وتلاشى انكارها فى شهقة اثر مقاطعة الكونت لها وصدمتها مرة اخرى تلك اللمسة الحساسة المخملية ، ثم ضاعت فى قوة عناقة المحطم .. واجتاحها بجنون احاسيس جديدة .. ثم ضاعت تلك الاحاسيس الجديدة فى محيط النسيان الذى لاوجود لشئ فيما عداه وعداها 0
منتديات ليلاس
فى الوقت الذى حاولت فيه السعى لاستعادة احاسيسها المشتتة ، تراجع محدقا فى وجهها البيضاوى المرتجف الشاحب .. ولمع بريق الطمأنينة فى عينيه السوداوين وابتسم بجاذبية : ارغب فى ان اعلمك معنى كلامك .. يا انستى الانجليزية الصغيرة الباردة 0
كانت لاتزال ضمن اسره الدافىء .. واكتشفت غريتا ضعفا منذرا بخطر يطغى على اطرافها .. وعمل عقلها بجنون .. اهربى .. ابقى .. احتجى ! لماذا السؤال .. بلا اجابة ؟ لماذا ؟
-انت ترتجفين ! بالتاكيد عناقى لك ليس صدمة لاتحتمل ؟
تراجعت عنه تشيح وجهها : انا .. لم اتوقع منك صدمة مثل هذه يا سنيور .. انا .. –انا ؟ وهل تظنين اننى لا اتاثر بنداء الاحاسيس يا سنيوريتا ؟
بدا لها من الامان اكثر ان توافق .. فهزت راسها بغباء .. فواصل : ام اننى محصن ضد الجاذبية الانثوية .. خاصة لو كانت لفتاة ساحرة متواضعة ، لديها الجراة لتلقى على محاضرة بكل وقار ، بشان سلوكى غير الحضارى فى مجتمعات هذا العصر ؟ وقفت مذعورة : آه .. لكننى ما فعلت هذا !
وقف بدوره ووضع يده على كتفيها من الخلف : لكننى اظن انك كنت تفعلين .. واظن انك لم تتوقعى ردا سريعا كهذا 0
–لم اتوقع عرضا فعليا بمعنى الكلمة 0
تمنت ان يتوقف قلبها عن خفقاته المجنون ، والتفتت تواجه نظرته الساخرة 0 –وارجو ان تتذكر يا سنيور .. ان .. آه ..
انتهت كلماتها بشهقة ، تردد مثلها من وراء الكونت .. كان الظلام حالكا .. لكن غريتا لم تجد صعوبة فى التعرف على استريلا ولا غضبها : لقد انتظرنا ربع ساعة ! وهل نسيت .. رامون ؟
استدار يواجهها ، يحنى راسه قليلا بتحية باردة مؤدبة 0
–اعتذر يا سنيوريتا .. لم اكن اعرف 0
ثم اوقف غريتا عن الهرب : لا .. يا سنيوريتا .. ساوصلك الى الداخل 0
تذمرت استريلا وهو يقودهما نحو الترس : ستتاخر كثيرا 0
بالكاد سمعتها غريتا .. فقد احست بشئ من التوتر يغزو رباطة جاشها المشتت اصلا ، وهى ترى الكونت يتجه الى تيريستا المترقبة ويرفع يديها لشفتيه وهو يتمتم باعتذار 0