أعلن الطيار عن الهبوط , وفتشت غريتا عن القفل الخاص بحزام المقعد.. لم تكن الرابعة والنصف صباحاً هي أفضل ساعة في اليوم كله . فهو أسواء وقت للهبوط في بلد غريب وأرض مجهولة بعد سفر جوي لمدة ليلة.
منتديات ليلاس
أمسكت غريتا متاعها الخاص باحكام وحاولت اقناع نفسها أن التقلصات في معدتها سببها الهياج الناتج عن طول فترة الطيران حيث طارت إثنتان وعشرين ساعة دون أن تفعل شيئا سوى التفكير في المستقبل الذي ينتظرها في نهاية الرحلة ودوامة الأسبوع الذي سبقها.
هل انقضت بالفعل عشرة أيام فقط منذ بعد ظهر ذلك اليوم ؟ لدهشتها لم ترى الكونت بعد هذا اللقاء الرسمي المبهج ، والشاي الذي شربته معه . كانت تعليماته دقيقة ومفهومة , ولم تواجه صعوبات في اعدادها لتلك الرحلة .. كان قد اتصل بها في المنزل مرة واحدة بينما كانت قد خرجت تتبضع . فتلقى والدها الرسالة .. وبخيبة أمل لم يطلب ردا أو سؤالا, لذلك لم يكن هناك مبرر للاتصال به. وعرفت أنه سيغادر لندن في اليوم التالي الى مدريد , في طريقه الى جنوب أمريكا.. وخطر ببالها أنها لو كانت مستعدة لسافرت معه إلا إذا كان في رحلة عمل ولم يجد ضرورة لمرافقتها له.
توقعت أن ترتجف بردا حين أن تغادر الطائرة , لكن الجو كان دافئا رطبا وهي تمر بالاجراءات الرسمية . فكرت أن هذا أقل اثارة مما توقعت... أخيرا مرت بضابط الجوازات الذي نظر بدقة إلى أوراقها ومد يده إلى الختم, ثم قطب وتفحص الأوراق مجددا... إرتجف قلبها, ما الأمر؟
-أنت آنسة تيرانت ؟ آنسة غريتا تيرانت؟
-أجل.
نظرالى أوراقها مرة أخرى ثم ختمها بحماس وطوى الجواز.. فشعرت بالارتياح... لكن ليتلاشى مجددا وهو يقف والأوراق في يده ويقول بأدب:
-أيمكن للسنيورا أن تأتي من هنا ..أرجوك.
ماذا الآن؟هل سيتم إحتجازها ؟ وفتح لها بابا جانبيا في الممر وأشار اليها أن تدخل .
كان في الغرفة الصغيرة شخص واحد واقف , وشهقت غريتا : شكرا لله!