لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (5) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-04-09, 06:40 AM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

صباح الخير والورد والسلام والعذوبة

مازلنا في ليلة ملكة فارس والعنود
وهذه الليلة ستكون طويلة جدا
ستطوف بكل الشخصيات
وستحمل مفاجآت كبيرة
ولكن ليس في هذا الجزء ولكن خلال الأجزاء القادمة

جزء اليوم
الرابع عشر
هو الهدوء قبل العاصفة
أريحوا أعصابكم اليوم فقط
وتعرفوا اليوم على شخصيات ظريفة
هي العمة نورة وبناتها المختلفات

لأنه بدءاً من الغد شدوا الأحزمة
واستعدوا للمعارك والمفاجآت وكشف المستور
.
.
قراءة ممتعة مقدما
.
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.

أسى الهجران/ الجزء الرابع عشر



مشعل ابتسم بسخرية: شنو تيي ذي؟؟ ما تعرفين تقولين تجي
أظني هذا حرف جيم مهوب ياء.. اعدلي لسانش ، وإحكي حكي هلش..

هيا ببرود حاد مغلف بسخرية أحد: والله هلي اللي أنت تقول رموني وما علموني حكيهم.. من وين أتعلمه؟؟ من الهوا..

مشعل ببرود واثق وهو يرد عليها بنفس سخريتها..
ليلقي عليها القنبلة التي هزتها بعنف:

عندش شهرين ونص تعلمينه لأنه أنتي والوالدة بتنزلون معي الدوحة في 20/12

هيا مازالت غير قادرة على الاستيعاب.. تعتقد أنها سمعت خطأ:
نعم.. وش تقول أنت؟؟

مشعل ببرود: من قال هاه سمع..
(مثل معناه: أنكِ سمعتي وفهمتي "يعني لا تستعبطين" )

هيا بحدة: ومن اللي قال أصلا أنا أبي أروح الدوحة في الكريسمس..
ولو أبي أروح مستحيل أروح معاك..

مشعل بثقة: بتروحين ورجلش فوق رقبتش..
أنا أصلا أبلغش قراري ما أخذ رايش..

هيا بغضبٍ مرٍّ وهو تصر على أسنانها وتكتم صوتها..
حتى لا ينتبه الطلاب الذين يقفون حولهم:
أنت يا أخ أنت تراك عطيت نفسك أكبر من حجمك..
أنا تجاوزت السن القانونية.. ولا لك ولا لغيرك حكم علي

مشعل بثقة: بتشوفين..

كانت هيا تجهز الكثير من الكلمات النارية
لولا أنها سمعت صوتا رجالياً ينادي مشعل من بعيد

بدون أن تنظر هيا أعطت للصوت ظهرها..
ولم يفت مشعل ملاحظة حركتها العفوية التي دلت على أخلاقها الرفيعة

قال لها مشعل ببرود واثق: هذا رفيقي يبيني..
وتراني جاي للاقتصاد أبيه.. يعني لا يروح بالش بعيد
وأنتي لا تكثرين فرفرة.. خلصي محاضراتش وروحي للبيت إلا لو تبيني أوصلش

هيا بغضب: فارق بس.. وبلا ما تستعبط..
أنت عارف البيت جنب الجامعة وأروح مشي..

مشعل لم يرد عليها رغم أنه كان يتمنى أن يرد عليها رداً يتناسب مع وقاحتها معه
ولكن سعيد كان ينتظره
لذا توجه لسعيد وابتعد الاثنان معا متوجهان للمكتبة

سعيد بخبث بريء: أشوفك واقف مع بنت العم..

مشعل بغضب حقيقي: سعيد أنت منت بتوك تعرفني..
أهل بيتي ومحارمي ما تجيب سيرتهم على لسانك..
وإلا والله ثم والله ليصير شيء ما يرضيك..

سعيد يضحك: خلاص يا ابن الحلال... سوري ثمن سوري.. أنت وأهل بيتك لكم الحشيمة..
السموحة.. قدام أبطحك هنا وأركب على صدرك عشان أحب خشمك
خبرك ما أقدر أوصل خشمك يا برج الاتصالات إلاَّ بذا الطريقة


*********************


بيت مشعل بن محمد
قبل صلاة العشاء

كانت لطيفة في غرفة أبنائها تدرس ابنها عبدالله ذي السنوات السبع، ومشغولة معه

رن محمولها.. ألتقطته وردت بترحيب عذب : هلا موضي..

موضي بصوت تملئه الفرحة: فارس تملك.. فارس تملك..

لطيفة بصدمة: صدق.. متى؟؟ ومن اللي قال لش؟؟

موضي بحماس: توه قبل شوي واللي قال لي فارس بنفسه..

لطيفة بحماس مشابه: الخايس فويرس.. يعني يقول لش وما يقول لي وأنا أخته الكبيرة..

موضي تدافع عنه: أكيد أنه اعتقد إن مشعل قال لش..

حست لطيفة بحزن شفاف في عمق قلبها..
(لو على مشعل.. أنا أخر من بيطري عليه يقول له شيء)

ولكنها تجاوزت مشاعرها الملتبسة وهي تقول بفرح
دون أن تسأل حتى من العروس، لشدة تأكدهم أنه لن يتزوج أحدا غير العنود:
يا حليله فارس.. ومتى العرس إن شاء الله.. أكيد على الصيف؟؟

موضي أطلقت ضحكة عالية وهي تقول بلؤم: بعد 3 شهور مع ناصر ومشاعل..

لطيفة بمرح: يمه ما عنده صبر.. ما ألومه..
هذا وهو ماشاف العنود.. إذا شافها وش بيسوي ..أكيد بتخبط المكينة عنده..

موضي بفرح: ماشاء الله عليهم اثنينهم.. شنو الولد بيجيبونه..
إذا أمه قمر وأبوه قمر..الله يوفقهم و يرزقهم..

لطيفة بحنان: ويرزقش أنتي بعد بالولد..

موضي باستنكار: لا إن شاء الله..

لطيفة برعب: استغفري ربش.. حد يقول كذا على نعمة ربي..

موضي بنبرة حزن مصفى وهي تتحسس خدها المزرقة من أثار ضرب حمد البارحة:
أجيب ولد يتعذب معي.. كفاية أنا

لطيفة بألم: ما تدرين يمكن ينصلح حال حمد إذا صار أبو..

موضي بألم أكبر: حمد ما يصلح حاله ولا حتى 10 بزارين..

وأكملت والعبرة تخنقها وتخنق روحها المتعبة:
أنتي الوحيدة اللي تعرفين يا لطيفة
حمد محتاج علاج نفسي .. وأنا تعبت.. والله تعبت
أحس ماعاد عندي طاقة أتحمل أكثر.. قربت أنهار
يعني بديت الناس كلهم على نفسي
ومستحملته عشان خاطر عمتي وخالي
وعشان حمد نفسه كاسر خاطري
بس خلاص.. انخنقت.. والله انخنقت


*********************


بيت محمد بن مشعل
صالة البيت الرئيسية

العنود من بعد (الملكة) وهي تقفل على نفسها في غرفتها

ومريم تجلس مع أمها في الصالة تتلقيان اتصالات الأقارب المهنئين بعقد قران العنود

رن محمول مريم وهو يطلق اسم "معالي" في الجو..
ابتسمت مريم وهي تلتقط هاتفها وترد فورا وقبل أن يقول الطرف الآخر أي شيء:
تكفين معالي ترا إحنا اللي مانشوف حاسة السمع عندنا حساسة.. ونسمع عدل..
تكفين قصري حسش.. خافي الله فيني.. تودين سمعي مع بصري..

ضحكة عالية على الطرف الآخر وصوت أنثوي واثق ومرح بكلمات متدافعة:
وينها دلوعتكم..؟؟ ليه مسكرة موبايلها..؟؟ مسوية فيها مستحية يعني...؟؟
مهوب علي ذا السوالف
يعني هي تأخذ فويرس المزيون وتغدر فيني الخايسة.. احنا متفقين نتشارك فيه

مريم تضحك: لا لا في هذي مافيه مشاركة..

معالي تضحك: يا أختي فارس ماشاء الله، فيه طول وعرض وزين يكفي أربع نسوان..
يعني يأخذ عنادي وأنا وخواتي.. نكمل له أربع..
وبعدين إذا هي بنت عمه.. حنا بنات عمته.. لازم يفك عنوستنا

مريم تضحك بصوت عالي.. لا تستطيع أن تحتمل مرح معالي الذي يصيبها بحالة هستيرية من الضحك:
ماعليه يأخذ (عالية) وإلا (علياء) أجاويد..
بس أنتي شرانية.. أختي مهيب قدش..
وبعدين وش عنوسته يا كافي توكم أعماركم 17 سنة..

معالي تضحك: عنوسة على اعتبار ما سيكون



في ذات الوقت
في منزل جابر بن حمد
زوج العمة نورة


العمة نورة قادمة من المطبخ تجفف يديها.. ويصلها صوت معالي العالي الضاحك

"معالي .. وصمخ قطاوة.. من اللي تكلمينها وتصايحين كذا كنش مفلوجة"

معالي وهي تضحك: يمه هذي مريم بنت خالي.. أبارك لها ملكة العنود

نورة بغضب: وجع قلب.. من متى والبنات يباركون بالملكة.. صدق إنكم جيل مافيه سحا
وإلا ليش أقول جيل.. أنتي اللي مافيش سحا.. متأكدة إنه لا علياء ولا عالية بيسونها..

معالي تنهي الاتصال.. وتعود لأمها وتحتضنها وهي تقول بمرح:
يمه تقارنيني ببناتش الكوبي والبيست .. أنا غير عنهم..

أم حمد بذات الغضب: من زينش يومش غير.. ليتش مثلهم في أدبهم..

معالي تضحك: نو نو نو.. مامي.. هذا موب اسمه أدب.. اسمه انعدام شخصية
يوم عندش ثنتين من دون شخصية.. وولد الله أعلم بشخصيته..
خليني الصاحية بين عيالش..

أم حمد مازالت مستمرة بالغضب: ليه الحكي بيوصل حمد بعد.. اقطعي واخسي يا بنت جابر..

معالي تبتسم: إيه جينا عند دلوع الماما.. ممنوع اللمس..

أم حمد وهي (خلاص) تعبت منها: فارقي وروحي إدعي خواتش للعشا

معالي تطلع السلالم متوجهه لغرفة شقيقتيها لتناديهما

العمة نورة عندها من الأبناء أربعة.. حمد في الحادية والثلاثين الآن
ولكنها بعد إنجاب حمد واجهت صعوبات في الحمل
وبعد رحلة طويلة من العلاج والمنشطات حملت بثلاثة توائم
هن معالي وعالية وعلياء
معالي كانت أولا وبعدها بربع ساعة علياء وعالية اللتان كانتا توأم متطابق

وبالفعل كانت معالي مختلفة شكلا ومضمونا
هي أقرب لأهل أمها في صفاتها
سمراء طويلة وقوية الشخصية
بينما علياء وعالية بيضاوات البشرة أقرب للقصر..
وهادئات جدا ومسالمات
ولكنهن لا يخلين من حب المقالب البريئة


حين كبرن قليلا
وقررت أمهن أن تجعل لكل واحدة منهن غرفة لأن البيت كبير وغرفه كثيرة
عالية وعلياء رفضتا التفرق
وكانت معالي من أصر على الاستقلال
ومازالت معالي مستمرة في رحلة استقلال شخصيتها
بينما علياء وعالية مستمرتان في رحلة التلاصق
كوبي وبيست مثلما تسميهما معالي

ولكن ليس معنى ذلك أن معالي كانت متباعدة عنهن
فهي مرتبطة بهن جدا ككل التوائم
ولكن الاثنتين أكثر ارتباطا ببعضهما


*****************************


مجلس آل مشعل
بعد العشاء
وخلو المجلس من الضيوف الذين تعشوا وغادروا

تبقى فقط آل مشعل

الفرح يجمعهم الليلة
عدا قلب واحد محملٌ بالهم..

يتمنى فارس لو كان زواجه غدا بل الآن
يريد العنود في بيته وتحت سيطرته
يريد أن يذيقها بعضا من النار التي تلتهمه
يريد أن يشعرها ببعض مذاق الإهانة التي أذاقتها له
فقط البعض !!
لأن الطعمَ المرَّ الذي كان يشعر به
ليس له حدود ولا امتداد
كان يكتم على روحه
ويجعله عاجزا عن تذوق أي شيء آخر

وهكذا هي الإهانة على النفس الحرة
أقسى من كل شيء
ألمها يحز في أعمق أعماق الروح ويلتهمها بنار لا تبرد
حتى ترد الإهانة بمثلها
أو حتى يُرد اعتبارك!!
مالم تكن قادرا على السماح حين تكون هذه الإهانة
ممن لا يقصدها
أو من يحمل لك مشاعر ود مصفى

ولكان فارس كغيره يجهل قاعدة من أهم قواعد الإنسانية التي يجهلها كثيرون

"الغفران وتجاوز الزلة"

القدرة على السماح هبة من الله عز وجل
قلةٌ هم من يتمتعون بها!!!


عشرات الأفكار تلتهم تفكير فارس المثقل لذا لم ينتبه لعمه عبدالله الذي كان يقول لهم:

يا جماعة الخير.. عندي لكم علومن بتسركم

لذا لكز ناصر فارس في جنبه وهو يقول بمرح: يا العريس انتبه مع عمي عبدالله شكله بيلقي خطبة بمناسبة ملكتك..

أكمل عبدالله بفرح ظاهر لم تخفه رزانته:
مشعل كلمني اليوم.. يقول لي إنه لقى بنت سلطان ومرته عنده في أمريكا..

صمت عمَّ المجلس..
صمت ثقيل..

قطعه همس محمد بصوت مبحوح: بنت سلطان؟؟

عبدالله بابتسامة: إيه يابو مشعل بنت سلطان واسمها هيا على اسم أمي..
وقلت لمشعل يجيبها هي وأمها إذا جاء في شهر 12.

محمد بذات الصوت المبحوح وكأنه يكلم خيالات غير مرئية: بنت سلطان؟؟ هيا؟؟ هيا....


#أنفاس_قطر#




.
.

.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 30-04-09, 06:50 AM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

صباح الخير والفل والعطر

أخجلتموني يا ليلاس
وطوقتم عنقي بالفخر والخجل معا
أتمنى أن أكون أستحق التميز
ويكفيني أن أكون متميزة في قلوبكم قبل أي شيء
فمحبتكم هي كنزي الأثمن

الغاليات جدا على قلبي
أعتذر مرة ثانية عن قصر البارتات
بس جد أنا ما أقدر أطولهم أكثر من كذا
لأنه أنا عندي تقسيم فكري للبارت وأجزاءه الداخلية أتعب فيه صراحة
أنتظروا شوي علينا
كل شيء بيبن شوي
والأكشن بدأ
وأحداث كنتم تنتظرونها خلاص أصبحت على وصول

يالله اربطوا الاحزمة
واستعدوا للاقلاع
واستلموا
الجزء الخامس عشر

قراءة ممتعة مقدما
.
.
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.
.





أسى الهجران/ الجزء الخامس عشر


في مجلس آل مشعل


عبدالله بفرح ظاهر لم تخفه رزانته:
مشعل كلمني اليوم.. يقول لي إنه لقى بنت سلطان ومرته عنده في أمريكا..

صمت عمَّ المجلس.. صمت ثقيل..
قطعه همس محمد بصوت مبحوح: بنت سلطان؟؟

عبدالله بابتسامة: إيه يابو مشعل بنت سلطان واسمها هيا على اسم أمي..
وقلت لمشعل يجيبها هي وأمها إذا جاء في شهر 12.

محمد بذات الصوت المبحوح وكأنه يكلم خيالات غير مرئية: بنت سلطان؟؟ هيا؟؟ هيا....

ثم هتف بصوت ملهوف: بأكلم مشعل يجيبهم على أول طيارة.. أو أنا بأروح أجيبهم

عبدالله باستغراب: الله يهداك يابو مشعل.. البنت تدرس.. ومشعل بعد..

محمد بنبرة غريبة: وش يضمني أعيش لين أشوفها؟؟

هذه المرة كان مشعل ابنه من تكلم: الله يهداك يبه وش ذا الكلام..
هو حد ضامن عمره لين الساعة الجاية..
قل لا إله إلا الله... خلاص كلها شهرين ويجون..

لا أحد منهم يشعر بمشاعر محمد التي اقتحمته بعنف
لتذكره بذنوبه التي لا ينساها..
فإحساسه بالذنب ينحر روحه
فهو كان الأخ الأكبر.. دوره كان من المفترض أن يكون أكثر شجاعة
ندم ألف مرة أنه لم يقف مع سلطان.. واستمر مشوار الندم بالامتداد
حين مات أبوه وهو يعرف أن حسرته على سلطان تلتهم روحه
كان يشعر أن سلبيته ساهمت بشكل كبير في تأزم الموقف
كان دائما يلوم نفسه ويقول:
لو..
و لو..
و لو..
ولو تفتح باب الوساوس..

والآن حين سمع ببنت سلطان.. انتعشت روحه
هل يستطيع أن يصلح بعضا من أخطائه؟!!
هل يستطيع أن يضم بنت سلطان لصدره
ويشتم رائحة أخيه الصغير الذي حُرم منه؟؟!!

تقتله اللهفة لهذه "الهيا" منذ سمع باسمها..
هل تشبه سلطان؟؟
هل لها لمعة عينيه وعبق روحه؟؟
هل تظهر لها غمازات حين تضحك مثل سلطان؟؟!!
هل حين تغضب ينخفض حاجب ويرتفع الأخر مثل سلطان؟؟!!

ألف ذكرى لسلطان اقتحمت خيال محمد المثقل..
محمد الذي اعتصم بالصمت
وآلاف الذكريات تتوارد عليه لتملأ أعماقه حزنا وشوقا وشجنا
كلها انصبت في شخص هيا..
هيا التي يريد أن يراها اليوم قبل الغد!!


بقية من في المجلس كان لكل منهم تفكير..

راكان وناصر وفارس يعرفون قصة عمهم ولكنهم لا يعرفون هذا العم
فيهم ترقب..ورغبة أكيدة أن تعود ابنة عمهم لإطارهم الأسري
فهذه مهما يكن ابنة آل مشعل
وراكان بالأكثر يدور في باله تفكير عميق يرتبط به و بعمه سلطان


مشعل بن محمد كان يشعر بحزن شفاف يغزو روحه
فهو مازال يذكر وهو في الثانية عشرة من عمره
دمعة عمه التي مسحها قبل أن يراها أحد
وهو يودع أشقائه عند الباب
الوداع الذي كان مأسويا
مليئا بالشجن والعاطفة.... والكبرياء

ثم حين عاد لداخل لمجلس هربا من وداع الأشقاء
رأى دمعة مشعل الكبير تخر من عينه
الدمعة التي نحرت روحه وهو طفل
دمعة مشعل الكبير الغالية
التي ما رآها أحد سواه
والتي ما رآها قبلها ولا بعدها

الدمعة الوحيدة !!!!


*******************************


الساعة العاشرة والربع مساء
بيت محمد بن مشعل
غرفة العنود


مازالت العنود معتصمة بغرفتها..
توقفت عن البكاء بعد أن تعبت..
ولكن آثار البكاء بادية على وجهها

تدخل عليها أختها مريم وتهمس لها بحنان: عنادي يا قلبي ترا أم فارس لها أكثر من ساعة تحت..
المرة من فرحتها ماصبرت لبكرة ..جاية تبارك وتسلم.. قومي سلمي عليها

العنود بصوت خافت: مريم تكفين تعذري لي منها..
أول شيء مستحية...ثاني شيء شكلي ما يشجع أسلم على أحد

مريم تمسح على شعرها وتقول بحنانها الأمومي:
غسلي وجهش بماي بارد وألبسي جلال.. وسلمي عليها بسرعة وأطلعي..
هي ماراح تنتبه لشيء وخصوصا إنها عارفة إنش مستحية
تكفين عنادي لا تخربين فرحة المسكينة.. تدرين فارس ولدها الوحيد

العنود باستسلام: إن شاء الله نازلة الحين..

مريم عادت لمجلس الحريم.. والعنود غسلت وجهها بماء بارد..
ووضعت بعض الماسكرا حتى تخفي ذبول عينيها

(أنا العنود بنت محمد.. مافيه شيء يهزني)
هكذا كانت تهتف لنفسها حتى تدفع أكبر قدر من الثقة في عروقها

ثم نزلت لمجلس الحريم.. أم فارس ما أن رأتها حتى قفزت..
وهي تحتضنها بمحبة وفرح: مبروك يا ابنتي.. مبروك
وتراش بتطلعين من عند أمش لأمش الثانية..

العنود وعيناها في الأرض وهي تتمنى الأرض تنشق لتبتلعها من شعورها بالحرج:
الله يبارك فيش يمه..

وأم مشعل ترد باحترام: أكيد مافيه شك يا أم فارس.. العنود بنتش مثل ما فارس ولدنا..

مريم بطريقتها الحكيمة: خلاص عنادي روحي كملي مذاكرتش
أدري إني قاطعتش..

أم فارس بحنان: إيه يمه روحي..
أصلا أنا أتنى فارس يكلمني عشان أروح للبيت..
مع إن البيت جنب البيت وأبي أروح على أرجيلي بس هو مايرضى

العنود انسحبت لتعود لغرفتها..
وهي تعبر الصالة متجهة للدرج
نادتها الخادمة: هذا بابا يقول يبي أي نفر يسوي كلام..

العنود كانت تشعر بالخجل أن تكلم أباها فهي لم تره بعد الملكة
لكنها لا تستطيع تركه ينتظر
تناولت السماعة وهي تقول بصوتها العذب
الذي زاده البكاء الطويل عذوبة وضعفا:
هلا يبه فديتك.. آمرني

صمت على الطرف الآخر

العنود باحترام وخجل: يبه تبي شيء فديتك..؟

الصوت الخشن الذي أثار رعبها وأسوأ مخاوفها اليوم:
أنتي أشلون تردين على التلفون؟؟

العنود بارتباك وهي تتمنى لو ترمي بالهاتف
ولكنها لا تريد أن تزيد الوضع بينهما سوءاً: الخدامة قالت لي ابي على الخط

فارس بحدة باردة: عندش تلفونش.. اللي يبيش يتصل عليش..
إياني وإياش تردين على تلفون البيت مرة ثانية..

العنود لم تعتد أن يخاطبها أحد بهذه اللهجة..
حتى أشقائها ووالدها حين يأمرونها
يغلفون الأمر بالدلال والرقة..
وهذا لم يكمل 3 ساعات وهو زوجها وبدأ بفرض أوامره
ردت بارتباك رغم أنها بدأت تشعر بالغضب: وممكن أعرف السبب..

فارس ببرود: والله مزاج الجنس الثالث كذا.. ولا عاد ترادديني..

شعرت العنود كما لو كان سُكب على رأسها ماء مثلجا ومغليا في آن..
فهو يذكرها بإهانتها له
تشنجت.. ردت بصوت خافت: إن شاء الله.. أي أوامر ثانية..

فارس بنفس بروده: روحي نادي أمي.. جوالها مقفول.. أنا برا
واستدرك بثقة: حتى تلفونش لا تردين على أرقام غريبة..

العنود أغلقت منه وهي تشتعل غضبا ..
وطلبت من الخادمة أن تخبر أم فارس إن ابنها يريدها

وصعدت راكضة وباكية لغرفتها


في الخارج فارس يقف ينتظر في سيارته..
يشتعل في داخله خليط مختلف ومتناقض من المشاعر
أحاسيس غريبة.. كثيفة.. وغير مفهومة

(هذي المفروض ما يخلونها ترد على تلفونات بالمرة.. صوتها خطر على المجتمع..
نعنبو..وش ذا الصوت اللي عندها؟؟
يذوب اللي مايذوب..يذوب الحديد والحجر..
قلبي وقف من صوتها.. ذي حتى موبايل المفروض مايعطونها)

" غيرة يا فارس؟؟..... أ تغار عليها؟؟"

(وش أغار عليها؟؟ تخسى...
بس هذي مرتي.. أملاكي.. وما أسمح لأحد يتعدى على أملاكي..
وخصوصا لو كنت ناوي على ذا الأملاك نية قشراء..
اصبري علي شوي يا بنت العم)



*****************************


الساعة 11 مساء
بيت حمد بن جابر


موضي في غرفة المكتب.. تعمل على الحاسوب
فهي على الرغم من تركها للعمل رسميا
إلا أن برمجة الحواسيب تجري في دمها
وهي خلال السنوات الماضية.. كانت تستغل وقت فراغها الكثير في عمل برامج جديدة
وفي تفكيك الحاسوب وإعادة تركيبه حتى لا تنسى مهارتها وحساسية أناملها في العمل


حمد يطل برأسه عليها
ارتعشت موضي توجسا وترقبا.. فهي لا تعرف كيف سيتصرف الليلة
فهو ليلة يكون ملاكا
والليلة التي تليها يكون شيطانا تتلبسه عفاريت الأرض

رأته يبتسم (الحمدلله.. معناتها رايق)

اقترب منها وهو يخلع غترته ويضعها على الكرسي ويقول: مساء الخير حبيبتي..

موضي تركز في الحاسوب بنظرها
وعقلها يشعر بالتوجس الذي أصبح شعار حياتها مع حمد: مساء النور

اقترب منها وهو يضع يديه على كتفيها
ثم طبع قبلة عميقة على شعرها

انكمشت موضي حين وضع يده على كتفها.. كانت تخشى أنه سيضربها

رفع حمد رأسه وهو يقول بحنان: مبروك ملكة فارس والعنود..

لطيفة بهدوء: مبروك لك أنت بعد..

حمد يجلس على الكرسي الآخر وهو ينظر لها بوله: تعشيتي حبيبتي؟؟

موضي بهدوء: الحمدلله.. أنت تعشيت؟؟

حمد بهدوء وهو يغلق عينيه ويسند رأسه إلى الكرسي: الحمد لله..
تعشيت مع شباب الوزارة.. كان عندنا ملتقى ثقافي..
بس إذا أنتي ما تعشيتي تعالي أطلعش برا تتعشين ونتمشى شوي..

موضي بهدوء حذر: مرة ثانية إن شاء الله.. الساعة 11 الحين..
وانت تعرفني أنام بدري..

حمد بذات هدوءه: براحتش ياقلبي

منذ زمن لم تره هادئا هكذا..
أخذت تتأمل في ملامح وجهه الساكنة الوادعة
هل يصدق أحد أن صاحب هذا المحيا اللطيف بملامحه الرجولية الجذابة
يتحول إلى وحش مجنون فاقد للسيطرة

كم يبدو وادعا ومسالما ووسيما
وهو يسند رأسه المتعب للخلف بخصلاته السوداء الكثيفة المتناثرة على جبينه

قد تكون هذه فرصتها لاستغلال هدوءه لمفاتحته

" حمد"

"هلا حبيبتي"

موضي وهي تبتلع ريقها: ممكن أكلمك في موضوع..

حمد يفتح عينيه ويهمس بحب: أنتي تامريني مهوب تكلميني بس..
وش تبين؟؟؟ آمريني ياقلبي

موضي تعاود ابتلاع ريقها وهي تشعر كما لو انها التقمت حجرا
يقف في بلعومها ويسد مخارج الحروف:
ما يأمر عليك عدو.. حمد أنت رجّال متعلم ومثقف ومعاك ماجستير تربية
يعني مخك كبير ومتفتح..

حمد نظر لها بتوجس: والمعنى؟؟

موضي تشعر بريقها جاف كصحراء مدهرة:
يعني العلاج النفسي مثله مثل العلاج العضوي
لا هو عيب ولا حرام..

حمد بتأفف: موضي اقصري الحكي دام النفس عليش طيبة

موضي رغم رعبها الذي بدأ يتجمع في قلبها..
ولكنها قررت أن تكمل الموضوع لأخره ما دامت فتحته:
حمد فديتك.. مهوب لازم تعالج هنا..
إذا عشان كلام الناس اللي عقولهم قاصرة
خلنا نروح برا.. وأنا معك ومستحيل أخليك

حمد يقف وهو يقول بعصبية: أنا ماني بمريض عشان أعالج..

موضي انكمشت رعبا حين وقف وهي تقول بصوت مرتعش:
يعني تشوف إنه تصرف طبيعي إنك تضربني بدون وعي منك...
وعقبه ترجع تبكي وتعتذر وتترجى ما أخليك

حمد بصوت مرعب وهو يدور في غرفة المكتب: قبل ما تقولين لي عالج..
عالجي نفسش أول وأنتي منتي بقادرة تجيبين لي ولد مثل كل النسوان..

موضي انكمشت على نفسها أكثر لأنها شعرت أنه وصل حده من الغضب
ولا بد أنه سيفرغ غضبه فيها الآن
لذا استغربت وتنهدت وحمدت الله
وهي تراه يغادر الحجرة ويغلق الباب خلفه بعنف بصوت مدوي

ولكنها تعلم أنه سيعود بعد دقائق ليحتضنها
ويغمرها بقبلاته واعتذاراته..
التي لن تعد تشعرها سوى بمزيدٍ من الأسى والشفقة..
عليه وعلى الحال الذي وصل له زواجها..


*************************



مجلس آل مشعل
الساعة 11 ونصف ليلا

لم يتبق إلا ناصر وراكان..
يشاهدان برنامجا رياضيا على قناة الكأس..

راكان بملل لناصر: الليلة السبت وبكرة مافيه دوامات..
وش فيهم مشعل وفارس سروا بدري؟؟

ناصر يضحك: رياجيل واحد متزوج والثاني يجرب فكرة الزواج..
انتظر علي أنا بعد
عقب 3 شهور إذا شفت وجه واحد منكم تفلت فيه..

راكان يقترح: أشرايك نروح سوق واقف.. نتقهوى هناك أنا عازمك
وبعدين نمشي على الكورنيش شوي.. وعقب نتريق في مطعم بيروت ونصلي الفجر هناك ثم نرجع..

ناصر وهو ينظر لراكان نظرة ذات مغزى: موافق بس بشرط

راكان يبتسم: يعني أنا عازمك أنت ووجهك.. وبتشرط بعد..
يالله وش شرطك؟؟

ناصر يميل على أذن راكان ويقول بنبرة خاصة جدا وعميقة:

راكان أشرايك تقول لي بنفسك: أنت ليش ما تبي تتزوج؟؟

أو تحب أنا اللي أقول لك؟!!!



#أنفاس_قطر#
.
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 01-05-09, 07:09 AM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

صباحات الدهشة الممتعة والحضور الجميل
الدهشة التي تغلفني حين أقرأ ردودكن الرائعة المغلفة بحضوركن الأروع
حفظكن الله جميعا من كل شر
وكتب لكل واحدة منكن الخير والهداية والصلاح والتوفيق
وحقق كل أمنياتها بالخير

أرحب بكل المنظمات الجدد وبطلات التعليق الأول وصديقاتي الدائمات
اللاتي يتنقلن في أرجاء أسى الهجران
ليصنعن عبقا خاصا في كل زاوية من زواياها
يسعدني حتى الثمالة
أن أرى متابعات يحضرن كالأساطير
تعليقاتهن تتجعلني أخجل من نفسي
وأحاول تقديم المزيد
كيف لا؟؟
حين يكون التعليق أفضل من المُعلق عليه!!
لا حرمني الله عطر حضوركن وعبق خطواتكن

أمممممم مجموعة أسئلة تحيط بقطر
هل قطر تبدو للبعض سرا مغلقا؟!!
يسعدني أن أشرع الابواب
ويسعدني أكثر أن تزورونا جميعا وتتعرفوا على قطر من قرب
(وتشوفون الحريم وش يلبسون.. وتشربون كرك!!!)
لأن هذه هي الاسئلة!!
الحريم عندنا فيه اللي تغطي وجهها وفيه اللي ما تغطي
بس الكل يلبس عبايات
بالنسبة لأسى الهجران فهم من بيئة قبلية النساء فيها لازم يغطون وجووههم

الكرك وما أدراك ما الكرك؟؟
تصدقون من قد ما انسئلت عنه
والله العظيم نفسي أعزمكم كلكم على كرك
المهم الكرك شاي بحليب
بس الشاي لازم يكون مطبوخ ويغلي مع الحليب والسكر
وعندنا الحين فيه محلات متخصصة فيه
وتلاقين الشباب الصبح قبل دواماتهم
كل واحد منهم بالكأس حقه واقف بسيارته يصبون له


تعبت من الهذرة وصدعتكم

يالله استلموا
بارت خاص << انا اشوفه كذا يمكن رأيكم غير
الجزء السادس عشر
.
.
قراءة ممتعة مقدما
.
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.
.




أسى الهجران/ الجزء السادس عشر


مجلس آل مشعل
الساعة 11 و40 دقيقة ليلا


ناصر يميل على أذن راكان ويقول بنبرة خاصة جدا وعميقة:
راكان أشرايك تقول لي بنفسك: أنت ليش ما تبي تتزوج؟؟

أو تحب أنا اللي أقول لك؟!!!

راكان أنتفض بغضب وهو ينظر لناصر نظرة حادة: وش تقصد؟؟

ناصر هزَّ كتفيه: لمعلوماتك أنا أعرف سرك من 8 سنين..
كل سنة تمر كنت أحسبك بتعقل وتنسى..

راكان بتوجس: أي سر؟؟

ناصر ابتسم: اللي أنت كاتب لها ديوان شعر كامل..

راكان يقف بغضب هادر وهو يرتعش من شدة الغضب:
أنت أشلون تسمح لنفسك تقلب في أغراضي..

ناصر مازال مستمرا في الابتسام: اقعد بس لا ينقطع لك عرق..
أنا لا قلبت أغراضك ولا شيء..
قبل حوالي 8 سنين كنت جاي أصحيك لصلاة الفجر..
شفته جنبك والقلم عليه.. قلبت فيه بدون قصد..

راكان يشتعل غضبا: حد غيرك يدري؟؟؟

ناصر بغضب هذه المرة: أظني إنك تعرفني يا ولد أبي..
لو بأقول لأحد كان قلت من زمان..
وبعدين أنت تدري إنه موضوع مثل ذا ما ينقال..

ثم أكمل وهو يتمالك نفسه: والليلة خلاص ماني بمخليك لين أعرف السالفة كلها..

يومك تحبها ليه خليتها؟؟؟


******************************


قبل ذلك بحوالي نصف ساعة

بيت مشعل بن محمد
يوم اعتيادي جدا في حياة لطيفة ومشعل
يمثل نظام حياتهم طيلة السنوات الماضية


لطيفة في غرفتها بعد أن نام أولادها..
تقلب كتب أولادها وتعد لهم مراجعات
حتى يحلوها في الغد

كانت ترتدي بنطلونا أحمرَ من الساتان الثقيل
مع بلوزة بيضاء (هاي نك) بدون أكمام
تلتصق بجسدها عليها ورود حمراء..
وشعرها المدرج يتناثر على كتفيها..
ووجهها تكاد ملامحه تذوب رقة وجمالا
مع أحمر شفاهها الشهي الساكن على شفتيها البهيتين..
كانت فتنة مجسدة.. بل شيء يتجاوز حدود الفتنة إلى درجات الاغواء والهلوسة..

دخل عليها مشعل وألقى السلام دون أن يلتفت إليها
وهو يلقي غترته على السرير ويدخل إلى الحمام

ردت لطيفة السلام بهدوء
فهي اعتادت على سلامه البارد هذا..
وقامت لتأخذ غترته وتضعها في سلة الغسيل
ثم فتحت الدولاب لتخرج له ملابسه.. عطرتها بعطره المفضل
ووضعتها على السرير..
وأغلقت التكييف لأنها تخشى عليه أن يمرض..
ثم عادت لعملها في الكتب..

بعد دقائق خرج مشعل بفوطته الملفوفة على خصره..
وضعت لطيفة الكتب جانبا وقامت لتعطيه ملابسه..
كما اعتادت.. وكما اعتاد!!


تناول منها ملابسه..وهو يتمتم بشكر بارد
وعاد بها لغرفة التبديل وارتداها

ولطيفة توجهت للحمام لتنظفه بشكل سريع
ثم ألتقطت ملابسه وفوطته الملقاة على أرضية غرفة التبديل
ووضعتها في سلة الملابس

ثم عادت لطيفة لعملها
وكان مشعل قد جلس قريبا منها
تناول جهاز التحكم.. وشرع في التغيير بين القنوات

لطيفة بحنان: تعشيت حبيبي؟؟

مشعل بهدوء وهو يلتفت عليها: تعشيت..

عادت لطيفة لعملها.. ومشعل يتأملها دون أن يستوقفه أي شيء فيها
لا جمالها.. ولا أناقتها..ولا إغراء ملامحها
ولا إثارة تفاصيل جسدها المتبدية في لباسها الأنيق
ولا حتى طريقتها العذبة في الكلام

ثم سألها: شتسوين؟؟ (وكأن ما تفعل هو الشيء الوحيد الذي قد يستحق الاهتمام فيها وفي علاقته بها)

لطيفة رفعت رأسها وهي تنظر له بحب هادر
(يا الله كم تعشق تفاصيل وجهه! وكل يوم يمر تزيد له عشقاً) همست بعذوبة:
أسوي مراجعة لمريوم وحمود عندهم الامتحانات الشهرية ذا الأيام..

مشعل بهدوء: إذا جابوا نتيجة زينة بأوديهم (تويز أر أص) يختارون الهدية اللي يبونها

لطيفة باعتراض: حبيبي مايصير.. أنت مخربهم علي بالدلع..
خل (تويز أر أص) إذا نجحوا نص السنة..

مشعل بذات هدوءه: يا بنت الحلال هدية نص السنة شيء ثاني..

وبالفعل مشعل كان شديد الحنان على أولاده.. ويفرط في دلالهم..
لولا أن لطيفة كانت هي من تشد عليهم
أو كان أفسدهم جميعا بالدلال..
وخصوصا الصغيرة "جود" التي هو مولع بها وهي مولعة به
وكأن مشعل في تدليله لهم.. يحاول التعويض عن إنشغاله عنهم في عمله
ولكن كان دائما ما يطمئنه عليهم هو وجود لطيفة..
التي يعرف أنها تحكم إدارة البيت بقبضة حديدية

رغم إحساس مشعل البارد بلطيفة..
إلا أنه لا يستطيع إنكار براعتها في القيام بواجباتها الأسرية
وحفاظها على أولادها واهتمامها بهم..
وهي في ذلك تزيح عن باله هماً كبيرا ليتفرغ أكثر لعمله
حتى وصل إلى النجاح الرائع الذي وصل له في شركته
رغم حداثة عمر هذه الشركة


**************************


الساعة 12 منتصف الليل
فارس في غرفته

يتمدد على سريره بجسده الضخم..
ذراعه على وجهه وهو مستغرق في التفكير..
عشرات الأفكار تأخذه وتطوف به جزر متباعدة مختلفة
مابين حقده العميق على العنود
وصوتها برنينه العذب الذي يرفض أن يغادر أذنه حيث سكن
كلما تذكر صوتها الناعم المرتعش
الذي وصلته نبراته الذبّاحة الخائفة عبر الهاتف
يشعر أن قلبه يتقافز بجنون غصبا عنه
وأن هذا الصوت الهامس يدفع في عروقه رغبة هادرة في حمايتها
لا في الانتقام منها!!

يشعر بإحساس غريب..
لـــذيــــذ..

أنه يريد أن يسمع هذا الصوت مرة ثانية وثالثة ورابعة
أن يستمتع بهمساته في أذنه.. في عمق أذنه
في أذنه هو فقط.. ملكه هو فقط
أن....


"اطلعي من راسي.. اطلعي من راسي
أنا أكرهش.. أكرهش.. أكرهش
أطلعي من رأسي"


*****************************


الساعة 3 إلا ربع عصرا بتوقيت واشنطن
جامعة جورج تاون
بقي حوالي ساعة على صلاة العصر


مشعل أنهى عمله في المكتبة.. ويريد العودة لبيته..
ليتغدى ثم يصلي العصر
ليمر بعدها على زوجة عمه سلطان

عبر ساحة كلية الاقتصاد في طريقه للخارج..
صُدم وهو يرى هيا مازالت موجودة بعد معركته معها في الصباح
شعر بغضب شديد
(كيف تبقى كل هذه الساعات في الجامعة.. وتترك أمها!!!)

ومالايعلمه أن هيا وصلت للتو من البيت لأن عندها محاضرة الساعة 3
بعد أن عادت للبيت من الصباح بعد لقاءها مع مشعل


كانت هيا تجلس على كرسي حجري تقلب كتابها وتضع ملاحظاتها عليه
لم تنتبه للظل الضخم الذي غمرها لشدة تركيزها في كتابها

صوت خافت ولكن غامر بالغضب: ممكن أعرف وش تسوين لذا الحزة هنا؟؟

رفعت هيا عيناها له وهي تقول ببرود: موب شغلك..

مشعل يعتصر يده.. في حياته كلها لم يمد يده على واحدة من أخواته..
ولم يخطر بباله أنه قد يضرب امرأة يوما
فالرجل الذي يضرب امرأة ليس رجلا في عرفه
بل لا يستحق في نظره مسمى رجل من يستقوي على امرأة
ولكن هذه الهيا تستفزه.. ولأقصى حد
أصبح يكره هذا الحوار المتحفز معها
وكأنهما في معركة لابد أن يفوز بها أحدهما
لم يعتد أن يكون قاسيا هكذا
فهو لطالما كان حنونا مع شقيقاته
يتمنى لو منحته الفرصة أن يتعامل معها بطريقته التي اعتادها
ولكنها تحاصره في الزاوية وتستفزه حتى النخاع


أمسك بعضدها وهو يوقفها بخفة كأنها ريشة خفيفة
ويصر على أسنانه بغضب شديد: قومي امشي قدامي للبيت..


هيا شعرت بالحرج الشديد وهمست بصوت منخفض:
مشعل عيب عليك تمسكني.. أنا ماني بحلال لك

انتفض مشعل بعنف وهو يفلتها.. كانت المرة الأولى التي تناديه باسمه
كانت دائما تقول "أنت" و "ولد آل مشعل"

شعر مشعل بحرج شديد وهو يتراجع للخلف ويهمس:
أنا آسف.. ماكنت في وعيي... بس أنتي اللي حدتيني..

هيا مازالت تشعر بحرج شديد وهي تشعر بألم في عضدها مكان قبضته القوية
قالت له بهمس وهي عاجزة عن وضع عينيها بعينيه:
خلاص مشعل لو سمحت روح.. أنا عندي محاضرة الحين
ولو سمحت إنك ما تتدخل فيني مرة ثانية
أنا ست سنين وأنا حافظة روحي.. منت باللي بتحفظني الحين!!



********************


مقهى بالقرب من جامعة جورج تاون ومن شقة هيا


باكينام تنتظر هيا
لتشرب معها شاي العصر
فهذه العادة الإنجليزية العريقة مغروسة في باكينام
ولا يمكن أن تفوتها

كانت قد اتفقتا على التقابل هناك
لشرب الشاي
ثم العودة لشقة هيا لتصليا العصر هناك

كانت باكينام متألقة بلباسها بألوانه المنعشة
بنطلون أبيض
وقميص زهري طويل لركبتيها
وحجاب هو خليط من اللونين
متناسب مع لون بشرتها الشفافة وعينيها الخضراوين


جاءها النادل
كان شابا طويلا تبدو ملامحه اللاتينية شديدة الجاذبية
بسمرته وشعره الأجعد وعينيه البنيتين اللامعتين

سألها بانجليزية بنبرة بريطانية سليمة جدا: ماذا تريد سيدتي أن تشرب؟؟

استغربت باكينام لهجته التي لا تسمعها هنا إلا من هيا
وسألته ببريطانية صميمة فخمة:
ليس الآن.. أنتظر صديقتي.. لهجتك ليست من هنا: هل أنت بريطاني؟؟

ابتسم ابتسامة ساحرة كشفت عن صف أسنان رائع: وهل أنت بريطانية؟؟

ابتسمت باكينام: ربما

رد الابتسامة بمثلها وهو يعزز ألقه الغريب الذي طفا حوله كهالة:
وأنا أيضا سأجيبك ربما..

ثم غادر

هزت باكينام رأسها وهي تريد طرد تأثيره من مخيلتها
كان يملأ المكان حولها بحضوره الغريب..
وحين انسحب شعرت بالمكان كصحراء خالية من ألقه..

هزت رأسها مرة أخرى وهي تتناساه
وتستغرق في كتابٍ بيدها


باكينام حكاية غريبة لم تكتمل بعد..
فصراع الأعراق فيها صنع شخصية مركبة مثيرة..
فكما كانت جداتاها غريبتين ، كذا كان جداها
فجدها والد أبوها "عمدة" وأصلهم فلاحون يمتلكون أراضي زراعية شاسعة جدا
حين كان جدها شابا ووالده هو العمدة
أرسله لتركيا ليتفق مع تجار أتراك على شراء محاصيل القطن من أرضهم
تعرف على جدتها "صفيه" أو كما ينادونها بالتركية "سافيا"
نشئت قصة حب ناعمة بينه وبين ابنة التاجر التركي
الحب هذا وجد معارضة حادة على الجبهتين المصرية والتركية
ولكنهما تزوجا في النهاية
وعاشا أشبه ما يكون بقط وفأر
فصفية لابد أن تسب العرب وهو سيرد
ولكن بقي الحب العميق يجمعهما حتى توفي
وبقيت صفيه تلعنه وتتحسر عليه

أما جد باكينام الإنجليزي فهو حكاية عويصة هو الآخر
فوالده كان لوردا من مجلس اللوردات البريطاني
ووقع في غرام زميلته في الجامعة "فيكتوريا"
التي كان والدها أحد الثوار الايرلنديين
علاقة حبهما كانت أشبه بخيانة وطنية على الطرفين
ولكن لتذهب الحروب إلى الجحيم
تزوجا.. ونقلا الحرب لبيتهما في علاقة غريبة جمعتهما
خليط من الحب الكاسح والعداوة المرة
فكلاهما مقتنع بحق بلده وكلاهما يذوب في الآخر
رحل اللورد البريطاني وترك الليدي فيكتوريا
تلعنه أيضا وتتحسر عليه

وحين جاء دور الجيل الثاني
والد باكينام ووالدتها
الاثنان وجدا معارضة أشد
(ويا للغرابة!! يحرمان على أبنائهم ما أباحوه لأنفسهم!!)
فكيف يقبل العمدة والسيدة التركية المعتدة بنفسها
أن يتزوج ابنهما من لا أصل لها
وكيف يقبل اللورد والليدي الايرلندية
أن تتزوج ابنتهما من هذا العربي القادم من عمق الصحراء والجهل؟!!

تزوجا طه وسوزان دون اهتمام باعتراض أحد

وجاء الجيل الثالث
باكينام

سليلة العناد المتأصل والأعراق المتنافرة
فما الذي ينتظرها؟!!




**************************



مجلس آل مشعل

الحوار غير المتوقع مستمر بين ناصر وراكان


راكان يشتعل غضبا: حد غيرك يدري؟؟

ناصر بغضب هذه المرة: أظني إنك تعرفني يا ولد أبي..
لو بأقول لأحد كان قلت من زمان..
وبعدين أنت تدري إنه موضوع مثل ذا ما ينقال..

ثم أكمل وهو يتمالك نفسه: والليلة خلاص ماني بمخليك لين أعرف السالفة كلها..
يومك تحبها ليه خليتها؟؟؟

راكان بغضب: تحشم يا ناصر.. عيب عليك..

ناصر بهدوء عميق: راكان تراني أخيك.. واللي يعيبك تراه يعيبني..
أنا طول السنين اللي فاتت وأنا ساكت
حتى يوم أنت خليتها.. أنا احترقت ألف مرة ليش تخليها..
بس سكتت ولا قلت لك شيء
واحترمت خصوصياتك

بس الليلة خلاص..وصلت حدي.. لازم أعرف كل شيء
وأظنك عارفني.. بيري مهوب قريب.. والعلم اللي وراي مايندرى به
سرك 8 سنين وهو معي.. حد درى فيه يعني؟؟

تنهد راكان..
متعبٌ هذا الراكان.. متعب..
مثقل بالهم والوحدة .. والوحشة التي غزت روحه
متعب من منفاه الاختياري الذي نفى روحه فيه وأقصاها
متعب من الكبت والكتمان

وهاهو ناصر يمد له يد البوح
يريد أن يتمسك بهذه اليد.. يريد أن يتخلص من بعض أحماله
يريد أن يشعر بنفسه خفيفا من ثقل آلامه المنغرزه في روحه
همس كأنه يحادث نفسه:

كنت أحبها .. وانتبه أني أقول كنت..
لأني ماني برخيص عشان أفكر بمره متزوجة..
من يوم هي تزوجت نزعتها من قلبي نزع
أحرقت قلبي عشان ينساها
والحين مابقى من قلبي غير رماد


قبل 11 سنة..
كان عمري 19 سنة يوم بدا إحساسي فيها يختلف..
يمكن عشان تغطت مني وانحرمت من شوفتها
كانت أحسها أميرة.. مهرة.. شيء فوق الخيال..
كانت عندي القمر والشمس والسحاب مع أني ماكنت أشوفها
كنت أوقف قريب من بيتهم..
أقول يمكن أشم ريحة عطرها
يمكن أسمع صوتها..
يمكن أشوف زولها طالعة وإلا داخلة..
كان يكفيني إحساسي بقربها..
إحساسي إنها قريبة..
إحساسي بروحها الطاهرة..

أدري الحب في عرفنا وعاداتنا حرام وعيب..
ومهوب ولد مشعل اللي تطلع منه العيبه
كتمت حبها في قلبي.. واحنا نكبر وحبها يكبر..
لحد ما تمكن من روحي وأنا ماعندي غير القصايد
عبيت دفتر كامل لها
ديوان شعر كامل لها هي بروحها
كل صفحة باسمها.. كل صفحة هي نزف روحي لها وعشانها


ناصر باستغراب مملوء بالأسى والتضامن مع شقيقه:
زين يوم إنك كنت تحبها ذا الحب كله..
ليه تخليها... ليه تخليها؟؟؟.

راكان بأسى مرٍّ منتزع من أعمق أعماقه:

لأني وقتها كنت متزوج..



#أنفاس_قطر#
.
.
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 02-05-09, 05:52 AM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

صباحات الجمال التي تشبهكم

الغاليات والعذبات أميراتي وصديقاتي
أنا والله آسفة آسفة إني ماقدرت استجيب لطلبات الناس الغاليين جدا جدا
إني أنزل بارت ثاني البارحة
أنا يا بنات وبكل صراحة
أشتغل على الرواية وأكتبها
وأنا سابقتكم بخمس بارتات بس
وأحاول أني أحافظ على الفرق بأني أحاول أكتب كل يوم بارت
لأنه أيام ما أقدر وأضطر أنزل منهم
وأحاول أعوض بكتابة أكثر من بارت في عطلة نهاية الأسبوع
وحتى البارتات الخمسة موب جاهزين يكونون يبون تعديل وأحيانا إكمال
وأنا أعدل البارت وأكمله كل يوم قبل تنزيله على طول

فوالله العظيم
لو كان بارت اليوم جاهز
كنت نزلته البارحة عشان خاطركم
بس والله العظيم توني خلصته

سامحوني يالغوالي
إن شاء الله نرضيكم على الأقل لما نخلص من مشروع التخرج
اللي جايب لي الهم
وعلى طاري مشروع التخرج
بنت خالتي تقول ادعوا لها
تراها وضعها سيء مع مشروع تخرجها
وتقول وحشتوها
وتقول هذرة كثير بس أنا ماني متفرغة لها
تجي هي عقب وتقول اللي تبيه

بارت اليوم
وما أدراك ما بارت اليوم
إذا كانت قفلة أمس حرقتكم
وش بتقولون على قفلة اليوم؟؟
أنتظر توقعاتكم لما سيحدث بعد هذه القفلة؟؟
وعلى فكرة ترا مازلنا في ليلة ملكة فارس والعنود


برايفت زارا: مالك إلا الرضا ياقلبي واللي يرضيك
بس اصبري علي


استلموا
الجزء السابع عشر
.
.
قراءة ممتعة مقدما
.
.
لا حول ولاقوة إلا بالله
.
.
.
.


أسى الهجران/ الجزء السابع عشر



الحوار مستمر بين ناصر وراكان


ناصر باستغراب مملوء بالأسى: زين يومك إنك كنت تحبها ذا الحب كله..
ليه تخليها.. ليه تخليها؟؟..

راكان بأسى مرٍّ منتزع من أعمق أعماقه:

لأني وقتها كنت متزوج..

ناصر قفز كأنه لُدغ: متزوج؟؟

راكان بحزن عميق: كنت..

ناصر والكلمات تخرج متناثرة من بين شفتيه.. وأحاسيسه ضائعة
ومشاعره مرتبكة (راكان يتزوج في السر!!!)

ناصر بنبرة متقطعة مليئة بالدهشة: أنت يا راكان تتزوج في السر؟!!
ومن سنين بعد؟!!
تدري أنا أتخيل أني ممكن أسويها.. حتى ممكن أتخيل مشعل يسويها
بس أنت لا.. مستحيل.. مستحيل

حزين راكان أن تهتز صورته أمام شقيقه الأصغر..

"لا تعجل يا ناصر على راكان حتى تسمع الحكاية لأخرها"



************************


غرفة مريم
الساعة 12,45 بعد منتصف الليل


صلت مريم تهجدها.. وتستعد للنوم..
منهكة جدا.. اليوم كان منهكاً وطويلاً بالنسبة لها
واستنزفها بكاء العنود.. فهي لا تحتمل أدنى شيء يضايق هذه الصغيرة

تمددت مريم وهي تضع سماعات المسجل على رأسها وتستمتع لآيات من القرآن

بعد دقائق فُتح الباب
لم تسمع فتح الباب بسبب السماعات.. ولكنها اشتمت الرائحة العذبة

أقفلت المسجل وأزالت السماعات وهي تقول بحنان: تعالي العنود..

العنود دخلت وأغلقت الباب خلفها وهي تقول بتردد: أقدر أنام عندش مريم..؟؟

مريم بحنان وهي تزيح لها مكاناً على جانبها على سريرها المزدوج
الذي جعلته مزدوجا من أجل العنود..
التي كانت كثيرا ما تتسلل ليلاً لتندس معها في سريرها

وتربت على المكان الخالي جوارها.. لتزحف إليه العنود بخفة..

مريم تبتسم: وش الأدب اللي عندش اليوم.. تستاذنين وتنسدحين بشويش
بالعادة ما أشوفش إلا مروعتني وانت ناطة جنبي..

العنود وهي تتمدد بجوار مريم وتمسك بيدها وتقول بضعف:
تظنين فارس زعلان عليّ..؟؟

مريم ضحكت: فديت اللي مهوب قادرين ينامون
يحاتون زعل حبيب القلب..

العنود بتوتر: مريم والله مالي مزاج أمزح..

مريم بحنان وهي تمسح شعر العنود: أكيد مهوب زعلان عليش..
حد يقدر يزعل على أحلى بنت في الدوحة..
وأكشخ بنت في الدوحة.. وأشيخ بنت في الدوحة..

العنود تقاطعها وهي تبتسم بشفافية مغلفة بالحزن:
خلاص.. خلاص.. يالنصابة.. صدقتش الحين!!!


*********************

واشنطن دي سي
الساعة الرابعة وعشر دقائق عصرا
المقهى قرب شقة هيا

مازالت باكينام تنتظر هيا
وهي مستغرقة في قراءة كتابها
وكلما رفعت عينيها وجدتها تتبع القامة الطويلة
التي تجوب الطاولات برشاقة

وأكثر من مرة التقت عيناها بعينيه الآسرتين، آسرتين كما شعرت هي بها

(اختشي يا بت باكينام
الراجل هيئول دي ما شافتش رجالة ئبل كده)

جاءت هيا أخيرا
ألقت السلام وجلست بصمت
فمازالت تحت تأثير خجلها مما حدث بينها وبين مشعل

باكينام بابتسامة: مالك يا بت؟؟ نازل عليكي سهم الله

هيا بهدوء: مافيه شيء.. نطلب؟؟

باكينام بمرح: نطلب.. وتعرفي يا بت
أنا شكلي هأغير من الأمريكاني للمكسيكانو (تقولها "بعيارة")

ابتسمت هيا: يا سلام عليج وأنتي تنقين بس!!
وليش المكسيكانو بالتحديد..؟؟

باكينام وهي تأشر بعينها: شوفي الجرسون اللي هيجي دلوئت؟؟

عاد اللاتيني الوسيم: جاءت صديقتك أخيرا.. وأعتقد أنه وقت الطلب..

باكينام بعذوبة: شاي بريطاني لو سمحت..

ابتسم: عاداتكم العريقة ترتحل معكم..

ابتسمت باكينام وهي تقول : ربما

وهيا صامتة تراقب خيط النظرات الغريب المتصل بينهما

غادر وباكينام تلتفت لهيا وتقول: إيه رايك؟؟

ضحكت هيا: تبين الجرسون؟؟

ضحكت باكينام: أنتي عايزة بابا وأنّـا ينتحروا..
لأ طبعا.. أنا ئصدي الستايل بتاعو
يهوس.. يجنن.. أنا هأحول على الطلبة المكسيكانو اللي معايا

ابتسمت هيا وهي تقول بصراحة: تبين الصدق؟!!!
حتى لو هو مكسيكي لكن شكله مصري مصري مصري صميم..
الظاهر الدم يحن..

باكينام باستنكار: حرام عليكي.. الواد الئشطه دا شبه الغفر اللي هناك..

هيا هزت أكتافها: أنتي مخج تعبان.. والله العظيم ماعندج عيون..



*****************************



بيت عبدالله بن مشعل

بين غرفة الجدة في الأسفل
وغرفة مشاعل في الأعلى

أم محمد جافى النوم عينيها..
خليط من المشاعر يلفها ويثقل على روحها الـمُستنزفة

"بنت سلطان!! هيا !! بنتي!! بنت ولدي سلطان!!"

آه يا سلطان حرموك من أمك
وحرموها منك..
حال بينكما الكبرياء الزائف اللعين..

حياة مرة قاسية عاشها كل منهما..
رحل سلطان بحزنه.. وارتحل الحزن إلى روح الجدة وسكنها

ترتعش الجدة وذكريات سلطان تغتالها
تتذكر سلطان طفلا في أحضانها
ثم شابا طويلا عريضا هي من تضيع في أحضانه
ثم بردا قارسا يلف سلطان ويلفها
حرموه أحضانها وحرموها أحضانه

" هيا .. أيتها الصغيرة.. جدتكِ تقتلها اللهفة إليكِ..
يغتالها الشوق لرائحة سلطان في ثناياكِ"

(بكرة بأكلم مشعل عشان أكملها
أبي أسمع صوتها
يصبرني شوي لين أشوفها)



في الأعلى حيث مشاعل
تتمدد على سريرها
مشغولة هذه الصبية بالتفكير في الكل..

ضايقها زحف شعرها القصير إلى وجهها
قامت لترفعه برباط مطاطي
رفعته للأعلى بشكل عشوائي وخصله القصيرة تتناثر على وجهها العذب لتزيده عذوبة

كان شعرها كستنائيا شديد النعومة ومتوسط الكثافة..
تقصه منذ سنوات قصة (كاريه) كلاسيكية تصل لأسفل عنقها الطويل
قصة تتناسب برقيها ونعومتها مع شخصية مشاعل الهادئة العميقة وجمالها الهادئ

كجدتها النوم يجافيها..
قامت وفتحت جهاز حاسوبها المحمول..
ستتصفح صحف الغد (لابد أنها صدرت الآن.. الساعة الآن الساعة الواحدة)

تقلب الصحف.. تقرأ بهدوء ساكن
يشبه الهدوء الذي يلفها
فاجأتها صورة اقتحمت سكونها
صورة أرشيفية لناصر في تحقيق عن فريق سباقات التحمل..
كانت صورة رائعة لناصر وهو يمتطي "الجليلة" بشموخ..

(كم يبدو وسيما.. ومبهرا!!) همست مشاعل في داخلها

"أف وش ذا الأفكار الغبية؟!!"

أغلقت مشاعل الجهاز فورا ..
ومشاعر شتى تقتحم روحها الشفافة..

"لمتى وأنتي كذا يا مشاعل؟؟
زواجي بعد أقل من 3 شهور.. وأنا حتى اسمه وصورته استحي منها
ومن ناحية ثانية: ترا ناصر مهوب لازم إنه بارد مثل مشعل
ولا متوحش مثل حمد"

" وأنا بعد وش يضمني إنه ما يكون أسوأ منهم ثنينهم؟!!
وش يضمني؟!!
خايفة.. خايفة..خايفة!!"



****************************



مجلس آل مشعل
وثورة الأسرار التي فتحها ناصر
وفجرها راكان


ناصر بصدمة: أنت يا راكان.. انت تتزوج من ورانا.. ليه؟؟ ليه؟؟

راكان بحزن: الله يرحمك ياعمي سلطان..
عمي سلطان فتح لنا باب وسوى لنا رعب..

ناصر باستغراب: وعمي سلطان وش دخله فيك؟؟

راكان بعمق وهو يستعيد الحكاية من البداية:
تذكر يا ناصر.. محمد اللي كان معي في الفريق اللي توفى قبل كم سنة؟؟

ناصر بتذكر وهو يعصر مخه: مهوب اللي قتل نفسه بطلقة
وهو ينظف سلاحه وأنتو في اليابان؟؟

راكان بحزن: بلى هو نفسه.. أنا اللي كنت معه في الغرفة.. كنت في الحمام.. ولما سمعت الطلقة طلعت متروع..
أنا شفت إصابته عرفت إنه يومه وقف..الله يرحمه
لقيت وجهه للقبلة وقعدت ألقنه الشهادة.. تشهد يجعل مثواه الجنة
لكن ماكان على لسانه إلا كلمة وحده
"عيالي في رقبتك ياراكان.. عيالي مالهم حد"

ناصر بتوجس: وعقب

راكان وهو يتذكر بأسى: رجعناه للدوحة..
وصرت أمر دايم على بيته وعياله
عنده 3 عيال أكبرهم ذاك الوقت كان ولد أبو 12 سنة
ومحمد ماكان له أخوان ولا أخوات
ومرته كان لها أخين صغار ساكنين معها

أنا كنت أجي للمجلس وأجيب لهم أغراضهم وأشوف هم وش يبون
لكن جيرانهم الله يهداهم صاروا يتكلمون على مرت محمد بالشينة

ماقدرت أخلي المره تنضر سمعتها وهي رايتها بيضاء وخصوصا إنها عندها بنات

ناصر بصدمة: لا تقول إنك تزوجتها؟؟

راكان بحزن: إلا.. تزوجتها.. من سبع سنين.. وطلقتها قبل كم شهر..

ناصر بثورة: أنت مجنون.. حد قال إنك مؤسسة الشؤون الاجتماعية؟؟

راكان بعمق: ناصر أنت لو انحطيت في نفس موقفي..
صدقني بتسوي نفسي..
هذي جينات آل مشعل الخبلان
عشان كذا قلت الله يرحم عمي سلطان..
لأني حسيت بإحساسه يوم انحطيت في موقفه
وعشت السبع سنين اللي فاتت في رعب إنه ابي يعرف ويطردني..
الله يرحمك ياعمي سلطان.. الله يرحمك أشلون استحملت بعد هلك
أنا مجرد الفكرة ما قدرت استحملها..أشلون وأنت عانيتها لين مت بعيد عنا

ناصر باستفهام متخوف: لا يكون عندك عيال بس..

راكان ابتسم ابتسامة باهتة: أصلا مرت محمد حتى وجهها ماشفته..
ثم أكمل بهدوء: اتفقت معها أتزوجها عشان جيرانها يلمون ألسنتهم
وأنا أراعيها هي وعيالها وأخوانها.. لين يكبر ولدها وأخوانها..
لين قبل كم شهر ولد محمد الكبير خلص ثانوية ودخل الشرطة
وهو اللي طلب مني أطلق أمه.. وطلقتها..

ناصر باستفهام: زين أنت كنت متزوج زواج صوري وفي السر..
ليه خليت موضي؟؟
كنت تقدر تزوج موضي.. وفي نفس الوقت تظل متزوج مرت محمد وتراعي عياله..

راكان انتفض بعنف: كان مستحيل أبني حياتي مع موضي على كذب..
واكون مخبي عنها موضوع مثل هذا..
ثم أكمل بحزن: موضي تستحق واحد تكون هي الوحيدة في حياته
ماحد يشاركها حتى في أفكاره

ناصر يتنهد بعمق: زين يومك تقول إنك نزعت حب موضي من قلبك
والمرة اللي انت متزوجها طلقتها قبل كم شهر...
وش يمنعك تتزوج الحين؟؟؟

راكان بحزن عميق وصميمي كعمق راكان وبعد غوره:
فيه شيء في روحي مات يا ناصر..
ماتت فرحتي ولهفتي للزواج
اضطريت أتزوج وأنا شاب صغير عشان الواجب
ضاعت مني فرحتي بزواجي.. فرحة الشاب بلمة ربعه حوله
فرحته بحياة جديدة مع الإنسانة اللي بتكون نصفه الثاني
ثم ضاعت موضي قدام عيني.. وأنا احترق ولا أقدر أسوي شيء
وعقبها أحرقت قلبي بنفسي
قطعت عروقه عشان ينساها

نساها..
لكنه مات.. وانتهى
جفت عروقه ويبست..
وأنا خلاص فقدت كل رغبة بالزواج..
روحي مليانه هم ماعدت أعرف له سبب


**********************************


الساعة 12 ونصف بعد نصف الليل
غرفة لطيفة ومشعل

لطيفة أنهت صنع المراجعة لأولادها
وقامت تريد أن تستحم وتصلي قيامها قبل أن تنام..
فغدا السبت إجازة ولكنها تريد أن توقظ أولادها مبكرا حتى تدرسهم

مشعل يتابع النشرة الاقتصادية.. رأى لطيفة على وشك القيام

سألها وعيناه مثبتتان على الشاشة: وين بتروحين؟؟

لطيفة بنعومة: بأقوم أتسبح وأصلي..

مشعل يكتم صوت التلفاز ويلتفت إليها: اقعدي لطيفة.. أبيش في موضوع

لطيفة عادت للجلوس ووهي تقول باهتمام: هلا آمرني حبيبي..

نغزه قلبه من قولها "حبيبي" بينما هو يريد أن يفاتحها في موضوع أبعد ما يكون عن الحب..

مشعل بهدوء رغم توتره.. لم يعلم أن الأمر سيكون صعبا ومريرا هكذا :
لطيفة أنتي تدرين إنش غالية وقدرش عالي عندي..

لطيفة لم ترتح لهذه المقدمة التي لم تعتدها من مشعل: أدري.. الله يعز شانك

مشعل بذات الهدوء المتوتر وهو يشعر أن الأمر يزداد صعوبة عليه:
يعني مهما يكون أو مهما يصير إنتي قدرش ما يتغير..وبتظلين غالية..

لطيفة سحبت نفسا عميقا وهي تشعر بتوجس مرعب لا تعرف له سببا:
مشعل بدون مقدمات .. أنت وش تبي تقول؟؟

مشعل ألقى جملته وكأنه يزيح هما عن كاهله: أنا أفكر أتزوج مرة ثانية..

لطيفة مازالت لم تستوعب.. وكأن الخطاب غير موجه لها
وكأن المتحدث ليس زوجها..

أحرفها مقطعة تائهة:

أنت.. أنت تبي تزوج علي أنا؟؟ أنا ؟؟؟؟!!!!! علي أنا؟؟!!



#أنفاس_قطر#
.
.
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 03-05-09, 06:51 AM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

صباح الخير على القلوب الأطهر
قلوبكم

بنات
ترا كل شخصيات الرواية بلا استثناء خيال في خيال
ولا توجد عائلة آل مشعل إلا في خيال أنفاس قطر وبس

ماراح أكثر عليكم كلام
أدري مشتاقين للبارت
ولردة فعل لطيفة
وأنا مشتاقة أكثر لردة فعلكم على البارت

اليوم بارت من أحب البارتات على قلبي
بارت لطيفة
لطيفة وبس

استلموا
الجزء الثامن عشر
.
.
قراءة ممتعة مقدما
.
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.
.
أسى الهجران/ الجزء الثامن عشر


مشعل ألقى جملته وكأنه يزيح هما عن كاهله: أنا أفكر أتزوج مرة ثانية..

لطيفة مازالت لم تستوعب.. وكأن الخطاب غير موجه لها
وكأن المتحدث ليس زوجها..

أحرفها مقطعة تائهة:

أنت.. أنت تبي تزوج علي أنا؟؟ أنا ؟؟؟؟!!!!! علي أنا؟؟!!


فكرة الزواج كانت تطوف ببال مشعل منذ زمن..
ليس هناك امرأة معينة في باله..

ولكن في مجال عمل مشعل المتحرك
يقابل يوميا عشرات النساء الناجحات قويات الشخصية
وسيدات أعمال يدرن شركات ضخمة بكل براعة وثقة..

هؤلاء السيدات فتحن عين مشعل على سبب عدم تقبله للطيفة
رغم عشرة السنين..
يريد امرأة من هذا النوع..
امرأة قوية واثقة تعرف كيف تدير حوارا ذكيا..
تقف أمامه ندا..
فلا يعقل أن يكون هو بكل قوة الشخصية والثقة هذه
وزوجته امرأة سلبية مسالمة لا يوجد أي تكافؤ بين شخصيته وشخصيتها؟!!..

نعم الرجل يحب أن يكون هو المسيطر..
لكن إذا وجد امرأة سلمت له كل المقاليد من البداية
فأين متعة السيطرة ؟!!

هو لا يفكر أن يتزوج فورا أو قريبا
هي مجرد فكرة تطوف بباله وينوي تنفيذها في الوقت المناسب
ولكنه –في اعتقاده- ظن أن لطيفة لابد أن تعلم بأفكاره وتتهيأ لها
من باب احترامه لها ولنفسه
فهو يرى أنه لا بأس أن يتزوج أخرى تتناسب مع تفكيره
وتبقى لطيفة هي زوجته الأولى وابنة عمه وأم أولاده
ولها احترامها وتقديرها كما كانت طيلة السنوات الماضية


لطيفة تكرر جملتها وهي تسحب نفسا عميقا:
مشعل جاوبني.. أنت تبي تتزوج علي؟؟

مشعل بهدوء: إيه.. أفكر

لطيفة سحبت نفساً أعمقَ وهي تقول بهدوء:

مشـــعــل اطـــلــع بـــرا بــيــتــي..


مشعل اعتقد إنه سمع خطأ: وش تقولين؟؟

لطيفة بغضب رغم أنها تحاول السيطرة على نفسها:
أقول اطلع برا بيتي..

ثم أكملت بسخرية مريرة:
ورتب شنطتك بنفسك.. لأن الخدامة اللي اسمها زوجتك قدمت استقالتها

مشعل مازال غير مستوعب ما تقوله: لطيفة أنتي صاحية وإلا مجنونة؟؟

لطيفة ثارت ثورة عارمة غير مسبوقة..
لأول مرة تثور.. كانت تصرخ بعنفوان
كانت أشبه ببركان خامد.. ثارت حممه فجأة لتغرق كل ما جاورها :
أنا كنت مجنونة وعقلت
13 سنة وأنا شايلتك على رأسي.. حبيتك حب ما عمر مره حبته لرجّالها
صبرت على برودك معي.. صبرت على بخلك بمشاعرك
صبرت على تجاهلك لي كني طوفة قدامك
كل شيء صبرت عليه عشانك
وأنا أسكب مشاعري اللي كانت بدون قيمة عندك
وأحط قلبي بين يديك

خذتني عمري 18 سنة توني مخلصة ثانوية..
قلت لك يا مشعل أنا نسبتي 93 وأبي أدخل جامعة
قلت لي: المره مالها إلا بيتها..
قلت لك: إن شاء الله..
مهوب سلبية مني..
لكن من كثر ماكنت أحبك وما أبي شيء يزعلك مني

وكنت كل ماقلت لي شيء
قلت لك إن شاء الله، وحاضر، وتم، وتامر
وعمري ماكسرت لك كلمة
وهذي أخرتها.. هذا ردك عليّ؟!!

الله يلعن الحب اللي ذلني لك.. وخلاك تدوس على رقبتي
جاي تقول لي أنا أبي أتزوج.. وبكل برود
كنك تقولها للكرسي اللي قدامك
ما كنك تكلم زوجتك اللي أنت عارف ومتأكد إنها تتنفس هواك
لكن وش يهمك أنت؟؟!!
هي تتنفس هواك.. وأنت عطها من قسوتك وبرودك على رأسها!!
لأنها بدون قيمة عندك..لا هي ولا مشاعرها

لو كنت أنا مقصرة في حقك في نص شيء، مهوب شيء..
نص شيء.. كان يمكن بغبائي أدور لك عذر

بس أنا عمري ماقصرت في حقك ولا بأقل شيء.. واخرتها تبي تتزوج..
روح تزوج يابو محمد..روح
وبدل الوحدة تزوج عشر..
بس بيتي يتعذرك..
اطلع ..
اطلع ما أبي أشوف وجهك قدامي
أنت أصلا ما تستاهلني.. ولا تستاهل حبي لك


مشعل كان مصدوما وغير مستوعب..
أولا من الكلام الحاد الذي تقذقه فوق رأسه
وثانيا من رفعها لصوتها

(معقول هذي لطيفة!!
عمري ما تخيلت إنها تعرف ترفع صوتها..
عمري أصلا ما تخيلت إن حبالها الصوتية تمتلك هذي الدرجة العالية من الصوت
وعمري ما تخيلت إنها كاتمة في قلبها كل هذا
أو حتى تعرف تتكلم بهذي الطريقة الحادة القوية)

كان مشعل يرى أمامه مخلوقة أخرى
مخلوقة تنتفض كنمرة مفترسة
كانت لطيفة تنتفض من الغضب
وكلماتها تخرج متدافعة كطلقات رصاص متلاحقة

ومشعل يتأملها بدهشة..
ارتعاش فكها
لمعة عينيها
اهتزار جسدها بعنف..

"هي كانت حلوة كذا طول عمرها؟؟!!
أو أنا اللي ما كنت أشوف؟؟!!"

كانت عينا مشعل تجول بلطيفة بتمعن
وكأنه يراها للمرة الأولى
يتمعن فيها جزءا جزءا
وعيناه ترتحلان بين تفاصيل جسدها تفصيلا تفصيلا
لتسكن نظراته على شفتيها المرتعشتين غضبا وانفعالا
والكلمات تتدافع عبرهما كسيل كاسح ناري منهمر

"نعنبو.. وش ذا الشفايف الموت اللي عندها؟!!"

شعر مشعل برغبة عارمة مجنونة أن يسكتها بقبلة طويلة
يطفيء بها ولعه الذي شعر به يجتاحه فجأة.. وبعنف..وبدون منطقية

وكأنه لم يحفظ تضاريس هاتين الشفتين طوال السنوات الماضية
ما الجديد بهما هذه المرة؟؟
لِـمَ يشعر برغبة جارفةٍ لم يشعر بشيء شبيه لها قبلا؟!!
لِـمَ تقتله الرغبة في تقبيل هاتين الشفتين المرتعشتين ؟!!

ولكن يستحيل أن يفعلها..
أ يذل نفسه لها، وهي تطعنه بكل هذا السيل من الكلمات؟!!

لطيفة تستكمل ثورتها: مشعل اطلع من بيتي
أنا ما أبي اشوفك..
أنا ماراح أقول لك طلقني
عشان عيالي مهوب عشانك
لكن من اليوم مالك أي حق علي.. تبي تجي للبيت
تجي تشوف عيالك وتطلع..
مثلك مثل أي ضيف
وغير مرغوب فيه بعد
أطلع.. يالله اطلع الحين
ماني بمستحملة أشوفك قدامي ولا دقيقة وحدة
اطلع.. اطلع

مشعل مازال مستغربا ثورتها.. لكنه يعتقدها ثورة وقتية:
خلاص لطيفة خلاص هدي..هدي
أنا ماقلت أني أبي أتزوج الحين..
أنا أفكر أتزوج.. وشفت إنه حقش إنش تعرفين

لطيفة بثورة هادرة أحد.. كسيل جارف اكتسح كل السدود:
صدق ماشفت مثل وقاحتك
تقتل القتيل وتمشي في جنازته
حقي أعرف الخبر اللي بينشر السعادة في روحي يعني؟!
وش أعرف يا مشعل؟؟ وش أعرف؟
إنك خنتني وتفكر تتزوج غيري
وش أعرف؟؟
إني ما أسوى عندك شيء؟؟
وش أعرف؟؟
إنه مره ثانية بتشاركني فيك
يا سلام على الخبر اللي أنت جاي تتحفني فيه
عمرك أصلا ما اعتبرتني شريكة لحياتك بمعناها الكامل
عمرك ما أشركتني في أفكارك
ولا شكيت لي همومك
دايما مهمشني ومقصيني عن حياتك
كأنك تستكثر علي الجملتين الباردة اللي تمنن فيهم علي

عمرك ماقلت لي إنك تحبني
عمرك ما طيبت خاطري بكلمة
عمري في حياتي ما سمعتك تقول: أنت حلوة
أو هالفستان حلو عليش..
أو حتى سمعت مجاملة صغيرة منك
الحين صار عندك حب الحوار المشترك وتبي تقول لي؟؟
بس تدري مشعل
شكرا على الخبر
وشكرا على أنك اشركتني أخيرا في التفكير معك
حتى لو ما كنت ناوي تتزوج قريب
زين قلت لي
ضاع من عمري 13 سنة
وأنا عايشة على أمل اليوم اللي بينهد السد اللي بيننا
وبلاقي لمشاعري صدى في قلبك
زين قلت لي
خلني ألم مشاعري المبعثرة اللي مالها قيمة
خلني أعرف أن السد اللي أنت بينته بيننا عمره ماراح ينهد
لأن الشيخ مشعل مشاعره بتكون لمره ثانية
خلاص مشعل خلاص
اطلع.. اطلع..
أقول لك ماني بمستحملة شوفتك
اطلع.. اطلع..


في موقف حياتي آخر..
لم يكن مشعل ليسكت على هذا السيل الحاد من الكلمات
فمشعل محاور ذكي وواثق
ولا يُغلب في حوار
وكان سيرد هذا السيل بسيل أحد ويقلب الطاولة على محاوره
وخصوصا أن لديه أسبابه التي هو مقتنع بها

ولكن مشعل الآن كان مصدوما بعنف
والصدمة أضاعت الكلمات من بين يديه
لم يخطر بباله ولا حتى لجزء من الثانية أن هذا قد يكون رد فعل لطيفة

توقع أن تصمت..
تبكي..
تقول كلمتي عتب وتسكت..

ولكن هذه لطيفة أخرى.. ليست هي من يعرف..
لا شكلا ولا مضمونا
لم يرها يوما بهذا الجمال الموجع الكاسح!!
ولا بهذه القوة المثيرة الهادرة!!

" لِـمَ لا تقل يا مشعل أن هذه هي لطيفة الحقيقية..
زوجتك التي أعميت عينيك عن رؤيتها؟!"


نهض مشعل وارتدى ملابسه..
شعر بالضياع وهو يبحث له عن حقيبة صغيرة يضع فيها ملابسه
وبضياع أكبر وهو يرتب ملابسه فيها
فهو اعتاد أن تفعل له لطيفة كل شيء

أخذ حقيبته وخرج دون أن يتفوه بأي كلمة
ولطيفة مازالت تقف بجمود وثقة
ما أن خرج.. حتى أغلقت الباب خلفه بالمفتاح
لأنها خشيت أن يعود
ويرى كل قوتها التي تسلحت بها انهارت

وهي تلقي بنفسها على سريرها
و تنخرط في بكاء حاد موجع
بكاء كان مخزنا في روحها المرهقة منذ دهور
كانت تبكي ألما سرمديا كونيا
لا حدود لاتساعه وآلمه الممزق للشرايين
تبكي بحرقة حبيب قلبها
الذي لم يحفظ عشرة السنين..
ولم يقدر مشاعرها التي سفحتها له وبين يديه
تبكي خيانته وتفكيره في سواها
وهي التي ما عرفت للحب معنى سواه
تبكي حبها الكبير العميق الذي اكتشفت أنه لم يكن قيمة

تبكي ثلاثة عشر عاما مرت
كان كل يوم فيها يزيد حب مشعل في قلبها ويتجذر
بينما هو يتباعد أكثر، ليذبحها في الختام أنه يريد أن يكون لأخرى

تبكي مجرد تخيلها مشعل بين أحضان أخرى
أخرى يكون لها الحق في لمس مشعل والنظر إلى ملامحه
تنحرها الغيرة واليأس والحزن

تبكي بُعد مشعل عنها الذي تعلم أنه سيسلخ روحها
فروحها معلقة بهذا المشعل اللعين!!

(لعنة الله على الحب يامشعل..
كم أحبك..
ولكن ..
يكفي يا مشعل..

يكفي..)


#أنفاس_قطر#
.
.
انتهى بارت اليوم
وأنا بصراحة مستنزفة جدا
من ظروفي من ناحية
ومن هذا الجزء من ناحية أخرى
هذا الجزء استنزفني تماما
فأنا أنفعل مع شخصياتي
الآن بدأت قصة لطيفة ومشعل
الآن فقط ستتعرفون عليهم
ولطيفة استنزفتني حتى الثمالة
وخصوصا أني بقيت أكتب في الجزء حتى تنزيله
كنت أريده أن يعبر تماما عن روح وغضب لطيفة
كما شعرت بها أنا

لذا اسمحوا لي بالغياب يومين اثنين فقط
وخصوصا أنه اليوم مافيه قفلة
موعدنا الأربعاء صباحا إن شاء الله
نأخذ كلنا راحة
ونعود بأكشن حماسي جدا
.
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
اسى الهجران, انفاس قطر, قصص من وحي الاعضاء
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t121341.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 01-06-15 01:25 AM
Untitled document This thread Refback 03-01-15 05:49 PM
ط±ظˆط§ظٹط© ط§ط³ظ‰ ط§ظ„ظ‡ط¬ط±ط§ظ† ظ…ظ†طھط¯ظ‰ ظ„ظٹظ„ط§ط³ ط¨ط¯ظˆظ† ط±ط¯ظˆط¯ This thread Refback 05-09-14 06:38 PM
ط®ظ„ظٹظ†ظ‰ ط°ظƒط±ظ‰ ظ„ظٹظ‡ ظƒط¯ظ‡ ط¨ط³ ظٹط§ ظ‡ط§ظ„ط© ط¯ظ‡ ط§ظ†ط§ ظƒظ†طھ ط¨ط­طھط±ظ…ظƒ ط´ظˆظپ Facebook This thread Refback 05-09-14 02:11 AM
ظ…ظˆط¶ظٹ طھط±ظ‰ ط§ظ„ظˆط¹ط¯ ط±ط§ط³ طھظ†ظˆط±ظ‡ This thread Refback 08-08-14 08:55 AM


الساعة الآن 12:05 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية