لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (5) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-06-09, 06:17 AM   المشاركة رقم: 41
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

صباحات البهجة والسعادة
وسلام من الرحمن يحفكم ويحميكم
لكل من قالت لي أحبك في الله
أقول لها: أحبك الله الذي أحببتني فيه
وجمعنا الله تحت ظله يوم لاظل إلا ظله

جزء اليوم
مازلنا مع لقاء هيا مع أهلها
لأن لقاء مثل هذا لا يمكن معالجته على عجاله
بل لابد أن يأخذ حقه الكامل في المعالجة
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.




أسى الهجران/الجزء التاسع والأربعون


بيت عبدالله بن مشعل
الصالة الرئيسية

كان مشعل ينزل الدرج بسرعة بعد أن استحم سريعا وأبدل ملابسه

شعرت هيا أن قلبها هوى إلى هوة سحيقة
وهي تراه ينزل بطلة تراها لأول مرة
الثوب الأبيض الناصع والغترة الحمراء
رغم أن مشعل ذاته ليس وسيما بالمعنى المتعارف عليه للوسامة
ولكنه بدا لها مبهرا بل فوق الإبهار بمراحل
وثوبه ينساب على عضلات جسده الرياضي الطويل بتناسق مرسوم بدقة
وغترته تحيط وجهه بملامحه السمراء وعارضيه المحددين وكأنه لوحة رُسمت بحرفنة
ويبقى للثوب والغترة حضورهما الجليل في الذاكرة الجمعية المشبعة بتقديس كل ماهو من العادات الأصيلة


أم مشعل كانت أول من تكلم باعتراض: يأمك الله يهداك ليش لابس ثوب أبيض
الجو بارد.. مشاعل مهيب مطلعة لك ثوب شتوي

مشاعل تدافع عن نفسها: والله يمه طلعت له من ثيابه الشتوية الجديدة اللي فارس توه جابها من الخياط

مشعل يبتسم: يمه الله يهداش.. أنا جايكم من صقيع واشنطن كلها ثلج
جو الدوحة الحين جو ربيعي..

موضي تضحك: بس ماعليك من الحكي.. بردنا يوجع..

مشعل اقترب من هيا ومال على أذنها
هيا انتفضت بعنف ورائحة عطر فاخر تشمه لأول مرة
تتناسب فخامته مع طلته الفاخرة تخترقتها حتى النخاع ومشعل يهمس:
بأصلي العشاء وبعدين بأجيب أبي وعمي.. استعدي تسلمين عليهم

شعرت حينها أن أعصابها على وشك الذوبان
فمقابلة عميها بدت لها أكثر من احتمالها
بعد أن استنزفتها مقابلة جدتها حتى النخاع



***********************



مجلس آل مشعل

لقاء حافل بين مشعل ووالده وعمه وراكان
وحتى سلطان وأبناء شقيقته محمد وعبدالله
ولكنه لقاء يتناسب مع طبيعة آل مشعل
مفعم بكبريائهم العميق المغلف لانفعالاتهم الدافئة

الرجال لم يصلوا بعد
سيصلون بعد صلاة العشاء

وهاهو مشعل يجلس في الزاوية مع راكان
كان راكان يستفسر منه بالتفصيل عن سير دراسته
فراكان يعرف عنه كل صغيرة وكبيرة
ومشعل بالمثل عدا موضوع واحد

راكان يبتسم: زين والحياة الزوجية؟؟ وأشرايك فيها؟؟ مرتاح؟؟

مشعل بابتسامة غامضة: الحمدلله.. عقبالك

راكان يبتسم بذات الغموض: لا يا أخيك خلينا العرس لك..

مشعل بهدوء: تعرف رفيقي سعيد.. ماشاء الله خواته واجد
خل نخطب لك عندهم.. أنا أشهد أنهم منسب
وأبيه رجّالن نادر
أنا لولا إني خذت بنت عمي سلطان وإلا كنت ناوي إذا خلصت أخطب عندهم

راكان بهدوء: خلاص خذت بنت سلطان ماتبي عقبها حد..

مشعل يبتسم: وانا أشهد.. هاه وأشرايك نخطب لك عند سعيد؟؟

راكان يبتسم: عشان أنت عرست لازم تسحبني وراك.. يابن الحلال
عرس ما أبي.. كفاية علي حنة أبي وامي ومريم.. تجي فوقهم
خلنا من خرابيط العرس
أشرايك نقنص لنا كم يوم قبل عرس العيال
طيرك من يوم رحت وهو في مركز الطيور ماتبي تخليه يطلق جنحانه شوي

مشعل بحنين: أفا عليك.. تشاورني
خلاص بس أرتب وضعي ذا اليومين ونروح



*********************



بيت عبدالله بن مشعل

لطيفة تصل بعد أن ألبست بناتها وأحضرتهن معها

هيا عرفتها أنها من استقبلتها في المطار
لطيفة ألقت بنقابها وبجلالها على المقعد وهي تنثر شعرها بعفوية على كتفيها
وترحب بهيا بحرارة

هيا شعرت بصدمة وهي ترى لطيفة..
نعم مشعل قال لها أن لطيفة أجمل شقيقاته
ولكنها لم تتخيلها بهذا الجمال المبهر
لا تعتقد أنها سبق لها أن رأت امرأة على الطبيعة بهذا الجمال الموجع

شعرت هيا أنها باهتة تماما ولا يمكن أن تكون أنثى أمام شقيقات مشعل
مشاعل بعذوبتها ورقتها
وموضي بملاحتها وحضورها الآسر
ثم لطيفة بهذا الجمال الذي يذيب القلوب

لطالما كانت هيا مشغولة بالكثير من الأشياء عن الاهتمام بنفسها كفتاة
والدتها ودراستها واثبات ذاتها
حتى بعد زواجها بمشعل لا تذكر أنها تأنقت من أجله ولا حتى مرة واحدة

غصبا عنها شعرت هيا بألم عميق
(اعتاد مشعل على هؤلاء الإناث الحقيقيات اللاتي هن على استعداد دائم لخدمته باستماتة
فماذا لقي مني غير زميل سكن لا يختلف عن أي رجل قد يرافقه
إضافة إلى تحمله لعنادي وعصبيتي وحدة لساني الدائمة)

لطيفة برقة: هيا خلني أعرفش على بناتي
مريم سلمي.. هذي مريم عمرها 10 سنين في الصف الخامس
أكبر منها محمد 12 وأصغر منها عبدالله 7
الحين مع إبيهم..وإن شاء الله عادهم بيجونش يسلمون عليش
وهذي جود.. عمرها 3 سنين أخر العنقود..

هيا كانت تسلم على البنات وأجلست جود على رجليها
وموضي تهتف باستنكار مرح: وش أخر عنقوده ذي؟؟
انتاجش أنتي ومشعل سوى تحسين ثوري لنسل العائلة الكريمة
نبي لنا ثنين أو 3 بعد..


لطيفة غصبا عنها شعرت بألم وهي تتذكر وضعها الغريب مع مشعل
لكنها هتفت بابتسامة: لا خلاص الاثنين والثلاثة تجيبهم لنا هيا ومشعل إن شاء الله

حينها انتقل شعور الألم الممزوج بالخجل لهيا وهي تحتضن جود
و تتذكر وضعها الأغرب مع مشعل الآخر
أكثر من شهران مضيا على زواجهما
ولا تجمعهما أي علاقة طبيعية تشبه علاقة الأزواج ببعضهما
والذنب ذنبها في المقام الأول
فهي من طالبت بغرفة لوحدها
ثم هي من صدته حين عبر لها عن مشاعره



*************************



القاهرة
المعادي
منزل كبير يطل على النيل
حديقة المنزل

الجو بارد وبه زخات خفيفة من المطر
ولكنها تجلس على كرسي في الحديقة
تستمتع بالجو الذي تشعر بالحرمان منه أكثر أيام السنة

صوت يتعالى من الداخل: بت باكينام.. تعالي هينّا

باكينام باحترام وهي ترفع صوتها: جايه يا أنّا جايه..

دخلت باكينام لتجد جدتها تلتفع بلفاع ثقيل وتجلس بالقرب من المدفأة
تحتضنها من الخلف وتطبع قبلة على خدها ثم تجلس بجوارها
ثم تقول بابتسامة: إيه ده يا أنّا؟؟ تكوني فاكرة نفسك في الئطب الجنوبي
(كما هو معروف وتعلمون الجيم القاهرية المعطشة تُنطق مثل القاف
يعني ستنطق القنوبي، لكنها في الكتابة ثقيلة وتبدو غير مستحبة)

جدتها كانت ماتزال تحتفظ ببعض ملامح جمال زائل
ببشرتها البيضاء وتجاعيدها الدقيقة الناعمة وشفتيها المزمومتين الزهريتين
كانت ترتدي حجابا أبيضَ من الحرير
وثوبا فضافا تحته بنطلون مطرز الأطراف على الطريقة التركية العريقة في اللبس

أنّا صفية بتأفف:إيفيت..إيفيت جو تعبان هينّا ..في أزمير كنت ألعب بالتلج
بس برد هيناك جّميل..

باكينام تبتسم وتساير جدتها: أكيد هو في حاجة زي جو أزمير
اللهم احفظ ازمير من كل شر

جدتها تضربها على مؤخرة رأسها: أخلاق سيس بت باكي
سهن يلان (أنتي كذابة)

باكينام تضحك: الله الله ابتدأ الضرب تحت الحزام والرطن بالتركي
خفي عليا يا أنَّا.. أنا مش ئدك

الجدة بتذمر: أنتم بنات يومين دول عاوزين أدب
أنا زمان بعتني بابا آستانة عشان أتعلم هناك (الآستانة =أسطنبول)
كان زمان تعليم غير.. بنات غير.. فيه أدب.. هوانم بجد

باكينام تبتسم وتحتضن ذراع جدتها وتقول بحنان: والله يا أنّا مافيش زيك اتنين

الجدة بنبرة خاصة: وعشان أنا مافيش زيي اتنين.. يخبي عليا بت باكي؟!!

تتنهد باكينام
( ألهذه الدرجة أبدو شفافة وزجاجية الروح
أمام عيني هاتين العجوزين السابرتين؟!!)

لا تريد أن تخبر جدتها التركية بشيء
فإذا كانت جدتها الايرلندية تقبلت مشاعرها
لأنها لا تحمل ضغينة للعرب
فإن صفية التركية ستظل تؤنبها وتقول لها:
أنا حذرتكِ أن تقعي في غرام عربي (سيس)

باكينام تبتسم: وأنا هأخبي إيه على أحلى أنّا؟؟

صفية تلمس صدر باكينام من اليسار وتقول بعمق:
إسالي ده وجاوبي أنّا



***************************




صالة بيت عبدالله بن مشعل
بعد صلاة العشاء

مشعل يصل ومعه والده وعمه ومحمد
يدخل مشعل أولا لينبههم

هيا تقف وهي تشعر بتوتر عميق يلفها
كانت هيا مازالت ترتدي عباءتها المغلقة وتلف شيلتها على رأسها
وحمدت الله أنها لم تخلعهما بعد رغم مطالبة البنات لها أن تاخذ رأحتها

دخل الكهلان العملاقان
وامتلأ المكان فورا بحضورهما الآسر العميق
وقلب هيا يقفز إلى حنجرتها
وهي تشعر أن دقاته تمزق خلاياها تمزيقا
ريقها جاف وعيناها غائمتان
ورائحة عميقة لوالدها تحضر بعنف مع شبه شقيقيه الكبير به
كأنها ترى أمامها والدها في كهولته التي لم يرد له الله عز وجل أن يصلها
الشيء الذي هزها بعنف
لم تتخيل أن لهم هذا الشبه بوالدها
شعرت أنها مستثارة حتى أقصى أقصى روحها

كان محمد أول من تقدم لها وعلى شفتيه ابتسامة دافئة
تمزق قلبها وهي تراها
ذات ابتسامة والدها.. تكاد تقسم أنها ذاتها
ذات الفك القوي الشامخ بابتسامته الهادئة الواثقة
احتضنها بحنان وهو يهمس: نورتي بيتش يا أبيش
الله يرحم سلطان ويجعل مثواه الجنة
سلطان راح بس تراني في مكانه

ثم رفع صوته وهو يقول لمشعل:
ترا هيا مثلها مثل العنود ومريم
لا يطري عليك يوم تضيمها ترا حسابك معي

مشعل يبتسم: ما أحتاج من يوصيني في هيا.. إزهلها

هيا تشعر أنها عاجزة عن احتمال الانفعال
وعمها الآخر يحتضنها وهو يبتسم ويقول: يخسا مشيعل يزعلها
وإلا قطعت رأسه

ضحك مشعل: أفا الدعوة خاربة
الشيبان صفوا مع المدام وخلوني

عبدالله يحتضنها بحنان ويهمس لها:
سلطان كان غلاه عندي غير أخواني كلهم
عشان كذا سميت ولدي الثاني سلطان
وترا غلاش من غلا أبيش اللي ماله حد

هيا تشعر انها بالفعل على وشك الانهيار من عظم الانفعالات التي تكتسحها
لا تحتمل المزيد
ولكنها تذكرت أنه بقي المزيد
المزيد المختلف
عمتها الوحيدة نورة
بقي هي
كان والدها يحبها كثيرا
وكان لها معزة خاصة جدا عنده
فهي شقيقته الوحيدة

ومع تذكرها كانت عمتها نورة تدخل مع الباب الرئيسي
بينما البنات لففن من وراء المنزل ليدخلن مع باب المطبخ الداخلي

نورة كانت أكثرهن انفعالا
فهي احتضنت هيا بعنف وانخرطت في بكاء حاد
عشرات الأفكار كانت تموج في فكرها
شوقها لشقيقها الذي كان هو الأكبر منها مباشرة وارتباطها به كان قويا جدا
إحساسها بالوجع لغياب حمد الذي جعلها تشعر بعظم ألم أمها
حرمانها من الانجاب لسنوات الذي جعلها تشعر بقيمة الابناء
ثم تفكيرها لو أنها تموت وتترك بناتها من سيحس بالآمهن بعدها
فلا شيء يعوض البنت بالذات عن غياب أمها

كانت عشرات المشاعر المتشابكة التي انصبت في شكل حنان طاغٍ
تجاه ابنة شقيقها اليتيمة التي حُرمت من الأسرة ثم من الأب ثم من الأم..

