كاتب الموضوع :
انثى الحُلم
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
,,
,,
6 أعوآم
..مِن شَأنَهآ ان تَخلِق الأفرآح وتُدمِل الأحزآن
..مِن شَأنِهآ أن تَهدي الأوجآع و تَمنَح السعآدَه والرضى التآم
..مِن شَأنَهآ أن تُشَآفي المَريض وتُمرض السًليم
.. أن تُغير مَلآمِح القلوب فَ تُغلق الدُروب ومِن ثَمً تَعمي الأبصآر
.. ان تُزِيل العُتمه وتَقشع القُتمه فَتسطَع الشمس كَ يومٍ ربيعي سآحر الجَمآل
..
سَ تتحق الأمنيآت ولو بَعد حين
وسَ تُرفرف السًعآده المَرجُوًه يوما مآ
,
و مَن أوكل امْرهِ لِ رب العبآد فَلن يَشقى ولن ييأس ابد الأبدين
..
[29]
أمتَطى الحآفِله بَعد ان صلى صلآة الفَجر
في المَسجد القريب مِن موقف الحآفِلآت يشعُر انهُ قد تًغيب عن العآلم
مِئَةَ عآمٍ او يَزيد
الشًوآرع الأرصفَه السيآرآت
حتى أشكآل البَشر يَشعُر انهآ تَغيرت
.
جلِس في المِقعد الثآني مِن الحَآفِلَه
يُحدق في النآفِذه
جآهِلاً هذآ المَسآر وكَأنه لم يَحفظه عن ظهر قلب يوما مآ
لآ يَهُم أن تَغير الطريق , ان تَحسن أو ازدآد سوءاً
كُل مآ يجول بِمُخيلته طِيلةَ تِلكَ السنين ولآزآل هآجِسِه الوَحيد هِي
ابنته ..
سَ يَحتضنهآ
سَ يُقبٍلَهآ ويَستنشِق رآئِحَتَهآ
سَ يُنسيهآ فقد الـ 8 سنين
وَ سَ تدآوي هِي أثآر السيآط اللتي وَشَمَتهآ
تِلك الجِدرآن الأربَع في قَلبه
وَسَ يُشفى بِهآ
,,,
ذآك المَكآن الكَريه
حَفَرَ دآخِلِه الوَجَع
ووشم العَآر فِي قَلبه
مَنَحه الكثير مِن الشُعيرآت البيضآء في رأسِه
والبَعض مِنهآ على أطرآف دِقنه
أهدآه بحة صوت لآ تُمحى
وغصة قلب لآ تَبرى
والم حِرمآن لآ ينتَهي
ولن يُنسى
,,
أمتلئت العينآن العَسليه بالدموع
وأرتَجَف الفَك السُفلي بِرَبكه
عِندمآ لمح طَيفَهآ على زٌجآج النآفِذه يَحلم بِهآ مُستيقظ !!
الهذآ الحد لآتزآل مُتوغله دآخله
رغم بُعدهآ وانشغآلِهآ عنه وربمآ نسيآنِهآ لَه؟
أخبره عبدالله في آخر زيآره لَهُ قبل عآمين
أنه سَمِع بأنهآ لآتَزآل في مَنزِل ام فيصل
ولم يُعآود زيآرته بَعدهآ فَ انقطَعت السُبل في مَعرفة أخبآرَهآ
حتى الصديق مَل او التهى بِ مشآغل الحيآة
..
وَبًخ نفسَه للمرة المَليون على التوآلي
لمآ تَسكُن مُخيلته في حين انهآ
لم تفي بِوعودَهآ الكثيره ؟
ولم تصدق بأيمانهآ العظيمه؟
لم تتذكَر أن تُطمئِن قَلبه المُرتَجِف ؟
الم تَشعُر أنه في كُلٍ ميلآدٍ لَهآ كآن يَكتب القَصآئِد ويحتفِل بِمَولِدِهآ ؟
والم تَعلم أنه في كُل ليلة قَبل ان تَغفي عينيه كآن يتمنى لَهآ ولِ فَجر ليله سَعيده هآنِئه ؟
تُوقف النًبض في كُل ليلة عندمآ يُزآوره كآبوسهآ
ولآ يعود لَهُ النبض الآ بَعد ان يُخرج صورَتَهآ المُهتريه
مِن تَحت الوِسآده ويُقبلهآ
أتنكرت ام جُبِرت او التهت ونَسيت فَ انشغلت ؟؟
,,
شيء بِالقلب يتمنى رُؤيَتَآ
واشيآءٌ بِالعقلِ تَأبى
لن يَصفَح لَهآ أبد الأبدين نسيآنَهآ
لن ينسى تئآكُل قَلبه في كُل يوم حتى ذآب القلب مِن مَكآنه
ولن يَصفَح
كررهآ للمرة الألف بَعد المليون
لن يصفَح
,,
فـي الطآئِف ..
هَمَسَتِ وهِي تُلبِس يَزن الحقيبه [
اذا طلعت السياره اقرى دعآء روكوب السياره لا تنسى ]
اخذت التوست المحشي بِشريحة الجُبن
وفتحت الدُرج الامآمي مِن الحقيبه ف وضعته بِهآ
همست اخيره قبل خروجه وهي تُقبله
[ اشتري بس عصير ولا تشتري اكل مكشوف يا ماما طيب ]
اومأ الطٍفل بِراسه علآمة الموافق
وطبع قبلته اليوميه على خدها ثُم خرج
.
وبِشكل روتيني سَريع بَعد ان اقفلت البآب
نَزَلت الى الأرض ولملمت بقآيآ الأفطآر
رَفعت أكٌفًهآ الى السمآء في لَحظة صدق
وشكرت خآلِقَهآ ان وَهبَهآ الصبر وجآزآهآ خير الجزآء
,,
عآنت انوآع الفَقد فَصبرت
تَجرعت مَرآرة الفِرآق فأحتَسبت ودعت
مَولآهآ في جوف الليآلي
عآيَشت الخَوف مِن
أشبآح المَوت اللتي تُطآرِدَهآ في كُل مَكآن
فكتمت مآ تُعآني دآخِلَهآ
وَعدت فَ أوفت
صبرت شهور وأيآم أكمل السنه او تَزيد
حتى نَزل الفَرج لَهآ مِن العَزيز الجَبآر
عندمآ قَرَع دُعآهآ ابوآب السمآء
فأستجآب المَولى لِرجآئهآ وجآزآهآ خير الجزآء
فَ مُنحت بِعودته مُعآفاً سليم مِن كُل سُوء
زوجا لها وابٌ لابنِهآ فَ حبيبهآ الأبَدي !!
....
لآزآل يَتَذكر القريه اللتي وَصَفَ مَكآنَهآ
عبدَالله واللتي يُوجد بِهآ مَنزل فيصل
أوقف الحآفِلَه بَعد ان قَرأ الآفِته المُشيره
الى مَدخل يمين المَسآر المُستقيم
هِيَ القريه اللتي تَحدثَ بِأسمِهآ عبدالله
,,
بِهآ هوى فَجر وأنفآس فَجر ..
وبِهآ سَ يحيآ بِفجر ..
وبِرؤية فَجر وبِ ضمة فَجر ..
..
..
الهدوء يَعُم أرجآء المَكآن
الآ مِن أصوآت مَكآئن المَزآرع اللتي تَجتر الميآه مِن الآبآر
والقليل مِن العَمآله المُتنآثرين لآزآل الوَقت مُبَكر
رُغم هذآ لَم يأبَه أشآر لِفتى بسن الخآمِسه عشر تقريبا
فَ تحدث لَه بِلَهفه بَعد أن أقترب منه
[ تَعرف وين القى بيت فيصل الــ .. ]
أبتَسم الوَلد بأستنكآر [ بس هو نقل مِن زمآن ] ؟؟
ومــآ أوجَعَهآ مِن فَرحه عندمآ تنكسر قبل أكتمآلَهآ
ووآلم انطِفآء لَمعتَهآ وتَجمٍع الدٌموع بَدَلاً عَنهآ
أدرك الفَتى وَقع كَلِمآتِه على الرًجُل فَهَمَس على عجل
[ وأن تبي بيته شوفه هذآك ]
أشآر على أكبر منزل في القريه وَ مضى في طريقه
أبتَلع أحمد الغصه في حَلقِه
وتَذوَق مَرآرتهآ على طَرَف لِسآنه
خيبة الأمل حآرِقه
بِمَثآبة تَبدد السُحب بَعد تَجمٌعهآ لمن لآ يَملكُ المآء
أجتَر رِجليه لذآت المَكآن المُشار اليه
عَله يوصل الخيط المَقطوع بأخر
ويجد مَن يعلم عن مكآنهآ
.......................
أحتَضنهآ مِن الخلف وهِيَ تَقِف في المَطبَخ
أبتَسمت بِفرح بَعد ان طَبَع قبله سريعه على جَبينَهآ وهَمَس قُرب أذنَهآ
[ وش تِسوين ؟؟]
ألتفتت اليه وهِي تَرد بِذآت الهَمس [ أغسل نحاس الفَطور ]
اخذ يديهآ بِحنآنٍ بآلغ وخَرج بِهآ ِمن المَطبَخ
تمتمت [ خليني أكمل وبَعدين اجيك ]
رد على عَجَل [ الجو اليوم مره حلو يالله بنروح نفطر في الشًفآ ]
قَقهت بتَعجب [ والله مآفيني حيل وبي من النوم مآقآم وقعد ]
رَفع لَهآ حآجِب بأستنكآر [ يعني ؟ ]
أبتسمت بعد طول تفكير[ أصبر اجيب عبآتي واجيك ]
رد لَهآ الأبتسآمَه بَأجمل [ انا في السيآره قفلي البآب َمَعآك ]
وخَرج
قد يكون مِن مَنزِلهم في أسوء الأحيآء على الأطلآق
ذآ الحُجرتين فَ الصآله ومِن ثَم المَطبخ
الآ ان السًعآده تعم أركآنه والفَرحه مُشعه في محياه
والجو الأُسري يُحيط بِه مِن كُلٍ جآنِب
,,
فَتَحت بآب سَيآرة الأجره الأمآمي وَدَخلت
[ طيب وان وقفك احد يبيك توصله مشوآر بتنزلني يعني ؟]
قَهقه لَهآ بِحب [ لو حرمه نزلتك وركبتك ورى وخليتَهآ تِجي مَكآنك ]
تَخصرت بأنفعآل وهِيَ تَصرخ [ لآ يآشيخ قول والله ]
أخذ يديهآ في لحظة غضبَهآ وقَبَلهآ بِعمق ثُمً همس
[ ومين الحرمه اللي تسوى شعره مِنك يآسُعآد ]
أبتَسمت بأنتصآر
[ شفت محد
يعني حريم مآ تشيل مَعآك والرزق اللي مِن وَرآهُم غآنينآ ربي عنه ]
قهقه بِفَرَح بَعد ان ركز عينيه على عينيهآ الظآهِرَه مِن فَتحة النٍقآب [ تغآرين ؟]
ألتَزَمت الصمت وأمأت بِرَأسِهآ
أدآر مُحرك السيآره وانطَلق بَعد ان صَدَح صَوت
[ أصآله ]في الأرجآء مُعلناً عن لحظه حميميه بين الزًوجين !!
,,,
يَقِف عَلى عَتبآت البآب المُشآراليه
هُنآ كآنت !!
وهُنآ وَطت أقدآمَهآ !!
ومن هُنا رحلت قبل ان يحتضنها !!
همس باسمها ثم تهآوى على الأرض
حتى جَلسَ بِتعب وهو يكرر [ آآآه ياقلب ابوك متى اشوفك]
فاذآ بِ [ السلآم عليكم ] تنتشله مِن كَومة هُمومه
رَفَع عينيه لشَيخٍ مُلتَحي طُبعت السجده على جَبهتَه
وشع النور من مَلآمِحِه
أبتَسَم الشيخ بِهدوء
[ خير يآوَلدي فيك شي ؟ محتآج شي ]
ادمَعت العينآن فَهمس بأختنآق [ فيصل الـ .. وين انتَقل ]
لآزآل الشيخ مُحآفظ على ابتِسآمَتِه الهآدِئه وَسَط انفِعآلآت أحمد
[ مدري والله وين بالتحديد
بس انتقل ل ِابهآ من سَنه ونص تقريباً ]
اكمل الشيخْ الوَقور بِجديه [ وش تبيبه يآ وَلدي يمكن اقدر اسآعدك ]
ابتَسم أحمد مُجآرآة لأبتِسآمآت العَجوز
[ أنآ ابو بنت زوجته ]
قُطٍب الشيخ حآجِبيه وتَغيرت مَلآمِحه
هَمس بَعدهآ احمد [ تَعرف بنتي ؟]
اصدر الشيخ تنهيده من أعمآقه
[ وانت وين كنت يومك تجي تسأل الحين؟ ]
أغمَض أحمد عينيه بِحُرقه [ كُنت بالسٍجن وتوي طلعت منه ]
سأل الشيخ بأستنكآر
[ومحد يزورك محد يعطيك أخبآرهم ؟]
أجآب احمد بِصدق
[ صديقي مِن قريه ثآنيه كآن يسأل عنهآ احيآناً
ويقولي انهآ عآيشه عند ذآ الرًجآل مع امها ]
تَمتَم الشيخ بِحذَر
[ مِن قُوة ايمآن العَبد الصبر عند المصآئِب يآولَدي وان شآء الله انك انسآن صبور ومو بجآزِع ابد]
هَمَس أحمد بِحذر [ الحمد لله ,,
بس ليه تقول ذآ الكلآم وش فيه ]
سَرد الشًيخ حآدِثَة الأختِطآف لِ أحمد
مع التَخفيف بين كُل جُمله وأخرى
وذكر بَعض أيآت القرآن اللتي تُهوٍن المَصآئَب
..
ومن ثَمً دعى الشيخ أحمد الى مَنزله نظراً لحآلته السيئه
أجآب الدعوه والصمت يُخيم على مُحيآه
هَول الصدمه الجَمَ لِسآنه واقتَلَع حُروفَه مِن جُذورهآ
جرجر خَطَوآته خلف الشيخ
عَلً الاستيعآب يطرق بابه
وعَلًه يَسأل عن التفآصيل
فَ يهتدي لِ مَكآنِهآ
..
وجيت جيت
مِن بعد كل هالسنين
جيت ادور لك مِكآن
جيت أبسأل عن حنآن
جيت أبَرحل مِن عذآب
ذيك الحدايد والذيآب
,,
أرجي القلوب الصآدِقه
أبغي الأجآبه الوآفيه
يالله يالله و يالله قولي
وين الأمآنه يآ مُنآي
يآبعد عمري وهنآي
وين يومي وين امسي
وين صبحي وين فَجري
وين بنتي يالحبيبه ؟؟
ليه ليه وليه خنتي
ليه ليه وليه رحتي
الف ليه والف ليه
ومآعآد بي حيل
أقول ليه ؟
ويآثِقِل هالحيل فيني
مل مِني ومآيبيني
قلت هآنت يآضنيني
لحظه وأروي مآي عيني
وأرتويت غدر وطُعون
ارتويت حزن وجنون
هذآ وعدك يوم قلتي
بأنتظرك انا وبنتي
وينك انتي
رحتي مع ذآك الغريب
وجبتي منه ولد أُمه
وهآن فَجرك يآالحبيبه
هآن هآن ايه هآن والله هآن
وهنت أنآ
وانتي رحتي
,,
وانكسر آخر أمل
ويآحسآفه !!
..
وللحديث بقيه
كونوآ بِقربي
|