي
تعرفه ... عاملت أمل بقلة ذوق و ما احترمت مشاعرها و لا حشمت الشايب اللي عطاك أياها ووصاك عليها و لا قدرت حشمة طلال لك و تقديره ... وهذا هو ردها لك من دون نقصان .. و بنتك في حضنك و بنتهم في حضنهم و الوجه من الوجه أبيض ...
مشاري : ليش انا و شسويت ؟!!
شاهين : مشكله إذا ما تدري و شسويت .. المهم أن إهمالك لأمل في ولادتها القشة اللي قصمت ظهر البعير مثل ما يقول المثل ...
مشاري بقلق : أنزين شنو يبون اللحين .. لا يكون يبوني أطلق بعد ما تورطت معاها في بنت ؟!!
شاهين : هذا التفسير الوحيد للحركة اللي سواها طلال ... يمكن أصلا ناوين يرفعون عليك قضية عشان يخلعون بنتهم منك ..
مشاري : و أنا و شسويت عشان هذا كله ... أنا و أمل متفاهمين وما بينا شي و اللي تمر فيه اللحين مثل ما قال الدكتور كآبة بعد الولادة ...
شاهين : أو يمكن أمل بعد ما ولدت شافت أنها وهقت عمرها معاك و حبت تنسحب بأقل خسارة ممكنه ...
مشاري : و الضحية طبعا ها الصغيرة اللي تعابل فيها رهف ..
شاهين : الصغيره أمرها هين بنجيب لها مربية و بتعيش حالها حل غيرها ...
مشاري بامتعاض ظاهر بنبرته : ما أشوفك قلت ها الكلام لزوجتك اللي متكفله با ولد
أختها كأنه ولدكم ...
شاهين : اللحين أنا و زوجتي شكو تحشرنا في موضوعك ...
مشاري بحده : مدري عنك و حلولك الغريبه .. تبي بنتي يربونها الخدم !
شاهين ببرود: خلاص دور لك بنت حلال و تزوجها و تربي لك بنتك ...
مشاري : لا يمكن ما أضمن تعاملها زين .. أمل على كل عيوبها هي أحسن وحده
ممكن تربي بنتها .. لا يمكن بيكون في احد أحن على بنتي من أمها ...
.
.
.
.
تنبع منها مشاعر الأمومة بعفوية .. لا تجاهد في إظهار حبها و لا تتكلف اهتمامها
الصادق و ها هي تلقن جاسر أسم الخالق أول مفرده ينطق بها ...
.
.
.
.
شاهين : عمي و أهله ردوا بيتهم و منار مثل ما عرفت بترد بيت أبوها باجر يعني
ما في داعي لوجودنا هني ...
غالية ترمي سؤالها الروتيني : تحبني ؟
شاهين بضجر و بحده : و بعدين مع هذا السؤال الغبي .. . مو معقول تبيني أأكد مشاعري لج كل يوم ...
غالية : في حالتك معقول و نص بعد ...
شاهين : في حالتي ؟!!
غالية : مشاعرك متذبذبة المؤثرات الخارجية تأثر فيها و تغيرها بسهولة ... و أنا
أحب التأكد من حالة مشارك كل يوم عشان أتطمن ...
شاهين يقف ممتعضا : بدينا جلسة التعذيب اليومية .. أنتي ما تملين ؟!! .. قولي لي وين يتوصلين له .. تبيني أطلقج .. تبين ننهي التعاسة اللي خلقتيها بقلة ثقتج في نفسج
غالية : قلة ثقتي في نفسي ؟!!
شاهين : أي قلة ثقتج في نفسج ... مو متخيله أن أنا اللي تنازلت عن عليا الكاملة بنظرج متمسك للحين فيج ...
غالية : يا غرورك ... لا ما عرفت أسبابي ...
شاهين : هذي أسبابج الحقيقية اللي مصدرها عقلج الباطن و أنا أستحضرتها لج و اللحين عالجيها بروحج قدامج الليل كله أما أنا أستأذن بروح أرتب أغراضي و إذا خلصت بساعدج إذا ما عندج وقت ...
.
.
.
.
عبث بأفكاري و ها أنا أتساءل هل فعلا ما ذكر هي أسبابي الحقيقية التي تجعلني أتردد بقبول مشاعره الي يلقنها لي يوميا !!
............................................................ ......
.
.
.
ساعة الفسحة هي الفرج الوحيد الذي ينقذني من اختناقاتي التي تلد كلما ردت
الجدران الرمادية لي النظر ... لكن ما أن لمحت خياله من بعيد حتى حاصرتني
جدران الألم و أطبقت على صدري .. ما عدت قادرا على التنفس و رأسي من خفته
شعرت به يهوي من قمة جسدي ! ....
و لم ينتشلني قبل السقوط إلا كف أبو مازن الحانية ...
.
.
.
أبو مازن بقلق : بسم الله عليك .. و شفيك يوجعك شي ؟
ناصر الذي يحاول التنفس بانتظام : مو معقوله ... أكيد أنا أتخيله اكيد أن مو هو ..
أبو مازن يحاول فهم هذيان ناصر من خلال تتبع نظره : أنت و شطالع و منو اللي تخيله ؟
ناصر : أبوي !
............................................................ .....
.
.
.
.
أحيانا عندما تعتقد أنك لملمت أحزانك تجد أحداها أمامك
لتنقشع كل غيمة حملت أوهامك ...
و تتوارى عن النظر أحلامك بهزيمة ألحقها بك أحد أحبابك ..
و السؤال هو ... هل تخلق له فسحة بآمالك أم تهدي له كل أحلامك ؟!
............................................................ ...............
.
.
.
.
متابعتكم تحفزني للقاء آخر ...
|