كاتب الموضوع :
#أنفاس_قطر#
المنتدى :
القصص المكتملة (بدون ردود)
صباح الخير والفل والياسمين والعطر كل العطر
جمعة مباركة.. وتقبل الله طاعتكم وسؤالكم
وجعلكم من عتقاء هذا اليوم ومجابي الدعاء فيه
قادر على كل شيء تبارك اسمه عز وجل
اليوم نوقف شوي عند سالفة البارتات نفسها
الطول العدد والقفلات
أول شيء والله العظيم يا بنات وأنتو مثل خواتي واقولها بصراحة
غير البارت اللي بينزل اليوم
عندي بارت ونص بس
يعني بارت أنزله بكرة
ويالله ألحق أكمل نص البارت اللي أنزله بعد بكرة
وأحاول أكتب على الأقل واحد زيادر
يعني أنا والله العظيم ودي ومنى عيني أرضيكم وانزلكم بارتات أكثر أو أطول
بس هذا أقصى طاقتي.. سامحوني
أحيانا لما أكتب في نهاية الأسبوع أكثر من بارت أنزل
وأنا أحاول أني أظل سابقتكم بكم بارت تحسبا للظروف
القفلات..
جد متضايقين منها يا بنات؟؟
والله العظيم ما أقصد إن أحرقكم أو أضمن إنكم ترجعون تقرون البارت مثل ما البعض يقول
لكن هي طريقة أحس إنها ميزتني
لكن خلاص ولا يهمكم أحاول إني أقلل منها
بس ما أقدر ألغيها طبعا
اليوم مثلا خليته بدون قفلة بعد ما غيرت ترتيب البارت شوي
بس بكرة لا.. بيكون فيه قفلة بسيطة
وأتمنى هالشيء يرضيكم
الله لا يحرمني منكم
ويحقق كل وحدة منكم كل أمانيها
استلموا
الجزء الحادي والثلاثين
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولاقوة إلا بالله
.
.
أسى الهجران/ الجزء الحادي والثلاثون
شقة مشعل بن عبدالله في واشنطن
كان مشعل يدخل إلى المطبخ
ليرى أمامه صدمة بكل المقاييس
هيا كانت تقف أمام المغسلة وتغسل وظهرها للباب
ليست هذه الصدمة بالتأكيد..
الصدمة كانت في الليل الأخاذ السرمدي الذي يصل طوله إلى ركبتيها
قبل حوالي ساعتين..بعد أن دخل مشعل لغرفته
رتبت هيا بعض أشياءها الضرورية واستخرجت بعض ملابسها
ثم قررت أن تطبخ
ظنت أن هذا قد يكون تصرفا لائقا تجاه مشعل
وحتى تتلهى عن الحزن العميق الذي يخنق روحها
والأفكار المرة التي تأخذها في دوامات الذكريات
بعد أن أنهت الغدا..ء تركته ينضج
واستحمت.. جففت شعرها سريعا ثم تركته مسدلا ليستكمل جفافه
وعادت للمطبخ لتنهي غسل الأواني
وهاهو مشعل يقف خلفها..
مشعل كان مبهورا..
بل كلمة الانبهار وصف أقل بكثير عن الاحساس الذي اكتسحه
كان يعتقد أن طول الشعر المفرط هذا قد انقرض
ولم يكن شعرها طويلا فقط بل كان مبهرا في طوله وسواده ونعومته وكثافته
كان تماما كما كانت جدته تصف شعرها في شبابها
بل إن شعر جدته مازال طويلا نوعا ما.. وهي تجدله في جديلتين طويلتين
لطالما عشق مشعل في طفولته الالتفاف بهما
وكان يقول لها: ماني بمتزوج إلا وحدة شعرها مثل شعرش طويل
وجدته تضحك وتقول: فاتّنّك.. ماعاد فيه يأمك.. خلصوا..
وربما حاول مشعل متعمدا تناسي الشرطين الآخرين
كان دائما يقول لها: يمه أنا أبي وحدة اسمها هيا وتشبهش.. وشعرها طويل نفس شعرش أيام الشباب على قولتش..
وجدته تضحك طويلا وترد عليه: هذي بيصنعونها على حسابك!!!
فهل كانت الأقدار تلعب لعبة ما!!
هاهو على أعتاب الثلاثين وكان لم يتزوج بعد
رغم أن أمه كانت تلح في كل مرة يعود فيها للدوحة
أن يتزوج ليجد من يؤنس وحدته في الغربة
ولكنه كان يرفض دائما دون سبب مقنع
فأي الأسباب كنت تنتظر يا مشعل؟!!
تنحنح مشعل.. التفتت له هيا وهي تشعر بالخجل
مشعل ابتسم: ماشاء الله هذا كله شعر..
هيا بخجل: ابي كان يحب الشعر الطويل يقول يذكره بجدتي
كان يقول إني طالعة عليها
عشان كذا ماكنت أقصه ولا قصيته ..عشانه
ثم أكملت بحزن صميم: وأمي كانت تهتم فيه واجد
كان بود مشعل أن يعبر عن إعجابه به
أو حتى يكتب قصيدة في هذا الشعر الأسطورة
ولكنه صمت.. فليس في موقع يسمح له بالغزل
وليست في وضع يسمح لها بتقبله
هيا بهدوء: تبي غدا؟؟
مشعل بذات الهدوء: وش طبختي؟؟
هيا رسمت ما يشبه ابتسامة باهتة: كبسة.. تمشي الحال؟؟
مشعل ابتسم : أكيد تمشي الحال.. أنا أصلا كانت أقصى أمنياتي سندويشة وكأس شاي
**************************
بيت حمد بن جابر
الساعة 2 إلا ربع قبل الفجر
كان مشعل الذي قاد سيارته بسرعة جنونية
يقف أمام باب بيت حمد ويجد جميع الأبواب مشرعة
ويدخل هو ولطيفة وقلقهم يصل للحد الأقصى
ليفجعوا بما رأوه داخل البيت
كانت موضي تجلس على الأرض الرخامية وتسند ظهرها على الكنب
والدم يسيل من جميع أنحاء جسدها ووجهها متورم
مشعل فقد عقله وهو يراها على هذه الحال
لم ينتبه ولم يهتم إلى أنها كانت بدون غطاء أو عباءة والكثير من جسدها ظاهر
اقترب منها وهو يحملها بين يديه بخفة
أنت موضي أنة ضعيفة..
وولطيفة صرخت برعب وهي تصرخ في مشعل: مشعل يدها مكسورة
مكسورة.. مكسورة
وبالفعل كانت يدها مكسورة كسر سيء والعظم مزق جلدها خارجا
موضي فتحت عينيها بضعف ومشعل يركض بها للسيارة ويسألها بصوت غضب مرعب:
من اللي سوى فيش كذا..؟؟
موضي بضعف: طحت من الدرج..
لم تكن موضي تريد حماية حمد لكنها تريد تجنيب عائلتها النزاع ومرارة الانتقام
لطيفة تجهز مكانا في الخلف وتركب أولا لتتناولها
وتقول له بغضب وحزن وهي ترتعش وتختنق بعبراتها القاتلة:
لا ماطاحت .. أكيد حمد ضاربها..
مثل ما يضربها من يوم خذها
بس خلاص لهنا وخلاص.. لهنا وخلاص..
وقتها كان مشعل ركب في مقعده وهو يلتفت على الخلف
ويقول بغضب ناري مرعب كاسح.. غضب بركاني: وشو؟؟ يضربها؟؟
الكلب.. النذل الحقير
ماعاد إلا بنت عبدالله بن مشعل تضرب
وأنتي وإياها دواكم عندي بعدين.. يعني ذا السنين كلها يضربها وأنتوا ساكتين
مخلينه متوطي شيخته ماكن وراها رياجيل
وأنتي يا لطيفة بالذات دواج عندي.. هذا وانتي الكبيرة
لطيفة ابتلعت ريقها..
ومشعل يقود بسرعة جنونية وهو لا يرى أمامه من الغضب الذي أعماه..
بعد أن ألقى غترته على لطيفة لتفتحها وتحاول تغطية موضي بها
بعد دقائق رن هاتفه.. كان راكان الذي سأله بقلق:
مشعل.. حمد وهله أربهم طيبين..
مشعل بغضب ناري:حمد الكلب.. يا من يمسكني رقبته بس والله ما يخلصه مني شيء..
راكان قفز واقفا وهو ينتفض من الحمية: وشو مسوي حمد؟؟
مشعل بذات الغضب الملتهب: ضاربن موضي ومكسرها..
جسمها ماعاد ينشاف من الضرب والدم.. الحيوان من خذها وهو يضربها
راكان لم يحتمل أن يسمع أكثر.. أقفل هاتفه..
وهو يخرج ليركب سيارته بدون أن يغير ملابسه حتى..
مشعل عرف ما سيفعله راكان، ويعرف أن راكان وإن كان أكثرهم حلما
إلا أنه عندما يغضب فغضبه لا حدود له..
مشعل أعاد الاتصال براكان، راكان رد عليه بكلمة واحدة: نعم
ومشعل رد عليه بجملة واحدة: آجعه بس لا تذبحه !!
**********************
قبل ذلك بحوالي ساعة
كان حمد في غرفة المكتب
وموضي كانت نائمة منذ الساعة التاسعة
حوالي الساعة 12 قامت من نومها وهي تشعر بالعطش
قررت أن تحضر لها ماءً لتشرب
في طريقها للمطبخ وجدت باب المكتب مفتوحا ونوره مضاء
دخلت لترى إن كان حمد يحتاج شيئا
وجدت المكتب خاليا
والخزنة التي يحرص حمد على إغلاقها بشكل دائم مفتوحة
وفوقها ظرف بني يحمل اسم مستشفى
شعرت موضي بالفضول
ابتعلت ريقها
وفتحت الظرف
لتفجع بما وجدت فيه...
لحظتها تماما دخل عليها حمد الذي كان في الحمام
نظر لها والظرف بيدها
وعيناه تنقلبان من الغضب: وش تسوين؟؟
موضي ابتلعت ريقها مرة ثانية وحاولت أن تقف بثقة وهي تقول له:
أنا ما كان عندي مانع إني أعيش معك
حتى لو كان معك عيب خلقي يمنعك من الانجاب
بس إنك طول ذا السنين وأنت تذلني وتضربني على عيب مهوب فيني وأنت داري
فهذا خلاص هو الفراق بيني وبينك
طلقني يا حمد..طلقني..
حينها حمد فقد عقله تماما
كيف يطلقها.. كيف؟؟ وروحه معلقة فيها؟؟
لا حياة له بدونها.. هي سبب استمراره في هذه الحياة
وكيف تتجرأ عليه وتتهمه؟؟ كيف؟؟
كيف تتجرأ وتكتشف سره؟؟
كيف سيواجهها بعد أن فقد مصدر قوته أمامها؟؟؟
أدخل يده في شعرها وسحبها للصالة وهو ينهال عليها ضربا ورفسا
بصورة لم تحدث مسبقا ولا في أي مرة من المرات السابقة
لأن هذه المرة ليست كأي مرة سابقة
***********************
حمد عاد لبيته بعد دقائق من أخذ مشعل ولطيفة لموضي
فهو استعاد وعيه
وعاد يريد أن يذهب بها للمستشفى
لم يجدها..
أخذ يدور في البيت كالمجنون وهو يناديها
حينها دخل عليه راكان..
حمد بتوتر: هلا راكان..
راكان كان رده عليه أن صفعه على وجهه صفعة أسقطته أرضا
وهو يقول بصوت اختلطت نبراته من الغضب الذي لا حدود له:
هذا ردي على سلامك
والحين قوم وقف..
ويومك رجّال يدك طويلة.. ورني فعل يدك
لم يستغرق حمد في يد راكان أكثر من 5 دقائق
تركه راكان بعده ملقى على الأرض غارقا في دمه
وراكان يميل عليه ويبصق عليه: اللي يمد يده على مره هو مره مثلها
ولولا حشمة مره هي عمتي نورة وإلا والله واللي رفع سبع سموات بليا عمد
يا الليلة ممساك أبو هامور.. (أبو هامور=منطقة في الدوحة فيها مقبرة كبيرة باسمها)
والحين إتصل في حد يوديك للمستشفى لا بارك الله فيك
بذل راكان جهدا خرافيا ليحكم عقله وحتى لا يقتل حمد أو يصيبه بعاهة مستديمة
من أجل شخصا واحدا يحمل له معزة كبيرة
هي عمتهم الوحيدة نورة
فحمد هو وحيدها
كان غضب راكان لا حدود له.. غضب صِرْف ملتهب..
أولا لأن موضي واحدة من بنات آل مشعل
ولو حصل لأي واحدة منهن ما حصل لموضي كان هذا سيكون تصرفه
الشيء الآخر الذي آلمه حتى النخاع
آلمه حتى أعمق أعماق روحه الموجوعة
أنه فضّل هذا الحيوان المدعو حمد على نفسه
ترك حبيبة قلبه له
على أمل أنه سيكون أفضل لها منه
على أمل أنه سيصونها وستكون هي أميرته الوحيدة
أراد لها الأفضل
كان يظن أن حمد هو الأفضل
فكيف وهي عاشت تتعذب معه
وراكان عاش حياته يتعذب
لو أنه كان يعلم فقط!!
لو أنه كان يعلم فقط!!
كان جنّبها وجنّب نفسه كل هذا العذاب
مهما يكن.. كان آلمها بكونه متزوجا صوريا أخرى
سيكون أهون من عذاب الإهانة التي عاشتها سنوات
ولكن ماعاد للتمنيات معنى!!
فموضي أصبحت طيفا ومجرد ذكرى باهتة
وهو مات قلبه!!
وأجدبت عروقه..
راكان عاد للبيت
وغير ملابسه
وتوجه للمستشفى
**************************
طوارئ مستشفى حمد
الساعة 3 قبل الفجر
راكان يصل للمستشفى
وجد مشعل يقف في الممر
وثوبه الأبيض غارق بالدم
كاد راكان أن يجن
وهو يتمنى أن يعود ليقتل حمد
لانه علم أن هذا الدم هو دم موضي
وما منعه من ذلك إلا أنه ترك حمد أشبه بجثة
وليس هو من يستقوي على من لا يستطيع مجابهته
اقترب من مشعل وهو يقول بتأثر: وش أخبارها؟؟
مشعل بغضب: أربك عرفته جزاء سواته فيها؟؟
راكان بهدوء: عرفته وزود.. موضي شاخبارها؟؟
مشعل يشتعل غضبا: الحيوان الله يأخذه.. ماخلا فيها عظم سالم..
عندها كسرين.. من غير الرضوض في كل جسمها..
راكان يشعر بالكثير من الغضب
والكثير من الأسى..
مشعل يستكمل: سووا لنا سالفة والشرطة جات..
بس الضابط كان يعرفني.. وعرف إن الموضوع حساس
واحنا قلنا له إنها طاحت من الدرج
مع إن الدكتور كان مصر إنه تعذيب وضرب
وقدرت ألم الموضوع.. ولو أني كنت أتمنى أخليه يدخل السجن ويعفن فيه
راكان كان صامتا.. يشعر أن كل الكلمات لا معنى لها
ككل حياته!!
تضحيته كانت بدون معنى..
ضحى بها من أجل سعادتها..
فإذا هو يضحي بها حقيقة
ويجعلها قربانا لقسوة حمد وجنونه
كيف صبرت هي كل هذه السنوات؟؟
كيف صبرت؟؟
شعر بضياع مر قاس
كان يعيش حياته كلها في كذبة اسمها
"تضحيتك لها قيمة!!"
مشعل يهمس لراكان: مشعل لا يدري بشيء
المجنون لو درى مهوب بعيد ياتي.. ويذبح حمد
#أنفاس_قطر#
.
.
.
.
.
|