بيت عبدالله بن مشعل الليلة كان مصدرا لتفجر مشاعر كاسحة في عنفها وعنفوانها

بعد أن غادر محمد وعبدالله ومشعل
دخلن بنات نورة

لم تستطع هيا أن تمنع نفسها من الابتسام رغم وجهها المحمر من أثر الدموع
وهي ترى علياء وعالية
كانت الاثنتان تلبسان ذات الطقم والحذاء وربطة الشعر
شعرت أنهما كبيرتان على هذا التطابق الذي قد يناسب طفلتين
مشعل كان قد أخبرها عن التوأم الثلاثي
وأن عالية وعلياء متطابقتان ومعالي مختلفة
لكن رؤيتهن على الطبيعة كانت شيئا مسليا

معالي تقترب وتسلم أولا وهي تضحك وتقول:
ما ألومش تضحكين إذا شفتي المصيبة اللي ربي بلانا فيها
أنا معالي وأقدم لش خواتي الكوبي والبيست
لو في يوم صدفتي وحدة لابسة شيء واحد مختلف غير الثانية تكون أعجوبة العالم الثامنة
وترا مهوب لازم تتعبين نفسش تعرفين من علياء ومين عالية
نادي اسم أي وحدة بترد عليش نفس الرد

بعد دقائق وصلت أم مشعل بن محمد وبناتها وأم فارس
وكان لكل منهن ترحيبها الخاص بهيا التي باتت عاجزة بالفعل عن احتمال كل هذا الكم من المشاعر

انتقلن النساء لمجلس الحريم الداخلي
ومضى الوقت وهيا لم تشعر به
عفويتهن وابتعادهن عن الرسمية واحتواءهن الطبيعي لها
كأنهن يعرفنها طوال عمرها
كانت عمتها نورة بجوارها وهي تحتضنها بين الفينة والأخرى
ومعالي تتحركش بهما بمرح
وأنهوا العشاء منذ وقت


لطيفة برقة: هاه هيا تحبين نروح بكرة السوق.. على الأقل نشتري لش شيء حق العشاء بكرة

هيا بحرج: مافيه داعي..

معالي بمرح: شنو مافيه داعي إلا فيه داعي ونص... وتراني بأروح معكم

نورة باستنكار غاضب: يا سلام وبدون استئذان
ماكن وراش أم ولا وراش مدرسة..وشورش في مخباش..

معالي تقفز وتقبل رأس أمها: النوري فديتش الحركات ذي ما تنفع البنات الحلوين اللي مثلش
تبينهم يقولون إنش دقة قديمة.. وحركات عجايز وصكة

نورة تقرص معالي في ذراعها: إيه عجوز وحركات أول
وروحي انثبري ومافيه روحة بكرة غير للمدرسة ثم الحفلة في الليل وبس

معالي تتصنع الزعل: إلا لازم تكسرون بخاطري وإلا ما تستانسون

العنود كانت غالبا صامتة
فموقفها مع فارس مازال ماثلا بعنف
الكل كان مستغرب صمتها غير المعتاد
الوحيدة اللي كانت تعرف السبب كانت موضي
ولكن الجميع تفهموا أنها ربما تشعر بالخجل ومتوترة من اقتراب موعد زواجها

ومريم كانت فاكهة الجلسة بعذوبتها وحديثها الشيق والعميق
وهيا أحبتها كثيرا
بدت لها تتمتع بشحصية مغناطيسية تجذب وتحتوي محدثها تلقائيا



*********************



الساعة اقتربت من 12 مساء

الكل انسحب لأن غدا مدارس
أولهن كانت لطيفة بأولادها
ثم أم مشعل وبناتها وأم فارس
ثم أخيرا نورة وبناتها

الجدة وأم مشعل أيضا كل واحدة منهما انسحبت لغرفتها لترتاح من تعب اليوم
رغم أن الجدة لم تكن تريد ترك هيا
ولكن هيا طلبت منها أن ترتاح ووعدتها أن تنزل لها الصباح الباكر

تبقى موضي ومشاعل وهيا

هيا تسأل: أنا ماشفت سلطان وينه؟؟

مشاعل بعذوبة: هو رجع من العشاء متأخر
ودخل نام على طول عشان عنده مدرسة بكرة

هيا بحنين: كان نفسي أشوفه

موضي بمرح: ياما جاي لش من الخير
مافيه حد لزقة وأذوة مثل سليطين.. وخصوصا لو حد عطاه وجه

ثم أكملت بحماس:وبعدين أنتي اليوم انتهيتي من التعب ولا خليناش ترتاحين
يالله أمشي لغرفتش نوريش إياها
وترا شناطش طلعناها فوق

مشاعل اعتذرت بخجل أنها تريد الذهاب لغرفتها
والسبب الحقيقي أنها كانت تخجل من الدخول معهم
فهي تعلم أية مصائب اشترتها لطيفة وموضي لهيا وبالتاكيد ستريها لها

صعدت هيا وهي متوترة من رؤية مكانها الجديد

موضي فتحت الباب وقالت لها بابتسامة: قولي باسم الله
وادخلي برجلش اليمين

دخلت هيا
كانت غرفة شاسعة أثثت بذوق رفيع جدا وراقي
في طرفها جلسة أنيقة مع تلفاز كبير مسطح معلق على الحائط
وحمام كبير فخم وغرفة ملابس
و
و
وفقط

توترت هيا
غرفة واحدة فقط
وسرير واحد

توقعت أن تكون على الأقل هناك غرفة جلوس منفصلة
كيف ستنام؟؟
حتى لو قررت أن تنام في الجلسة
الجلسة مقابلة للسرير
كأنها لم تفعل شيئا

موضي تكمل ثرثرتها: إبي يبني لكم قسم خاص كبير
بس مابعد خلص
إن شاء الله إذا جيتوا على الصيف يكون جاهز

هيا توترت بشدة
(الصيف..
وأنا وش لي بالصيف؟!!
أنا في الحين
أنا في شقة مشعل بواشنطن كان لي حتى حمامي الخاص
الحين لازم نستخدم نفس الحمام ونفس الغرفة!!!)



#أنفاس_قطر#
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 02-06-09, 07:04 AM   المشاركة رقم: 42
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

صباحات الاختلاف كما هي اختلافات القصص عن الحياة
وعن هذا سأثرثر قليلا اليوم

أميراتي.. الحياة شيء مختلف تماما عن القصص
وحكاية أن الزوجة تصد زوجها وتتغلى عليه بالأشهر
هذا لا يحدث إلا في القصص
يعني البنات الحلوين بكرة لما تتزوجون حطوا أزواجكم في عيونكم
رسول الله صلوات الله وسلامه عليه يقول:
(لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها)
وأنا أشرت لهذه الفكرة لانها من الأفكار الدائرة في القصص وبس
لكن لا تصدقون أن فيه رجال بيصبر على زوجته وهي تتدلع وتسحبه بالشهور
كتب الله سبحانه لكل آنسه منكم الزوج الصالح
وحفظ لكل مدام زوجها وخلاه مايشوف غيرها في الدنيا

خلصنا من الموضوع أعلاه
وللغوالي اللي يسألون عن صحتي
صح الله أبدانكم ورزقكم الصحة ورضا النفس
أنا أحسن الحمدلله والمنة
ولو أنه الصداع يروح ويجي
.
.
يالله بارت اليوم
بارت ظريف وخفيف وفيه تشويق
ومقدمة لأحداث بتصير
.
قراءة ممتعة مقدما
.
.
لا حول ولاقوة إلا بالله
.
.



أسى الهجران/ الجزء الخمسون


غرفة مريم
الساعة 11 ونصف مساء

مريم كانت تقرأ وردها المسائي من القرآن حتى موعد صلاة قيامها
لتنام بعدها

بابها يُطرق.. بهدوء: تفضل مشعل

مشعل يدخل وهو يبتسم: خاطري مرة أفاجئش

مريم بابتسامة صافية: الله يديم فضله علينا
والحمدلله على نعمة السمع والشم والحركة
الله سبحانه خذ حاسة لكنه دعّم الحواس الباقية
ما أكرمه عز شانه هو أرحم بعباده منهم بأنفسهم

مشعل يطبع قبلة على رأسها وهو يهتف بإيمان: الله يثبتنا على دينه

ثم استطرد: أشلونها بنت عمنا الجديدة؟؟

مريم بعذوبة: ماشاء الله عليها تجنن.. والنفس تنشرح لها
ثم أكملت بنبرة خاصة: بس أكيد منت بجايني عشان تنشد عن بنت عمك
واستطردت بتوتر: لا تكون عادك على سالفة إنك تبي تزوج على لطيفة

مشعل يبتسم: لا حرمت.. ما أبي حد غير أم محمد.. ولا حد يملا عيني غيرها

مريم تبتسم: ياحي ذا الكلام الزين..
طيب خلاص دام السالفة مافيها عرس على لطيفة.. خلاص قول اللي تبي

مشعل بنبرة خاصة: السالفة فيها عرس
بس عرس ناس ثانين

مريم باستفسار: من؟؟

مشعل بحنان: أنتي


*********************



غرفة مشعل بن عبدالله في بيت والده

مازالت موضي تثرثر
وهيا متوترة جدا

موضي تفتح الدواليب: ترا اشترينا لش طقم فوط وأرواب جديد
تلاقينه هنا
أطقم عطور وكريمات وميكب على التسريحة
إن شاء الله يعجبش ذوقنا فيهم

ثم أكملت بخبث: وهنا هديتي الخاصة أنا ولطيفة

ثم فتحت دولاب ضخم في غرفة الملابس كان ممتلئا تماما
بأطقم نوم مختلفة الألوان والأشكال والخامات

ثم أكملت موضي بحماس: جبنا كل شيء ممكن يخطر على بالش
عشان لو ماعجبش شيء يعجبش الثاني

وجه هيا تلون بعشرات الألوان
لم يخطر ببالها يوما هذه الأشياء
وهي تشعر بألم في رأسها من الخجل الذي اكتسحها

(ماذا تبقى أيضا من مفاجأت هذا اليوم؟!)

موضي برقة: خلاص أنا خلصت جولتي التعريفية
وخرقت أذنش
وأكيد أنتي تبين تتسبحين وترتاحين وتتخلصين مني!!

هيا برعب: لا وين بتروحين؟؟ اقعدي..

موضي تضحك: وين أقعد؟؟!! تبين مشعل يجي يلاقيني ويشوتني
خليني أطلع بكرامتي..

موضي خرجت وتركت هيا لهواجسها وانفعالاتها
هيا قررت أن تستحم أولا
الحمام كان ممتلئا بمختلف أنواع الشامبوهات والكريمات والشاور جل وعلب أخرى مختلفة
ورغم أن هيا كانت نظيفة جدا وتستحم أحيانا مرتين في اليوم لو كان الجو حارا
ولكن هذا الهوس بتدليل الذات لم يكن من أولوياتها
شامبو وبلسم ودعك جسدها بالشاور جل بسرعة هو أقصى مايحتمله وقتها المشغول دوما

بعد أن أنهت حمامها وجدت أن هناك طاولة معدة في غرفة الملابس
عليها مبخرة وولاعة جمر وأنواع مختلفة من البخور الفاخر
(ماشاء الله عليهم بنات عمي
مصدقين سالفة عروس ذي
ماخلو شيء ماسووه)

البخور أيضا لم يكن من أولويات هيا
فمن له مزاج لكل هذه الخطوات؟!!

هيا فتحت الدولاب الذي أرتها إياه موضي
وأغلقته فورا بحرج
وهي تسحب حقيبتها وتفتحها وتستخرج إحدى بيجاماتها القديمة

(مستحيل ألبس من ذا الأشياء
شيقول مشعل.. جات الدوحة فسخت الحيا)

بحثت هيا عن سجادة وفعلا وجدت سجادة في الدولاب مع جلال صلاة جديدين
صلت هيا قيامها
وشكرت الله عز وجل بعمق الذي أرجعها إلى أحضان أهلها أخيرا
شكرته وحمدته سبحانه كثيرا وبعمق

ثم جلست تفكر في يومها الطويل
وكم كان طويلا فعلا
عمر كامل اُختصر في ساعات
جدتها وعماها وعمتها وبنات أعمامها وبنات عمتها
كل هذا كان كثيرا
كثيرا جدا عليها
سنوات طويلة مرت وهي وحيدة بل أكثر من وحيدة
لم تعرف رائحة الأسرة ولا تعاضدها
كانت مكتفية بوالدها ووالدتها
ثم بوالدتها فقط
كانت السنوات تمر والوحدة والوحشة تنغرز في روحها أكثر وأكثر
حتى باتت الوحدة هاجسها وخوفها وخصوصا مع مرض والدتها الأخير
وخوفها أن تتركها أمها وحيدة تماما في الحياة
لولا ظهور مشعل في حياتها
وآه يا مشعل وألف آه


مر وقت طويل وهيا تفكر
وقت لم تحسب دقائقه ولحظاته
وهي تعيد شريط حياتها ومامر بها الليلة
مرات ومرات

كانت الساعة حوالي الثانية حينما سمعت صوت الباب يُفتح
ومشعل يدخل
وهي تصيبها حالة غير طبيعية من الارتعاش والتوتر

مشعل دخل و سلم بهدوء وهو يقول: طولنا السهرة شوي أنا وعيال عمي

هيا همست: أشلونهم عيال عمي كلهم؟؟

مشعل يخلع غترته ويلقيها على الأريكة وهو يجلس قريبا منها: كلهم طيبين

نظر لها
ارتعش قلبه بعنف
كان شعرها الطويل الذي يميته ولعا منثورا على كتفيها
وتتساقط أطرافه الطويلة على جانبي فخذيها في جلستها
كان نادرا مايرى شعرها مفتوحا فهي غالبا ترفعه
ولكنها الآن ستنام وهي لا تستطيع النوم وهو مجموع خلف رأسها

سألها بهدوء ليتجاوز التباس مشاعره الذي يستحيل أن يعبرعنه بعد صدها له:
إن شاء الله انبسطتي مع البنات؟؟

هيا ابتسمت بشفافية: ما تتخيل أشلون انبسطت.. كلهم يجنون ماشاء الله عليهم

شعر مشعل أن قلبه يغرد
لأول مرة يراها تبتسم ابتسامة حقيقة.. لأول مرة
كم بدت له عذبة وشفافة
تمنى ألا تزول ابتسامتها.. أن تبقى دائما مبتسمة وسعيدة ومبتهجة
يريدها أن تكون سعيدة
فهي عاشت من الأحزان الكثير
أحزان أثقل بكثير من أن تحتملها فتاة في سنها
يتمنى أن يبعد عنها الأحزان والألم
ليتها فقط أتاحت له فرصة أن يغمرها بمشاعره كما أراد
أن يغمرها بحنانه كما يشعر هو به ناحيتها

مشعل هز رأسه كأنه يبعد الهواجس عنه
ثم نهض ليتوضأ ويصلي قيامه


********************



القاهرة
منزل طه الرشيدي

غرفة باكينام
الساعة الواحدة ليلا

كانت باكينام تسلم من صلاة قيامها
لتسمع صوتا حنونا يقول لها: حرما يا بنتي

باكينام تلتفت لوالدها وتبتسم: جمعا يا بابا

طه بلطف: ماشاء الله بأشوفك بتصلي كتير في الفترة الأخيرة

باكينام بعذوبة: صحبة الخير يابابا لها دور

طه بحنان: ربنا يديم عليكي فضله

ثم أكمل باهتمام: باكي حبيبي فيه حفلة كبيرة معمولة لنواب مجلس الشعب الجُداد
وعاوزك تحضريها معايا

باكينام برفض: لا يابابا اعفيني.. أنت عارف إني أساسا ماكنتش باحب أحضر حفلات
ودلوئتي بعد ماتحجبت كرهتها أكتر..

طه بحنان: وفيها إيه يا بنتي.. مامتك تحجبت وبتحضر معايا
وكتير من بنات الوزراء وستاتهم لابسين حجاب.. فين المشكلة؟؟

باكينام مستمرة في الرفض: مش جوي يابابا.. وكفاية عليك ماما هتكون معاك

طه بمنطقية: أنا عاوز الأوساط السياسية تتعرف عليكي.. عشان لما تتخرجي نلائي لك منصب كويس

باكينام بهدوء: لما أتخرج.. يحلها الحلال..

طه يحاول إقناعها: أنتي عارفة يا بنتي إنه ماديا أنا مش محتاج الشغل ده أصلا
أنا عندي أراضي كتير..وأحوالنا الحمدلله
بس أنا عاوز أأمن على معرفة السلك الدبلوماسي ليكي ويعرفوا إنك بتدرسي سياسة

باكينام برجاء: خلاص يابابا ربنا يخليك.. سيبني براحتي..



***********************



الساعة 2 بعد منتصف الليل
غرفة العنود

العنود مليئة بالهواجس والحزن هذه الليلة
حزن شفاف كشفافيتها يغزو روحها الصافية التي لا تعرف التلون
فارس جرحها اليوم مرتين
أولا موقفه مع الفتاة التي كانت تهمس في أذنه
وثانيا حدته وتهديده لها وهم لم يبق على زواجهما إلا أيام
هي بذاتها متوترة بدون سبب
فكيف وهي تجد لها سببا قويا الآن
لِـمَ هو عاجز عن معاملتها برقتها؟؟؟
لم تسمع صوته إلا مرات معدودة يكون غالبا إما باردا أو غاضبا
تملئها مشاعر دافئة ناحيته
فكيف سيتلاقى دفئها مع بروده؟؟

"عن أي برود تتحدثين يالعنود؟!!
ليتك تعلمين فقط أي نار أشعلتها في جوانح العاشق المتيم!!"

مازالت هواجسها تغالب نعاسها
وهي بين النعاس والهواجس
رن هاتفها
انتفضت بعنف
(من بيتصل علي ذا الحزة؟؟)

تناولت هاتفها
رقم مميز وغير غريب سبق أن مر عليها
سقط قلبها إلى قدميها وهي تتذكر رقم من هذا
لم ترد

الرنين يرتفع مرة أخرى
لم ترد

رنة مسج
"أنا فارس
ردي علي"

(يا ربي.. وش أسوي؟؟
أدري أنك فارس
وش يبي فيني تالي ذا الليل
أكيد يبي يغسل شراعي
مثل ماقال اليوم أنه بيوريني شغلي)

العنود طبعت له مسج
" والله عندي توجيهات من جهات عليا
إني ما أرد على أرقام غريبة"

غصبا عنه ابتسم فارس وهو يتذكر أول مرة سمع صوتها عبر الهاتف
حين طلب منها ألا ترد على أرقام غريبة

طبع مسج وأرسله
" والجهات العليا تقول ردي الحين"

أرسلت له:
"فارس وش تبي فيني؟؟
واللي يخليك اللي فيني يكفيني
لا تزيدها علي"

فارس شعر أن عبارتها المترجية كانت سهما اخترق قلبه بوحشية

فارس غاضب عليها منذ مكالمة موضي
لذا أخذ رقمها من هاتف ناصر دون أن ينتبه
كان يريد أن يفرغ فيها بعضا من غضبه
يأدبها
يحاسبها على أنها شكت فيه
وعلى أنها أدخلت طرفا ثالثا بينهما
أو
أو

يجد سببا ليسمع صوتها
وربما كان هذا هو السبب الوحيد والحقيقي
من بين خزعبلات غضبه المصطنع كلها
فشوقه ينحره لسماع صوتها
وطاقة الصبر عنده نفدت تماما

أرسل لها
" أنا بأتصل الحين
إذا رديتي.. عرفتي أنا وش أبي
وياويلش لو ما رديتي"

ثم أعاد الاتصال بها بكل ثقة



********************



الجبهة الثالثة

غرفة لطيفة

لطيفة عادت حوالي العاشرة والنصف
حممت أطفالها
ونومتهم

ثم تحممت هي وصلت وبدأت في الدراسة
تأخر مشعل ولكنها تتوقع أن يتأخر الليلة للسهر مع شقيقها مشعل وسماع أخباره

وعلى العموم لايهمها تأخر أو لا
وهي ساهرة للدراسة وليس من أجله!!
للدراسة فقط وليس إلا!!
وليس إلا!!

حوالي الثانية وصل مشعل
حين دخل وجدها ماتزال تدرس
سلم.. ردت عليه ببرود
ألقى بنفسه على الأريكة وهو يسألها: غريبة طولتي الليلة؟؟

لطيفة بهدوء: الامتحانات قربت واليوم مادرست

مشعل يقف ويتوجه للحمام ليستحم
لطيفة نهضت وأخرجت ملابسه وعطرتها ووضعتها على الكرسي في غرفة الملابس
فهي من بعد تعبه الأخير عادت للاهتمام بكل شئونه وملابسه
نستطيع أن نتصنع قليلا في مشاعرنا
ولكن عاداتنا اليومية المتغلغلة فينا شيء يتجاوز فذلكات التصنع

مشعل خرج وارتدى ملابسه ثم صلى قيامه
وعاد للطيفة التي مازالت تدرس
ليقف خلفها ويميل قليلا للأمام

غصبا عنها ارتعشت
وهو لم يفته مطلقا هذه الارتعاشة.. ابتسم

ولطيفة تسأله ببرود: فيه شي؟؟ وش تشوف؟؟

مشعل مازال مبتسما: دروسش.. أشوف وش تدرسين؟؟

لم تفتها رائحة الابتسامة في كلامه.. عقبت بحذر لا تعرف سببه:
وش شفت في دروسي؟؟

مشعل يبتسم: ماشفت شيء ..
أنا من بعد صفحة خدش ضيعت الدرب..وعيني سكنت هنا

قالها وهو يلمس خدها بطرف سبابته بخفة

لطيفة توترت وارتعاشها الذي تحاول كتمه يتزايد
(ياربي وش يبي هذا؟؟
ما أحب ذا اللف والدوران.. يوترني
أبيه صريح وحاد
عشان أرد عليه بنفس الصراحة والحدة)

لطيفة وقفت تريد الذهاب

لكنها فوجئت بيد تطبق على معصمها وتشدها: وين بتروحين؟؟

لطيفة حاولت نزع يدها منه
ولكنها لم تفلح فيده مطبقة بقوة على معصمها
ردت عليه ببرود: خل يدي.. أبي أروح أنام..

مشعل بهدوء: تهربين مني؟؟

لطيفة بسخرية: وليش أهرب منك؟؟

مشعل بهدوء مسيطر: اسألي روحش

لطيفة ببرود : سألتها وتقول إنك غلطان.. والحين خلني أروح أنام

مشعل شد يدها التي يمسك بها
رفعها إلى شفتيه.. وطبع في باطن كفها قبلة طويلة عميقة
ثم أفلتها وهمس بعمق: الحين روحي نامي



******************



غرفة مشعل بن عبدالله

بعد أن سلم مشعل من صلاته ألتفت على هيا وجدها ماتزال جالسة على نفس جلستها
سألها: ماتبين تنامين؟؟

هيا بتوتر: لا مافيني نوم..

مشعل بهدوء: لنا تقريبا يومين ما نمنا.. أكيد تعبانة وبكرة وراش مشاوير
لطيفة قالت لي.. قومي نامي

هيا بخجل كاسح والكلمات تقف في بلعومها: وين أنام؟؟


#أنفاس_قطر#
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 03-06-09, 07:23 AM   المشاركة رقم: 43
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

صباح الورد والتمنيات السعيدة بنهار موفق
أهلا أهلا أهلا بكل المنظمات الجدد وعبق عطرهم اللي طوقني

مازالت الشكوى مستمرة من قصر البارتات
والمطالبة بتنزيل أكثر من بارت
الغاليات والله العظيم هذا أقصى طاقتي
أكثر من كذا ما أقدر سامحوني يا نبضات قلبي
وهذا أنا قد ما أقدر أطول البارتات

اليوم بارت بس بكرة الخميس إن شا الله بارتين عشان خاطر عيونكم لو قدرت
.
.
قراءة ممتعة مقدما
.
.
لا حول ولا وقوة إلا بالله





أسى الهجران /الجزء الحادي والخمسون


غرفة مشعل بن عبدالله

بعد أن سلم مشعل من صلاته التفت على هيا وجدها ماتزال جالسة على نفس جلستها
سألها: ماتبين تنامين؟؟

هيا بتوتر: لا مافيني نوم..

مشعل بهدوء: لنا تقريبا يومين ما نمنا.. أكيد تعبانة وبكرة وراش مشاوير
لطيفة قالت لي.. قومي نامي

هيا بخجل كاسح والكلمات تقف في بلعومها: وين أنام؟؟

مشعل انتبه للتو لسبب حرجها
تنهد: نامي على السرير أنا بأنام على الكنبة
ومافيه داعي تحرجيني بخجل ماله داعي
احنا صار لنا شهرين متزوجين وما أعتقد أني ضايقتش خلالها بشيء

هيا بحرج: خلاص بأقوم أجيب لك غطا

هيا بحثت عن أية أغطية لكنها لم تجد

مشعل بهدوء: ماراح تلاقين
المفارش والبطانيات الزايدة وحتى الجديدة كلها في غرفة تخزين الفرش فوق
أنا بأروح أجيب لي

هيا برجاء: لا مشعل تكفى لا تروح

مشعل باستغراب: ليش؟؟

هيا بخجل مر: وش يقولون لو حد شافك جايب لك فراش؟؟

مشعل بهدوء وهو يريد الخروج: ماعلي من حد..

هيا يخجل أكبر: بس أنا علي..ما أبي حد يحس أن فيه شيء غير طبيعي بيننا

مشعل وهو يتجاوزها ويخرج ويقول بعتب بنبرة خاصة:
زين إنش حاسة إنه شيء غير طبيعي..

ثم أكمل:
ولا تخافين لو حد شافني بأقول نبي لنا غطا زيادة لأنه أنتي تبردين في الليل

هيا كان كل تفكيرها بجملته العاتبة:
(زين إنش حاسة إنه شيء غير طبيعي..)



****************************



غرفة فارس

يتمدد الجسد الضخم على سريره وظهره مسند إلى ظهر السرير
هاتفه بيده يدق بثقة
وقلبه به زلازل وبراكين واعاصير

على الطرف الآخر
العنود متوترة
متوترة جدا.. لم تكن تريد أن ترد عليه
ولكنها لم تكن تريد أن تأزم الوضع بينهما

رن هاتفها انتفض قلبها بعنف
ردت بصوتها الذي ينحره نحرا: هلا

(آه ياقلبي.. أحلى هلا سمعتها في حياتي
مستحيل يكون هذا صوت بشري
هذا معجزة
أسطورة
سحر
خيال
أي شيء مبهر إلا أنه صوت بشري عادي
مستحيل.. مستحيل)

فارس بهدوء: هلا بش

صمت على الطرف الآخر

فارس بنفس هدوءه: ليش ساكتة؟؟

العنود بتوتر تحاول تغليفه بالهدوء: أنت اللي تبيني

(إيه والله أني أبيش وأبيش وابيش
ولأخر قطرة في دمي أبيش)

فارس تنحنح ليقول بثقة: وش اللي سويتيه اليوم؟؟

العنود بعتب: وممكن أنا أسأل نفس السؤال وأقول وش اللي أنت سويته اليوم؟؟

فارس بثقة: أنا ما سويت شيء

العنود بحزن: إذا أنت ما سويت شيء.. أنا ماسويت شيء بعد

فارس بنبرة غضب خفيفة: وإنش تخلين موضي تكلمني.. شتسمينها؟؟

العنود عبراتها بحلقها: وإنك تكلم بنت في مكان عام
لا والبنت توشوشك في أذنك.. شتسميها؟؟

فارس شعر بقلبه يهوي وهو يعرف من تغير صوتها انها تغالب بكائها
لم يعرف كيف يشعر أو يتصرف
أ يتمزق لأنها تبكي؟!!
أو يعاتبها لأنها شكت فيه؟!!
أو يغضب لأنها ضخمت القصة –من وجهة نظره- وأدخلت موضي فيها؟؟
أو
أو
يجن سعادة لأنها تغار عليه؟؟
نعم تغار عليه لدرجة أن تبكي وتتألم لمجرد رؤيته مع أخرى؟!!

( أ تغارين علي يا صغيرتي؟!!
أحقا تغارين؟؟
ما أسعدني هذه الليلة بأحاسيسك!!
هل حقا تحملين لي شعورا ما
بعد أن مزقتي قلبي من فرط المشاعر لكِ؟!)

الطرفان يتبادلان الصمت

العنود مازالت تغالب عبراتها لا تريد أن تبكي وهو يسمع
(يبدو أن لا أهمية لمشاعري عنده
لم يفكر أن يبرر لي... أن يعتذر
أن يكذب حتى ..كما هو مفترض من شاب في موقفه
لمجرد أن يرضيني)


العنود صوتها أصبح أكثر اختناقا كانت أول من قطع الصمت:
خلاص فارس تبي شيء أو أسكر؟؟

فارس شعر أن قلبه يتمزق أشلاء وهو يسمع صوتها المختنق
همس لها بهدوء: العنود اسمعيني
أنا ما أدري أشلون أنتي فسرتي اللي شفتيه
لكن أنا ما أبرر تصرفاتي لأحد
وخصوصا لما أكون أنا ماغلطت نهائي

العنود ماعادت تحتمل قسوته وعجرفته
( أ يصعب عليه لهذه الدرجة أن يطيب خاطري؟؟)
غصبا عنها ارتفع صوت بكائها وهي تشهق وتقول:
أنت ليش قاسي كذا؟؟
ليش؟؟
والا أنا مالي قيمة عندك لدرجة أنك مستخسر فيني أنك تطيب خاطري بكلمتين
يعني مكلف على نفسك تتصل عشان تجرحني وبس
يعني رجولتك الغالية بتنهز لو راضيتني بكلمة حتى وإن كانت كذب

ثم أنهت هي الاتصال
لتترك فارس ممزقا
فهو منذ سمع بكائها شعر بطعنات تتوالى على روحه مع كل شهقة من شهقاتها
كل شهقة كانت سهما مراشا يخترق روحه

(أين خزعبلات الانتقام يافارس
إن كنت لم تحتمل حتى سماع بكائها
فكيف لو رأيتها تبكي؟!)

كان فارس يريد أن يتصل بها مرة أخرى
يريد أن يعتذر لها ألف مرة
ويبرر ألف مرة
ويقول أنه يحبها ويعشقها ويذوب من أجلها آلاف آلاف المرات
أن يقول لها: أرجوكِ لا تبكي
بكائكِ ينحرني


ولكن مايريده شيء
ومايقدر عليه ويسمح له كبرياءه به هو شيء آخر تماما



***************************



غرفة مشعل بن عبدالله

مشعل عاد بغطائه
كانت هيا تجلس على السرير
تخجل أن تتمدد أمامه

مشعل خلع ثوبه ووضعه في سلة الغسيل وبقي بفانيلته وسرواله الأبيضين
نبه هاتفه للصلاة
أطفأ الأنوار بقي فقط نور الأباجورة المجاورة للسرير عند هيا
ثم تمدد على الكنبة وهو يتمتم بأذكاره
انتهى وهي مازالت تجلس
همس بهدوء: أشفيش هيا؟؟

هيا لا تعرف ماذا تقول.. صمتت

مشعل يكرر السؤال: فيش شيء؟؟

هيا بخجل: لا.. إذا نمت أنت.. نمت أنا

مشعل يعطيها ظهره وهو يقول هذا أنا نمت.. نامي

هيا تمددت وهي تسحب شعرها لجوارها
نسيت أن تسأله عن توقيت الصلاة
خجلت أن تكلمه.. لم تكن تريد أن تسأله الآن
توقعت وقت تقريبي ونبهت هاتفها
لأنها لم تكن تريده أن يصحو قبلها ويراها نائمة

تركت الضوء جوارها مضاء ونامت بعد لحظات من شدة التعب



**************************



غرفة مشعل ولطيفة

مشعل بهدوء: تهربين مني؟؟

لطيفة بسخرية: وليش أهرب منك؟؟

مشعل بهدوء مسيطر: أسألي روحش

لطيفة ببرود : سألتها وتقول إنك غلطان.. والحين خلني أروح أنام

مشعل شد يدها التي يمسك بها
رفعها إلى شفتيه.. وطبع في باطن كفها قبلة طويلة عميقة
ثم أفلتها وهمس بنبرة خاصة: الحين روحي نامي

لطيفة ارتعشت أعماقها بعنف
كزوجين مضى على زواجهما 13 عاما
ومر بهما مئات اللمسات المشتركة
لما هزتها قبلته هذه؟!!
لما بدت لها مختلفة؟!!
بل ومختلفة جدا
بدت دافئة جدا وعميقة جدا
وموجعة جدا
موجعة لأبعد حد..

لطيفة غادرته
وهو بقي واقفا في مكانه

لطيفة تمددت على سريرها وهي مازالت ترتعش
بعدها بلحظات وصل هو
تمدد جوارها
دون أن يكلمها

ولو أنه فعل
لربما كانت انهارت
كان سيصل لمبتغاه لو أنه انتهز فرصة ضعفها الحالي
قبل أن تتماسك وتعاود تجميد مشاعرها ورص حصونها
التي دكها بقبلته التي تحرق كفها
كفها الذي تحتضنه الآن قريبا من صدرها

ولكن مشعل كان له مخطط آخر
مخطط يطهوه على نار هادئة
كما تفعل لطيفة به تماما
وهي تتسلى بطهي مشاعره وأعصابه ورغباته على نار هادئة

(إذا كانت لا تصدق أن تتدفق مشاعري فجأة كما تقول
لنذقها التدفق التدريجي
شيئا فشيئا)



*******************



قبل صلاة الفجر بقليل
منبه مشعل يرن.. صحا وأطفئه فورا

يركز بصره بهدوء
النور مازال مضاء بجوار هيا
جلس وهو ينظر لها
دقائق مرت وهو ينظر إليها وهي مستغرقة في النوم
كم تبدو قريبة وبعيدة
وكم يؤلمه هذا القرب البعيد
كم هي رائعة وهذا الشعر الموجع يتناثر حولها
كم يتمنى لو يدفن وجهه في طياته
يستنشق عبيره من قريب
يكون مخدته وغطائه

انتزعه صوت منبهها من أفكاره التي ذهبت بعيدا بألم
كان صوته حادا وعاليا
نهض ليطفئه
وهو يمد يده لتناوله
كانت تمد يدها لتمسك بيده بدلا من هاتفها
انتبهت مرعوبة
وقفزت لتجلس بعد أن كفت يدها وهي تشعر بخجل كاسح
مشعل أطفأ جرس هاتفها
ومرت لحظات وهما يتبادلان النظرات
مشعل واقف وهي جالسة
(لماذا كل هذه التعقيدات بيننا؟؟
لماذا؟؟
هأنا واقف أتمزق شوقا لها ورغبة بها
وهي زوجتي
ما هذا الجنون الذي نمارسه؟!)

مشعل تنهد وهو يقول: أنا بأتوضأ وأروح للصلاة

هيا هممت بكلمات غير مفهومة

ومشعل توجه للحمام



**********************



قبل صلاة الفجر
غرفة مريم


مازالت مريم لم تنم
ماحدث البارحة يلتهم تفكيرها
يلوكه ويمضغه ويلفظه في حلقة متصلة من التفكير الذي لا يهدأ

(سعد
غريبة؟؟
واحد مثل سعد وش يبي بوحدة مثلي
ضريرة لا وكبيرة في السن بعد
وهو يقدر يتزوج أحسن بنت
بعده شباب وعنده خير
وش يبي فيني أنا
وش يبي فيني؟؟)


تتذكر حوارها مع مشعل

مشعل بهدوء: مريم سعد بن فيصل كلمني عليش

مريم انتفضت بعنف: كلمك علي أشلون

مشعل ابتسم: أشلون يعني بعد.. خطبش
تدرين أنا وياه ربع
وهو كلمني أول عشان أخذ رأيش
لو أنتي موافقة كلم إبي
رجال في هيبته مايبي يحرج نفسه لو أنتي رافضته
والموضوع كله بيننا ثلاثتنا لين توافقين

مريم وقفت وهي تقول بعصبية: لا طبعا.. لا

مشعل وقف وشد يدها وأجلسها وهو يقول بمنطقية:
مريم طول عمرش أعقل وحدة فينا.. وصمام الأمان لنا كلنا
مهوب تجين عند نفسش وتخونش الحكمة
سعد ما ينرفض..
وإذا تقبلين بشهادتي.. أنا أبصم له بأصابعي العشر وأنا مغمض إنه سعد رجال مافيه مثله ثنين

مريم بحزن: أعرف سعد زين ولأنه رجال كامل والكامل وجه الله
وش يبي بوحدة مثلي..

مشعل بغضب: وأنتي وش قاصرش جمال ووعقل وبنت محمد بن مشعل........

قاطعته مريم كأنها تنزف الكلمات: وعمياء وكبيرة في السن

مشعل بغضب رقيق: مريم ما اسمح لش تقولين كذا على نفسش

مريم بحزن أرق: أنت لا تسمح لي.. بس رفضك للحقيقة مايلغيها

مشعل تنهد: مريم اخذي وقتش وفكري
سعد ملزم عليش فوق ما تتصورين.. ويقول إنه شاريش
ومن ناحية ثانية لا تخلين شيء يخليش توافقين إلا رغبتش أنتي
لأنه بيوتنا كلها لش أنتي الداخلة واحنا الطالعين


وهاهي مريم مازالت تفكر.. مثقلة بالهم وممزقة من التفكير
وبروحها تهب نسمة أمل ما
نسمة باردة في هجير حياتها


************************



هيا بعد أن صلت الفجر
قررت أن تبدل ملابسها وتنزل لرؤية جدتها
وفي ذات الوقت تتلافى رؤية مشعل في غرفتهما
يكفيها ضغط البارحة واليوم

لبست جلالها وأحكمت لفه على وجهها بعد أن أبدلت ملابسها ونزلت

دخلت إلى غرفة جدتها
الباب الذي رأت جدتها تدخل منه البارحة
وبالفعل كانت غرفة جدتها تحمل رائحة عميقة وأصيلة
وتفوح من الغرفة رائحة البخور المعتق

كانت غرفة شاسعة بها سريرين
سرير للجدة
وسرير آخر تستخدمه مشاعل أو أم مشعل وحاليا موضي حين يشعرون أن الجدة قد تكون متعبة

وبطرفها جلسة لطيفة تتسع لسبعة أو ثمانية

كانت جدتها ماتزال تصلي
جلست قريبا منها
حتى أنهت صلاتها
كانت الجدة مكشوفة الوجه
وحين سلمت من صلاتها ورأت هيا
ابتسمت وهي تتناول برقعها لتلبسه
ولكن هيا التي توجهت لها وسلمت واحتضنتها وقبلت كتفها ويدها
ثم أمسكت ببرقعها وهي تقول: لا خليني أشبع من وجهش أول

الجدة بابتسامة وهي تضع طرف جلالها على وجهها:
عيب عليش يا بنت.. خاف يجي عمش الحين وأنا ماعلى وجهي شيء

هيا بمرح: مشعل يقول أني أشبهش.. خليني أشوف
وإلا مشعل حلال يشوف وجهش وأنا لا

وهما تتحاوران حوارا مشبعا بالمرح والحنان دخل عليهم خيال صغير
يقول بمرح: وينها بنت عمي اللي من البارح أدورها ولا صدتها
وينها الخاينة اللي خذت أخي وخانتني؟؟

وقفت هيا بسعادة وشوق لاستقباله
فهي مشتاقة لهذا الفتى الذي كانت تهاتفه تقريبا بشكل يومي
رسمت له صورة في بالها من خلال حوارها معه
ولكن الصورة التي رسمتها كانت مختلفة تماما عن الحقيقة



#أنفاس_قطر#
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 04-06-09, 05:42 AM   المشاركة رقم: 44
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

صباح الخير والسلام والرحمات

قبل البارت فيه تساؤل مثار حول عمر مريم
أثاره قولها إنها كبيرة في السن
أنا جبت عمر مريم في البارتات الأولى 35 سنة
أصغر من مشعل ب3 سنين وأكبر من راكان ب 5 سنين
وأكبر من العنود ب15 سنة كل هذا قلته بالبارتات الأولى
سعد في بداية الأربعينيات أصغر من أخته أم فارس يعني هو أكبر من مريم
لكن في عرف مجتعاتنا التي تعاني من عقدة الثلاثين
ترى من تجاوزت الثلاثين أنها قد يكون فاتها قطار الزواج المزعوم
ولكن لكل عمر جماله وروعته والمرأة من حقها اللحاق بركب السعادة المستحق لها مهما كان عمرها


شيء ثاني كثرت التساؤلات عن ناصر وراكان
أنا أجلتهم لسبب
إنه الأثنين بيكون لكل واحد منهم حضور خاص جدا جدا وجدا
بس انتظروه شوي


اليوم مفاجأة
3 بارتات أخيرا
أتعبتني في كتابتها لأني حاولت أطوف بكل الشخصيات
ويكون بارت مشبع وطويل ومغذي<= حشا غدا موب بارت

لكن للمفاجأة ثمن صغنون
بارت بكرة بأخليه مسائي إذا سمحتوا لي
لأنه أنا خلاص بارتاتي خلصوا
عندي ربع بارت بس يعاني من القحط
أبي أتأكد من إكماله ومراجعته تمام التمام قبل إنزاله لأنه بيكون بارت مهم جدا
موعدنا بكرة بيكون الساعة 9 ونص مساء إن شاء الله
.
.
قراءة ممتعة مع البارتات الثلاثة

.
.
لا حول ولا قوة إلا بالله





أسى الهجران/ الجزء الثاني والخمسون


غرفة الجدة أم محمد

بينما هيا وجدتها تتحاوران حوارا مشبعا بالمرح والحنان دخل عليهم خيال صغير
يقول بمرح: وينها بنت عمي اللي من البارح أدورها ولا صدتها
وينها الخاينة اللي خذت أخي وخانتني؟؟

وقفت هيا بسعادة وشوق لاستقباله
فهي مشتاقة لهذا الفتى الذي كانت تهاتفه تقريبا بشكل يومي
رسمت له صورة في بالها من خلال حوارها معه
ولكن الصورة التي رسمتها كانت مختلفة تماما عن الحقيقة

ضحكت هيا حين رأته وهي تقول له (بعيارة):
ومسوي لروحك شخصية وأثرك شبر القاع ياولد عمي..

سلطان يقترب منها ويسلم دون أي ملامسة ولا حتى مصافحة كما تربى
مع أن هيا كانت تود تقبيله فعلا
وهو يقول بمرح: أخ جيتي لي عالوجيعة..

لم يكن سلطان طويل اللسان سوى طفل حقيقي قصير القامة
ولم تبدو عليه أي بوادر للفوران المبكر التي قد تبدو على من هم في سنه
هو في الثالثة عشرة ويبدو للناظر كما لو كان في التاسعة..

يقترب من جدته التي تحتضنه وتقول له بحنان: ماعليك منهم
مشعل يوم إنه كبرك كان أقصر منك
بتغدي أنت أطول منهم كلهم

سلطان يرقص حاجبيه لهيا: شفتي بكرة بأغدي أطول من رجالش
وأنتي بتحسفين إنش خليتيني عشانه

هيا تضحك: سليطين غن وراي ياليل ما أطولك

سلطان يضحك: خاينة وسراقة بعد..
على الأقل أنا أحسن من رجالش الزرافة
أشلون تفاهمون ما أدري
أكيد أنتي إذا بغيتي تقولين له شي تكتبينه في ورقة وتسوينها طيارة وتطيرينها له

هيا بداخلها تكاد تموت من الضحك لكنها قلبت شفتيها وهي تقول بسخرية:
حبوا لي خشمه ما أطوله
ويلك بس تصير مثل ميشو حبيبي

يقاطع حوارهما المرح صوت يقول بنبرة خاصة: سامع حد يدلعني

هيا كحت من الحرج وهي تتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعها

وسلطان يقول بمرح: ياحظك يا مشيعل بس
جعل يسقى عقب 20 سنة الاقي لي وحدة تغازلني قدام الناس مايهمها حد

هيا كان بودها أن تخنق سلطان الذي بدأ في مبالغاته:
تعال شوف مرتك وهي تغزل فيك..
تصدق شكيت هي تكلم عن أخي مشعل
وإلا تكون تحسب روحها خذت رئيس أمريكا

مشعل ينظر لهيا نظرة خاصة ويبتسم ابتسامة جانبية
وهو يرى وجهها الذي احمر وبدأ يتصبب عرقا
يسلم على جدته التي لبست برقعها
ويجلس جوارها ويسأل سلطان: ليه وش قالت لك؟؟

سلطان ينعم صوته ويقول بطريقة أنثوية مصطنعة:
مشعل حبيبي فديت روحه مافيه مثله اثنين.. ليت كل الرياجيل مثله
ولا ليش مثله.. ليت كل الرياجيل فدوتن له.. جعل يومي قبل يومه
وه بس فديت طاري مشعل واسم مشعل

هيا بدأت تكح بصوت مسموع وهي لا تعرف من أين أتى هذا الفتى بهذه التخاريف

وسلطان يكمل وهو ينظر لهيا ويرقص حاجبيه دون أن ينتبه مشعل:
فديت طول حبيبي مشعل وفديت رزته..
وشبر القاع راحت عليه
وحبو لي خشمه ما أطوله
والناس الخاينين يستاهلون اللي جاهم
عشان ماعاد يحارشون شبر القاع

مشعل لم يفهم الجزء الأخير من كلامه
ولكن هيا فهمت أنه ينتقم منها لأنه سمته )شبر القاع(
لم تستطع منع نفسها من الابتسام
لهذا الفتى قدرة عجيبة على شرح الخاطر وشق الابتسامة في الوجوه

وقدرة أخرى عجيبة في كسر الحواجز الغبية المرتفعة
حاجز ما انكسر بين هيا ومشعل
كلاهما شعر بهذا بوضوح وارتياح شفاف
هو سمعها تتغزل به حتى وإن كانت لتغيظ سلطان
وهي لم تنكر كلام سلطان وكأنها كانت تتمنى فعلا أن تقوله

الجدة بعذوبة: زين يأمكم أنا أبي أتمدد شوي لين شرقة الشمس
البارحة رقادي مهوب زين..

مشعل باحترام: خلاص يمه نخليش براحتش..

وسلطان بمرح: وأنا بأروح أنخمد شوي قدام تجيني موضي تذهني للمدرسة مثل القضاء المستعجل

هيا بحرج: بأنام عندش يمه

الجدة برفض: لا يأمش روحي مع مشعل

مشعل بهدوء: خليها يمه.. هيا ماشبعت منش..

مشعل خرج.. وهيا تجلس بجوار سرير جدتها التي تمددت
جدتها همست لها بحنان: قومي يأمش انسدحي على السرير الثاني

هيا بحنان ممزوج بالحنين وهي تحتضن كف جدتها: باقعد جنبش لين تنامين



************************



الساعة العاشرة صباحا

هيا تصحو من النوم.. تنظر لسرير جدتها الخالي
تبتسم بحنان وهي تتذكر كيف أنها بقيت بجوار جدتها حتى استغرقت في النوم
وكان لديها استعداد أن تبقى تراقبها لساعات دون ملل


هيا الآن تريد أن تغسل وجهها وأسنانها وتبدل ملابسها
استعدادا للخروج مع لطيفة التي قالت أنها ستخرجان العاشرة والنصف

تريد الذهاب لغرفتها
(هل مشعل هناك أو خرج؟؟)

حين خرجت من غرفتها وجدت جدتها وأم مشعل جالستان
عند قهوة الصباح
قبلت رأسيهما
وكم شعرت بسعادة مختلفة وهي ترى هذا الصباح المختلف
روح مختلفة ترفرف حولها
سكينة وإطمئنان وإنشراح قلب
أم مشعل بحنان: اقعدي تقهوي مشاعل وموضي بينزلون ذا الحين؟؟

هيا بتوقير: بأغسل وأبدل وأجي الحين

صعدت هيا فتحت باب غرفتها بهدوء
كان الضوء خافتا بالداخل
(أي أنه لا يزال نائما)

دخلت بالفعل كان مشعل نائما
وكان نائما على السرير وغطاه متكوم عند قدميه

شعرت هيا بحنان متعاظم ناحيته
كيف استطاع تحملها طوال الأسابيع الماضية
حرمته من أبسط حقوقه المفترضة ولكنه لم يقسُ عليها يوما
صبت عليه كل كراهيتها لأهل والدها وتحملها
شعرت بالضآلة أمامه وهو يتسامى فوق أحقادها وعنادها وتصرفاتها الغريبة
هاهو ينام بسكينة وملامحه الأثيرة مسترخية بشموخ حتى وهو نائم
دموعها تنسكب على خديها بدون أن تشعر

اهتزت أعماقها وهي تحاول نفض أفكارها الملتصقة بتلافيف مخها
توجهت للحمام واغتسلت سريعا
وأبدلت ملابسها
جهزت عباءتها وشيلتها ونقابها كانت تريدها أن تكويها
ستسأل موضي عن ذلك

قبل أن تخرج مرت بمشعل وهي تتأمله مرة أخرى بحنان أكبر وأكبر
اقتربت منه بهدوء
جلست جواره تتأمله من قرب
حزن شفاف يكتسح روحها من أجله
كم كان صبورا ورائعا معها
كان رجلا بكل معنى الكلمة
رجلا نادرا قل نظيره
(على قولت سليطين ليت كل الرياجيل فدوتن لك)

شعرت أن مشاعرها تضغط عليها بعنف
اقتربت أكثر وأكثر
قربت شفتيها من وجهه
لتطبع قبلة خفيفة وخاطفة على عظم وجنته
شعرت أن دقات قلبها تتصاعد كما لو كانت ارتكبت جريمة ما
واحساس متعاظم بالخجل يلفها وهي تنهض لتغادر وتغلق باب الغرفة وراها
وهي تحمد الله أن مشعلا لم يستيقظ
دون أن تنتبه أن هناك عينين انفتحتا ببطء
مع ارتسام ابتسامة نصر وشجن وسعادة على وجه صاحبها
( لو أدري كان جينا الدوحة من زمان)



********************



صالة بيت مشعل بن عبدالله السفلية
الستائر مرفوعة عن الشبابيك الضخمة
ونور الشمس القوي يغمر الصالة الواسعة

نزلت هيا لتجد جدتها وأم مشعل وموضي ومشاعل
سلمت

موضي تفسح لها مكان لتجلس جنبها: تعالي جنبي
شكلش محتاجة حنان.. تعالي يأمش أنا عندي فائض حنان

هيا تضحك: ومن قال لش يافائض الحنان أنتي؟؟

موضي تبتسم: طليت الصبح على جدتي لقيتي نايمة عندها
ومهملة أخيي المسيكين..
قلت أكيد محتاجة شوي حنان أمومي..

رغم إحساس هيا بالحرج إلا أنها ردت على موضي:
يا أختي أخيش زهق مني شهرين مقابل وجهي
قلت خله يرتاح مني

أم مشعل بحنان: الله لا يغير عليكم
هاش يأمش فنجال قهوة
مشاعل قربي القدوع من هيا..

هيا تناولت الفنجان وهمست لموضي: أبي أكوي عباتي

موضي بصوت عالي: ميشو.. قومي فزي اخذي عباية هيا
وعطيها وحدة الشغالات تكويها

هيا بخجل: لا تامرين على مشاعل أنا بأوديها

مشاعل ابتسمت وهي تتناول عباءة هيا من المقعد:
أنتي عروستنا.. لازم ندلعش

هيا تبتسم : أي عروس خلاص عتقنا.. أنتي العروس الحين

مشاعل تغير وجهها.. التغير الذي لاحظته هيا
همست هيا لموضي بعد ذهاب مشاعل: وش فيها؟؟

موضي بقلق: واجد تستحي من طاري العرس

هزتت هيا كتفيها: الله يعين ناصر عليها

(وأنتي ياهيا؟؟
أ ليس مشعل أيضا أعانه الله عليكِ؟؟)

حوار حميم كان يدور بينهن قاطعه صوت واثق عميق:
السلام عليكم

هيا انتفضت بعنف
(لاحول ولاقوة إلا بالله.. واشفيني صرت أخاف منه هنا
في واشنطن كان عادي يدخل وإلا يطلع)

مشعل يصلهن ويقبل رأس كل من جدته ووالدته
موضي حين رأته وقفت
توجهت هي ناحيته وقبلت كتفه وقالت بمرح:
أنا قمت من جنب المدام قبل ماحد يقومني

مشعل جلس بجوار هيا
وهو يقول : صبوا لي فنجال قهوة

هيا قامت لتصب له لأنها كانت أساسا تريد القيام من جواره
لكن موضي حلفت عليها أن تجلس
عادت للجلوس وموضي تتولى مسئولية الصب

الجدة بحنان: يأمك كان رقدت ألين تقرب صلاة الظهر وقمت تصلي
أكيد إنك تعبان

مشعل بنبرة خاصة: أنا كنت راقد بس صحيت على حلم حلو طير النوم من عيني
قالها وهو يلمس خده مكان قبلة هيا بطريقة بدت عفوية
لكن هيا انتبهت لها تماما وهي تشعر بصدمة حرج بالغ
بل شعورها تجاوز حدود الحرج والخجل وهي تدعك أصابع يدها بحدة
لدرجة الشعور بالخزي وكأنها مجرم أمسكوا به بالجرم المشهود

وأنقذها من الحرج دخول لطيفة وهي تمسك بيد جود
وتسلم على الجميع
وأولهم مشعل الذي وقف لاستقبالها

وقتها كانت مشاعل تعود بعباءة هيا

لطيفة بهدوء: هاه هيا نمشي؟؟

هيا التفتت بحرج لمشعل تستأذنه

مشعل بهدوء: ماتبوني أوديكم؟؟

لطيفة برفض: لا فديتك احنا بنلف كم مكان..
ثم ألتفتت لموضي: خلي بالش من جود وتراها مابعد تريقت
لبستها وجبتها على السريع

مشعل همس لهيا من قريب: هيا تعالي
وقام وتوجه لغرفة جدته

هيا توترت بشدة (وش يبي فيني؟؟)








أسى الهجران/ الجزء الثالث والخمسون


مشعل همس لهيا من قريب: هيا تعالي
وقام وتوجه لغرفة جدته

هيا توترت بشدة (وش يبي فيني؟؟)

لكنها تبعته

مشعل أخرج ظرفا من جيبه: خذي

هيا باستفسار: شنو هذا؟؟

مشعل بتلقائية: فلوس

هيا بحرج: مشعل أنت عارف أني عندي فلوس

مشعل بعتب: أنتي لازم تعاندين في كل شيء
عطيتش فلوس.. خذيها بدون ماتراديني

هيا تناولت الظرف ووضعته في حقيبة يدها
وقالت بعذوبة: هذا أنا خذته.. شيء ثاني؟؟

مشعل بخبث:إيه فيه شيء ثاني.. فيه دين لي عندش

هيا باستغراب: دين شنو؟؟

مشعل أحنى قامنى الطويلة قليلا قرب وجهه منه
وهيا ارتعشت بحدة وهي ترى وجهه من هذا القرب
شعيرات عارضه.. أهداب عينيه
اقترب أكثر
وطبع قبلة على وجنتها تماما مكان قبلتها
وقال بعمق: الحين متعادلين..

ثم غادرها

مشعل بعد موقفها في واشنطن معه
قرر أنه لن يبادر حتى لا تصده مرة أخرى
لكن بما أنها بادرت اليوم
فلن يفلت الفرصة.. فهو مرهق من هذا الجفاف العاطفي الذي يغلف حياتهما
لذا قرر أن يطرق الحديد وهو ساخن
وأن يساهم في تقويض الجدار المتعالي بينهما


هيا تتسند على الحائط تشعر أن قدميها عاجزتين عن حملها
وقلبها تتعالى دقاته بعنف

صوت لطيفة يناديها من الخارج: هيا يالله تأخرنا

خرجت وهي تتحاشى النظر للموجودين
وموضي تقول بمرح وهي تطعم جود: هذا كله اجتماع قمة مع أبو العيال
ومداولات عقبه بعده

ومشعل الذي كان يرتشف كوبا في يده يقول لها:
ياشين اللقافة ياناس.. خليش في جود ريقيها
وعقب عطيني إياها الاعبها شوي
فديتها حبيبة خالها.. أبي أكل خدودها المدورة ذي

لطيفة تغادر وهي تضحك وتقول لأمها: يمه بنتي أمانة عندكم
لا تخلين ولدش الفجعان ياكلها




**************************




بعد المغرب
بيت عبدالله بن مشعل

خبيرة التجميل تصل

لطيفة أخذت هيا اليوم لشراء فستان ومستلزماته
ثم مرت بها مركز التجميل
للقيام بعملية عناية شاملة لها
ولم تعودا إلا بعد صلاة العصر
ولم يكن مشعل موجودا ولم تراه هيا مطلقا
ولكنها علمت أنه ذهب مع ابن عمه راكان لإخراج طيره من مركز الصقور

بعد دقائق موضي تتصل بلطيفة
لطيفة باستعجال: موضي الله يهداش وش تبين داقة؟؟
تدرين إني أدرس عيالي
ماعندي وقت يالله ألحق أخلصهم وألبس وأتمكيج

موضي تضحك: لو إنش بدال ذا المحاضرة اللي عطيتيني
خليتني أتكلم كان الحين مخلصة اللي عندي

لطيفة تبتسم: زين خلصي اللي عندش

موضي: بنت عمش

لطيفة: أي وحدة فيهم؟؟

موضي: مرت أخيش

لطيفة باهتمام: وش فيها؟؟

موضي تضحك: شعرها طويل ماشاء الله

لطيفة تضحك: زين ماشاء الله.. متصلة علي عشان تقولين لي

موضي تضحك ثم تقول باهتمام: يالمتنحة ركزي معي الثانوية العامة مع عيالش لحسوا مخش
البنية شعرها طويل طويل ويجنن تبيني أخليها تفكه عند جماعتنا المشفح يطسونها عين..
ماعاد فيه حد شعره ذا الطول.. خايفة عليها

لطيفة بهدوء: حصنيها واقري عليها.. شعرها طويل يعني لازم ينكوي وينفرد
ماينفع ينعمل شنيون أو يرفع
وخلي أمي وجدتي يحصنونها بعد..

لطيفة تبتسم: ليه أنا ما كفي..أصلا الناس يجوني أقرأ عليهم..
وبكرة بتلاقيني أبيع ماي وزيت مقري فيه

لطيفة تريد إنهاء المكالمة: سوي اللي قلته وبس
وتأكدي من ترتيب طاولات البوفية
والمضيفات تراهم على وصول..
وفيه كم طلبية بتوصل الحين بعد..
لا تخلين حد من الخدامات يطلع عليهم إلا فاطمة.. الباقيات غبيات

موضي تبتسم: يازينش وأنتي تأمرين بس..

لطيفة باستعجال: وش أسوي مشاعل والعنود عرايس ومايصير نتأمر عليهم
وخصوصا أنهم مهوب حاضرين
ومعالي مايعتمد عليها
ومافيه غيرش
من زين نفعتش يعني؟؟
وش حدك على المر على قال اللي أمر منه..

موضي تضحك: الله يعيني عليكم
أنا مثل العومة ماكولة ومذمومة



***********************



القاهرة
منزل طه الرشيدي

باكينام تجلس في صالة الاستقبال الرئيسية بعد أن صلت المغرب
وتقرأ لها كتابا
كانت مسغرقة في القراءة حتى وصلتها الخطوات الثقيلة الهادئة
التفتت باحترام وهي تفسح مكانا إلى جوارها:
تعالي أنّا جنبي

صفيه بهدوء: فين صاحباتك اللي كانوا هينا؟؟

باكينام برقة: مشيو يا أنّا.. بئولو عاوزين يروحون سيتي ستارز..
والله مسكت فيهم للعشاء بس هم مارضيوش..
عشان ما تزعليش وتئولي احنا العرب بخلاء

صفية بنبرة خاصة: وانتي مارحتيش معاهم ليه؟؟

باكينام تبتسم: من هنا من المعادي لسيتي ستارز في مدينة نصر وفي الزحمة دي
عاوزين ساعتين رايح ساعتين جاي
وأنا ماليش خلئ

صفية بذات النبرة الخاصة: بت باكي انتي من لما جيتي هينا.. وأنتي ما بيخرجش خالص

باكينام تحتضن ذراع جدتها: انتي عاوزاني أسيب أحلى أنا وأروح فين

صفية مستمرة في الاسئلة المبطنة: شباب يحبوا يخرجوا..

باكينام تبتسم وتقول بنبرة خاصة كجدتها: أنّا.. مبروم على مبروم مايلفش
جيبي اللي عندك م الآخر

ضحكت الجدة ضحكة قصيرة وهي تقرص خد باكينام: عفارم باكينام عفارم
صحيح بنتي أنا ..مخك زي مخ أنّتك
هيجي يخطبك أمتى؟؟

باكينام شرقت بدون شيء وبدأت تكح بعنف..
وجدتها ارتعبت وهي تحرك يديها أمام وجهها:
بت باكينام خدي نفس يخرب بيته خلاص مش عاوزينه يجي

باكينام تبتسم رغم عينيها التي امتلئت بالدموع من الكحة المتواصلة:
إيه حكاية يخطبني دي يا أنّا؟؟

صفية ترقص حاجبيها بخبث: بت باكي أنا عارفاك كويس
فيه واحد معشش هنا وهنا (قالتها وهي تشير على قلب باكينام وراسها)
أنا عاوزة أعرف هو هيجي يخطبك أمتى
ثم أكملت صفية بغضب وكأنها تتذكر شيئا: أوعي بت باكينام تكوني تعملي حكايات غرام وتئولي نتعرف كويس وجواز بعدين

باكينام تضحك: أنتي عملتي حكاية طويلة من مخك الحلو ده
مافيش حاجة من اللي أنتي بتئوليها

صفية بغضب: أنتي هتكدبي عليا بت باكي
أنا مش بت امبارح

باكينام تتنهد: لما يكون عندي حاجة أئولها هائول..
ربنا يخليكي أنّا ما تزعليش مني



**************************



قبل صلاة العشاء
لطيفة انتهت من اللبس وكانت على وشك لبس عباءتها
بعد أن أنهت بناتها أولا وأرسلتهن لبيت والدها

دخل مشعل وهو مستعجل
لم ينظر ناحيتها وهو يدخل الحمام بسرعة ويقول لها:
لطيفة لو سمحتي طلعي لي ثوب وغترة مستعجل

لطيفة فرشت عباءتها على السرير
وأخرجت له ثوب وغترة وعطرتهما كما اعتادت

ثم اقتربت من باب الحمام ورفعت صوتها:
مشعل أنا طلعت ثيابك وباروح.. تبي شيء ثاني؟؟

مع انهائها لجملتها كان مشعل يفتح الباب
وكاد أن يصدم بها
توقف قليلا وهو ينظر لها بتركيز
ولطيفة تنسحب بعفوية لتلبس عباءتها

مشعل بنبرة غضب: لطيفة انتي بتروحين بالثوب هذا؟؟

لطيفة انتبهت لسبب غصبه.. فالفستان كان بحمالتين رفيعتين
ولطيفة أساسا تلبسه مع جاكيت قصير والجاكيت معها
لكنها لم تكن تريده أن يتجعد لذا تركته في علاقته لتلبسه في بيت أهلها

ومع ذلك ردت عليه ببرود مدروس: ليه؟؟ وش فيه ثوبي؟؟

مشعل يتنهد بعمق حتى لا يثور فيها: افسخيه الحين والبسي شيء ثاني

لطيفة تلعب لعبة لا تعلم ماذا تهدف منها: إن شاء الله أغيره
بس أقنعني بأسبابك

مشعل اقترب منها ليمرر أصبعه على كتفها وأسفل عنقها ويقول بنبرة خاصة:
أنا ما أسمح لأحد يشوف شيء مالحد حق بشوفته إلا أنا

لطيفة تراجعت بعنف وهي تقول بخفوت: الفستان معه جاكيت
وأنا أخاف ربي قبل أي شيء
وأعتقد أنك عارف إني ماتعودت ألبس عاري حتى عند الحريم

مشعل ابتسم: ولو حتى شنو مالبستي.. أنتي أحلى منهم كلهم

قال جملته وتناول ثوبه ليبلسه
ولطيفة مصدومة
(هو مدحني وقال لي أني حلوة
أو أنا يتهيأ لي وسمعت أشياء على كيفي؟؟)

مهما كانت المرأة جميلة
يهمها أن تكون جميلة في نظر إنسان واحد
نظره هو..
فما فائدة جمال لا يحرك مشاعره ويدفعه للتعبير والصراخ
وهو لن يرى جمال وجهها حتى يرى جمال روحها أولا..
وحينما رأى هذا الجمال
رأى كل ماعداه من جمال


لطيفة لبست عباءتها ونقابها وكانت على وشك الخروج
مشعل الذي كان يعدل غترته أمام المرآه ناداها: لطيفة

لطيفة عند الباب ردت بعفوية: لبيه

مشعل بابتسامة وعيناه مركزتان في المرآة:
لبيتي في مكة...أبي أقول الأحمر عليش يضوي ضوي









أسى الهجران/ الجزء الرابع والخمسون



بيت عبدالله بن مشعل
الحفلة

النساء توزعن بين حديقة البيت وصالاته الداخلية
الجو هذه الليلة كان لطيفا وبرده محتمل

معالي تقترب من هيا وتهمس : وين كنتي داسة ذا الزين كله
وإلا ذا الشعر ماشاء الله تبارك الله انصرعت لما شفته
سلفيني شوي بدل شعري اللي ماضغته المعزى على قولت أمي هيا

هيا تبتسم وتهمس لها: صدقتش الحين
حاسة إني على قولت صديقتي باكينام مثل عروسة المولد
صبغوني لين قلت بس

اقترب فوج نساء للسلام على هيا
إحداهن وضعت يدها على رأس هيا وقرأت عليها
ثم دعت لها بالتوفيق هي وزوجها وأن يجمعهما الله في خير وعلى خير
وهيا شعرت بحرج شديد من رقة هذه السيدة

حين ذهبن التفتت هيا لمعالي: من هذي؟؟
معالي هزت كتفيها: ما اعرفها
بس لا تستغربين.. الناس فيهم خير..

ثم أكملت بعيارة: تصدقين أنا ما أروح مكان إلا كل شوي توقفني وحدة
تقول خلني أقرأ عليش لأنش فتنة متحركة ينخاف عليش من العين

موضي تقاطعهما وهي تحشر نفسها بين الأثنتين:
إيه كثري من ذا الهياط طال عمرش
يقرون عليش يقولون يالله سكنهم مساكنهم

موضي كانت متألقة من فستان أصفر أنيق
ومعالي كانت مليئة بالحياة في فستان حرير مشجر
وشقيقاتها علياء وعالية كالعادة متطابقتين ولكن في غاية العذوبة في طقم سماوي
بينما الفتنة المذهلة كانت لطيفة في فستانها الأحمر
وهاهي تجلس بجوار صديقتها شيخة التي تقول لها: أنتي ما تخافين الله في مشاعري
لا عاد تلبسين ذا الأحمر تجلطيني

لطيفة تضحك: ليه أنتي عندش مشاعر؟؟

شيخة تضحك: مشكلتش صايدتني.. تدرين ياوخيتي أحاول
يمدحون المشاعر ذا الأيام
ثم همست وهي تلتفت على هيا: ماشاء الله مرت أخيش تجنن
كفاية ذا الشعر ماشاء الله.. ماألومه أخيش ينجلط.. الله يبارك له

لطيفة برقة: عقبال راشد إن شاء الله.. يلاقي اللي تعوضه عن زواجه الأول

غمزت شيخة وهي تلتفت لموضي: راشد مطلوبه عندكم
زوجونا ذا الأصفراني المشعشع

لطيفة تهمس لها: موضي ما تبي تعرس خلاص من غير قصور في راشد

شيخة بهدوء: حرام يا لطيفة موضي عادها صغيرة.. بتدفن روحها يعني؟؟

لطيفة برقة: ما نقدر نجبرها على شيء
وبعدين تو الناس.. توها طالعة من تجربة.. يمكن مع مرور الوقت تفكر



*****************************



غرفة مشاعل

العنود تطل مع شباك مشاعل المطل على الحديقة
وتقول بتحسر: الناس برا مستانسين واحنا محبوسين هنا

مشاعل بهدوء: من جدش تبين الناس يشوفونش وأنتي ماباقي على عرسش إلا كم يوم

العنود (بعيارة): ليه هو عرسي بروحي
ثم أكملت وهي تقفز على السرير بجوار مشاعل:
أخيش الملقوف ماهان عليه يخليش تستانسين أنتي وناصر بروحكم
إلا يدخلنا معكم..
آه ياناس خبرتوا وحدة تتزوج قبل امتحاناتها بأسبوع.. الله يعديها على خير

مشاعل بخجل: عيب العنود استحي..

العنود تضحك: ليه أنا وش قلت.. ياحرم الشيخ ناصر

مشاعل يحمر وجهها: العنود تحشمي..

العنود تقترب من مشاعل وتلتصق بها وتمسك يدها بطريقة تمثيلية وتقول بخبث:
على ذا السحا اللي عندش
لو ناصر قرب منش كذا ومسك يدش كذا
وش بتسوين؟؟

مشاعل قفزت وهي تنتزع يدها من العنود وكأن ناصر هو من أمسكها
وهي تقول بخجل كاسح: العنود والله العظيم بأزعل عليش

العنود غابت في عالم آخر من الضحك: والله العظيم منتي بصاحية
زين يا ميشو دواش عندي..

العنود التقطت هاتفها ورنت على رقم معين ووضعته على السبيكر
طال الرنين حتى جاءها صوت رجولي عميق: هلا والله بعنودة قلبي

مشاعل شعرت أن قلبها توقف وهي تريد لها منفذ تهرب معه وهي تسمع صوت ناصر

العنود بمرح: نصوري حبيبي إذا مشاعل تسمعك الحين وذايبة على روحها من السحا
وش تقول لها؟؟

ناصر بنبرة خاصة: هي تسمعني الحين؟؟

العنود بابتسامة: yes

ناصر بنبرة عميقة مليئة بعبق رجولة خاص:
أقول لها تدللي واستحي على كيفش
بدل اليوم عشرة.. وبدل السنة عشرة
أنتظرش عمري كله.. لا تخافين من شيء وأنتي معي
وخلاص عنودة لا تحرجينها أكثر من كذا
مع السلامة

وأغلق ناصر وعينا العنود تغيم بالدموع من التأثر بمشاعر شقيقها العذبة
(يعني فارس ماهان عليه يقول لي كلمتين مثل هذي
فديتك يا ناصر الله يوفقك
ويسخر مشاعل لك)

وإذا كانت العنود غامت عيناها
فغيرها انهار يبكي بانفعال
مشاعل شعرت أن سماع صوته والكلمات التي حملها صوته العميق
كانت أكثر من احتمالها
أكثر بكثير



***************************



عزبة آل مشعل
الشباب والشياب مجتمعون
وبعد العشاء المبكر الذي كان بعد صلاة العشاء مباشرة
بدأوا بالتحزب كل اثنين يتحدثان سويا

عبدالله ومحمد
راكان ومشعل بن عبدالله
وسعد ومشعل بن محمد
وناصر وفارس

والشباب الصغار في الزاوية يلعبون بيلوت
فيصل ومحمد بن مشعل فريق
وسلطان وفهد فريق
وعبدالله الصغير متفرج


رن هاتف ناصر رأى اسم المتصل
فقام بعيدا عن الرجال حتى أنهى الاتصال وعاد
حينما عاد كانت ترتسم على وجهه ابتسامة مختلفة
فارس يميل عليه ويهمس بمرح: نويصر لا تكون تغازل
مالي بذا القومة ولا ذا الابتسامة اللي تقول اعلان معجون أسنان

ناصر فتح هاتفه على قائمة الاتصالات الواردة
ولف الجهاز ناحية فارس دون أن يتحدث
فما زال تحت نشوة إحاسيسه

"الأهل ع"

الاسم الذي يعرفه فارس جيدا
والذي نقله بالأمس فقط من جهاز ناصر
تنهد فارس بعمق ولكن دون أن تتجاوز تنهيدته روحه المثقلة بالكبرياء
( هل مازالت غاضبة؟
بالتأكيد غاضبة..
هل أرضيتها يا فارس حتى ترضى؟!
أم تعتقد أنها سترضى لوحدها مكافأة لك على لطفك وحنانك معها؟؟
لِـمَ هي رقيقة هكذا؟؟
وهشة هكذا؟؟
كيف ستحتمل لؤمي وفظاظتي وقسوتي؟؟
أعلم أني لئيم وفظ وقاسٍ
بالكاد أحتمل نفسي
فكيف ستتحملني؟؟
آه يا صغيرتي.. آه
تمزق الآهات قلبي.. وأنتِ يوماً تلو الآخر تصبحين هاجسي وجنوني وولعي
وأنا سادر في غيي
هل رأيتِ جنونا مثل هذا؟؟؟
أعرف تماما مشكلتي ولكني عاجز عن حلها
يا لا عرق الكبرياء المجنون المتضخم في عروق رأسي!!)


راكان ومشعل
راكان بهدوء: ها بوعبدالله.. متى نمشي؟؟

مشعل بذات هدوءه: عقب بكرة بعد صلاة العشاء.. وش رأيك

راكان: مثل ما تبي..على سيارتك وإلا سيارتي؟؟

مشعل: سيارتي أحسن..

راكان يتذكر شيئا: إيه ترا مشعل يقول إنه يمكن يروح معنا

مشعل باستغراب: غريبة ماخبرت مشعل يحب سوالف القنص
مخه مافيه غير شغله

راكان يبتسم: حاب يغير



مشعل وسعد
مشعل يبتسم: اركد يارجال والله العظيم إني قلت لها البارحة
أبد طلعت من عندكم من المجلس رحت لها على طول

سعد بلهفة: زين ومتى بتردون علي؟؟

مشعل بابتسامة: عطها وقت تفكر
ثم أكمل باهتمام: البارحة عشا رياجيل وعالم ماقدرت أخذ راحتي وأتكلم معك
تدري سعد أنا عني أشوف أختي مافيه مثلها ثنتين
لكن أنت وش اللي يخليك مصمم عليها؟؟

سعد كأنه يتأمل: مشعل أنا تعبت من الوحدة
لكن في نفس الوقت أنا تعودت على السكينة والهدوء
أبي وحدة تكون شريكة لي بكل معنى الكلمة.. شريكة حياة وفكر
نتحاور بعقل وبعمق وفي نفس الوقت تكون لي مصدر هدوء وسكينة
وذا الشيء حسيت إن بنت محمد تقدر تهديني إياه الله يكملها بعقلها



**********************




عودة للحفل
انتهى العشاء

وأكثر الزائرات غادرن

مريم تجلس في الزاوية..
بالها مشغول بهذه الخطبة المفاجئة التي قلبت حساباتها
بداخلها مترددة على الموافقة تخشى من أسباب سعد في الإصرار عليها
ولكن من ناحية أخرى تفكر
(أليست هذه فرصة أخيرة لأشعر كامرأة مكتملة بالقرب من رجل رائع؟!!)

أحلامها تتسع بوجع

(أنجب طفلا ربما؟؟)

مريم انتفضت وهي تنهر نفسها بقسوة

(أي طفل يامريم ؟!!
أ تريدين انجاب طفل تعذبينه بعجزك عن العناية به وتربيته؟؟)

الأمل يناديها بشفافية مؤلمة

(بس أنا ربيت العنود
وما أعتقد أني فشلت في تربيتها ولا في الاهتمام بها)

( يا الله تعبت
والله العظيم تعبت من التفكير)


(الحلو سرحان في ويش؟؟) كان صوت لطيفة التي جلست جوارها

مريم بهدوء: موضوع شاغلني وأبي أخذ رأيش فيه
بس مهوب هنا ولا الحين
مرينا بكرة لو تقدرين

لطيفة برقة: حاضرين بأجيكم بكرة عقب المغرب



*************************



غرفة مشعل وهيا
الساعة 12 ونصف بعد منتصف الليل

هيا تدخل وترمي نفسها على الأريكة
وموضي تدخل وراءها
هيا بتعب: انهديت والكعب ذبحني
أبي أسبح وأنام

موضي باستنكار مرح: نعم نعم نعم
والله العظيم ماتغيرين شيء وحتى الكعب ما تحطينه لين يوصل مشعل
أبي أصوركم مع بعض
محسوبتش خبيرة تصوير من الطراز الأول وتعديل على الكمبيوتر وحركات ومونتاج..ولا أحسن استوديو
وأنا أطبع الصور بنفسي يعني لا تخافين على صورش

هيا ابتلعت ريقها وهي تتخيل أن مشعل سيراها وهي بهذا الشكل
قالت برجاء: لا موضي تكفين

موضي باستغراب: من جدش أنتي؟؟

هيا بصراحة: مشعل ماعمره شافني كذا
وش يقول عني مصبغة وجهها
لا والفستان عاري شوي

موضي تتصنع الغضب: وين عاري؟؟ اسكتي بس لا تجلطيني
أنتي ورجالش من أي كوكب جايين
وش فايدة ذا الزين واللبس إذا ماشافه هو
هو أصلا الأساس
والله ما تتحركين لين يجي ويشوفش


(من اللي يجي ووش يشوف؟؟)
صوته يصلهم وهو مازال واقفا عند الباب





#أنفاس_قطر#
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 05-06-09, 08:27 PM   المشاركة رقم: 45
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

مساءاتكم زهر وعطر وأمانٍ محلقة حققها لكم المولى

أحب المساء
لطالما بدا المساء أليق بهامة الشعر
فالمساء هو السكينة والإياب
الطيور تعود لأعشاشها
والشمس تغيب في الافق
والأحلام تداعب الأهداب وتطوف بالقلوب

ومساءنا الليلة مختلف كاختلافكم
وغدا أيضا لنا موعد مع اختلاف آخر
.
.
الآن استقبلوا الجزء الجديد باختلافه
.
.
وغدا في موعدنا الصباحي المعتاد لنا موعد مع اختلاف ستستشعرونه
.
.
لا حول ولاقوة إلا بالله
.
.




أسى الهجران/ الجزء الخامس والخمسون


غرفة مشعل وهيا

مشعل مازال واقفا عند الباب وهو يقول:
من اللي يجي وش يشوف؟؟

هيا تتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعها!!
أن تختفي!!
أن تصبح غير مرئية!!
تحدث معجزة ما تنقذها من شعور الحرج الجارح الذي غشاها مع سماعها لصوته!!


موضي تهتف بمرح:
أنت اللي تجي عشان تشوف المدام
وأصوركم سوا

أنا بأروح أجيب كاميرتي
مهوب أجي ألاقيكم سكرتم الباب من دوني

موضي خرجت

ومشعل دخل

وهيا تراجعت للخلف وعيناها تنغرزان في الأرض
دقات قلبها تتعالى وتتعالى حتى أصبحت أنفاسها تخرج وتدخل بصعوبة
وخجل مر يكتسحها
ووجيب مشاعر مختلطة شديدة الكثافة والضغط يتخللها

هو تقدم أكثر
شعر أن يدا هائلة القوة اعتصرت قلبه بعنف
يكاد يحس بألم فعلي في خلايا قلبه المعصور
قلبه عاجز عن الاحتمال
مشاعره مُستنزفة
وهو متعب.. متعب
مـــــتـــــعــــــــب

هي كانت تعجبه ببساطتها وبدون أي زينة بملامحها الناعمة
فكيف وهو يراها بهذا التألق الأنثوي المختلف
ساحرة
خيالية
موجعة
فتنة متجسدة
هو يراها هكذا بعين المحب!!

كانت هيا تقف أمامه تذوب ارتباكا ولكنها تحاول الوقوف بثقة

كانت ترتدي ثوبا من الحرير التركوازي والدانتيل الذهبي
يد بدون كم واليد الاخرى كاملة الطول إلى منتصف كفها من الدانتيل الذهبي الملتصق بذراعها
مع (هاي نك) من الدانتيل أيضا
والفستان ضيق ليتسع عند أسفل الوركين في قصة راقية

جبينها ومقدمة شعرها ملفوفان بعصبة من الدانتيل الذهبي ينحدر طرفاها على كتفها
وشعرها السرمدي مسترسل كالحرير
أمواج ليل هادر تعانق سماء من الذهب والتركواز
وفرد شعرها زاده طولا ولمعانا ونعومة
وفتنة أكثر انغرازا في قلب هذا المتيم المسحور!!

لم يتكلم
ولم تتكلم

كل الكلمات لا معنى لها
فمعركة شفافة من المشاعر الجياشة كانت تدور رحاها بينهما
و(لا صوت يعلو على صوت المعركة) كما قيل
فكيف إذا كانت معركة عميقة حادة لذيذة وموجعة
كالمعركة التي تدور بسلاح النظرات والإيماءات وحديث النفس بين مشعل وهيا

(أميرتي
ارفعي وجهكِ قليلا
اجعلي الشمس تشرق
واجعلي روحي تشرق
واجعلي حياتنا تشرق
أما لهذا الخجل والتباعد من آخر؟!!
تعبت يا أميرتي تعبت
مرهق أنا.. ألا تشعرين بوجع روحي المستشري
وقد اُستنزفت ولعا وشوقا واحتياجا وحبا؟!!
اسمحي لي أن أحتويكِ.. أغمركِ بهذه النار المشتعلة في جوفي
لا تكوني كالمهرة النافرة
لا أريد ترويضكِ
ولكن أريدكِ أنتِ أن تروضي مشاعركِ)


(آه.. أيها السامق حتى طاولت هامتك السحاب
أعجز عن رفع عيني إليك
نورك محرق وأكثر إشعاعا من احتمالي
أروع من كل أحلامي أنت
أعذب من كل أمنياتي أنت
تساميت فوق صغائري
لتكون أنت وحدك فوق السمو الإنساني
لتكون الرجل الأعظم والمعادلة التي لا تكرر
وحدك رهان الاستثنائية
وحدك كسرت أقفال هذا القلب المغلق على سنوات طويلة من الحقد والكراهية
ساحر أنت.. ساحر
حولت كل مشاعري.. أعدت صياغتها من جديد
لتجعلني أخرى
أخرى مشبعة بمشاعر جامحة هي لك وحدك
أنت فقط ولا سواك )


موضي عادت بكاميرتها
ظلت واقفة للحظات وهي تراقب مشعل المبحلق
وهيا المطأطة
وهي تكاد تنفجر ضحكا من غرابة الاثنين
موضي (بعيارة): نحن هنا يا بو الهول أنت ويا نفرتيتي

مشعل ألتفت لها بهدوء وابتسم: زين وأنتي هنا.. نسوي لش استقبال رسمي؟؟

موضي تضحك: لا خلصوني أبي أصوركم..
يالله أصلي قيامي وانخمد.. ميتة تعب..

موضي تقمصت الدور وهي تلصقهما ببعضهما
ارتعشت هيا وابتلعت ريقها بصعوبة
وهي تشعر بحفيف كم مشعل على ذراعها العاري
حلقها جاف ومشاعرها مضطربة

موضي (بعيارة) : ماراح أطول عليكم
صورتين وانتوا واقفين وثنتين وأنتم قاعدين وبس
مافيه داعي للخساير.. الحبر حق الصور وورق طباعة الصور غالي
خسارة فيكم أنتو وتعابيركم المحزنة

أجلستهما على الأريكة.. حاولت هيا أن تبتعد قليلا
ولكن موضي نهرتها: خالتي قماشة حدش
خليش جنب عمي قحطه
وابتسمي وإلا والله لأحرق صوركم

دقات قلب هيا تتعالى بعنف مرعب وعقلها يتوقف جراء قربها الملاصق من مشعل
الذي كان يشعر بتسلية غامرة وهو يراقب انفعالات وجهها
مشعل مال عليها وهو يهمس لها: ابتسمي على الأقل عشان خاطر موضي

هيا ابتسمت ابتسامة صغيرة
وموضي هتفت بابتهاج مرح فيه كم هائل من الخبث:
الحمدلله ابتسامة وأخيرا..
يا أخي كان من زمان وشوشتها وقلت لها : أحبش يا حبيبتي.. عشان تبتسم
الظاهر كلامك الحلو هو البتري اللي يشغل ابتسامة المدام

وخلاص أنا خلصت وتصبحون على خير

قالتها موضي وهي تنسحب فعلا وتغلق الباب خلفها

مرت دقائق والاثنان صامتان
مشاعر أعمق وأكبر من كل تعبير تمر بينهما
كل برودهما المصطنع السابق يشوى على صفيح ساخن
وكل الجمود وخزعبلات الكبرياء والخجل أصبحت غاية في الهشاشة
وتنذر بانهيار تام قريب أمام روحين مثقلتين بالوجع والهجران
تتوقان للتمازج والاندماج وأن تسكن كل منهما إلى الأخرى
كما هي فطرة البشرية دون أي حواجز غبية


هيا وقفت بتردد وخجل
شعرت بأصابع دافئة تلامس أطراف أناملها
كان ينظر للأرض
همس بنبرته الدافئة العميقة مغلفة بعبق رجولي خاص:
لو قلت اقعدي
بتهربين مني نفس ماسويتي في واشنطن

هيا برقة وخجل: بأهرب ..بس لمكان ثاني
مكان من زمان نفسي أهرب له وألجأ لأحضانه
بس يا ترى بيستقبلني أو لا ؟؟

قالتها وهي تعاود الجلوس جواره
وتشدد احتضانها ليده التي تمسك بيدها



***********************



فارس بغرفته
عاجز عن النوم
عاجز عن التفكير
مثقل بالألم وبالكثير الكثير من العشق الموجع الموغل في العمق

هاتفه بيده
يريد أن يتصل بها
يريد أن يتأكد أن الصوت الباكي الذي نحره ببكائه بالأمس
عاد اليوم للتغريد الذي ينعش روحه بهمساته

تردد للحظات ولكن ليس هو من يطيل التردد في قراراته

اتصل بها عدة مرات ولكنها لم ترد

أرسل لها رسالة قصيرة
" العنود ردي"

وصله الرد بعد ثواني.. كما لو أنه كان جاهزا لديها
" آسفة
ما بيننا كلام
اعتذر لي أول
ما أبيك تعتذر بلسانك أدري صعب على كرامتك الغالية
اعتذر لي بمسج وعقب بأرد عليك"

فارس اشتعل من الغضب
كيف تجرؤ؟؟ كيف تجرؤ أن تطالبه بالاعتذار بينما هو لم يخطئ
لو كان أخطأ ربما كان فكر ..ربما فكر أن يكتب لها رسالة اعتذار
فحبه لها أصبح أكبر من أي شيء وأعمق من كل شيء
ولكنه لم يخطئ.. لم يخطئ
ويستحيل أن يعتذر بينما هو لم يخطئ بشيء
فهو لم يكلم الفتيات ولم يلقِ لهن بالا أصلا
والحقيقة أن ما ضايقه هو مطالبتها له بالاعتذار بهذه الطريقة المباشرة
شعر أنها تريد تصغيره وإهانته

(ليش اتصلت عليها
أنا اللي غلطان
أكيد عرفت قدرها وغلاها
وتبي تفرض أوامرها علي
زين العنود زين
توج ماعرفتي فارس
ومهوب فارس اللي يقاد ويمشي عليه شور حد)


وصلها الرد بعد دقيقة
" أنا ما غلطت عشان أعتذر
واللي زعل بدون ماحد يزعله
يرضى بدون ما حد يرضيه"



**********************



لطيفة عادت لبيتها حدود الساعة 12
كانت جود قد نامت
لذا ذهبت بها لغرفتها وأبدلت ملابسها وهي نائمة
وأبدلت لمريم ووضعتها في سريرها
كانت تتوقع أن أبنائها لم يعودوا بعد.. فهم مع والدهم في العزبة
وغدا الجمعة لذا توقعت أن يطيلوا السهر قليلا

لكنها قررت المرور بغرفتهما أولا لتخرج لهم بيجاماتهما
فوجئت أنهما في سريريهما نائمان
توترت
(هل يعني هذا أن مشعل هنا؟؟)
نظرت للمرآة في غرفة أولادها
توترت أكثر
لأول مرة يقول أنها جميلة
هل يراها جميلة حقا؟؟
أم كان يجاملها؟؟

أخرجت أحمر شفاهها من حقيبتها وفرشاة شعرها
عدلت زينتها قليلا

لِـمَ؟؟
لا تعرف السبب

كانت مازالت ترتدي عباءتها
نثرت شعرها على عباءتها ومشطته

ثم توجهت لغرفتها وفتحت الباب بهدوء وتوجس



*************************



عزبة آل مشعل

الكل عادوا لبيوتهم.. تبقى ناصر وراكان فقط

ناصر يصب لراكان كوبا من الكرك ويناوله له
ويصب لنفسه كوبا آخر ويعود ليجلس بجوار راكان
يرتشف بضع رشفات من كوبه.. ينزله أمامه ثم يهمس لراكان بنبرة خاصة:
بنت عمك عقب أسبوعين ثلاثة بتخلص عدتها

راكان يرتشف بدوره بضع رشفات ثم يضع كوبه ويهمس بهدوء: وإذا؟؟

ناصر باستغراب: وإذا؟؟ لا تقول لي إنك مفكر تفرط فيها للمرة الثانية

راكان بعمق: أنا فرطت فيها وخلاص
موضي قضية وانتهت.. ما ينفع ينعاد فيها الحكي

ناصر باهتمام: راكان.. موضي من الحين فيه ناس قاعدين يتكلمون عليها
تكفى تحرك.. لا تضيعها من منك



#أنفاس قطر#
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
اسى الهجران, انفاس قطر, قصص من وحي الاعضاء
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t121341.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 01-06-15 01:25 AM
Untitled document This thread Refback 03-01-15 05:49 PM
ط±ظˆط§ظٹط© ط§ط³ظ‰ ط§ظ„ظ‡ط¬ط±ط§ظ† ظ…ظ†طھط¯ظ‰ ظ„ظٹظ„ط§ط³ ط¨ط¯ظˆظ† ط±ط¯ظˆط¯ This thread Refback 05-09-14 06:38 PM
ط®ظ„ظٹظ†ظ‰ ط°ظƒط±ظ‰ ظ„ظٹظ‡ ظƒط¯ظ‡ ط¨ط³ ظٹط§ ظ‡ط§ظ„ط© ط¯ظ‡ ط§ظ†ط§ ظƒظ†طھ ط¨ط­طھط±ظ…ظƒ ط´ظˆظپ Facebook This thread Refback 05-09-14 02:11 AM
ظ…ظˆط¶ظٹ طھط±ظ‰ ط§ظ„ظˆط¹ط¯ ط±ط§ط³ طھظ†ظˆط±ظ‡ This thread Refback 08-08-14 08:55 AM


الساعة الآن 03:48 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية