كاتب الموضوع :
dede77
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
غرقت غريتا فى ارتباكها دهشة لنفاذ بصيرة دونا ايزابيلا .. ولم يخطر على بالها فى هذه الاثناء ان تعزو ذلك الارتباك لاى سبب اخر ، وتمتمت ، لكن دونا ايزابيلا اشارت براسها بطريقة سلبية 0
-لاتقلقى اكثر من هذا .. الان كل شئ على ما يرام 0
اخترق صوت سيارة الهدوء ، واستقامت دونا ايزابيلا فى جلستها تمد يدها الى عكازها 0
توقفت السيارة ، وفى لحظة امتلات الشرفة المسقوفة 0
انطلق كارلوس الى الامام يمد يديه الى جدته وهى تخطو خارج السيارة .. ووقفت كارلوتا جامدة لحظة بينما كان ميغيل يفتح صندوق السيارة ، وبدا يحمل تلا من الحقائب ، ثم بدات الصيحات والايماءات ابتهاجا بلقاء العائلة مجددا 0
لكن غريتا لم تر سوى شخص واحدا 0
وفى تلك اللحظات لم ينظر اليها احد ، وتمكنت من الوقوف جانبا والنظر 0
بدا لها اطول قامة .. بشرته الزيتونية الناعمة اكثر قتامة ، كث الشعر اسود جذاب للغاية .. حركاته الرشيقة تدل على قوته كنمر متربص يتحرك للصيد ببطء .. كان يرتدى نظارة سوداء وقميصا انيقا بلون عدسات نظارته مع بنطلون ضيق عاجى اللون .. وعندما استدار تحركت عضلاته على طول جسده بشكل جعل غريتا تحبس انفاسها 0
كان ينظر اليها مباشرة واحست بخفقان غريب يجتاح احاسيسها ، مع شعور مجنون بشلل مفاجئ يتملك اطرافها على الفور .. ثم غمرها الظل الاسود ووصل صوته اليها . عبر الغشوة الغريبة ، سمعت صوتا اخر باردا مؤدبا ، ولمحت امرأة واحست ان اليد التى لابد مدتها الى الامام ، تؤخذ بلطف .. وصوت الكونتيسة يقول : اذن هذه هى السنيوريتا الانجليزية 0
كانت الكونتيسة صغيرة الجسم ونحيلة ، يحيط بها جو من الرقة خادعة تماما ..ولم تستطيع غريتا تقييمها حقا حتى انهت حديثها واستوعبت التاثير الكامل للسلطة التى تخفيها وراء مظهره الهادئ 0
بدت قوية حازمة رابطة الجاش .. كان الخدم يخافون منها .. كارلوس وكارلوتا شعرا امامها برهبة مفزعة ، بينما حافظ دونا ايزابيلا وحدها على هدوئها فى مجابهة شقيقتها المتسلطة .. الشخص الوحيد فى المنزل كله والذى بدا غير خائف منها كان ابنها . خلف الفوارق الكبيرة بينهما ، كان من السهل ملاحظة من اين ورث ثقته بنفسه وسحره .. ولم تكن خالية من المرح اللاذع 0
ذلك المساء ، استدعت غريتا بعد وجبة المساء الطويلة وجلوس العائلة فى برودة الشرفة المسقوفة .. لامس الكونت ذراع غريتا بايماءة مرافقة رسمية احست بها تحرقها ، ثم وضع لها كرسيا قرب الكونتيسة 0
تفرست فيها للحظات النظرة الباردة الارستقراطية .. ثم ضحكت فجاة بصوت خافت 0
|