[28]
المَصآئِب المُوجِعه قد تتوآلى على المرأ حتى آخر رَمَق
هُو أختبآر العزيز الجبآر لِقلوبِ العِبآد
قد يفرغ صَبَر أحدِهم فَيجزع
وقد يفرغ صَبرُ آخر فَيحتسِب
هِيَ أقدآر مُقدره من سآلِف الأزمآن
ولآيمكن لكآئِنٍ من كآن تغيرهآ
,,
هَمَس بِوَجَع بَعد أن شآهَدَهآ تَخرج مِن غُرفة حنآن [ هآ بَشري ؟ ]
أقتربَت مِنه وهِي ترد لَهُ بِذآت الهَمْس
[ أبشرك نآمت !! ]
زفرت أم فيصل آهِ نآبِعه مِن أعمآقهآ
نآبِعه مِن أوجآع تَتغرغر دآخِلَهآ وتَستقِر الحَنآيآ تحدثت بِحُرقه
[ فقد الظنآ غييير ذقت ظيمه وشربت
المُر مِنه الله يِصبٍر قلبَهآ ويقر عينهآ برجعة بنتهآ ]
هَمَست سآره بيأس موجهه الحديث لفيصل
[ وين رحت اليوم ووش سآر معك ؟]
أجآب على سُؤآلَهآ وَهو يحتضن رأسِه بين يديه الحزن انهكه وأثقل كآهِله
[ رحت قسم الشرطه ومآلقيت أي جديد
ثم قعدت أدور من العصر لين ذآ الوقت ]
صفق كلتا يديه في بعض واصدر تنهيده عميقه ثم همس بحسره
[ قَربنآ نكمل الشهر وأحنآ على هالحآل لو أعرف بس مِين اللي له مصلحه ويسوي هالسوآة ؟]
مَسًدت سَآرَه على كتفِه بِحنآن بآلغ وهِيَ تَهمس
[ ربك كبير قآدر انه يطفي نَآرَهآ ويريح قلبك]
تمتم بـ [ آمين يآآآرب ]
أكمل بِشكل روتيني وكُل ذرة في جَسَدِه تَصرخ من التعب والأرهآق
[يمه قومي أرتآحي !!]
هَمَست العَجوز المَغبونه
[ أي رآحه ارتجي
وأنآ مِن طلعت من المستشفى لليوم مآشفت بنت النآس بِوعيهآ ]
لحظة صَمت عمت الأرجآء
كُلن مِنهم أبحرَ في بَحره
وكُلن غنى على أوتآر وَجعِه
سآره وشغفهآ فَ حُبًهآ المجنون لفيصل
وأحسآسهآ بالذنب المُفرط لأنه كآن يرعآهآ ليلة الحآدِثَه
ام فيصل وذكرآهآ المريره في فقد أبنآئهآ
قد طَرقت أبوآبَهآ وتَربَعت وَسَط دآرهآ
فيصل تأنيب الضمير اللذي نَهش قلبه
واحسآس المَسؤوليه اللذي أثقل حِمله
..
أنتفضوآ لصوتِ صُرآخَهآ
فَ همً فيصل بالوقوف والأسرآع اليهآ
حآلٌ لآيتخير عن أي حآل لَهآ مُنذو شَهر
تغفي لدقآئِق فتسوتطن غفوتَهآ الكَوآبيس
لتصرخ حُرقةَ قلبِهآ وتنآدي أبنتَهآ المَفقوده
,,
تَنفست العَجوز المَكلومه بِضيق
وأنسآبت دمُوعهآ على خُدود جَعَدهآ الزًمن
وكأن مأسآتَهآ تُعآد بِشكل أقسى
وكأنهآ ترى نفسهآ قبل أعوآم وأعوآم
وكأن كوآبيسهآ اللتي أستولت على منآمآتِهآ لِ سنين طِوآل
تَعود الآن لتُؤرقهآ في أكثر مَن تُحب
هَمَست سآره وهِيَ تَرى دموع العَجوز
[ أهدي يآعمه مُو زين عَشآن صِحتك]
تمتمت بِحُرقه
[ يآعيني على ولدي لآ ليله ليل ولآنهآره نهآر
ويآحسرتي على هالبنت شوي وتستخف ]
رَفعت أكفًهآ عآليآ
تطلب القدير المُتَعآلي أن يجلي العُتمه ويظهر الشمس
أن يعيد المَفقود ويطفئ النيرآن
أسندَتهآ سآره حتى أوصلتهآ الى غُرفَتَهآ
وهي تُتمتم بِ [ اللهم آمين ]
[اللهم أفرج هَمنآ وهَون علينآ مُصيبَتَنآ ]
,,,,,
لآ تَزآل تنهُدآتَهآ في عُلو ولآ تزآلت نبضآت قَلبِهآ في سبآق الألف ميل أو يزيد
شدد مِن قبضته على كتفيها في حين تَمردهآ وصُرآخهآ
ثبتهآ للمره العآشره على التوآلي مُحآوِلاً الحد مِن هَيجآنِهآ
قَرأ المُعوذتين بصوتٍ عآلي
حتى هدأت بعض الشيئ بين أحضآنه
الآ ان آهآتَهآ النآبِعه
مِن صميم وجدآنهآ بِمثآبة الخنآجر اللتي تطعنه في كُل ثآنيه
بين كُل نبضه وأخرى من نبضآت قلبه
تَزوًجهآ لِ يَحميهآ مِن غدر الحيآة
فمآلبثت تِلك الحيآة الآ وأن غدرت بهم معاً
يأبى القدر أن يفتَح ابوآب السًعآدَه لهآ
وتَأبى الأبتسآمه ان تُزين تِلكَ الشفآه
ولكن
رَحمة المولى أوسع وأشمل تمتم بِهآ في أعمآقه
رَحمة المولى أوسع وأشمل
أكمل مآبَدأ فَقرأ الأخلآص وآية الكُرسي
رقآهآ ودعى في قَلبه لهآ بالصبر
لآ تزآل مُغمضه عينيهآ
ومُحكمه قبضة يديهآ الصغيرتين على كَتف فيصل
الآ أن أنفآسَهآ ذآت معآلم كآفيه أنهآ
أبعد مآ تكون في هذه اللحضه عن النوم
تنآول كأس المآء المآثل أمآمه وأبعدهآ عنه قليلا
لآتزآل مُغمضه عينيهآ
بِقوه وكأنهآ أن فتحتهآ رأت مآ سَ يُرعبهآ
هَمس لهآ وهو يَمسَح على شَعرهآ الأسود
[ حنآن يآقلبي أشربي مويه ]
العطش أنهكهآ واللهث خلف السرآب في الكآبوس
أتعبهآ وأستنزف طآقَتَهآ
فَتحت فَمهآ في حين أن أقرب الكأس مِنه
أخذت مآيسد رَمَقَهآ وابتعدت
لن تروى الآ ان رأت فَجرهآ
ولن تهنأ الآ ان عآدت فَلذت كبدهآ وروح جَسَدَهآ
بذآت الصوت المَبحوح اللذي أرقه من شَهر هَمَست بِ أختنآق
[ جيب لي بنتي يآفيصل ]
ذآت الطلب اللذي يتكرر في كُل ليله
وذآت النظره اللتي تحرك كُل ذره دآخِله
وذآت الخنآجر اللتي تستقر الحنآيآ
ابتَلَع ريقه لأكثر مِن مَره
[ صلي ع النبي يآحنآن هذآ أبتلآء مِن الله لآزم تصبرين
انمآ الصبر عند الصدمه الأولى ]
صرخت بصوت عآلي ودموعهآ أشبه بسيلِ جآرف
[ أنمآ الصبر عند الصدمه الأولى
قآلتهآ خلود وتقولهآ انت
بس انآ معآد بي صبر فآظ بِي همي ذي المَره ]
واجهشت في بُكآء مرير دآم دقآئق ثُم
رَفعت عينيهآ المُتورمه وثبتت نَظرهآ على عينيه فَ
هَمَست بِحُرقه مُشدده على حُروفَهآ
[ أنآ أموت يآفيصل صدقيني قآعده اموت ]
كُل أنفِعآلآتهآ تهديه الوَجَع
صُرَخهآ فَ هدوئَهآ مِن ثَمً نحيبهآ
وسكونهآ فَ غضبَهآ وتَوسُلَهآ
رآقَبَهآ بِهدوء مُحآولاً تجميع الأحرف وصيآغة مآيُفيد
دون الكَذب أو زَرع امل وَهمي
تمتم بِ [ لك طولة العمر يآ الغآليه ]
[ انآ مو معتمد ع الشرطه
كل يوم أطلع أدورهآ مآ خليت مكآن
وبعد بدور
ربك كبير يآحنآن أصبري وأحتسبي ]
أستَغفرت رَبَهآ بِحُرقه وأخذت
تَحكي له عن سرآب فجر وكيف كآن يختفي كلمآ أقتربت مِنهآ
أقصوصتَهآ اليوميه
اللتي تَحكيهآ لفيصل بعد مُتنصف كُل ليله
حَلقآت مُسلسل كآبوسهآ لآزآلت مُستَمِره
المَشآهد تتكرر ذآتَهآ مع أختِلآف الأمكِنه
أحتضنهآ وَسَط نَحيبَهآ وأنصت لَهآ
عَل حديثَهآ عمآ يُؤرقَهآ يُهَدٍأ مِن رَوعِهآ
أكمَلت سلسلة أحدآثَهآ وَتعلقت
بِرقبته كمآ الطفله حتى نآمت قبيل الفجر
دون عودة فَجرهآ الضآئِع
,,,,,
.
تَقِف عَلى شُرفه مِن زُجآج تَحدق في الآ مكآن
خوآء فرآغ كبير يستَوطِن ذآتَهآ
أحكمت قبضة يديهآ على الكوب الفآخر
وأرتَشفت مِنه شيئ مِن القَهوه العربيه اللتي تَعشَقهآ
كُل الأمور تَحدُث مُنآقِضه لدينَهآ عآدآتَهآ ومِن ثَمً مَبآدِئَهآ
قصر مآيكِل أبهَرهُم فأنغَمسو في وَحلِ مَلذآته
,
أنتفَضت بِذُعر وهِيَ تشعُر بيدين فَهَد
على كَتفيهآ نطقت بعدهآ بِ
[ بسم الله فَجعتَني ]
ابتَسم هُوَ بملل [ بشرى وش فيك من جينآ وانتي مو طبيعيه ؟ ]
أحتقَنت العينين بالدموع وخَفَقَ القلب لمرآتٍ عِده أي الجُمَل عَليهآ ان تنتَقي حتى تُوصِل لبُرودة
قَلبه حُرقة نآرِهآ
لآ مَجآل للتفكير ف عدم مُبآلته قد تُفتِكُ بِهآ
صرَخت بلآ وَعي
[ من يوم مآجينآ ومآيكل مو مقصركل ليله سهر ورقص للفَجر شرب وقرف وسُكر
كل ذآ والوضع طبيعي وانآ اللي مو طبيعيه ؟؟]
أبتَسم فَهد بأستِهتآر وآثآر الشُرب لآتَزآل عآلقه بِرأسه من ليلة الأمس
,,
زفرت الوَجع مِن أعمآقَهآ وهِيَ ترآه يقترب مِن سريرهآ الأسود الكبير
ويرتمي بِحمله فيه
وكأن الوَقت لم يتجآوز العشر الثًوآني حتى غَطً في نومٍ عمييييييق ’’’’
انسآبت دُموعَهآ على خديهآ كَمآ الشلآل
أيٌ طَريق بدأ أخيهآ فيه وأيٌ نِهآية تنتظرهم
أي تيآر قوي جرف أخيهآ في طَريق مُظلم
ولأي مدى ستظل صآمده دون أن تنجَرِف مَعَهم
أسأله عديده جآلت في رأسهآ
وأمور كثيره بآتت تؤرٍقهآ بَعد أن كآنت خآلية البآل صآفية الذٍهِن
,,,,,,,,,,,,,,
.
سَقَطت عينيه عَليها بَعد أن خرج مِن غُرفة حنآن
في ليلة من ليآلي أكتمآل القمر
وتَوَسطه كَبِدِ السًمآء
أهمَلهآ وأهتم أكثر بِحنآن المَغبونه
لم تَشتكي ولآ حتى بِنظره رُغم أشتِعآل حَطب الغيره دآخلهآ وهُوَ الأعلم بِهآ وبِنيرآنهآ
تَجلس على درجة الدًكه مًسنِده بِرأسِهآ
ونظرهآ مُرتفِع عآلياً
أغمض عينيه وهو يفكر في الهرب
بِحكم انهآ لم ترآه فلم يَعد دآخِله مُتًسَع لتأنيبآت الضمير لمعت
الدموع اللتي لَمَحهآ على ضوء القمر
أوجعته رُغم انً بِهِ مِن الأوجآع مآ يزلزل جبآل
أقتَرب مِنهآ وبيديه مسَحَ دَمعآتِهآ
بِشكل سريع فَ جلسَ يَمينَهآ
وَهمس [ ليش الدٌموع ؟؟]
آثرت الصمت وسؤآله يُكرر بِطريقه أُخرى
[ فيه شي مِضآيقك ؟]
أبتَسَمت بِحب وهِيَ تَلتفت اليه
عشقهآ الأبدي وحلمهآ الوحيد في الحيآة
هَمَسَت بِ عتب يدآخِله الكثير من التمآس العذر
[ أحضني يآفيصل !!]
طَوًقَهآ بِكِلتآ يديه وهو يتمتم
[ سَآمحيني انشَغلت عنك ]
تفسَت بين أحضآنه بِعمق
وانسآبت دموعهآ
تَعي ان الذنب أبعد مآيكون عنه
طَبَعت قُبله على خَده اليمين وهمست بعد أن مَسحت دموعهآ
[ مسموح يآقلبي أنآ عآذرتك وادري ان ظروفَنآ صَعبه ]
شددت قبضت يديهآ على يده اليَسآر
[ ولآزم نتخطآهآ ربي مو نآسيهآ ولآ نآسينآ ]
طَبَع قُبله عميقه على جَبينهآ امتنآناً لِ تَفهُمِهآ
احتوآئهآ ومِن ثَم كُبر حجم قَلبَهآ
[ كنت اقول دوم ان عقلك كبير ومآخآب ظني فيك ]
أبتسمت بِفرح لتلك الكَلمآت البسيطه
وكأنهآ مَنَحتهآ مآ تَحتآج مِن قُوه
حتى تَستمر وسَط هذِه الحَلَقه المُفرَغه
تَحدثت لَهُ بِحمآس
[ يآلله يآقلبي قوم توضى وصلي لك ركعتين
وانا بعد بصلي مَعآك وربك يفرجهآ ]
أومأ بِرأسِه علآمة الأيجآب وأخذ يتبَعهآ
رآجياً مِن المَولى ان لآ يُتعِسَهآ ابد الأبدين
,,,,,,,,,,
طَلب العلآج مِن بِلآد الخآرِج أكثر مآتمنت
وأكثر مآ حَلُمَت بِه
محمد الأخ الأصغر لِ عِنآد تَقدم بالأورآقه لأمير المَنطِقه
فَ تمت المُعآمَله
عِنآد المَريض وأخيه المُرآفِق على حِسآب الدًوله سَ يُسآفِرآن
للخآرج
بحثًاً عن تَطور الطب بَعد
اليقين بأن الله الشآفي المُعآفي
اولاً وانه اذآ أرآد أمراً يقول لَهُ كُن فَيكون
سَ تكون فرحتهآ الكُبرى يوم عودة عِنآد
على رِجليه سآلماً مُعآفآ أحتَضنت يزن النآئِم بين يديهآ
وهِيَ تتذكر وَدآعه الصآخب بالدموع
تتذكر قُبلَتَهُ الأخيره
تتذكر فِرآر دَمَعآته وأهتزآز جبل رجولته
فَ توصيآتهآ لَهآ بأنتظآره وان طآلت الأيآم
رُغم كُل شيء الآ أن الخوف مِن الفَقد لآزآل هَآجِسَهآ الوَحيد
نَزَلت مِن الحآفله وَهي تَجتر حَقيبتهآ الكبيره بين يديهآ
وتُشتت نَظرآتِهآ في أرجآء القريه
سَتتضآهَر بالتمآسُك
سَتتضآهَر بالقوه
من أجله من أجل ابويهآ ومِن أجل طِفلهآ
سَتُخبئ مَخآوفهآ وأشوآقهآ تَحت وسآدَتهآ كُل ليله
وَ ستَحيآ لأجلِهِم حتى حين عَودته ,,
.............
بَعد مُضي 6 أعوآآآآآم
..
.
أن تتكسر قُضبآن الحديد بعد مليآرآت السآعآت ومِئآت الأيآم ف آلآف الثوآني امر في غآية الصعوبه
بَعد اليأس والوجع فالحرمآن والخوف
بعد التيقُن بالنهآيه وترقب لحظة الموت
بعد سنين الأنتِظآر وجَهل الأحوآل خآرج تلك القوقعه
بَعد ذوبآن العِشق لطُولِ البِعآد
وخفق القلب لأحتضآن الظنآ وفَلذة الكبد
.
هآ هُوَ اليوم يقف على رُكآم الحديد المُتَهشم
الغصه تختنِق في البِلعوم
والموقف أكبر من الحديث من تصوير المشآعر
او مِن التفكير حتى
دَفَع ثمن مآجنته يدآه في سآعة شيطآنيه كَلفته ضيآع عآلمَه الصًغير
لم يَستوعب بعد انهُ يحدق في السمآء ويشهق الأوكسجين
دون قيود دون حديد
..
بِهِ مِن العَتب مآ يزلزل مَكآمِن الأرض
وبِه من الخوف مآ يحرق البِلآد
وبِه مِن الشوق مآيُفجر البرآكين
سَجد على عَتبآت السجن سُجودَ شُكر
حَمد المَولى ان الموت لم يدآهمه قبل هذآ اليوم
وشكر الكبير على عظيم نِعمته اللتي وهبآهآ له
الحُريه من الأحآسيس اللتي نختنِق فَرحاً بِهآ
...
وللحديث بقيه
قربكُم جُلً سَعآدَتي