لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-10-09, 05:16 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

خيبة أمل
عندما ترددت لتفكر في أحسن طرية لإخباره,قال بعنف:"لا.قلت إنك لن تعودي إليه أبدا,لن أسمح بأن تبيعي نفسك من أجلي"
-أنا لا أقوم بشيء كهذا.
وأدركت أن عليها أن تقنعه بشكل ما,وإلا فسيرفض العون من رايان.قالت:"إسمع,ما كنت لأعود إليه فقط من أجل المال,ولكن.."
-ولكنك لا تستطيعين التفكير في الزواج من رجل مفلس.أنا لا ألومك...
-أرجوك,هل لك أن تكف عن مقاطعتي وتصغي إلي؟إذا لم يكن لديك قرش واحد,وكان عليك أن تذهب إلى السجن لبقيت أريد أتزوجك لو كنت حقا أحبك...
قال وكأنه يعلم ذلك دوما في أعماقه:"لكنك لا تحبينني"
واعترفت هي قائلة:"ليس إلى حد كاف"
-ربما كنت أعلم دوما أنني أعيش في فردوس زائف,لكنني لم أشأ أن أعترف بذلك.
-أردت أن أحبك.حاولت ذلك...
فتنهد من أعماقه:"مازلت تحبين فالكونر,أليس كذلك؟"
-نعم.
-رغم أنك حاولت أن تنكري هذا,أظنني كنت أعرف ذلك دوما.كنت أحاول أن أقنع نفسي أنني مخطئ,ولكن ذلك النهار في المطعم,كان حبك له واضحا بشكل مؤلم.
-أنا آسفة.
-وكنا على وشك الزواج.
-كنا سنرتكب غلطة.فأنت تستحق زوجة تحبك من أعماق قلبها,زوجة تشعر نحوك كما أشعر أنا نحو رايان.
-هل ستعودين إليه؟
-نعم.
-قلت من قبل إنك لا تريدين العودة إليه.
-هذا صحيح,لم أكن أريد ذلك.
وكبحت رجفة تملكتها:"لكنني لم أستطع السيطرة على نفسي"
لم يكن تشارلز أحمق.وبعد لحظة,قال:"هكذا عندما أخبرته أنني في مأزق,عرض هو المساعدة بشروط,وهنا قررت العودة إليه"
-لا.أنت مخطئ.
فقال متعبا:"لا فائدة.أنا أعلم أنك تقومين بهذا من أجلي فقط"
-أنت مخطئ!أنا عائدة إليه لأن هذا ما أريده.سبق وقررت هذا حتى قبل أن أعلم نوع المأزق الذي كنت فيه...انتظرتك لأخبرك.
انتصب في جلسته:"تقولين إنك قررت أمرك قبل أن تعلمي بمشاكلي؟"
-نعم.
-ومتى تكلمت معه عن ذلك؟
أجابت على أساس أكثر أمانا:"لقد عاد إلى لندن واتصل بي إلى المعرض بعد خروجك مباشرة,سيعود إلى وطنه غدا ويريدني أن أذهب معه"
وعندما رأت أن تشار لز غير مقتنع تماما,أضافت:"إسأل هيلين إذا كنت لا تصدقني.فقد ردت هي على الهاتف وعرفت صوته.."
رن جرس الباب أثناء كلامها:"هذا سائق رايان,جاء ليأخذني وقد أحضر الشيك"
وأسرعت إلى الباب لتجد ماكسويل واقفا,فناولها مغلف أبيض وقال:"طلب مني السيد فالكونر أن أسلمك هذا المغلف وأنتظرك"
عادت بالمغلف ووضعته في يد تشارلز,ففتحه ونظر إلى الشيك.بدا على وجهه مزيج غريب من الرهبة والإرتياح والقلق:"لقد دفع فالكونر مبلغا طائلا.إما أنه سخي للغاية,وإما أنه يكن لك تقديرا بالغا"
ثم سألها بسرعة:"هل أنت واثقة حقا من أنك تريدين العودة إليه؟"
-واثقة تماما.
-قال أنه يريد استعادتك فقط ليثأر منك.
فقالت بحذر:"قد يكون هذا صحيحا,لكن أفضل العيش مع رايان على العيش من دونه"
-أنا أفضل ان أمزق هذا الشيك وأستسلم لمصيري,على أن أدعك تجازفين بنفسك.
-يمكنك ذلك,إذا شئت,لكنني سأعود إلى رايان على أي حال.
ورأته مترددا,فعادت تقول:"أنت تعرف الوضع الآن.من الخسارة أن تمزقه,إلا إذا كانت كبرياؤك تمنعك من الإحتفاظ به..."
-المال غير مهم بالمقارنة...
-آه,بل هو كذلك.إنه لا ينقذك فقط,بل ينقضني أنا أيضا,فهو يمكنني من تركك من دون أن أشعر بالذنب.
حاول أن يبتسم:"لا أستطيع أن أشعر بغير الأسف لهذا"
-ستجعل امرأة محظوظة حبيبة رائعة.امرأه مثل هيلين التي تحبك من كل قلبها.
رأت الدهشة على وجهه.من الواضح أنه لم يكن لديه فكرة عن الموضوع.ربما سينظر إلى المرأة الأخرى بشكل مختلف,ولو استطاع فقط أن يرى كم هي جذابة...
-فرجينيا...
كانت عند الباب فالتفتت إليه,فقال:"إذا لم تنجح الأمور معك,فأنا مازلت هنا حتى لو بقينا صديقين فقط"
-شكرا.
وابتسمت له قبل أن تحمل حقيبة يدها وتخرج من المنزل.
الرحلة كانت بطيئة بسبب زحمت السير,لكن فرجينيا لم تلحظ ذلك.فقد جلست منهكة,شاعرة بالخواء,تحدق أمامها بعينين لا تريان.
عندما وصلا إلى الفندق,حمل ماكسويل حقيبتها ثم رافقها إلى الجناح الملكي.
فتح رايان الباب بنفسه,وأخذ منه الحقيبة قائلا:"شكرا يا مكسويل"
في الداخل,ألقى رايان بالحقيبة وأخذ يتأمل وجه فرجينيا الشاحب:"تبدين محطمة للغاية.أظن أن عليك أن تذهبي مباشرة إلى السرير.سندع الحديث حتى الصباح"
كان شعره الأسود مازال مبللا,وقد حلق ذقنه لتوه.
قادها إلى غرفة نوم مطلية باللونين الأزرق والرمادي,يتوسطها سرير فسيح.وعلى الفور وجدت نفسها تتذكر بوضوح ما قاله لها في الحديقة العامة:(الآن,بعد أن عثرت عليك,أريدك أن تعودي إلي)
وتملكتها رجفة.لقد جاهدت في إقناع تشارلز بأن هذا ماتريده,وأنها لن تعاود التفكير في النتائج.وهاهي الآن هنا,وقد فات الآوان على التراجع.لو كان أمرها يهمه مثقال ذرة فقط...ولكن لا.إنه يريدها فقط لكي يعذبها انتقاما منها لأنها تركته.
وسيكون الأمر أسوء عندما يصلان إلى أميركا لأن هذا يعني مزيدا من الآلام والإذلال.ستصبح كبش الفداء بينما تنظر إليها مادلين مستمتعة متشفية.ولكن عليها أن تحتمل كل ذلك,بشكل ما,حتى يحقق إنتقامه ويتملكه السأم أخيرا.
منتديات ليلاس
وقاطع صوت رايان أفكارها الكئيبة التعيسة:"تبدين وكأنك لا تستطيعين الوقوف"
كان الأمر ليصبح أفضل لو أن بإمكانها أن ترفضه عقلا وجسدا معا,لكنها تعلم جيدا أن ذلك مستحيل.ولو أن الأمر كذلك,لما رغب رايان فيها,فهو ليس بالرجل الذي يستمتع بحب امرأة كارهة له.
حتى لو كان ذلك للإنتقام منها فقط.
-أليس من الأفضل أن تصعدي إلى السرير حالا.
أجفلت لكلامه,لكنه قال بهدوء:"سأتركك لتغيري ملا بسك وتخلدي إلى النوم"
كانت من التوتر بحيث مرت لحظات قبل أن تشعر بالرضى لأن رايان لن يضايقها.
ظلت في البداية متصلبة بجفاء,ثم شيئا فشيئا,راح جسدها يسترخي وكأنها عادت إلى بيتها بعد طول غياب ومعاناة.
لم يكن رايان غافلا عما تشعر به نحوه,فأحس بالرضى.لكن سؤالاً واحداً يحيره ولن يرتاح قبل أن يعرف جوابه.كان واثقا بحد ما بأن الجواب سيرضيه,إلا أنه بحاجة إلى أن يطمأن نهائيا,فسألها:"لم يكن رينور حبيبك أبداً,أليس كذلك؟"
هزت رأسها نفيا,غير قادرة على الكذب.
-ولكن أثناء السنتين والنصف الماضية,لا بد أنك عرفت غيره؟
-لا.
سمعته يتنفس الصعداء قبل أن يقول بانتصار:"يا حلوتي,أنت لي وحدي"
لم تستطع أن تظهر أي امتعاض.فوجئت به يسألها:"لماذا لم يكن لديك أي حبيب؟"
لأنه الوحيد الذي أحبته في حياتها.وعندما لم تجب, عاد يلح عليها:"أنت صغيرة وجميلة فلماذا لم تتخذي حبيبا آخر؟"
خوفا من أن يتكهن الحقيقة ويستعملها سلا حا ضدها,سألته:"ألم تسمع قط بالمثل القائل:من لدغته الأفعى يخاف من الحبل؟"
فقال بمرح:"جعلتني أبدو و كأنني أفعى مخيفة"
لكنها كانت واثقة من أنه أصيب بخيبة أمل.
*****
أيقضتها جلبة خفيفة ففتحت عينيها لترى رايان واقفا عند الباب وقد اغتسل وارتدى ملابس بسيطة.
-سيكون الفطور جاهزا بعد دقائق,كما علينا أن نترك الفندق.
وأضاف وهو يبتسم لها:"أنت المرأة الوحيدة التي تستيقظ رائعة الجمال عند الصباح"
فاحمر وجهها,ونزلت من السرير وهربت إلى المطبخ تتبعها ضحكته ال****ة.
كيف أمكنها أن تتخلى عن سيطرتها على مشاعرها بهذه السهولة؟
أخذت تتساءل عن ذلك بغيظ,وهي تفرك أسنانها بشدة لا ضرورة لها.
لقد كانت حمقاء ضعيفة! أين قوة إرادتها؟
ولكن مافائدة تعنيف نفسها؟هكذا سيبقى حالها مع رايان.
الحب,وكل تلك المشاعر المضطرمة التي تكنها له,تجعلها تنتمي إليه أكتر مما تنتمي إلى نفسها.وعندما أخبرت تشارلز أنها مازالت تحب رايان,كانت تنطق بالحقيقة,فهي لم ولن تتوقف عن حبه أبدا.
ارتجفت بالرغم من البخار المعطر الذي يعبق في الحمام.حبها يجعلها ضعيفة للغاية,ويمنحه قوة هائلة يستغلها ضدها..وبقسوة بالغة.
لعل فرصتها الضعيفة والوحيدة هي إنكار هذا الحب...
عندما انتهت,أسرعت إلى غرفت النوم وفتحت حقيبتهاثم أخرجت ملابس نظيفة ارتدتها بسرعة.وضعت زينة خفيفة على وجهها,وكانت على وشك أن تربط شعرها لكنها عادت فغيرت رأيها,وتركته منسدلا.
كان رايان واقفا عند النافذة ينظر إلى الشارع المزدحم المؤدي إلى حديقة كينيليم العامة,فيما عربت الإفطار بالانتظار.استدار عند دخولها بأدبه المعتاد,سحب لها كرسيا لتجلس,ثم قال بعد أن سكب لهما كأسين من عصير البرتقال:"أتريدين بيضا مع اللحم؟"
-شكرا.أريد قهوة وخبزا محمصا فقط.
نظر إليها وهي تدهن الخبز بالزبدة,ثم سألها:"الآن كيف تقبل رينور الأمر؟ظننته سيعترض على بيعك نفسك"
عضت شفتيها باختصار:"لقد فعل.في الواقع كان مستعدا لتمزيق الشيك"
-أظنك أقنعته بقبوله وإلا لما كنت هنا.في الواقع شعرت بالارتياح لأنه اهتم بمصلحته أولا.
شعرت بنبرة خفيفة من الازدراء في صوته,فهبت في وجهه تقول:"لم يكن الأمر كذلك على الإطلاق.لا تحكم عليه وأنت لا تعلم شيئا عن الأمر.اضطررت إلى الكذب,فأخبرته أنني أريد أن أعود إليك"
-وهل صدق ذلك؟
-ليس في البداية.بقي يفكر في أنني فعلت هذا من أجله.
-وكيف استطعت إقناعه؟
-أخبرته أنك اتصلت بي في المعرض وأن هيلين ستؤكد له هذا.ولأنني أدركت أن الزواج منه غلطة,وافقت على العودة إليك وذلك قبل أن أعلم أن لديه مشاكل.
-مازال هذا العذر يبدو ضعيفا بعض الشيء.
-اضطررت في النهاية إلى أن أخبره بأنني أحبك.
-وهل تحبينني حقا؟
-لا بد أنك تمزح!
توتر فمه قبل أن يجيب بجفاء:"أظن أن شعورك نحوي لم يعد مهما مادمت هنا"
وفكرت بمرارة في أنه لا يهتم مثقال ذرة بمشاعرها,وهذه الحقيقة ستظل تؤلمها إلى الأبد.
-صدقني,ما كنت لأعود إلى هنا لو أن أمامي خيار آخر.لكنني لم أستطع الوقوف جانبا فيما تشارلز يتحطم.
-ألا تظنين أن الذنب ذنبه لتهوره وحماقته؟
-تشارلز ليس متهورا ولا أحمق أبدا.
عبس رايان لدفاعها عنه:"حسنا,عليك أن تعترفي بأنه جازف وهو يشتري لوحة أصالتها غير مؤكدة تماما.على أي حال,لعله لم ير قط اللوحة الأصلية,وإذا رآها فربما كان ذلك في صباه,لأنها بين مجموعة أوتيس جفرسن منذ ثلاثين عاما"
-تشارلز يعرف لوحات رواسير جيدا,وكان مقتنعا بأنها حقيقية ثم من أنت حتى تدينه؟هل سجلاتك دوما بيضاء ناصعة؟
سكتت فجأة عندما خطرت لها فكرة.لقد افترض تشارلز أنها أخبرت رايان بأمر اللوحة الزائفة بعد أن عاد هو إلى البيت وأخبرها بذلك,لكنها لم تفعل ذلك بالتأكيد...كانت على حق...لا بد أن رايان يعلم منذ البداية.فسألته بصوت حاد:"كيف علمت بكل هذا؟من المفترض أن الأمر تم في سرية تامة.لا بد أنك كنت تعلم أي مأزق سيقع فيه تشارلز قبل أن يشتري.."
وتزايد الشك فتابعت تقول:"لا,هذا مستحيل,إلا إذا.."
فقال يكمل جملتها:"إلا إذا كان لدي حاسة سادسة؟"
-ولكن ليس لديك حاسة سادسة!
-لا,ليس لدي.
-فكيف علمت إذن؟ثلاثة أشخاص فقط عقدوا هذه الإتفاقية...البائع,ولا يمكن أن يكون هو من كشف الأمر,وتشارلز نفسة,وأندرسن,الرجل الذي أشترى اللوحة الزائفة.
عندما تردد رايان,وكأنه يقرر ما إذا كان عليه أن يخبرها أم لا,ألحت فرجينيا:"أريد أن أعرف كيف عرفت بذلك"
بدا الهزل لحماستها هذه فرفع يديه بإستسلام:"لا بأس.سأخبرك.كما تعلمين,كنت أبحث عن بعض اللوحات التى رسمتها أمك,فرتبت أمر تناول الغداء مع رجل يدعى أندرسن,وهو سمسار وجد لي في الماضي بعض اللوحات.وقد أشار إلى أن لوحة(آثار أقدام)ستعرض للبيع...على أن يبقى الأمر سرا.اهتممت للأمر,لأنني أعرف صاحب اللوحة جيدا.فالسيد همفري بوست ليس صديقي فقط,بل هو أيضا عم بيث...
رغم أن فرجينيا تعلم أن بيث إنكليزية,إلا أنها شعرت بالدهشة تصل إلى حد عدم التصديق.لكن رايان تابع قائلا:"قال السيد همفري إنه اشترى اللوحة ليضمها إلى مجموعته الخاصة وأنه لا ينوي بيعها على الإطلاق...وعندما ذكرت ذلك لأندرسن ,بدا متكدرا للغاية لأنه دفع ثمن ماعلم الآن أنه زائف...وقد انخدع رينور بها مثله.."
ساور فرجينيا الشك.رغم أن ما قاله رايان منطقي للغاية...لكن المسألة كانت من التنظيم بحيث لا يمكن أن تكون مجرد مصادفة.
وبعد أن تأمل وجهها لحظة,تابع كلامه بشكل عفوي:"لا أظنك رأيت اللوحة؟"
-لا,لم أكن أعرف شيئا عنها حتى الليلة الماضية.رغم أنني كنت دوما أتمنى لو أرى هذه اللوحةإلا أنني لم أرى سوى نسخة عنها.
-إذا كنت ترغبين في رؤية اللوحة.فأنا واثق من أن السيد همفري سيسعده أن يسمح لك برؤيتها.
في أي وقت آخر,كانت فرجينيا ستقفز فرحا لهذه الفرصة,ولكن هذه الظروف...قالت بحذر:"كنت سأسر بذلك,ولكن..."
-سأتصل وأرتب أمر المرور إلى بيته ونحن في طريقنا إلى المطار.
*****
كان منزل السيد همفري الفخم جميلا قديم الطراز ومبنيا من الحجر.وكان السيد همفري في أواخر السبعينات من العمر,ذا مظهر أرستقراطي مميز,بشعره الفضي وعينيه البنيتين اليقضتين,مما ذكر فرجينيا ببيث,وصعقت على الفور لهذا الشبه العائلي الكبير بينهما.
قال السيد همفري يخاطبها:"كنت أرجو أن تمكثا حتى وقت الغداء,لكن رايان يقول إن عليكما أن تكونا في المطار قبل الظهر.وهكذا,إذا تفضلتما بالمجيء من هنا"
عبرا الردهة الطويلة ذات الجدران المغطاة بخشب السنديان إلى غرفة محصنة لحفظ الكنوز.
قال وهو يقودها إلى حامل لوحة ويزيح عنها خرقة تغطيه:"والآن,بالنسبة إلى اللوحة التي تريدين رؤيتها...أخشى أنك لن تريها في أفضل حالاتها"
نظرت فرجينيا إلى اللوحة وأدركت على الفور لماذا اعتبرت من أفضل أعمال رواسير,فهي قوية التأثير ومثيرة للعواطف معا.
قالت فرجينيا بصوت خافت:"إنها رائعة"
وبدا الرضى على السيد همفري:"نعم,هذا هو رأيي دوما"
وقال رايان فجأة:"حان الوقت لذهابنا,ياحبي.شكرا جزيلا ياهمفري"
شكرته فرجينيا بدورها.وعندما ودعاه ربت على كتف رايان:"سررت لسماع أخباركما السارة.لا تنسى أن تدعوني إلى العرس"
-لن ننسى.
شعر رايان بتصلب جسم فرجينيا,فمنحها ابتسامة جانبية وهو يتابع حديثه مع العجوز:"سنعلمك بالموعد حالما تسنح لنا الفرصة,أليس كذلك يا حبيبتي؟"
إذن فهو ينوي الإستمرار وكأن شيئا لم يحدث...حسنا,لن تكون شريكة له في هذا...
ما إن ساعد رايان فرجينيا على الصعود إلى السيارة وجلس بجانبها,حتى أنطلقت بهما.
رأت فرجينيا أن الزجاج الذي يفصل بينهما وبين السائق مفتوح,فعضت شفتها ولم تقل شيئا,فهي لا تريد أن تبدأمعركة يستمع إليها شخص آخر.
نظرة رايان أنبأتها بأنه يعلم جيدا مايدور في ذهنها,لكنه كان ****ا بأن يجعلها تترقب اللحظة المؤاتية.
كانت الرحلة إلى المطار صامته نسبيا.وحالما تمت الإجراءات الرسمية,صعدا إلى طائرة الشركة النفاثة.
رغم الغيظ الذي كان يملأ فرجينيا,اجتازت الإجراءات كلها كشخص يمر بحلم سيء,ولا يحاول الهرب لأنه يعلم أن لا مهرب له.وبعد فترة وجيزة,أقلعت الطائرة.
بعدئذ,دخل مضيف ببزة بيضاء يدفع أمامه عربت الغداء.وحين انتهيا بقيا لوحدهما,وأصبحت فرجينيا قادرة على أن تنفس عن الغضب الذي يغلي في صدرها.
ما إن انغلق الباب,حتى استدارت إلى رايان تسأله:"لماذا أخبرت السيد همفري بأننا سنتزوج؟"
-هل تريدين أن تبقي الأمر سرا؟
صرفت بأسنانها وهي تقول:"ليس في نيتي أن أتزوجك"
-هل تراجعت عن الإتفاقية؟
-لكننا لم نتحدث عن الزواج؟
-هل تظنين أنني أخطط لعلاقة قصيرة.لا,أنا أريد ما أردته دوما.الزواج,وعلى أساس دائم.
في أعماقها كانت تفكر أن بإمكانها دوما أن تهرب مرة أخرى.ولكن الزواج سيصبح قيدا...
أضاف وهو يراقب وجهها الشاحب:"عندما دفعت ذلك المبلغ الكبير,كنت أتوقع في مقابلة شيئا كبيرا...أريد زوجة وأسرة"
أسرة؟وكيف يمكنها تحمل أولاد رايان فيما هي تعلم أنه لا يحبها؟
وفجأة قالت بيأس:"لا أظنني أستطيع إحتمال ذلك"
فتغير وجهه:"هل الأمر سييء إلى هذا الحد؟مر وقت كنت فيه سعيدة بالزواج مني"
-كان ذلك حين ظننت أنك...
وابتلعت عبارة(كنت تحبني)لتقول:"تعني زواجا حقيقيا"
-وهل من زواج غير حقيقي؟
وإذ لم تستطع احتمال تهكمه,غطت وجهها بيديها:"لا أريد أن أتزوجك.يكفي سوءا أنني مضطرة للعودة إلى نيويورك لأواجه أسرة تكرهني,وامرأة ستبتهج لتراني ذليلة,محطمة الكرامة.."
-الأسرة لا تكرهك.وأنا واثق من أنهم سيكونون مسرورين جدا بعودتك إليهم...أما بالنسبة إلى مادلين,فقد رحلت إلى الأبدطلقها ستيفن بعد أن هربت مع مخرج سينمائي.
للحظة واحدة ارتفعت معنويات فرجينيا,إلا أن منطقها حدثها بأن غياب مادلين لن يؤثر كثيرا على علاقتها برايان.لقد وقع الكثير من الضرر,ولو أن الأسرة لا تكرهها فقد كرهها هو.ولعله يلومها أيضا على هروب مادلين الذي ما كان ليحصل لو لم تفسد عليهما خطتهما بفرارها,تلك الخطة التي مازالت تثير فيها مشاعر الغضب والغيظ المر.صرخت به:"سواء كانت مادلين هنا أم لا,مازلت لا أحتمل فكرة الزواج بك.لا أريد أن أرتبط برجل يقيم علاقة مع زوجة أخيه.."
تصلبت ملامح رايان:"عندما نعود إلى البيت,أريدك أن تحتفضي بهذه الإتهامات لنفسك,خصوصا أمام بيث"
ورغم أنه قال هذا بهدوء,إلا أنها أدركت أنه يأمرها بذلك.
وأضاف قبل أن تحاول تحدي أوامره:"أنا أرفض أن أكرر ماقلته مرة أخرى"
ليت رايان يهتم بها كما يهتم ببيث,وليت مادلين لم تكن موجودة أبدا...
وفجأة,تنهدت فرجينيا شاعرة بالهزيمة والتعب.فسألها برقة:"هل أنت متعبة؟"
-قليلا.
-لم تنامي جيدا الليلة الماضية!
منذ عودة رايان إلى حياتها وقلة الراحة جزء منها.
وأضاف بجفاء:"يمكنك أن تنامي فلدي عمل أنهيه"
نهضت محمرة الوجه,محدثة نفسها بأن هذا يريحها,ولكن هذه الراحة كانت في الحقيق,خيبة أمل.
*****

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 25-10-09, 05:17 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

القرار
قال وعيناه تلمعان:"تبدو عليك خيبة الأمل.إذا كنت كذلك فيمكن للعمل أن ينتظر"
عجبت كيف يمكنه أن يقرأ أفكارها,وقالت بجفاء:"أنا لا أشعر بخيبة أمل"
-ياحلوتي الصغيرة الكاذبة.
وتقدم إليها فإذا بها ترتجف:"رغم قولك إنك لا تريدين أن تتزوجيني,لكن عيناك تكذبانك.."
ورغم كل قلقها مما يخبئ لها المستقبل,كانت تشتاق إليه,تحن لرؤيته,وتتألم لأجله.لم يكن إنجذابها إليه مجرد إنجذاب بسيط,بل يطال كيانها بأجمعه.أشاحت فرجينيا وجهها لتخفي مشاعرها,إلا أنه قال برقة:"لا تستطيعين إخفاء ذلك...أشعر بخفقات قلبك تتسارع,وكذلك أنفاسك.فلماذا تنكرين حبك لي؟"
وقبل أن تتمكن من الدفاع عن نفسها قال بهدوء:"إذا كنت تريدين أن تنامي,فلا بأس.أنت بحاجة إلى الراحة"
ها هو يلقي بالكرة في ساحتها,وهي لاتريده أن يشمت بها منتصرا,فقالت له بقدر إمكانها من النفور:"نعم,أريد ذلك"
-إذهبي إذن.
كان عليها أن تأخذ حذرها من نعومة صوته الفولاذية,لكنها استدارت متجهة إلى غرفة النوم ظنا منها أنها انتصرت.
فقال لها بصوت ساخر:"نامي جيدا لكي نصل إلى نيويورك وأنت نشيطة"
فردت بصوت ثقيل:"أنت خنزير حقير"
تظاهر بالألم:"لم أتوقع هذه الشتيمة"
وإذ كانت تعلم أن رايان عادة,أكثر رقة وإحساسا,وإنه يتعمد إزعاجها.قالت له غاضبة:"تبا لك! أنت تريد أن تعاقبني وتذلني فقط.أنت قاس وسادي.."
توتر فمه وكأنه يتألم:"إذا كنت أنا كذلك,فهذا ما فعلته أنت بي.."
اقترب منها ثم وقف ينظر إليهاوعلى وجهه كآبة غريبة,لكنه لم يتفوه بكلمةقبل أن يخرج من الغرفة.جلست على السرير وأخذت تنظر في أثره.وعندما لم تهدء مشاعرها,راحت ترتجف بعنف.
ما الذي هدف إليه بقوله:"إذا كنت أنا كذلك فهذا ما فعلته بي.."
بدت عليه مرارة بالغة كما بدا غاضبا للغاية منها ومن نفسه...
بعد دقيقة أو اثنتين,حاولت خلالهما أن تسيطر على أطرافها المرتجفة,تكومت تحت الغطاء.وما إن لمس رأسها الوسادة حتى استغرقت في النوم,ولم تستيقظ إلا والطائرة تهبط بهم,ورايان يدق الباب حاملا إليها كوب شاي منعش.
لو بدا بحالته المعتادة,لحاولت أن تتحدث إليه,لكنه بدا متحفظا ولا مجال للتحدث إليه.
وجدت نيويورك حارة ومشمسة ومألوفة إلى حد يحطم القلب,فيما كانت السيارة تجول بهما في الشوارع مرة أخرى.الفرق الوحيد هو أن رحلتهما هذه المرة سادها الصمت,حيث أن رايان الذي كست وجهه الكآبة,راح يحدق إلى الفضاء,وكأن هموم الأرض كلها على كتفيه.
تذكرت بهجتها أثناء زيارتها الأولى,وقارنتها بمشاعرها الآن.
وحين توقفت السيارة أمام برج فالكونر,كانت فرجينيا قد أصبحت كتله من الأعصاب.
وسخر القد منها,فقد استقبلهما الحارس نفسه الذي ضحك لهما وقال:"مساء الخير ياسيد فالكونر,يسرني أن تعودي يا آنسة آدامز"
استطاعت أن ترد عليه باسمة:"شكرا ياجورج"
استقلا المصعد حيث وقفا متباعدين متجنبين أي احتكاك بينهما وكأنهما غريبان.
عندما وصلا إلى الطابق الأعلى,وفتح رايان باب شقتها,مشيرا إليها بالدخول.
-ستقيمين هنا طالما نحن مخطوبان.
فقالت متلعثمة:"نع..نعم.شكرا"
كانت الشقة كما تتذكرها بالضبط,فسيحة مشمسة.وغمرتها الذكريات.
وضع المفتاح في يدها وقال بهدوء:"طلبت بيث أن تنزلي لتريها حال وصولك"
فابتلعت فرجينيا ريقها بصعوبة:"طبعا"
قال بلهجة أكثر إنسانية:"لا حاجة بك إلى هذا القلق كله,فأنت لست مضطرة لمواجهتهم جميعا.جانيس تمضي عطلتها الأسبوعية في واشنطن,وستيفن في إجازة مع صديقته الجديدة,وهكذا فإن بيث وحدها هنا"
فقالت لكي تنهي كل شيء وتستريح:"سأنزل إليها الآن.إنما ماذا علي أن أقول لها؟"
فرفع حاجبيه:"عن أي شيء؟"
-رحيلي المفاجئ ذاك.
-أنت تترددين في أن تحقريني في عينيها؟
وأضاف بلهجة لاذعة:"يدهشني اهتمامك هذا"
-لو لم أهتم بالحفاظ على هذه الأسرة,لأخبرتهم حينذاك بما أخبرتني به مادلين.
-من المؤسف أنك لم تفعلي,والأمر كله مجرد أكاذيب.وكانت بيث ستدرك ذلك.
عندما أخذت فرجينيا تحدق إليه,وقد تأثرت لرنة الصدق الواضحة في صوته,قال:"عندما تنزلين إلى الطابق السفلي,أريدك أن تلبسي هذا.."
وبحث في جيبه ثم اخرج خاتما وضعه في إصبعها.
-كنت أنوي أن اعطيك إياه قبل الآن,ولكن...
وسكت وهو يهز كتفيه,فحدقت إلى حجر العقيق وكأنها في حلم.إذن فقد بقي محتفظا به طوال الوقت...
وعندما أشاح بوجهه,قالت وهي تكاد تبكي:"أرجوك يا رايان..ألن تأتي معي؟"
-أظن أن عليك أن تقومي بهذا وحدك.إمرأة لامرأة كما يقول المثل.
-لكنني لا أدري ماذا أقول لها...وبماذا أخبرها..ماذا لو سألتني لماذا عدت إليك؟
لوى فمه بما يشبه الإبتسامة:"حاولي أن تقولي الحقيقة.بيث هي أقوى مما تبدو عليه"
نظرت إليه وهو يسير مبتعدا,وأدركت أنه لن يمنحها مزيدا من العون,فترددت.أغاظها جبنها,لكنها انتصبت بقامتها,ثم نزلت إلى الطابق السفلي.
فتحت بيث الباب,وبعد نظرة واحدة إلى وجه زائرتها,فتحت لها ذراعيها.هذا العناق الدافئ بدد توتر أعصاب فرجينيا فاغرورقت عيناها بالدموع.
قالت بيث وعيناها تتألقان إلى حد مريب:"لا حاجة بك إلى إبداء الأسف.ثمة من ينتظرك ليراك.."
وسارت أمامها إلى غرفت الجلوس وفتحت الباب وهي تتابع:"وهكذا يمكنك أن تتحدثي بصراحة تامة وسأنتظرك في المطبخ"
نهضت مادلين واقفة لدخولها,وعندما رات الصدمة على وجه فرجينيا,قالت:"لا,لم يكن حضوري إلى هنا فكرتي"
وبمزيد من الحقد أضافت:"أنا راحلة في الصباح الباكر,لكن حماتي السابقة أصرت على أن آتي إلى هنا"
فأجابت فرجينيا فجأة:"لا بد أن لديها سببا لذلك"
-نعم,تريدني أن أخبرك بالحقيقة عما حدث بيني وبين رايان...
فقاطعتها فرجينا بهدوء:"أنا أعرف هذا.كان بينكما علاقة انتهت قبل أن يتزوجك ستيفن.ولأنك كنت غيورا,ولا تريدين أن يتزوج رايان,أخبرتني بكمية من الأكاذيب"
فقالت مادلين بازدراء:"وكنت أنت من الحماقة بحيث صدقتني,لو أراد رايان أن يتزوجني,لما تركته بسهوله مثلك,لكنني كنت أريده بينما أنت لم تكوني تريدينه,وإلا لناظلت لأجله,من المؤسف جدا أنه مهووس بك.فأنت لا تستحقينه"
ثم استدارت واتجهت إلى الباب.وبعد لحظة كان الباب ينصفق خلفها.
وهندما استطاعت فرجينيا أن تتمالك نفسها,اتجهت إلى المطبخ بساقين تكادان لا تقويان على حملها.
قالت بيث:"ربما ما كان لي أن أفاجأك بالأمر بهذا الشكل,لكني ظننت أن ذلك ضروري"
-كيف استطعت أن تقنعيها بالمجيء؟هل أنت من فعل هذا؟
-نعم,ورايان لا يدري شيئا عن ذلك...وقد يغضب تماما عندما يعلم.
وسألتها بتردد:"لدي سؤال واحد..كيف علمت أن مادلين هي التي سببت كل تلك المشاكل؟"
-لم أتأكد من ذلك إلا منذ يومين,عندما جاء رايان من لندن قائلا إنه بحاجة إلى أن يتحدث إلي,وأخبرني بكل ماحصل.كان شاحب الوجه يتميز غيضا وغضبا.كم أتمنى لو أنك تحدثت إلي بدلا من أن تهربي...
فقالت فرجينيا من كل قلبها:"ليتني فعلت ذلك,لكنني خفت عليك.."
وسكتت فقالت بيث:"إن معرفتي الجيدة برايان تمنعني من أن أصدق لحظة واحدة هذا الهراء.."
تنهدت فرجينيا بألم عميق.ثقة بيث الكاملة برايان كانت أشبه بخنجر غرز في قلبها.ليتها تملك مثل هذه الثقة...
وتابعت بي:"كما أنه واقع في الحب,وهو رجل امرأة واحدة"
فهمت فرجينيا بألم بالغ:"ما كان لهذا أن يحدث لو أنني وثقت به"
-ربما لم تكوني تعرفينه جيدا.إنما الآن..حسنا.أمامك الحياة بطولها...
وعندما رأت ملامح فرجينيا المعذبة,سألتها بقلق مفاجئ:"الأمر على مايرام الآن,أليس كذلك؟أرى خاتمه قد عاد إلى إصبعك,وأنت مازلت تحبينه,أليس كذلك؟"
-نعم,مازلت أحبه.حتى عندما صدقت عنه أسوء الأمور,لم أتوقف عن حبه قط.
-حاولي إذن أن تخبريه بذلك.
-فات الأوان.فهو لم يعد يحبني.وكل مايريده هو أن ينتقم.إنه يكرهني لأنني تركته بهذا الشكل.
لكن بيث هزت رأسها:"رغم أنه تألم وخاب أمله لأنك شككت به,إلا أنني واثقة جدا من أنه لا يزال يحبك.إذهبي وتحدثي إليه الآن.
جاهدت فرجينيا لصد ذلك الفيض من المشاعر الذي هدد بإغراقها.وقبل أن تصل إلى السلم, راحت تبكي.وإذ كانت تعلم أنها لا يمكنها أن تواجه رايان إلا بعد أن تتمكن من السيطرة على نفسها,توجهت إلى شقتها ثم دخلتها وقد أعمتها الدموع.
ليتها لم تسمح لمادلين بأن توقع بها بذلك الشكل...ولكن ما فائدة لوم مادلين؟فالذنب ذنبها هي.فهي التي سببت كل ذلك الألم لها ولرايان بسبب قلة ثقتها به.
وكما قالت بيث,لم تكن تعرفه حقا.
وتذكرت كيف أنه,عندما وفته بالقسوة والسادية,قال:(إذا كنت كذلك فهذا ماجعلتني أنت عليه...)وشعرت وكأنها تنزف حتى الموت.تملكها العذاب فجلست على الأريكة وأخذت تشهق شهقات عميقة منهكة.
قال رايان بخشونة:"بحق الله لا تبكي بهذا الشكل"
أجفلت وهي ترفع وجهها المبلل بالدموع لتراه واقفا بالباب.
-لم يكن الباب مغلقا جيدا فدخلت.سأخرج إذا شئت.
وكان الأوان قد فات فهزت رأسها.أما هو فقطب جبينه:"حتما إن بيث لم...؟"
-لا,كانت بيث رائعة...
وكأن فيضانا حصل,بقيت الدموع تتدفق منهمرة على خديها,واستمرت الشهقات تتواتر من حلقها.تأوه وهو يتقدم ويجلس بجانبها.
-آسف لطريقة معاملتي لك.لقد تصرفت بحقارة.
ولشدة ما أحست بالذنب,لم يفلح اعتذاره سوى في استدرار المزيد من دموعها.
أخذ يواسيها بكلمات غير مترابطة وتركها تبكي كما تشاء.عندما هدأت شهقاتها أخيراً,أخرج من جيبه منديلا وناولها إياه لتنشف وجهها.
أخذت منه المنديل,وقالت بحزن:"آسفة,ما كان لي أن أتصرف بهذا الشكل.لا بد أنني أبدو فضيعة الشكل"
نظر إلى أنفها الوردي وعينيها المنتفختين وخدها الملطخين وهز رأسه:"تبدين جميلة للغاية"
وصدر عنها صوت هو بين الضحك والبكاء,وانحدرت آخر دمعة على خدها.
فقال لها:"كفي عن البكاء.سيكون الأمر على مايرام.أتعهد لك بذلك"
فسألته بصوت خشن:"أحقا؟"
-ما كان لي إعادتك إلي فيما يبدو جليا أنك تكرهين هذه الفكرة.يمكنك أن تعودي إلى بيتك متى شئت.
كان هذا آخر ما توقعت أن تسمعه,فقالت بتبلد:"لا أفهم"
وعندما كرر كلماته,سألته:"ماذا بالنسبة إلى تشارلز؟"
-لا تقلقي.أنا لا أنوي استرجاع نقودي منه فقد عقدنا صفقة.
-لماذا؟
فتنهد:"لم تكن صفقة عادلة"
-بل كانت أكثر من عادلة.إنها سخية,وقد وافقت أنا عليها.
-لم يكن أمامك خيار.ولكن عندما أقول صفقة غير عادلة,فأنا أعني هذا بالضبط.ما أخبرتك به سابقا,كان غير صحيح أبدا.فقد وضعت الخطة بأكملها.
وعندما حدقت إليه فاتحة فمها,قال موضحا:"السيد سميث الذي تحول إلى ممثل ماهر,كان يعمل عندي"
-هل أنت من باع تشارلز اللوحة الزائفة؟
-لا.أنا بعته اللوحة الحقيقية.
-هل استعرتها من اليسد همفري؟
-بيث هي اللتي فعلت ذلك.وقبل أن تدينيها,أعلمي أنها فعلت ذلك متلهفة لأن نجتمع معا من جديد,ويعود كل شيء على مايرام.
ولكن الأمور ليست على مايرام...
نبذت هذه الفكرة من رأسها,وقالت له:"أنا لا أفهم كيف أستطعت ترتيب ذلك"
منتديات ليلاس
-أندرسن...يعمل معي أيضا.إدعي أنه سمسار لوحات فنية,اتصل برينور مظهرا اهتمامه بأعمال رواسير.وحالما وقع رينور في الفخ,اتصل بإحدى مؤسساتي المالية...فقدمت له قرضا قصير الأمد بشروط حسنة.اشترى اندرسن اللوحة واستعاد رينور نقوده,ولو أبديت أي دليل على رغبتك في العودة إلي,لتركت الأمر عند هذا الحد.ولكن إصرارك العنيد على الزواج منه أرغمني على الإستمرار.
ارتجفت فرجينيا.لا بد أن رايان كان متلهفا إلى الإنتقام لكي يتحمل كل ذلك العناء.
سألته بفضول:"ماذا كنت ستفعل لو أنني رفضت التعاون معك؟"
-كنت سأخبر رينور بالحقيقة.لكن نظرا لما اعرفه عن شخصيتك,فكرت في أن الرهان على تعاونك لن يخيب.
فقالت بكآبة:"كل هذا لكي ترغمني على العودة إليك؟"
-كلمة (إرغام)تعني الإكراه.كان ينبغي أن أفكر بتعقل لأدرك أن هذه الطريقة لن تنجح.
وتنهد بعمق:"لكنني لا أطيق رؤيتك تعيسة بهذا الشكل.حالما تصبحين جاهزة للرحيل,سأعيدك إلى لندن"
لو كان مايريده هو مجرد الإنتقام,لما اهتم بمقدار تعاستها.
وتذكرت ثقة بيث بأنه مايزال يحبها,فاستجمعت شجاعتها وقالت:"لا أريد أن أعود إلى لندن"
-حسنا,إذا كنت تفضلين البقاء في نيويورك,فسأشتري لك شقة و...
-لدي شقة...رغم أنني أفضل أن أسكن في "الشقة الأخرى"..
-أنت لست مضطرة للعيش هنا لمجرد أننا عقدنا صفقة...
-نعم,أنا لست مضطرة للعيش هنا وإنما أرغب في ذلك.
فهز رأسه:"لا أطيق أن أراك تعيسة بهذا الشكل"
-كنت تعيسة فقط لأنني تسببت بكل هذه المشاكل.
ومع إزدياد يأسها,قالت:"أرجوك يا رايان,أنا أحبك.لم أتوقف عن حبك وأريد أن أتزوجك"
-لقد فكرت كثيرا في الساعات القليلة الماضية فرأت أن زواجنا لن ينجح.فالزواج يجب أن يؤسس على الثقة بالإضافة إلى الحب.
عضت شفتهاحتى شعرت بمذاق الدماء:"عدم ثقتي بك هو أمر ندمت عليه بكل مرارة...ربما,كما تقول بيث,لم أكن أعرفك إلى حد كاف.وهكذا صدقت ما أخبرتني به مادلين...وكانت هي رائعة الجمال.."
-كانت حقيرة سافلة,ولسوء الحظ استغرقت معرفتي بهذا وقتا.أدركت منذ البداية أنها تسعى وراء المال.ولكن, كما تقولين,كانت رائعة الجمال.ابتدأت المشكلة عندما سئمت منها بسرعة.أردت أن أعطيها مبلغا من المال وأتخلص منها.ويبدو أنها طمعت بالزواج,وعندما أوضحت لها أنني لا أنوي الزواج منها,قررت أن تحصل على زوج غني,وهكذا نقلت اهتمامها إلى ستيفن.كانت مادلين تتحين الفرص لتعود إلي,ولم اعلم بنيتها حين ذالك وإلا لأوقفتها عند حدها...
فقالت بحزن:"اللوم لا يقع على مادلين وحدها.أنا ملامة مثلها لأنني صدقتها"
-لماذا صدقتها؟
حاولت أن تفسر الأمر:"ربما لم يكن المر مقتصرا على عدم الثقة بك,بل بنفسي أيضا.لم يسبق أن أحبني أحد قط..."
رقت أساريره بينما تابعت هي تقول:"منذ البداية,لم استطع أن أتصور لماذا تزعج نفسك بفتاة عادية مثلي.لم أفهم لماذا تتكبد كل تلك المشقة لكي تعثر على موضفة للمعرض,وكنت شبه مقتنعة بأن لديك مصلحة مع والدتي.حتى عندما عرضت علي الزواج,لم أصدق أنك تريد أن تتزوجني...رغم أنني أحببتك من أول نظرة,كان من المستحيل أن أصدق أنك تحبني.لقد فاجأني الوضع للغاية.."
-مع أن الأمر لم يكن مفاجأً على الإطلاق.فقد أحببتك حتى قبل أن نتعارف.
حملقت فيه قائلة:"ولكن هذا غير ممكن"
-اسمحي لي أن أريك شيئا.
أخرجها من شقتها ليدخلها إلى شقته.وفي غرفة الجلوس لاحظت لوحة لم ترها قط من قبل.
كانت لوحة صغيرة لصبية ذات شعر كستنائي طويل جعد مسترسل على كتفيها,تجلس على مقعد خشبي مرتفع وتنظر من نافذة بللها المطر.كان جسدها النحيل,في ذلك القميص البسيط القطني الوردي,مسترخيا يوحي بالغم والإنقباض,وجهها الجميل يبدو كئيبا.
عندما أخدت تحدق في اللوحة صامته,قال رايان:"رأيت لوحة(صبية الأربعاء)لأول مرة منذ ثلاث سنوات حين عرضت لوحات أمك.سمحت لي بأن أدخل مرسمها وأبحث عن بعض لوحاتها التي لم يسبق عرضها.وفجأة رأيتها.سحرتني اللوحة منذ اللحظة الأولى.ولم أستطع أن أرفع نظراتي عنها.ولو كا الوقوع في غرام صورة ممكنا,فقد وقعت أنا في الغرام.تصورت نفسي الشخص الذي تنتظره تلك الصبية.الشخص الذي سيحول أحاسيس الرفض والحزن,إلى دفء وسعادة.وتعبت كثيرا قبل أن تعترف أمك أخيرا,ورغما عنها بشخصيت الفتاة.وعندما سألتها أن تبيعني اللوحة أجابت بأنها ليست للبيع,كما رفضت أن تعرضها في المعرض.لم تستطع برأيي أن تحطم عملا فنيا جيدا,لكنها أخفت هذه اللوحة لأنها تكشف الكثير.كانت تظهر بوضوح فشلها كأم,وربما كانت تشعر باخزي.مرت أسابيع عدة قبل أن أجعلها تتحدث عنك.ولم أسترح حتى أرى بنفسي شكلك في الواقع.وكنت أجمل من صورتك,وكان افتتاني بك فوريا مرة أخرى...
رفعت إليه وجهها متألقا:"إذن,فقد أحببتني حقا؟"
-وبجنون.
-بيث تظن أنك مازلت تحبني.
فقال بجفاء:"أحقا؟ وما رأيك أنت؟"
اهتزت ثقتها فجأة,وقالت:"لآ أدري"
فتنهد:"أخبريني ماذا علي أن أفعل أو أقول لكي أقنعك"
اقتربت منه وقالت بصوت خفيض:"قل:ابقي معي...قل:تزوجيني.."
-هل أنت واثقة من أن هذا ماتريدينه؟
-نعم,واثقة.
ابتسم لها وقال:"إبقي معي...تزوجيني...ولا تتركيني أبدا مرة أخرى"
-لن أتركك.
سألته فرجينيا:"كيف حصلت على هذه اللوحة؟ألم تقل إن أمي رفضت التنازل عنها؟"
-بعد هربك,ذهبت رؤيت والديك لأرى إن كان لديهما فكرة عن مكانك,لكنهما لم يستطيها أن يفيداني.وبعد ذلك بيومين وصلتني لوحة(صبية الأربعاء),هدية من أمك.
-إذن كانت لديك عندما قصدت تشارلز ليحصل عليها من أجلك؟ أردت فقط أن تزلزل حياتي؟
سألها:"وهل نجحت؟"
فارتجفت:"نعم.جعلنتي أموت خوفا من ذلك الحديث عن الإنتقام"
-وهذا ما كان بالضبط...مجرد حديث.أردتك أن تعودي إلي.لكن كرامتي لم تسمح لي بالتوسل.ففكرت في أننا عندما نعود إلى بعضنا البعض وتستقر الأمور بيننا,سأخبرك بالحقيقة.أخبرك كم أحبك.
-استمر في حديثك.
تنهد قائلا:"لقد اخبرتك"
دنت منه أكثر وقالت بلهفة:"أحب أن أسمع ذلك مرة أخرى"
-أحبك أكثر مما تستطيع الكلمات أن تعبر عنه.وإذا استطعت تحمل سماع ذلك يوميا,فسأستمر بتكراره إلى آخر حياتي.
-حاول.
أطلت السعادة من عينيه وضحك,ثم قال:"سأبدأ بهذا الآن".
*******
النهاية

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 25-10-09, 05:43 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 29773
المشاركات: 8,676
الجنس أنثى
معدل التقييم: نور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسي
نقاط التقييم: 5206

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نور غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

يعطيك الف عافية على القصة

جزاك الله الف خير

 
 

 

عرض البوم صور نور   رد مع اقتباس
قديم 25-10-09, 07:19 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة العامة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
عضو في فريق الترجمة
ملكة عالم الطفل


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77546
المشاركات: 68,264
الجنس أنثى
معدل التقييم: Rehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدع
نقاط التقييم: 101135

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Rehana غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

يعطيك العافية ..زونار

 
 

 

عرض البوم صور Rehana   رد مع اقتباس
قديم 27-10-09, 07:51 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2007
العضوية: 60722
المشاركات: 6
الجنس أنثى
معدل التقييم: فرح احمد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فرح احمد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

الرواية رائعة
عاشت الايادي

 
 

 

عرض البوم صور فرح احمد   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لي ولكسنون, أحلام, دار الفراشة, lee wilkinson, روايات, روايات مكتوبة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية, ryan's revenge, في عينيك اللقاء
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:09 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية