كاتب الموضوع :
#أنفاس_قطر#
المنتدى :
القصص المكتملة (بدون ردود)
صباح الورد والفل وكل الخير
آسفة جدا على التاخير هالشوية الشبكة شوي تعبانة
والحين يا أميراتي الغاليات
تفضلوا بارتين اثنين
أحاول أرضيكم بعد حزن البارتين اللي فاتوا
الله لا يحرمني منكم
.
استلموا
الجزء الثامن والعشرين
والجزء التاسع والعشرين
.
.
قراءة ممتعة مقدما
أسى الهجران/ الجزء الثامن والعشرون
مستشفى جامعة جورج تاون
هيا تجلس على كرسي في الممر
تبكي بصمت وهي تكرر:
إنا لله وإنا إليه راجعون
وباكينام تجلس إلى جوارها ودموعها تنساب بصمت
مشعل أنهى بعض الإجراءات
وعاد لهيا وهو يميل عليها ويهمس:
هيا.. أنا أبي جوازاتكم عشان الحجز
هيا بنبرة غارقة في الحزن: أي حجز؟؟
مشعل بمساندة: للدوحة عشان نرجع الوالدة ندفنها
ونسوي عزاها في الدوحة
هيا بحزن مرير: مافيه داعي مشعل مافيه داعي
أمي موصيتني من أيام ماكنا في بريطانيا
وحتى عقب ماجينا أمريكا
إنه المكان اللي تموت فيه تندفن فيه
كانت تقول الأرض كلها أرض الله
أنت قبلنا هنا بسنين
شوف لها مقبرة مسلمين ومسجد يُصلى عليها فيه
باكينام تؤيد كلام هيا: فعلا ماما حصة كانت دايما بتقول
الحته اللي أموت فيها ادفنوني فيها
مشعل تنهد
وهو يجري اتصالاته بالسفارة وبنادي الطلاب القطريين
وبسعيد وبأصدقائه وبإمام المسجد
استعدادا للصلاة عليها ودفنها بعد تغسيلها
************************
الساعة 6 صباحا
طوارئ مستشفى حمد
ناصر يصل بأم فارس للطوارئ
وجدا سعد واقفا في الممر
والمستشفى مزدحم من كثرة الضباط
فكل من كانوا في عملية المداهمة
أصروا أن يبقوا حتى يطمئنوا على فارس
الذي كان الوحيد الذي أصيب في عملية المداهمة
سعد توجه لأم فارس وهو يبتسم ويقول لها:
أبشرش الدكتور الحين طلع من غرفة العمليات
ويقول إصابة بسيطة في كتفه وطلعوا الرصاصة خلاص..
أم فارس تنتحب بخفوت: تكفون أشوفه..
ناصر بحزم: الحين بأوسع لش درب يا خالة..
ناصر توجه للضباط المتجمهرين أمام الباب
وسلم عليهم وتحادث معهم قليلا
ثم ابتعدوا
كان فارس في غرفة الاستراحة
دخلت أمه وناصر وخاله
ما أن رأى أمه حتى ابتسم وهو يتحامل على نفسه ليجلس
سارع له ناصر ليساعده وفي ذات الوقت طبع قبلة على رأسه
وهو يقول له: سلامات سلامات خارجن من الشر
وش لك يا الملقوف بشغل المداهمات أنت وكيل نيابة
قر في مكتبك الله يرضى عليه
لم يكن ذهن فارس مع ناصر
فعيناه كانت على المخلوقة الغالية الأثيرة خلفه
بعينيها الدامعتين الظاهرتين من فتحات نقابها
وهو يبتسم ويقول: والله إني طيب يمه
اعتبريها من أيام الهدود اللي أنتي خابره
يوم كل يوم أجيش مفلع.. دمياني تصب
أمه اقتربت منه واحتضنته بحنان وخفة حتى لا تؤلمه
وهي تقول وعبراتها تخنقها: كبرت يأمك كبرت وماعاد قلبي يستحمل
سعد بمرح: هذا هو طيب يا بنت الحلال وأمشي خليني أرجعش للبيت
وأشوف عيالي.. خليتهم بروحهم في البيت ما عندهم إلا أبو صبري
ناصر باحترام: إيه خالتي روحي.. الضباط يبون يسلمون عليه يرجعون بيوتهم
غادرت أم فارس
ودخل الضباط للاطمئنان على فارس
وخرجوا
وبعدها نقل فارس من الاستراحة لغرفة في الأعلى
بعد ساعة
رن هاتف ناصر.. نظر للاسم وهو يضرب رأسه ويقول :المسكينة نسيتها
فارس باستفسار: أي مسكينة؟؟
ناصر بمرح: حرمكم المصون.. موصيتني أطمنها عليك وأنا نسيتها
انتفض قلب فارس بعنف
(أ حقا قلقة أنتِ علي؟!
هل لأني فارس الذي ذاب من أجلكِ؟
أم لكوني مجرد زوج فرض نفسه عليكِ؟!)
كان ناصر يرد ومشاعر فارس تتحفز مع كل كلمة
هلا عنادي
.............
طيب
.............
والله العظيم إنه طيب.. تعويرة بسيطة
..........
يا بنت الحلال والله العظيم إنه طيب (ناصر بدأ يمل منها)
...............
يعني أشلون.. تكلمينه عشان تتأكدين.. بأكذب عليش يعني؟!! (ناصر بعصبية)
(أجل ناصر
أرجوك..
دعني أكلمها
أسمع صوتها
أريد أن أستمتع بخوفها علي
هل هي حقا خائفة علي؟!!)
هكذا كان فارس يهتف في نفسه.. رغم أنه يعلم استحالة ذلك
ناصر ينهي المكالمة ويلتفت لفارس ويقول: مرتك ذي أذوة
مهيب راضية تصدقني.. خايفة عليك.. ياحليلكم يا جوز الكناري
***********************
ذات اليوم بعد ساعات
مساءً في غرفة فارس
رجال عائلة آل مشعل يجتمعون عند فارس
حتى الشباب الصغار
سلطان بن عبدالله
ومحمد وعبدالله أولاد مشعل بن محمد
فارس بهدوء يلتفت عليهم ويقول: لا أحد يقول لمشعل بن عبدالله شيء
مافيه داعي تشغلون باله..
عبدالله أبومشعل بتأثر: مشعل الله يعينهم هو وبنت عمه
مرت سلطان توفت عندهم
محمد انتفض: إنا لله إنا إليه راجعون..لازم يجيبها تدفن هنا.. ونسوي عزاها
عبدالله بهدوء: المره موصية إنها تدفن في المكان اللي تموت فيه
ثم صمت عبدالله قليلا
وأكمل: وفيه شيء ثاني أبي أبلغكم فيه.. مشعل تزوج بنت سلطان
محمد بغضب: أشلون يتزوج بدون مايشورنا
وحتى ما أنتظر لين يرجعون الدوحة ونزوجهم على سلوم العرب وسنعهم
عبدالله بهدوء: مرت سلطان كانت موصيته عليها..
وهو تزوجها عشان أمها تطمن عليها
ومايصير البنت تقعد بروحها وهو مهوب حلال لها
فالسفير القطري زوجهم قبل ما تموت مرت سلطان
صمت الكل
وهم يتبادلون نظرات الاستغراب
وكان أول من قطع الصمت سلطان الصغير وهو يقول بمرح:
أما أنتو يا عيال ال مشعل مشافيح
يوم أني أبغي العنود جاء الشيخ فارس وخذها
وذا الحين يوم حطيت عيني على بنت عمي الأمريكية
جاء أخي الشيخ العود وخذها
ذا الحين لأحط عيني على خدامتنا فاطمة القردة نط الشيخ راكان يبغيها
ضحك الجميع فلطالما كان سلطان مصدر تندر دائم
ومحمد يلتفت لأبنه راكان المبتسم ويقول:
هذا هو خويك عرس.. ماعاد باقي إلا أنت
صمت راكان وهو يتبادل نظرات عميقة مع ناصر
ثم نهض راكان ليتصل بصديقه
لا يعلم هل يعزيه أو يهنئه؟!!
********************
بعد المغرب
بيت حمد بن جابر
موضي كانت غاية في الحزن والضيق
منذ علمت بإصابة فارس
كانت تريد زيارته ولكنه طمئنها أنه بخير
ويزوره كثير من الرجال
وسيخرج من المستشفى خلال يومين
وتستطيع زيارته في البيت
حمد يدخل عليها
حمد بنبرة غامضة: أنت لمتى وأنتي قالبة وجهش كذا؟؟
فارس طيب ومافيه إلا العافية
موضي بضيق: حمد أنت عارف فارس وش كثر قريب مني
حمد بسخرية: والله لد الخال ذا راعي مشاكل من صغره
مهوب منتهي لين يموت في وحدة من ذا المداهمات اللي ماله شغل فيها
موضي وقفت وهي تقول بغضب: حمد ما أسمح لك تفاول على فارس
جعل عمره طويل والله يحفظه من كل شر
حمد بغضب: نعم.. نعم.. ما تسمحين لي..؟؟
موضي بغضب مشابه: إيه ما اسمح لك.. على الأقل راعي مشاعري
وأنت تفاول على أخي قدامي
كان رد حمد عليها صفعة مباشرة قوية على وجهها
موضي حافظت على توازنها
حتى لا تسقط من قوة الصفعة التي أشعلت خدها باللون الأحمر
وهي تتماسك أمامه وتقول بقوة: مد يدك على مرة ثانية
والله ما يردني إلا بيت عبدالله بن مشعل
وأظني إنك عارف من عبدالله بن مشعل.. ومهوب بناته إللي يضامون
إذا أنا تحملتك وتحملت ضربك وإهاناتك ذا السنين كلها فعشان خالي وعمتي
وعلى أمل إنك بتتعالج يوم
والحين خلاص أنا كفيت حق خالي وعمتي ووفيت
وأنت خلاص مافيه أمل أنك بتوافق على العلاج
حمد بغضب مجنون: تهدديني.. تهدديني؟!!!
موضي بقوة: لا أهددك ولا تهددني.. بس أنا خلاص صبري خلص
ماعاد فيني صبر
إذا أنت رجّال بتحشمني وتحترمني
أو رجعني للبيت اللي خذتني منه
أنت ما خذتني من الشارع
أنت ماخذني من بيت شيوخ..
**************************
غرفة فارس في المستشفى
الساعة العاشرة مساء
كان فارس يصلي صلاة العشاء بعد أن ذهب أخر زائر من عنده
راكان هو من أصر أن يبقى مرافقا له
لأن ناصر تقريبا لم ينم منذ البارحة
وهو مع فارس منذ الصباح الباكر
بعد أن أنهى صلاته وتأكد راكان من وضعه
استأذنه راكان أن يستحم
ودخل للحمام الملحق بالغرفة
حينها رن هاتف فارس
كانت مريم بنت عمه
استغرب فهي اتصلت به العصر وهنئته السلامة
رد باحترام: هلا والله ببنت محمد
لم يكن صوت مريم
كان صوتا آخر
آخــــــر
آخــــــــــر
أسى الهجران/ الجزء التاسع والعشرون
الساعة 10 وعشر دقائق ليلا
غرفة فارس في المستشفى
رن هاتفه
كانت مريم بنت عمه
استغرب فهي اتصلت به العصر وهنئته السلامة
رد باحترام: هلا والله ببنت محمد
لم يكن صوت مريم
كان صوتا آخر
آخــــــر
آخــــــــــر
صوت أحلامه يصله يذوب خجلا وترددا: مساء الخير فارس.. أنا العنود
(عرفتكِ
منذ همستكِ الأولى
منذ أن وصل رنين أنفاسك إلى أذني)
لأول مرة يجد فارس نفسه مرتبكا
لم يخطر له ولا في أعذب أحلامه أنها قد تتصل به
ولكنه رد عليها بهدوء بثقته المغروسة فيه غرساً: هلا العنود
العنود بخجل: ما أبي أطول عليك.. بس قلت لازم أقول الحمدلله على السلامة
(يا آلهي.. ما أعذبكِ)
(حرام عليش.. اللي تسوينه فيني!!)
رد عليها بهدوء: الله يسلمش (خطر له أنها أنهت مهمتها وستنهي الإتصال الآن
وهو مازال عطشانا مشتاقا لهمساتها، لذا قرر أن يشاكسها)
أكمل بذات الهدوء قبل أن ترد الرد الذي يعلم أنه سيكون (مع السلامة):
ويا ترى أنتي استاذنتي عمي قبل تكلميني؟!! (يعيد لها الجملة التي قالتها له)
شهقت العنود بعذوبة وفارس شعر أن قلبه ذاب مع شهقتها
ثم قالت بحرج كبير: لا ما استاذنته.. استحيت.. أستاذنت مريم.. ما يكفي؟!!
(والله العظيم أنتي مخلوق غير طبيعي
معقولة فيه حد عنده هذا الكم الخرافي من البراءة والعذوبة
ذبحتيني.. ذبحتيني وأنتي ما تدرين)
أكملت العنود بحرج أكبر: فارس أنت زعلان إني كلمتك..
(محرجة.. أعلم هذا!!
هذه المرة أستطيع تكوين الصورة الكاملة
لإحمرار الوردتين المسماة وجنتيكِ
بعد أن سكنت صورتكِ خيالي
وهذه المرة لن أكتفي بحلم لمسهما لتزهر أصابعي
هذه المرة أتمنى لو كنتِ أمامي
لأدفن وجهك المحمر في صحراء صدري القاحلة
لتعشوشب أرجاء هذا الصدر المجدب دون ندى وجنتيكِ)
فارس رد عليها بهدوء رسمي: وش دعوى أزعل.. حياش الله..
وشكرا على ذوقش وعلى الاتصال
زاد خجلها.. هتفت بارتباك: خلاص أنا أستاذن.. مع السلامة..
ومرة ثانية الحمد لله سلامتك..
(يا آلهي.. ستتركني
ستتركني معلقا بين الحلم بها
والحقد عليها
معلقا بين وجع حبي لها
ورغبتي أن أكرهها)
فارس بهدوء: مع السلامة
أغلقت لتتركه مبعثرا كالعادة
(ليش ما أتصلت من تلفونها
على الأقل كان عرفت الرقم
ولقيت لي حجج أكلمها عليه)
**********************
مرت أياما ثلاثة
فارس خرج من المستشفى
وهو في إجازة مرضية لمدة أسبوعين
مشعل ولطيفة
مازال الحال على ماهو عليه
زوجان بالاسم فقط
كلاهما معتصمان بكبريائهما
هي تشتعل من الغيرة كلما خرج من المنزل
(لا بد أن يراها
وربما كان يخططان لزواجهما
ويسخران من الغبية المسماة لطيفة)
تعامل مشعل ببرود بارع
وما لم تكن مشغولة بأولادها فهي تدرس
أما مشعل فهو بطل لعبة البرود
رغم أن مفاصله تبدأ بالإنصهار كلما رأى لطيفة
ويشعر بالجنون من تجاهلها له
ولكنه يظهر عدم اهتمامه بأي شيء أمامها
سوى عمله وأولاده
فهو يرى أن هذه معركة كرامة
وهو ما اعتاد على خسارة معاركه!!
سكان واشنطن
انتهت أيام العزاء الثلاثة
التي قضتها هيا في بيت السفير القطري
الذي أصر على استقبال العزاء في بيته
خلال الأيام الثلاثة الماضية
تلقت هيا على هاتفها عشرات الاتصالات من أفراد عائلتها
عائلة آل مشعل
الجميع اتصل بها وعزاها
جدتها وأعمامها وعمتها وزوجات أعمامها وبنات أعمامها
الكل اتصل بها وأكثر من مرة
شعرت هيا أن كل هذا كثير عليها
كثير عليها
لم تتوقع أن يحيطوها بكل هذه المشاعر الدافئة
وأكثر من تأثرت بإتصاله كانا عميها محمد وعبدالله
شعرت برائحة أعمق لسلطان فيهما
لم ترَ مشعل خلال الأيام الثلاثة الماضية
ولكنه كان يتصل بها كثيرا ليرى إن كانت تحتاج شيئا
كانت ترد عليه ببرود عجزت هي نفسها عن إيجاد سبب له
وهاهي على وشك تقبل كل آل مشعل إلا هو
اتصل فيها ليأخذها للبيت
سلمت على زوجة السفير وشكرتها كثيرا
وخرجت بحزن مر يلتهم روحها وشوق مرير لأمها
خرجت
لتبدأ حياتها الجديدة مع زوج فُرضت عليه وفُرض عليها
************************
الساعة العاشرة مساء
غرفة لطيفة
لطيفة تدرس بعد أن نام أولادها
متأنقة كعادتها
لم تهمل عادتها في التأنق
سابقا كانت تتأنق من أجل مشعل
ولكنها الآن تتأنق من أجل نفسها
وحتى تبقى نفسيتها مشرقة
كان شعرها مرفوعا فوق رأسها بفوضوية
وخصلها تتناثر على وجهها بعذوبة
وقد غمست في شعرها قلماً نسيته
دخل مشعل
(غريبة وش عنده الأخ جاي بدري
مهوب عوايده)
لم ترفع رأسها عن كتبها
سلم ببرود
وردت بذات البرود
ثم دخل ليستحم
خرج وهو مازال في طور التعود على تصريف أموره بنفسه
مشتاق للمساتها الرقيقة في حياته
وتدخلها في كل صغيرة وكبيرة
خرج وأخذ ملابسه بنفسه
ولكن ما لا يعرفه
أن لطيفة أصبحت ترتب ملابسه بطريقة يسهل عليها تناولها
فهي تضع ماسيرتديه في الأعلى لأنها تعلم أنه لن يبحث بالتاكيد
وسيأخذ ما سيجده في الأعلى
تناول ملابسه
ارتداها
وجدها معطرة
ابتسم
(لا تستطيع إهماله مهما ادعت
يعرف ذلك!!)
تعطر كعادته.. ثم جاء وجلس في الجلسة
سألها بهدوء: أقدر أشوف الأخبار أو بأزعجش؟؟
لطيفة بهدوء مماثل: عادي حط على اللي تبي..
مكتب لطيفة في الزاوية خلف التلفاز من ناحية اليمين
ووجهها لظهر التلفاز.. حتى لا يلهيها شيء
مشعل أصبحت لديه متعة جديدة
اسمها مراقبة لطيفة الجديدة
فهو يضع على الأخبار ويقصر على صوت التلفاز لحد ما
ثم تبدأ طقوس المراقبة
كيف تعقد ناظريها
كيف تكتب؟؟
كيف تركز؟؟
تتأفف!!
تعض شفتيها!!
عالم جديد ممتع ومثير يتكشف أمام عينيه
يشعر كما لو كان يعود مراهقا
يتمتع بتصيد ومراقبة محبوبته
مشاعر لذيذة ومنعشة
نفضت ركام حياته السابقة
بدأ يتذكر بالكثير من الحنين الكثير من مواقف حياتهما السابقة
قلقها عليه
تدفقها ناحيته
ارتعاشها بين يديه
كم هو مشتاق لها!!
يلوم نفسه في اليوم ألف مرة على غبائه
ولكن لومه لنفسه هو في نفسه!!
يستحيل أن يتنازل أو يتراجع
هي أيضا عبثت به
كما أخطأ هو
هي أيضا أخطئت
هي من دفعته للتفكير بسواها
وهي من أطالت لسانها عليه
يستحيل أن يكون البادئ في إرضاءها
هي من لابد أن تعتذر
(ألف أفٍ على كل هذا
كم أنا مشتاق لها!!)
الساعة تقارب الثانية عشرة
وكلاهما يمثلان دوريهما بإتقان
مشعل نهض ليصلي وينام
قبل أن يتوجه للحمام
توجه إليها
انتفضت لطيفة حين رأته يقف إلى جوارها
اخترقت رائحة عطره الثمين حويصلاتها الهوائية
(كم أشتقت لكَ أيها الخبيث!!)
مال عليها
انتفضت أكثر
انتزع القلم من شعرها برقة
ووضعه أمامها على المكتب
وغادرها
بعد أن نجح في بعثرتها
بعثرها كأنها مجموعة من أحجار الليغو
هو وحده قادر على جمعها وتركيبها
**********************
واشنطن
بعد صلاة الظهر
مشعل يصل بهيا إلى بيته
هيا بتوتر: وش فيك وقفت هنا؟؟
مشعل بهدوء: انزلي الحين.. وباشرح لش داخل
هيا صعدت معه لشقته
فتح الباب
ودخلت بخطوات مترددة
كانت شقته أكبر من شقتها وأفخم بكثير
هيا بتوتر: أنت ليش جبتني هنا
أنا أبي أروح لشقتي
مشعل بهدوء: شقتش سلمت مفاتيحها
وأغراضش جمعتها باكينام كلها
وجبتها كلها هنا
هيا بثورة: أنت أشلون تسمح لنفسك تصرف من رأسك
ومن سمح لك تسوي كذا
مشعل بذات الهدوء: اللي سمح لي إني رجالش الحين إذا أنتي ناسية
مشعل كان تفكيره ينحصر أن يجنبها العودة لشقتها
حيث كانت المكان الأخير الذي جمعها بأمها
لم يرد لجروحها أن تنفتح من جديد
أرادها أن تبدأ حياتها الجديدة من مكان جديد
هيا تستكتمل ثورتها: ولو رجّالي على قولتك
مهوب المفروض تشركني في قرار مثل هذا
لأن هذي حياتي أنا مهيب حياتك
كانت تتكلم بذات لهجته وحدتها
ولكن ماضايق مشعل أنه شعر أنه يتحاور مع رجل
وليس مع أنثى
فحدتها كحدة الرجال وليست حدة أنثوية مطلقا
مشعل بتعب: هيا اسمعيني
أنا مهوب صعب علي أكوفنش الحين
أخليش تحاسبين ألف مرة قبل ما تعلين صوتش علي
كف واحد مني بيخليش تحرمين
لكن عمر هذا ماكان أسلوبي
ولا هذي بالمرجلة في نظري
أنا رجالش الحين
برضاش.. غصبا عنش.. رجالش
وأظن أخر شيء وصتش أمش فيه هو أنا
مثل ما أنا حفظت وصاتها.. أتمنى أنتي تحفظينها
أنا وأنتي باقي لنا ذا السنة بس ونخلص دراستنا
خلينا نخلصها بالطول وإلا بالعرض
وما فيه داعي تحولين حياتنا جحيم
هيا شعرت بالخجل
الكثير من الخجل
من تساميه فوق عصبيتها
وثورتها غير المبررة
هيا همست بهدوء: إن شاء الله مشعل إن شاء الله
ثم قالت بخفوت: غرفتي وينها؟؟
ثم أكملت وهي تبتلع ريقها: مشعل أنا أبي لي غرفة بروحي
أعتقد أنك فاهم إنه إحنا تزوجنا في ظروف غير طبيعية
وأنا مازلت غير متقبلة لفكرة الزواج كلها
وما أعتقد إنك بتطالبني بحقوق أنا مهوب مستعدة لتقديمها
#أنفاس_قطر#
.
.
.
|