لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (5) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-05-09, 07:00 AM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

صباح الخير والفل والياسمين والعطر كل العطر
جمعة مباركة.. وتقبل الله طاعتكم وسؤالكم
وجعلكم من عتقاء هذا اليوم ومجابي الدعاء فيه
قادر على كل شيء تبارك اسمه عز وجل


اليوم نوقف شوي عند سالفة البارتات نفسها
الطول العدد والقفلات
أول شيء والله العظيم يا بنات وأنتو مثل خواتي واقولها بصراحة
غير البارت اللي بينزل اليوم
عندي بارت ونص بس
يعني بارت أنزله بكرة
ويالله ألحق أكمل نص البارت اللي أنزله بعد بكرة
وأحاول أكتب على الأقل واحد زيادر

يعني أنا والله العظيم ودي ومنى عيني أرضيكم وانزلكم بارتات أكثر أو أطول
بس هذا أقصى طاقتي.. سامحوني
أحيانا لما أكتب في نهاية الأسبوع أكثر من بارت أنزل
وأنا أحاول أني أظل سابقتكم بكم بارت تحسبا للظروف

القفلات..
جد متضايقين منها يا بنات؟؟
والله العظيم ما أقصد إن أحرقكم أو أضمن إنكم ترجعون تقرون البارت مثل ما البعض يقول
لكن هي طريقة أحس إنها ميزتني
لكن خلاص ولا يهمكم أحاول إني أقلل منها
بس ما أقدر ألغيها طبعا
اليوم مثلا خليته بدون قفلة بعد ما غيرت ترتيب البارت شوي
بس بكرة لا.. بيكون فيه قفلة بسيطة
وأتمنى هالشيء يرضيكم
الله لا يحرمني منكم
ويحقق كل وحدة منكم كل أمانيها

استلموا
الجزء الحادي والثلاثين
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولاقوة إلا بالله
.
.




أسى الهجران/ الجزء الحادي والثلاثون


شقة مشعل بن عبدالله في واشنطن

كان مشعل يدخل إلى المطبخ
ليرى أمامه صدمة بكل المقاييس
هيا كانت تقف أمام المغسلة وتغسل وظهرها للباب
ليست هذه الصدمة بالتأكيد..

الصدمة كانت في الليل الأخاذ السرمدي الذي يصل طوله إلى ركبتيها


قبل حوالي ساعتين..بعد أن دخل مشعل لغرفته
رتبت هيا بعض أشياءها الضرورية واستخرجت بعض ملابسها
ثم قررت أن تطبخ
ظنت أن هذا قد يكون تصرفا لائقا تجاه مشعل
وحتى تتلهى عن الحزن العميق الذي يخنق روحها
والأفكار المرة التي تأخذها في دوامات الذكريات
بعد أن أنهت الغدا..ء تركته ينضج
واستحمت.. جففت شعرها سريعا ثم تركته مسدلا ليستكمل جفافه
وعادت للمطبخ لتنهي غسل الأواني
وهاهو مشعل يقف خلفها..
مشعل كان مبهورا..
بل كلمة الانبهار وصف أقل بكثير عن الاحساس الذي اكتسحه
كان يعتقد أن طول الشعر المفرط هذا قد انقرض
ولم يكن شعرها طويلا فقط بل كان مبهرا في طوله وسواده ونعومته وكثافته
كان تماما كما كانت جدته تصف شعرها في شبابها
بل إن شعر جدته مازال طويلا نوعا ما.. وهي تجدله في جديلتين طويلتين
لطالما عشق مشعل في طفولته الالتفاف بهما
وكان يقول لها: ماني بمتزوج إلا وحدة شعرها مثل شعرش طويل
وجدته تضحك وتقول: فاتّنّك.. ماعاد فيه يأمك.. خلصوا..

وربما حاول مشعل متعمدا تناسي الشرطين الآخرين
كان دائما يقول لها: يمه أنا أبي وحدة اسمها هيا وتشبهش.. وشعرها طويل نفس شعرش أيام الشباب على قولتش..

وجدته تضحك طويلا وترد عليه: هذي بيصنعونها على حسابك!!!

فهل كانت الأقدار تلعب لعبة ما!!
هاهو على أعتاب الثلاثين وكان لم يتزوج بعد
رغم أن أمه كانت تلح في كل مرة يعود فيها للدوحة
أن يتزوج ليجد من يؤنس وحدته في الغربة
ولكنه كان يرفض دائما دون سبب مقنع
فأي الأسباب كنت تنتظر يا مشعل؟!!


تنحنح مشعل.. التفتت له هيا وهي تشعر بالخجل
مشعل ابتسم: ماشاء الله هذا كله شعر..

هيا بخجل: ابي كان يحب الشعر الطويل يقول يذكره بجدتي
كان يقول إني طالعة عليها
عشان كذا ماكنت أقصه ولا قصيته ..عشانه
ثم أكملت بحزن صميم: وأمي كانت تهتم فيه واجد

كان بود مشعل أن يعبر عن إعجابه به
أو حتى يكتب قصيدة في هذا الشعر الأسطورة
ولكنه صمت.. فليس في موقع يسمح له بالغزل
وليست في وضع يسمح لها بتقبله

هيا بهدوء: تبي غدا؟؟

مشعل بذات الهدوء: وش طبختي؟؟

هيا رسمت ما يشبه ابتسامة باهتة: كبسة.. تمشي الحال؟؟

مشعل ابتسم : أكيد تمشي الحال.. أنا أصلا كانت أقصى أمنياتي سندويشة وكأس شاي


**************************


بيت حمد بن جابر

الساعة 2 إلا ربع قبل الفجر

كان مشعل الذي قاد سيارته بسرعة جنونية
يقف أمام باب بيت حمد ويجد جميع الأبواب مشرعة
ويدخل هو ولطيفة وقلقهم يصل للحد الأقصى

ليفجعوا بما رأوه داخل البيت


كانت موضي تجلس على الأرض الرخامية وتسند ظهرها على الكنب
والدم يسيل من جميع أنحاء جسدها ووجهها متورم
مشعل فقد عقله وهو يراها على هذه الحال
لم ينتبه ولم يهتم إلى أنها كانت بدون غطاء أو عباءة والكثير من جسدها ظاهر
اقترب منها وهو يحملها بين يديه بخفة
أنت موضي أنة ضعيفة..
وولطيفة صرخت برعب وهي تصرخ في مشعل: مشعل يدها مكسورة
مكسورة.. مكسورة

وبالفعل كانت يدها مكسورة كسر سيء والعظم مزق جلدها خارجا

موضي فتحت عينيها بضعف ومشعل يركض بها للسيارة ويسألها بصوت غضب مرعب:
من اللي سوى فيش كذا..؟؟

موضي بضعف: طحت من الدرج..
لم تكن موضي تريد حماية حمد لكنها تريد تجنيب عائلتها النزاع ومرارة الانتقام

لطيفة تجهز مكانا في الخلف وتركب أولا لتتناولها
وتقول له بغضب وحزن وهي ترتعش وتختنق بعبراتها القاتلة:
لا ماطاحت .. أكيد حمد ضاربها..
مثل ما يضربها من يوم خذها
بس خلاص لهنا وخلاص.. لهنا وخلاص..

وقتها كان مشعل ركب في مقعده وهو يلتفت على الخلف
ويقول بغضب ناري مرعب كاسح.. غضب بركاني: وشو؟؟ يضربها؟؟
الكلب.. النذل الحقير
ماعاد إلا بنت عبدالله بن مشعل تضرب
وأنتي وإياها دواكم عندي بعدين.. يعني ذا السنين كلها يضربها وأنتوا ساكتين
مخلينه متوطي شيخته ماكن وراها رياجيل
وأنتي يا لطيفة بالذات دواج عندي.. هذا وانتي الكبيرة

لطيفة ابتلعت ريقها..
ومشعل يقود بسرعة جنونية وهو لا يرى أمامه من الغضب الذي أعماه..
بعد أن ألقى غترته على لطيفة لتفتحها وتحاول تغطية موضي بها

بعد دقائق رن هاتفه.. كان راكان الذي سأله بقلق:
مشعل.. حمد وهله أربهم طيبين..

مشعل بغضب ناري:حمد الكلب.. يا من يمسكني رقبته بس والله ما يخلصه مني شيء..

راكان قفز واقفا وهو ينتفض من الحمية: وشو مسوي حمد؟؟

مشعل بذات الغضب الملتهب: ضاربن موضي ومكسرها..
جسمها ماعاد ينشاف من الضرب والدم.. الحيوان من خذها وهو يضربها

راكان لم يحتمل أن يسمع أكثر.. أقفل هاتفه..
وهو يخرج ليركب سيارته بدون أن يغير ملابسه حتى..

مشعل عرف ما سيفعله راكان، ويعرف أن راكان وإن كان أكثرهم حلما
إلا أنه عندما يغضب فغضبه لا حدود له..

مشعل أعاد الاتصال براكان، راكان رد عليه بكلمة واحدة: نعم

ومشعل رد عليه بجملة واحدة: آجعه بس لا تذبحه !!


**********************



قبل ذلك بحوالي ساعة

كان حمد في غرفة المكتب
وموضي كانت نائمة منذ الساعة التاسعة
حوالي الساعة 12 قامت من نومها وهي تشعر بالعطش
قررت أن تحضر لها ماءً لتشرب

في طريقها للمطبخ وجدت باب المكتب مفتوحا ونوره مضاء
دخلت لترى إن كان حمد يحتاج شيئا
وجدت المكتب خاليا
والخزنة التي يحرص حمد على إغلاقها بشكل دائم مفتوحة
وفوقها ظرف بني يحمل اسم مستشفى
شعرت موضي بالفضول
ابتعلت ريقها
وفتحت الظرف
لتفجع بما وجدت فيه...


لحظتها تماما دخل عليها حمد الذي كان في الحمام
نظر لها والظرف بيدها
وعيناه تنقلبان من الغضب: وش تسوين؟؟

موضي ابتلعت ريقها مرة ثانية وحاولت أن تقف بثقة وهي تقول له:
أنا ما كان عندي مانع إني أعيش معك
حتى لو كان معك عيب خلقي يمنعك من الانجاب
بس إنك طول ذا السنين وأنت تذلني وتضربني على عيب مهوب فيني وأنت داري
فهذا خلاص هو الفراق بيني وبينك
طلقني يا حمد..طلقني..

حينها حمد فقد عقله تماما
كيف يطلقها.. كيف؟؟ وروحه معلقة فيها؟؟
لا حياة له بدونها.. هي سبب استمراره في هذه الحياة

وكيف تتجرأ عليه وتتهمه؟؟ كيف؟؟
كيف تتجرأ وتكتشف سره؟؟
كيف سيواجهها بعد أن فقد مصدر قوته أمامها؟؟؟


أدخل يده في شعرها وسحبها للصالة وهو ينهال عليها ضربا ورفسا
بصورة لم تحدث مسبقا ولا في أي مرة من المرات السابقة
لأن هذه المرة ليست كأي مرة سابقة



***********************


حمد عاد لبيته بعد دقائق من أخذ مشعل ولطيفة لموضي
فهو استعاد وعيه
وعاد يريد أن يذهب بها للمستشفى
لم يجدها..
أخذ يدور في البيت كالمجنون وهو يناديها

حينها دخل عليه راكان..


حمد بتوتر: هلا راكان..

راكان كان رده عليه أن صفعه على وجهه صفعة أسقطته أرضا
وهو يقول بصوت اختلطت نبراته من الغضب الذي لا حدود له:
هذا ردي على سلامك
والحين قوم وقف..
ويومك رجّال يدك طويلة.. ورني فعل يدك

لم يستغرق حمد في يد راكان أكثر من 5 دقائق
تركه راكان بعده ملقى على الأرض غارقا في دمه
وراكان يميل عليه ويبصق عليه: اللي يمد يده على مره هو مره مثلها
ولولا حشمة مره هي عمتي نورة وإلا والله واللي رفع سبع سموات بليا عمد
يا الليلة ممساك أبو هامور.. (أبو هامور=منطقة في الدوحة فيها مقبرة كبيرة باسمها)
والحين إتصل في حد يوديك للمستشفى لا بارك الله فيك


بذل راكان جهدا خرافيا ليحكم عقله وحتى لا يقتل حمد أو يصيبه بعاهة مستديمة
من أجل شخصا واحدا يحمل له معزة كبيرة
هي عمتهم الوحيدة نورة
فحمد هو وحيدها

كان غضب راكان لا حدود له.. غضب صِرْف ملتهب..
أولا لأن موضي واحدة من بنات آل مشعل
ولو حصل لأي واحدة منهن ما حصل لموضي كان هذا سيكون تصرفه

الشيء الآخر الذي آلمه حتى النخاع
آلمه حتى أعمق أعماق روحه الموجوعة
أنه فضّل هذا الحيوان المدعو حمد على نفسه
ترك حبيبة قلبه له
على أمل أنه سيكون أفضل لها منه
على أمل أنه سيصونها وستكون هي أميرته الوحيدة
أراد لها الأفضل
كان يظن أن حمد هو الأفضل
فكيف وهي عاشت تتعذب معه
وراكان عاش حياته يتعذب
لو أنه كان يعلم فقط!!
لو أنه كان يعلم فقط!!
كان جنّبها وجنّب نفسه كل هذا العذاب
مهما يكن.. كان آلمها بكونه متزوجا صوريا أخرى
سيكون أهون من عذاب الإهانة التي عاشتها سنوات

ولكن ماعاد للتمنيات معنى!!
فموضي أصبحت طيفا ومجرد ذكرى باهتة
وهو مات قلبه!!
وأجدبت عروقه..

راكان عاد للبيت
وغير ملابسه
وتوجه للمستشفى


**************************


طوارئ مستشفى حمد
الساعة 3 قبل الفجر

راكان يصل للمستشفى
وجد مشعل يقف في الممر
وثوبه الأبيض غارق بالدم
كاد راكان أن يجن
وهو يتمنى أن يعود ليقتل حمد
لانه علم أن هذا الدم هو دم موضي
وما منعه من ذلك إلا أنه ترك حمد أشبه بجثة
وليس هو من يستقوي على من لا يستطيع مجابهته

اقترب من مشعل وهو يقول بتأثر: وش أخبارها؟؟

مشعل بغضب: أربك عرفته جزاء سواته فيها؟؟

راكان بهدوء: عرفته وزود.. موضي شاخبارها؟؟

مشعل يشتعل غضبا: الحيوان الله يأخذه.. ماخلا فيها عظم سالم..
عندها كسرين.. من غير الرضوض في كل جسمها..

راكان يشعر بالكثير من الغضب
والكثير من الأسى..

مشعل يستكمل: سووا لنا سالفة والشرطة جات..
بس الضابط كان يعرفني.. وعرف إن الموضوع حساس
واحنا قلنا له إنها طاحت من الدرج
مع إن الدكتور كان مصر إنه تعذيب وضرب
وقدرت ألم الموضوع.. ولو أني كنت أتمنى أخليه يدخل السجن ويعفن فيه

راكان كان صامتا.. يشعر أن كل الكلمات لا معنى لها
ككل حياته!!
تضحيته كانت بدون معنى..
ضحى بها من أجل سعادتها..
فإذا هو يضحي بها حقيقة
ويجعلها قربانا لقسوة حمد وجنونه
كيف صبرت هي كل هذه السنوات؟؟
كيف صبرت؟؟
شعر بضياع مر قاس
كان يعيش حياته كلها في كذبة اسمها

"تضحيتك لها قيمة!!"

مشعل يهمس لراكان: مشعل لا يدري بشيء
المجنون لو درى مهوب بعيد ياتي.. ويذبح حمد


#أنفاس_قطر#
.
.
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 16-05-09, 07:37 AM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

أهل ليلاس
دائما تخجلونني
وتغمرونني بكرمكم اللا محدود
ألف ألف شكر من أجل مشاعركم السامية قبل أي شيء
وأرجوا أن أبقى متميزة ومثبتة في قلوبكم قبل أي شيء
لا عدمتكم ولا حرمني الله إياكم
عاجزة عن التعبير والله العظيم
فاجأتموني بكل هذا!!!

صباحات الروعة يا أروع وأعذب صديقات
غالياتي ساكنات القلب
لا يخطر ببالكم إني لما سألتكم أمس عن القفلات إنه السؤال كان عن عتب
لا والله العظيم أنا خاطري خاطر شمالي <== على قولت هل السعودية
يعني خاطري وسيع.. وبعدين حد يعتب على حبايبه ونور قلبه
السالفة يا الغاليات مجرد تشاور <= يعني إني ديمقراطية أنا ووجهي
بس خلاص ولا يهمكم
القفلات مستمرة عشان استمتع بتعذيبكم بما إني شرشبيلة
<== اشتقت لها اللي أطلقت علي هالاسم.. ما أدري وين مختفية؟؟
وأسى الهجران مستمرة على نار هادئة جدا
حتى تستمتعوا بطبخة مسبوكة تمام


بارت اليوم
اليوم بنعرف سر حمد
وبنستمر في مسارات تغيير في القصة

يالله استلموا
الجزء الثاني والثلاثين
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولاقوة إلا بالله
.
.




أسى الهجران/ الجزء الثاني والثلاثون


طوارئ مستشفى حمد
أذان الفجر

راكان خرج من المستشفى
ولكنه لم يعد للبيت

مشعل يقف على باب غرفة الملاحظة
و طلب من إحدى الممرضات أن تنادي له لطيفة
لطيفة خرجت له
كانت عيناها الباديتان من فتحتي النقاب متورمتين من البكاء
فما تراه في موضي ذبحها من الوريد إلى الوريد

مشعل يخاطبها دون أن ينظر لها
تعلم لطيفة أنه غاضب
وتعلم أنها لم ترَ بعد شيئا من غضبه
وتعلم أنها مخطئة
أكثر من 3 أعوام ونصف وهي تعلم أن حمد يضرب موضي ضربا مبرحا
كانت الوحيدة التي تعرف
ولكن موضي أمنتها ألا تخبر أحدا
ولكنها الآن تشعر بعظم جنايتها
مر عام والآخر ألم يكفيا لتعلم استحالة العيش بينهما؟!
أكان يجب أن يصل الوضع لهذا الحال حتى تعلم؟!!
كانت تعلم أن كسور موضي وجروحها ستطيب يوما
لكنها تعلم أن في أعماقها جرحا نازفا لن يطيب
فحمد كسر روحها قبل جسدها
ليتها تحركت قبل ذلك.. ليتها!!
ليتها تحركت قبل أن تُذبح برؤية أختها الصغيرة على هذا الحال

مشعل بنبرة باردة دون أن ينظر لها:
أنا بأروح للبيت بأبدل وبأصلي وبأشوف العيال.. وبأرجع عليكم

لطيفة بهدوء وعيناها في الأرض: زين..


**********************


كورنيش الدوحة
قبل آذان الفجر
يحمل الجو نسمات باردة
أصبحنا في أواخر أكتوبر

يجلس على الحاجز الحجري
غترته إلى جواره
ونسمات الهواء تعبر خصلات شعره
لم يعتد مطلقا أن يخلع غترته في مكان عام

ولكنه مخنوق.. مخنوق
يتمنى أن يتخفف من جسده الضخم لو استطاع
يتمنى أن تحلق روحه
بل يتمنى أن يجد روحه أولا ليجعلها تحلق
الروح التي خُنقت حين تزوج من زوجة صديقه
ثم استلت تماما وغادرته حين تزوجت موضي

مرٌّ هذا الإحساس الذي يكتسحه
تضحيته بدون قيمة
ضحى بسعادته وسعادتها معاً
بدون ثمن
فلا هي عاشت سعيدة!!
ولا هو عاش سعيدا!!

موضي ذاتها لم تعد سوى ذكرى
لم يعد لها في داخله أي مشاعر خاصة
ولكنها ذكرى ثمينة
فهي حبه الوحيد

مازال يحتفظ بالدفتر إياه
الدفتر الذي خبئه منذ أربع سنوات ونسيه
الديوان الذي طمره كما طمر مشاعره حين تزوجت موضي من حمد
يشعر برغبة كاسحة أن يستخرجه الآن ليكتب فيه قصيدة أخيرة يسميها

"موضي ضحيتي"!!!


**************************


طوارئ مستشفى حمد
بعد صلاة الفجر
تم نقل موضي لغرفة خاصة في الأعلى

لطيفة صلت
وأخذت تتأمل وجه أختها الذي لا يكاد يظهر من كثرة الضمادات
تشعر بألم لا حدود له
فهي كان لها دور كبير في ألم أختها
كما قال مشعل "هي كانت الكبيرة"
كان لا بد أن تتصرف قبل هذا بكثير!!

قرار يتشكل في ذاتها.. آن وقت تصحيح الأخطاء
وحضرت روح آل مشعل المقاتلة

أخذت هاتفها واتصلت برقم معين

كان يصل لبيته بعد أن صلى الفجر
رن هاتفه
توقع أنه أحد (ربعه الشياب) يريده أن يفطر معه
فمن سيتصل غيرهم في هذا الوقت

استغرب حين سمع صوت لطيفة، رد بقلق: عسى ما شر يا أبيش؟؟

لطيفة سحبت نفسا عميقا وهي تقول بثقة: اسمعني يبه
أنت داري إن غلاك من غلا إبينا والله الشاهد
بس خلاص طال عمرك.. خلاص
تروح الحين لولدك وتخليه يطلق أختي أول ما تطلع الشمس

أبو حمد برعب: طلاق؟؟ ليه يا أبيش؟؟

لطيفة اختنقت بعبراتها: يبه حن زوجنا حمد شيختنا.. نحسب إنه بيصونها
لكنه توطاها كنه مطية لها
من يوم خذها وهو يضربها.. والبارحة ضربها لين ما خلا فيها عظم سالم
إبي ما بعد درا.. وأظني إنك تعرف عبدالله بن مشعل إذا درا وش ممكن يسوي
مهوب بعيد يذبح حمد وأنت داري
خل حمد يطلق موضي.. ويسافر لين تعافى موضي

أبو حمد مصدوم.. والصدمة ألجمته.. تمتم بنبرات متقطعة:
يصير خير يا أبيش يصير خير..


أبو حمد شعر بغضب كاسح يتصاعد في روحه (هذي أخرتها يا حميّد.. هذي أخرتها!!)

أبو حمد ركب سيارته وتوجه لبيت حمد..
وجد الأبواب مفتوحة..

دخل ليجد حمد ممددا على كنبة في الصالة
وملابسه غارقة في الدم

أبو حمد ارتعب حين رآه لكن ذلك لم يمنعه أن يلكزه في كتفه:
من اللي سوى فيك كذا؟؟

حمد بصوت ضعيف: راكان..

أبو حمد بغضب: حجت يمين راكان أنا أشهد إنه رجّال..
والله ثم والله لو أني ماجيت وعينتك كذا
ما كان يفكك من يدي شيء

ثم أردف: فيك كسور؟؟

حمد بذات النبرة الضعيفة: لأ..

أبو حمد بقوة: قم أوديك للمستوصف.. وعقبها ورانا مشوار

حمد وهو يحاول الوقوف: أي مشوار؟؟

أبو حمد بثقة: المحكمة عشان تطلق موضي..

حمد برعب وهو يشعر بالجملة تنزل على رأسه كالصاعقة:
لا يبه تكفى.. كله ولا طلاق موضي..

أبيه وهو يسحبه للسيارة: ليه أنت متوقع إن عبدالله وإلا ولده بيخلونها عندك
عقب اللي أنت سويته فيها يا أسود الوجه..

حمد بعبرات مختنقة: كله منك يبه.. كله منك..
أنت السبب... أنت السبب
كل اللي فيني من سبتك


أبو حمد وهو يركب سيارته ويشغلها يقول له باستنكار:
أنا؟؟ ليه وأنا وش سويت؟؟

حمد بذات العبرة المختنقة: أنت كنت عارف إني عندي مشكلة
لكن بدل ما تعالجني ضربتني.. ضربتني لأنك تحبني
وأنا أضرب موضي لاني أحبها
هذي اللغة اللي أنت علمتني..

أبو حمد بغضب: أنا ماضربتك غير مرة وحدة لأنك كنت غلطان
لكن أنت لك سنين وأنت متوطي موضي
ماحشمت إنها بنت عمتك وبنت خالك

حمد بدأ بالبكاء وهو يقول: كله منك كله منك..

أبو حمد بغضب: إقطع يالخاسي بتبكي مثل النسوان..

حمد صمت وهو يطوي مرارته في ذاته
وأبو حمد صمت وهو يقود وتعود ذاكرته لحوالي 20 عاما مضت


كان حمد في الصف السادس الابتدائي
استدعته إدارة المدرسة
مدير المدرسة كان رجلا منفتحا
أخبر أبو حمد أن حمد يعاني من عنف غير مبرر
وأنه أكثر من مرة ضرب طلاب في الصف الأول الابتدائي ضربا مبرحا
وأخبره المدير أنه حجز لحمد موعدا في الصحة النفسية
حتى يتابع مواعيده هناك
فحمد يبدو أنه يعاني مرضا نفسيا يحتاج العلاج
وأنه من الأفضل أن يتداركوه قبل استفحاله

ولكن أبا حمد بأفكار مجتمعه المتغلغلة فيه رفض فكرة العلاج النفسي
وأرجع تصرفات حمد إلى أنه أفرط هو ونورة في دلاله
لأنه ابنهما الوحيد

فكان تصرفه أنه نقله لمدرسة أخرى
وعاد به للبيت وأغلق عليه باب غرفته
وضربه ضربا مبرحا
ونورة تسمع صراخ ابنها وتصرخ عند الباب
هذا الموقف عاش في روح حمد وتغلغل
يعرف أن والده يحبه.. لذا ضربه
والعلاج النفسي عيب

توقف عن إبداء أي تصرفات عنف
ولكنه أصبح متباعدا لا يعبر مطلقا عن مشاعره
حتى حينما جئن شقيقاته وهو في الرابعة عشرة
لم يشعر بشيء تجاههن
بل كان يتمنى أحيانا لو يضربهن
ولكنه يستحيل أن يفعلها
فهو لا يحبهن.. فلماذا يضربهن؟!!

حينما تزوج موضي
تدفقت مشاعره ناحيتها بعنف
ومع مشاعره تدفق عنفه
كلما ازداد حباً لها
كلما ازداد عنفاً معها!!!

وهاهو والده وسبب مشكلته
يريد أن ينحره
يريده أن يطلق المخلوقة الوحيدة التي ينتمي لها وتنتمي له
لذا كان سكناه في بيت وحده
كان يريدها أن تكون له وحده
حتى أهله لا يشاركونه فيها
وحتى لا يعلم أحد كيف يعبر عن حبه الغريب لها

بضربها!!


*************************


بيت مشعل بن محمد
الساعة 6 وربع صباحا

لطيفة اتصلت بمشاعل لتذهب إلى بيتها
حتى توقظ أولادها وتجهزهم للمدرسة

بيت لطيفة ملاصق لبيت أهلها وبينهما باب مفتوح
وترتيب بيوت آل مشعل على النحو التالي
بيت مشعل بن محمد أولا
بجواره منزل عمه عبدالله
ثم بيت محمد
ثم بيت فارس ملاصقا لبيت محمد
وبينها جميعا أبواب
ولكن كل الأبواب مغلقة لا تفتح إلا لحاجة
عدا الباب بين لطيفة وأهلها

لطيفة أخبرت مشاعل أنها مرضت في الليل لذا أخذها مشعل للمستشفى
وأنها تستطيع أخذ راحتها في البيت لأن مشعل معها
طلبت منها تجهيز الأولاد محمد وعبدالله ومريم للمدرسة
وستساعدها خادمة البيت الكبيرة التي ستأخذهم مع السائق للمدرسة
وبعدها تأخذ جود وتعود بها معها لبيت أهلها

مشاعل ارتدت جلالها وتوجهت لبيت لطيفة

مشعل لم يعرف عن ترتيب لطيفة هذا
لذا كان له ترتيب آخر
طلب من الخادمة أن تجهز الأولاد للمدرسة
واتصل بناصر ليحضر العنود ويأتي بها ليأخذان جود بعد أن يذهب أخوانها للمدرسة
ناصر أطل على العنود وجدها تدرس لامتحان سيكون المحاضرة الأولى
فقرر أن يذهب لوحده ويحضر جود بعد أن يتأكد من ذهاب أخوانها
ثم يتوجه لعمله

وهاهو ناصر يصل لبيت مشعل
في ذات وقت وصول مشاعل له


#أنفاس_قطر#
.
.
.

.

.[/SIZE]

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 17-05-09, 07:25 AM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

صباح العسل والقشطة والمربى
<= حشا ريوق موب سلام!!

شأخباركم يالغاليات؟؟
اسمحوا لي أرحب بكل المنظمات الجدد واللي شرفوني بتعليقهم الأول
وأشكر كل صديقاتي اليوميات المستمرات في مساندتي
الله لا يحرمني من عبق خطوات كل وحدة منكم بين سطوري


حمد قضية مهملة في مجتمعاتنا لها شقين:
تربية الأولاد
وعيب العلاج النفسي
وكلاهما مرتبطان في حكاية حمد

فنحن قد نسيء تربية أبنائنا بطرائقنا التربوية المتوارثة
وحين نرى مشاكل تربيتنا تتفاقم نأزمها بحلول كارثية
طفل يعاني من عنف غير مبرر نضربه حتى يتأدب

ما المشكلة لو عرضت طفلك بصورة سرية على طبيب متخصص لأخذ مشورته وعلاج ابنك..
وقبل هذا وذاك انظر أنت كيف ستربي ابنك
لا تطالبه بماهو فوق طاقته.. ودعه يعيش طفولته بطبيعية
حاول إمساك العصا من المنتصف <= المهمة الأزلية الأصعب
لا إفراط ولا تفريط الحكمة الذهبية


بارت اليوم
لقاء مشاعل وناصر
توقعات هائلة عصفت بهذا اللقاء
ما سيحدث هو أبسط مما تخيلتم وأعمق في ذات الوقت

نستكمل مع حمد وموضي ونرى هل سيتم الطلاق أم سيحدث شيء آخر

كما سنزور أهل واشنطن دي سي


استلموا
الجزء الثالث والثلاثين
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.
.



أسى الهجران/ الجزء الثالث والثلاثون


بيت مشعل بن محمد
الساعة 6 وثلث صباحا

مشاعل وصلت
و دخلت من ناحية باب المطبخ الداخلي لأنه الأقرب للباب النافذ بين بيتهم وبيت لطيفة
وقتها كان ناصر يصل مع باب الصالة الرئيسي
ويتوجه للمطبخ الداخلي ليضغط جرس مناداة الخادمات من غرفتهن بجوار المطبخ الخارجي

تلاقيا
كان ناصر يدخل المطبخ
في الوقت الذي كانت مشاعل ترفع الجلال عن وجهها وشعرها
صُدمت صدمة حياتها برؤيته أمامها
وشعرت بارتعاشة خجل وخوف حادة تجتاحها
كانت تريد العودة وراءها
ولكنه لم يمهلها لتنفيذ مخططها
كان أسرع منها وهو يمسك ذراعها بقوة وحنان.. ويثبتها في مكانه

لم يكن ناصر يقصد سوءا مطلقا
حين رآها أمامه
شعر أن هذا اليوم فعلا هو يوم رضى والدته عليه وبركة دعائها له
أراد فقط أن يراها عن قرب
فهو شعر بارتعاشة ناعمة ومختلفة في ذات وقت رفعها للجلال عن وجهها
ورؤيته لشعرها القصير الناعم ينزل ليداعب عنقها بعذوبة مصفاة
فأراد أن يرى كيف هي ملامح هذا الملاك من قريب!!


ولكن ما فجعه هو نظرة الرعب التي ارتسمت على وجه ملاكه
لم يكن خوفا!!
لم يكن خجلا!!
كان رعبا صِرْفا!!

أفلتها وهو يقول لها بحرج: أنا آسف.. والله ماقصدت أضرش بشيء.. آسف

لم ترد عليه وهي تعود أدراجها راكضة

شعر ناصر بالألم.. بالكثير من الألم
يعلم أنه أخطأ في تصرفه..
ولكن ردة فعلها بدت له غير طبيعية أبداً

لم يعرف كيف يتصرف.. كيف يبرر
لم يجد أمامه غير سيدة المهمات الصعبة
أخته مريم

اتصل بها وأخبرها بكل شيء
مريم عاتبته مطولا
ناصر بضيق: والله العظيم إني داري إني غلطان
بس والله العظيم ماكان قصدي أضايقها
كنت أبي أشوفها بس..

مريم بضيق: مشاعل خجولة بزيادة.. بس خلاص لا تحاتي
أنا بأتصرف..

ناصر أغلق منها وصعد ليرى أبناء شقيقه ويأخذ جود..

ومريم أغلقت منه واتصلت فورا بمشاعل التي كانت وقتها في غرفتها
لم تكن تبكي
كانت مذهولة
مرعوبة
مصدومة


رن هاتفها.. كانت مريم
ردت عليها بجملة واحدة فقط:

خليه يطلقني.. ما أبيه..


********************


الساعة 8 صباحا

حمد ووالده يقفان أمام المحكمة الشرعية
حمد جسده مغطى بالضمادات
عانى والده في إقناع الطبيب حتى لا يتصل بالشرطة
وسكت في النهاية على مضض احتراما لسن أبي حمد ورجاءاته

حمد طوال الطريق يحاول إقناع والده بالتراجع عن فكرة الطلاق
ولكن أبا حمد كان مصرا
لأنه يعلم أنه لا أمل أن يوافق أحد على عودة موضي له
إن كان هو بنفسه لا يوافق على عودة ابنة شقيقته لإبنه.. فكيف بأهلها؟؟

يقفان أمام القاضي
بعد أن طلب أبو حمد من أحد الموظفين أن يأتي ليشهد معه على الطلاق
القاضي حاول أن يثني حمد عن فكرة الطلاق
وكان يريد تحويل قضيتهم لمركز الاستشارات العائلية على أمل الإصلاح كالعادة
ولكن أبا حمد همس في أذن القاضي بعدة عبارات جعلته ينظر لحمد شزرا بغضب

وبدأ بكتابة العقد..
أبو حمد بثقة وقوة قال للقاضي: طلاق بائن يا شيخ ثلاث طلقات محرمات

حمد فُجع.. كيف قرأ والده أفكاره..
فهو كان يفكر أن يطلقها طلقة واحدة ليسكتهم.. ثم يعيدها قبل نهاية فترة العدة
وستكون حينها قد شُفيت وأهلها خف غضبهم..

حمد همس لوالده بألم عميق: تكفى يبه تكفى طالبك.. طلقة وحدة..
عطني فرصة
والله بأعالج وأتغير..

أبو حمد همس له بغضب: أوص ولا كلمة..
تطلقها وأنت كلب ثلاث طلقات ذا الساعة..
والله ماعاد تعرفها ..دامك ما عرفت قيمة الجوهرة عندك
خلاص ما تستاهلها..


********************


ليل واشنطن
الليلة الأولى التي تقضيها هيا في بيت مشعل
الساعة 10 مساء


بعد غدائهما الصامت مع بعضهما
الذي تبادلا فيه النظرات فقط
نظرات دون كلام
نظرات لا معنى لها
ولها كل المعاني

رتبت هيا المطبخ وعادت لغرفتها
ترتب أغراضها فيها
ومشعل لم يخرج من غرفته حتى صلاة المغرب سمعت بابه يفتح
ولم يعد إلا بعد صلاة العشاء حوالي الساعة 9 وربع

الآن تقرر هيا الخروج من غرفتها
تريد أن ترى إن كان يريد عشاءً رغم أن هيا ذاتها غير متحمسة
للقيام بدور الزوجة المتفانية في خدمة زوجها
فهذا الدور لا يليق بها
وخصوصا مع مشعل بالذات
ولكن هيا يحضرها شيء واحد
أن مشعل كان الشيء الوحيد الذي وصتها به والدتها وهي تموت

وجدته في الصالة
يشاهد أخبار الجزيرة
الساعة في الدوحة الآن الثامنة صباحا
عشر ساعات تفصل بينهما

(وليتك تعلم يا مشعل أين إحدى أميراتك الأثيرات الآن
وكيف ظُلمت أختك وضُربت وأنت لا تعلم؟!
أنت الذي أردت أن تحميهن من هبوب النسيم
فإذا ضلوعهن تسحق
ليتك تعلم أن الثلاث كلهن يعانين هذه اللحظة
لطيفة
وموضي
ومشاعل
قلوبهن مجروحة .. مجروحة حتى النخاع
رحمك الله بالبعد يا مشعل!!)

هيا اقتربت منه بهدوء: مشعل تبي عشاء؟؟

مشعل نظر لها بتمعن (أشلون صغيرة ورقيقة.. لكن ليش لمت شعرها؟؟)
أجابها بهدوء: لا.. أنا وسعيد مرينا كوفي عقب صلاة العشاء وتقهوينا
ماني بمشتهي..

