كاتب الموضوع :
dede77
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
وتابع الضغط على هذا المنوال بشأن قسوة العالم ، وأن الطبيعة الصادقة هى أحيانا مصدر إحباط ، وهو لا يرغب أن يراها قاسية غير حساسة ولا يريدها أيضا أن تصاب بأذى . وأن التصريح بالحقيقة أحيانا يقود إلى المزيد من المشاكل فى الحياة ، عكس التصرف اللبق فى الوقت المناسب
أجل . . كل هذا عاد بها إلى فن النفاق والمداهنة اللطيفة . وهذه ليست موهبة . . بل هى مجرد بداية لمعرفة ماذا تعنى الحياة لفتاة ليست بارعة فى إخفاء مشاعرها !
وبدأت غريتا تفكر بهذا وتتعلم بألم ما بدا طبيعة ثانية لصديقاتها الإناث.. لكنها كانت لا تزال تعانى قسوة الصراحة التى لا ترحم ... ولا تزال تعترف فورا إذا ارتكبت خطأ صغيرا فى العمل حتى لو كانت النتيجة هبوط الغضب على رأسها ذو الشعر الحريرى الأشقر ... كانت لا تزال تبوح بكل الحقيقة الفجة بشأن أى شئ تسأل عنه ... لكنها تعلمت أن تكون متحفظة قليلا حين يتقاطع مسارها فى الحياة مع الجنس الآخر .
إلى أن بلغت سن التاسعة عشرة ووقعت فى حب رب عملها الجديد .
كان الخط الفاصل بين السماء والأرض ضبابيا خلال ثلاثة أشهر ، أخذها إلى العشاء ، علمها الإبحار ، وقال لها طوال الوقت أشياء تجعلها تزهر وتتألق جمالا ،
وأخيرا أخذها معه إلى روما فى رحلة عمل ، حيث كان صادقا معها لأول مرة وكانت هى أكثر صدقا عما قبل ... قالت له فى لهجة حازمة إنها لا تريد أى نوع من العلاقات مع رجل متزوج ، حتى ولوكانت تحبه وزوجته سافلة تماما . . أخيرا ، قالت له فى نهاية الرحلة الكارثة ،
إنها لا تريد أن تعمل معه بعد الآن ... ثم بكت كثيرا بعد ذلك إلى أن عرفت أن الإحباط هو أعظم محطم للقلوب ، وبشكل غريب لم تعد تتألم كثيرا بعد أن واجهت الحقيقة .
حين همد ضجيج العائلة ووصلت غريتا إلى نقطة قد تصرخ عندها لو قبلت كلمة أخرى فى الموضوع. قال والدها بقلق : كان يجب ألا ترمى استقالتك هكذا . . بل كان بإمكانك طلب نقلك إلى قسم آخر . . ماذا ستفعلين الأن؟ -سأسافر إلى الخارج .
صاح السيد تيرانت : الخارج ؟
وتمتمت السيدة تيرانت : الخارج ... لعطلة يا حبيبتى ؟
- لا . . بل للعمل.
|