لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (5) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-08-09, 08:07 AM   المشاركة رقم: 76
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباحاتكم أروع وأدفأ من قلوبكم الرائعة الدافئة
.
.
اليوم نثرثر لكم شوي عن صياغة البارت نفسه
هناك من نبضات قلبي من تطالب بصياغة معينة للبارت
مثلا زيدي من حضور هذه الشخصية أو من حوار تلك الشخصية
أو من وصف مشاعر تيك الشخصية
كل أراءكم على رأسي وعيني وتسعدني فوق ما تتخيلون
وأنا يا بنات لي طريقة معينة ومقصودة جدا في صياغة البارت وتقسيمه وصنع حواراته وسرده ووصفه
وما أنزل أي بارت إلا بعد ما أكون راضية عنه أنا
يعني والله أنا ما أقصد أني ما أرضيكم
لكن صياغة البارت لازم تصدر من رؤية وحدة هي رؤيتي أنا حتى تستمر الرواية على نفس المنهج والمستوى
صح أو أنا غلطانة يا نبضات القلب؟!!!
.
.
بارت اليوم غريب شوي وعميق كثير
أتمنى يعجبكم
يرتكز على زوجين وزوجين
وضعا في نفس الموقف ولكن من زوايا مختلفة ومشاعر متباينة جدا
فبينما الكبرياء والشك يحضر بين زوج
فإن العذوبة والشجن تحضر بين الزوج الآخر
.
.
يالله استلموا
.
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.

أسى الهجران/ الجزء السادس والثمانون



رجلان اثنان يجتاحهما شوقهما واحتياجهما لنصفهما الآخر
مثقلان بالأسى والأذى
ومصدران للأسى والأذى
يحتاجان لحيلة ما لخلق الحصار.. وإعادة الحوار
لِـمَ لا؟؟
كل شيء مباح في الحب والحرب
فكيف حينما يكون هو الحب المباح والمتاح والمحال؟!!!!!


**********



واشنطن
بيت يوسف

يوسف غادر البيت بعد أن وضع حقيبة باكينام في غرفته
وهاهي باكينام تصعد بخطوات مترددة
وصلت للغرفة.. جالت فيها بعينيها..
ليلة واحدة قضتها في هذه الغرفة
ليلة واحدة بذكريات قرن كامل.. ألما ووجعا ويأسا
ماذا وجدت من يوسف إلا الإهانة والتجريح ؟!!
كل ما يرتبط بيوسف يجرحها لأبعد حد
ويشجيها لأقصى حد
ويهزها بلا حد


اقتربت أكثر
قميصه ملقً على السرير..تناولته
قربته من أنفها وهي تستنشق رائحته بعمق
عبق رائحة يوسف!!!

احتضنت القميص وهي تشعر أن جروح قلبها لا تتوقف عن النزيف
فهل لهذا النزف من آخر؟!!
وهل لأوجاعها من نهاية؟!!

انتزعها من الموقف رنين هاتفها
انتفضت بعنف وهي تلتقطه..
تنهدت وهي ترد: خوفتيني يا بت يا هيا

هيا بمرح: بسم الله عليش.. وينش؟؟ أنا في السكن
ومشعل راح وخلاني
بتجين أو أتصل فيه يرجع علي

باكينام بحرج: أنا في بيت يوسف

هيا انفجرت ضاحكة: نعم.. نعم.. عيدي ما سمعت

باكينام بغيظ: بلاش عبط يا هيا.. أنا مش نئصاكي

هيا مازالت تضحك: لا جد جد.. قولي لي أشلون صادش يوسف وسحبش لبيته
ثم أردفت هيا بخبث: أو يمكن أنتي تبين تنصادين

باكينام بغيظ أكبر: بس يا عبيطة.. أنا صفية وستي فيكتوريا جايين لواشنطن
عاوزاهم يجوو يلائوني طافشة من بيت جوزي وأنا ماليش تلات أسابيع متجوزة

هيا بصدمة: جداتش كلهم جايين.. فيه اجتماع للامم المتحدة بيصير في واشنطن؟؟

باكينام تضحك باصطناع: زريفة أوي يا بت
ما تنسيش لازم تيجي تسلمي عليهم

هيا تبتسم: أكيد بدون ما تقولين.. خليهم الحين يرتاحون.. وبكرة بأخذ منش العنوان وأخلي مشعل يجيبني



*************************



بيت عبدالله بن مشعل
باحة البيت الأمامية
الساعة 9 صباحا

سيارة ناصر تتوقف في الباحة
ومشاعل تنزل بعباءتها ونقابها بخطوات مترددة ثقيلة
يغمرها طوفان من الخجل والارتباك............ والشوق

وقفت بجوار سيارة ناصر
ناصر أنزل الزجاج وهو يهمس بحزم: اركبي

مشاعل توجهت للباب الخلفي
ناصر بحزم أكبر: وين رايحة.. تراني ماني بسواقش.. رجالش يا مدام

مشاعل تنهدت وهي تتوجه للركوب جواره
ركبت بصمت ورائحة عطرها الرقيق تخترقه بكثافة
هي تعطرت بعفوية لأنها ذاهبة لنساء فقط
أو......
ربما تعطرت من أجل من تجلس جواره ويغتالها اشتياقها له؟!!!

ناصر تحرك وهو يهمس بهدوء: مافيه سلام حتى؟؟

مشاعل بخجل: السلام عليكم

ناصر بذات الهدوء الذي لا يُعلم ما خلفه: وعليكم السلام..
أشفيش زعلانة؟؟

مشاعل بخجل حقيقي: بصراحة محرجة ومستحية.. وش تبي هلي يقولون علي
أقول لهم ماني براجعة بيته.. ثم أروح معك وأرجع عليهم؟!!

ناصر بابتسامة جانبية وهما يصلان للمدرسة القريبة: محلولة يا بنت الحلال.. أنتي الحين خلصي مقابلتش
وأنا أتناش هنا



************************



واشنطن
بيت يوسف


باكينام استحمت ورتبت شعرها وتأنقت لأقصى حد
لا تعلم هل هي تتأنق أمام جدتيها لتظهر بمظهر العروس
أم تتأنق من أجله؟!!!

متوترة كثيرا
تعود لبيت يوسف.. وفي وجود جدتيها الدقيقتي الملاحظة
أي عذاب نفسي هذا؟!!!

نزلت للأسفل وهي تحمل زجاجة عطرها لتكون قريبة منها
توجهت للمطبخ
أشرق وجه ماريا بسعادة: أهلا بعروسنا الهاربة

باكينام تبتسم: أرجوكِ ماريا لا أريد أن تعلم جدتاي أنني لم أكن هنا
أنا هنا منذ اليوم الأول لوصولنا واشنطن

ماريا تبتسم: لا تخشي شيئا.. جو أخبرني وأخبر سانتياغو.. تأكدي أننا حريصان عليكما
ولكن أتمنى ألا تعاودي الهروب مرة أخرى

باكينام تبتسم: أخشى أني سأهرب فور عودة جدتيّ كلٌ لبلدها

ماريا بجزع: أرجوكِ لا تفعلي... جو كان غاية في الاكتئاب طيلة الأيام الماضية
أرجوك ابنتي لا تضغطي عليه أكثر.. فهو على وشك إنهاء دراسته
ويحتاج للتركيز.. وغيابك شتته تماما.. غالبا أدخل عليه لأجده مستغرقا في التفكير والحزن على محياه

باكينام شعرت بحزن شديد يخترم فؤادها.. لم تتوقع أن هذا المتوحش المدعو يوسف قد يتأثر من أجل غيابها

( وما أدراني أنه متأثر لغيابي
قد يكون تأثره لأي سبب آخر
فهو لا يحبني حتى يحزن لغيابي ويكتئب)

(وحتى وإن كان هناك سبب آخر لحزنه
أليس ذلك السبب يكفيه.. حتى آتي أنا لأزيد همه هما)

(لست أنا سبب همومه
بل هو السبب في كل شيء.. كل شيء)



***************************



الدوحة

سيارة ناصر

مشاعل أنهت مقابلتها وعادت لناصر الذي كان ينتظرها
ركبت بهدوء يخفي أعاصير قلبها
وناصر كان من تكلم: وش قالوا لش؟؟

مشاعل بهدوء: يبوني أدوام الأسبوع الجاي

ناصر بثبات : خير إن شاء الله

مشاعل همست بخجل.. وحزن ما يغمر فؤادها.. بالكاد رأته : خلاص رجعني

ناصر ابتسم وهما يقتربان من البيت: حاضرين

ولكنه بدل أن يدخل داخل سور بيت عمه عبدالله.. دخل إلى داخل بيت والده

مشاعل برعب: ناصر احنا ليش جايين هنا؟؟

ناصر بابتسامة شاسعة: بيتش يا قلبي

ناصر أصبح يعرف بجميع مخاوف مشاعل من لطيفة..
ولطيفة قررت مصارحة ناصر لأنها شعرت فعلا بعمق حبه لمشاعل ورغبته العميقة في عودتها إليه
وناصر يرى أن تأجيل حل المشكلة سيأزمها
وكلما تأجلت عودتها إليه.. ستجد أن العودة تصبح أصعب وأصعب
وخصوصا أنه حتى الكلام ماعادا يتكلمان سويا

لذا لابد أن يضع مشاعل أمام المدفع.. ويجبرها أن تراه وتعرفه كما هو حقيقة
ناصر بشخصيته الفعلية
ليس ناصر القاسي الذي عرفته بعد عودته من الإصابة
وليس شبح مخاوفها من تجارب شقيقتيها لطيفة وموضي
أن يداوي هو جروح قلبها النازف وهي بقربه

مشاعل بغضب: عيب عليك ناصر تكذب علي.. أنت قلت إنك بترجعني البيت

ناصر يلتفت لها وهو يبتسم: أنتي اللي لا تكذبين علي
أنا ماقلت نهائي إني بأرجعش لبيت عمي

مشاعل تعصر مخها تفكيرا وتذكرا لتجد جملة تدينها فيه..
ولكنه بالفعل لم يصرح أنه سيعيدها لبيت والدها بعد انتهاء مقابلتها

ورغم ذلك لم تنزل وهي تقول بغضب طفولي: ودني لبيت هلي أو بأروح بروحي

ناصر من بيت أسنانه: مشاعل انزلي قدامي.. أو بأجي لش أشلش وأنزلش

مشاعل بخوف: ماني بنازلة

ناصر نزل وهو يغلق بابه بصوت مسموع ..ويتجه لبابها ويفتحه.. قبل أن تنجح في محاولته المرتبكة لاغلاقه
وهو يشدها ليحملها فعليا

مشاعل صرخت بخفوت مرتعب: خلاص ناصر بأنزل بروحي لا تفضحني

مشاعل نزلت بخطوات مترددة: وين أروح؟؟

ناصر بحزم: داخل البيت

مشاعل بمناشدة: حرام عليك تفشلني كذا في هلك

ناصر بذات الحزم: البيت الحين فاضي.. يالله قدامي
مريم في الدوام.. وأمي وأبي رايحين الكَبرة..

مشاعل تتعثر في خطواتها وهي تفكر أنه حينما يرجع ناصر لعمله ستعود هي لبيت أهلها قبل أن ينتبه أحد
ولكن ناصر قطع عليها خط الرجعة وهو يقودها للأعلى ويتصل في ذات الوقت بوالده ووالدها ثم بجدته
ويبلغهم جميعا أن مشاعل عادت برضاها لبيتها المفترض

شعرت بيأس عميق أنه خطط لكل هذا..
تحبه ومشتاقة له ولكنها لا تريد العودة قبل شفاء جروح قلبها
ولا تريد العودة بهذه الطريقة الإجبارية


وصلا للأعلى
ناصر فتح لها باب إحدى الغرف
كانت غرفتان واسعتان مفتوحتين على بعضهما
ومأثثتان بذوق رفيع جدا
هما غرفته وغرفة راكان السابقتان.. بعد أن أستأذن راكان في هذا التبادل
وبدا هذا التبادل لراكان أكثر راحة مع فكرة الزواج الصوري السخيف المعقود بينه وبين موضي.. حتى يتلافى التمثيل أمام أهله

مشاعل دخلت بتردد وهي تقول بتوتر: زين وأغراضي؟؟

ناصر يبتسم: كلها هنا من كم يوم.. لطيفة جابتها

مشاعل بعتب عميق: يعني متفقين علي

ناصر يقترب منها وهو يمسح بظهر سبابته على خدها ولكنها ابتعدت لتترك سبابته معلقة في الهواء

تنهد ناصر.. يعلم أن مهمته صعبة.. وكأنهما في معركة بين شد وجذب
همس لها بهدوء حازم: أنتي تبيني وإلا لا؟؟

صمتت مشاعل.. وردها واضح في صمتها

ناصر همس لها بحنان: وأنا أموت فيش... وش ذا العبط واحنا مسوين فيلم هندي
وكل واحد يعذب في الثاني

مشاعل بألم: بس فيه شيء في نفسي انكسر

ناصر بعمق: الكسر نجبره.. وهالمرة بكل صدق ماني بجابرش على شيء
بس خلش جنبي.. تعبت من بعدش
خلش هنا واعرفيني عدل لين تشوفين إنه أنتي مستعدة تبدين معي حياة جديدة ننسى فيها كل اللي فات



*************************



واشنطن
بيت يوسف

باكينام تنتظر بترقب وصول جدتيها.. مشتاقة لهما كثيرا
وروحها الممزقة تحتاجهما لجوارها

وقتها كانت سيارة يوسف تتوقف في الخارج
وهو يبتسم ويلتفت للعجوزين القويتين اللطيفتين الذكيتين
ويهمس بالعربية ثم بالانجليزية:
كما اتفقنا.. أنتما قادمتان لمفاجأة باكينام
لا أريدها أن تعلم أني من طلبت حضوركما حتى لا تغضب مني
فأنا رأيت أنها حزينة وتفتقدكما وأنتما تعلمان أن الفتيات يتأثرن في بداية الزواج لفراق أهلهن
لذا أردتها أن تشعر أنكما تفكران بها.. كما هي تفكر بكما

العجوزان تبادلتا النظرات الخاصة
فهما منذ وجودهما في القاهرة معا وكانت فيكتوريا تستعد للعودة لبريطانيا
ووصلهما اتصال يوسف مع هذه الحكاية اللطيفة المحبوكة عن الزوج المحب المهتم بعروسه
وهما تعلمان أن هناك ماهو أكبر بكثير
وخصوصا مع استعجال يوسف وتوظيفه لمعارفه حتى ينجز لأنا صفية فيزا الدخول لأمريكا لأن فيكتوريا بجنسيتها البريطانية لا تحتاج لفيزا
لذا قررت الاثنتان الحضور وبرأس كل منهما ذات التفكير
"ما بها باكينام؟؟؟"


ما أن دخلت العجوزان حتى قفزت باكينام لترتمي في أحضانهما وهي تنخرط في بكاء جنائزي حاد موجع
الجدتان ويوسف معهما انصدموا جميعا بل فُجعوا.. فبكينام القوية كانت تشهق بشكل مأساوي
يوسف شعر بالتمزق وهو يتمنى أن ينتزع باكينام من أحضان جدتيها ليزرعها في أحضانه هو..
لم يتخيل أنه قد يرى هذه الأنثى الاستثنائية القوية تبكي يوما

باكينام نفسها لم تتوقع أنها قد تبكي
ولكنها مرهقة.. مرهقة تماما
موجوعة.. ومجروحة.. ورؤيتها لجدتيها فجرت كل أوجاعها

الجدتان تبادلتا النظرات ثم نظرتا ليوسف بعتب عميق وكأنهما تحملانه ألم صغيرتهما

صفية همست بحزم: بس بت باكينام.. دموع لا

وفيكتوريا تهمس بحزم مشابه: الدموع للضعفاء وأنتِ لستِ ضعيفة

باكينام تشعر بالألم..
وتريد أن تكون ضعيفة..
وتريد من يحتوي ضعفها ووجعها وانهزام روحها
ولكنها لابد أن تبدو قوية أمامهما.. مسحت وجهها وهي تبتسم:
أنا اشتقت لكما فقط
.
وحشتيني آوي يا أنّا

حينها يوسف اقترب ووضع يده على كتفيها.. انتفضت بعنف وذهول وهي تشعر بثقل ذراعه ودفئها على كتفيها
ثم شعرت بقشعريرة باردة وهو يهمس في أذنها بدفء عميق:
البكا مش عيب... سيبك من جنان الاتراك والايرلنديين
احنا عرب وعندنا مشاعر سخنة مش عندهم

باكينام التفتت له بعينيها الغائمتين التي غرزت حزنا غائما في روحه
ولكنه التفت للعجوزين وذراعه مازالت على كتفي باكينام وهو يقربها منه ويبتسم:
كده تزعلوا عروستي وتخلوها تعيط

أنّا صفية من أجابت بحزم: أديك ئلتها.. عروستك
لأنه بنتنا ما بتعيطش

يوسف طبع قبلة على شعر باكينام وهو يأخذ نفسا عميقا رغم أنه حاول أن يجعل قبلته عفوية وهو يهمس بمرح:
أحلى عروسة.. ربنا ما يحرمنيش منها

باكينام مازالت مذهولة.. ماذا يخطط هذا اليوسف؟؟
ربما يريد فقط أن يبدوا عريسين طبيعيين أمام جدتيها

ربما!!!

باكينام أعادت الترحيب بجدتيها بحرارة وهي تريهما غرفتهما ليبدلا ملابسهما استعدادا للعشاء

ثم عادت ليوسف وهي تهمس له بغضب: ممكن أعرف إيه لزمة التمسيل ده؟؟

يوسف جلس وهو يرد عليها ببرود: أديكي ئلتيها.. تمسيل
عاوزاني أديكي ألمين مسلا عشان تنبسطي

باكينام بغضب: أنته مخلوء غير مهيأ للتفاهم الإنساني خالص

يوسف يرفع حاجبا وينزل الآخر: سبنا التفاهم الإنساني والنفسي ليكي
ما أنتي خبيرة في التفاهم الإنساني... والنفسي خصوصا

باكينام شعرت بألم إهانة حاد لأنها فهمت أنه يعرض بعلاقتها المفترضة مع حمد
ويوسف تنهد وهو يشعر بألم عميق.. يبدو أن كل محاولاته للتناسي باءت بالفشل مع أول حوار بينهما
سيبقى شكه فيها حاضرا كوحش مرعب يقف بينهما
لا يستطيع أن ينسى بل يستحيل مادامت هي لم تبرر له شيئا.. ولم تدافع عن نفسها
وهاهو الحائط يزداد ارتفاعا بينهما
والجرح يزداد تعمقا


مضت فترة العشاء على خير
الجدتان أشعلتا أبراج المراقبة وهما تتفحصان علاقة باكينام بيوسف
ويوسف علم أنه لعب لعبة خطرة بإحضار العجوزين
فلو علمتا أن باكينام غاضبة منه فهو يعلم أنهما ستقفان في صفها وقد يجبرانه على تركها
ولكن كان احضارهما حله الوحيد لإجبار باكينام على العودة إلى حياته
يعلم أنه يلعب بالنار.. ولكنه سيستخدم كل ذكائه لإكمال اللعبة
باكينام لن تخرج من سجنه..
يشك بها!!.. يحتقرها!!.. ولكنه يريدها!!
ومجنون بها

باكينام حاولت أن تبدو طبيعية جدا أمام جدتيها وأنها سعيدة مع يوسف وتحبه
رغم أنها أبعد ما تكون عن الطبيعية والسعادة
ولكن ماذا عن الحب؟؟
نعم.. تحبه
في هذا لم تكذب ولم تمثل..

انتهى العشاء
والعجوزان استأذنتا للراحة والنوم فهما متعبتان من الرحلة الطويلة
تبقى يوسف وباكينام.. يطوف حولهما جو مشحون تماما
حرب نظرات صامتة مشتعلة تستعر بينهما
وكانت باكينام من أنهت هذه الحرب
حين نهضت وتوجهت للأعلى تريد الهرب من أمامه
تخشى فتح حوار ينتهي بتجريحه لها

يوسف كان يريد التحجج بإطروحته ليتركها
ولكنه لم يستطع تركها تغيب عن عينيه
فهو لم يرتوي من النظر إلى محياها العذب بعد

تبعها للأعلى

فور وصولهما.. التفتت له وهي تقول بحدة: إياك تفكر تلمسني

اقترب منها يوسف بهدوء وهو يثبت عينيه على عينيها ويهمس ببرود:
لو فكرت ألمسك دا حئ من أبسط حئوئي.. وأنتي مالكيش حئ تمنعيني

باكينام تتنهد بعمق: أنا عاوزة أعرف انته ليه بتكون كويس لحد ما توصل عندي وكل البشاعة اللي فيك بتطلعها فيا

اقترب منها أكثر
واحتضن وجهها بين كفيه وهمس لها من قرب بدفء حقيقي عميق:
وحشتيني

باكينام شعرت بالتبعثر ودفء صوته يتسلل لروحها
وأحرف كلمة (وحشتيني) تخترقها بكل العنفوان
ولكنها همست بألم: وحشتك بأي معنى؟؟
وحشتك كروح بتنبسط بإهانتها؟؟
أو وحشتك كجسد رخيص للاستهلاك الحيواني؟؟

يوسف تنهد بعمق وهو يشدها ليدفنها بكل قوته بين أضلاعه:
باكينام أنتي ما بتتعبيش من الحرب؟!!!
هدنة ادينا هدنة
سيبك من وحشيتي
وسيبك من غرورك
وادينا هدنة..
وحشتيني وخلاص.. ليه عاوزة تخربي كل احساس جميل بيننا


#أنفاس_قطر#
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 04-08-09, 08:00 AM   المشاركة رقم: 77
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباح الورد والفل والياسمين
.
تدرون بنات كان فيه شيء في علاقة موضي وراكان توقعت إن بعض قارئاتي الذكيات بينتبهون له
بس ماحد انتبه مثل الطريقة اللي انا توقعت انه البعض قد يلاحظها

ما تلاحظون يا بنات أني أكثر من مرة شددت إن موضي مملوحة لكنها ليست بجمال أيا من شقيقتيها ولا حتى مشاعل اللي جمالها هادي
بينما راكان شافها جميلة إلى حد الإبهار
ما أدري.. ما أوحى لكم هذا بفكرة معينة قد تكون خاطئة أو صائبة الله أعلم
بس أنا الموقف نفسه كان مقصود عندي وتوقعت تنتبهون له
بس ماصار!!

تكلمت عن موضي وراكان لأن قفلة اليوم عليهم
قفلة انتظرتوها من زماااااااااان
واليوم تصير بطريقة ما أعتقد انكم توقعتوها
.
استلموا
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولا قوة إلا بالله

أسى الهجران/ الجزء السابع والثمانون


بيت محمد بن مشعل
غرفة ناصر ومشاعل الجديدة
بعد صلاة الظهر وقبل الغداء

مشاعل متوترة جدا.. تعلم أن ناصر على وصول
بعد أن غادرها صباحا وعاد لعمله
تشعر بخجل كاسح
لم تتحرك من الغرفة مطلقا ولا تستطيع وضع عينيها في عيني أي أحد من أهل البيت

طرقات رقيقة على الباب
مشاعل بخجل: من؟؟

من خلف الباب بصوتها الهادئ: مريم

مشاعل قفزت لتفتح الباب بسرعة رغم أنه مفتوح ولكن احتراما لمريم ومكانتها عندها

سلمت على مريم.. ومريم احتضنتها بحنو وهي تهمس بترحيب حقيقي دافئ:
تو ما نور بيتنا.. حتى لو أنا ما شفت النور بس حاسه فيه
إن شاء الله عجبش مكانش الجديد؟؟

مشاعل بخجل: الحمدلله فديتش..كل شيء زين

مريم بحنان: زين انزلي تغدي معنا أنا وأمي

مشاعل بحرج وصدق: بصراحة مستحية يا مريم.. منحرجة أحط عيني في عين عمي وإلا أمي أم مشعل

مريم بهدوء عذب: اسمعيني مشاعل.. هونها وتهون
يعني إذا أنتي كبرتيها تكبر.. وإذا أنتي صغرتيها تصغر
يعني دامش بتحطين السالفة كبيرة وانش منحرجة.. بتخلين ابي وامي يلاحظون انه فيه فعلا شيء كبير
بينما لو نزلتي عادي وتعاملتي مع الوضع عادي.. بتحسسينهم إن الموضوع بسيط
واللي صار بينش وبين ناصر مجرد خلاف عادي مثل اللي يصير بين كل المتزوجين

مشاعل ابتسمت برقة: خلاص مريم ألبس وأنزل..


مريم نزلت
ومشاعل انشغلت في تغيير ملابسها والتأنق
وهي أمام المرآة دخل ناصر
توترت
سلم.. ردت عليه بتوتر

ناصر ابتسم دون أن يقترب منها رغم أن شوقه لها يغتاله ويهزه بعنف:
مايصير كل ما تشوفيني كنش شايفة جني

مشاعل ابتسمت: عطني وقت لين أتعود..

ناصر وهو يتجه للدولاب: زين أنا بأبدل.. وبأتغدى في المجلس
وعقبه بأرجع للشغل عندنا مؤتمر.. وماني براجع إلا في الليل

مشاعل باهتمام: مهوب تعب عليك؟؟

ناصر بمرح: خلش تخلصين من غثاي اليوم



************************



الدوحة
بيت فارس بن سعود

غرفة فارس والعنود
بعد الغداء


فارس يفتح الباب بهدوء فهو أصبح يعرف بخيبة أمل العنود اليوم بعد انتهاء فحوصها.. ومن ناحية أخرى هو قلق عليها وعلى إرهاقها
ويشعر أنه قد يكون أرهقها بكثرة التنقلات والتحركات والجولات حينما كانا في تركيا
تطوف دائما في مخيلته بعذوبتها ورقتها وأنوثتها المصفاة
وكأنها قد تنكسر من شدة رقتها ولكنها تفاجئه دائما بقوتها الشفافة

دخل بخطوات ثابتة هادئة
كانت تتمدد على سريرها.. حين رأته جلست وهي تبتسم له ابتسامتها التي تأسره وتأسر روحه على أطراف شفتيها

جلس جوارها وهو يهمس لها بحنان: سلامات ياقلبي

ابتسمت العنود: مافيني إلا العافية
ثم أردفت بنبرة حزن: ولو أني تأملت إنه يكون فيه شيء ثاني

فارس شدها برقة واحتضنها وهمس في أذنها بعمق: ياقلبي تو الناس
على ويش مستعجلة؟؟ تبين حد يشغلش عني يعني؟؟

العنود رفعت رأسها عن صدره وهي تهمس بضعف: يعني جد منت بمتضايق؟؟

نهض فارس ليبدل ملابسه وهو يهمس لها بصدق شاسع ووله مصفى:
إذا قدش جنبي.. ما أبي من الدنيا شيء
ثم أردف باهتمام:
المهم الحين تواضبين على كورس علاجش..
أنا اتصلت في المركز وحطيت مواعيدش كلها المسا... عشان أنا اللي أوديش



**************************


دبي
وقت الغداء
مدينة جميرا

راكان وموضي أنهيا غداءهما وهاهما يجلسان على إطلالة رائعة من إطلالات مدينة جميرا

راكان بهدوء فخم: موضي ترا ناصر أستاذني يبي يأخذ هو غرفتنا واحنا نأخذ قمسه
وأنا رخصت له.. أتمنى ما يكون عندش مانع

موضي توترت نوعا ما.. وجودها معه في مكان منفرد.. أعاد لها ذكريات انفراد حمد بها وهي تصرخ دون أمل في أن ينقذها أحد من براثنه
ولكن رقته الفخمة وهو يقول (غرفتنا) رغم أنها لم تكن يوما غرفتها.. أذابت شيئا ما في روحها بعفوية غضة

موضي ابتسمت: أفا عليك راكان.. وهو عقب كلامك كلام.. أو تظن إني بارادك في شيء أنت عطيته..

راكان يبتسم لها بدفء: على العموم قسم ناصر أحسن..
والشيء الثاني أنا عقب رجعتنا للدوحة بشوي مسافر لسنغافورة عندنا بطولة آسيا للرماية
تقدرين تروحين بيت هلش لو حبيتي لين أرجع

شعرت موضي بما يشبه إحساس ضياع موجع.. فهي طوال أكثر من أسبوع كانت ملتصقة به كظله
فكيف ستتوازن بعد سفره؟!!

هزت رأسها وهي تهرب من أسر أفكارها.. لتبتسم وتهمس له برقة:
إن شاء الله الذهبية ذا المرة

راكان ضحك: يعني تذكريني إني و لا مرة خذت ذهبية أولمبية

موضي تبتسم: بس خذت أكثر من ذهبية محلية وخليجية وعربية
فما فيه داعي للتواضع على غير سنع

راكان يبتسم: بس ذهبية القارة غير

موضي تعاود الابتسام: بس خذت فضية وبرونزية قبل كم سنة في الدورة اللي فاتت... لا تصير طماع

راكان يعاود الضحك: ماشاء الله عليش.. حافظة ميدالياتي أكثر مني

موضي تضحك بخفوت عذب: في هذي لا تصير مغرور.. لاني حافظة ميداليات ناصر بعد
ماعندنا أبطال غيرك أنت وياه

راكان بعمق: ادعي لي ذا المرة أجيب الذهبية..
كل مرة أكون قريب.. قريب.. يصير في الأخير اللي يخرب علي
أحس أحيانا كأنه الفرح كثير علي

موضي بجزع: تكفى راكان ما تقول كذا.. قلبي عورني مع كلمتك والله العظيم

راكان ابتسم: بس أكيد الحظ ابتسم لي يوم بعث لي ربي خوي سفر مثلش

موضي بحزن شفاف: شكرا على المجاملة.. ولو أنك ما ضبطتها



*****************************



واشنطن دي سي
بيت يوسف
قبل الظهر بقليل

باكينام فتحت عينيها بكسل
مازالت لم تستوعب مكانها
وهي تظن أن أحداث الأمس كلها ليست سوى حلم طويل مليء بالهلوسات
رائحة عطر رجالي فخم تحيط بها
فتحت عينيها لتجد رأسها على صدر يوسف
انتفضت وهي تقفز مبتعدة بجزع

نظرت من بعيد ليوسف المستغرق في نومه
فهما لم يناما حتى صليا الفجر
مثقلان بالجرح والحب

تنهدت باكينام بعمق
(أي كابوس جميل هذا؟!!
كابوس وجميل؟؟!!
أي تناقض تسقيني إياه يا يوسف؟!!)

غيرت ملابسها
وارتدت فستانا زهريا لمنتصف ساقيها
ماسكرا بلون أخضر داكن.. وبعضا من ملمع شفاه زهري
لتبدو طلتها كزهرة صباح مشبعة بالندى

نزلت وهي تشعر بخجل عميق من جدتيها لأنها تأخرت في النوم
لابد أنهما صحتا منذ وقت مبكر

وبالفعل كانت الجدتان تجلسان في الأسفل بالقرب من المدفأة الحجرية
ويرتشفان قهوة ساخنة أعدتها لهما ماريا
فمازال الجو شديد البرودة في واشنطن مع أواخر شهر فبراير
ولكن البيوت غالبا مدفأة بتدفئة مركزية كما هو حال بيت يوسف
ولكن الجدتين أرادتا الاستمتاع بدفء أكبر قرب النار

باكينام تنهدت وهي تسلم بمرح:
صباح الخير لأحلى جدتين على الكرة الأرضية

كل جمل باكينام تقولها مرتين بالعربية مرة وبالانجليزية مرة أخرى

الجدتان نظرتا لها بتفحص.. وكأنهما تريدان سبر أغوارها
صفية ابتسمت: صباح نادي يا عروسة
وشك زي ورد النهاردة
مش زي امبارح دبلان وتعبان
حتى وانتي حاطة مكياج امبارح كان باين تعبان
بس دلوئتي زي ئمر

كحت باكينام بحرج..
أ يكون لقرب يوسف هذا التأثير الواضح عليها حتى في شكلها؟!!
روحها تتفتح كزهرة نيسان في قربه
ووجهها يشرق في حضرته
وكأنها زهرة دوار الشمس التي تتجه للشمس
ويوسف هو شمسها التي تمدها بالإشراق والحياة

فيكتوريا أشارت لها أن تجلس جوارها
جلست بجوار فيكتوريا التي احتضنت كتفيها وهمست لها:
كيف هو جو معكِ؟؟
هل أنت سعيدة معه؟؟

ابتسمت باكينام وهي تجيبها بصدق: أحبه

ابتسمت فيكتوريا: لا تلاعبيني يا فتاة
فحبك له واضح حتى لمن لا عينان له
لم أسألك إن كنت تحبينه
سألتكِ هل أنتِ سعيدة معه؟؟

عاودت باكينام الإبتسام: سعيدة

فيكتوريا تنهدت: سأكتفي اليوم بإجابتك الأولى لأنها أكثر صدقا

صفية همست بتقطيب: مالك بتتساسري أنتي وأنتك الخوجاية؟؟

باكينام ابتسمت: انتو مش بئيتو صحاب خلاص؟؟

صفية تبتسم: آه صحاب ولا حد فينا فاهم التاني.. بنتكلم بالإشارة

باكينام بحماس: اليوم هألف بيكم واشنطن كلها.. حتى البيت الأبيض هأخليكم تزوروه (ذات الجملة أعادتها بالانجليزية)

فيكتوريا تبتسم: زرت واشنطن عدة مرات مع ويليام

باكينام تبتسم: رأيتي واشنطن بعين ويليام.. اليوم ترينها بعيني

وهما في حواراتهن.. رن هاتف باكينام.. كانت هيا

باكينام بمرح: اهلا يا هيا

هيا برقة: هلا فيش.. عطيني عنوانكم
بأصلي الظهر وبأجيكم
وتراني بأجيب غداكم معي

باكينام بحرج: ايه تجيبي غدا معاكي؟؟ مالوش لزمة

هيا تبتسم: عيب عليش.. انتي شبعتي عندي اكل خليجي
خليني أذوق جداتش ويوسف
وعلى فكرة ترا مشعل بيجي معي يتعرف على يوسف
فحطي في بالش تجهزين لهم مكان بعيد عنا

باكينام بترحيب حقيقي: اهلا وسهلا فيكي وفي الدكتور مشعل
ويوسف هينبسط كتير انو يتعرف عليه

(قالت هذه الجملة وهي لا تعلم حقيقة هل يوسف يرحب أو لأ)

جهزت مكتب يوسف لاستقبال مشعل ثم صعدت لتصلي الظهر ولتخبر يوسف

حين دخلت
كان يوسف يتوضأ للذهاب للمسجد

خرج.. نظر لها بتمعن.. وعيناه تمسحان إطلالتها التي تعذبه
همس بنصف ابتسامة: الحلاوة دي كلها عشان أنّا وفيكتوريا؟؟

باكينام بتوتر غير مفهوم: تئدر تئول كده؟؟

كان يرتدي ملابسه وهي تدور في الغرفة.. وواضح تماما أنها تريد أن تقول شيئا

يوسف كان يتناول جاكيته وهو يهمس لها بهدوء: فيه إيه باكي؟؟

باكينام بتردد: صاحبتي هيا جايه تزورني وتسلم على ستاتي
وجوزها جاي معاها يتعرف عليك
هو طالب دكتوراة وهيخلص ئريب زيك تمام
ممكن تكون كويس معاه؟؟


يوسف نظر لها باستغراب: أنتي فكراني همجي بجد وإلا إيه؟؟
الراجل جاي لحد بيتي.. دنا أحطه فوء دماغي.. مش عشانك.. لكن عشانه ضيفي أنا

ثم أردف بضيق وهو يعطيها ظهره ويحكم إغلاق سحاب الجاكيت
و يخطر له خاطر مؤذٍ: وإلا تكوني فاكرة إني هاشوف في كل راجل خليجي صورة غريم يفكرني بحبيب الئلب؟!!

تنهدت باكينام بألم عميق.. وهي تسحب أنفاسها بألم أكبر
هذه المرة الإهانة كانت حادة.. حادة.. موجعة لأبعد حد
(لماذا يوسف؟؟ لماذا تستمتع بتعذيبي وأذيتي لهذا الحد؟!!
ماذا فعلت لك لأستحق منك هذا التجريح؟!!
هل تعلم يوسف
لست نادمة أبدا أني لم أخبرك الحقيقة
لست نادمة
أنت تستحق كل الألم الذي تعيشه
فمهما كان ألمك
فهو ليس بمقدار ألمي
احترق يوسف.. احترق أكثر.. وأكثر)

باكينام ردت عليه ببرود رغم أنها تغلي في داخلها:
تعرف أنك أحقر راجل على وش الأرض
مادمت بتشك فيني وتحتقرني.. متمسك فيا ليه؟؟
بتئربني منك ليه؟؟ بتتنازل تلمسني ليه؟؟
اعتئني.. اعتئني.. وارتاح مني

يوسف يمسك ذراعها ويشدها إليه وهو يهمس من بين أسنانه:
ولا تحلمي في يوم إني ممكن أسيبك تبعدي عني
أنا وأنتي خلاص اتربطنا ببعض
والحاجة التانية أوعي تطولي لسانك عليا مرة تانية

ثم أفلتها وهي تدعك ذراعها الذي يألمها
تنهد بعمق وهو يغادر للصلاة ويهمس لها: ضيوفك هم ضيوفي
ما تخافيش مش هأحرجك بهمجيتي



**************************


بيت محمد بن مشعل
بعد المغرب

جمعة عائلية نسائية بمناسبة عودة مشاعل وإن كان أحدا لم يصرح بأن هذا هو السبب حتى لا يحرجن مشاعل المحرجة أصلا

أم مشعل هتفت بصوت عال: يا جماعة ترا راكان وموضي بيوصلون بكرة في الليل
وإن شاء الله بسوي لموضي عشاء كبير بعد بكرة.. عشان كن البنيات يبون يتجهزون

معالي كانت أول من تكلم وهي تقول بحماس مفتعل وإن بدا للكل حقيقيا:
الله يهداش خالتي توش تقولين
يا الله إن شاء الله بكرة يكفينا نتجهز

معالي سارعت للكلام حتى تصرف الانتباه عن وجه والدتها وشقيقتيها اللاتي غمرهن حزن شفاف
فمازال موضوع زواج موضي من راكان يسبب الألم لهن وخصوصا مع معرفتهن أن حمد سيعود قريبا
تعلمن أنها ماعادت تحل لحمد حتى ولو لم تكن تزوجت.. ولكنهن يعلمن أيضا أن هذا لن يمنع حمد من الشعور بالحزن العميق
فهن كن يعلمن تماما ولعه الجنوني بموضي وحبه اللا محدود لها..

الجدة ردت على معالي وهي تنهرها: قصري حسش يا بنت.. وش ذا الفلاج؟؟
ماتعرفين السحا؟!!

معالي جلست جوار جدتها وهي تحتضن ذراعها وتقبل كتفها: كذا يا هويه
تفشلين بنتش المزيونة

الجدة ابتسمت وهي تقرص ذراع معالي: أما مزيونة وتفشلت.. فكثري منها يأمش

معالي تدعك القرصة: وأنا أقول أمي من وين متعلمة تقبص كذا.. أثرها خذت كورس عند الرأس الكبيرة

الجدة بخبث لطيف: أمش كانت قبصتها غير.. أنتو يا بنات ذا الزمن مدلعات
لو أقبصش مثل ما كنت أقبص أمش.. كان فضحتينا بصياحش


زاوية أخرى
العنود تجلس بجوار مريم
مريم بحنان: سلامتش ياقلبي.. كله من اهمالش لأكلش الله يهداش

العنود تبتسم: لا تسوين لي مثل فارس..كل كبدي من كثر ما يوصيني: كلي كلي.. هذا أنا بأخذ الأبر وأصير أحسن

مريم بتساءل حذر حنون: مبسوطة مع فارس؟؟

العنود بصدق: مبسوطة فوق ما تتخيلين.. فارس إذا كان رايق يجنن يجنن فديته
الله يبعد عنا بس عصبيته وغيرته ويكون كل شيء تمام

مريم تبتسم وهي تحتضن كف العنود: وأنتي لا تسوين شيء يخليه يعصب وإلا يغير ويكون كل شيء تمام



زاوية ثالثة
لطيفة ومشاعل

مشاعل بعتب: كذا يا لطيفة تتفقين مع ناصر علي

لطيفة تبتسم: أبي أسوي فيش خير.. شوفي حتى لو سويتي روحش زعلانة
أدري أنش مبسوطة.. شوفي عيونش أشلون تلمع

مشاعل كحت بحرج

ولطيفة تكمل بذات الابتسامة: أنتي على قولت عجايزنا "اغصبني واتغيصب"

مشاعل بصدمة وخجل: أنا؟؟

لطيفة تضحك: ميشو مهوب علي... أنا مربيتش يا بنت
خلي التمنان والدلع لناصر مهوب لي
يا بنت الحلال تدلعي عليه وأنتي عنده... خلونا من غرام المراسلة الفاشل
ولا تطولين الدلع.. أنا مشتاقة لبيبي صغنون ألاعبه
وجودي شبعت من الدلال.. خل يجي ولد عمها وخالتها ويخرب عليها

مشاعل شرقت وكلماتها تخرج متناثرة بصوت خافت مكتوم:
لطيفة أنتي شكلش كبرتي وخرفتي



***********************



دبي
جناح راكان وموضي
بعد صلاة العشاء

عاد الاثنان للفندق ليصليا ويغيرا ملابسهما ليعاودا الخروج للعشاء خارجا
ثم يتمشيان قليلا على الخور
فالليلة ليلتهما الأخيرة في دبي

موضي كانت تصلي في الغرفة بينما راكان ذهب للمسجد
حينما انتهت كان راكان يعود
همس لها بهدوء: أنا بأخذ شاور على ما تلبسين

موضي توجهت للمرآة وهي تتناول كريما من حقيبتها
فتحت أزارار قميصها وهي تكشف عن كتفها الأيسر
كانت تتأمل الأثر الواضح بألم شاسع
مهما حاولت التناسي.. لا تستطيع أن تنسى
الطبيبة أخبرتها أن لون الأثر سيخف مع الوقت ومع العلاج
ولكنه لا يخف.. والجرح بروحها يتعمق

(إلى متى ؟؟
إلى متى وهذا الوجع يستوطن روحي وشراييني؟!!
كم أتمنى أن يأتي اليوم الذي أنسى فيه كل هذا.. وأحلق
أحلق
أحلق حتى حد النجوم.. وأداعب وجنات القمر
متى أعود كما كنت؟؟
مخلوق معجون بالحياة والإشراق والتألق
روح محلقة
محلقة
محلقة!!)

تنهدت وهي تعود من أفكارها
ومدت يدها للكريم لتأخذ منه بعض النقاط لتمدها على الأثر
ولكن قبل أن تصل للعلبة التي وضعتها على التسريحة
فُجعت بيد قوية تمسك بمعصمها
وصوته يصلها هادرا عميقا موجعا: لفي خليني أشوف كتفش


#أنفاس_قطر#
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 05-08-09, 08:02 AM   المشاركة رقم: 78
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباحكم إشراق وسعادة وقرب ومودة
.
بارت اليوم من بارتاتي القريبة جدا جدا جدا من قلبي
قد يكون موجعا بعمق
ولكنه ذاك الوجع العميق الذي يثري الروح
.
لن أطيل
استلمو
.
قراءة ممتعة مقدما
.
بعد أذنكم سأغيب ليومين اجباريا
وموعدنا صباح السبت إن شاء الله
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.

أسى الهجران/ الجزء الثامن والثمانون



دبي
جناح راكان وموضي
بعد صلاة العشاء

عاد الاثنان للفندق ليصليا ويغيرا ملابسهما ليعاودا الخروج للعشاء خارجا
ثم يتمشيان قليلا على الخور
فالليلة ليلتهما الأخيرة في دبي

موضي كانت تصلي في الغرفة بينما راكان ذهب للمسجد
حينما انتهت كان راكان يعود
همس لها بهدوء: أنا بأخذ شاور على ما تلبسين

موضي توجهت للمرآة وهي تتناول كريما من حقيبتها
فتحت أزارار قميصها وهي تكشف عن كتفها الأيسر
كانت تتأمل الأثر الواضح بألم شاسع
مهما حاولت التناسي.. لا تستطيع أن تنسى
الطبيبة أخبرتها أن لون الأثر سيخف مع الوقت ومع العلاج
ولكنه لا يخف.. والجرح بروحها يتعمق

(إلى متى ؟؟
إلى متى وهذا الوجع يستوطن روحي وشراييني؟!!
كم أتمنى أن يأتي اليوم الذي أنسى فيه كل هذا.. وأحلق
أحلق
أحلق حتى حد النجوم.. وأداعب وجنات القمر
متى أعود كما كنت؟؟
مخلوق معجون بالحياة والإشراق والتألق
روح محلقة
محلقة
محلقة!!)

تنهدت وهي تعود من أفكارها
ومدت يدها للكريم لتأخذ منه بعض النقاط لتمدها على الأثر
ولكن قبل أن تصل للعلبة التي وضعتها على التسريحة
فُجعت بيد قوية تمسك بمعصمها
وصوته يصلها هادرا عميقا موجعا: لفي خليني أشوف كتفش


موضي انتفضت برعب وهي تحاول شد طرف قميصها لتستر كتفها العاري عن نظرات راكان الغامضة العميقة والموجعة
كانت نظراته خليط من غضب ويأس وألم مر.. ومشاعر أخرى عميقة ومجهولة

(الله يأخذني.. الله يأخذني
أشلون ما انتبهت إنه طلع من الحمام
وهو ليش طلع بسرعة كذا؟!!)

كانت تنظر له برعب موجع وهو يقف أمامها عار الصدر إلا من ضمادة كتفه التي أصبحت أصغر حجما بعد تحسن حالته
وهو يقيد يديها الاثنتين ليمنعها من محاولة تغطية كتفها
ويهمس لها بعمق غاضب ناري مختلف لأبعد حد اشتعالا وعمقا:
منه؟؟ صح؟؟

صمتت وعيناها تغرقان في بحر من الدموع.. دموعها نحرت روحه وهي تهمس برجاء موجع :
تكفى راكان.. هدني

راكان أطلق أسار يديها مجبرا من أجل رجائها الذي لم يستطع رده
وسارعت لاغلاق أزرار قميصها حتى آخر عنقها
كانت تريد الهرب من أمامه ولكنه لم يمنحها الفرصة وهو يثبتها في مكانها و يحكم إمساك عضديها بقوة
كانت تنظر للأسفل ووجهها غارق في دموعها الصامتة
همس لها بعمق: موضي طالعيني

لم تستطع رفع عينيها إليه.. شدها وأجلسها على السرير وجلس جوارها
مد سبابته لذقنها ورفع وجهها برقة..
همس لها بألم لم يستطع إخفاءه: ليش تبكين؟؟

وهمست له بألم لم تحاول إخفاءه: وأنت ليش طلعت من الحمام بسرعة؟؟

راكان تنهد بعمق: رغم أن هذا مهوب جواب..
بس طلعت لأني نسيت أجيب ضمادة عشان أغير هذي إذا تسبحت..(قالها وهو يشير لضمادته)

راكان رغم تحكمه الكبير بأعصابه.. إلا أنه كان يعاني غضبا صاخبا يثور في أعماقه كالبراكين
كانت حمم غضبه تتدفق في موجات متتالية
بكاءها وانكسارها ووجيعتها جعلته مستعدا حتى للقتل حتى يمحي نظراتها المبللة بالدموع

راكان مد يده لأزرار قميصها ليفتحه وهو يهمس بعمقه الخاص الذي لا يشبه أحدا سواه:
خليني أشوف يا موضي

موضي قفزت مبتعدة وهي تضم جيبها بيدها الاثنتين
راكان وقف في طريقها ليمنعها من الهروب للمرة الثانية
همس لها بذات العمق الموجع: موضي ليش تعقدين نفسش على شيء ما يستاهل؟!!
عشان أثر بسيط في كتفش؟؟!!
هذا أنا عندي أثر أقوى في كتفي

(قالها وهو ينتزع ضمادته بحدة لتظهر علامات غائرة في كتفه مكان أنياب الذئب)

موضي بألم عميق جارح: وتقارن نفسك فيني؟؟.. أنت رجال ما يعيبك أي شيء
لكن أنا غير.. غير

راكان يمسك بمعصمها ويشدها قليلا باتجاهه وهو يجيبها بعمق شاسع مذهل:
أنا وأنتي ما بيننا فرق.. مثل ما أنتي تشوفين إنه ما يعيبني شيء
أنا أشوف إنه ما يعيبش أي شيء مهما كان.. فشلون بأثر سخيف تافه مثل هذا؟!!
ليش الحياة يعني ما تقوم إلا على جسد مثالي خالي من العيوب؟؟
ونغدي حن عبيد أجساد مسعورين؟؟

الإنسان كله مخلوق مليان عيوب في روحه اللي هي العماد
فشلون وأنتي وروحش وحتى في شكلش كاملة والكامل وجه الله.. الأثر هذا اعتبريه كفارة لكمالش

موضي ماعادت تحتمل كل هذا.. كل هذا كثير عليها.. كثير

انخرطت في بكاء حاد هستيري وهي تنهار على الأرض
راكان فُجع وهو يراها تسقط أمامه وتنهار في عاصفة من الدموع
شدها للأعلى بقوة وحنان
ليزرعها بين أضلاعه وهو يحتضنها بقوة متملكة وحنان مصفى
موضي شعرت بانهيار فعلي وأحاسيس ثورية تغتال مشاعرها وهي تستكين بأمان في أحضان راكان
شعرت أنها أخرى.. في مكان آخر.. في زمن آخر
أهدرت كل طاقة بكائها ونشيجها وهي بين أحضانه
أغرقت صدره بدموعها الغزيرة
حين تعبت من العويل صمتت وهي تشهق بخفوت.. وهو لم يفلتها مطلقا حتى هدأت تماما
حينها أبعدها قليلا لينظر إلى وجهها الذي تورم من البكاء
بدت له أكثر جمالا وعذوبة مما يمكن أن يحتمل مخلوق بشري
أكثر رقة وفتنة من أي تصور خيالي موغل في الخيال

مسح بأنامله دموعها التي لا تتوقف سيولها..مسحها بكل الحنان المتجسد الذي قد يوجد على الكرة الأرضية
وهو يمعن النظر في رموشها المبتلة وشفتيها المرتجفتين وخديها المحمرين

ثم..
احتضن وجهها بين كفيه
لترفرف قبلاته العميقة الدافئة على مختلف أجزاء وجهها
ودموعها مستمرة بالانهمار في صمت



*************************


واشنطن
أمام بيت يوسف
الساعة الواحدة والنصف ظهرا


كانت سيارة مشعل تتوقف.. ويلتفت لهيا ليقول بهدوء يخفي حرجه:
هيا يمكن الرجال مشغول.. انزلي انتي عند رفيقتش وجداتها
وأنا بجي لش إذا خلصتي

هيا بمناشدة عميقة: تكفى مشعل أبيك تعرف على يوسف
عشان خاطري

تنهد مشعل وهو يستعد للنزول: يا كثر حنتش بس.. إذا حطيتي شيء في رأسش الله يعين عليش

هيا ابتسمت: فديت اللي دايما جابر بخاطري..

مشعل يبتسم: إيه العبي علي.. تدرين أخق عند أقل كلمة تقولينها لي.. ماشفت خير

الاثنان نزلا ومشعل يحمل حقيبة طعام ضخمة تحتوي قدور الغداء الذي أعدته هيا وتركته مغلقا بإحكام في قدوره

طرقا الباب
ومشعل يتأخر للخلف
باكينام فتحت الباب بعد أن أبدلت ملابسها وارتدت عباءة خضراء مطرزة مع حجابها
وهي ترحب بهما بحرارة
الاثنتان دخلتا
ويوسف خرج لمشعل وهو يرحب به ترحيبا كبيرا ويحمل الحقيبة عنه ليدخلها المطبخ
ويقوده إلى مكتبه

هيا سلمت على العجوزين وكانت سعيدة جدا بهما..
هذه ليست المرة الأولى التي تراهما فيها
فقد رأتهما في بريطانيا عدة مرات
كانت ترى فيهما شبها كبيرا من باكينام.. فباكينام أخذت من الاثنتين الكثير من الصفات شكلا ومضمونا
ورؤيتهما ذكرتها بجدتها هيا التي اشتاقت لها كثيرا

فيكتوريا بترحيب: أهلا بكِ ياصغيرتي.. ومبارك زواجكِ وحملكِ أيضا

هيا بمودة: شكرا على لطفكِ.. يبدو أن باكينام أخبرتكم بكل شيء

فيكتوريا برقة: أتمنى كما غارت منك باكينام وتزوجت بعدك.. أن تغار منك وتنجب لنا حفيدا صغيرا

كانت باكينام حينها تمد يدها لهيا بفنجان قهوة.. انتفضت يدها.. لتنسكب قطرات من القهوة على يدها

صفية قفزت وهي تأخذ الفنجان من يد باكينام: خدت شر وراحت
ماعلش بت هيا هأصب لك واحد تاني

باكينام بتوتر أخفته خلف هدوءها: ماعلش أنّا.. أنا اللي هأصب.. ائعدي أنتي بس زي البرنسيسات

تفكير باكينام يتجه لاتجاه مرعب.. ماذا لو حملت.. أو كانت حتى حاملا
فهي لم تتخذ أيه احتياطات أو موانع
أ يعقل أن تحمل طفلا من يوسف المتوحش؟!!
أي طفل هذا الذي سيكون نتاجا للاهانات والتحقير والوجع والقسوة؟!!
مادامت في بيته.. فهي لا تستطيع منعه من حقوقه عليها
فماذا تفعل؟؟ ماذا تفعل؟؟

تنهدت بعمق وهي تميل على هيا وتهمس لها:
هيا ممكن أروح أنا وأنتي للدكتورة بعد الغداء

هيا نظرت لها بعينين لامعتين وهي تغمز بصمت وتهز لها رأسها



***************************



بيت محمد بن مشعل
غرفة ناصر ومشاعل الجديدة
الساعة العاشرة مساء


ناصر يعود بعد يوم العمل الذي كان طويلا ومرهقا تماما

كانت مشاعل تنتظره وهي تشعر بتوتر عميق.. كيف سيكون تعامله معه بعد أن عادا للسكن معا
هل سيعاود القسوة عليها؟؟
هل سيكون عاشقا رقيقا كما كان حين عادت لبيت أهلها؟!!
هل سيطالبها بثمن رقته وحنانه معها؟؟

ناصر يبتسم لها فور دخوله
يسلم.. وترد عليه السلام بذات التوتر

يسألها بحنان واهتمام: أشلون مكانش الجديد؟؟ عسى مرتاحة؟؟

مشاعل بخجل: الحمدلله

جلس قريبا منها رغم أنه كان يتمنى بكل الوجع أن يجلس جوارها ويأخذها في أحضانه
ولكنه كان يفكر بمنطق (كل شيء في وقته حلو)
سألها باهتمام عن أحوالها وأخبرها عن أحداث يومه
كان يحاول أن يبدأ بإدخالها إلى عوالمه كزوجين فعليين يتشاركان في كل شيء
ويعرفان عن بعضهما كل شيء
قضيا فترة يتحدثان وبينهما نوع من الحذر

ثم استأذنها ليتوجه للحمام ليتوضأ ويصلي قيامه فهو مستهلك من التعب ويريد أن ينام
ومن ناحية أخرى لا يريد أن يثقل على مشاعل
يريدها أن تشعر بالراحة والاطمئنان
ولا يريد أن يستعجلها في أي شيء
فيكفي ما عاشاه من الآم منذ اليوم الأول لزواجهما
لا يريد تكرار أخطائه
يريدها أن تقتنع به تماما هو كما هو بكل عيوبه وميزاته
هو ..ناصر الحقيقي.. في مكانه الطبيعي

حينما أنهى الصلاة
جلس على السرير ليخلع ساقه
كانت المرة الأولى التي ستراه فيها يفعل هذه المهمة الروتينية
كانت قد نسيت تماما أمر هذه الساق
فهو كان أمامها طيلة الأيام الماضية رجلا كاملا فعليا
ولكنها الآن لابد أن تتقبل وتتعود على هذا الروتين المؤلم

همست له برقة وهي تقترب: تبي أساعدك بشيء؟؟

ناصر رفع رأسه بعد أن أنهى فك الساق ووضعها تحت السرير
ابتسم لها بحنان: لا ياقلبي شكرا.. بادهن مكان البتر وبس
فتح الجارور المجاور لسريره وتناول الكريم منه
شعرت مشاعل بألم شاسع وهي ترى مكان البتر
ولكنها لم تعلق مطلقا.. فهي لا تريد أن تشعره أن هناك شيئا مختلفا

دارت حول السرير لتجلس على الطرف الآخر
فعليا لم تكن تريد النوم بجواره
ولكن ستبدو سخيفة إن توجهت للنوم في مكان آخر
بعد أن كانت طوال فترة معيشتهما معا تنام إلى جواره

ناصر غطى ساقيه ثم ألتفت لها وهو يبتسم ويقول بوله:
وأخيرا بأنام على شوفت وجهش.. وأصحا عليه
اشتقت لش ياقلبي.. والله ما تتخيلين أشلون اشتقت
اشتقت
اشتقت
واشتقت...


*****************************



دبي
جناح موضي وراكان
وقت ما بعد صلاة العشاء وقبل منتصف الليل

كل واحد منهما معتصم بأقصى ناحية من طرفي السرير
ويعطي للآخر ظهره
شعور غامض عميق يلفهما.. وشعور بالحزن يغتال مشاعرهما
لِمَ هما غير سعيدين هكذا؟؟
هل لأن ماحدث كان يجب ألا يحدث؟!!
أم لأن ماحدث كان مجرد نداء فسيولوجي طبيعي لم يكن للحب دور فيه؟!!
ولكن أ حقا لم يكن للحب دور فيه؟!!!!

راكان همس بعمق وهو مازال يعطيها ظهره: أنا آسف يا موضي

موضي بخفوت موجع وكأنها تحادث نفسها: ليش تعتذر راكان؟؟
اللي صار أنت ما جبرتني عليه.. صار برضاي وموافقتي

راكان بذات العمق: كاره نفسي.. أحس أني استغليت ضعفش

موضي بذات الخفوت العميق: وليش ما تقول أني أنا استغليت شهامتك وشفقتك

مازال الحوار يدور وكل واحد منهما عاجز عن النظر للآخر
راكان يظن أنها تجاوبت معه لأنها كانت تشعر بالضعف وهو قدم لها المساندة والاحتواء..
ولأنها تحترمه وتقدره لم ترد أن تجرحه برفضها له..بينما هي في داخلها غير متقبلة لأي لمسة منه

بينما موضي تظن أن ماحدث ليس سوى محاولة فاشلة من راكان لتعزيز ثقتها بنفسها وأنها أنثى كاملة قد تجذب أي رجل

وماحدث وفقا لأفكار كل طرف كان مؤذيا وموجعا لأبعد حد.. بل بلا حدود لمساحات الأذى والوجع المتشعبة

راكان همس بشفافية: موضي أنتي شيء كبير عندي.. ومابي اللي صار يخرب علاقتي فيش

موضي تتنهد: اعتبر انه ماصار شيء.. خلاص ننساه لأنه أنت عندي شيء أكبر مما تتخيل

احتكم الصمت لعدة دقائق قام بعدها راكان ليستحم
بينما موضي حينما تأكدت أنه دخل للحمام وأغلق على نفسه.. سمحت لأنهار دموعها المحبوسة بالانهمار



**************************



واشنطن
شقة مشعل


هيا ومشعل يعودان لشقتهما بعد الزيارة الطويلة لبيت يوسف
والتي توطدت فيا علاقة مشعل بيوسف


مشعل بهدوء: وين رحتي أنتي وباكينام يوم استأذنتي تطلعون مشوار عقب الغداء؟؟

هيا بعمق وأفكار مستجدة تخطر ببالها: رحنا للدكتورة

هيا أصرت أن يتعرف مشعل على يوسف حتى تطلب من مشعل أن يخبر يوسف عن حمد حين يصبح الوقت مناسبا
ولكنها أصبحت ترى أنها لابد أن تتصرف بشكل أسرع
فبكينام تتألم وحالتها يرثى لها

كانت تتذكر مشوراهما للطبيبة وهي تهمس لبكينام: ليه تبين الدكتورة؟؟

باكينام بهدوء: عاوزاها تفحصني وتكتب لي برشام منع حمل

هيا بهدوء: طيب مهوب المفروض تسوين فحص حمل قبل

باكينام بألم: أنا بأتمنى من كل ئلبي ما أكونش حامل.. لكن لو كنت مش هيبان من تست عادي لازم أعمل فحص دم لأنه هأكون في أسابيع بس
وادينا رايحين وهاشوف هاعمل ايه

هيا بمنطقية: طيب مهوب مفروض تستأذنين يوسف قبل ما تأخذين الحبوب؟؟

باكينام بضيق: هاستأزن.. بس خلينا نشوف الدكتورة هتئول ايه

كانت هيا تراقب وجه باكينام والدكتورة تخبرها أنها غير حامل
وأنها لابد أن تنتظر دورتها القادمة التي سيحين موعدها التقريبي بعد يومين للبدء بتناول الأقراص

تعلم هيا أن باكينام حاولت أن تظهر سعادتها بالخبر ولكنها في داخلها لم تكن سعيدة
فهي في عقلها الباطن كانت تتمنى أن تكون حاملا.. حتى تجد سببا يجبرها على الارتباط بيوسف إلى الأبد
تريد أن تدعي أنها مجبرة عليه بينما هي تكاد تجن من مجرد التفكير أنه قد يأتي يوم لا تكون فيه زوجة ليوسف

هيا تشعر تماما بكل الآمها.. وتشعر جزئيا بالمسئولية لأنها من طلبت من باكينام أن تزور ابن عمتها
القضية الآن أن مشعلا لا يعرف بوجود حمد في مصر للعلاج.. ولا يعرف حتى بضربه لموضي
يعتقد أنه في دورة في مصر

هيا بعد تفكير عميق قررت أن تخبر مشعلا فقط بجزئية العلاج وكيف أنها طلبت من باكينام أن تزوره من أجل عمتها.. ثم ماحدث بعد ذلك

هيا أخبرت مشعلا بكل هذا
ومشعل ثار وغضب كثيرا من هيا:
كذا تورطين بنت الناس في مشاكلنا وتسوين لها مشكلة مع رجّالها

هيا بضعف: هي اللي مارضت تقول له عشان نفسها عزت عليها

مشعل بذات الغضب: خلاص باتصل في يوسف وأقول له كل شيء

هيا بجزع: لا لا مشعل تكفى.. مايصير كذا خبط لزق
شتقول له؟؟
إنه شكك في مرتك ماله أساس
ويدري إنها قالت لي على مشاكلهم

مشعل بنفس الغضب: زين وشتبيني أقول له؟؟

هيا تنهدت: إذا قابلته المرة الجاية قل له بشكل طبيعي في نص الكلام:
انه مرتك سوت فينا معروف
كانت تطمننا على ولد عمتي.. وعمتي وهيا جننوها من كثر ما يطلبون منها تطمنهم عليه
وهي والله ماقصرت مع انشغالها وقتها في تجهيز عرسها مثل ماقالت لي زوجتي

مشعل يتنهد: خلاص بكرة أنا وهو تواعدنا نتلاقى في الجامعة
أقول له بكرة
ثم تذكر شيئا: بس خليني أتأكد من موعد سفر سعيد
لأنه احتمال بكرة


************************


ذات الوقت
في بيت يوسف

العجوزان قامتا لترتاحان قليلا وتبقى يوسف وباكينام جالسين

يوسف بهدوء: ممكن أعرف رحتي فين.. أو هتعمليها قضية الشرق الأوسط؟؟

باكينام بهدوء مماثل: رحت للدكتورة

يوسف شعر بقلق لم يظهر في صوته البارد: ليه يعني؟؟

باكينام تتنهد: عشان تكتب لي برشام منع حمل بعد ازن حضرتك

يوسف بهدوء أكبر: وممكن أعرف السبب

باكينام تنظر له بشكل مباشر وهي تقول بحدة باردة كالصقيع:
كان ممكن أقول عشان انا وانته بندرس وده مش وئته
بس ده هيبئى جواب مالوش معنى مع انه حئيئة
لأنو الحئيئة انو مش عاوزة حاجة تربطني بيك
انا عارفة انه هيجي يوم وتزهئ من اللعبة اللي اسمها باكينام
وئتها مش عاوزة نبئى لعبتين.. أنا وابنك

يوسف وقف بشكل حاد مفاجئ ليمد يده وينتزعها من مقعدها
وينظر لها بشكل مباشر وعيناه تشتعلان بكل معنى الكلمة:
لو كنتي ئلتي لي السبب اللي مالوش معنى مع انه حئيئة
كنت هاوافق تعملي اللي عاوزاه وتاخدي أي مانع انتي عاوزاه
لكن انتي ما يريحيكيش الا تجرحيني عشان تنبسطني
عشان كده بائول لك: لأ..
ولو فكرتي تاخديه من ورايا.. هتشوفي اللي عمرك ماشفتيه


#أنفاس_قطر#
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 08-08-09, 08:02 AM   المشاركة رقم: 79
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

السلام عليكم أنا أخت أنفاس<< ماأعرف أهذر مثلها أو يمكن أعرف أكثر منها وراحمتكم مع ذا الصباح
المهم هي طيبة وبخير وتسلم عليكم والبارت الجاي بيكون عقب يومين صبح الثلاثاء إن شاء الله



أسى الهجران/ الجزء التاسع والثمانون


اليوم التالي على كل الجبهات
الدوحة.. دبي.. واشنطن

ترقب.. ثورات... وتغييرات


دبي
جناح موضي وراكان
الساعة 10 صباحا

موضي نهضت منذ وقت
صلت ضحاها ومنذ ذلك الوقت وهي تجلس على مقعد منفرد وتراقب راكان المستغرق في نومه على الأريكة

(حتى وهو نائم يبدو عظيما ورائعا!!
كانت علاقة رائعة ومريحة تلك التي ربطتني بك
لماذا أفسدناها؟؟ لماذا؟؟
هل نستطيع فعلا إصلاح ما اهتز بيننا؟!!
لماذا كان يجب أن تضغط على نفسك لتكون رقيقا وعذبا ومجاملا لأبعد حد؟!!)

تنهدت بعمق وهي تستعيد شريط البارحة الذي استعادته الآف المرات
لا تشعر بالضيق
ولكنها تشعر بالشجن وبحزن شفاف غامض

البارحة
حين خرج راكان من الحمام.. ارتدى ملابسه وخرج بعد أن أستأذنها
وقال لها بكل صراحة وشفافية إنه محرج من إساءته لها ومن إخلافه لوعده معها
ويحتاج لبعض وقت يمشي فيه وحيدا
ولن يطيل عليها.. سيمشي لساعة ويعود

وبالفعل بعد ساعة عاد

كانت موضي استحمت وصلت قيامها وجلست تنتظره

جلس قريبا منها ثم همس لها بعمق: توعديني تحاولين تسامحيني
على الأقل تحاولين

موضي ابتسمت له بشجن: ماسويت لي شيء أسامحك عليه
ولا زعلت منك أساسا عشان أسامحك
أنا زعلانة من روحي بس
أحس أني استنزفت مشاعرك وتعاطفك.. بكيت بكاء عمري في حياتي ما بكيته
وأنت لقيت نفسك متورط فيني

راكان بجزع فخم كفخامة عباراته: تكفين موضي لا تقولين كذا
إذا أنتي ورطة.. ليتني أعيش عمري كله متورط

خرجت العبارة عفوية..عميقة .. محملة بعشرات التاؤيلات..
ولكن كلا الطرفين بشفافيتهما العميقة لم يحملاها أكثر مما تحتمل.. وإن كانت تحتمل الكثير الكثير!!!

ابتسم راكان وهو يهمس لها بعمق حنون: يعني أصحاب؟؟

أجابته موضي بابتسامة عذبة: أصحاب


وهاهي موضي الآن تجلس مقابلة له وتنظر له بعمق
وهي تهمس في داخلها: أصحاب.. أصحاب.. أصحاب...
لتقنع نفسها أنهما فعلا لم يكونا أكثر من أصدقاء ومازالا أصدقاء

راكان فتح عينيه ببطء.. رآها تجلس أمامه.. ابتسم بعمق وعاد لإغلاق عينيه كان يعتقد أنه يحلم
عاود فتح عينيه ورآها مازالت تجلس أمامه.. فعاود الابتسام
ومد كفه لها وهو مازال متمددا
استجابت لدعوته بتلقائية وهي تضع أناملها المرتجفة في كفه المحتوية
احتضن أناملها بحنان وتملك.. طريقة خاصة براكان باتت تكتشفها وتثير قشعريرة حادة تهز كل فقرات عمودها الفقري بعنف

همس لها بصوته الناعس العميق: بعدنا أصحاب؟؟ أو غيرتي رأيش وتبين تزعلين علي؟؟

موضي ابتسمت: قلت لك أصحاب.. احنا نسوان كلمتنا وحدة ما نثينها

راكان أفلت يدها وهو يستوي جالسا: خوش نسوان أحدث طراز

موضي بعذوبة: أجهز شناطنا؟؟

راكان بهدوء: جهزيها.. بس خلي لي غيار واحد برا



************************



الدوحة
الساعة 10 ونصف صباحا

شركة مشعل بن محمد
مكتبه تحديدا

يجلس خلف مكتبه بهدوء ورزانة
وتجلس معه فاتن الفرج

الباب مفتوح كما اعتاد مشعل في كل لقاءاته مع سيدات الأعمال

فاتن أنهت حديثها معه في العمل.. ومشعل ينتظر أن تغادر لأن لديه موعد آخر بعد قليل مع سعد الذي اتصل به وأصر على مقابلته

فاتن صمتت قليلا ثم همست بعذوبة رزينة:
ما تخيلت أم محمد حلوة كذا.. ماشاء الله

مشعل بهدوء: الجمال هو أبسط صفات أم محمد.. فيها من الأخلاق والسنع اللي يفوق الزين بواجد

فاتن شعرت بضيق ما (شكله متولع فيها.. بس يالله المرحلة الثانية)
عاودت الكلام بتلقائية مدروسة: تشتغل أم محمد؟؟

مشعل بهدوء رغم ضيقه من تدخلها في خصوصيات بيته: لا
كفاية عليها بيتها..

فاتن بذات التلقائية: طيب شنو تخصصت؟؟

مشعل ببرود: مادخلت جامعة

فاتن ابتسمت ابتسامة لا تكاد تبين: طيب اشلون تفاهمون وأنت خريج اقتصاد؟؟

مشعل ابتسم بثقل: كفاية علي شغلي.. في بيتي أبي أريح رأسي من حوارات الشغل والاقتصاد
والشيء الثاني أنا اللي ما رضيت أم محمد تدخل جامعة مع أنها جابت في الثانوية 93 في المية
وتذكرين تيك الأيام الثانوية العامة كانت صعبة ..امتحان واحد آخر السنة والكتاب كامل الفصلين
ثم أكمل بخبث:
أنا جبت 79 على هذاك النظام.. أنتي كم جبتي؟؟

فاتن شعرت بحرج حقيقي ولكنها نهضت وهي تقول بلباقة احترافية اعتادت عليها:
اسمح لي أستاذن.... عندي موعد في شركتي بعد نص ساعة

غادرت وهي تقرر نقل معركتها لمستوى آخر.. ولكنها ليست من تخسر معاركها


**********************


واشنطن
بيت يوسف
الصباح الباكر

يوسف يصحو من نومه.. مد يده بحذر قبل أن يفتح عينيه
حين اصطدمت بجسد لين طري.. تنهد بعمق وهو يكف يده ويفتح عينيه
لينظر لها بعمق وهي مستغرقة في نومها
يعيش مع هاجس مرعب أنه سيصحو يوما ليجدها هربت كما فعلت بعد ليلتهما الأولى في واشنطن

(آه يا ملاكي الشرير..
لا أعلم كيف من تمتلك هذه الملامح الملائكية بداخلها كل هذا الشر والقسوة؟!!
وكيف من بداخلها كل هذا الشر والقسوة قادرة على إذابة قلبي بكل جبروت ورقة؟!!
تعبت حبيبتي تعبت..
أقسم أني متعب ويائس ومطعون بالألم حتى أقصى خلاياي
.
أخبريني
كيف أستطيع أن أقيدك إلي حتى أمنعك من مجرد التفكير في الهرب وتركي؟!!
كيف أستطيع الاستيلاء على قلبك الذي وهبته لغيري؟!!
ولِمَ تكونين أنتِ حبي الأول والأخير؟!!
وأكون أنا المهجور أبدا
والمجروح أبدا
والمخدوع أبدا
لا تتركيني باكي.. لا تتركيني
قربكِ عذاب وبعدكِ عذاب
ولكن العذاب مع النظر إلى محياكِ هو بحد ذاته نعمة
فلا تحرميني هذه النعمة حبيبتي... لا تبتعدي عن أسواري وقسوتي وجبروتي)

تذكر يوسف أن لديه موعدا اليوم مع مشعل
مد يده لهاتفه لينظر للساعة
فوجد رسالة من مشعل يعتذر فيها عن مقابلته
لأن اليوم موعد سفر صديقه النهائي للدوحة

وبالفعل كان اليوم هو يوم عودة سعيد للدوحة
ومشعل سينشغل معه


تنهد يوسف براحة وهو يعاود التمدد والنظر لوجه باكينام
تكفيه هذه اللذة عن كل ملذات الدنيا
أن يتمتع بالنظر إلى كل تفصيل دقيق في تضاريس وجهها
دون توتر أو توجس أو خوفا من ثورتها أو انفعالها
أن يستمع إلى سيمفونية أنفاسها العذبة وهي تتردد شهيقا وزفيرا لتنبئه أن هذا العالم مسكون بالسحر والمباهج
مسكون بحورية خيالية اسمها حبيبته!!!!!!


*******************



عودة لمكتب مشعل بن محمد في الدوحة
الساعة 11 صباحا


سعد يجلس مع مشعل وأنهيا تناول قهوتيهما

مشعل بمودة أخوية: دام أنك صممت تشوفني مستعجل وما انتظرت لين نتقابل في المجلس عقب المغرب
فأكيد أنك تبي شيء.. امرني يا أخيك
قاصرك شيء؟؟ تبي شيء؟؟ تبي فلوس؟؟ ترا الجيب واحد طال عمرك في الطاعة

سعد ابتسم: كل شيء عندكم يأهل الدراهم فلوس
لا.. جعلني ماذوق حزنك.. الخير واجد والرب كريم.. كنك انت تبي فلوس تراني حاضر

مشعل ابتسم: يا شين ملاغتك.. زين خلني اتمدح

سعد بعمق خبيث شفاف: سوو لي اللي أنا أبغي.. وبأكتب فيك معلقة مدح وأعلقها على طوفة بيتي واسميها المعلقة المشعلية

مشعل بابتسامة: آمر

سعد تنهد: تذكر قبل حوالي عشر أيام قبل مايرجع راكان من لندن
قلت لك عن تحديد موعد العرس إذا خلصت مريم دوامها نص شهر 5
وانت رديت علي ليلة عشاء راكان بالموافقة
وانا انحرجت أقول لك شيء وقتها
انا اخترت ذا الموعد المتأخر عشانك قلت لي انه لازم عرسنا عقب عرس راكان
ومادريت ان راكان بيسوي عشاه عقب ردته من لندن على طول
وراكان هذا هو تزوج وخلص
وماشاء الله الوالدة الحين معها في البيت ثنتين من بنات عبدالله
ومثل ما قالت لي أم فارس.. مريم ما تبي أصلا حجز قاعة.. وتبي عشاء عائلي بسيط وبس
فأنا أشوف انه التأجيل خلاص ماله معنى
وخصوصا أن المهر عند العروس من زمان
بصراحة يا أخيك أنا بالي مشغول على فهيدان مجنني.. أبي أتفرغ له وأبي بالي يكون مرتاح


قد يكون في الأسباب التي قالها سعد جانب كبير من الصحة
ولكن أيا منها لم يكن السبب الأساسي
فسعد خلال الفترة الاخيرة بات يشعر أنه قد يكون استعجل في خطبته لمريم
فهو خطبها تحت وطأة إحساسه المتزايد بالوحدة
وفي مقابلته الوحيدة لها حركت مريم بعمق صوتها ورقة عباراتها وزانتها شيئا غافيا في أعماقه
ولكن هل تكفي أحاسيس مشوشة مجهولة لصنع حياة زوجية ناجحة تترتب عليها مسؤليات..حقوق وواجبات؟!!
فمريم قد تصبح عبئا عليه يُضاف إلى أعباء أبنائه المتزايدة
وفي خلال تواجدها مع ابنائه لن تعرف مطلقا ما الذي قد يفعلونه ليس من وراءها.. ولكن حتى أمام عينيها
ماذا يشاهدون؟؟
مع من يتحادثون؟؟
ماذا حتى يرتدون؟؟


وحتى يهرب سعد من هذه الأفكار قبل أن تستولي عليه قرر تقديم موعد زواجه
حتى يضع نفسه أمام الأمر الواقع
فهو لا يستطيع مطلقا أن يُحرج نفسه مع ابن عمه محمد
وفي ذات الوقت بات يخشى وطأة أفكاره عليه


مشعل أجابه بهدوء: يعني متى تبيه؟؟

سعد بهدوء حذر: بعد أسبوعين ثلاثة بالكثير

مشعل بنفس هدوءه: ما تشوف أنك مستعجل؟!!

سعد يتنهد: لا مستعجل ولا شيء
السالفة كلها عشاء بسيط
أنا حتى خدامات مريم اللي جبتهم لها صار لهم فترة عند أم فارس
وبأقدم لأم صبري فيزه عشان تجي خلال ذا الأسبوعين
يعني ما أشوف سبب للتأجيل

مشعل يبتسم: ولا يهمك.. أشور العرب وارد عليك

سعد بابتسامة: ما أبيك تشورهم وبس
أبيك تشغل مخك التجاري وتساعد أخيك المسلم اليتيم المدعو سعد
لازم تحاول تقنعهم..


***************************



بيت يوسف
بعد الغداء

يوسف يشعر بالاختناق فعلا.. فالعجوزان بدئتا بالملاحظة
فباكينام طوال فترة الغداء كانت غالبا مشغولة التفكير ويبدو الهم على وجهها
فإن كان هو قادر على التحكم في انفعالاته
فهي باتت عاجزة عن التحكم
وروحها تغرق في الهم أكثر وأكثر

هاهم يجلسون يشربون الشاي بعد الغداء
العجوزان تجلسان متجاورتين وعلى جبينيهما علامات تقطيب
تتبادلان النظرات ثم تنظران ليوسف وباكينام التي كانت غير منتبهة لشيء وملامحها غارقة في الحزن

يوسف نهض من مكانه وجلس جوار باكينام
تناول كفها وقبلها بعمق
انتفضت باكينام بعنف
ولكن ردة فعلها كانت أغرب
فهي أراحت رأسها على صدر يوسف
رغم تفاجئ يوسف العميق من ردة فعلها ولكنه احتضن كتفها
ومشاعر دافئة تستولي على روحه وهو يمسد شعرها حيث ارتاح رأسها على صدره لأول مرة باختيارها
و همس في أذنها بهدوء خافت:
باكينام ربنا يخليكي.. فكيها شوية
أنتي مش شايفة ستاتك بيبصوا لي ازاي
زي ما اكون مجرم حرب

باكينام لا تعلم لماذا وضعت رأسها على صدره.. اقنعت نفسها أنها تمثل من أجل جدتيها
همست باختناق: تعبانة يا يوسف والله تعبانة
أنته اللي ربنا يخليك خليني أروح لأوتيل أنا وستاتي

يوسف شدها بحنان ليوقفها ثم يتوجه للجدات بالحديث:
عن أزنكم
هأروح أنا وباكينام لمكتبي شوية
وأنتو ممكن تتجهزوا عشان نخرج بعد شوية كلنا
هأوديكم لمتاحف سميث سميثونيان.. هي مجموعة متاحف.. للتاريخ الطبيعي والتاريخ الأمريكي، ومتحف للطوابع .. ومتحف للفنون..
بس هتعجبكم خالص


باكينام بالفعل مستنزفة من التعب والإرهاق والألم
ماعاد بها قدرة على الصمود
ولكن يستحيل أيضا أن تستسلم وتتخلى عن كبرياءها العتيد

دخلا لمكتبه
همس يوسف بهدوء واثق: ايه حكاية الاوتيل دي؟؟

باكينام بهدوء مرهق: انا تعبت من الحياة اللي احنا عايشينها

يوسف باستغراب: تعبتي؟؟ ومن يومين
ثم أكمل بنبرة غضب: والحيطة الهبيطة اللي سايباه تلات أسابيع
مشاعره مالهاش أي احترام

باكينام بتساءل مؤلم مفاجئ: انته عندك مشاعر يايوسف؟؟

يوسف بصدمة: نعم؟؟

باكينام أعادت سؤالها بهدوء موجع: أنت عندك مشاعر زي كل بائي مخاليئ ربنا؟؟

صمت وهو يعيد النظر إليها بعمق..
ثم قال لها بصوت غائر يبدو كما لو كان قادما من بئر عميقة:
عندي مشاعر للي يستاهلها وبس

صمتت.. لن تسأل.. فهي تعرف جوابه
وهي ليست مستعدة لمزيد من الإهانات والتجريح والألم

صمت أعمق احتكم بينهما
بعدها همس يوسف بهدوء: البسي خلينا نودي ضيوفنا نمشيهم
ولما يسافروا.. ابئي فكري تطفشي براحتك
ما أنتي ما تئدريش تحلي مشاكلك الا بالهروب منها

باكينام هذه المرة هي من ردت بصدمة: أنا؟؟

يوسف ببرود ملتهب: آه أنتي.. فالحة بس تتعنطزي عالفاضي
بس وئت الجد.. هتطفشي وتسيبي كل حاجة
عندنا مشاكل زي كل المتجوزين؟؟ ممكن نحلها بالتصافي والتفاهم
لكن انتي جبانة.. ومش مستعدة توئفي ئدامي وتتفاهمي بلغة حوار طبيعية غير غرورك الفاضي

باكينام تنهدت بعمق.. ثم زمت شفتيها بحزم وهي تقول:
مش باكينام الرشيدي اللي يتئال لها جبانة
انا طالعة ألبس
وئاعدة معاك بدال الشهر سنة.. وخلينا نشوف ازي الحوار هينفع مع مخ مئفل زي مخك

هي غادرت
وهو بقي في مكتبه
وعلى شفتي كل منهما ارتسمت ابتسامة شاسعة

فكل منهما حصل على مبتغاه
هو استفزها.. حتى حصل على وعد منها أنها لن تغادره
وهي وجدت لها غطاء يرضي غرورها واعتقادها انه تبقى معه مجبرة على البقاء


***************************


بيت محمد بن مشعل
غرفة ناصر ومشاعل
بعد الغداء


ناصر يدخل عائدا من عمله ومن الغداء في المجلس
مازال الحذر يرسم دوره في علاقته مع مشاعل
فكلاهما يخشيان تكرار الجرح والألم..
يخشيان أن يقتربا أكثر.. فينتج عن الاقتراب جرح أعمق
كلاهما باتا غير قادرين على الابتعاد.. وفي ذات الوقت غير قادرين على الاقتراب

وضعهما كما لو كانا يعيشان داخل فقاعتي صابون
الفقاعتان شفافتان متلاصقتان.. لذا كل منهما مستمع برؤية الآخر..
ولكنهما يخشيان تفجر الفقاعتين.. وما ينتج عن هذا التفجر
هل يتمازجان ليصبحا في فقاعة واحدة؟؟
أم يسقطان أرضا لتُدك عظامهما؟!!


لم يجد ناصر مشاعل حين دخل
توتر
فهو لم يراها في الأسفل مع والدته ومريم
ولم تستأذنه في الذهاب لمكان ما
هل يعقل أن تكون ذهبت لبيت والدها
تحول التوتر لنوع من الغضب.. أيعقل أن تفعلها؟؟!!

اغتسل وأبدل ملابسه
وتمدد على سريره بكلا ساقيه.. فهو لا يخلع ساقه إلا ليلا
ثم رن على هاتفها
رن الهاتف عنده.. فهاتفها كان موجودا في الغرفة
إذن أين هي مختفية؟؟

بعد دقائق دخلت مشاعل بخطواتها الرقيقة المترددة
ابتسم وهو يراها تدخل وهمس لها بمرح:
لو تأخرتي 5 دقايق بعد كان بلغت الشرطة وقلت مرتي مخطوفة

ابتسمت بعذوبة: كنت في المطبخ
خبرك موضي بتوصل الليلة.. وحبيت أسوي شوي حلويات

ناصر ابتسم: لموضي بس؟؟

مشاعل بابتسامة دافئة: وراكان بعد

ناصر مستمر في أسئلته المرحة: وبس؟؟

مشاعل برقة مدروسة: وبس

ناصر بانكسار مصطنع: يا حرام وأبو نص رجل ماله شيء؟!!

مشاعل بجزع عميق: تكفى ناصر ما تقول كذا على روحك

ناصر يضحك: أنتي الحين مسكتي في التسمية وخليتي الموضوع الأساسي
وين نصيبي؟؟

مشاعل بعفوية: كلي لك يا ابن الحلال

ناصر بنبرة أبعد ما تكون عن العفوية: أكيد كلش لي؟!!

مشاعل قفزت وكلماتها تتبعثر بحرج عميق: نسيت الصينية في الفرن

ابتسم ناصر وهي يراها تهرب كمجرم أمسكوه بالجرم المشهود
(يا حبي لش بس
فديت المستحية ياناس
تدللي يا بنت عبدالله
القلب ملعبش)


في الوقت الذي بدأ ناصر يعود فيه إلى طبيعته
فإن مشاعل بدأت بالعودة إلى طبيعتها أيضا


قبل أسابيع.. بعد عودة ناصر من الإصابة
كانت مشاعل مطمئنة في عقلها الباطن أنها مهما تقربت من ناصر فهو لن يقترب منها..
ولكنها الآن تعلم أنه ينتظر إشارة صغيرة منها.. مجرد إشارة
لا تريد أن تطيل انتظاره لهذه الإشارة
ولكنها فعلا تشعر بخجل عميق.. هو خجلها الطبيعي
بعد أن عادت لقواعدها سالمة التي أعادها لها رؤيتها لناصر بشخصيته الطبيعية المرحة الدافئة
بالتأكيد ليس خجلها المرضي.. ولكنه الخجل الأنثوي الرقيق!!



****************************



بيت محمد بن مشعل
بعد صلاة العصر

كانت مريم تنتهي من صلاتها وتريد البدء في وردها
سمعت طرقات هادئة على الباب
همست بهدوء مرحب: تفضل يابو محمد

مشعل دخل وهو يبتسم.. بعد السلام.. همس بمرح:
تدرين يا السكنية إني مغير عطري اليوم أبي أفاجئش مرة ..وكل مرة تصيديني

مريم تبتسم: هالمرة عرفتك من الدقة..

مشعل بمودة عميقة: مافيش حيلة

مريم برقة: شأخبارك مع لطيفة؟؟

مشعل بعمق: مستانس فوق ما تخيلين.. لأول مرة أكون مبسوط بحياتي الزوجية مثل أنا ذا الأيام

مريم بسعادة: دوم يارب.. أنا فعلا كنت مستغربة منك
لما قلت لي إنك مهوب مبسوط مع لطيفة
لطيفة جنة وقربها جنة.. الله يديم السعادة عليكم

مشعل بود: آمين.. والحين خليش مني ولطيفة.. وخلينا فيش أنتي وسعد

مريم ببساطة عميقة موجعة صادرة من العمق : يبي يطلقني صح؟؟

مشعل بجزع غاضب: يطلقش؟؟ ليه نلعب حن؟؟

مريم بذات هدوئها: لا تعصب مشعل
أنا سألت سؤال.. والسؤال يرد عليه بجواب.. مهوب بسؤال مثله

مشعل تنهد ليسيطر على غضبه: لا طبعا.. يبي يقدم موعد العرس يخليه بعد أسبوعين أو ثلاثة
وأنا أقول بعد ثلاثة أحسن.. عشان يكون راكان رجع من سنغافورة
لكن وش اللي طرا الطلاق عليك؟؟

مريم بعمق: إحساس بس

مشعل بمودة حازمة: إحساسش غلط.. وين حد يلقى مثلش ويطلقها

مريم برقة حازمة: أنت آخر من يتكلم يا مشعل.. كان عندك جوهرة وتبي تتزوج عليها
أشلون بسعد اللي تورط بوحدة ضريرة...؟؟!!
أم فارس تقول سعد صاير متضايق من مشاكل ولده الصغير
والواحد يوم يتزوج يبي له سند..وش نوع المساندة اللي بأقدمها لسعد؟؟
أخذ من الوقت المخصص لعياله؟؟
أزيد مشاكله مشاكل..؟؟
يطلع من البيت وهو خايف إن الضريرة اللي وراه تخبط في طوفه وإلا تطيح من الدرج؟؟

مشعل باستغراب: مريم وش فيش؟؟ وش ذا الكلام اللي تقولينه؟؟ يعني هذا أنتي عمرش ما خبطتي في طوفة هنا؟؟

مريم بعمق موجع: هنا عشت عمر..حفظت كل شبر في البيت
لكن بيت سعد عمري ما دخلته

مشعل بعمق مشابه: مريم أنتي خايفة؟؟

مريم بوجع: وحرام أخاف يا مشعل؟؟
أنا خايفة على نفسي
وخايفة من نفسي
وخايفة على سعد وخايفة منه
وخايفة على عياله وخايفة منهم
خايفة من كل شيء

مشعل بمؤازرة وهو يحتضن كفها: أي واحد يقدم على خطوة جديدة لازم يكون خايف

مريم بحزن: الخوف إحساس بسيط تافه قدام اللي أنا حاسة فيه
ثم أردفت بمناشدة: تكفى مشعل عشان خاطري
قل لسعد إذا هو يبي يتراجع عن العرس ويطلقني.. ترا الزواج مهوب قضية وقتية هذي قضية مصيرية

مشعل قفز وهو يقول بغضب: مريم مع حبي واحترامي لش
لكن شكلش استخفيتي

مريم بمناشدة عميقة: تكفى يا مشعل عشان خاطري لو لي خاطر عندك
عشان قلبي يرتاح
وعشان لو صار بيني وبينه شيء عقب
ما ألوم نفسي.. لأني عطيته فرصة للتراجع

مشعل يحاول التماسك والهدوء: سعد أعرفه أكثر من نفسي
مستحيل يتراجع

مريم بمناشدة أخيرة عميقة: أرجوك مشعل قل له... وقل له إني جادة
أنا صاير عندي إحساس عميق إنه يمكن يكون ذا الزواج كله مشروع فاشل
وأنا في وضعي وعمري.. ما عدت حمل مشاريع فاشلة



************************


واشنطن
شقة مشعل

مشعل يدخل بهدوء
يسلم على هيا التي كانت تجلس في الصالة وتدرس
يخلع جاكيته.. ويجلس جوارها
وعلى محياه علائم ضيق عميق

هيا تحتضن كفه وتهمس برقة: وشفيك حبيبي؟؟

مشعل بهدوء عميق رغم ضيقه: متضايق شوي عشان سفر سعيد
الفال لنا ونرجع بالسلامة

هيا بذات الرقة: آمين

مشعل بسكون: والله سعيد مكانه بين.. مع أنه ماله إلا سنة هنا.. وأنا قبله بثلاث سنين.. بس كان قريب مني واجد

هيا بعتب: يعني أنا ما أكفي

مشعل يحتضن كتفيها ويهمس بحنان: أنتي تكفيني عن العالم كله
ثم أردف بعمق: بس الغربة كسرت ظهري.. الله يعدي ذا الكم شهر على خير
ونرجع لأهلنا سالمين غانمين..



***********************



بعد المغرب
السعودية.. الطريق الصحراوي بين الحدود الأماراتية والحدود القطرية
المنطقة حيث تعرض راكان لهجوم الذئب


موضي بألم: نفسي انكتمت علي
صرت أكره ذا المكان

راكان يبتسم: بس أنا صرت أحبه
صار له عندي ذكرى

موضي أنفاسها تتسارع بضيق: والله جد أتكلم راكان
متضايقة من المكان

راكان يتجه بالحديث لاتجاه آخر: تسمعين شيلة ببلاش
واحنا رايحين سمعتش لتركي الميزاني
الحين وشرايش سلمان الميزاني؟؟

موضي تعلم أنه يريد إشغالها عن أفكارها الكئيبة.. ولن تفوت فرصة سماعه مرة أخرى
فهما منذ خروجهما من دبي
كانا مع سيارة أجرة.. وحديثهما بينهما بصوت خافت
حتى أخذ راكان سيارته من المركز الإماراتي
ومن لحظتها وهي تتمنى أن تسمع شيلة بصوته لذا همست:
وليش ما تكون قصيدة لك

راكان بهدوء: الحين مهوب طاري على شيء من قصايدي

(لم يكن هذا عو السبب
والسبب أن كل القصائد التي تواردت على خاطره اسم موضي منصوص فيها
لذا قرر أن يشيل أول شيلة خطرت بباله ويحفظها)

موضي بعذوبة: خلاص سلمان الميزاني..و النعم

تنهد راكان ثم خلع غترته ووضعها جواره.. وبدأ في جر القصيدة الموجعة الآخرى.. ماهو سر خياراتك يا راكان؟!!:

لا خيرفي رَجل(ن) قصار(ن) شبوحه
ولا خير في سيف(ن) نثر دم راعيه

ماجيت أبي مد اليدين الشحوحه
ولاجيت ضامي في رجاء الغير يسقيه

سرتني أقـدار الليال اللحوحه
لو كان مسرايه على شي مابيه

والهم وطعون الزمان وجروحه
تجمعت في خافقي واسكنت فيه

واللي غموضه يختلف عن وضوحه
اجبرني اركب مركب التيه واتيه

أستاذنك يا خاطري والسموحه
لا عاد تلحقني ملام ومشاريه

سري وسرك لازم إنّا نبوحه
ونودعه توديع غالي لغاليه

لو إن دمعات الموادع فضوحه
تطري علي البعد وأنا ما أدانيه

لكن يا سر(ن) توفى طموحه
نقلك يعذبني ولاني بقاويه

ركزت في صدري سهوم(ن) ذبوحه
وعلمتني في شي ماني بناسيه
وعلمتني في شي ماني بناسيه
وعلمتني في شي ماني بناسيه


يا الله كيف يكون لجبروت صوته هذه السطوة في هز أوتار قلبها المتساقط ارتجافا واعياءً!!
تكاد أن تشهق ألما وشجنا..
تنزف كل دماء روحها بلا تفكير
أي رجل أنت يا هذا؟؟!!
أي رجل؟!!


صمت راكان وهمست موضي: وصدق يا راكان.. منت بقاويه؟؟

ابتسم راكان: وش هو؟؟

موضي بعمق: سرك..

ابتسم راكان وهمس بشفافية: أقواه وأقوى غيره.. مهوب راكان اللي سده قريب

ألتفتت موضي لزجاج نافذتها وهي تهمس بارتجاف: ماظنيت غير كذا!!

(أي ألم بات سرك يبعثه في أوصالي؟!!
في البداية كنت أشعر بالفضول
من هي؟؟ من تكون؟!!
الآن أشعر بالألم.. الكثير من الألم
رغم أن السؤال مازال ذات السؤال
من هي؟؟ ومن تكون؟؟)


راكان انتبه لارتجاف صوتها.. همس بقلق: موضي وش فيش؟؟

موضي تبعده عن المقصود الفعلي إلى شيء آخر هو قلق فعلي أيضا
همست بضيق: ما أدري وش بأسوي إذا رجعنا للدوحة.. متوترة.. أخاف أسوي شيء يضايقك مني

ابتسم راكان وهو يقول برجولة: لا تخافين من شيء وأنتي معي
ثم أردف بمودة حازمة: خلينا نتفق.. لو أنا ضايقتش أو أنتي ضايقتيني
على طول نتصارح.. مافيه داعي نحط بيننا حواجز

موضي بشجن: اتفقنا..ومن يقدر يحط بينه وبين روحك الصافية حواجز

راكان بعمق: أنتي حطيتي

موضي بألم: راكان بلاه ذا الموضوع

راكان بمصارحة شفافة: موضي أنا مستوجع فوق ما تتخيلين
لو شفت هذاك الكلب الحقير بأقطعه..
مهوب لأن الاثر له أي أهمية عندي.. لكن لأنه أذاش وخلاش تتعقدين من نفسش بذا الطريقة

موضي بجزع: راكان تكفى.. لا تنسى أنه ولد عمتنا.. وعمتي نورة وبناتها ماعندهم غيره

راكان ببرود يشتعل تحته ولا يعلم سبب هذا الاشتعال.. يشعر بألم مشتعل يحرث روحه بمناجله: مهتمة فيه؟؟

موضي باستنكار جازع: يخسى.. والله ولا همني.. بس حشمة لعمتي نورة وخالي جابر

راكان يحاول الهرب من وطأة أفكاره وهو يهمس لها بهدوء شديد الحزم: إذا تبيني أسامحه
فأنتي لازم تحاولين تتجاوزين كل اللي هو سواه فيش..
لكن دامني أشوفش مستوجعة.. والله ما أسامحه.. واللي رفع السما وبسط الأرض
لأخليه يدفع ثمن كل دمعة بكيتيها

موضي بجزع: خلاص أحاول

راكان بحزم: لا.. أوعديني

موضي تضغط على نفسها: أوعدك

راكان يبتسم وهو يهمس بشفافية: وأنتي على قولتش: من نسوان كلمتهم ما تصير ثنتين
وأنتي وعدتيني

موضي تبتسم: على قولتك: نسوان أحدث طراز.. وأنا وعدتك




***********************


بيت فارس بن سعود
غرفة فارس والعنود

الساعة 8 مساء

العنود تنهي زينتها.. تريد التوجه لبيت أهلها استعدادا لوصول موضي وراكان

يدخل عليها فارس مستعجلا
وهو يفتح الدولاب باستعجال

العنود تنظر له بفضول واستغراب حتى رأته يتناول مسدسه ويضعه في جيبه
ليتحول الفضول لرعب
والاستغراب لجزع قلق

العنود تختنق بكلماتها: فارس وين بتروح؟؟

فارس بنبرة اعتيادية حازمة: الشرطة طالبيني في مداهمة
ولأني مدني ما يعطوني سلاح..
بس عندي سلاحي هذا مرخص..

العنود تقف أمامه لتقول بمناشدة: تكفى فارس ما تروح

فارس بغضب: نعم..

أمسكت بذراعه لتمنعه.. ولكنه دفعها بحدة وخرج..

لم ينتبه أن دفعته كانت أقوى مما تحتمل رقتها وضعف بنيتها
ولم يعلم أنها سقطت أرضا
لأنها دفعها وخرج.. وهو يعتقد أنه أزاحها فقط عن طريقها
يعلم أن دفعته كانت قاسية نوعا ما
ولكنه لا وقت لديه للأخذ والرد والمداهمة بعد أقل من نصف ساعة

العنود بقيت مذهولة للحظات
لم تستوعب أنه دفعها ولم تستوعب أنها وقعت أرضا
ومع الاستيعاب حضر الألم

(تمد يدك علي يا فارس؟!!
أنا تمد يدك علي؟؟!!
عمري ماحد صرخ علي في بيتنا
صرخت أنت علي... وتحملت
اليوم تدزني
وش بيصير عقب؟؟
تضربني؟؟؟
بس ماعليه يا فارس ماعليه..
خلك ترجع بالسلامة.. ونتفاهم)


#أنفاس_قطر#
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 11-08-09, 08:27 AM   المشاركة رقم: 80
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سوري ياجماعة على التاخير والله مهوب قصدي راحت علي نومة... والحين أنفاسوه بتقص رقبتي معطتني ألف تحذير ما اتاخر عن الموعد.. والله يا بنات شكلي باهاجر واهج.. جننتني بدقتها في الكتابة وهي تخليني أعيد اللي هي تمليني عشرين مرة... ثم تطلع لي أخطاء بعد... إيه وش عليها هي منسدحة على جنبها وأنا اللي أكتب.. ونزلي ذا وارفعي ذا وحطي مسافة يووووووووه.. يالله ما أبي أطول عليكم.... السموحة على التاخير والبارت الجاي عقب صلاة الجمعة حوالي الساعة وحدة الظهر


أسى الهجران/ الجزء التسعون


بيت محمد بن مشعل
صالة البيت الرئيسية
الساعة 9 مساء


أم مشعل وبناتها مريم والعنود كن في الانتظار
ومعهن مشاعل ولطيفة

في ذلك الوقت كانت سيارة راكان تتوقف في باحة البيت
راكان يلتفت لموضي المتوترة جواره
يتناول كفها ويحتضنه بحنو وتملك ويهمس لها: ترا مافيه حد داخل غير الناس اللي أنتي خابره
ماحد منهم تغير.. ليش التوتر؟؟

موضي بقلق: بس يمكن أنا تغيرت

شد كفها بقوة أكبر وحنان أعظم: وش اتفقنا عليه؟؟

للمرة الأولى تبادر موضي وتشد هي كفه التي تحتضن كفها
شعر راكان بألم غير مفهوم في عمق فؤاده مع ضغط أناملها الرقيقة
همست برجاء: ادخل معي

هز أعماقه بعنف امتدادها القوة منه ورغبتها في الاحتماء به
تمنى لو يستطيع أن يخبئها بين رموش عينيه لو استطاع

همس لها بهدوء حانٍ: كان ودي ادخل معش.. بس شوفي جودي واقفة عند الباب
معناته لطيفة داخل
مهوب أمي وخواتي بس
أنا بأروح المجلس.. الرياجيل ينتظروني على العشاء
وباجيكم عقب

موضي تنهدت وهي تسمي بسم الله وتنزل بخطوات مترددة
عكس خطوات راكان الواثقة الواسعة وهو يتجه لجود ويحملها ويغمرها بالكثير من قبلاته
ثم ينزلها ويتوجه للمجلس
وجود تركض لناحية خالتها وترمي نفسها عليها
لتحتضنها موضي بحنان وهي تحملها وتقبلها بعمق ثم تدخلها معها لداخل البيت


بعد حوالي ساعة
انتهى العشاء عند كلا الطرفين
النساء والرجال


مجلس الحريم في بيت محمد بن مشعل

لطيفة وموضي متجاورتان
مريم والعنود ومشاعل يشتبكن في الحديث معا
وأم مشعل استأذنت لتناول أدويتها

لطيفة تبتسم وهي تهمس لموضي بخفوت: غريبة شايفتش مستحية.. مهوب عوايدش
بالعادة شاقه القاع وقايلة باع

موضي تبتسم: يا شين أمثلتش بس.. يأ أختي خليني أمثل مستحية.. وش عليش

لطيفة بنبرة مقصودة: المشكلة أنش ما تمثلين يا موضي.. مستحية صدق

صمتت موضي

ولطيفة أكملت حديثها: شالسالفة موضي؟؟ ما عمرش دسيتي علي شيء
لا تكونين منتي بمبسوطة مع راكان؟؟

موضي بجزع عفوي: لا والله.. ياحظها اللي يصير راكان لها.. مامثله في الرياجيل اثنين

لطيفة باستغراب: ياحظها؟!!
ليه هو صار حق حد غيرش؟؟!!

موضي بحرج: ما أقصد.. لا تصيدين علي كل كلمة

لطيفة تتنهد: براحتش موضي.. أظني إنش تعرفيني.. اذا صار في خاطرش شيء تقولينه تراني حاضرة

عاودت موضي الصمت
في حياتها مع حمد.. كانت تخبر لطيفة بكل شيء
ولكنها الآن غير مستعدة لإدخال أحد في عالمها هي وراكان.. العالم الغريب والعميق والمجهول والمثير

همست موضي بعد دقيقة بهدوء: قومي معي أروح أسلم على أمي وجدتي..
ألحق أرجع قبل يجي راكان



على الجانب الآخر
مشاعل تهمس برقة: عنودة وش فيش؟؟ ليش مكتمة كذا؟؟

العنود بنبرة مصطنعة: مافيني شيء

مريم بهدوء عميق: من حيث فيش.. فأكيد فيش..

مشاعل ابتسمت: يا الله وهذي مريم ساندتني بعد

العنود تحاول أن تبتسم: ياشينكم.. ما أسرع اتفقتو.. الله يكفي شركم
أصلا كل وحدة منكم حاستها السادسة رادار.. اتفقتو يعني مافيكم حيلة

مريم تبتسم: والمعنى أنه فيه شيء فيش..

العنود ببساطة: مافيه شيء.. فارس عصب علي شوي قبل أجي.. عشان كذا متضايقة

(جزء من الحقيقة ولكنها ليست الحقيقة)

مشاعل بحنان: ياقلبي يا العنود.. عشرين ألف مرة قايلة لش.. فارس يعصب بس والله قلبه طيب

العنود بضيق: أدري.. بس ما أقدر أمنع نفسي ما أتضايق

مريم بعمق: وأنا قلت لش لا عاد تسوين شيء يخليه يعصب

العنود تتنهد: خلاص خير.. الموضوع كله بسيط.. أنا وهو نعرف نتفاهم




ذات الوقت.. مجلس آل مشعل


راكان وناصر

ناصر بمرح: هاه وشرايك في الحياة الزوجية يالعريس؟؟

راكان يبتسم: مالك شغل.. ما نعطي كورسات للبزارين

ناصر يضحك بصوت خافت: عشتو.. أظني إني معرس قبلك يا أخ أنت

راكان بابتسامة: وأظني أكبر منك يا أخ أنت..

ناصر بمودة ومرح: حتى لو ما قلت.. باين عليك متشقق..
من يوم دخلت علينا وابتسامتك شاقة.. بالعادة تبتسم في المناسبات الرسمية والعيدين..

راكان مازال مبتسما: ياملغك بس

(أحقا ماعدت قادرا على السيطرة حتى على ابتسامتي؟!!
ولكني بالفعل سعيد
لا أعلم سببا لهذه السعادة
ولكنها سعادة جديدة بدأت تتسلل لروحي المثقلة
هناك ما ينغصها.. نعم
ولكنها تبقى سعادة عميقة
لأول مرة ..سعادة بهذا العمق ترفرف في كل أنحاء روحي)

رن هاتف ناصر.. رد بصوت خافت..ثم أنهى المكالمة
وألتفت لراكان ليقول باستغراب: أختك دلوعتنا مهيب صاحية متصلة فيني تسألني عن رجالها
أقول لها ليه ما تتصلين فيه
تقول جواله مقفل
شكلها تتدلع عليه

ابتسم راكان وهمس بحنان:خلها تدلع الغالية.. الدلع أصلا ماخلق إلا لها
ثم أردف باهتمام: بس فارس كنه تأخر
أنا تعبان من السواقة وأبي أنام
بس أبي أشوفه الأول

ناصر (بعيارة): عدال.. تعبان من السواقة وإلا مستعجل على شوفت بنت عبدالله؟؟

راكان بغضب شفاف: نويصر تحشم

ناصر يضحك: ياشين دور الأخ الكبير عليك.. لازم تكعمني يعني (تكعمني/تجعمني/ تأنبني وتسكتني)
فارس توه اتصل فيني من دقايق.. يقول خلص شغله وجاي في الطريق

ومع انهاءه لجملته كان فارس يدخل المجلس
وناصر يكمل بمرح: ليتنا طرينا مليون ريال بدال وجه رجال أختك الودر ذا


قبل ذلك بقليل
زاوية أخرى
سعد ومشعل

مشعل أخبر سعد بما طلبته منه مريم

سعد يرد غاضبا: مشعل أنت شايفني بزر أسوي شيء ماني بمقتنع فيه

مشعل بهدوء: هدي أعصابك.. أنا قلت لمريم كذا
بس هي تقول هذا زواج.. وعشرة عمر
وهي وحدة ضريرة وتخاف إنها تكون حمل عليك مع مسؤوليات عيالك
وتقول إنها حاسة أنه....
والله ما أدري أشلون أقولها لك...
إنه... يمكن يكون ذا الزواج مشروع فاشل
ووحدة في عمرها ووضعها ماتستحمل مشاريع فاشلة

سعد بصدمة: زواجها مني مشروع فاشل؟!!!

مشعل يتنهد: يا ابن الحلال لا تفهمها بذا الطريقة
الفشل من ناحيتها مهوب من ناحيتك
أنت رجال كامل.. والكامل وجه الله
لكن هي متحسسة من ناحية إنها ماتشوف.. وتخاف تكون حمل عليك

سحب سعد نفسا عميقا ثم همس لمشعل: مريم عمرها كانت حمل عليكم؟؟

مشعل يبتسم: لا والله حن اللي حمل عليها.. وإلا هي ماعمرها ثقلت على حد

سعد يبتسم: خلاص عشانا عقب رجعة راكان من سنغافورة.. الخميس اللي عقب 3 أسابيع



***************************



قسم ناصر الذي أصبح لراكان
الساعة 11 مساء

لطيفة تدخل مع موضي للبيت
موضي تخطو للداخل بتردد
ولطيفة تحمل جود التي تشعر بالنعاس وتهمس بخفوت:
شوفي أنا رتبت كل أغراضش وأغراض راكان
أنا رتبت مثل ما أعرف إنش تحبين ترتبين أغراضش
لو ما عجبش شيء خلاص بكيفش رتبي مثل ما تبين

موضي بعذوبة: مشكورة يأم محمد.. ومن اللي ما يعجبه ترتيبش
ثم أردفت: ايه لطيفة.. كنت أبي أسألش الكنبة اللي تنفتح اللي في صالة غرفتش من وين اشتريتيها؟؟ عاجبتني

لطيفة باستغراب: ليه وش تبين فيها؟؟

موضي بحرج: أبي أرتب الغرفة الثانية بأحط فيها مكتب لي ولراكان وأبي أحطها فيها

لطيفة نظرت لها بنصف عين: لا تكونين ناوية تطردين راكان

موضي بحرج أشد: الشرهة علي اللي سألتش

لطيفة باستعجال: خلاص لا تطنقرين (تزعلين) علينا.. إذا بغيتي تشترين وديتش
والحين لازم أروح.. تأخرت على بيتي
أنا ساحبة فاطمة من بيت هلي عشان تقعد عند عيالي اللي رقدتهم قبل أجي
الحين فاطمة بتسطرني.. كل مرة تلاغيني تقول أنا أشتغل عند أنتي وإلا عند ماما؟؟

ثم أردفت وهي تخرج: بكرة بأجي لش مع الكوافيرة عقب صلاة المغرب


موضي دخلت للداخل بخطوات مترددة.. تعرف المكان جيدا فهي جاءت مع لطيفة عدة مرات لترتيب أغراض مشاعل هنا

علقت عباءتها التي كانت بيدها
وقررت أن تستحم أولا لتهدئة أعصابها المستنزفة
ثم خرجت ملتفة برداء الحمام
فتحت الدولايب لتختار لها ما تلبسه
شعرت بالتوتر يتزايد
تريد أن تلبس شيئا أقل تزمتا مما كانت ترتديه أمام راكان طيلة الأيام الماضية
ليس لأنها تريد
فلو كان الأمر برغبتها لبقيت ربما بعباءتها وشيلتها
ولكن لأنها لابد أن تفعل ذلك.. حتى تقنع راكان أنها تحاول تجاوز مافعله حمد بها
فراكان كالبقية لا يعلم أن حمد يعاني من مرض نفسي يتعالج منه في مصر
ومن يعلم هن لطيفة ووالدتها وموضي وهيا ووالد حمد فقط
وموضي لا تريد أن تخبر أحدا بسر علاجه
ومن ناحية أخرى لا تريد أن يظن راكان أنه بقي لحمد أي تفكير في مخيلتها

استقرت على اختيار معين لملابسها
ارتدت ملابسها ثم ارتدت ثوب الصلاة فوقها وصلت قيامها

بعدها توجهت للتسريحة
شعرت برغبة ملحة غير مفهومة أن تتعطر.. تتزين.. بعضا من أحمر شفاه فاتح ربما
تعطرت بكثافة وعطرت شعرها
ولكنها قررت أن تتوقف عن فكرة التزين التي بدت لها لا داع لها بل ومبتذلة
وتركت وجهها صافيا خاليا من المساحيق

ثم توجهت للصالة لتجلس فيها انتظارا لراكان
لم يطل انتظارها
فبعد دقائق كان يدخل بخطواته الثقيلة الثابتة قادما من بيت والده بعد أن سلم على والدته وشقيقاته..
توقف للحظات وكأن الزمن توقف معه وهو ينظر للبهاء المكتمل الجالس أمامه
ارتعش شيء ما في داخله.. شيء ما!!
ولكن هذه الرعشة لم تتجاوز داخله مطلقا

كانت تجلس أمامه ببيجامة أنيقة
قميصها (التوب) القطني بدون أكمام (هاي نك) باللون الفستقي الكامل
وبنطلونها الحريري (برمودا) لتحت الركبة بقليل حرير مشجر باللونين الفستقي والابيض..
وشعرها المستحيل متناثر على كتفيها ويلتف حول رأسها عصابة حريرية من نفس لون وقماش بنطلون البيجامة
وترتدي خفين فستقيين برباطين يعقدان عند الكاحل

كانت طلتها مثيرة ورقيقة.. وموجعة.. وصادمة..
فهو لم يراها طيلة الأيام الماضية سوى بلباس غاية في الرسمية والاحتشام
حتى البيجامات كانت ترتدي فقط البيجامات الكلاسيكية الحريرية موحدة اللون
بعد أن اشترت منها عدة قطع من أحد مجمعات دبي..

بقي مذهولا للحظات لم تشعر بها موضي ولكنه هو من شعر بها
ولكنه تماسك بسرعة وهو يبتسم ويسلم ثم يجلس قريبا منها
لتخترقه رائحة عطرها المختلط برائحتها العذبة
تنهد وهو يقول لنفسه (أنا اللي جبته لنفسي )
راكان يشعر بألم غير مفهوم
فهي توقظ فيه الرجل
ولكن أين العاشق؟؟
يستحيل أن ينظر إليها كما ينظر أي رجل لأي أنثى
فليس هو بأي رجل
وليست هي بأي أنثى
بل هما راكان وموضي!!

ابتسم وهو يسألها: زال توتر المقابلة الأولى؟؟

ابتسمت وهي ترفع عينيها له: زال.. وترى جدتي تسأل عنك

راكان يضرب على جبينه: يوه.. والله حسبتها نايمة.. الحين وش بيرضي هويه علي .. بتقص رقبتي

موضي بمرح رقيق: خلك من المهايط.. ومن اللي يقدر عليك
أنت بالذات جدتي عمرها مازعلت عليك
زعلت من كل عيال عيالها إلا أنت.. ما أدري وش مسوي لها؟!!

راكان بابتسامة: وهم ليه يزعلونها؟؟

موضي بعذوبة: ولو أن هذا مهوب جواب على قولتك
بس تدري أمي هيا تحب تجرب غلاها

راكان بمودة: وهي تدري إنها عندي غالية..ومافيه داعي تجرب

وقفت موضي وهي تهمس بمرح: ماشاء الله.. ماحد يقدر عليك في الحكي

كانت موضي تريد التحرك.. لولا أن يد راكان الجالس أطبقت على أناملها بقوة لتوقفها مكانها
ارتعشت موضي بعنف..
لاحظ ارتعاشها وأناملها الساكنة بين أناملة تنتفض كعصفور بلله القطر
ولكنه تجاوز ارتعاشها رغم تأثره به وهو يهمس لها بحنان: وين بتروحين؟؟

موضي بصوت مرتعش: بأروح أجيب لي ماي.. تبي أجيب لك شيء.. أو أسوي لك شيء

راكان بهدوء حانٍ: لا.. مشكورة.. أنا بأقوم أصلي.. ثم بأرجع
ثم أردف بشفافية: مشتهي أسولف معش

(فأنا لم أرتوي بعد من النظر إلى محياكِ
ولا من سماع همسكِ
ولكن
هل سأرتوي يوما؟!!
هل؟؟
لا أريد أن أرتوي.. لا أريد
أريد أن أعيش مابقي من أيامي ضارعا إلى عينيكِ
غارقا بين همساتكِ
.
.
.
راكان ما الذي يحدث لك؟؟
أي جنون أصابك؟!!
يبدو أنني فقدت السيطرة المنطقية على تفكيري!!
لا أريد أن أخسر موضي كإنسان وصديق نادر
وأنا وعدتها بالحماية والاحتواء
.
.
ولكني لم أمارس أي تجاوز لعلاقتنا كأصدقاء
فهل هناك أحب إلى الإنسان من النظر إلى وجه صديقه والاستماع إلى حديثه؟!!)



**************************



بيت فارس بن سعود
الساعة 12 مساء
غرفة فارس والعنود


العنود بعد أن اطمأنت إلى عودة فارس سالما من شقيقها ناصر
استعادت شعور غضبها منه
قد تكون تحملت منه الكثير
ولكنه أيضا تغير كثيرا من أجلها.. وهي تعلم ذلك
من رغبة بالزواج حتى يأدبها على تطويلها لسانها عليه إلى عاشق متيم
ولكن هل حقا كان يرغب في تأديبها أو في تأديب نفسه المتجبرة القاسية؟!!
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" النساء يغلبن الكريم ويغلبهن اللئيم"
وفارس ليس لئيما أبدا
بل هو رجل كريم النفس واليد ومن نسل كريم
وهكذا حين تحكم العروق الطيبة..يحضر الطيب وتفوح روائحه العطرة
ولكن هذه العروق الطيبة بها كبرياء متأصل عتيد أيضا!!
فكيف التلاقي بين الطيب.. والطيب؟!!

و من ناحيتهاالعنود لا تريد أن تكون من مكفرات العشير..
اللاتي ما أن يبدر من أزواجهن أي إساءة لهن.. حتى ينكرن عشرتهم وينفين كل طيبهم معهن

ولكنها على الجانب الآخر تعلم أنها لن تحتمل مرة قادمة قد يمد يده عليها فيها

دخل فارس بهدوء.. كان خالي الذهن تماما
فهو لم يظن للحظة أن العنود قد تكون غاضبة منه

دخل وهو يتلفت بحثا عن طيف فاتنته
كانت تجلس على مكتبها مقابلة لحاسوبها تعد ورقة عمل مطلوبة منها

اقترب منها
وهي اضطربت وبدأت طباعتها تتحول إلى سلسلة من الأخطاء
لم يكن اضطرابها خوفا.. ولكن تبعثرا
فحضوره يبعثرها غصبا عنها
وقف خلفها وهو يسلم وهي ردت السلام بخفوت
انحنى عليها وهو يرفع شعرها عن عنقها ويميل أكثر ليطبع قبلته عليه
ولكنها وقفت قبل أن تصل شفتيه إليها وشعرها يفلت من بين أنامله

فارس نظر لها باستغراب وتقطيب وهو يراها تبتعد لتجلس على الأريكة
اقترب وجلس قريبا منها وليس جوارها
وهمس بهدوء: وش فيش؟؟

العنود تهمس بحزن دون أن تنظر له: إسأل روحك

فارس بهدوء حازم: وش الجريمة اللي سويتها حتى تكلميني بدون ماتطالعيني؟!!
إذا صار عندش شيء تقولينه حطي عينش في عيني وكلميني
أو احتفظي بكلامش كله لنفسش

العنود رفعت عينيها له وهي تهمس بحزن أكبر: ليه أنت منت بداري حتى وش سويت؟؟

فارس بنبرة حادة نوعا ما: العنود بلاها حركات الدلع.. أنا ما سويت شيء
إذا أنتي عندش شيء قوليه

حينها بدأت عيناها تغيمان بالدموع.. وهو شعر بالجزع.. قد يحتمل كل شيء إلا دموعها
حينها وقف وجلس جوارها واحتضن كفها وهمس بحنان: ودموع بعد
حبيبتي تكفين قولي اللي تبينه بس من غير دموع.. تدرين ما أستحمل دموعش

حينها أسندت العنود رأسها لكتفه وهو احتضنها بحنو وهو يهمس: يالله قولي لي
وش مزعلش على فارس ثقيل الدم؟؟

العنود تحاول السيطرة على سيول دموعها وحتى لا تبدأ بالشهقات
فإن كان لا يحتمل دموعها.. فهي لا تحتمل نبرة الحنان الدافئة المختلفة في صوته
همست بخفوت: الليلة لما طلعت للمداهمة.. تقدر تفهمني اللي تبي بدون ما تمد يدك علي
مد اليد للبهايم وأنا ماني ببهيمة.. وعمري ماخالفتك

شعرت العنود بعضلات صدره تتصلب بقوة تحت خدها وهو يهتف باستنكار:
أنا مديت يدي عليش؟؟

العنود رفعت رأسها وهي تهمس بألم: أجل وش تسمي إنك تدزني وتطيحني على الأرض

فارس بذات نبرة الاستنكار: أنا؟؟

العنود تحكي له الموقف باختصار
وفارس يتنهد ويهمس بهدوء: حتى لو كان صار.. فأعتقد إنش عارفة إني مستحيل أقصد أمد يدي عليش
وأنتي المفروض ما تصغرين عقلش وتحملين الموضوع أكثر من احتماله

العنود بعتب: الحين أنا الغلطانة.. بدل ما تطيب خاطري.. تطلعني الغلطانة

فارس بحزم رقيق: اسميني العنود.. أنا يوم غلطت في حقش اعتذرت وما تشاينتها
بس أنتي مهوب تطالبيني أعتذر حتى لو ما غلطت..لأنه مستحيل يصير
أصلا الاعتذار صعب علي يوم أكون أنا الغلطان
فاشلون وأنا ما غلطت

العنود وقفت وهي تقول بغضب حزين: خلاص لا تعتذر ولا تراضيني
بس هذا أنت صار عندك خبر.. ومرة ثانية تمد يدك علي انسى إن لك مره أساسا

فارس وقف وهو يقول بغضب حقيقي: العنود لا تهدديني.. واتقي شري

العنود صمتت.. فهي تعلم أنها استفزته بما فيه الكفاية.. وتعلم أنها ليست ندا لغضبه
هي توجهت لسريرها وتمددت
وهو توجه للحمام ليستحم ويهدئ غضبه
حين خرج من الحمام ..صلى قيامه.. ثم تمدد جوارها

كلاهما يشعر بالألم
الكثير منه
فبرغم كثرة ماكان يثور عليها ويتخاصمان إلا أن خصامهما لا يطول مطلقا
ولم تمر عليهما ليلة باتا فيها وهما متخاصمان
فكيف سينامان الليلة؟!!!



*************************



بيت مشعل بن محمد
غرفة مشعل ولطيفة
الساعة 12 إلا ربع


مشعل يدخل ليجد لطيفة تدرس على مكتبها
يسلم وترد عليه السلام
لتقف وتتجه ناحيته وتأخذ غترته منه
تحتضنها وهي تشمها وتهمس برقة: مغير عطرك؟؟

مشعل يجلس وهو يبتسم: مغيره أبي أقص على مريم السكنية.. بس صادتني

لطيفة تضع غترته في سلة الغسيل وتعود وتجلس جواره وهي تهمس بمودة:
ياحليلها مريم.. تعرف كل واحد فينا مهوب بس بالريحة.. حتى بالخطوة والمشية

مشعل يهمس بهدوء: وعلى طاري مريم ترا عرسها الخميس اللي عقب 3 أسابيع
مجرد عشاء بسيط لكم يا النسوان.. مثل ما مريم تبي
بس الرياجيل سعد بيسوي عشاء كبير في مجلسه

لطيفة باستغراب: وليش قدموه كذا؟؟

مشعل حكى لها عن رغبة سعد باختصار.. ولطيفة ردت: ليش لا.. عنده حق
على كذا بانشغل الأيام الجاية أتشرا لمريم

مشعل يقبل رأسها وهو يقول بتقدير عميق: طول عمرش أم الجميع يأم محمد

لطيفة بحنان: مريم بالذات غلاها غير..

مشعل يبتسم: وأبو محمد وش علومه من الغلا؟؟ ماله نصيب؟؟

لطيفة تحتضن ذراعه وتقبل كتفه: الغلا كله للعيار أبو محمد وهو داري

مشعل بجدية رقيقة: ويوم أبو محمد غالي.. بأطلب منش شيء ولا تقولين لأ

لطيقة بعذوبة: عيوني لك

مشعل بحنان: تسلم العيون وراعيتها.. أشرايش نروح أنا وأنتي عمرة.. وعقب نقعد كم يوم في جدة..
أنا صار لي فترة مضغوط في الشغل.. وابي أغير جو
وأنتي العطلة خلصت مارحتي مكان..
خلصي سوق مريم ذا الأسبوع.. ونروح الأسبوع الجاي

لطيفة بهدوء: ومن اللي يعيي من العمرة.. بس عيالي عندهم مدارس وش أسوي فيهم.. وجودي خبرك متعلقة فيني واجد

مشعل يقاطعها: ومتعلقة في موضي بعد

لطيفة بذوق: ما أقدر أخليها عند موضي وموضي عروس مالها عشرة أيام
وش تبي راكان يقول علينا؟؟

مشعل بهدوء: أصلا أنا اخترت ذا الموعد بالذات لأنه راكان بيروح الأسبوع الجاي بطولة في سنغافورة
وبيغيب أسبوع.. أكيد موضي بتروح بيت هلش.. نخلي العيال عندهم
هاه وشتقولين؟؟ خليني أخلص من عيالش لو مرة..وأسافر أنا وأنتي بروحنا

لطيفة تبتسم: خلاص شورك وهداية الله...




***********************




بيت محمد بن مشعل
غرفة ناصر ومشاعل
الساعة 11 ونصف

ناصر كان قد جاء مع راكان الذي جاء للسلام على أمه وشقيقتيه
دخل أولا..
ونبه مشاعل أن راكان سيدخل
لذا صعدت للأعلى
كان هذا قبل أكثر من نصف ساعة
وخلال هذه النصف ساعة أبدلت مشاعل ملابسها وصلت قيامها
وجلست تنتظر ناصر وهي تقلب في دليل مهامها الموكلة إليها من المدرسة
التي ستبدأ العمل فيها خلال الأسبوع القادم

حين دخل ناصر ارتبكت كعادتها
ابتسم ناصر وهو يسلم ويهمس لها بمرح: طالبش بلاها ذا النظرة
أحس أني كني طالع عليش من فيلم رعب عشان أخوفش

صمتت مشاعل بخجل
وناصر جلس بالقرب منها وهو يسألها بمودة: أشلونها موضي؟؟ عساها مبسوطة؟؟

مشاعل برقة: الحمدلله

ناصر بشفافية: تدرين يا قلبي.. أنا الليلة مستانس فوق ما تتخيلين

مشاعل ابتسمت بتلقائية وهي تشعر بسعادة لسعادته: الله يونسك بالعافية
ودوم يارب

ناصر بابتسامة واسعة: أول مرة أحس راكان مبسوط كذا.. طول عمره شايل هم خلق الله وما يفكر بروحه
الليلة حسيت فعلا وجهه منور وعيونه تلمع.. شيء متغير فيه فعلا
والله أختش هذي جبارة.. ودي أحب رأسها والله العظيم

مشاعل شهقت وهي ترفع عينيها له: نعم.. تحب رأسها؟؟

ناصر خطر بباله الخبث.. لذا رد بانكسار مصطنع: إيه أحب رأسها
وش أسوي؟؟ ما عندي حد أحب رأسه

مشاعل أُخرست وهي تنظر لأناملها وتدعكها بخجل

وناصر تنهد وهو يقول في داخله
(ماعليه.. أقله ما هربت
تطور ملحوظ
عقبال ما تجي تهرب تطيح في حظني يارب)



************************



قسم راكان وموضي
الصالة
الساعة الواحدة والنصف ليلا

أخذهما الحديث وتشعب.. تحدثا كعادتهما مؤخرا في كل شيء.. واللاشيء
المهم أن يتحدثا
وكل واحد منهما مأخوذ بطريقة الآخر في الحديث.. نبرة صوته.. صياغته لعباراته وأفكاره
إعجاب متبادل وعميق.. عميق لأبعد حد

موضي تنظر للساعة وراكان ينظر لها ويهمس: تمللتي مني؟؟

موضي تبتسم: ياحلات ثقل الدم عليك

راكان يبتسم: تدرين في شغلنا في الديوان البروتوكول والاتيكيت مهم عندنا
ويعطونا دورات خاصة فيه
النظر للساعة دليل تملل.. أو إشارة للرغبة في إنهاء الحديث والطرف الثاني لابد يراعي هالشيء ويخفف استعدادا لإنهاء الحوار

موضي برقة: وبعد شيقولون لكم؟؟

راكان بهدوء:

موضي بابتسامة: بس أنا لما كنت أشوف الساعة عشان أحس إني أنا نسيت نفسي في السوالف وطولت عليك
لأنه أنت اللي كنت تسوق وتونا واصلين الليلة وما بعد ارتحت

راكان يضحك: حلوة الترقيعة.. بس ما مشى حالها

موضي تضحك برقة: والله ما أرقع..
تدري.. بكيفك.. خلنا قاعدين لين صلاة الصبح.. بس لا تشتكي لي بكرة إنك تعبان

راكان بعمق شفاف: لو أقعد مقابلش عمري كله.. وأنتي بس تسولفين علي
عمري ما اشتكي

موضي همست بحرج: مهوب كنك تجاوزت المجاملة للنفاق الاجتماعي يا نصير البرتوكول

راكان ابتسم: أنا قلت لش هم يعلمونا البروتوكول كأسس.. بس حن غير ملزمين نجامل.. وأنا قلت لش قبل إني ما أجامل
ثم أكمل بعمق شفاف:
خصوصا معش.. أحس فعلا إني على سجيتي.. واللي في خاطري أقوله

موضي بشجن مؤلم: تكفى راكان ما تكون رقيق ورائع وشفاف لذا الدرجة..
والله وقتها جد أحس بالوجيعة عشانك.. وإني أنا جنيت عليك بفكرة زواجنا

راكان وقف بحدة وهو يتنهد بعمق وكأنه يعد من الواحد إلى العشرة
ثم يقول من بين أسنانه ويرص على كل حرف:
أكثر من مرة طلبت منش تنسين ذا الكلام السخيف
وأنتي تدرين إنه يضايقني.. أفهم يعني إنش تعمدين تضايقيني؟!!
تدرين الأحسن نوقف الليلة كلام.. ومافيه داعي تقولين أي شيء.. عشان أنا لحد الحين مسيطر على أعصابي
وأنا حذرتش قبل إني لو عصبت بتمنين عمرش ماشفتي عصبيتي

راكان أنهى كلامه وتوجه للداخل
وموضي شعرت أن كلماته سهام مسنونة انغرزت في جسدها
ليس من أجل نفسها
ولكن من أجله..
كيف تتسبب له بالألم وهي تتمنى لو تحمل كل الألم عنه؟!!
كيف تضايقه وهي تتمنى لو تتلقى كل أذى العالم نيابة عنه؟!!
قد تكون تألمت كثيرا في حياتها
ولكنها الآن مستعدة وبصدق غريب غير مفسر أن تتألم أضعافا مضاعفة
مقابل فقط أن تزيل نظرة الضيق التي شوهت عمق نظراته الحانية




************************


واشنطن
مساء
بيت يوسف


يوسف وباكينام والجدتان يصلون جميعا للبيت
بعد إنهائهم لجولتهم السياحية
كانت جولة طويلة وممتعة للغاية
هدنة رقيقة ربطت جميع الأطراف
ويوسف كان دليلا رائعا ومضيافا ومتحدثا لبقا شاسع الثقافة
العجوزان استمتعتا كثيرا بزيارة المتاحف ووجدتاها فرصة لهوايتهما الأثيرة:
تمجيد مآثر شعبيهما العريقين.. أفضل شعوب الأرض قاطبة.. كما هما يرونهما!!!

أما باكينام فكانت أكثر الأطراف سعادة بهذه الهدنة وإن كانت لم تظهر هذه السعادة
لطف يوسف ورقته وأريحيتيه بعثت سعادة عميقة في روحها
وخصوصا أنه طوال الجولة وهو يحتضن كفها
وكلاهما يدعي أنه يمثل أمام العجوزين
ولكن ما أن يفلت أحدهما يد الآخر حتى يبدأ في بحثه المحموم عن دفء أنامل الآخر حتى تعاود أصابعهما الالتقاء وأرواحهما السكون

عادوا جميعا للمنزل بعد أن تغدوا وتعشوا خارجا
العجوزان مستنزفتان من الإرهاق
فاستأذنتا الذهاب لغرفتهما

باكينام صعدت لغرفتها.. ويوسف توجه للمسجد ليصلي العشاء
وعاد بعد أن صلت باكينام واستبدلت ملابسها

كانت أمام المرآة تمشط شعرها حين دخل يوسف
ابتسمت بتلقائية
فابتسم لها وهو يقول بحنان تلقائي: ضحكتك حلوة أوي
مش حرام عليكي حرماني منها

حينها قطبت بتلقائية أيضا
فهمس بشجن: خلاص سحبت كلامي
المهم تضحكي

حينها التفتت له وهي تبتسم وتهمي برقة: ميرسي عالنهار الحلو ده
ستاتي انبسطوا خالص.. مش عارفة أشكرك أزاي

حينها همس يوسف بتساءل: ستاتك هم اللي انبسطوا بس؟؟

صمتت باكينام وهي تتوجه للأريكة وتجلس عليها
تحرك يوسف باتجاهها وجلس جوارها
تناول كفها واحتضنها: أنا عارف إن الهدنة عندك ما بتطولش
بس حاولي تطوليها ئد ما تئدري

باكينام شددت احتضانها لكفه وهمست بشجن: أعتقد أنو أنا اللي مفروض أئول لك كده

يوسف ترك كفها ليحتضن كتفيها وهي أرحت رأسها على صدره
ومضى زمن ما.. غير محدد بدقائق أو لحظات
والاثنان يغوصان في بحر عاصف من المشاعر التي اتعبها الكتمان وتغيير الاتجاهات ولي أعناقها

قطع جوهما الغريب والمشحون رنين هاتف يوسف.. ونهوضه للرد عليه



************************


قبل ذلك بقليل
شقة مشعل

مشعل يدخل إلى شقته قادما من صلاة العشاء في المسجد
وجد هيا تتمدد على الأريكة في الصالة
توجه ناحيتها ورفع رأسها ليضعه على فخذه ويجلس.. ليهمس لها بحنان: عادش قرفانة من غرفتنا؟؟

هيا تقطب جبينها: ايه والله قرفانة منها.. زين ما انقرفت من غرفتي القديمة وإلا من البيت كله

مشعل يبتسم وهو يمرر أنامله عبر خصلات شعرها: يا خوفي بكرة تنقرفين مني
مثل أمي في وحامها الأخير بريم.. أكثر وقتها كانت قاعدة في بيت خالي جابر
صحيح هي كانت تستحي تقول قرفانة من شيبتها.. بس حن كنا دارين

هيا تضحك برقة: أكيد من حبها لعمي عبدالله فديته..
أصلا يقولون العجايز.. المرة اللي تحب رجّالها يجي وحامها فيه
وأنا بعد أحبك وأموت فيك

مشعل يضحك: ما أبيش تحبيني.. دخيل الله اكرهيني.. المهم ما تنقرفين مني

موضوع الحب والكراهية أعاد لهيا ذكرى الاثنين الراقصين على حبال الحب والكراهية: باكينام ويوسف فهمست بعذوبة:
مشعل حبيبي متى بتشوف يوسف

مشعل بتذكر: زين ذكرتيني..
خلاص بأقوم أتصل فيه.. وأتواعد أنا وهو نتقابل بكرة


**************************


اليوم التالي على كل الجبهات



الدوحة
قسم راكان وموضي
الساعة العاشرة والنصف صباحا


موضي أعدت الفطور لراكان ثم أبدلت ملابسها وتأنقت لأقصى حد
وهاهي تجلس في انتظار أن يصحو من نومه
فهي تريد أن تقدم اعتذارا بطريقة غير مباشرة.. رغم أنها قدمت البارحة اعتذار مباشرا.. وتصافيا


البارحة حين غضب منها راكان ودخل للداخل
لم تجرؤ مطلقا على اللحاق به أو فتح أي باب للحوار
وهو عاد بعد دقائق وهو يحمل مخدة وغطاء وتمدد على الأريكة وتغطى دون أن يوجه لها الحديث

تعلم أنه لا يريد أن يتكلم وهو غاضب منها
ولكنها لا تستطيع النوم وهو غاضب
وهما اتفقا على المصارحة وألا يضعا أي حواجز بينهما
لذا اقتربت منه بخطوات مترددة
جلست على الأرض وهي تقف على ركبتيها بجواره
نقرت كتفه بحنان وهي تهمس برقة: راكان.. راكان

راكان أزال الغطاء عن وجهه وهو يلف لناحيتها.. كان يتوقع أنها واقفة
لذا صُدم وهو يرى وجهها على هذا القرب ولكنه اعتصم بالصمت وهو مازال متمددا ويتأمل عينيها من هذا القرب القريب
همست موضي بشفافية: راكان حن اتفقنا على الصراحة
وأنا مستحيل أقدر أنام وأنا عارفة أنك ماخذ على خاطرك مني
خلاص راكان والله العظيم ما عاد اجيب سيرة ذا الموضوع اللي يضايقك
وينقص لساني لو فتحته مرة ثانية

لم يرد عليها..
ولكنه مد ظهر سبابته ليلمس شفتيها ثم يمررها على وجنتها
وموضي شعرت كما لو كانت قنبلة موقوتة ما على وشك تمزيق وجهها لشدة توترها وهي تشعر بدفء سبابته على بشرتها
ثم لتشعر بما يشبه الطعنة العذبة وهي ترى راكان يعيد سبابته لشفتيه ويقبلها ثم يبتسم لها ويغطي رأسه
لم يحتاجا للحديث بعد
كل منهما فهم ما أراد وفق ما يريد
وكلاهما نام مرتاحا مطمئنا
حتى صلاة الفجر

بعد عودة راكان من الصلاة أستأذنها أن يفرش فراشا في الغرفة لينام لسبيين
السبب الأول وبكل صراحة: أنه اعتاد على وجودها معه في ذات المكان
والسبب الثاني أنه يخشى أن يأتيهما أحد ويجده نائما في الصالة

وهاهي موضي تجلس في الصالة انتظارا لنهوضه وهي تفكر
قوله الرقيق أنه اعتاد وجودها معه جعلها تعيد التفكير في طريقة تأثيث الغرفة الأخرى
شتان بين فكرتها عن زواجها براكان قبل أن يتزوجا فعليا
وما يحدث الآن
فهي لم تتوقع حتى للحظات أن علاقتها براكان ستتعمق لهذه الدرجة وبهذه السرعة
الوضع بات ملبسا وغريبا
وماعادت حتى تعرف ماهي حدودها في هذه العلاقة التي تحمل اسم زواج وهي لصداقة غريبة عميقة أقرب

(السلام عليكم)
صوته العميق المختلط ببقايا نعاس انتزعها من أفكارها

همست بابتسامة: وعليكم السلام

كان ينظر لها إليها بتمعن ثم همس بعمق رقيق: الدوحة تخلي الناس حلوين كذا؟؟

موضي ابتسمت بخجل: عيونك هي اللي تشوف الناس حلوين

راكان بابتسامة: والله قبل دقايق كنت أشوف لي وجه في المرايه
حاولت عيوني تخليه حلو بس بدون فايدة

موضي بعذوبة مرحة: يبقى عيونك ماعندها سالفة اللي ماشافت ذاك الوجه حلو

كان مازال واقفا.. توجه ناحيتها وجلس جوارها
ارتعشت موضي وهي تشعر بثقل جسده جوارها ثم احتكاك كتفه بكتفها
راكان تساءل بهدوء: تضايقش جلستي جنبش؟؟

موضي بشفافية: تضايقني لا.. استحي يمكن

راكان يلف بجسده قليلا ناحيتها لينظر لها بأكبر درجة من الوضوح وهو يقول: دامها ما تضايقش باقعد.. تستحين مني لأ

موضي ابتسمت له برقة: زين منت بمتريق؟؟.. قاعدة انتظرك

راكان بهدوء: نتريق ليش لأ.. ولو أن شوفة وجهش تكفي عن كل شيء
وياويلش لو قلتي لي إني أجامل

كانت تنتظر أن يقف ليتوجها لطاولة الطعام حيث رتبت الفطور
ولكنه فاجأها بتناوله لكفها
وفاجأها أكثر بتقريب يدها من شفتيه
ليطبع على كل إصبع من أصابعها قبلة رقيقة دافئة وطويلة
موضي شعرت بدقات قلبها تتسارع وتتسارع حتى أصبحت عاجزة عن سحب أنفاسها وهي تدعو الله بعمق أن يتوقف قبل أن يبدر منها تصرف يضايقه
كأن تنتزع يدها بعنف منه
فهي تتوتر من لمساته وهو يعلم هذا..

بينما هو عاجز عن التوقف.. عاجز عن المضي
عاجز عن الفهم.. عاجز عن التفسير

ولكنه أجبر نفسه على التوقف... وهو يعيد احتضان كفها ويصمت
التفسير لا معنى له.. وسيحيل تيار المشاعر المهول هذا إلى الابتذال والتسطيح
لذا احتضن كفها وهو يقف ويشدها لتقف معه.. ثم أفلت يدها
وهمس بهدوء يخفي خلفه توتر عارم وقلق عظيم لهذه المشاعر المجهولة التي بات عاجزا عن السيطرة عليها: يالله نتريق



***************************


اليوم التالي في واشنطن


مشعل ويوسف تواعدا على الإلتقاء في المقهى حيث كان يوسف يعمل

طاقم الخدمة رحب بهما ترحيبا عميقا من أجل زميلهما القديم جو

ويوسف أخبر مشعلا أنه كان يعمل هنا كنادل

مشعل ابتسم: زين وليه اشتغلت هنا؟؟ يعني ما اعتقد أنك كنت محتاج الراتب

يوسف يضحك: وليه لأ.. الفلوس حلوة
ثم همس بنبرة جدية: بس أنا اشتغلت هنا عشان أعمل دراسة ميدانية لرسالة الدكتوراة بتاعتي
زي منت عارف أنا علم اجتماع.. ورسالتي عن التغير الاجتماعي عند العرب سكان أمريكا بعد أحداث 11 سبتمبر
يعني ازاي اتغيروا.. واتغيرت أفكارهم.. حتى طريقتهم الاجتماعية في التواصل اتغيرت
وشغلي هنا في الكوفي اداني فرصة أراقب الطلاب العرب هنا.. بدون ما يتحسسوا إني عربي زيهم.. لأنه الغالبية كانوا فاكرين إني مكسيكان
وأنا كل اللي اشتغلته هنا تلات شهور تقريبا
من نص شهر 9 لنص شهر 12

مشعل بابتسامة: تدري إنك غريب بس بالصورة الإيجابية مهيب السلبية
يعني شغل مثل هذا بصراحة مايقدر عليه أي حد وخصوصا لو كان واحد عنده خير

يوسف يبتسم: بس كان له نواحي ايجابية كتير أهمها إني تعرفت على مراتي هنا

مشعل تنهد .. فالحديث وصل وبسرعة لمربط الفرس كما يقال.. مشعل بدأ بترتيب أفكاره وتركيز عباراته واختيار ألفاظه
لذا همس بنبرة تقدير مقصودة: والنعم بمرتك مثل ما يقولون عندنا
أنا أشهد أنه أمثالها قليل... تدري قبل كم شهر توفت أم زوجتي هنا
والله وقفت معنا وقفة حتى الرجال ما يوقفونها

ابتسم يوسف بشجن مؤلم.. كم هي عظيمة!! وكم أذاها وآلمها!!
وكم آذته وآلمته أيضا!!

ومشعل يكمل كلامه بذات النبرة المقصودة: حتى في مصر ما خليناها في حالها
وهي ما ترد أحد.. ولا ترفض طلب أحد
كانت تزور ولد عمتي حمد في المصحة........

يوسف حين سمع اسم حمد توتر وغضب عارم تصاعد في روحه

ومشعل يستكمل كلامه: يعني المسكينة كانت تقول لزوجتي إنها مشغولة في تجهيز عرسها
ومع كذا ظلت تزوره وتطمننا عليه لأنه زوجتي وعمتي جننوها من كثر ما يطلبون منها تزوره
وهي والله ما قصرت ولا تقصر

عينا يوسف كانتا ترمشان بسرعة وهو يغلقهما ويفتح ثم همس لمشعل بتساءل مفجوع: نعم؟؟ ممكن تعيد الحكاية دي لو سمحت
أنا لسه ما استوعبتش...



#أنفاس_قطر#
.
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
اسى الهجران, انفاس قطر, قصص من وحي الاعضاء
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t121341.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 01-06-15 01:25 AM
Untitled document This thread Refback 03-01-15 05:49 PM
ط±ظˆط§ظٹط© ط§ط³ظ‰ ط§ظ„ظ‡ط¬ط±ط§ظ† ظ…ظ†طھط¯ظ‰ ظ„ظٹظ„ط§ط³ ط¨ط¯ظˆظ† ط±ط¯ظˆط¯ This thread Refback 05-09-14 06:38 PM
ط®ظ„ظٹظ†ظ‰ ط°ظƒط±ظ‰ ظ„ظٹظ‡ ظƒط¯ظ‡ ط¨ط³ ظٹط§ ظ‡ط§ظ„ط© ط¯ظ‡ ط§ظ†ط§ ظƒظ†طھ ط¨ط­طھط±ظ…ظƒ ط´ظˆظپ Facebook This thread Refback 05-09-14 02:11 AM
ظ…ظˆط¶ظٹ طھط±ظ‰ ط§ظ„ظˆط¹ط¯ ط±ط§ط³ طھظ†ظˆط±ظ‡ This thread Refback 08-08-14 08:55 AM


الساعة الآن 05:59 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية