منتَصَف الليل وأوجآعْ صآخِبَه .....
[ 28]
هِيَ ليله مِن ليآليهآ الكَئيبَه س تشْهَد ظريبة هُروبَهآ
وس تنتهي ببزوغ فَجْر يومٍ جديد ليبقى الأثر مَغروس في القَلب آلآف السٍنين
هَيَ الليله الأكثر مُفآجأه بعدَ أن أغْمَضت جِفينيْهآ بأرتيآح لاحسآس الأمآن اللذي يسْكُن جَنَبآت هذآ المَنزل
وهِيَ الليله اللتي سَتبآغَتهآ بوَجعٍ جديد صآخِب
أحلآمَهآ تَفرقت بَين قآعْ وَسَمَآء بَيْنَ جَمآل وقُبْح
وكأنًهآ تُعآيِش التًذبذب حتى في أحلآمِهآ
فتبيت أنثى مُعآيِشه لِصِرآعآت دآخِليه وأُخرى خآرِجيه وزعزَعآت نفسيه
والكَثير !!
..
لآ زآل يتنقل بين الـ[ غُرَف ] بَحْثاً عَن وَجههآ المَلآئِكي
بِحَجم الحُب المُتوغل أعمآقه تَشتَعِل النآر بين أظلُعِه
هِيَ خذلته وهّربت في ذآت اليوم اللذي لآمست فَرحته أطرآف النجوم
عندَهآ فقط تَهآوت الفَرحه مِن العُلو للقآع
وأنكِسآر الفرحه أسوء مآقد يُعآيَش في هذآ الزًمآن
الحِقد بآتَ حَليفاً له والشرر يتَطآير مِن عينه
يتنقل في المَنزِل كَصوت الريشه أن تَحَرًكت بِ فعل الهَوآء
يُتقِن جَيٍداً أحكِآم مُخططآتِه أن بآتت أمراً يُطفيء لَهيب نآرِه
فَتَح البآب الخَشبي المُلآصِق للدًكه بِحَذر وأبتسَم بَعدهآ للمره الثآنِيه على التًوآلي بِ حَمآقه أكْبَر
.
.
.............
فِي مَكآن آخر تَمآماً
عِند ألتِقآء الأروآح وتَفآرٍقهآ حيثُ المَكآن الأكثر شَعبيه وأرتِيآد
حَيثُ الوجوه الضآحِكه المُبتسمه والوجوه العآبِسه المُتألٍمه ومِن ثَمً الوُجوه الخآليه مِن أي تَعبير
حيثُ رِجآل الأعمآل والمُهَندِسون والعُمآل والمُبتلون بالأمرآض فكِبآر السٍن والأطفآل والسآئِحون
حيثُ دُمُوع الوَدآع للأروآح المُفعمه بالحيآه
وحيثُ الجُمُود للأروآح الآمُبآلِيَه بأي أمر مُتَعَلٍق بالأحآسيس
..
فُرقة الأحبآب والأقرآب حتى وأن لم يَحتَلو مكآنه كَبيره في قَلبَهآ الآ أنهُ وَجَع
والهِجره مِن بِلآد الأسلآم وبِلآد الحَرميْن الى بِلآد الكُفر قمة الألم
أغمضت عينيهآ بِحُرقَه فـهمست بأبيهآ المُتَجمٍد رجآءاً أخير [ بآبآ الله يِسعدك بلآش حِكآية المآنيآ ]
لآ يَزآل مُتَسمٍر في مِقْآعِد الأنتِضآر دون أي تَعبير وكأنه لم يَستَمِع لِ رَجآئِهآ
مُحدٍق النًظر في شآشتِه اللعينه يُرتب بعض الملفآت للبدأ في حيآة جَديده
مآيكِل وأفتِرآره لرأس أبيهآ
فَرحة الأم بِعآلمٍ جديد جآهِله مآقدْ تُخِلفه علآقتِهِم بِ مآيكِل
فَرحة الأبن وشَقيق الروحْ لمُتَآبَعة عِلآج أبنته ومآذآ بَعد ؟؟
هآلآت الأكتِئآب تَتلبًسَهآ والدُموع لآ تنجَلي مِن عينيهآ
غُربة الوَطن مُميته قآتِلَه
وأن تغَآدِر المَكآن اللذي يَحمِل جُلً ذِكريآتِهآ وَجَع لآ مَثيلَ لَه
طأطأت الرأس وتَبِعت شتآت العآئِله مُرغمه غير مُختآره
حلًقت في سمآءآت عَروس البَحر بِحزن كَبير
أستودعت الله أرض [ جده ] بأن يحفضَهآ مِن كُل مَكروه
دآعيه ورآجيه مِن المَولى أن تَعود للأرتمآء الى أحضآنِهآ يوماً مآ
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
الصرخآت والأستنجآدآت قد تَحدُث لَهآ في كَوآبيسَهآ
فتَختنِق بِهآ
أستَوعبت أنً مآ تَخلل الى مَسآمِعهآ لَيْسَ الآ وآقع أنصتت
جَيدا ثُم أنتفضت مِن مَكآنِهآ تآبِعه آثآر الصوت المُزعِج
فـ هآله مِن الصدمه قد أصآبَتَهآ
كومة المَصآئِب تُلآحِقَهآ
مَنظر أم فيصل المرأه المُشآبِهه للجَدة الرآحله
سِهآم أجتآحَتْهآ صرخت صرخة المَفزوع وهرولت اليهآ
غآرِقه في دَمِهآ على درجة الـ[دكه]
صوت أنينَهآ يوجِع القلوب ويَدمي النفوس
أسندت رأس أم فيصل على فَخذيهآ ودموعهآ
لآزآلت في أنهِمآر هَول المُفآجأه أخرسهآ
وبرودة الجو جَمدت الدمعآت على خديهآ
صَدَح في الأرجآء صوت شُكريه القآدمَه مِن خآرِج المَنزِل
[ مآفي مآ أقدر ألحق هو روح بِعيد وفَجِر مَعآه أبكي ]
أيٌ هُرآءٍ نَطقت وأيٌ كَلِمآت ترجَمهآ الجِهآز العَصبي
أنين أم فيصل لآزآل في تَعآلي وهَمْسِهآ بأسم فَجر لآ يَنقطِع
أسندت رأسَهآ على الأرض وهمت بالوُقوف
فالكَلِمآت في هذه الموآقف تترنم على أطرآف الشٍفآه وتأبى الخروج
أسرعت الى [غُرْفَتَهآ ] عَلًهآ تُريح عينيهآ وتَلعن الشيطآن اللذي وَسوس لَهآ
لِتُكْحِل عينيهآ بِفلذة كَبِدِهآ وتُطمئِن القلب عَليهآ
ومِن ثَمً تعود للعَجوز المُلقآه على حآفة الدًرج
..
كَم تَكون خيبآت الأمل قويه حآرِقه ومُخزيه جآرفه وموجِعه حد النٍهآيه
وكم تَكون ذآت وَقع شديد مُؤلم وكأنهآ وَخزآت أبر مُتوآليه في صميم القلب بلآ رحمه
بأي الأصوآت س تصرخ وبأي القلوب س تبحث
خرجت تُجرجر أذيآل الخيبه وهِي تَهمِس لِ شكريه
[ وين فَجِر ؟] بدأت شُكريه اللتي تَضغط على جُرح أم فيصل بيديهآ
تسرُد لَهآ الأحدآث
[ هذآ رِجآل أخذ فجر بعدين مآمآ كبير قوم هوًآ طَلٍع سكينه وأضرب مآمآ كبير بعدين أخذ فجر وهرب ]
وأين العقل اللذي يَستوعب صرخت مِن الصميم
آهٍ مُعبره وخرجت مُهروله بِذآت الهيأه تبحث عنهآ
ثمرَتهآ وأمَلهآ في هذه الحيآة اللعينه
جَنتَهآ وأبنتهآ وفَلذةِ كَبِدِهآ ...
ومن س يَعي أحسآس الأمومه الآ مَن عآيَش لذآتَهآ
تَلبًسَهآ الجُنون
ومضت تهذي بأسمَهآ في كُل الطٌرُقآت
أستيقض النٍيآم وانتشر الخبر المُخزي في أرجآء القريه
أُسعِفت أم فيصل لأقرب مَشفى حتى تُدآوى الطًعنآت
وانتَهت ليله صآخِبه بِ خلو المَنزِل مِن الأروآح
حنآن تتبَع خُطى ذآك المريض تتعثر فَتسقُط ومِن ثَم تَقِف في هَلَع وتَمضي
والعَجوز تقبع في المَشفى تَحت رحمة المَولى
وليَسَ بعد ففي القآدِم مآيوجِع
..............
مَنزِلْ في أعلى أحد التٍلآل
بُنيَ مِن اللبن ولُفت أسوآره الخآرِجيه مِن الأسلآك وسَعفِ النًخِل
ومُتًسعٌ آخر للمآعِز
مَكآن قد يُهيأ للرآئي مِن أول وَهله أنهُ مَنزل لآتسكنُه الآ الأشبآح
فـ لآ بأس حيآة أصحآب القُلوب السًودآء قد تكون أبسط ممآ نتخيل
بعد وفآة الأم قبل عآم
وبَعد تَخلي أم فيصل عن أحتِوآئِهآ
آوَتهآ عَجوز المآعِزِ تِلك
فبآتت بِمثآبة الرآعيه تهتم بالمآعِز لتَقوى على العيش
عآمين ولم تَكن كفيله لأن تدفن ذآك الحقد أو تَدمله
مُؤآمره خبيثه مِن نفوسٍ سودآء ضَعيفه
هُوَ يَسرق الطٍفله وهِيَ تتكفل بمآ تَبقى
ومآخُفي كآن أعظم ,,,,,,,,,,,
أوقفَ السيآره المُهتريه أمآم تِلكَ الأسلآك الشآئِكه
وأطفأ الأنوآر بعد صُرآخ فجر اللذي دآم قرآبة السآعه والنصف
ثمً مآ لَبثت حتى أن هدأت وأستكآنت فنآمت
,,,,,,
هَمست وهِيَ تتوخى الحذر وتنظر يمنةً ويَسره [ عسى مآ أحد عرفك بس ]
أبتسم صآح المَقيت بِمَكر [ أفآ عليك ]
أخرج فَجِر من السيآره وهي تَغُط في نوم عميق [ بكت لين فجًرت طبلة أذني ]
قهقهت تلك اللعينه [ ان مآ فَجرت فيهآ مآ أكون سلوى بس روح خلآص ولآعآد تسأل عنهآ ]
قهقه ذآك اللعين بأنتصآر [ الزم مآعلي اني حرقت قلبهآ والبآقي مآيهمني سوي اللي تبينه أنتي ]
حمَلت فَجِر ودَخَلت بِهآ دآخل مَنزِل الأشبآحِ ذآك
,,,,,,,,,,,
ضربآت قلبه لآ تكف عن أيذآئِه
أستغرقت الأم ثلآث سآعآت في غرفة العمليآت
لآيزآل يَقِف أمآم البآب الأخضر يدعي الله مِن الصميم
وكيف لأمرٍ كهذآ أن يَحدُث ؟؟ القريه أمآن بل وأكثر
حتى العُمآل لآ يتجرأون بِفعل تِلك الفَعله الشنيعه
أمسك رأسه بِكلتآ يديه صَرخَ في أعمآقُه بألم من فَعلهآ ؟؟؟؟؟؟
أحسآس الذنب مُهلك ولو عَلِم بِمآ س يحدث لمآ تَخلى عن المَنزِل
وَلو عَلِم بمآ س يُخبأه القدر لمآ توآنآ ثآنيه وآحده عن الرجوع ؟؟
ولكن الله يَفعل مآيُريد
أغمض عينيه بحُرقه وشُكريه تُكرر على مَسآمِعه الأحدآث للمره العآشِرَه
تَزَوًجَهآ ليَحْمِهآ ولم يَفْعل !!
وضع أبو سآره يديه على أكتآف فيصل أمرٌ مآ بِمثآبة المُوآسآه
الأعين قد تَحكي الكَثير والكثير تمتم أبو سآره بَعدهآ
[ الله كبير يآفيصل تطمن على امك وروح شوف حرمتك وبنتهآ ]
وبأي الأعين سيوآجِههآ والذنب ينهش قَلبَه
خُروج الدٍكتور المَسئول عن العَمليه قَطع تَفكيره فهمً بالوقوف على عجل [ هآ يآدكتور بَشٍر؟ ]
زفَرَ الدكتور بتَعب
[ طَعنتين في البطن وحده عميقه بس تدآركنآ الأمر بفضل الله رآح تبقى في العِنآيه
يومين لحد مآتسقر الحآله وان شآء الله تكون بِخير ]
أبتسم فيصل نِصف أبتسآمَه وكأن اللون الأصفر اللذي كسى مَلآمِحه قد تبدد شيء مِنه
فَهَمَس بِـ [ الحَمد لله ]
نآبِعه مِن الأعمآق ومَضى يبحث عَن آثآرِهآ
يُعيد لَهآ أبنَتَهآ ويُفرح قَلبَهآ
,,,,,,,,,,,,,,,,,
قرآبة السآدِسه صبآحاً وفي أكثر الأوقآت بُروده الضبآب قد كسى قمم الجِبآل
حتى أنً أصطدآم النفسَ الحآر بالهَوآء البآرِد قَد يُخرج أمر مآ بِمثآبة الدُخآن مِن الفم
تَقِف على عتَبة البآب حآلٌ يُرثى لَه وتدمِع العيون مِن أجله
سآعآت مِن العذآب قَضتهآ تَجري بين الطُرقآت وبين المَزآرِع
حتى خَرَجت على [ الشآرِع العآم ]
ومآ مِن أثر لآ للرجل المَلعون ولآ لأبنَتهآ
أسنَدت جَسَدَهآ على الجِدآر يمين البآب الحديدي
وأنسآبت دُموعَهآ كَمآ الشًلآل رَفعت يديهآ وغَطت على فَمِهآ
مَع أتسآع حجم عينيهآ لأيستيعآب عمق الكآرِثه اللتي قد حلت عليْهآ
أحمد وردآت الفِعِل ,,
قَلبَهآ اللذي انشَطر ,,
وكرههآ لروحٍ سكنت جسدَهآ فلم تكُن أم بِمآ تَعنيه الكَلمه
لم تَحمي فَلَذة كَبِدِهآ وكَيف لَهآ بأن تتنفسَ الصًعَدآء بارتِيآح دون أن تكون بِرفقتِهآ وتحت جَنآحيهآ
وهل مِن حيآةٍ ترتجي بعد أختِفآء فَجرِهآ
شَعرت وكأنمآ القوه تُسلب مِن جَسَدِهآ بالتدريج
تجمًدت الأطرآف وأطبقت جِفنيهآ مُستسلمه لمآ أنتآبَهآ
وكأن القدر يفرد كِلتآ ذِرآعيه ويَمنعهآ مِن الفَرح
قُدرة القآدِر أكبر وأعظم ستنجلي تِلكَ الغيوم يوماً مآ
مآهُوَ الآ أختِبآر وأبتلآء ..!!
وللحديث بقيه
كونوآ بالقرب
همسه
أعتذر عن قصر الجُزء ولَكم العُوض بأذن الله
لي عوده بِشكر كل من أثنى على أحضآن الجنوب
ولكم بالقلب الكثير يآ آل ليلآس