كانت تعيد مرآتها إلى حقيبتها حين خرجت الفتاة ذات الشعر الأسود وهمست :
- لا تتصلى بنا . . سنتصل بك ... على أى حال أعتقد أننى فقدت تلك الرحلة .
مرة أخرى أصبحت غريتا وحدها . . مرت دقيقة . . ثم أخرى . . وثالثة . . ولم يكن هناك صوت فى الغرفة الداخلية ... وقفت مقطبة .لا يمكن أن ينسوها . . سمعت صوت قرقعة عربة شاى تمر بالباب الخارجى وأصوات مكتومة خارجا . . ثم صمت مجددا ... فجأة تحركت إلى الأمام ودقت الباب الداخلى .
منتديات ليلاس
لا أحد يرد . . عضت شفتها ، ثم دقت مرة أخرى وفتحت الباب قليلا . . ونظرت إلى الداخل وعلى شفتيها كلمة إعتذار . . وفى عينيها حيرة ... كانت غرفة الجلوس الواسعة فى الجناح خالية .
انسحبت مقطبة لتغلق الباب بهدوء ،وعادت إلى كرسيها قرب الباب الخارجى . . تتساءل ماذا تفعل ؟ هل يستحق ذلك هذا الانتظار ؟
انتابها الإحساس بخيبة الأمل ، ونظرت إلى الباب المغلق ... ربما استدعيت السنيورا جورادو خارجا لبضع دقائق . .
ستنتظر خمس دقائق أخرى ، ثم ستقرع الباب ثانية ... ربما تكون السنيورا جورادو قد عادت وإلا سوف تنسحب على أى حال .
انحنت غريتا تسترد قفازها الذى سقط من يدها إلى الأرض . . ووقع القفاز مجددا ، وعندما استقامت غريتا دائخة ، رأت النجوم تلمع أمامها . . ثم واجهت مباشرة نظرة سوداء مجفلة بقدر إجفالها وأكثر .
-سانتو . . أرجو عفوك !
عاد الباب الذى أصاب لتوه رأس غريتا إلى مكانه ، ووقف رجل طويل فى بدلة رمادية يعلوها :
- هل أصبت بأذى ؟ لم يكن لدى فكرة . .