هيا هزت كتفيها وتوجهت عائدة لغرفتها
استوقفها مشعل: هيا

هيا التفتت عليه: نعم

مشعل بهدوء: اقعدي معي شوي..

هيا عادت وجلست بعيدا عنه، مشعل ابتسم: أنتي خايفة مني؟؟

هيا بحرج: لا.. ليش تقول كذا..

مشعل بنفس الابتسامة: شوفي وين قعدتي..

هيا قامت وجلست في كرسي أقرب..

مشعل بهدوء: سولفي لي عن دراستج بريطانيا..أي جامعة دخلتي؟؟ أنا أعرف بريطانيا عدل ولو أني ممنوع الحين من دخولها..

مشعل كان يريد فتح حوار معها.. وحاول أن يختار موضوع البدء بذكاء
لم يرد أي موضوع قد يفتح أيا من جروحها
وموضوع دراستها في بريطانيا قد يكون موضوعا مناسبا..
ولديه من الحكايات حولها الكثير..


******************


ناصر في مقر عمله في وكالة الأنباء القطرية..(العلاقات العامة)

كان في غاية التوتر من بعد موقفه مع مشاعل صباحا
وخصوصا أنه علم أن مريم توجهت لبيت عمها قبل ذهابها لعملها
لم يتوقع أن الموقف سيكون له كل هذه التبعات
نادم على تصرفه الأهوج
ولكن نيته كانت صافية
لم يرد مطلقا أن يؤذيها
أراد رؤيتها فقط

يتصل بمريم ولكن مريم لا ترد

بالتأكيد ناصر ليس عاشقا مثل فارس مثلا
ولكنه يحمل مشاعر رقيقة لمشاعل
مشاعر طبيعية بما أنها زوجته التي ارتبط اسمها باسمه
مشاعر شاب طبيعي يميل نحو نصفه الآخر ويتمنى قربه

أعاد الإتصال بمريم
وأخيرا ردت

ناصر بلهفة: مريم الله يهداش وهذا وأنا موصيش

مريم ابتسمت رغم أن داخلها غير مطمئن: خلاص يا ابن الحلال
حط في بطنك بطيخة وكبر مخدتك

ناصر ابتسم: يعني خلاص أتطمن إنها مهيب زعلانة

ابتسمت مريم رغم قلقها: إن شاء الله

وهي تستعيد ماحدث بينها وبين مشاعل قبل أكثر من ساعتين
الأمر الذي أثار قلقها على حياة ناصر ومشاعل معا..



**********************


غرفة موضي الساعة 11 صباحا

مشعل مر بهم صباحا ليرى إن كانت لطيفة تريد شيئا
وأحضر لهم بعض الاحتياجات الضرورية
ثم توجه لعمله حوالي الساعة الثامنة بعد أن اتصل بالسائق وأوصاه أن يعيد أولاده لبيت أهله


زائر يصل
صوته المتأثر يصل لطيفة من خلف الباب: لطيفة لطيفة

لطيفة قفزت وهي تقول باحترام: ادخل يبه

دخل.. قابلته لطيفة عند الباب.. وقبلت رأسه

دخل للداخل .. فُجع بمنظر موضي
بل الفجيعة كانت شعورا أقل بكثير مما شعر به
لم يتخيل أن وحشية ابنه وصلت لهذا الحد
شعر أن داخله يتمزق لمئات الشظايا
لطالما كان أبناء شقيقته مقربين منه
وخصوصا موضي بعد أن أصبحت زوجة ابنه
كانت دائما أشبه بنسمة رقيقة
فماذا فعل ابنه بهذه النسمة؟!!

أبو حمد بتأثر بالغ: ماتشوف شر
ثم استدرك بتأثر أشد: أم مشعل وخالتي أم محمد دروا؟؟ (هيا الكبيرة:خالته)

لطيفة بنفي: لا ماحد يدري إلا انا ومشعل
خايفة على أمي وإبي إذا دروا

أبو حمد بحزن: والله يا أبيش ما أدري وش أقول لش
الحكي مافيه فود.. والله مالي وجه.. قطع وجهي حميّد

لطيفة بتأثر: تكرم يبه ويكرم وجهك

أبو حمد أعطاها ظرفا بيده: هذا طلاق موضي قعدت فوق رأسي القاضي لين خلصه ووثقه..
وهذا شيك مني لبنتي موضي أدري فلوس الدنيا كلها ما تعوضها
بس خلها تعتبره هدية من إبيها الشيبه
وتعتبره بشارة مخلاصها من ولده

موضي تناولتهما وهي تقبل رأس خالها مرة أخرى وتقول بتأثر:
الطلاق وكثر الله خيرك.. جميلك ما ننساه جعل عمرك طويل
لكن الشيك جعلك سالم..(قالتها وهي تمزقه) ما نقبل العوض يا خالي
وعوضها في مخلاصها من حمد.. وأنت تكرم عنه وعن أفعاله..

خالها تأثر كثيرا وهو يحضنها ويقول:
أنا أشهد إنش بنت مشعل العود جعل عظامه الجنة

ثم التفت لموضي الغائبة عن الوعي وقبل رأسها فوق الضمادات

ثم ألتفت على لطيفة وقال لها بحزن: حمد حجزت له غصبا عنه
وهو قال بيسافر لمصر يعالج.. بس لا حد يدري بسالفة العلاج يا أبيش
وخلاص الحين هو رايح المطار بيسافر

ثم غادر أبو حمد

حينها قررت لطيفة أن تتصل بأمها ووالدها وفارس وتبلغهم
فحمد سافر بعد أن طلق موضي
وماعاد هناك شيء تخاف منه..
ولكن لنقل هناك شخصان تخشى مواجهتما في الدوحة عدا ساكن واشنطن
والدها
وفارس


#أنفاس_قطر#
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 18-05-09, 12:09 AM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

غالياتي العذبات
هذه المرة نحن في وقتي السحري
وقت السندريلا
بعد منتصف الليل وإعلان الساعة لدقاتها الأثني عشرة
غدا لدي عمل مبكر جدا
ولن أتمكن من نشر الجزء في وقته المعتاد الساعة 8 صباحا
لذا قررت تقديم وقته قليلا

وهأنا الآن أتقمص دور السندريلا
أبحث عن حذائي الزجاجي.. وأرتديه
لأخوض في غمار حكايتي وحكايتكم
وأتمنى ألا تدق الساعة قبل تنتهي الحكاية
وأترك حذائي ضائعا في العدم ومعه أمير يبحث عني ولا يجدني

أو ربما يحلو لي أن أتقمص دور شهرزاد
فيكون يتوجب علي أن أحكي حكايتي قبل صياح الديك
وطلوع الصباح وسكوت شهرزاد عن الكلام المباح
لأخبر شهريار بالحكاية تحت خوفي من سيف مسرور المسلط على عنقي

أكثرت عليكم الثرثرة
استلموا الجزء الجديد
أعلم أن الأجزاء قصيرة ولكن هذا أقصى طاقتي
أرجوكم سامحوني
وانتظروا تحول قريب وخطير في الأحداث

الجزء الرابع والثلاثون
.
قراءة ممتعة مقدما
.
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.


أسى الهجران/ الجزء الرابع والثلاثون


غرفة مشاعل
حوالي الساعة 7 إلا ربع


مريم وصلت.. شعرت بحرج شديد وسائقتها تدخلها
وهي تبرر سبب زيارتها المبكرة لجدتها وأم مشعل اللاتي كن عند قهوتهن في الصالة السفلية
لو كانت قالت أريد السلام على جدتي كان سيكون أمرا اعتياديا
ولكن ما يثير الريبة أنها أرادت رؤية مشاعل
الجدة أخذت الأمر على ظاهره
ولكن أم مشعل بنظرتها البعيدة علمت أن هناك شيئا ما..
لكنها سكتت وتركت سائقة مريم توصلها للأعلى

كانت مشاعل تجلس صامتة مذهولة
في قلبها رعب هائل من ناصر
فأفكار مرعبة جدا خطرت لها
أفكار عمقت خوفها من الزواج بشكل عام ومن ناصر بشكل خاص


مريم تدخل..
تتلقاها مشاعل بخجل..
والسائقة وقفت تنتظر عند الباب المغلق من الخارج

مريم بعتب: وش الكلام اللي قلتيه لي في التلفون؟؟
عرسش بعد شهرين وتجيبين طاري الطلاق

مشاعل بحزن: طبايع ناصر مهيب عاجبتني خلينا نتطلق وإحنا على البر..

مريم باستفسار ثم شرح: أي طبايع؟؟ ناصر ماكان يبي يضرش بشيء..
كان يبي يشوفش من قريب
وهو ما سوى شيء عيب وإلا حرام في الشرع
يمكن هو تصرف طايش شوي منه.. بس ناصر رجّال ما تطلع منه العيبة..

مشاعل بحزن: أمس يطالعني ويبحلق فيني وفارس قاعد جنبه
قلت ما عليه.. النظرة ماينلام عليها
بس اليوم يمسكني في بيت مشعل وماحد منهم موجود
وشو يعني أنتظر صدفة ثالثة يسوي فيني شيء يعني؟!!

مريم باستغراب: بصراحة أفكارش غريبة..
ناصر رجّالش.. وقبلها ولد عمش.. مستحيل يضرش بشيء

مشاعل لم تعد تحتمل وطأة أفكارها رمت نفسها على صدر مريم
وبدأت في الانخراط في كل البكاء المكتوم في صدرها
مريم انفجعت من ردة فعلها.. لكنها احتضنتها بحنان وهي تقول لها:
مشاعل الله يهداش.. ترا ردات الفعل عندش مبالغ فيها شويتين

مشاعل بهمس: خايفة يا مريم خايفة..

مريم باستغراب عميق: من ويش خايفة؟؟

مشاعل بعمق باكي: من ناصر ومن الزواج.. ومن الحياة الجاية كلها

مريم بحنان: والله العظيم مهوب عشان ناصر أخي.. بس ناصر مافيه مثله
طيب وحنون ومرن.. وقبل أي شيء رجّال صدق
وهذا هو حالته حالة.. خايف تكونين زعلانة منه.. وش تبين أرد عليه يعني؟؟

مشاعل بتردد: ما أدري.. ما أدري


**********************



واشنطن/ شقة مشعل بن عبدالله
قبل صلاة الفجر

البارحة بقي مشعل وهيا يتحدثان حتى حدود الساعة 11
لاحظ مشعل أنها غير راغبة بالحديث
شاردة حينا..ومتباعدة أحيانا كثيرة
لذا تركها تعود لغرفتها
وهو عاد لغرفته

والآن صحا من نومه منذ وقت
صلى تهجده.. وينتظر آذان الفجر
توجه للمطبخ يريد شرب ماء

سمع صوتا خافتا
كان صادرا من غرفة هيا
توجه للحجرة وأرهف السمع
كانت تبكي
بدا له أنها تنتحب وتحاول كتم شهقاتها
شعر بألم عميق
ولكنه احترم حقها في التعبير عن حزنها
توجه للمطبخ وشرب الماء.. وعاد
مازال الصوت مستمرا

لم يحتمل أن يتركها وهي على هذا الحال
أن يتركها تغرق في عوالم حزنها لوحدها دون مواساة

اقترب
لم يطرق الباب
شعر إن حدة الطرقات جارحة في مقاطعة حزنها
فتح الباب بخفة

كانت منكبة على سريرها تبكي وبجوارها صورة لها ولوالدتها
في حفل تخرجها من كوينز قبل عام

اقترب جلس إلى جوارها
فور شعورها بحركة جوارها رفعت رأسها
وهو يضع يده على ظهرها ويقول بحنان:
اطلبي لها الرحمة..

مشعل صُدم من ردة فعلها
فهي نهضت واستوت جالسة
ورمت بنفسها فوق صدره
وهي تنخرط في بكاء حاد

هيا حين وصلها مشعل
كان لها ساعات وهي تبكي
تعبت من البكاء والوحدة والوحشة
لو كانت رأت أيا كان في هذه اللحظة
لارتمت في حضنه
تحتاج أن تشعر بلمسة إنسانية حانية
وهاهو مشعل يقدمها لها

مشعل احتضنها بحنان
وهو مستغرب من اقترابها منها
فهي تبدو متباعدة وشحيحة جدا بأي مشاعر طيبة تجاهه

لطالما كان صدره ملاذا لشقيقاته الأربع
ويبدو أنه أُضيف لهن شقيقة خامسة!!!

ولكن لَمَ إحساسه برأسها المدفون في عرض صدره مختلف عن إحساسه بشقيقاته؟!!
لَمَ إحساسه بأنفاسها الدافئة التي تلفح عضلات صدره مختلف؟!!
لِمَ إحساسه بملمس شعرها الناعم تحت ذقنه مختلف؟!!!

هيا ابتعدت قليلا
وعيناها في الأرض وتقول بصوت مبحوح: أنا آسفة

مشعل تنحنح: ليش تعتذرين.. أنا اللي المفروض اعتذر أني دخلت بدون استئذان
بس ما قدرت اسمع صوتش تبكين وأخليش..

هيا تنهض وتقوم عن سريرها وتبتعد: أنا بأروح أتوضأ


************************



بعد صلاة الظهر
غرفة موضي/ مستشفى حمد

لطيفة اتصلت بوالدها وطلبت منه أن يحضر معه والدتها وأن يحضر فارس أيضا
ففارس لا يستطيع أن يقود السيارة حاليا مع إصابة كتفه

كان والدها وفارس أكثر شخصين تخشى مواجهتهما
ولو كان شقيقها مشعل هنا كان سيكون صاحب النصيب الأوفر من خوف المواجهة

لذا يكفيها الآن القلق من مواجهة الاثنين!!

وفعلا كانت على حق في قلقها

فوالدها وفارس ثارا ثورة هائلة وهما يريان وضع موضي
التي لم يكف الممرضات عن حقنها بالمهدئات حتى لا تشعر بالألم قبل أن تتحسن قليلا

كانت ثورة الاثنين أشبه بثورة بركان مرعب
ألقى كل حممه النارية خارجا
وكان على لطيفة تحمل كل هذه الثورة
وخصوصا وهي أخبرتهما بكل صراحة أن حمد يضرب موضي منذ سنوات
ولكنها أخبرتهما أنها ومشعل أصرا أنها سقطت عن الدرج
وهذا ما سيخبرونه لكل الناس


فارس لم يتوقف عن إجراء الاتصالات أراد التأكد أن حمداً سافر حقا
وليست مجرد محاولة من لطيفة لتهدئته وحماية ابن خالها
شعر بخيبة أمل مرة حادة وهو يتأكد من إقلاع طائرة حمد قبل نصف ساعة
كان يشعر بغضب كاسح وهو يرى أخته الأثيرة على هذا الوضع
بينما من فعل بها هذا هرب وهو لم يروي غليله منه
كان يريده أمامه ليمزقه تمزيقا ألف مرة
على كل دمعة ذرفتها موضي
على كل صفعة صفعها إياه
على كل قطرة دم أراقها من جسدها

لطيفة بهدوء: يبه أنت وفارس الله يهداكم
حمد طلق موضي خلاص
وراكان ماقصر فيه
ضربه لين الله شاف له
وهذا هو راح في طريقه
وأنا طالبتكم ما حد يوجع خالي بالحكي
خالي ماله ذنب.. ولا قصر
من الصبح جاب لي ورقة طلاق موضي موثقة..
والمسكين متفشل من ولده وغصبه على الطلاق
واللي فيه يكفيه..

كانت أم مشعل تسمع وتتمزق
ماتراه في ابنتها نحرها
كانت تشعر بعذاب موضي منذ زمن
هي أيضا مسؤولة.. مسؤولة
لطالما اكتفت أن تقوم بدور الام الحنون فقط
وتركت التصرف كله لعبدالله بقوة شخصيته وحضوره المسيطر
كان إتخاذ المواقف الحاسمة يوترها
وترى أنها زرعت جزءا من هذه الصفة في بناتها
لطالما شعرت أن بناتها الثلاث الكبريات ينقصهن القدرة على اتخاذ الموقف الحاسم في الوقت الصحيح
لأنها ربتهن أن يفضلن الجميع على أنفسهن
كانت أم مشعل تعلم بمشاكل بناتها الثلاث وهي صامتة

لطيفة تعلم أن مشعل متباعد عنها
ولكنها عجزت عن مواجهته لنسف البرود المتجذر بينهما

وموضي كانت تعلم أن حمد يؤذيها بطريقة ما
وإن كانت لم تتصور أنها وصلت للضرب
ولكنها تعلم أنها صبرت عليه حفاظا على مشاعر كل الناس إلا هي..

ومشاعل.. ماذا تخبئ الأيام لها؟؟..
تعلم أنها خجولة جدا ومرعوبة من فكرة الزواج..
فهل ستستطيع مواجهة خوفها قبل فوات الأوان؟؟


هذه هي الأفكار التي كانت تغرق أم مشعل في دواماتها
وهي تنفصل عن الحوار الحاد الذي يدور بين لطيفة وعبدالله وفارس
دون أن تنتبه إن كبرى بناتها بدأت بالتخلي عن إرثها لها (إرث المهادنة)
فلطيفة حضرت روحها المقاتلة
وهي غير مستعدة للتفريط بها مهما حدث!!!
ولكنها روح غلفتها بكل تهذيبها الرفيع
واحترامها الكبير لوالدها وأخيها


******************


الصباح الباكر/ واشنطن

مشعل ارتدى ملابسه
وأعد لنفسه كوبا من القهوة
هاهو يشربه في غرفته وهو يجهز أوراقه وحاسوبه
ليتوجه للمكتبة كعادته

قطع إنهماكه في عمله صوتها
كانت تقف أمام الباب المفتوح من الخارج
سألته بتوتر غامض: بتروح الجامعة الحين؟؟ بدري

ابتسم: تعودت.. عشان أستغل النهار من أوله.. وخير النهار البكور

هيا بنبرة اعتيادية: أنا عندي محاضرة الساعة 10
باص أي ساعة أخذ؟؟

مشعل بهدوء: أنا بأرجع بأوديش..

هيا برفض: لا أنا بأروح بروحي.. مافيه داعي ترجع

مشعل بثقة وعند: خلاص يا بنت الحلال أنا قلت بأرجع أوديش..
أنتي قبل كنتي تروحين مشي..
بس الحين أنا مسؤول عنش وماراح أخليش تلتهين في الباصات

هيا بنبرة غضب خفيفة: مشعل أنت ناسي إني لي كم سنة أنا أصرف أموري

مشعل ينهي كوبه ويضعه على الطاولة ويقول بهدوء: هذاك أول..
الحين أنتي مرتي ومسؤولة مني..

كانت هيا مرهقة وتريد أن تعود لتنام قليلا قبل محاضرتها
فهي لم تنم منذ دخلت هذا البيت.. لذا صمتت ليس لأنها مقتنعة
ولكن لأنها لا رغبة لها في الحديث الآن.. وقررت تأجيله لوقت لاحق


**************************


الساعة 8 مساء
غرفة موضي في المستشفى
مازالت موضي لم تفق بعد
وهي تُحقن بالمهدئات بشكل مستمر

عندها لطيفة ومشاعل وأم مشعل

يصل عامل التسليم ويطرق الباب الخارجي
تلبس لطيفة نقابها وتخرج

كانت باقة ورد ضخمة كُتب عليها:

"ألف حمدا لله على سلامتكِ
خطاكِ الشر

أخوكِ الأكبر
مشعل بن محمد"

توترت لطيفة نوعا ما

أمها تسأل: من؟؟

لطيفة بهدوء: مشعل مرسل ورد..

أمها بذات الهدوء: إذا جاء رجالش روحي معه..

لطيفة برفض: لا يمه بأقعد عند موضي

أمها باستنكار: وعيالش منهم في ضوه؟؟ (جملة تعني من سيهتم بهم)
من البارحة ما تدرين عنهم
وأنا ومشاعل ما عندنا شغل
وحدة منا بتقعد عندها والثانية بترجع البيت مع عبدالله إذا جاء عقب شوي

بعد دقائق طرقات واثقة على الباب

تلاه صوت مشعل عند الباب دون أن يدخل:
الحمدلله على سلامة موضي يمه..

أم مشعل بهدوء: الله يسلمك يا أبو محمد.. جعلك ما تزار
وكثر الله خيرك.. وجعل شيبانك الجنة
أنت ولطيفة وماقصرتوا.. إخذ مرتك وروحوا لبيتكم
لطيفة على قعدتها من البارحة

مشعل بهدوء وهو واقف عند الباب ولا يرى أحدا منهم لأن الستارة ممتدة بينهم:
هاه لطيفة تروحين؟؟

أمها تأشر لها أن تذهب، فردت على مضض: إن شاء الله جايتك



#أنفاس_قطر#


.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 19-05-09, 04:12 AM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

صباحات الإشراق المبكر والعذوبة المصفاة

أهلا وسهلا بكل عابرات قلبي وساكناته
والمشتركات الجدد من أجل الرواية
وبطلات التعليق الأول
والمشتركات القدامى في المنتدى اللي أنطقت "أسى الهجران" صمتهم الأجمل
وهزت مشاعري امتناني لهم


اليوم بارت مواجهة لطيفة ومشعل المنتظرة
ستكون أيضا هذه المواجهة أبسط وأعمق من توقعاتكم التي دارت حولها

يالله استلموا

الجزء الخامس والثلاثون

وبكرة موعدنا مع بارت خاص جدا جدا جدا
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولاقوة إلا بالله
.
.


أسى الهجران/ الجزء الخامس والثلاثون


الممر أمام غرفة موضي
الساعة 8 وربع

لطيفة تخرج لمشعل الذي ينتظرها خارجا
مازال يوجه لها الحديث دون أن ينظر لها:
تحبين تنتظرين عند موضي لين أجيب السيارة عند الباب وتنزلين علي
أو بتروحين معي للمواقف؟؟

لطيفة بهدوء: بأروح معك..

مشعل ببرود: يالله امشي..

خرجا متوجهين للمواقف دون أن يتبادلا أي حوار حتى وصلا السيارة
وركبا..

تحركت السيارة..
مشعل بهدوء وعيناه مثبتتان على الطريق كيديه المتمسكتين بقوة بالمقود:
أظني إنش عارفة إني مابعد حاسبتش على إنش دسيتي علي إن حمد يضرب موضي..

لطيفة بذات هدوءه: ما يهمني حسابك ولا أي شيء بتسويه

مشعل ألتفت عليها بقوة لدرجة إنه توازن السيارة اهتز وهو يقول بنبرة غضب: نعم؟؟

لطيفة دون أن يهتز منها شعرة: اللي سمعته.. أنا موجوعة يا مشعل موجوعة
موجوعة من قبل.. واللي شفته في موضي نحرني
وش بتسوي فيني زود؟؟
أنا ما أحتاج حد يحاسبني..لأني حاسبت روحي..
لو حتى تجيب سكين وتقطعني ماراح أحس بألم..
لأن خلاياي كلها غرقانة ألم وندم..

صمت مشعل.. كان مبهوتا.. مصعوقا
لم يتخيل يوما أن لطيفة لديها هذا الاسلوب القوي في التعبير عن مشاعرها وأفكارها..
استطاعت سحب كل مشاعره السلبية بعدة جمل
كان غاضبا جدا عليها
فإذا مشاعره تنقلب

ولكنه مع ذلك رد عليها: كان ممكن إنش توفرين ذا الألم على نفسش
وعلى أختش..لو إنش بلغتي حد فينا..
أنتي أختها الكبيرة.. شفتيها صبرت عليه شهر شهرين سنة سنتين
خلاص كفاية كذا..
وبعدين أنتي عارفة إن الضرب عمره ماكان أسلوب حد منا
أشلون رضيتي أختش تعيش في ذل ضرب حمد..

لطيفة بحزن: حمد كان يموت في التراب اللي تمشي عليه موضي..
كان عندي أمل أنه حاله بينصلح يوم دامه يحبها ذا الحب كله..

مشعل بدأ يغضب: يعني أنتي مستعدة تعيشين معي وتتحملين وأنا اضربش
عشاني أحبش وبس..

لطيفة بهدوء مدروس بارد: إذا موضي استحملت ضرب حمد وهو يحبها
فأنا استحملت برودك وأنت ما تحبني..
يعني لا تقلل من قيمة تحملي لك لأنه فوق ما تتخيل!!

وقتها كان مشعل يفتح الباب الخارجي بجهاز التحكم
ويُدخل سيارته ويقف في موقفه الداخلي ويلتفت عليها ويقول بنبرة غامضة:
يعني أنتي الحين متحملتني؟؟

لطيفة وهي تفتح بابها وتنزل: مستحملتك لحد ما تتزوج..
وعقبها خلاص
ماعاد لك أي حق عندي وأكون كفيت ووفيت..

شعر مشعل برغبة عارمة أن يوقفها.. يجذبها لصدره المشتاق لها ..يحتضنها ويقول لها:
تحمليني العمر كله
لأني ماني بمتزوج أبد
لأني..
لأني.....
لأني..........


"كم هو صعبٌ على كبرياءه اعترافه بمشاعره حتى لنفسه!!!"



************************


المقهى بالقرب من جورج تاون
الساعة 12 ظهرا

هيا وباكينام تصلان المقهى
هيا يبدو عليها الإرهاق عكس إشراق باكينام

باكينام بقلق وهما تجلسان: هيا حبيبتي .. مالك؟؟

هيا بتعب: مافيني شيء مرهقة شوي بس.. ما نمت نهائي..

باكينام بذات القلق: كده مش كويس عليكي
لازم تهتمي بنفسك شوية
ثم أردفت باهتمام: ومشعل مش مهتم فيكي وإلا إيه؟؟

هيا بنبرة محايدة: مشعل ما يقصر..

باكينام بنبرة خاصة: وهو عامل معاكي ايه؟؟

هيا بذات النبرة المحايدة: مثل ما قلت لج مايقصر..

باكينام تبتسم: إيه حكاية قصر طول دي.. إذا ما كنتيش واخدة بالك يعني
مشعل ده يهوس بره وجوه.. ستايله وشخصيته تجنن..
يمكن أنتي اتجوزتيه غصبا عنك
بس الغصب ده من بركة دعاء ماما حصة ليكي
اعرفي ئيمة الراقل وما تطفشيهوش..

هيا ابتسمت بالغصب: تدرين إنج متفرغة..

باكينام تضحك: يارب ابعت لي بس.

وهم تتحاوران اقتربت منهما النادلة وابتسمت باحترام: ماذا تشربن آنساتي؟؟

باكينام نظرت إليها وابتسمت: أين النادل الآخر؟؟

الفتاة بابتسامة: أيهم؟؟

باكينام وهي تضحك: الأسمر الوسيم..

الفتاة تنهدت بعمق: أوووه جو الوسيم.. إنه في المدرسة اليوم؟؟

ضحكت باكينام وهي تهمس لهيا: البت هتسيح في مكانها
وأكيد المستر جو في مدرسة محو الأمية زي كل المكسيكان اللي هنا
(جو اختصار جوزيف.. واختصار اسم آخر آخر رديف!!!!)

كثير من اللاتينين المهاجرين لأمريكا يدرسون في مدارس مسائية حكومية لتعليمهم المناهج الأمريكية


*************************


غرفة موضي
الساعة 10 مساء

مشاعل من أصرت أن تبقى مع شقيقتها
ووالدتها غادرت مع عبدالله من أجل أم محمد وولديها الصغيرين: سلطان وريم

كانت مشاعل تنظر لموضي بجسدها المغطى بالضمادات
وتشعر أنها تختنق
وأن روحها تنزف وجعا لا نهائيا
تشعر بألم مرٍّ يتسلق روحها
ويغرس رماحه.. ليتجذر في أعمق أعماق روحها الشفافة

أخبروها أن موضي سقطت عن الدرج وهي تحمل حقيبتها بعد أن طلقها حمد
(هل يعتقدون أني غبية أو طفلة؟؟!!)

مشاعل علمت أن مافي موضي هو من ضرب حمد لها

شعرت بحقد عميق على حمد
وخوف متزايد من ناصر

(هل يعقل أن يفعل ناصر بي يوما مافعله حمد بموضي؟!
يضربني ويمتهن إنسانيتي؟!!
أو حتى يتعامل معي كجسد لتلبية رغباته دون أي حب كمشعل ولطيفة؟؟!!
أي أن أعاني القهر في كلا الحالتين!!
لا أريد الزواج.. لا أريد
لا أريد أن أكون لرجل يهينني جسدا أو روحا
لمن أشكو؟؟ لمن أتوجه؟!
من سيفهمني؟!!
الكل يمدح ناصر.. لن يتفهم أحد مخاوفي!!
يا آلهي.. يا آلهي
خائفة.. خائفة
ماذا تخبئ لي الأيام؟!!)


*************************

مابعد منتصف الليل
غرفة فارس

مازال فارس ساهرا
ويبدو أن سهرته ستطول
شعور مر يجتاحه
شعور بالخديعة والقهر والغبن

عاجز عن إغلاق عينيه
فكلما حاول إغلاقهما تعلقت صورة موضي بأهدابه
صورتها والضمادات البيضاء تغطيها
كأنها حمامة بيضاء مهيضة الجناح

عاجز عن تخيل كيف تجرأ حمد على ضربها طوال هذه السنوات
تحت أنظارهم وأنوفهم وهي تعاني وتتعذب وهم لا يعلمون

كيف تجرأ ذلك الحقير المسمى حمد على خدش جوهرته
وإهانتها والتطاول على كرامتها وجسدها

كلما استعاد هذه الأفكار وجد نفسه يغلي من الغضب
يكاد يكسر يديه من عصرهما غضبا

(أشلون يجي له قلب يمد يده عليها؟!
أشلون وصلت حقارته يهين بنت عمته وبنت خاله في نفس الوقت!!)

" وأنت يافارس ماذا تسمي ما تنوي عمله
بالعنود ابنة عمك؟؟!!"

(لا لا
أنا مستحيل أهين مره أو أمد يدي عليها
لكني بأعرف أشلون أنتقم منها على طريقتي أنا!!)



****************************



الساحة المقابلة لكلية الإدارة
جامعة جورج تاون
الساعة 4 عصرا

هيا تتوجه للساحة حيث اتفقت مع مشعل على الإلتقاء هناك
ليعودا للبيت
هيا وهي تقترب رأت شخصا يقف مع مشعل
ويوجه الحديث له باهتمام
بل كانت ملامح الشخص الآخر تكاد تذوب ولهاً
وهي تلتقط كل حرف ينطق به مشعل باهتمام

شعور غريب اكتسح هيا
فالشخص الآخر كان قنبلة ذرية بكل المقاييس
سمراء لاتينية بشعر أشقر وعينين عسليتين
فتنة متجسدة في كل تفصيل من تفاصيل وجهها وجسدها

شعرت هيا بشعور أشبه بغضبٍ غريب
اقتربت وسلمت ببرود
مشعل ابتسم لهيا وهو يعرفها على محدثته: دكتورة باتريشيا من كولومبيا
أستاذة زائرة هذا الفصل..ولديها اهتمام شاسع بالقضايا العربية

هيا حاولت أن تدفن أحاسيسها التي هي استغربتها
وهي تبتسم وتقول: تشرفنا دكتورة باتريشيا

ولكن الكولومبية الحسناء لم تستطع الابتسام وهي تقول:
تشرفنا.. لم نتعرف بكِ؟؟

مشعل بهدوء: هذه زوجتي هيا..

لم يفت هيا مطلقا انقلاب ملامح الدكتورة التي تجاهلتها وهي توجه خطابها لمشعل:
لم تخبرني سابقا أنك متزوج.. كما أنك لا ترتدي خاتما في يدك

مشعل بدأ يشعر بالغضب من الدكتورة التي شعر أن في أسئلتها رائحة فضول غير مريحة:
أنا تزوجت منذ أيام.. ونحن في ديننا وعاداتنا لا نرتدي الخواتم

الدكتورة بنبرة سخرية: وهي أيضا لن ترتدي خاتما؟؟

مشعل بنبرة غضب: هي اسمها هيا ونحن متوجهان الآن لشراء خاتم لها إذا سمحتي لنا..

مشعل قال جملته وأمسك يد هيا التي بقيت صامتة وهي تشعر بغضب يتصاعد في روحها ليغادر بها

في الوقت الذي هتفت به الدكتورة وهي تمنحه ابتسامة رائعة:
تهاني لكما معا...ولا تنسَ احضار ماطلبته منك أرجوك..

ما أن ابتعدا قليلا حتى انتزعت هيا يدها من يده
مشعل لم يستغرب موقفها..
بل استغرب أصلا أنها سمحت له بمسك يدها طوال هذه الفترة ولم تنتزعها قبلا

مشعل لم يعرف بعد مشاعر الأنثى العصية التفسير..
مشاعر التملك
فهيا شعرت بالخطر من هذه الحسناء
وأرادت أن تثبت لها أن مشعل ملكها.. لها هي فقط
لذا تركت يدها له..
فالأنثى تفهم الأنثى..
وعرفت أن حجة الدكتورة واهتمامها بالقضايا العربية ليس أكثر من اهتمام بمشعل شخصيا
هذا الشيء قرأته بوضوح في نظرة عيني باتريشيا
النظرة التي توجه دعوة مفتوحة فاضحة ربما لم يلحظها مشعل بتدينه وتهذيبه
ولكنها لم تفت أنثى مثلها!!

فور ركوبهم السيارة.. هيا سألت مشعل بلهجة حاولت أن تكون اعتيادية جدا:
من متى تعرف الدكتورة؟؟

مشعل بلهجة اعتيادية فعلا وليس اصطناعا: شفتها عند مشرفي قبل حوالي شهر
ولما عرفت إني عربي.. قالت إنها مهتمة بالقضايا العربية واللغة العربية
خذت رقم تلفوني..وطلبت مني أجيب لها كتب عربية..
والحين بعد طالبة مني كتب بعد..

هيا بذات اللهجة الاعتيادية المصنوعة: أمممممم بس مهيب صغيرة على أنها دكتورة؟!!

مشعل بلهجته الاعتيادية الفعلية: ما اهتميت ولا سألت..

سكتت هيا لأنها لا تستطيع قول المزيد
ولا تستطيع تفسير شعور الغضب الغريب الذي اكتسحها
ما تعرفه أن مشعل زوجها
ولا يرضيها مطلقا أن يكون محط أنظار أي امرأة أخرى

هيا كانت غارقة في هذه الأفكار فلم تنتبه إلى أين أخذها مشعل
الذي لم يبتعد عن منطقة جورج تاون بل دخل في عمقها
حتى توقف عند محل معين يحتل قلب جورج تاون..

هيا انتبهت أن السيارة توقفت.. استغربت مكان توقفها: ليش وقفنا هنا؟

مشعل ابتسم: انزلي وأقول لش داخل

هيا دخلت ومشعل يقول لها بعذوبة: هذا أتيليه كارنيس..
أحسن ناس يسوون دبل ألماس في واشنطن.. اختاري على ذوقش اللي تبينه

هيا بحرج: مشعل أرجوك لا تحرجني..

مشعل ابتسم: أنا واحد غشيم في ذا السوالف..
أختي موضي هي اللي سألتني أمس لو كنت شريت لش دبلة على الأقل
وعلى فكرة ترا من يوم عقد زواجنا في السفارة خذت رقم حسابش منهم
وحطيت مهرش فيه قبل أمس..بس ماصارت فرصة أقول لش..

هيا تشعر بحرج شديد: مشعل ليش تسوي كذا؟؟

مشعل بابتسامة: وش سويت؟؟ ليه تبين تتزوجين بدون مهر..
أنتي بنت سلطان بن مشعل.. منتي بأي وحدة...

هيا بخجل: بس أنت ماخذتني برضاك عشان تسوي ذا كله..

مشعل بغضب: والله العظيم لو سمعتش تعيدين ذا الكلام مرة ثانية
بيكون لي تصرف ثاني معش..



#أنفاس_قطر#
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
اسى الهجران, انفاس قطر, قصص من وحي الاعضاء
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t121341.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 01-06-15 01:25 AM
Untitled document This thread Refback 03-01-15 05:49 PM
ط±ظˆط§ظٹط© ط§ط³ظ‰ ط§ظ„ظ‡ط¬ط±ط§ظ† ظ…ظ†طھط¯ظ‰ ظ„ظٹظ„ط§ط³ ط¨ط¯ظˆظ† ط±ط¯ظˆط¯ This thread Refback 05-09-14 06:38 PM
ط®ظ„ظٹظ†ظ‰ ط°ظƒط±ظ‰ ظ„ظٹظ‡ ظƒط¯ظ‡ ط¨ط³ ظٹط§ ظ‡ط§ظ„ط© ط¯ظ‡ ط§ظ†ط§ ظƒظ†طھ ط¨ط­طھط±ظ…ظƒ ط´ظˆظپ Facebook This thread Refback 05-09-14 02:11 AM
ظ…ظˆط¶ظٹ طھط±ظ‰ ط§ظ„ظˆط¹ط¯ ط±ط§ط³ طھظ†ظˆط±ظ‡ This thread Refback 08-08-14 08:55 AM


الساعة الآن 06:00 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية