لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-10-09, 05:10 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

ساد شعور بالانسجام بينهما...شعور بالرضى,وكأنهما في المكان الذي يريدان أن يكونا فيه بالضبط.
وعندما أحضرت القهوة,ظهر وراء شعور الراحة والرضى نوع من التوتر...إحساس لم تشعر به فرجينيا من قبل,جعلها غير قادرة علة أن تنظر في عيني رايان,كما جعلها في البداية,تتلعثم,لتلوذ بعد إذ بالصمت.
سألها:"أتريدين المزيد من القهوة؟"
خطر لها أنه رجل ساحر,وأنها ستحب أي شيء بقربه,مابعث الوهن في كيانها.فيما تابع قائلا:"أم تفضلين أن نذهب"
ورغم أنها لم تكن واثقة,إلا أنها شعرت أنهاشعرت أنها تثير فيه مشاعر من نوع آخر غير التي يصرح بها.أما جوابها فكان حاسما.
وهكذا,هل الرئيس الذي سيستخدمها أم الرجل؟
الرجل بكل تأكيد.لكن لنفرض أنه يريد علاقة عابرة؟هل يمكنها أن تتحمل ذلك؟فقدانها كرامتها؟إذلالها؟
المشكلة هي أنها لا تعرفه بمايكفي لتكتشف أي نوع من الرجال يكمن خلف هذا المظهر الساحر.
ماذا لو أصبحت بالنسبة إليه مجرد عقبة,بعد أن يمل منها؟
من الممكن أن تنتهي من دون وظيفة,أو مال ومن دون مكان تعيش فيه ولا سبيل إلى الذهاب إلى وطنها.
الإحتمالات كانت كئيبة للغاية.ولكن,لسبب ما,كل هذا لم يعد له أهمية.بدا وكأن كل شيء مقدر.وكأنما قدر عليهما أن يتعارفا ويصبحا حبيبين...
وفيما الأفكار تتسابق في ذهنها,كان هو يجلس بهدوء متأملا وجهها.شعرت بفروغ صبره,وفجأه تملكها الشعور نفسه,فقالت بصوت أجش:"نعم,أنا مستعدة للذهاب"
كانت الليموزين في الانتظار,فعادا بصمت وبينهما مسافة قدم.عندما وصلا إلى "برج فالكونر",حيا رايان سائقه,ثم سار نحو الحارس ليتحدث إليه قليلا,وجو الهدوء المحيط به يتناقض مع المشاعر التي تتملكه.
في المصعد نظر إلى فرجينيا,فشعر أنها ترتجف.قال:"يا إلهي! إنك ترتجفين.هل أنت خائفة أم تشعرين بالبرد؟"
فأجابت متلعثمة:"لا..لا أبدا..ربما هو البرد"
نظر إليها رايان نظرة ذات مغزى,إذ أدرك أنها تكذب,لأنه هو أيضا يشعر بتيار عنيف يسري بينهما.ومن دون أن يضيف كلمة أحنى رأسه بانتظار توقف المصعد.
أثناء دراستها في الكلية,خرجت مع عدد من الشبان,إلا أنهم كانو يثيرون فيها الغثيان نوعا ما.أما رايان فملأها بالمشاعر والبهجة,وأذاب العظام في جسدها.
عندما وقف بهما المصعد وأنفتح الباب,قال لها والتصميم باد في صوته:"أود أن نتحدث قليلا في شأن هام"
وجدت نفسها تتساءل عما يريده؟ربما يعتقد أنها سهلة المنال.
قادها عبر الردهة إلى شقتها.
فسألته :"في أي شأن تريد أن تحدثني؟"
-لن نتكلم في الردهة,فلندخل أولا وستعرفين.
راحت تراقبهوهو يفتح الباب.كان رائعا بكتفيه العريضتين وحبست أنفاسها لمنظره.
توقف لحظة,ليفسح لها المجال للدخول.أضائت فرجينيا النور لكنها ظلت واقفة تنظر إليه.وسرعان ماقادها للجلوس على الأريكة بقربه.تعلم أن الأمر كالعب بالنار,لذا فعليها أن تكون حذرة.أطال التحديق إليها وكأنه يتفحص كل جزء من وجهها,مما جعل الإحمرار يعلو وجنتيها.كان رايان يتعجب دائما من ردة فعلها هذه وأراد أن يتأكد من أمر آخر فقال:"إن خجلك هذا يناسب فتاة صغيرة عذراء,لا امرأة راشدة تتحمل مسؤولية نفسها مثلك"
قالت فرجينيا وهي تشعر بالوهن تحت تأثير نظراته وحضوره المسيطر:"مع أنني لست صغيرة في السن وأتحمل مسؤولية نفسي إلا أنك محق في الجزء الآخر مماقلته"
وعضت على شفتها بسرعة,وكأنها خجلت لتحدثها عن هذا الموضوع.
بهت رايان لكلامها,وكأنه لم يتوقع ذلك إلا انه مالبث أن ابتسم ابتسامة رضى.وسألها:"لا أفهم كيف بقيت من دون حب طوال هذه المدة؟إن امرأة بجمالك تعيش بمفردها.."
-لا أحب العلاقات العابرة,كما لم أتعرف إلى رجل جعلني أحبه بما يكفي...
وأدركت بعد فوات الأوان أنها أخطأت في قولها الجملة الأخيرة.
فسألها برقة:"وأنا,ألا تشعرين نحوي..بشعور مختلف؟"
فأجابت متهربة:"أنا...وجدتك جذابا"
-فقط؟
-ألا يكفي هذا؟
-لا أظن ذلك,لأنني أريد أن أتزوجك.
فهتفت مصعوقة:"تتزوجني؟"
-نعم,أتزوجك.
كانت مقتنعة بأن ما يقوله خدعة,فقالت:"أليس من الافضل لك أن تكون حذرا؟فقد أظنك جادا"
-وأنا أريد أن تظنيني جادا.
-لايمكن أن ترغب حقا في أن تتزوجني.فقد تعارفنا لتونا.
-ألا تؤمنين بالحب من النظرة الأولى.
-بل أؤمن...
فهي أيضا منحته قلبها ما إن وقعت عيناها عليه.إنها لاتستطيع أن تنكر ذلك.
-كنت أرجو أن تؤمني أنت أيضا بذلك.
-و...ولكننا غير متناسبين.فأنت...
فقاطعها:"أنا رجل يريد أن يتزوجك وأنت لا تقتنعين بسهولة"
-أنا لا أفهم لماذا تريد أن تتزوجني.معظم الناس في هذه الأيام يختارون العلاقات الحرة.
-وهل هذا ماتريدينه؟
-لا.
-ولا أنا.أظنني من النوع الذي يتمسك بالقيم القدية,ومعرفة أن زوجة المستقبل مثلي,جعلني أشعر بسرور غير متوقع.
زوجة المستقبل...؟
كم تود أن تصدق ذلك.
-هناك سبب آخر يدعوني للزواج وهو أنني أريد أطفالا خلال عام أو نحوه,وأنا أريدهم منك.ألا ترغبين في إنشاء أسرة؟
-نعم أرغب في ذلك.
تأمل وجهها ثم سألها:"وما الذي يزعجك إذن؟"
-طراز حياتنا مختلف.
-لكنه غير متنافر.ألا تظنين أن بإمكانك أن تتعودي على حياة الأغنياء؟
-أنت تعيش في عالم مختلف تماما,مجتمعك...أصدقاؤك...
-أنت تعيشين في عالمي الآن,والمجتمع الذي أعيش فيه سيستقبلك بذراعين مفتوحتين.فأنت ذكية,رائعة الجمال ومثقفة ولديك ميزات خاصة...
-وأبوان مشهوران؟
-لن أعلق على تحاملك وموقفك هذا.
وإذ أدركت أن الحق معه,تمتمت:"آسفة,يبدو أنني لا أستطيع منع نفسي"
-حسنا,إذا كانت شهرة والديك تزعجك إلى هذا الاحد,فلن نأتي على ذكرهما ونزعم أنهما غير موجودين...
-ذلك لا يزعجني,إنه فقط...
-لكنني أدين لهما بالشكر ولهذا أريد أن أدعوهما إلى العرس.
وأردت أن تبدي ممانعتها قليلا:"لكنني لم أقل بعد إنني سأتزوجك"
-حسنا,أنا سأتزوجك.وإذا لم تقولي نعم وتعيني موعدا للزفاف,فسأبقى مصرا,وسأحاول التودد إليك ومغازلتك إلى أن تقتنعي.فما رأيك؟
-إذن من الأفضل أن أرفض...
ضحك مسرورا:"مادمت قد ظفرت بالجواب المناسب في النهاية,فأظنني سأقوم بالعمل على طريقتي"
***
5-رحلة العذاب
عند الصباح دعاها رايان لتناول الإفطار في مطبخ شقته الفسيح المشمس,قبل أن يعود إلى موضوع الزواج:"وهكذا,متى سيكون الزواج؟"
كانت فرجينيا تجلس قبالته,ووجهها مشرق خال من أي زينة,وشعرها المجعد مبلل من الدوش.
كانت ترتدي ثيابا قطنية خفيفة وأخذ يفكر في مدى جمالها وجاذبيتها.
رفعت بصرها إليه,وعيناها تلمعان في أشعة الشمس,وأخذت تتفحص وجهه:"هل أنت واثق من أنك تريد أن تتزوجني؟"
-مئة بالمئة.
وعندما رآها تقطب قليلا وتعود إلى طعامها,سألها:"هل مازالت هذه الفكرة تحيرك؟"
-ماذا عن أسرتك؟ماذا لو أعترضوا؟
-أنا واثق من أنهم لن يعترضوا.
-إفرض أنهم فعلوا.
-لا أحتاج إلى موافقتهم.لكنني واثق من أنهم سيبتهجون لأجلي,وخصوصا بيث.والآن فلنعد إلى سؤالي الأساسي,متى سيكون هذا؟
-متى تحب أنت أن يكون؟
-بأسرع مايمكن.فلنقل في منتصف كانون الأول؟وهذا يمنحنا حوالي شهرين لإنهاء الترتيبات.
-إنهاء الترتيبات؟
فرفع حاجبيه:"لم الدهشة؟ألا تأخذ ترتيبات الأعراس وقتا في العادة؟"
-ليس إذا كان عرسا هادئا.
-لكن عرسنا لن يكون هادئا.أريد أن أتباهى بعروسي.أريد أن نتزوج في كنيسة سانت باتريك ويكون لنا عرس يتكلم عنه مجتمع نيويورك...
وإذ رأت أنه يعني كل كلمة يقولها,وافقته ذاهلة:"لا بأس,إذا كنت تريد هذا حقا"
-وإذا لم يكن لديك مانع,مازلت أريد أن أدعو والديك إلى زفافنا.
-طبعا سندعوهما.
فقال بهدوء:"أظن أنه من الإنصاف أن نعطي أباك فرصة مرافقتك إلى الكنيسة.أليس كذلك؟"
-أظن ذلك,رغم أنني أشك في رغبته بذلك.
ابتسم رايان لها:"والآن,بالنسبة للترتيبات,أنا واثق من أن بيث ستسرها مساعدتنا..هذا إذا سمحت لها بذلك"
-طبعا سأسمح لها.لكن هل أنت واثق من أنها لن تتأذى؟أخبرتني أنها سبق وأصيبت بنوبة قلبية.
-أنا مقتنع بأن هذا النوع من الحماسة سيفيدها تماما.
***
تملك فرجينيا الإرتياح عندما أبدت بيث,ذات القلب الكبير,سرورها البالغ,كماتوقع رايان بالضبط.
أماوالداهااللذان يعيشان في حي سوهو في مبنى جميل فأطلعاهما على أمرفي الصباح نفسه.
وعندمااقترح رايان،أن يرافقهاأبوها إلى الكنيسة،حسب التقاليد،وافق على الفور،ماأدهش فرجينيا.
وبعدأن تناولاالطعام,أخذ رايان فرجينيالتختارخاتم الخطوبة.وقفت ذاهلة أمام المجموعة الضخمة من الأحجارالكريمة المتألقة,واختارت أخيراحجراأعجبها.
أعجبها لونه الأصفرالصافي المتألق,وطرازه القديم,فنظرت إلى رايان تطلب رأيه.وضعه في إصبعهافوجده مناسبا تماما.أخذيتأمله لحظه قبل أن يقول موافقا:"نعم,إنه يلائم يدك".
سار كل شيء على مايرام وكأنما حصل بسحرساحر.ابتهجت جاينس عندماطلبوا منهاأن تكونوصيفة العروس,بينماأعلن ستيفن أنه سيسره جدا أن يكون شاهد العريس.
وحدها مادلين كانت تجلسهادئة مؤدبة في حضور رايان, فيماتميل في غيابه إلى اللقاء ملاحظات خبيثة مقصودة,خصوصاعن خاتم خطوبةفرجينيا.
-كم هوعتيق الطراز!أماكان الماس أفضل؟فهو يساوي مبلغا أكبر فيمالوغير رايان رأيه بالنسبة إلى الزواج وأبقى الخاتم لك.
لكن حقد هذه المرأة لم يستطيع أن يفسد سعادة فرجينيا.فكانت أيامهاكلها فرحا.رايان يخبها وهما سيتزوجان,وستكون هي جزء من هذه الأسرة السعيدة .لقد تحقق حلمها.
ورغم أنها كانت تمضي الكثير من السهراتبرفقته,إلى أنها رفضت إلحاحه الدائم عليها بأن تنتقل إلى شقته,حتى أنهارفضت أن تأخذ مفتاحها.
وعندما عاد رايان إلى العمل كارها,بعد أن أخذ عطلة أسبوعين لكي يريها نيويورك,فررت فرجينيا أن الوقتحان لكي تفعل مثله وتذهب إلى العمل لتعيل نفسهاوتشعر بالاستقلالية,رافضة أن ينفق عليها قبل الزواج.
وفيما هما يشربان القهوة تلك الأمسية,بسرورورضى,فتحت الموضوع :"رايان.."
-نعم
_أريد أن أبدأعملي في المعرض
-لاحاجة بك إلى العمل على الإطلاق.
-لكنني أريد ذلك,وإلاماذا سأفعل طوال النهارأثناءوجودك في المكتب؟
-ياعزيزتي...عليك أن تهتمي بأمور العرس...وبمناسبة الحديث عن العرس,أين تريدين أن نقضي شهر العسل؟
- لايهمني في الحقيقة.
- حسنا,إماأن نذهب للتزلج,وإماأن نذهب إلى بلادمشمسة...ماذاتفضلين؟
- أطنني أفضل البلاد المشمسة.
- مكسيكو؟جزر هاواي؟جزرالكاراييب؟
- لطالما تمنيت الذهاب إلى هاواي.
- فليكن هاواي إذن.
وافقهاوهو يغمض عينه فانسدلت أهدابه الكثيفة السوداء على وجنتيه.
-رايان,لاأريد أن يتغبر الموضوع بكل هذا الحديث عن شهر العسل.
فقال متظاهرا بالبراءة:"أغير الموضوع؟لاأدريماتعنين".
-بل تعلم جيدا ماأغني.أريد أن أبدأالعمل الذي وعدتني به.فسألها:"حبيبتي,هل تحاولين التملق إلي لإقناعي؟"
- نعم.
فتنهد خاضعا:"حسناجدا,إذاكان هذا ماتريدينه حقا.ولكن خذني أيام عطلة من العمل بين حين وأخرلكي تشتري ماتحتاجينه"
-سأفعل.وافقت بسعادة,وهي تنظرإليه بدلال جعل رايان يذوب حبابها.
*****
رغم شفف فرجينيا بعملهاواستمتاعهابالأيام التي تمضيهافي المعرض,كانت تجد نفسها دومامتلهفة إلى قضاءبرفقة رايان,فهو رجل رائع وحبيب رقيق المشاعر,كماأنه سخي وحنون. وهكذا تسارعت الأيام في دوامة من السعادة والرضى.
ومع حلول الأسبوع الأول من كانون الأول,كانت معظم ترتيبات العرس قد انتهت,ولم تبق سوى بعض التفاصيل الصغيرة.
لم تعد فرجينيا ترى رايان كثيرا وذلك لأنه يتأخر في مكتبة غالبا لينتهي الأعمال المطلوبة منه قبل رحلة شهر العسل.
ويوم الجمعة,ذهبت فرجينيا مع بيث للقيام بأخر قياس لثوب الزفاف.
عادتا إلى البيت بعد فترة فسألتهابيث:"هل سترين رايان هذا المساء أم سيتأخرمرة أخرى؟"
-لا,لن يتأخر في العمل لكنني لن أراه, لأنه سيحضر عشاء جمعية خيرية.
- إذالم يكن لديك خطة أخرى,لماذالاتأتين لتناول العشاء معي؟جاينس ستتعشى في الخارج وسأكون لوحدي.
أجابت فرجينياعلى الفور:"هذا يسرني جدا".
وعند السادسةوالنصف,نزلت فرجينيا مجددا إلى شقة بيث أمضتا سهرة جميلة لعبتا فيها الورق واستمعتا إغلى الموسيقى بصمت وهماتتبادلان بعض الأحاديث من وقت لآخر.
وعندماألقت فرجينيا تحية المساء على بيث وتركتها,كانت الساعة قد قاربت العاشرة.
صعدت مشيا إلى الطابق الأعلى وهي تتساءل إذ كان رايان سيتأخر.وما وصلت إلى أعلى السلم حتى وجدت باب شقته مفتوحا وقد وقف في العتبة شخصان.
كان رايان حافي القدمين,يرتدي ثوب حمام كحليا قصيرا,كما كانت مادلين ترتدي عباءة من الحرير الأسود مع خف أسود أيضا وشعرهاالأشقر اللامع ينسدل على كتفيها.
كانت يدهاالنحيلة القرموزية الأظافرتتحرك بهدوء,وهي تتحدث بشكل ودي وحميم.ترددت فرجينيا,شاعرة بالارتباك فيما ألقت مادلين نظرة مختصرة باتجاهها من دون أن يبدو عليهاأنها لاحظت وجودها.
بعد ذلك بلحظة,تحركا إلى أحد جوانب الغرفة,فلم يعد بإمكان فرجينيا رؤيتهما.
وفجاة تملكت فرجينيا قشعريرة باردة,وتسمرت في مكانها,بينما مرت مادلين بجانبها بسرعة وهي ترمقها بنظرة لامعة تنضح بالعداء والانتصار.
قال رايان وهو يجتازالردهة ليلقاها:"من أين جئت؟"
ومن خلال شفتين متوترتين,قالت فرجينيا:"كنت أتعشى مع بيث"

بداصوتها مهتزا متوترا.أجفل رايان,ثم قال بهدوء:"لاتدعي هذا يزعجك.إن مادلين..فلنقل إنها...كانت غير متحفظة في مشاعرها".
صفة(غير متحفظة في مشاعرها) هي آخرصفة فرجينيا تتوقعها من مادلين الباردة كالثلج.
وإذا رأى الانزعاج البالغ على وجهها,حاول أن يخفف من الأمر:"يتبادل الأقارب أحيانا أحاديث خاصة".
إنهم أسرة مترابطة, ولكن هل الوقت مناسبا لأي حديث تجاهل رايان قلقها وهو يقول:"تعالي واخبريني كيف قضيت نهارك..وكيف وجدت ثوب الزفاف".
جاهدت لكي تجيبه بطريقة عفوية:"إنه ممتازة".
تذكرت كيف رفضت مادلين دعوة بيث,متسائلة إذا ماأمضيا السهرة معا,سألته:"ماذا حدث؟هل فشل العشاء الخيري؟"
-لا .بل انتهى أسرع مما توقعت.عدت منذ نحو نصف ساعة فقرعت جرسك,وعندما لم أجد جوابا,ظننت أنك في الحمام.لوأدركت أنك مع بيث لنزلت إليكما.
وبلا من ذلك,عقد هو ومادلين لقاء خاص...خطرت لها هذه الفكرة رغما عنها,فحاولت نبذها لكنها فشلت.
تأمل وجهها,ثم قال بسرعة:"اسمعي.أظن أنه من الأفضل أن نصفي الجو بيننا".
قادها إلى الأريكة,ثم دفعها للجلوس برفق وجلس على مقعد بجانبها:"لا أدري ماهو السيناريو الذي تشكل في رأسك,لكني,أنا ومادلين لم نتحدث معا سوى لدقيقتين,حتى إنها لم تدخل.كنت قد فرغت لتوي من الحمام عندما سمعت رنين جرس الباب فذهبت إلى الباب متوقعا أن أراك..."
وفيما كانت فرجينيا متلهفة إلى أن تصدقه ظل الش يساورها,فمن غير المألوف أن تزور امرأة شقيق زوجها في مثل هذا الوقت وهي ترتدي عباءة...
وتابع رايان يقول:"جاءت مادلين لتسألني أن أختار بين هديتين من أجل زواجنا.ولتقول لي أنها سعيدة من أجلنا"
وعندما ظهر على وجه فرجينيا تعبير ينم عن الإستهجان قال:"أعلم أن مادلين لا تسر من أجل أحد ولا تفكر إلا بنفسها.على أي حال,بدت صادقة بكل تأكيد"
لقد ارتاحت من شكوكها الآن.
***
بعد أيام عادت جاينس لتزرع في ذهن فرجينيا,ذات مساء وبكل براءة,شكوكا جديدة.
كانت فرجينيا قد عادت من المعرض لتوها,عندما رن جرس الهاتف...وإذا بجاينس تقول بحماسة:"لقد احضرو لي ثوب وصيفة العروس,فهل يمكنك أن تنزلي دقائق عدة لتساعديني على اختيار الأجمل منها؟"
-سأنزل حالا.
ركضت جاينس تفتح لها الباب,مرتدية توبها البرتقالي الحريري الفاخر:"يصعب علي الاختيار,فكلها رائعة.تعالي وانظري"
كانت الفتاتان منهمكتان في إختيار غطاء الرأس,عندما قاطعهما جرس الباب.فقالت فرجينيا:"سأفتح أنا الباب"
عندما فتحت الباب,هبط قلبها وهي تجد مادلين رائعة الأناقة كالعادة,وشعرها الأشقر يلمع بقوة.
مرت بجانبها من دون كلمة واتجهت إلى غرفة الجلوس تاركة فرجينيا تلحق بها.
-أين رايان؟أريد أن أتحدث إليه.إنه معك حتما,فهو يلازمك على الدوام.
قالت مادلين وهي تتأمل الأثواب:"هذا العرس سيكلف الكثير,ومن حسن الحظ أن الأسرة غنية"
سألتها جاينس:"هل أنت باقية هنا؟"
-لا.ستيفن سيأخذني إلى العشاء في الخارج.لكنني كنت أريد التحدث مع رايان أولا.
-آسفة لعدم استطاعتنا أن نساعدك.
عندما سارت مادلين إلى الباب,أطلقت رصاصة الوداع:"أظن أن المسكين رايان لم يكن يعلم ماينتظره حين وافق على إقامت عرس كبير"
قالت فرجينيا:"جعلتني أشعر وكأنني باحثة عن الذهب"
أجابت جانيس:"تلك الثرثرة عن نفقات العرس الكبير,كثيرا ما تصدر عنها.كانت ممثلة طموح مفلسة عندما أنشبت مخالبها في ستيفن,من المؤسف أنه تزوجها.كان رايان أعقل منه.
قالت فرجينيا باستغراب:"رايان؟"
ففسرت جاينس لها الأمر:"كانت صديقة رايان قبل ستيفن"
يبدو أنها انتبهت إلى أنها قالت الكثير فتابعت محاولة أن تخفف من وقع الأمر:"أمضيا وقتا قصيرا معا قبل ان تحول إهتمامها إلى ستيفن المسكين,فسلبته عقله.كيف يمكن أن يصبح الرجال بهذا العمى فيستعبدهم الوجه الجميل والقوام الرئع إلى هذا الحد؟"
-حسنا,مادام سعيدا...
-لا أفهم كيف يمكن أن يكون سعيدا.ومنذ أحضرك رايان معه,أراهن على أنه لم يعد بإمكانه أن يعيش معها.وأظنها أدركت بعد فوات الأوان أنها أقترفت غلطة شنيعة,لأن الذي تريده حقا هو رايان.وهكذا هو السبب في غيرتها البالغة منك.في الواقع,أشعر أنها مازالت تعتبر رايان رجلها هي...ولكن,دعينا ننساها.."
اختارت جاينس باقة من الأزهار الحريرية ووضعتها على شعرها الداكن وسألت فرجينيا:"مارأيك في هذا؟"
عندما تركت فرجينيا جاينس وصعدت إلى شقتها حاولت أن تواجه فكرة أن رايان ومادلين كانا حبيبين قبل أن تتركه وتتزوج ستيفن.
غاصت في الأريكة وهي تحدق أمامها من دون أن ترى شيئا وتساءلت عما جعل مادلين تتركه؟
ربما كانت جاينس على صواب.ربما أدركت مادلين,بعد فوات الأوان,أنها أقترفت غلطة شنيعة,لأن رايان هو حقا من تريد.
واكتسحت فرجينيا موجة باردة,وامتلأ ذهنها على الفور بصورة رايان ومادلين وهما يتحدثان.لو كانت مادلين تحب زوجها ستيفن وتريده,هل كانت لتنظر إلى رايان بكل تلك العاطفة المحمومة؟
والأهم من ذلك,لماذا يسمح لها رايان بالدخول إلى شقته فيما هو يعلم ما كان بينهما من قبل؟
ماذا لو أنه كذب عليها عندما أخبرها عما جاءت تفعله؟ماذا لو أن المشاعر كانت متبادلة بينهما؟
ولكن لا,رجل مثل رايان لايمكن أن يتصرف بهذا الشكل مع زوجة أخيه.فافتضاح أمرهما سيدمر الأسرة ويحطم قلب بيث,كما أنه هو نفسه سيتزوج بعد أيام معدودات.
لايعقل أن يكون راغبا في مادلين حتى الساعة,وإلا لماذا طلب منها أن تتزوجه؟وحتى لو كان حبهما عاصفا,فإن رايان ليس بالرجل الذي يتزوج مندفعا بتهور.


أثناء الأيام التالية,بذلت فرجينيا جهدها لنبذ الشكوكمن ذهنها....ولكنها كانت تعود إليها مرة بعد مرة.
إنه يرغب بها,وهي واثقة من ذلك...ولكن هل يحبها حقا؟ورغم أنه كان ينديها(حبي)من وقت لآخر,وأنه سألها إن كانت تؤمن بالحب من أول نظرة,إلا أنه لم يقل لها قط(أحبك).
لعلها ليست المرأة التي يرغب فيها.وإذا كانت المرأة التي يريدها حقا متزوجة من أخيه,ربما ستفي امرأة آخرى بالغرض!
.أيمكنها أن تجازف وتأله عن شعوره الحقيقي؟
لا,فسيضطر إلى أن يكذب.لايمكنه أن يعترف بالحقيقة لأن ذلك يعرض الأسرة إلى التفكك.
ولكن إذاكان لايحبها ولايرغب فيها,فلماذا اختار أن يتزوجها؟ولماذا قرر أن يتزوجا في الكنيسة,وأصرعلى إقامة عرس تتحدث عنه الصحف؟
لا.لا بد أنها هي فرجينيا,من يريد.ومع ذلك بقيت الشكوك تعود زاحفة,وأخذ نوم فرجينيا يسوء.
وفي لهفتها لإخفاء قلقها.حاولت بشجاعة أن تتصرف بشكل طبيعي,لكن هذا فشل في إقناع رايان.
وعندمابدت ظلال قاتمة في عينيها,راح يسألها عما بها,قائلا:"أنا واثق من أن ثمة خطبا ما.لقد بت أعرفك جيدا,وأعرف أنك تخفين من نفسك,حتى عني...لماذا لاتخريني بما يزعجك؟"
وعندمابقيت صامتة,أصر عليها:"هل أنت خائفة من ألا أكون زوجا صالحا؟"هزت رأسها نفيا.
-هل علي أن أخمن أم أنك ستخبرينني بما يقلقك؟
وإذا رأت إصراره,قالت بيأس :"من المؤكد أن كل عروس تعاني من الشكوك آخر لحظة"
حدق إليها متفحصا بطريقة تتراوح بين النقد والتقويم,وسألها:"أحقا؟"
تمسكت بهذه الفرصة وسألته:"والرجال ألا يعانون من مثل هذه الشكوك؟"
فقال بعنف تقريبا:"لاتدعي أي شكوك تمرضك.تذكري فقط أنك لي وأنني لن أدعك تتركينني أبدا".
نامت تلك الليلة عميفا.ثم نهضت في الصباح التالي وهي تشعر بالسعادة وثقة لم تشعر بمثلهما منذ علمت عن علاقة رايان ومادلين الماضية تلك .
مرت الأيام التالية حافلة, وقبل أن تنتبه, وإا باليوم السابق للزواج يطل.
تناولت الفطور في الصباح مع رايان.وقبل أن يذهب إلى مكتبه,وهمس لها بلهجة عاطفية:"أظن أن المرة القادمة التي سأراك فيه,ستكون في الكنيسة".
أصر ستيفن على أن يقيم لرايان حفلة توديع العزوبة التقليديه,بينما أقامت النساء سهرة في مارتندال.ظنت فرجينيا أنها ستكون مع بيث وجاينس,لكن مادلين أعلنت أنها ستحضر أيضا,فاختلف الأمر.لكن السهرة كانت أكثر بهجة مماتوقعت فرجينيا.وعندما انتهت ووصن إلى برج فالكونر,كما المرح يتملكهن.
فرحت فرجينيا لأن حلمها بأن تكون جزء من أسرة سعيدة سيتحنق قريبا. وأحست بأنها تسير فوق الغيوم لفرط سعادتها.وماإن خلعت سترتها حتى رن جرس الباب.
لم تكن الساعة قد بلغت الثانية عشرة,فهرعت إلى الباب تفتحه راجية أن يكون رايان.
ولدهشتها,وجدت أن القادم مادلين.ودخلت الشقراء من دون دعوة,قائلة:"جئت لأخبرك مدى سعادتي بعرسك هذا ولاحضر لك هذه".
فتحت فرجينيا العلبة المسطحة فإذا بها ترى حمالةجوارب جميلة من الدانتيل.
-ماأجملها!شكرا وسأعيدها لك حتما.
لمعت أسنان مادلين الجميلة بابتسامة:"لاتقلقي,أن دوما أستعيد ماهو ملكي".
تملكتها الحيرة للهجة مادلين الغريبة هذه,لكنها قررت تتجاهلها,وقالت لها:"أنا مسرورة لأنك سعيدة بهذا العرس".
-رغم أنني أعلم أن رايان يفعل هذا من أجلنا,إلا أنني يجب أن أعترف أني شعرت بالغيرة أحيانا.
-أتعنين أنه لم يخبرك لماذا يريد أن يتزوجك؟لعله ظن أن من الافضل ألا يفعل.
قالت فرجينيا بصوت لم تكد تعرفه:"أظنني سأعلم ذلك قريبا"
-حسنا,كنا,أنا ورايان,متحابين قبل أن أتزوج ستيفن...
-أعرف هذا.
بهتت مادلين للحظة, وما لبثت أن تابعت:"كانت علاقتنا جيدة,ولكن عندما تضطرم المشاعر,تضطرم معها الطباع.كان رايان مراوغا بالنسبة إلى الزواج,فتشاجرنا.رحت أخرج مع ستيفن لكي أجعل رايان يذعن لفكرة الزواج.ولكن رغم أنه كان دوما مجنونا بي,إلا أنه بقي عنيدا للغاية.وتعلمت أنا الدرس,وهكذا رفضت الخروج مع ستيفن.وعندما تملكه اليأس وعرض علي الزواج,فكرت في أنني أكون مجنونه إذا لم أقبل..".
سكت مادلين فجأة ثم فالت بحدة:"لاحاجة بك إلى إظهار هذا الاشمئزاز.أعترف أنني ندمت ماإن تزوجنا.أدركت أنني أقترفت غلطة شنيعة, وأنني لن أنسى رايان أبدا".
وإذا كانت جاينس على صواب.

--وذات ليلة,كان ستيفن في الخارج,فالتقينا أنا ورايان وعدنا حبيبين كما كنا,نجتمع في أي مكان يتوفر لنا,أحياناهنا,وأحيانافي المدينة...ولكن بعد فترة,أراد رايان أن يتوقف عن ذلك خشية أن يشك أحد في أمرنا.فهويخشى تكدير بيث والأسرة,أو التسبب في فضيحة.
فسألتها فرجينيا بصوت بارد كقلبها:"وماهي علاقتي أنا بذلك؟".
-فكر رايان أنه إذا تزوج,وأقام عرسا فسيتجنب خطر الفضيحة,ويرسم له صورة محترمة في المجتمع.بمعن آخر سيكون هذا بمثابة ستار للتمويه.ومادمنا حذرين,فمن الذي سيشك في أن عريسا جديدا يعبث في الأنحاء مه زوجة أخيه؟
شعرت فرجينياوكأنها تلقت لكمة في معدتها.كان الأمر منطقبا تماما فقد فهمت الآن الأمور التي كانت تحيرها.لماذا دفعها على قبول الزواج منه بسرعة,ولماذا كان حريصا على أن يخبرالأسرة؟ولماذا أصر على إقامة عرس فخم.ولماذا لم يقل لها قط إنه يحبها...؟
هتفت فرجينيا بصوت أبح:"إذ ظننت لحظة واحدة أنني سأوافق على هذا فأنت مجنونة...!".
-لاأرى ماذا ستخسرين.ستحصلين على كل ماتزوجت رايان من أجله.كماأن رايان رجل بما يكفي ليتمكن من إسعادنا,نحن الاثنتين.
فصرخت فرجينيا بها:"أخرجي من هنا.خذي هذا وأخرجي".
ودست حمالة الجوارب في يد مادلين وفتحت لها الباب.
استندت فرجينيا إلى الباب المغلق وهي تشعر بضغط حول لرأسها أشبه بعصابة من حديد.وعندما خف شعورها بالغثيان قليلا,استدعت سيارة أجرة بصوت لم تعرف أنه صوتها,وبكيان أثقله العذاب سارت إلى غرفتها لتحزم أمتعتها.
تجاهلت الحقائب التي سبق وحزمتها لشهر العسل ولم تجمه سوى الثياب التي جاءت بها معها.
تركت خاتم الخطوبة وكل مادفه رايان ثمنه وحملت معها فقط النفود التي كسبتها من عملها.وبعينين جافتين وقلب منقبض,أغلقت باب شقتها خلفها,ثم هبطت بالمصعد.أسرعت تعبر الردهة,ثم وضعت حقيبتها على الأرض ريثما تفتح الباب.وبعد ذلك بلحظة كانت تتسلل من دون أن يراها أحد ثم تسرع إلى سيارة الأجرة لتقول للسائق:"إلى المطار من فضلك".

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 25-10-09, 05:12 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

-سامحيني!
عادت فرجينيا إلى الحاضر وهي ترتجف,شاعرة باليأس والوحشة.
وبعد لحظة سألها تشارلز,ومازال الإهتمام باديا على وجهه الأشقر:"وماذا فعلت بعد ذلك؟"
-بقيت في المطار حتى الصباح,ثم استطعت ان أحصل على مقعد إلى مطار هيثرو.وفي الوقت الذي كان علي أن أكون فيه في الكنيسة,كنت في منتصف الطريق إلى لندن.وفي لندن نزلت في فندق,وصباح الإثنين رحت أبحث عن عمل.وأنت تعرف الباقي.
فقال مقطبا جبينه:"لم تذكري أنك تركت ملاحظة لهم"
-لم أترك شيئا.
-أتعنين أنك رحلت دون أن تقولي لأحد؟
-نعم,أظنني كنت في حالت صدمة.وماذا كنت سأقول؟وماهو العذرالذي يمكن أن أقدمه؟الحقيقة كانت ستمزق الأسرة,وبيث المريضة.
-ألم تفكري في مصارحة فالكونر؟
فهزت رأسها:"لم أستطع احتمال الذل,لم أشأ أن أراه مرة أخرى"
-أفهم من هذا أنك تشعرين بهذا الشكل.
-نعم,ولهذا لم أشأ أن يعرف والدي عنواني هنا.فقد يخبرونه به.
-فهمت.هل لهذا أسقطت من أسمك كلمة آدامز,وجعلته فرجينيا آشلي؟
-نعم.
وأضافت بقنوط:"بدأت لتوي أشعر بالأمان.كانت صدمة مخيفة أن أراه في المعرض"
قال تشارلز بعطف:"لاحطت أن تأثير حضوره عليك كان عميقا للغاية.في الواقع تساءلت إذا كنت تحبينه"
قالت وهي تحاول أن تقنع نفسها بأنها الحقيقة:"لا أدري بالضبط"
فقال تشارلز جادا:"لكن يبدو أن فالكونر لم يرك"
فعضت شفتيها:"بل رآني للأسف"
فسألها بحدة:"وكيف عرفك؟"
-عدت إلى البيت عبر الحديقة,وكان هو ينتظرني فتبعني.
توتر فم تشارلز:"هل تحدث إليك؟ لم يلمسك,أليس كذلك؟لو فعل لكسرت رقبته"
هذا النوع من التهديد العنيف لم يكن من عادت تشارلز رينور العملي,وتملكها الخوف من أن يصطدم برايان,فقالت متلعثمة:"ل...لا في الحقيقة.أعني أنه اقترب مني فقط وقال:خمني من أنا؟"
-لكنه أفزعك؟
-نعم,أفزعني.قال...
واهتز صوتها فسكتت لكي تأخذ نفسا مهدئا قبل أن تتابع:"قال أنه يريدني أن أعود إليه"..
تصلب جسم تشارلز:"يريدك أن تعودي إليه؟بعد معاملته الحقيرة تلك؟لماذا يريد استعادتك؟"
-كان بالغ الغضب لأني تركته وأفسدت كل خططه.قال إن هناك حسابا بيننا يريد أن يصفيه.
شبكت ذراعيها على صدرها وأخدت تدعكهما وكأنها تشعر بالبرد:"أخبرته أن لا نية لدي في الرجوع إليه على الإطلاق"
-يبدو لي فالكونر من الرجال الذين لا يقبلون كلمة (لا).
-هذا صحيح.
وابتلعت ريقها بصعوبة,ثم قالت بسرعة:"ولهذا أخبرته أننا نسكن معا.أرجو ألا يكون لديك مانع"
-كلا.طبعا أنا لا أمانع.
وبعد لحظة سألها بحذر:"وهل تخلصت منه أخيرا؟"
-ليس تماما...
-وكيف طردته إذن؟
-وقع صبي في البحيرة.وفيما كان رايان يخرجه من الماء,هربت وأخذت سيارة أجرة إلى البيت.
ثم قالت بلهفة:"تشارلز,لا أريد أن أعود إليه"
-أنا مسرور جدا لسماع هذا.لا حاجة بك إلى هذا الخوف,فهو لايستطيع أن يرغمك على ذلك.
-لا.هذا ما أحدث به نفسي دوما.
سكت ليفكر لحظة,ثم قال:"أظن أن رؤيتك لفالكونر مرة أخرى جعلتك تغيرين رأيك بالنسبة إلى الزواج مني؟"
فقالت بصوت خافت:"نعم"
-إذن يجب أن أحمد الله لأنه أرسله إلى معرضي ومنحك فرصة لتدركي أنك لم تعودي تحبينه...
تملك فرجينيا إحساس قوي بالعار,إلا أنها لم تقل شيئا.وتابع هو:"والآن,بعد أن علافت حقيقة شعورك ستتمكنين من أن تنبذيه من ذهنك...وسيعود هو إلى بلده بسلام"
عضت شفتيها شاعرة بالاضطراب والذنب لأنها لم تخبر تشارلز الحقيقة كلها.ثم قال بهدوء وعيناه على وجهها:"ثمة شيء يزعجك أتودين أن تخبريني به؟"
فانفجرت تقول:"وماذا سأفعل إلى أن يعود إلى بلاده؟بإمكانه أن يدخل المعرض في أي وقت"
-ستأخذين عطلة,وإذا جاء فسأتصرف معه.
وإذ رأى الشك على وجهها,سألها:"ماذا حدث؟ألا تظنينني على التصرف مع رجل مثل فالكونر؟"
فقالت بثقة أكبر مما تشعر بها:"أنا واثقة من قدرتك على ذلك"
-ما المشكلة إذن؟
كانت هناك مشاكل كثيرة.وتذكرت سخرية رايان وهو يقول لها(سأراك فيما بعد)فارتجفت.
ولكن إذا بقيت في البيت ورفضت أن تفتح له الباب,ستكون آمنه تماما.فهو لن يكسر الباب.
وقال تشارلز:"دعينا ننسى فالكونر ونعود إلى موضوع أجمل.قلت أنك ستكونين أسعد بعرس هادئ؟"
-نعم.
رمقها بنظرة حنون وهو يقول بصوت عميق:"سأبذل جهدي لكي أسعدك"
لم تشك في أنه سيكون حبيبا لطيفا حساسا,وقد يساعدها هذا على إخراج رايان من قلبها.
بعد قليل تمتم تشارلز يقول:"ما أجملك!ناعمة رقيقة وامرأة حقيقية.لم أتأثر قط بامرأة كما تأثرت بك"
ليتها تستطيع أن تبادله المشاعر!وبلا من ذلك,كان عقلها يقف محايدا يراقب مايجري بهدوء,معتبرا إياه محنة يجب أن يطيقها,لا أن يستمتع بها.
وفجأة,بدا على وجهه الارتباك والحيرة:"ماذا هناك يافرجينيا؟"
-أنا آسفة حقا.كان هذا النهار صعبا ومؤذيا بحيث أنني...فقط...
واغرورقت عيناها بالدموع.رق وجهه على الفور:"يا إلهي,كان على أن أدرك أنك مازلت مضطربة متكدرة.سامحيني"
تملكها شعور بالخجل لمعامتها له,فوجدت نفسها تكرر بعجز:"آسفة"
-لا بأس بهذا,صدقيني.
وبعد لحظة,أضاف:"عندما يرحل فالكونر,ونتزوج نحن,كل شيء سيكون على مايرام.أتعهد لك بذلك"
***
عند الصباح تناولا الفطور معا,قبل أن يستعد تشارلز للذهاب إلى المعرض,لكن وحده هذه المرة.
بدا في عينيه الجميلتين مبلغ الضياع الذي شعرت به فجأة,وقالت بتردد:"لا أدري ما الذي سأفعله طوال النهار"
-لماذا لاتخرجين إلى المدينة؟
لا,إنها لا تجرؤ على ذلك.ربما وضعها رايان تحت المراقبة.
أدركت مدى إهتمام تشارلز بها,فقالت ببشاشة:"ربما سأقوم ببعض التنظيفات في البيت"
-أنا أدفع أجرا للسيدة كرابتري لتقوم بذلك.إذا بقي الجو مشمسا ودافئا,فعليك أن تحضري لنفسك شرابا ثم تجلسي في الحديقة لتتمتعي بأشعة الشمس.
هتفت وقد تحسنت نفسيتها قليلا:"ما أجمل هذا وكم هو شاعري! لن أفعل سوى ذلك"
ثم أضافت:"أتعلم ماذا؟سأطهو لك عشاء لذيذا الليلة"
ضحك لمظهرها الطفولي وقال:"رائع"
وقفت تحدق في الباب بعد خروجه وقد تملكها شعور بالضياع.أمامها النهار بطوله خاليا موحشا لاشيء يشغلها فيه سوى التفكير في رايان...
كانت على وشك فتح الثلاجة عندما رن جرس الهاتف.لا بد أنه هو.
لا,يبدو أنها أصبحت موسوسة حقا,لأن رايان يضنها الآن في المعرض.في الواقع,إن الشخص الوحيد الذي يتوقع أن تكون في بيتها في مثل هذا الوقت هو تشارلز.
منتديات ليلاس
تناولت السماعة:"آلو؟"
كان هذا تشارلز الذي بحيوية غير عادية:"تحدثت إلى الكاهن بيتر فاقترح طلب رخصة خاصة للزواج.وبهذه الطريقة يمكننا أن نتزوج خلال أيام قليلة"
وبدلا من أن يكون الزواج وعدا بمستقبل مشرق,إذا به يصبح فجأة سيفا مسلطا فوق رأسها.
-الكنيسة محجوزة ليوم السبت,يمكننا أن نتزوج الإثنين إذا كنت توافقين.
الإثنين يعني أقل من أسبوع.
ورغم من أن فرجينيا مازالت واثقة من أنها تقوم بما هو صائب,إلا أنها فكرت في أن هذا العرس مستعجل جدا.
وبعد تردد بسيط,قالت "نعم.."
لكنه لاحظ ترددها:"يبدو أنك لست واثقة تماما"
تنفست فرجينيا بعمق:"نعم,أنا واثقة تماما,الإثنين مناسب جدا"
وسمعته يتنفسح بارتياح.
-علينا أن نتحدث عن شهر العسل.فكري أين تريدينه أن يكون.
كيف يمكنها أن تخطئ نحو زوج كهذا؟وإذا به يتابع:"لدي اتصال هاتفي.سأحاول ألا أتأخر في المساء.."
وضعت السماعة وعادت إلى المطبخ لتخرج من الثلاجة قطع الدجاج استعدادا لتحضير العشاء.
وبعدئد,صبت كأس عصير,قبل أن تغير ملابسها,وترفع شعرها الطويل الجعد.
حملت كأس العصير مع كتاب لم تكن قد قرأته بعد,ثم توجهت لتجلس في الشمس حافية القدمين.
كانت الحديقة معزولة عالية الأسوار,والطريق الوحيد للدخول إليها هو من المنزل.لذا فهي آمنة تماما.
ورغم أن الكتاب مثير,إلا أنها لم تستطع التريكيز عليه.كان وجه رايان الأسمر يطل من بين أوراقه وصفحاته.ووجدت فرجينيا نفسها تتساءل عما سيفعله الآن...
-صباح الخير.هل نمت جيدا؟
وكأنما جسدته أفكارها,لقد رأته يقف عند عتبة باب المطبخ,وهو يرتدي بنطلونا أسود أنيقا وقميصا أبيض مفتوحا عند العنق.
كانت المفاجأة كبيرة بحيث قفزت واقفة,مسقطة الكأس التي كانت بيدها لتتحطم على الأرض الحجرية ويتناثر العصير عليها.
أطلق صفرة قوية,وقال:"تبا! لا تتحركي لئلا تدوسي على قطع الزجاج المتناثرة"
وسار إلى المطبخ ثم عاد بمكنسة,وأخذ يكنس قطع الزجاج بدقة بالغة.
-رأيت في المطبخ المزيد من الليموناضة في الإبريق.سأسكب كأسين لي ولك لنشرب معا.
كانت لاتزال تستجمع شتات نفسها,وحين عاد بكأسين وضعهما على المنضدة المنخفضة,ثم تهالك على المقعد بقربها,وسيما وخطيرا كأحد القراصنة.
بوقاحة باردة,أخدت نظراته تتأملها من رأسها حتى أخمص قدميها,مما جعلها تخجل من قدميها العاريتين.
تأمل البنطلون القديم والقميص القطني والشعر المربوط,ثم قال ساخرا:"تبدين بملابسك هذه كأنك تلميذة في الخامس عشرة من العمر"
وبعد أن استعادت قدرتها على الكلام,قالت بصوت عميق:"لكنني في الخامسة والعشرين تقريبا"
-لم يتغير فيك شيء.
انتبهت إلى اللهب الضئيل الذي بدا في عينيه,فسألته:"ما الذي تفعله هنا؟ماذا تريد؟"
ثم اضافت باضطراب:"كيف دخلت البيت؟"
ابتسم لذعرها الظاهر وأجاب:"من الباب الأمامي.كأي زائر محترم"
-يلزمك مفتاح.
-لدي واحد.
أخرج مفتاحا من جيبه,فسألته بحدة:"من أين احضرته؟"
فأجاب من دون خجل:"استعرته من حقيبة يدك الليلة الماضية"

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 25-10-09, 05:13 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

تذكرت بعد فوات الأوان,كيس نقودها الذي سقط أرضا ووجدته قرب الهاتف.أضاف رايان وهو يرى الغضب في عينيها:"كنت أرجو ألا تفتقديه,فالمفاجأت دوما سارة.وأنا أجدها مفيدة في تضليل الخصم"
فانفجرت غاضبة:"هل عليك أن تبدو بهذا الغرور؟"
هز رأسه بستياء:"يالطبعك!"
أدركت أنها إذا استمرت بابتلاع الطعم سوف يثور طبعها وتصبح لعبة بين يديه,فجاهدت لستعادة هدوئها.
وعندما وثقت بصوتها,قالت:"لا أدري ما الذي ستستفيده من هذا كله,فأنا لا أنوي العودة إليك"
-نعم,سبق وقلت هذا,وهذا هو أحد اسباب وجودي هنا,وهو أن أحاول تغير رأيك.
-كيف علمت أنني في البيت؟
-زرت المعرض هذا الصباح وتحدثت إلى تشارلز رينور.
جمد الدم في عروقها,بينما تابع:"علي أن أعترف بأنني كنت مخطئا بحقه,فهو ليس ضعيفا على الإطلاق,فقد واجهني بثبات واتزان ما أرغمني على الإعجاب به.."
رأى الرعب على وجهها فابتسم بهزل جاف:"لكي أريح بالك,عنيت بالمواجهة,شفهيا وليس جسديا.."
لكن مواجهة رايان,لم تكن عملا سهلا.فهي تعلم جيدا كيف يستطيع أن يرهب أقوى الرجال تقريبا.
-وهكذا,أنت لست بحاجة إلى تضميد جروحه.
لم تعبأ بتهكمه وسألته بقلق:"ماذا قلت له؟"
فقال رايان ببرودة الثلج:"أقل مما قاله بكثير.وما قاله كان مفيداً للغاية"
وانتظرت فرجينيا حابسة أنفاسها.وبعد لحظة,تابع رايان يقول:"دعاني بالخنزير والحقير,وأخبرني أنه إذا تمكن من أن يشتري لوحة (صبية الأربعاء) فلن يدعني أحصل عليها,لذا لاحاجة بي إلى زيارة معرضه"
-هل هذا كل شيء؟
-لا.بحسب قوله,أنا أحزنتك بما يكفي.فهمت أن المناسبة الوحيدة التي يعرفها حقا هي لقاءنا في الحديقة العامة.
فقالت باستياء:"لم يكن ذلك ممتعا أبدا"
فتابع متجاهلا مقاطعتها له:"لو كان يعلم أنني أعرف مكان سكنك,وأنني جئت إلى البيتفي الليلة الماضية لما تركك في البيت قط,وحدك.."
ثم سألها بصوت لاذع كالسوط:"لماذا لم تخبريه عن زيارتي؟"
-لم...لم أشأ أن اكدره.
فقال بشماتة:"سيشعر بكدر أكبر لو علم أنني هنا الآن"
سألته,محاولة أن تسيطر على الوضع:"ولماذا أنت هنا؟عدا عن محاولتك تغيير رأيي؟"
فقال بكسل وقد ضاقت عيناه بسبب الشمس:"فكرت في أخذك لتناول الغداء"
-ليس في نيتي أن أتغدى معك.
فقال من دون أن يرف له جفن:"كما تشائين.لسنا مضطرين للخروج.وأرى أنك محقة,وجودنا هنا أكثر متعة"
عضت فرجينيا شفتها وهي تدرك متأخرة,أن من الأسلم أن يتناولا الغداء في مكان عام,من أن تبقى هنا وحدهما.
ودفعها الإضطراب إلى الوقوف:"سأتزوج تشارلز.وإذا وضعت إصبعك علي,فسوف...فسوف.."
-سوف تفعلين ماذا؟
وتقدم منها خطوة,فتراجعت حتى الجدار حيث تبعها رايان ووضع يديه على الجدار حول رأسها ما جعلها محجوزة بينهما:"أخبريني يا فرجينيا...هل حلمت بي بعد أن تركتك الليلة الماضية؟"
فقالت بعنف:"لا,لم يحدث هذا.أخبرتك أن لا حاجة بي لذلك"
بدا التوتر على وجهه وسألها بحدة:"هل حلمت برينور؟"
لم تجبه بل اكتفت بالنظر إليه بغضب.
نظر إليها رايان بحدة:"هل فعلت ذلك؟"
-هذا ليس من شأنك.
سمعت أنفاسه من بين أسنانه:"من الآن وصاعدا سأكون الرجل الوحيد في حياتك.لقد أنتظرت طويلا لكي ألتقي بك مجددا.."
وحين جاهدت لتبدو غير متأثرة,سمعت ضحكته الخفيفة:"أنت تتجاوبين بشكل رائع,ياصغيرتي,فلا تنكري ذلك.."
وكان هذا صحيحا.ثم سألها بنعومة:"إلى متى تستطيعين الصمود؟حسنا,ماذا قلت بشأن غدائنا في الخارج؟"
فأجابت بقنوط:"نعم"
ابتسم وقال بخفة:"حسنا,اذهبي وارتدي ملابس أفضل لكي نخرج"
تركها ثم عاد ليجلس.
هربت فرجينيا إلى غرفتها وهي تتساءل بتعجب إلى أي مدى سيصل لكي ينال ما يريد.
أول فكرة خطرت لها هي أن تحجز نفسها في الغرفة,لكنها عادت فأدركت مدى سخافة تلك الفكرة.ودخلت الحمام رغما عنها لتغتسل وتجفف نفسها بسرعة,ثم ارتدت بذلة رمادية تلبسها عادة أثناء العمل,ووضعت لمسة خفيفة من الزينة على وجههالترفع معنوياتها,كما سرحت شعرها بشكل أنيق,ووضعت النظارة لتخفي عينيها وراءها.وهكذا عادت مرة أخرى امرأة عاملة وليس تلميذة في الخامسة عشرة من عمرها كما قال رايان.بقي لديها دقائق عدة من الوقت الذي حدده لها,ففكرت في أن تأخذ حقيبة يدها وتخرج متسللة إلى الشارع ثم تستقل سيارة أجرة وتهرب,قبل أن يدرك ماحدث!
حبست أنفاسها وهبطت السلم بحذر,ثم وصلت إلى الردهة لتأخذ حقيبة يدها.لكنها لم تجدها.
حسنا,ستطلب من السائق أن يأخذها إلى المعرض حيث تستدين الأجرة من تشارلز,حتى ولو اضطرت لأن تخبره الحقيقة كاملة.
كانت يدها على أكرة الباب’عندما سمعت صوت رايان الساخر:"أتحاولين أن تتسللي هاربة؟"
قفزت مجفلة,واستدارت لتراه مالئا باب غرفة الجلوس بقامته المديدة.
-من حسن الحظ أنني كنت حذرا.
منتديات ليلاس
فتمتمت بعجز:"تبا لك!"
فتقد نحوها ووقف ينظر إلى مظهرها ثم تمتم وفي عينيه لمعان ساخر:"ماهذا؟...ما كل هذا التحفظ والمظهر العملي؟"
- أنت قلت (ملابس أفضل).
-مظهرك هذا لا يناسب إلا العمل...على أي حال,هذا يصلح لبعض الوقت.منذ متى تضعين هذه النظارات الفظيعة؟
فقالت بجفاء:"منذ فترة.ولا أظنها فظيعة"
رفع النظارات عن عينيها ونظر من خلالها:"أنت لا تحتاجين إليها,لأنها مجرد زجاج عادي"
و ألقى بها على منضدة دون اهتمام وهو يضيف قائلا:"فات أوان التنكر"
وقبل أن تعترض,جعلها تنزع الدبابيس التي تثبت شعرها.
وعندما اسدل شعرها البني على كتفيها قال منتصرا:"هذا أحسن.على الأقل لم أعد أبدو وكأنني أتناول الغداء مع معلمة مدرسة"
فانفجرت قائلة:"تباً لك"
تنهد بكآبة:"والآن,هل هذا قول لطيف منك؟وأظن أن جرحك لشعوري سيجعلك تعاملينني الآن بشكل أفضل"
فوجئت بكلامه فكادت تضحك.كان دوما جذابا لا يمكن مقاومته حين يتصرف كمهرج.قال يستعجلها:"أنتظر سماع اعتذارك بسرعة لأن السيارة تنتظر في الخارج"
- لا أريد أن أعتذر.
قالت ذلك وقد ظهر ارتجاف واضح في صوتها.
-حسنا,سأكون صبورا ولن اضغط عليك.
كانت تسمع خفقات قلبه...أم لعله قلبها؟واشتمت شذا عطره الرجولي...
وسألها بصوت ممزق:"أتريدين أن تغيري رأيك بالنسبة إلى الخروج لتناول الغداء؟"
وبشكل ما,أجابت:"لا,لن أغير رأيي"
فقال بأسف:"لقد وقعت في الحفرة التي حفرتها"
لكنها أحست أن هذا مايريدها أن تقوله,وكأن خروجهما إلى الغداء معا هو جزء من خطة أكبر وأهم.

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 25-10-09, 05:14 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

أبعد من الكلمات
رافقها إلى حيث كانت سيارته الليموزين تنتظر,وساعدها على الصعود,ثم جلس بجانبها.تناول سترة كانت ملقاة على المقعد فلبسها,ثم أخرج من جيبه ربطة عنق وضعها حول عنقه وهو يقول ساخرا:"يجب الاهتمام بالتفاصيل"
عندما وصلا إلى مقصدهما الذي لا يبعد عن المعرض,كانت فرجينيا قد تمالكت نفسها.
ورغم أن المطعم بدا لأول وهلة,مزدحما,إلا أن رايان استقبل بالترحيب.فقالت بجفاء:"لا تقل لي إن لديك حصة في هذا المطعم"
مرة أخرى شعرت بجاذبيته الساحقة وهو يقول بابتسامة عريضة:"ليس هذه المرة,مع الأسف.ولكن صاحبه صديق لي"
-يا لحسن حظك!
فقال والدعابة تطل من عينيه:"ألا ترين ذلك؟"
شعرت فرجينيا بحيويتها تزداد,وكادت تحس بمتعة حقيقية عندما تذكرت الماضي فجأة,وما يحاول أن يفعله,فارتجفت وقد أدركت أنها أوشكت أن تستعيد مودتها له.
حرص رايان على أن يكون الحديث بينهما مرحا مسليا.لكنها كانت تجيبه باختصار,متقوقعة على نفسها,رافضة أن تخرج عن تحفظها.
وأخيرا سألها:"هل هناك خطب ما؟"
فسألته ساخرة:"وماذا يمكن أن يكون ذلك؟"
- لأنك ما إن تصبحي منفتحة قليلا حتى تتملكك الحدة فجأة وتتوتر أعصابك!لماذا لا تحاولين الإسترخاء وبهذا نستمتع بغدائنا معا.
-لعلك أقنعتني بتناول الغداء معك,لكن هذا لا يعني أن استمتع به.
هز كتفيه ولاذ بالصمت.لكنها انتبهت إلى انه يراقبها على الدوام وكأنه لا يستطيع ابعاد بصره عنها.
كان الطعام جيدا لكنها كانت تأكل بشكل آلي,ولا تكاد تجد لذة في ما تأكله بسبب التساؤلات التي تشغل ذهنها.
بعد ذلك الحديث في الردهة,لا بد أن رايان أدرك أن بإمكانه أن يحرك فيها مشاعر عميقة,فلماذا قدم لها فرصة التراجع؟
إنها طبعا ممتنة لذلك,لكنها تتساءل عن السبب.لماذا صمم على أن يتناول الغداء معها خارج البيت؟
سمعته يطرح سؤالا فرفعت رأسها بحدة:"عفوا؟"
-سألتك متى قررت الزواج من رينور.
فقالت متشجعة:"هل أخبرك تشارلز أننا سنتزوج؟"
-أخبرني أنكما تخططان لذلك.
تذكرت ما قاله رايان من قبل(فوق جثتي),فأجفلت:"أن...أنت لم...؟"
-لم أضربه؟لا,طبعا لم أضربه.أنذرته فقط إذا هو لم يتراجع.
وضعت يدها على فمها.فقال:"وماذا توقعت مني أن أفعل؟أهنئه؟"
وعندما لم تقل شيئا,أصر قائلا بنعومة:"وهكذا,أخبريني يافرجينيا,متى قبلت عرض رينور للزواج؟"
وفكرت فرجينيا بمرارة في أن رايان لا تفوته كذبة تكذبها.فقالت بحذر:"لقد طلب منى الزواج منذ أسابيع"
-وهل وافقت على الفور؟
-طبعا,فأنا أحبه!
بدا المكر في عينيه,وقال هازلا:"أنت تكذبين بشكل سيء"
-أخبرتك في الحديقة العامة أننا أنا وتشارلز سنتزوج.
-لا,لم تقولي هذا.بل قلت(أنه يريد أن يتزوجني)وهذا مختلف تماما.لماذا لاتكونين صادقة وتعترفي بأنك رفضته عندما عرض عليك الزواج أول مرة,ثم وافقت الليلة الماضية.
فأنكرت قائلة بجرأة:"لم أفعل هذا"
-لا تزعجي نفسك بمزيد من الأكاذيب,فقد اعترف رينور بأنك وافقت على الزواج به الليلة الماضية فقط.وهذا بنبئني بأمور كثيرة...رغم أنه وضع لذلك تفسيرا مختلفا.فهو يعتقد أنك وافقت على الزواج منه بعد أن اكتشفت أنك لم تعودي تحبينني.هل سيبقى سعيدا بهذا الشكل لو أدرك أنك تستعملينه كمجرد حارس أمني لك؟
-لا.الأمر ليس بهذا الشكل,فأنا أشعر نحو تشارلز بمعزة بالغة,وأنا أحترمه.وهو سيكون أبا جيدا.
-إذن فقد تحدثتما عن إنشاء أسرة؟
-نعم.
-وكم طفلا قررتما أن تنجبا؟
ورغم أنها أدركت أنه يسخر منها,إلا أنها أجابته:"أربعة"
-وهكذا قبلت الزواج منه,وخططتما لإنجاب الأطفال,لكن من الواضح أنك لا تحبينه بشغف.
-هل أخبرك هو بذلك أيضا؟
-لم يكن بحاجة إلى ذلك.عدا عن ملاحظات عدة كشفت ذلك تماما,وسرعان ما سيبدأ بالضغط عليك.
فقالت بعنف:"كما فعلت أنت"
-آه,لكن ثمة فرق.
-أي فرق؟
فقال بنعومة:"أنت أحببتني ومازلت تحبينني كما أحبك تماما.
أما معه,فثمة مودة ليس أكثر"
-وما الذي يجعلك واثقا إلى هذا الحد؟
-لو كنت أحببت تشارلز حقا لوافقت على الزواج قبل الآن.
-لقد سبق وأخبرتك...
-لقد أخبرتني بذلك حقا,وهكذا لا تزعجي نفسك بأن تخبريني مرة أخرى كم هو حبيب رائع.أنا لا أعتقد أنك تحبينه حقا,لكن موافقتك هي مجرد هروب.
فقالت ساخرة:"متى أصبحت طبيبا نفسيا؟"
-اكتشاف هذا لا يحتاج إلى طبيب نفسي.إنها مسألة واضحة جدا ولا مجال للخطأ فيها.
-أي نوع من الخبرة تحتاجها لتكتشف أنك تضيع وقتك؟
وتابعت تقول:"وماذا يهمك إذا أنا تزوجته,فأنا لن أعود إليك؟"
قال بثقة هادئة:"في هذه النقطة,أنت مخطئة.لكننا سنتحدث عن ذلك فيما بعد"
وبعد أن ألقى نظرة على ساعته,أشار إلى النادل ودفع الحساب قادها نحو الباب.أما هي فمشت مطأطئة الرأس,وهي تفكر كيف يمكنها الهرب منه,عندما توقف قال برقة وبصوت غريب"فرجينيا".
رفعت نظرها إليه,فنظر إليها وعلى وجهه ابتسامة متعمدة.
لم يكن رايان من النوع الذي يطلق العنان لعواطفه في مكان عام,فتملكتها الدهشة ووقفت جامدة حتى عاود سيره.
سارت كما يسير الشخص أثناء نومه,إلى أن نبهها بفظاظة,فرأت رجلاً أشقر يحدق إليها وكأنه لايصدق عينيه.
كان تشارلز يجلس إلى مائدة تبعد عدة أقدام,برفقة رجل أصلع.
عندما أصبحا بموازاته,تسمرت نظرات تشارلز عليهما,فنهض واقفا بحركة آلية,فيما كف مرافقه عن الكلام وأخذ ينظر إليهما.
أومأ رايان محييا بأدب:"مرحبا رينور"
فأجاب تشارلز متصلبا:"مرحبا فالكونر"
قال رايان ببساطة:"حيث أنك كنت مشغولا,فكرت في أن أخذ فرجينيا إلى الغداء"
فقال تشالرلز وهو ينظر إلى عروسه بذعر واتهام:"فهمت أنك ستبقين في اليت"
فقالت:"هذا ماكنت أنويه,ولكن.."
قاطعها رايان بابتسامة ونظرة جانبية أظهرتهما وكأنهما متآمران:"إن لدي موهبة كبرى في الإقناع,أليس كذلك يا حبي؟"
نظرت إلى تشارلز الذي تجمد لدى سماعه هذه الكلمة,وقالت متلعثمة:"أنا...أنا.."
فسارع رايان إلى القول:"استغرق ذلك بعض الوقت لكن عندما.."
فقاطعته بسرعة:"ألا ينبغي أن نذهب الآن؟"
فقال على الفور:"أنت على حق.علينا أن نذهب"
التفتت فرجينيا إلى الخلف فرأت أن تشارلز مازال واقفا على قدميه وهو يترنح كملاكم ثمل.
دار رأسها,ولم تعد قادرة على التفكير.وبينما كان المصعد يهبط بهما,حاولت أن تستوعب ماحدث,وكل ماتضمنه ذلك من المشاهد الصغيرة وما حدث قبله.
كانت تتساءل عن السبب الذي جعل رايان يلح عليها لتناول الغداء في هذا المكان العام,وهاقد وجدت الجواب الآن.كان على أن علم أن تشارلز سيتواجد هنا,فدبر كل هذا ليسبب له الإزعاج.
لقد احتال عليها ببراعة تامة,حتى أن توقيته كان ممتازا,لكنها تعلم أن أساليبه في تحقيق أهدافه مميزة وأنه أستاذ في وضع الخطط.
تذكرت نظرات تشارلز المتهمة,وتذكرت بمرارة نظرات رايان إليها,ونظراته التآمرية الماكرة,وكيف ابتسم لها وهو يكلمها بتحبب...
حالما أصبحا في الخارج,استدارت إليه بغضب ثائر:"أنت رجل متعفن,تعيس,عديم الضمير..."
راح يسكتها,قائلا بهدوء:"الناس هنا كثيرون.إذا شئت أن تشتمينني فمن الأفضل أن تشتمي في الحديقة العامة"
أثناء اجتيازهما المسافة القصيرة,جلست فرجينيا صامتة متوترة الشفتين,غاضبة من رايان ومن نفسها لعدم تكهنها بما كان يهدف إليه,لتحاول منعه.
عندما توقفا قرب بوابات الحديقة المزخرفة,قال رايان:"يمكنك يا مكسويل أن تأخذ بقية النهار عطلة لك فنحن لن نحتاجك"
وقفز رايان من السيارة مادا يده إلى فرجينيا ليساعدها على النزول,إلا أنها تجاهلته بوجه عابس.
لكنها ما لبثت أن تعثرت فقال بغرور أثار أعصابها:"هذه نتيجة محاولة الإستقلال,من حسن الحظ أنك لم تقعي أرضا"
توجهت من دون أن ترى,إلى البوابة الحديدية المرتفعة.
اختار رايان مكانا تحت الأشجار,ثم التفت يواجهها:"حسنا,ماذا عندك لتقولينه؟"
اندفعت تتهمه بصوت ابح من دون أن تستطيع كبح غضبها:"أنت دبرت كل ذلك لكي تسبب المشاكل! إياك أن تحاول إنكار ذلك"
-لن أفعل هذا,وأنا مسرور جدا لنجاحي.
فقالت بعجز:"لا أدري كيف علمت أنه سيكون هناك"
-الأمر بسيط.رفيقه الذي حدد له الوقت والمكان,كان مدفوعا مني.
اعتراف رايان الهادئ جدد غضبها:"أنت حقير تثير الإشمئزاز.."
لم يحدث لها في حياتها أن دفعها الغضب إلى صفع أحدهم,ولم تكن تظن نفسها قادرة على ذلك,لكن الغضب قد أعماها الآن.ومن دون وعي, رفعت يدها وصفعته بقوة أدارت رأسه إلى الجانب الآخر.
وفجأة,تملكها الخوف لما فعلته,وأخذت تحدق مدعورة في الأثر الأحمر الذي تركته على خد رايان.
وبأصابعه الطويلة,أخذ يتحسس البقعة برفق,ثم أجفل.
فقالت بصوت خشن:"أنت فقط تحاول أن تجعلني أشعر بأنني سيئة"
-ألا تشعرين بذلك؟
-بلى.
اعترفت بهذا بتعاسة ثم وجدت نفسها تعتذر,ولو أنها لم تكن تعني ذلك:"أنا آسفة"
-أظنني الملام في ماحدث,رغم أنني لا أنوي السماح لك بأن تصفعيني ثم تنفذي بجلدك.
وعندما تراجعت إلى الخلف,فزعة من التهديد الذي يلمع في عينيه,أضاف يقول:"لا تسيئي فهمي,فأنا لم أضرب امرأة قط,ولا أنوي أن أبدأ الآن.ولكن هناك طرقا أخرى"
ازداد ذعرها, واستدارت لتهرب,لكنه منعها من ذلك,وهو ينهي كلامه برقة قائلا:"طرق أكثر بهجة"
ثم تابع يقول:"أخبرتك أنني سأكون صبورا,فأنا واثق من نجاحي في اقناعك من النهاية"
تغير كل شيء بسهولة.وبستثناء وجه فرجينيا المتوهج,لم يظهر عليهما شيء سوى أنهما يتمشيان في أنحاء الحديقة.
سألها رايان وهو يبدو هادئا إلى درجة تثير الغيظ,وكأن لا شيء حدث على الإطلاق:"أترغبين في فنجان قهوة؟أم بآيس كريم؟"
وبالرغم من تصاعد الأدرينالين في عروقها الذي راح يدفعها للهروب أو المقاومة,شعرت بعدم القدرة على القيام بأي من هذين الأمرين.فأجابت:"أريد قهوة من فضلك"
حاولت أن تقلد لهجته الهادئة,لكنها فشلت تماما.
-فلنتابع سيرنا إلى مقهى"هنغري هيبو",حيث ألذ قهوة شربتها في لندن.
اختار رايان طاولة بعيدة عن الطاولات الأخرى فجلست فرجينيا مرتخية الأطراف تنظر إليه وهو يطلب القهوة.
عاد رايان بفنجانين من الخزف وضع أحدهما أمام فرجينيا,وهو يقول:"القهوة هنا ساخنة جدا,وقد تعلمت بعد المعاناة والأخطاء أن الفنجان الخزفي هو الأفضل لئلا تحرق الأصابع"
رشفة واحدة حذرة أثبتت لها أن القهوة جيدة كما وصفها تماما,وقالت بحيرة:"يبدو وكأنك تأتي غالبا إلى هذا المكان"
فقال بكسل:"جئت إلى هنا مرات عدة,فأنا أقيم في فندق كينيليم.وحديقة كينيليم قريبة من المكان الذي أمارس فيه رياضة الصباح,كما أن المقهى يفتح أبوابه باكرا ليقدم القهوة للزبائن"
قطبت جبينها وسألته:"منذ متى وأنت في لندن؟"
-منذ عشرة أيام تقريبا,هذه المرة.
هذه المرة...
وقال يجيب عن هذا السؤال الذي لم تنطق به:"جئت إلى هنا مرات عدة مؤخرا"
وبقلق مفاجئ,تساءلت عن السبب.فسألته بشكل بدا عفويا:"أظنها رحلة عمل؟"
-نعم...يمكنك القول إنه عمل سري ودقيق للغاية.
تمنت من كل قلبها لويسرع بإنهاء أعماله,ويعود إلى نيويورك.
وسألته دون رجاء كبير:"متى ستعود إلى وطنك؟"
-عندما أنهي أعمالي,وأحصل على ماجئت من أجله.
كان جوابه برئا في الظاهر,ولكن شئا ما في ابتسامته,ونبرة صوته,زادت من شعورها بالقلق.
اقتنعت بأنه من غير الحكمة الاستمرار في الحديث,فلاذت بالصمت وراحت تنهي قهوتها.
عندما وضعت فنجانها,قال رايان فجأة:"لم تخبريني بعد سبب هجرك لي عند باب الكنيسة؟"
-وأنت لم تخبرني بسبب اضطرارك إلى الزواج مني,في المقام الأول.
-ألا تظن أن السبب و أنني وقعت في غرامك كالمجنون؟
أجابت باختصار وهي تتمنى في قرارة نفسها لو أن الأمر كذلك:"لا,لا أظن ذلك"
وشعرت بسكين ينغرز في قلبها,ثم أضافت عندما لم تعد تستطيع احتمال الألم:"لا أريد أن أتحدث في الموضوع,فقد مضى كل ذلك وانتهى,ولا شيء يمكن أن يغير الماضي"
-ولا بأي شكل؟
لم يكن مزاجها يسمح بأن تجادله,فقالت بصوت منهك:"يجب أن أذهب إلى بيتي"
وعندما حاولت أن تنهض واقفة,قال لها:"هناك أمر واحد أود معرفته قبل أن تفكري في الذهاب.عندما تحدثت إلى رينور هذا الصباح,لم أستطع أن أصدق اتهامه السخيف لي.أريد أن أسمع من فمك لماذا تركتني"
-لأنه لم يكن في نيتي أن أدعك تستغلني,لكي تسنح لك الفرصة للعبث مع مادلين.
منتديات ليلاس
-تكهنت أن لذلك علاقة بمادلين.لم تعودي قط كما كنت عندما رأيتها في شقتي تلك الليلة...لكنني أقسم أنه لم يكن بيننا شيء.
-أخبرتني بنفسها أنكما كنتما جبيبين...وقبل أن تزعج نفسك بإنكار ذلك,كانت جاينس قد أخبرتني الشيء نفسه.
-صحيح أنني ومادلين كنا على علاقة,لكن ذلك كله كان في الماضي.أتظنين حقا أنني اعبث مع زوجة أخي أو أخدعك؟
-هذا ممكن,أنت أردتها فأخذها منك.
-أنا لم أكن أريدها.العلاقة البسيطة التي كانت بيننا انتهت تماما قبل أن يتزوجها ستيفن.
هزت فرجينيا رأسها:"لقد أخبرتني عن حقيقة خطتكما,وكيف أنك تريد أن تتزوجني لئلا تشك أسرتك بما يجري بينكما"
تمتم بصوت مخفض وكأنه يشتم,ثم تنهد وقال:"وأنت صدقتها؟"
كان هذا قولا أكثر منه سؤالا,لكنها أجابت:"نعم,صدقتها ولهذا السبب لن أعود إليك أبدا"
ابتسم من دون بهجة:"حتى ولو كنت لا تعرفين معنى كلمتي الحب والثقة,أريدك أن تعودي إلي يافرجينيا,وسأجعلك تدفعين ثمن كل يوم جعلتني فيه أنتظر"
ثقته هذه أرسلت موجة كالثلج في ظهرها فجعلتها ترتجف.قفزت واقفة بعنف,ما جعل الكرسي ينقلب إلى الخلف,وقالت بصوت أجش:"يجب أن أذهب"
نهض واقفا,وأصلح وضع الكرسي,ثم قال:"سأسير معك حتى البيت"
فوجئت بإذعانه غير المنتظر هذا,راحت تفكر في هدفه وراء ذلك.ولكن ربما,بعد أن أرضى غروره بما سببه لها من أذى في يوم واحد,أصبح مستعدا للراحة حاليا احتفالا بالنجاح.
هذا ما كانت ترجوه.مازال أمامها أن تواجه تشارلز.وشعرت بعدم القدرة على مواجهة أي شيء آخر.
لم يدر بينهما حديث حتى وصلا إلى منعطف الشارع الذي يقع فيه بيتها,فسألها:"ألم تغيري رأيك؟"
نظرت إليه:"بأي شأن؟"
-حول عودتك إلى البيت.قد لا يكون هذا عملا حكيما.
-عملا حكيما؟ لا أفهم ماتعنيه.
-إذا أصبح رينور حاقدا عليك...
-تشارلز ليس حقودا على الإطلاق.
-لو كنت مكانك لما وثقت من ذلك.بدا بالغ التكدر أثناء الغداء.
-قد يكون مصدوما أو غاضبا,لكنه لن يرفع إصبعا علي,إذا كان هذا ماتعنيه.
-شعور الغيرة قوي للغاية.وقد يدفع أكثر الناس وداعة ومسالمة إلى القيام بأمور ما كانوا ليفكروا بالقيام بها.
هزت رأسها وقالت بلهجة قاطعة:"تشارلز لن يفعل شيئا يؤذيني"
-هل أنت واثقة من ذلك تماما؟قد يكون أسلم لك إن حجزت لك في الفندق.
فكرت في أنه خطط لذلك لكي يضرب عصفورين بحجر واحد.
وهاهو يبذل جهده ليخيفها ويبعث الاضطراب في نفسها فقالت بهدوء:"أنا واثقة تماما"
عندما رافقها وهي تصعد الدرجات حتى الباب,سألها:"ماذا تنوين أن تخبريه؟"
-الحقيقة طبعا.
ورغم أن النهار مازال مشمسا,إلا أن رياحا خفيفة هبت منذ غادرا الحديقة العامة,وأخدت خصلة من شعرها تنزل على وجنتها.أزاحتها عن وجهها خلف أذنها,بلمسة خفيفة واثقة.وسألها بابتسامة ذات معنى:"الحقيقة كلها,أم نسخة منقحة عنها؟"
تذكرت مظهر الرعب على وجه تشارلز,وترددت,ثم قالت بذهن شارد:"لا أدري.لا أريد أن أجرحه أو أكدره أكثر مما أضطر إليه"
-هل يهمك أمره إلى هذا الحد؟
-نعم,فقد كان رائعا معي,وأمره يهمني.
-لقد بدأت أصدقك.
خطر لها أن رايان يبدو مسرورا أكثر منه منزعجا.
-أعترف أنك خططت لذلك كله بذكاء لامع,لكنني أخشى أن تكون قد ضيعت وقتك وجهودك سدى.
لمعت عيناه وهو يقول:"ثمة أجزاء من الخطة استمتعت بها حقا"
-أخشى أني لا أستطيع أن أقول الشيء نفسه.
سألها بهزة خفيفة من كتفيه:"وهكذا,متى موعد العرس؟"
دهشت لهذا السؤال المفاجئ,ومن دون أن تفكر,قالت:"الإثنين القادم"
ما أن تلفظت بهذه الكلمات حتى خطر لها أن عليها أن تكون أكثر حذرا وتكذب عليه,فيتم العرس قبل أن يدرك هو ذلك.لكن الأوان فات الآن.
ورفع حاجبيه:"بهذه السرعة؟"
-لا سبب يدفعنا إلى التأجيل.
ثم أضافت باختصار:"ولآن,بما أن مفتاحي معك,هل لك أن تدخلني؟"
-بكل تأكيد.
وفتح الباب ثم دس المفتاح في يدها وقال:"الأفضل أن تستعيديه"
فقالت ساخرة:"هل أنت واثق تماما من أنك لا تريد الإحتفاظ به؟"
ضحك ورد:"شكرا,لكن ذلك غير ضروري"
ثم تابع يقول بثقة:"لأنك في المرة القادمة أنت التي ستأتين إلي"
كانت تزال واقفة وكأنها تمثال من رخام عندما وصل إلى أسفل الدرجات فالتفت إليها:"بالمناسبة,ستجدين كيس نقودك على المنضدة في غرفت الجلوس"
وبعد لحظات كان يبتعد في الشارع بخطوات واسعة,والريح تعبث بشعره الأسود.
في المرة القادمة أنت التي ستأتين إلي.
إذا كان يحاول أن يشغل بالها فقد نجح في ذلك.كان صوته مليئا بالثقة...الى حد بعيد.
وتأوهت,رغم أنها حاولت التقليل من أهمية الأمر أمام رايان,إنما لعل ما رآه تشارلز أثناء الغداء,قد أحدث في علاقتهما الضرر أكثر مما تستطيع إصلاحه.
أرجوك ياربي لا تدع هذا يحدث,لكن كل ما يمكنها أن تفعله هو أن تنتظر لترى رد فعل تشارلز حين تخبره الحقيقة.قد لا يكون من السهل إقناعه بأن اريان خطط لكل شيء...
في السابعة والنصف,أصبحت المائدة جاهزة,والدجاج يغلي على نار هادئة,أما هي فلم تعد قادرة على الإستقرار,وأخدت تطوف في الأنحاء أشبه بقطة أسيرة.
وفي تمام الثامنة إلا ثلثا,سمعت صوت مفتاح يدور في قفل الباب,تبعه صرير معدن.
أسرعت الردهة وهي تنادي:"دقيقة واحدة"
وبعد محاولة قصيرة,فكت السلسلة وفتحت الباب.
-آسفة,لقد نسيت رفع السلسلة مسبقا.
كان وجه تشارلز جامدا,ودون أي تحية,أغلق الباب وعلق سترته.ثم سار إلى غرفة الملابس حيث جفف شعره بمنشفة,ثم مشطه,بينما كانت فرجينيا تتسكع بعجز في الردهة.
-تشارلز,أنا بحاجة إلى أن أتحدث معك لأوضح كل شيء.
ومن دون أن يجيب بكلمة,تبعها إلى غرفة الجلوس.
سألته بارتباك عندما لم يظهر دليلا على رغبته في الجلوس معها:"ألن تجلس؟"
فقال بتوتر:"ربما عليك أن تفتحي الموضوع رأساً.أظنك قد قررت العودة إليه"
فصرخت:"لا.لا.سبق وأخبرتك بأنني لن أعود إليه أبداً"
-ليس هذا ما بدا لي أثناء الغداء.
ابتلعت ريقها بصعوبة.يبدو أن إقناعه صعب تماما كما كانت تخشى.

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 25-10-09, 05:15 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

اللعبة الخطرة
قالت:" ما فهمته خطأ.رايان خطط لكل شيء لكي يجعلك تظن ما أراده هو"
كان واضحا أن تشارلز لم يصدقها.واغرورقت عيناها الجميلتان بدموع اليأس.وعلى الفور,رقت أساريره,فجلس بجانبها وقال:"ربما من الأفضل أن تخبريني القصة كاملة.لماذا ذهبت للقائه؟"
-لم أذهب للقائه.هو الذي جاء إلى هنا.
-كيف علم بمكان إقامتك؟
-عندما شاهدته لأول مرة في الحديقة العامة,أخبرته أنني أسكن معك.
-لكنك لم تعطه العنوان بكل تأكيد.
-كان يعرفه.
فهتف تشارلز:"كيف عرفه؟"
-وضع مخبرا سريا ليبحث عني منذ تركته.وهكذا عرفوا أين أعمل وأين أعيش.
فقال تشارلز ببطء:"وهكذا جاء إلى هنا.كيف علم أنك في البيت؟"
-قال أنه ذهب إلى المعرض,وأظنه علم بذلك حينذاك.
-لماذا أدخلته؟
-ما كنت لأدخله لولا أنه فاجأني وأصبح في الداخل قبل أن أدرك أنا ذلك.سألته ماذا يريد فقال أنه جاء ليأخذني إلى الغداء.ورفضت في البداية لكنه لم يقبل رفضي.وأخيرا,ظننت أن من الأفضل أن أكون معه في مكان عام أما الذي لم أعرفه فهو أنه كان ينوي أخذي إلى المطعم نفسه الذي كنت أنت فيه...
-وكيف عرف أين سأتناول غدائي؟أندروبيش الذي قام بالحجز هو وحده الذي يعلم,وأنا طبعا.
عندما رأت أن تشارلز لم يقتنع,قالت:"ما أقوله صحيح.هو أعترف لي بذلك.كل شيء كان مخططا له بعناية.وهذا هو السبب الذي جعله يتصرف وكأننا متحابان,ويقول لي(ياحبي).كان يريد أن ترى وتظن أسوأ الأمور"
نظر إليها بثباث:"هل ما أخبرتني به هو الحقيقة؟"
-نعم.هو كذلك.
-وأنت لاتريدين أن تعودي إليه؟
فقالت وهي تهتز:"لا أستطيع إحتمال ذلك"
ومرة أخرى,أصبح وجهه الحسن المظهر,متوترا.وهو يقول:"ماذا بالنسبة إلينا؟هل غيرتي رأيك بالنسبة للزواج مني؟"
-لا.مازلت أريد أن أتزوجك.هذا إذا لم تغير أنت رأيك؟
أضافت الجملة الأخيرة غير واثقة,فكان جوابه أن تنهد بارتياح وهو يبتسم لها.
شعرت بارتياح بالغ وهي ترى البهجة تحتل مكان الإنهاك في وجهه.
وبعد حين,تذكرت موعد العمل الذي أعتبره تشارلز هاما.وكيف قال بحيوية بالغة إنه إذا نجح,فسينهي مشاكله المالية كلها.وتساءلت كيف أنتهى الأمر.وأحست بتيار خفي من الحماسة يسري في رفيقها الفاتر في العادة.فسألته:"هل سارت الأمور على مايرام هذا المساء؟"
-كان الأمر ناجحا جدا.كنت سأخبرك على الفور,ولكن موضوعنا الأكثر أهمية طغى على كل شيء.
فقالت باسمة:"أخبرني الآن"
-خمني.
-عثرت على كنز؟
-يمكنك أن تقولي ذلك.منذ أكثر من أسبوع تلقيت مكالمة تعرض علي لوحة لرواسير.
-رواسير؟
-أنا نفسي لم أصدق ذلك أيضا,مع ذلك وافقت على أن ألقي نظرة عليها.أصر المتصل,الذي قدم نفسه باسم السيد سميث,على الكتمان المطلق والسرية.ولأنه بحاجة ماسة إلى المال فهو مستعد لأن يبيعها بنصف ما تستحقه من ثمن.شرطه الوحيد هو أن يكون الدفع نقدا,وأن يبقى الأمر سريا.
-ولكن ألا تؤدي إتفاقية كهذه...الى المشاكل؟
-نعم,هذا يحدث.كما أنه من غير السهل جمع مبلغ كبير من النقود,وهذا يعني أن اللوحة يجب أن تنتقل بالطريقة السرية نفسا.
فقالت بيأس:"لكنك لم تكن تؤيد قط عملا كهذا.وهناك سمعة المعرض الطيبة,عليك أن تفكر فيها"
-نعم,أعلم هذا,ولو أن ظروفي ليست بهذه الصعوبة,ما كنت لأقبل بهذا الأمر.
شعرت فرجينيا بأعصابها تتوتر.لا بد أن مشاكله المالية أصعب مما يعترف به.
ولخوفها عليه,قالت تعترض:"أليس في هذا كله مخاطرة كبرى؟ماذا لو انكشف الأمر؟"
-السيد سميث لن يثرثر,وأظن أن بإمكاني أن أعتمد عليك بعدم قول أي شيء.
-ولكن إذا كنت تعاني من مصاعب مالية,لا أدري كيف يمكنك أن تجمع مبلغا,اعترفت لتوك بأنه ضخم للغاية.
-لقد سبق وحللت المشكلة.وجدت قرضا قصير الأمد متخدا أعمالي ضمانا لذلك.
ألقت فرجينيا بورقها الأخير:"ثمة جامعي لوحات ثمينة يشترون دون طرح أسئلة كثيرة,ولكن قد يمر وقت طويل قبل أن تجد من هو..."
فقاطعها:"لدي شار ينتظر واسمه أندرسن"
فقالت بغباء:"هل وجدت زبونا بهذه السرعة؟"
-لو لم يكن لدي زبونا في الانتظار, لما جازفت.
كانت هذه عادت تشارلز في العمل.وتنفست هي الصعداء.
فقال يطمأنها:"لا تقلقي ياعزيزتي.لقد سلمت اللوحة الليلة واستعدت نقودي,مع نسبة أرباح جيدة.وسنبدأ حياتنا الزوجية وقد حلت جميع مشاكلنا"
ابتسمت فرجينيا فهي تريد أن تشعر بالسعادة من أجله,لكنها كانت تشعر في أعماقها بعدم صوابية ما حصل.
عندما اقترب موعد النوم,وصعدا السلم معا,كما اعتادا من قبل,شعرت فرجينيا بعدم الإرتياح.
كل هذا بسبب رايان,هكذا حدثت نفسها بغيظ.بعد أن يعود إلى أميركا,وتتزوج تشارلز,ستصبح الأمور على مايرام.لكن التفكير فيه يجعلها حاليا مضطربة وغير مستقرة على الإطلاق.
وكأن تشارلز قرأ أفكارها إذ قال لها:"تصبحين على خير إذن.إذا شئت أن تبقي في البيت غدا,فلن أزعجك من نومك..."
لكنها هزت رأسها:"لقد قررت الذهاب إلى العمل كالعادة"
وتذكرت ما قاله رايان وهو يتركها(في المرة القادمة أنت التي ستأتين إلي)فاقتنعت بأنه لن يأتي إلى البيت ولا إلى المعرض.
-لا.سأذهب معك إلى المعرض.على الأقل سنكون معا.
*****
منتديات ليلاس
أثناء اليومين أو الثلاث الأيام التالية,عادت الحياة إلى طبيعتها مع عودة فرجينيا إلى نظام حياتهما المألوف.
لكن على الرغم من مظهرها الخارجي الطبيعي,كانت فرجينيا تشعر بالتوتر في أعصابها وباضطراب.لا أثر لرايان,لكنها لا تستطيع أن تصدق أنه أذعن وتخلى عنها بهذه السهولة,وترقبها لما سيفعله جعلهاتشعر دائما بالقلق.لم تصدق أنه ينتظر أن تذهب إليه,أم أن هذا ممكن؟ظل هذا الخوف يكمن مترصدا في لا وعيها كظل أسود أثناء النهار,ويوقضها,وقلبها يخفق بقوة,في منتصف الليل.
والأسوأ هو محاولتها إخفاء ذلك عن تشارلز.فقد كان يبدو في ذروة السعادة لأنه دفع ديونه,ولأنه أصبح واثقا من أن رايان أذعن في النهاية وتركهما وشأنهما.لكن فرجينيا أخفت الجزء الأكبر من الحقيقة عنه,كما أنه لا يعرف رايان كما تعرفه هي.
وكلما اقترب موعد الزفاف,كلما اشتد قلق فرجينيا,حتى لم تعد تتمالك أعصابها.
أصر تشارلز على أن يقفل المعرض أبوابه يوم الإثنين,لتستطيع هيلين أن تحضر الزفاف.
قال تشارلز وهو يجلس على حافة مكتب فرجينيا:"أربعة أيام ستكون كافية لأخذ زوجتي إلى باريس للتسوق,وبعد ذلك نذهب في شهر العسل"
وإذ رأى الكآبة لم تبارح وجهها,طمأنها قائلا:"ألا تظنين أن الوقت حان لكي تتوقفي عن القلق بشأن فالكونر؟لو أنه يخطط لمزيد من الحيل,لفعل ذلك.الأرجح أنه عاد إلى بلاده.سأسأل عنه فلدي رقم هاتف فندقه في مكتبي"
وسرعان ما عاد وابتسامة رضى على وجهه:"كما ظننت تماما.لقد سافر إلى أميركا باكرا صباح يوم الأربعاء"
ورغم شعور فرجينيا بالارتياح إلا أن شعورا بعدم التصديق سيطر عليها فلم تقتنع بأن رايان أذعن بهذه السهولة.
*****
اليوم التالي كان يوم السبت,وهو أحد الأيام الأسبوع التي يكثر فيها العمل.ولم تكن فرجينيا قد اشترت شيئا للعرس,فأصر عليها تشارلز أن تأخذ استراحة لتشتري ما تريده.
-اذهبي واشتري ثوبا جميلا وملابس داخلية,وتناولي الغداء على مهل في"هارودز"...
خرجت باسمة لتحقيق رغبته,لكنها لم تشأ أن تتأخر.وهكذا تناولت غداء مبكرا,وذهبت إلى البيت حيث تركت مشترياتها,ثم عادت إلى المعرض.
أدهشها أن تعرف أن تشارلز خرج.فقالت لها هلين:"يبدو أن أمرا طارئا قد حصل فلم يستطع الإنتظار.قال إنه سيعود بأسرع وقت ممكن"
لكنه غاب طيلة العصر.وهكذا لم تره فرجينيا إلا عندما حان وقت العودة إلى البيت,فظهر عند باب مكتبها وقد بدا عليه الضيق والتعجل:"آسف لاضطراري إلى الخروج على الفور مرة أخرى.هل لديك مانع في أن تقفلي المعرض وتذهبي وحدك إلى البيت؟"
-طبعا ليس لدي مانع,هل كل شيء على مايرام؟
-ثمة أمر مستعجل بعض الشيء.علي أن أذهب إلى"ساسكي"ليس لدي فكرة متى أعود,ولهذا لا تنتظريني.
قطبت جبينها وهي تنظر إلى الباب الذي أغلقه وراءه,متسائلة عما حدث لكي يخرج تشارلز الهادئ النظامي عن هدوئه الطبيعي.
حاولت أن تنبذ التشاؤم,لكن إحساسها بكارثة وشيكة لم يتبدد.
عندما أخدت مفاتيحها من المكتب.سارت في المعرض تتفقده وتتأكد من أن الزوار غادروه.
قالت لها هلين:"بدا القلق البالغ على تشارلز عندما عاد,وكان يتصرف بشكل غريب"
أرادت فرجينيا أن تطمئن المرأة,لكنها لم تستطع فقالت:"كل ما قاله لي هو إن شيئا مستعجلا يشغله,ثم طلب مني إغلاق المعرض"
وفيما كانت هلين تخرج معطفها,رن جرس الهاتف,فرفعت السماعة:"معرض تشارلز رينور.نعم...نعم,مازالت هنا"
ثم نظرت إلى فرجينيا وقالت:"المخابرة لك"
ومن دون تمهيد قال رايان:"سأعود إلى نيويورك غدا,وأريدك معي"
رأت هيلين وجه فرجينيا يشحب,فقربت لها الكرسي باهتمام.
جلست عليها وهي تقول:"ظننتك ذهبت إلى بلدك"
-كانت زيارة خاطفة,وقد عدت إلى كينيليم.أنا في الجناح الملكي,أتوقع أن توافيني الليلة.
ردت بصوت أجش:"حسنا,سيخيب أملك"
فقال بهدوء يثير الغيظ:"لا أظن ذلك.إذا كنت تهتمين برينور,فستأتين إلي"
ساد الصمت عندما استوعب ذهنها المضطرب هذا التهديد,ثم سألته متلعثمة:"ماذا؟"
-قلت لك إنك ستأتين إذا كنت تهتمين برينور,ولا تنسي أنني أريدك الليلة ولا يهم مهما تأخرت.سأرسل لك سيارة.من الأفضل أن تكتبي رقم هاتفي لتتصلي بي عندما تصبحين مستعدة للمجيء"
غمرها شعور بأنها مرغمة على ذلك,لعلمها أن رايان لا يطلق أي تهديد أجوف على الإطلاق,فالتقطت قلما وورقة ودونت رقم هاتفه بأصابع مرتجفة.
-لا تزعجي نفسك بإحضار أكثر مما هو ضروري ليلة واحدة.يمكنك أن تشتري كل ما تحتاجينه من نيويورك.
ثم أقفل الخط.
بقيت للحظات تنظر إلى رقم الهاتف المدون على الورقة,حتى بدا وكأن الأرقام تحترق في دماغها.
سألتها هيلين:"هل أنت بخير؟وجهك شاحب للغاية"
فقالت كاذبة وقد جف فمها:"نعم,أنا بخير.كانت مجرد صدمة صغيرة.ظننته في أميركا"
فقالت هيلين بفضول:"إنه رايان فالكونر.فصوته مميز جدا...آخر مرة جاء فيها,أخذه تشارلز إلى مكتبه.رغم أن أيا منهما لم يرفع صوته,تكهنت بأن قتالا حقيقيا دار بينهما"
تلكأت هيلين دقيقة أو اثنتين,وعندما رأت فرجينيا لن تتكلم:"حسنا,إذا لم يكن هناك ما أفعله فمن الأفضل أن أذهب"
وعلى الفور سألتها فرجينيا:"أنت تحبين تشارلز,أليس كذلك؟"
فقالت هيلين بهدوء:"نعم,ولكن لا تظني لحظة أنني.."
-أنا لست غيورة منك.أنا أسألك فقط لأنه قد يحتاج إلى مساندتك! فلا تبخلي عليه بها.
تشابكت أعينهما للحظة,ثم أومأت هيلين وهي تعلق حقيبتها في كتفها وتتوجه إلى الباب.
تبعتها فرجينيا.وبعد أن أقفلت الباب خلفها,شغلت جهاز الإنذار قبل أن تخرج من الباب الخلفي.
عندما وصلت إلى البيت,أحست به خاليا ينتظر.وكانت مشترياتها لا تزال ملقاة على الأريكة,في جو من الوحشة والهجران,فحملتها إلى غرفتها,ووضعتها في الأدراج,من دون إلقاء نظرة أخرى عليها.
للحظة شعرت بهدوء غريب.وكم رغبت في استعجال الوقت كمجرم حكم عليه بالإعدام,وينتظر أن يهوي الفأس على عنقه.
هاجمها القلق مرة أخرى وأقلقتها الأسئلة التي لا جواب لها,ومر الوقت بطيئا.
عندما لم يعد تشارلز في التاسعة والنصف,صعدت فرجينيا إلى غرفتها منهكة مرهقة المشاعر.تمنت,ألا يكون رايان جادا في ما قاله,لكنها عادت فاقتنعت بأن هذا غير ممكن.
تركت باب غرفة النوم مفتوحا لتسمع صوت تشارلز عندما يأتي إلى البيت,ثم اندست في السرير لتحاول أن تنام.لكنها ما لبثت أن أخدت تتقلب متململة غير قادرة على الإستقرار,وأخيرا تخلت عن المحاولة وأضاءت المصباح بجانب السرير ثم التقطت كتابا.
كانت الساعة قد دقت الحادية عشرة عندما سمعت الباب الأمامي يفتح.انتظرت لحظة بدت لها دهرا ثم ارتدت عباءتها ونزلت السلم حافية القدمين.
كانت الردهة وغرفة الجلوس غارقتين في الظلام لكن الضوء يتسرب من باب المطبخ.
سارت بصمت ووقفت عند العتبة,فرأت تشارلز منهارا على كرسي بجانب المائدة,وقد أسند رأسه بيديه.بدا أكبر من سنه وكأنما هزمته الحياة فجأة.
وعندما ترددت عند الباب رفع بصره ورآها.نظرت إليه وهو ينتصب في جلسته...محاولا أن يعود ذلك الرجل الهادئ الواثق من نفسه الذي عرفته,فامتلأ قلبها عطفا وحنانا عليه.
جلست على مقعد قبالته,ثم قالت:"عجبت لأنك لم تصعد إلى سريرك"
-كنت أفكر في شرب فنجان كاكاو.
-أنا أعلم أن أمرا سيئا قد حدث.ألا تريد أن تخبرني عنه؟
-إنها لوحة رواسير التي اشتريتها...
تملكتها المخاوف,وانتظرت ما اصبحت واثقة الآن من أنه سيأتي.أضاف بفتور:"إنها نسخة لا تساوي شيئا.تزييف بارع.أنا أعرف أعمال رواسير,لكنني كنت مستعدا للمراهنة بحياتي على أنها حقيقية تماما"
سألته بصوت ثابت:"كيف اكتشفت أنها ليست حقيقية؟"
-اتصل بي اندرسن عند الغداء بانفعال بالغ.أخبرني أن النسخة الحقيقية للوحة"آثار أقدام"موجودة عند جامع لوحات آخر.
فقالت من دون أمل:"ألا يمكن أن يكون مخطئا؟"
-لا,تأكدت من ذلك.
-ماذا عن الرجل الذي بعته النسخة؟أندرسن؟
-لو استطعت أن أعيد إليه نقوده فهو مستعد لنسيان الأمر,عندئذ تصان سمعتي.لكنني لا أستطيع...وإذا لم يستعد ماله قبل يوم الإثنين,فسيبلغ الشرطة.أنا أكبر مغفل في العالم.سأفقد المعرض وكل ما أملكه وانتهي في السجن.
عندما استوعبت كلمات تشارلز اليائسة هذه,تردد في ذهنها كلمات رايان:(ستأتين إلي إذا كان أمر رينور يهمك...)
كان يعلم ما سيحدث,وهو يعرض السبيل للخروج من هذا المأزق,شرط أن تعود إليه...هادئه باردة كالثلج,راح ذهنها يعمل بسرعة ووضوح:"كم يلزمك من المال؟"
فذكر لها تشارلز مبلغا هائلا.
سارت فرجينيا بإذعان إلى الهاتف في الردهة,وطلبت الرقم الذي انطبع في ذهنها.وعندما أجاب رايان,قالت له بصوت متحجر:"أنا جاهزة للمجيء"
-كم يحتاج رينور؟
فأخبرته من دون أدنى تردد,قال:"ما كسويل سيحضر الشيك"
متى تريد أن تستعيد نقودك؟
-لن أستعيدها.إنها منحة لتمكين رينور من أن يبدأ من جديد,ويعطيني هو ما أريده.
نظرت من خلال باب المطبخ,فرأت تشارلز لا يزال جالسا كما تركته بالضبط,حتى أنه لم يبدو عليه أنه لاحظ غيابها.
وقع بصرها على امتعتها المحضرة لشهر العسل,وفكرت بمرارة ساخرة في أن الهروب وترك مشتريات الزفاف اصبح عادة لديها.
عندما نزلت السلم,وضعت حقيبتها وحقيبة يدها في غرفة الجلوس ثم واجهت أشق مهمة على الإطلاق.
كان تشارلز لايزال يحدق إلى الفضاء,غارقا في شبه غيبوبة من اليأس.وقفت إلى جانبه.
نظر إليها بعينين جامدتين زائغتين بشكل غريب,وكأنه ينظر إلى داخله وليس إليها.
-أريد التحدث إليك.
-ألا يمكن أن نؤجل هذا إلى الباح؟
-لا,لا يمكن.
وكان يقوم بمجهود بالغ,ليركز نظره:"طبعا...لا تقلقي.سألغي العرس.لا أتوقع أن ترتبط امرأة برجل مفلس مهدد بالسجن"
-لن تفلس ولن تدخل السجن.رايان مستعد لأن يمنحك المبلغ الذي تريده.غدا يمكنك أن تعيد إلى أندرسن كل قرش دفعه.
استغرق استيعابه لقولها لحظة أو أثنتين,ثم هز رأسه وكأنه ينبه ذهنه:"ماذا قلت؟"
فكررت قولها.قال وقد دار رأسه:"متى تكلمت معه؟"
-منذ دقائق.لكنني لم أطلب منه المال بل هو الذي قدمه لي.
-ومتى يريد استعادته؟
-إنه لا يريد استعادته.
-ذلك المبلغ من المال؟لا بد أنه يريد استعادته؟
هزت رأسها وأضافت بسرعة:"لا تقلق,ذلك سهل عليه,فهو يدفع أكثر من ذلك بكثير لأعمال الخير"
-ولماذا يريد أن يساعدني ونحن لسنا صديقين؟
وكان هذا هو السؤال الذي تخافه.
*****

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لي ولكسنون, أحلام, دار الفراشة, lee wilkinson, روايات, روايات مكتوبة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية, ryan's revenge, في عينيك اللقاء
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:51 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية