كاتب الموضوع :
#أنفاس_قطر#
المنتدى :
القصص المكتملة (بدون ردود)
صباح اليوم التالي
الساعة 10 ونصف صباحا
القاهرة
باكينام لم تنم مطلقا تشعر بضيق عميق يكتم على روحها
تشعر أنها عاجزة عن التنفس فعلا
لِـمَ تعقدت حياتها بهذه الصورة؟!
كل ما حدث كان بسببه.. بسببه هو فقط
غطرسته.. وغروره وجنونه.... و..
روعته..
(روعته؟؟
عن أي روعة تتحدثين يا مجنونة؟!!
يوسف هذا يريد إلغاء شخصيتكِ
وضعكِ جواره كإطار صورة باهتة لا معنى لها ولا مضمون)
مشغولة بأفكارها وهي تخرج خارج المنزل
لا تريد أن ترى أحدا أو تسمع أحدا
تريد فقط أن تقود سيارتها على غير هدى
تمد يدها لفتح الباب
يد سمراء قوية تطبق على جليد أناملها
(رايحة فين بدري كده؟؟)
تنهدت بعمق وهي تنتزع يدها من يده: يوسف أنا مش طايئة روحي..اعتئني
أنا عارفة أنت جاي بدري كده ليه
عاوز تتأكد إنه كلو مخططاتك ماشية تمام..؟؟
ما تشيلش هم.. بابا وائف معاك
وأنته وسمعتو وكل حاجة أهم عنده من بنتو
يوسف يتنهد: أنتي بتئولي كده ليه؟؟
باكينام بحزن: عشان هي دي الحئيئة..
ودلوئتي اسمح لي استاذن
وئبل ما تسأل أنتي رايحة فين وهترجعي أمتى
هأئولك مش عارفة.. أنا مخنوئة وعاوزة أتنفس بعيد عن البيت
يوسف احترم ضيقها.. ابتعد عن طريقها وهو يهمس: ما تتأخريش
كان يتمنى أن ينسف كل تراكمات سوء التفاهم.. العنجهية الفارغة
يخبرها أي قصر عال بنت أبراجه في قلبه المتيم
ولكن برودها.. غرورها.. وتباعدها يهزم الدافع في روحه المقيدة
فهي لا تعطيه سببا للمحاولة رغم استعداده
وإن كانت تعطيه –من وجهة نظره- آلاف الأسباب للاستمرار في تجريحها والقسوة عليها
تركته وركبت سيارتها.. دون أن تنتبه أنه هو أيضا ركب سيارته
سارحة في أفكارها التي انتزعها منها رنين هاتفها
نظرت للاسم ورسمت مايشبه ابتسامة وهي ترد بصوت ساكن:
أهلا هيا
هيا بابتسامة: هلا يا بنت.. وين اختفيتي؟؟
باكينام بنفس النبرة الساكنة فهي لا تريد نقل مشاعرها لهيا: موجودة
هيا برجاء: دام موجودة.. تكفين شوفي لي حمد ليش ماكلم عمتي
قولي له عمتي تعبانة
باكينام تغير وجهة السيارة وهي تقرر فعليا التوجه للمصحة:
خلاص هأروح له دلوئتي
باكينام احتاجت فعلا لشيء آخر تشغل بالها فيه بعيدا عن مشاكلها
وموعد زواجها المقرر قريبا
لذا قررت التوجه لزيارة حمد في المصحة
في ذات الوقت في بلد آخر وتوقيت آخر
11 ونصف قبل الظهر
مشعل الخارج من الحمام يجفف يديه من ماء الوضوء استعدادا لصلاة الظهر
يسأل هيا: من تكلمين حبيبتي؟؟
هيا برقة: باكينام..
مشعل بهدوء: متى بترجع واشنطن؟؟
هيا بذات هدوءه: مثلنا بعد حوالي ثلاثة أسابيع..هي مددت أسبوع مثلنا
مشعل بغموض: الله يكتب اللي فيه الخير.. المهم نتطمن على ناصر أول
هيا باهتمام: الله يعقله
ثم أردفت بحرج: أدري حبيبي إن بالك مشغول مع ناصر
بس البعثات بعثوا لي إيميل مرة ثانية.. يبون أكمل أوراق ما أدري شنهي
مشعل بأسف: سامحيني ياقلبي.. وعد بس أتطمن على ناصر أروح لهم
وأكمل لهم كل اللي يبون
وناصر على كلام الشباب كلها كم يوم ويجي..
******************************
بعد حوالي نصف ساعة
باكينام تترجل من سيارتها أمام المصحة
تسأل عن حمد.. يخبرونها أنه في غرفته
فتطلب منهم مناداته للجلوس في بهو الزوار فهي يستحيل أن تتوجه لغرفته
تجلس باستقامة انتظارا لحضوره وتفكيرها يبدأ من يوسف لينتهي بيوسف.. يوسف ملك المتناقضات
(أي ريح طيبة ألقت بكِ إلينا)
ابتسمت باكينام وهي تسمع صوت حمد الهادئ بنبراته العميقة
جلس مقابلها وهي تنظر له وتشتم رائحة نظافته الغريبة تشيع في المكان
ربما لو لم تكن متيمة حتى أقصى عروقها بهذا اليوسف السخيف وتكابر
لكان حمد حرك شعورا ما في أعماقها
فيه شيء ساحر وعميق وغامض.. الغموض جنون المرأة
يبدو محاطا بهالة ما غريبة..
وسامته الهادئة المختلفة عن وسامة يوسف الخطرة
تحريكه الدائم لنظارته الطبية ودعكه لأنامله الذي يوحي بتوتر ما، يختلف عن حركات يوسف الواثقة دائما..
ولكنه توتر مثير يشدُّ الانتباه..
(أوف.. لماذا كل شيء يتدخل به يوسف؟؟
ولماذا لابد أن أعقد مقارنة بينه وبين كل رجل أراه؟؟
والمصيبة أنه هو من يكسب كل مقارنة بجدارة
أوف يوسف أوف.. لِـمَ أنت متسلط هكذا؟!!
حتى على تفكيري متسلط.. متسلط.. متسلط)
باكينام تبتسم له بهدوء: ليه ماكلمتش الست مامتك؟؟
حمد بضيق متألم: الدكتور مارضى.. يقول خلها شوي
باكينام شعرت بضيق عميق.. أن يحرم حتى من أبسط حقوقه.. حق التواصل مع أمه إلا بأذن طبي.. ماهذه الحياة!!
ابتسمت باكينام بتشجيع: ماعلش بس ياليت تحاول معاه شوية
حمد بألم: والله إني مشتاق لها.. والله العظيم مهوب هاين علي أخليها ذا كله بدون اتصال
ثم أردف بعمق: تدرين أنا أغلى ناس عندي في الدنيا أمي وموضـ...
بتر جملته بانفعال.. وتنفسه يضيق ويتسارع وهو ينفض رأسه وجبينه يقطب
باكينام شعرت بارتباكه وأن هناك شيئا غير طبيعي حدث
لذا قررت تحويل مسار المحادثة تماما وهي تهمس بحماس مفتعل:
فرحي بعد تلات أسابيع.. تئدر تحضر؟؟ هأكون مبسوطة أوي لو ئدرت
حمد هز رأسه عدة مرات وهو يحاول ضبط انفعاله ثم همس لها بأدب ولكن من بين أسنانه: يا ليت أقدر
صمتا للحظات.. قطع الصمت حمد وهو يقول بعمق: أنا آسف
ثم أردف بتهكم جارح: مريض نفسي وش تتوقعين منه؟؟
باكينام بمؤازرة: أول العلاج إنك تكون عارف إنك مريض
حمد بحاجة لبوح مختلف لشخص غير طبيبه همس بألم: المشكلة حالتي النفسية كل مالها تتحور لشكل جديد.. آخرها هوس مرضي بالنظافة
أحس على طول إني وسخ.. وأني مهما سبحت مستحيل أنظف
أحس دمها بين يدي.. وجلدها تحت أظافري.. هريت جسمي ويدي غسيل
وأظافري قطعتها من التقصيص لدرجة إنهم صاروا يخبون مقص الأظافر عني
باكينام برعب: دم.. جلد؟؟
حمد يهمس وكأنه يخاطب نفسه: لا تخافين مني.. ما ذبحت حد..
أو يمكن ذبحت..
ذبحت روحي..
باكينام بألم: حمد.. أنا أول مرة أشوف مريض نفسي يشرح حالته بالوضوح ده... وسدئني دا هو العلاج الفعلي..
حمد بوجع عميق: الله كريم..
ثم نفض رأسه وهو يغير الموضوع: تحبينه؟؟
انتفضت باكينام وهي تسأل برعب: أحب مين؟؟
حمد بابتسامة: يظهر حتى الأصحاء يعانون مشاكل نفسية...
باكينام بهمس: بأحبه.. بس هو غريب.. وفارض نفسو بطريئة غريبة
حتى موعد جوازنا حدده بدون ما يئول لي
جرحني.. جرحني أوي.. خلاني أرفض كل حاجة منو
غريب هذا البوح العميق الذي يجمع بين شحصين غريبين جمعتهما الصدف الأغرب
كونه لا يعرفك.. يتيح لك الانطلاق والسرد الموغل في الحميمية
حمد يرد عليها بعمق: صدقيني الله سبحانه وتعالى يكتب لنا دايم الأحسن
لكن احنا اللي نسيء التصرف
لا تسوين مثلي.. وتخربين حياتش بيدش
تدرين قبل أربع سنوات.. لما تزوجتها ما كنت مصدق..(تجنب ذكر اسمها)
حسيت إنه ربي يحبني صدق.. لأني كنت خايف إنه ولد عمها يوقف لي
استغربت أشلون خلاها... قلت هذا من رضى ربي علي الله كتبها لي..
لكن أنا ماعرفت أصون النعمة.. تبطرت عليها.. ودستها برجيلي
والحين النعمة راحت.. وأنا لو عشت حياتي كلها أتحسر ما كفتني 1000 حياة مع حياتي
عشان كذا.. لا تخربين على روحش وتعيشين بحسرتش طول عمرش
إذا تحبينه صدق.. موعد الزواج .. وفرضه لنفسه.. كلها شكليات
ممكن تجاوزونها مع بعض
المهم الحب والتوفيق..
باكينام خرجت من عند حمد.. وغمامة ثقيل تُزاح عن ناظريها
(كم هو رائع هذا الحمد!!
أين كنت منذ زمن!!
كم هي رائعة بسيطة وعميقة طريقتك في شرح الأمور!!)
********************
بعد صلاة العصر
عمّان
غرفة ناصر في مدينة الحسين الطبية
ساق ناصر وصلت اليوم صباحا
وتوقفوا منذ الصباح عن إعطاءه أية منومات
وهاهو يصحو من نومه الطويل.. همس بصوت مبحوح: ريقي ناشف
الأربعة أحاطوا به.. وراكان يفتح قنينة ماء ويبل ريقه بالقليل
مشاعر قلق وتوجس وحزن وترقب موجع تعبق في محيط السرير وأركانه الأربعة
محمد بعمق وهو يميل على جبين ناصر ويقبله: الحمدلله على سلامتك يا أبيك
ناصر يفتح عين ويغلق الأخرى وهو يشعر بصداع خفيف:
يبه.. الله يهداك وش جايبك عاني هنا.. مكلف على روحك
محمد يربت على ذراعه المسترسلة جواره: إذا ما عنيت لك.. أجل ماعاد لي خانه
ناصر يبتسم ابتسامة باهتة: اذا أبو مشعل ماله خانة..
أجل راح زمان الرياجيل
ناصر يلتفت ناحية قبلة أخرى تطبع على جبينه
كان عمه عبدالله من الناحية الأخرى الذي همس له: الحمدلله على سلامتك ياولدي
ناصر بمرح واهن: وابو مشعل الأمريكي بعد هنا
كذا تخلوني أتبطر.. واصدق إني تعبان جد
لا يكون المشاعيل بعد هنا وخليتو كلكم العرب اللي في الدوحة؟؟
راكان همس: لا مشعل ومشعل في الدوحة.. بس أذونا اتصالات كنهم معنا
فارس يشعر بمرارة عميقة تمنعه من الكلام..
كم هو صعب عليه رؤية ناصر هكذا
ناصر رفيق الطفولة والصبا و الشباب
ناصر سنده.. وابتسامته في الحياة
ناصر الذي كان دائما نقيضه والمكمل له
كم هو مؤلم هذا الأحساس الجارح الذي يمزق روحه بوحشية!!
ناصر يلتفت لفارس ويبتسم: والشيخ فارس مايبي يقول لي الحمدلله على السلامة
فارس اقترب وهو يضع كفه على كتف ناصر ويلمس أنف ناصر بأنفه على الطريقة الرجالية ثم يهمس في أذنه:
لو أنك مت وخليتني.. كان لعنت مترسك..
ناصر يبتسم ويهمس له بصوت خافت وأخوية عميقة نادرة:
جلف ومن يومك جلف.. الله يعين أختي عليك
ثم ألتفت ناصر لراكان وهمس: أبي أروح الحمام
الوجوه الأربعة تبادلت نظرات واجمة قلقة..
(أكيد كلام الدكتور صدق.. وهو ناسي سالفة بتر ساقه)
ولكنهم وإن كانوا يعلمون أن ناصرا مختلف ولكنهم لم يعلموا بعد أنه مختلف جدا.. جدا..
مختلف لأبعد حد
ناصر بمرح هادئ.. وموجع.. موجع جدا: أشفيكم تفكرون فيني كذا.. لا يكون طلع لي قرون بدل ساقي المقطوعة
أشوف عكازات مسندة على الطوفة.. قربوها مني قدام أسويها على روحي
واصل حدي..
ناصر رفض بشدة محاولات راكان وفارس للدخول معه للحمام..
وهو يحاول التسند على جسده الذي كان رغم قوته الرياضية خائر القوى من تأثير المهدئات
ومن عدم تعوده على عدم وجود ساقه..
يشعر أنها مازالت موجودة.. ولكنها ليست هناك..
ليست هناك
هناك فراغ..
فراغ موجع انهزامي
فراغ ثقيل و شاش ثقيل
ولكنه ضد الانهزامية.. ضد الاستسلام تحت وطأة هذا الثقل والفراغ مهما كان موجعا وشاسعا وجارحا له كرجل.. كبطل رياضي..كإنسان
إنسان باحث عن وهم الكمال.. كما هو هم البشرية المسعورة التي جعلت للكمال مقاييسا تافهة انتقصت أطرافها عنده
يعلم يقينا وهو بقدم واحدة أنه أفضل وأكثر اكتمالا من آلاف آلاف الرجال وأشباه الرجال ممن يمشون على قدمين
تنهد بعمق.. (أحتاج وقتا للتعود ليس أكثر..)
خرج من الحمام.. ليجد الطبيب في انتظاره ويجلس مع أهله
ويرسم ابتسامته المهنية المعتادة
ناصر تسند على عكازيه.. قام راكان لمعاونته.. ولكنه أشار لا
وهو يتقدم بخطوات ثابتة قدر مايستطيع وقدر مايساعده عكازاه
حتى وصلهم وجلس معهم على المقاعد.. ورفض العودة لسريره
الطبيب بإبتسامة: الحمدلله على سلامة فارسنا
ناصر بابتسامة باهتة: الله يسلمك
الطبيب بهدوء: بتعرف أخ ناصر أنا فخور جدا إني تعرفت عليك..
تقبلك لقرار البتر كان شجاع وثابت.. وهاي أول خطوة في سبيل استعادة حياتك الطبيعية بشكل كامل
ناصر صمت وهو يستمع للطبيب الذي أكمل حديثه وهو يرفع القدم الصناعية بين يديه:
قدمك الجديدة وصلت اليوم.. من أفضل وأحدث ما توصل له العلم قوة ومرونة وتحمل وتناسب مع شكل الساق فعليا
تقدر تبدأ تستخدمها بعد أسبوعين ثلاثة على حسب تحسن مكان البتر
وأنا أضمن لك بإذن الله بعد ما تتعود عليها.. تمارس حياتك بشكل طبيعي تماما
وممكن ترجع لركوب الخيل فورا وبنفس المهارة إن شاء الله
بريق أمل موجع في عينيه: جد دكتور أقدر أركب خيل طبيعي..؟؟
الدكتور بإبتسامة: أنا أتكلم بمهنية تامة.. ومسؤول عن كلامي..
ومو بس تركب خيل إلا ترجع للسباقات لو حبيت وتفوز كمان إن شاء الله
ناصر همس بمرح متألم: لا سباقات خلصنا منها.. بس ركوب الخيل في دمي..
أربعة وجوه مهتمة تتابع الحوار بألم.. بأمل.. بوجع.. بإهتمام مصفى
الطبيب أكمل: الوالد حابب يرجع الدوحة.. بس بيقول الرأي رأيك..
وطبيا أنت ممكن تغادر المستشفى بعد يومين
لو حابب تظل لحد ما تستخدم الساق الصناعية براحتك
لو حابب تنزل الدوحة.. تاخذ الساق معاك.. وزميلي يتابع حالتك هناك
وينطيك تعليمات استخدام الساق والعناية بها.. وفكها وتركيبها
يعني كل شيء إن شاء الله
لو كان على ناصر.. فهو يكره العودة للدوحة..
لا يريد رؤيتها هي.. لا يريدها
لا يريد مشاعل
يشعر بنفور حاد منها
إذا كانت رفضته وهو بساقين.. فكيف وهو بساق واحدة؟!
لكنه يعلم أن والدته لا بد قلقة عليه
ولا يريد إطالة أمد قلقها.. قلبه يذوب من أجل تلك الغالية
لذا قال بثقة: إلا الشور شور أبو مشعل
ودامك فيها وش أنت تتنيها
أحجزوا لنا يا شباب خلونا نرجع للدوحة أول ما أطلع من المستشفى
الطبيب خرج وتركهم
محمد مد يده لفخذ ناصر وهو يربت عليه ويقول بحزن عميق: الله يواجرك يا ولدي
إن شاء الله إنك من هل الخير..
وإن شاء الله إن ساقك سابقتك للجنة
ناصر بعمق: يبه لا تحزن جعلني الأول.. الحمدلله على نعمته
مشكلة الإنسان إنه يشوف الله وش خذ منه وما يشوف الله وش عطاه
الله سبحانه خذ مني ساق.. لكنه خلا لي ساق ويدين وبصر وسمع وعقل وقدرة على الحركة
حتى الساق المقطوعة.. هذا أنا بأركب وحدة بدالها..
شوف أختي مريم.. الله يواجرها.. فقدت نظرها ومافيه شيء يعوضها عنه
ومع كذا تشوفها تحمد الله وتشكره كأنه عطاها قوة بصر زرقاء اليمامة
أنا كل ما تذكرت مريم... حسيت بعظم نعمة الله علي.. ورأفته بي
الله كان بي رحيم.. البتر تحت الركبة وساق وحدة.. وكان يقدر يأخذ أكثر
وأنا مالي إلا الصبر.. لكن هو مثل ماخذ.. عطاني أكثر وأكثر
اللهم لك الحمد والشكر على نعمتك ورحمتك
**********************
مر يومان
موعد وصول ناصر سيكون غدا مساء
أصبحت معضلة مشعل ومشعل كيف يبلغان نساء آل مشعل بالخبر
فهما لا يريدان أن يُصدمن برؤية ناصر
مشعل بن عبدالله انتهى من إبلاغ مشاعل ولكنه تبقى لديه عقبة كبيرة في إبلاغ البقية.. وأولهما جدته وعمته ونورة
ومشعل بن محمد صاحب المهمة الأصعب : إبلاغ أمه وشقيقتيه
بيت عبدالله بن مشعل
غرفة مشعل وهيا وتحديدا
بعد صلاة العصر بقليل
مشعل يدخل وهو مسود الوجه تماما.. يشعر بإرهاق خانق ووجع نفسي أكثر اختناقا
هيا التي كانت تطوي سجادتها.. ألتفتت له ثم همست برعب:
مشعل أشفيك؟؟
مشعل يفتح أزرار ثوبه العلوية عله يجذب لرئتيه المختنقتين بعض الهواء
ويهمس بضيق: توني جاي من عند عمتي نورة وسوت لي مناحة
والله إني خفت عليها وكنت أبي أوديها للمستشفى
بس خالي جابر عيا وقال هو بيهديها
اذا عمتي سوت كذا.. الله يعيني على جدتي
هيا برعب: ليه وش صاير؟؟
مشعل حكى لها عن وضع ناصر باختصار
هيا تنهدت بألم: إنّا لله وإنّا إليه راجعون
الله يواجره.. المؤمن مبتلى.. ومادام بتر ساق بس..
أنت تدري إنه ممكن يستخدم ساق صناعية ويعيش حياته طبيعي
مشعل يتنهد: أنا وأنتي نقول كذا..
بس العجايز وش يفهمهم؟؟
أنا كل شيء عندي ولا جدتي هيا.. ماداني عليها أدنى شيء
ما أدري أشلون أقول لها
هيا تنهدت بعمق: خلاص خلها علي
مشعل بارتياح: صدق؟؟
هيا شعرت أنها تورطت فعليا.. فهي أيضا تخشى مواجهة جدتها بالخبر الموجع
ولكنها من أجل مشعل مستعدة أن تحمل كل هذا الألم عنه
يكفيه ما تحمله من عمتهما
همست له بخوف: صدق.. والله يعيني
*************************
القاهرة
المصحة نفسية
باكينام تصل وهي تحمل كيس كبير نوعا ما
تنزل دون أن تنتبه أن هناك سيارة غريبة بها شخص غريب تتبعها
خلال اليومين الماضيين اختفى يوسف تماما
كانت تود أن تصفي الأجواء معه بعد حديثها المريح مع حمد
ولكنه لم يحضر ولم يتصل
وهي يستحيل أن تبادر بالاتصال
ولكنها أيضا خلال اليومين الماضيين بدأت تخرج كثيرا للسوق هي وجدتاها
وأحيانا أمها.. للتجهز لزواجها الذي تقبلت فكرته بارتياح
لذا لم تشغل بالها كثيرا بغياب يوسف الغريب وغير المعتاد
وجدت حمد اليوم يجلس في الحديقة ويستمتع بشمس الأصيل الضعيفة
التي أضعفتها برودة الجو أكثر
كان يقرأ كالعادة ومستغرقا في القراءة
اقتربت منه سلمت بمودة..
أنزل حمد نظارته: أهلين بالعروسة..
ثم أكمل بحنين: تدرين اليوم قبل صلاة الظهر كلمت أمي..يالله وش كثر كانت هي مشتاقة وأنا مشتاق
باكينام تجلس: إزيها؟؟
حمد بهدوء: تمام.. أنتي أشلونش؟؟ عسى صفيتي الجو مع... هو شاسمه؟؟
باكينام تتنهد: يوسف
حمد يضحك: وتنهيدة بعد.. شكلش رايحة في خرايطها
باكينام تبتسم: إيه خرايطها دي.. شكلها تهزيئة
حمد يبتسم: مهوب تهزيئة لكنها بنت عمها
باكينام بفرح حقيقي: ماشاء الله النفسية النهاردة بمب
مازال مبتسما: الحمدلله من سمعت صوت الغالية وانا فوق الريح
باكينام بمرح: انته النهاردة رغاي.. ونسيتني أنا جايه ليه
حمد بمودة: الوحدة اللي جايه تزور أخيها تبي لها سبب..
باكينام بتأثر: ربنا يخليك.. وأنا والله حاسة إنك زي أخويا وأكتر
حمد يهمس بعمق: تدرين عندي 3 خوات توأم..حرمتهم يحسون بأخوتي لهم
باكينام بصدمة رقيقة: تلاتة توأم.. تتكلم جد؟؟
حمد بحماس طفولي: والله جد.. عمرهم 17 سنة.. يجننوووووون
باكينام بحماس مشابه: واو.. وكلهم شبه بعض؟؟
حمد بابتسامة عميقة: نعم ولا... عالية وعلياء شبه بعض تمام أنا ما أقدر أفرق بينهم إلا بصعوبة
معالي هذي غير في كل شيء.. شيطانة.. جن مصور على قولتكم
أكمل بحنين: والله اشتقت لهم.. نفسي أعوضهم عن جفاي وقسوتي عليهم
تخيلي مالهم أخ غيري.. بيني وبينهم فرق 14 سنة..
المفروض هم مثل بناتي.. لكن عمري ما حسستهم بأي حب..لا وكنت كثير أقول لهم بقسوة إني ما أحبهم..
رغم أنهم ينحبون.. والله العظيم يدخلون القلب
باكينام تبتسم: ربنا يخليك ليهم.. ويخليهم ليك.. كلها شوية وتخلص علاجك وترجع ليهم
ثم أردفت: أنا تاخرت كتير واحنا بنرغي..
رفعت الكيس ووضعته على الطاولة: أنا جايبة لك هدية صغننه
عشان شفت هدومك انهرت من الغسيل
جبت لك شوية لبس على زوئي
حمد يبتسم: تدرين إني كنت أبي أوصي حد على ملابس
ماشاء الله على حاستش السادسة
باكينام بمرح: طب الحمدلله.. ودلوئتي أستاذن
حمد يستوقفها: أنا مابعد خلصت كلامي..
باكينام باستغراب: فيه إيه؟؟
حمد باستفسار: كم ثمنهم؟؟
باكينام بغضب: عيب عليك حمد.. مش بتئول دلوئتي احنا أخوات
حمد بحزم: ماعليه باكينام أخوان.. بس لو ماخذتي فلوسهم
شيليهم معش..
باكينام بغضب خفيف ممزوج بمرح مصطنع: أنتو الرجالة العرب فيكم الخصلة الوحشة دي
أنا متاكدة لو أن اللي جاب لك الهدية دي راجل.. يوسف مسلا كنت هتئبلها بدون حساسية
بس عشان أنا وحدة ست.. كرامتك ما تسمحش ليك تئبل حاجة من مخلوء أقل من مستواك الرجولي العربي الرفيع
إزاي تلوس أخلاقياتكم العربية وفحولتكم الشهيرة وتنجسها أنك تساوي بين ست وراجل!!
حمد ابتسم ابتسامة جذابة ناعمة: أوه الأخت شكلها شايلة علينا احنا الرياجيل العرب من قلب؟؟
باكينام همست وهي تهمس بمرح: أبو الئلب وأمه على قولت بت خالك هيا
ضحك حمد: الله يعين يوسف عليش.. شكلش بتقومين الحرب العالمية الثالثة عليه
باكينام بابتسامة: هو اللي جابه لنفسو.. وبنفس الطريقة العربية المعتادة
فرض نفس.. وجبر.. وغصب...وقوة.. وتسلط.. وجبروت..
المصطلحات العريقة اللي بيتقنها كل راجل عربي
حمد يبتسم: تدرين أفكارش تبي لها إعادة تأهيل كامل.. أنا بصراحة واحد مهوب في موقع حوار أو إسداء نصيحة
لأني لين قبل 3 شهور كنت أسوأ نموذج ممكن يكونه رجل أو حتى إنسان
متسلط ومتوحش ويدي طويلة
لكن أنا قارئ عتيد.. ومن منطلق خبرة الكتب مهوب من خبرتي
أقول لش: التعميم أكبر ذنب فكري ممكن الواحد يرتكبه في حق نفسه وحق قناعاته
إنك تبني قناعة كاملة على أساس تعميم جريمة
يعني أنتي الحين تقولين الرجل العربي والرجل العربي.. وتطلقين أحكام شاملة وعامة وقطعية
تذكري إنه الوالد رجل عربي ويوسف رجل عربي وأكيد عندش أهل رجال عرب..
علاقتش فيهم كلهم بتكون علاقة متوترة ومتحسسة وفيها قدر كبير من التحفز
لأنه تفكيرش كذا تفكير حربي وكأنه احنا في معركة بين الرجل والمرأة..ولازم واحد منهم يربح
لكن النتيجة صدقيني بتكون خسارة الطرفين
وحطي ذا الشيء في بالش وأنتي قريب بتبدين تبين حياتش مع يوسف
لا تكونين متشددة بذا الطريقة
وشوفي الأشجار على علوها وقوتها إلا أنها تنحني للريح عشان ما تنكسر
وإذا أنتي تحبين لعبة التعميمات هذي
فليش تنكرين التعميمات اللي تقول إنه الرجل العربي يحب يكون سند للمرأة
ويحب يحميها ويحتويها ويحسسها بالأمان
أو أنتي بس تختارين التعميمات اللي تناسب اللي في رأسش بس
والتعميمات اللي ما تناسب تدوسينها؟!!
باكينام كانت ترفع حاجبيها تعجبا وإعجابا.. والحوار بينها وبين حمد يمتد ويمتد ويتشعب
وامتد الوقت دون أن تشعر باكينام
حتى همس لها حمد: تايم آوت.. المغرب بيأذن ولازم أقوم
موعد وردي.. وأبي أصلي عقب.. اسمحي لي
باكينام نظرت لساعتها برعب: ساعتين ونص من غير ما أحس
أنا تأخرت خالص
حمد يقف ويتناول نظارته ويلبسها ويهمس لها بود أخوي:
اعتبر هذا إطراء إن حديثي أخيرا أعجب حد
باكينام بمودة: على ئد ماشفت وتكلمت مع ناس ماشفتش محاور زكي وعميق زيك
حمد يغادرها وهو يلوح بيده ويقول: شكرا على المجاملة.. والمرة الجاية لازم تجيبين يوسف معش
باكينام غادرت المصحة قبل غروب الشمس بحوالي ربع ساعة
وتوجهت لبيتها والسيارة إياها تتبعها
فور وصولها توضئت وصلت.. بعد التسليمة بقليل
رن هاتفها
كان يوسف.. ارتعش قلبها بعنف
لم تسمع صوته منذ لقاءهما ذلك الصباح قبل يومين
مشتاقة له.. مشتاقة.. مشتاقة
همست بود: أهلا يوسف
يوسف بطريقة مباشرة وهجومية: كنتي فين؟؟
باكينام تناست كل قراراتها وكبرياءها العنيد يحضر: مش شغلك
هو السبب.. هو من دفعها للرد عليه بهذه الطريقة
يوسف بحدة أكثر: باكي أنا مش فايئ لك.. خلي نهارك يعدي
أنا بأسألك كنتي فين؟؟ (كان يشدد على حرف)
باكينام شعرت بالتردد من حدته الزائدة: كنت باعمل شوبنق
مش المفروض إنه فرحي بعد أئل من تلات أسابيع
يوسف ببرود ممزوج بالنار: آآآآآآه فرحك.. ورحتي فين كمان؟؟
باكينام بتردد أكبر: مارحتش مكان رجعت البيت..
يوسف بنبرة خاصة: أكيد؟؟
باكينام بنبرة قوية لأنه استفزها: آه أكيد.. عندك مانع..
يوسف بنبرة خاصة اشتمت فيها رائحة غير مريحة: ابئي افتكري يا باكي إني سألتك
ما أعطلكيش.. تصبحي على خير
(أصبح على خير بعد المغرب
مالو ده؟؟ مش عوايدو)
باكينام شعرت بالذنب لأنها لم تخبره بزيارتها لحمد
شعرت أن إخفائها لهذه الزيارة جعلها ذنبا حقيقيا يخنق روحها
ترددت في إخبار يوسف لأنها تخشى من ردة فعله.. فهو غيور ومتسلط
ولن يتفهم سبب زيارتها لحمد
وهي في غنى عن المشاكل مع اقتراب موعد زواجهما
************************
قبل ذلك بساعات
الدوحة
غرفة الجدة أم محمد / هيا الكبيرة
مازالت تجلس على سجادتها من بعد صلاة العصر وتسبح
دخلت عليها هيا بخطوات مترددة
تود لو كان باستطاعتها العودة.. تود لو كان بإمكانها إلغاء كل الحقائق المؤلمة
فهذه العجوز اكتفت من الحزن.. اكتفت لأبعد حد
فهل يكتب عليها أن تُطعن شيخوختها بحزن جديد وألم جديد
هل مازال بها جَلَد واحتمال؟!!
هيا اقتربت من جدتها..
الجدة حين رأت هيا بالقرب تناولت برقعها من جوارها وارتدته
هيا جلست جوارها وقبلت كتفها.. سلمت ثم صمتت
الجدة همست بعمق: هويه وش عندش؟؟ كنش وراش علم
هيا بهدوء ساكن وعمق موجع: يمه تدرين إنش إن شاء الله من أهل الجنة..
لأنه اللي تفقد ولدين وتصبر جزاها الجنة إن شاء الله
الجدة صمتت.. وهيا تستمر في التهيئة التي لا تعرف أين تقودها:
يمه أبي راح.. وعمي سعود راح.. وجدي راح.. وقبلهم أبيش وأمش وأخوانش..
وأنتي صبرتي على كل شيء
جربتي الحزن كله.. ولأنش إنسانة مؤمنة صبرتي على ذا كله..
كم عمر عمي سعود يوم مات؟؟ 23 سنة أو 24 سنة؟؟ شباب وراح
الموت هو أكبر حزن في الدنيا وأنتي جربتيه.. يعني اللي أقل منه أنتي عليه أصبر وأقدر
تنهدت هيا الكبيرة بعمق وهي تقول بنبرة غامضة مجهولة الانفعالات:
ناصر وش فيه يا هيا؟؟ اخلصي علي
هيا ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تهمس: وش دراش إنه ناصر؟؟
الجدة بذات نبرتها الغامضة: من يوم راح الخبل صباحية عرسه يسابق وأنا قلبي ناغزني
ثم يوم لحقه المعرس الثاني ثاني يوم.. وقلبي ناغزني أكثر
ثم محمد وعبدالله كلهم راحوا له.. تبيني ما أدري إن اللي في ناصر شيء كايد
قولي لي وش صار له؟؟
هيا صمتت.. لم تعرف أن الأمر سيكون صعبا كذا
الجدة انتفضت بغضب حاد مفاجئ: هيا خلصيني
هيا انتفضت تفاجئا من جدتها التي انتقلت بشكل مفاجئ من الهدوء الساكن للثورة العاتية
لتقول هيا بدون تفكير: قصوا رجله
الجدة برعب وهي تغرز أصابعها في عضد هيا: ويش؟؟ ويش؟؟
هيا ندمت من تسرعها في قذف الخبر
ولكن هل كان من الممكن أن يُقال بطريقة ألطف؟!!
هيا ربتت على كف جدتها التي تعتصر عضدها وهي تهمس لها بعمق حنون:
يمه فديتش العلم والطب تطورو.. وبدل ساقه يقدر يركب ساق كنها ساق صدقية
يمشي فيها عادي ويروح ويأتي ويسوق سيارته عادي
ما كنه تغير شيء عليه
الجدة تنهدت وزفرت بألم عميق.. ثم همست لهيا بحزم متألم: هيا شغلي لي الرادو على قناة القرآن.. واطلعي وسكري الباب علي
هيا برجاء: تكفين يمه باقعد عندش
الجدة بألم: هيا يأمش لا تراديني..روحي
هيا انسحبت وهي تشعر بألم عميق يحز في روحها
ألم جارح من أجل هذه الغالية التي يعبر حزنها العميق عن مقولة العرب الأثيرة (ما أغلى من الولد إلا ولد الولد)
كان بودها أن تلغي نظرة الحزن الموغلة في الوحشية التي افترشت عينيها وظللت أهدابها
النظرة التي رأتها تطل من عينيها بجزع وهي تنسحب من غرفتها لتتركها تختلي بأحزانها من أجل حفيدها المرح الممتلئ بالحياة
الذي غادرها بساقين ليعود لها بساق واحدة!!!
**********************
ذات الليلة
بيت عبدالله بن مشعل
الصالة الرئيسية
حيث تجلس هيا وموضي
لطيفة تدخل عليهما هي وبناتها قادمة من بيت عمها محمد.. وعائدة لبيتها
سلمت ثم جلست، همست: جدتي أشلونها؟؟
موضي بألم: على حالها.. في غرفتها وتسمع قرآن.. ومهيب راضية حد منا يقعد عندها.. يمكن لو مشاعل هنا كان عرفت لها
لطيفة بحزن: مشاعل الله يعينها بعد.. خليتها وراي عند عمتها أم مشعل
هيا بقلق: إلا أم مشعل والبنات شأخبارهم؟؟
لطيفة بهمس متألم: متصبرين ومتقبلين بس الحزن في وجيههم معشش
هيا بمساندة: الله يعينهم.. وإن شاء الله إذا شافوه طيب.. وخصوصا عقب ما يركب ساقه.. بيتطمنون
لطيفة وقفت وهي تقول بهدوء: بأمر على جدتي أمسيها بالخير وعقب باروح لبيتي.. اليوم مادرست شيء
***************************
اليوم التالي مساء
ناصر يصل إلى مطار الدوحة
كانت احتفالية حاشدة في استقباله من أهله ومعارفه ومختلف الفرق القطرية في الألعاب المختلفة
امتلأ المطار عن آخره بمستقبليه الذي تتبعوا سيارته حتى وصل إلى فندق الشيراتون حيث يُقام عشاء على شرفه وسلامته
كان ناصر يستخدم عكازيه في التنقل ورغم صعوبة الأمر عليه خصوصا أن كفيه مازالا يؤلمانه لكنه كان يحاول التحرك بأكبر قدر من الثقة يستطيعه
وهاهو يجلس يحيط به أهله وأصدقائه وأعضاء فريقه
حسن بذراعه المجبرة كان يجلس جواره.. همس لناصر بمرح: ما لقينا من ذا الخيل خير..
ناصر يبتسم: إلا ماوراها إلا الخير... رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة)
حسن بجدية متألمة: ناصر أنا مالي وجه منك عقب اللي سواه ثيندر
ناصر بابتسامة: هذا شيء الله كاتبه.. أنت بتحاسب حيوان يا ابن الحلال
حسن بغموض: أنا حاسبته خلاص
ناصر برعب: وش سويت فيه؟؟
حسن بحزم: ما تعذب.. فرغت المسدس كامل فيه
ناصر بغضب: أنت مجنون.. تذبح حصان قيمته فوق مليون ريال.. ما تبيه كان بعته..
حسن بود وأخوية: يعل المليون تفداك.. أنا ماعاد طقت شوفته.. ولما دريت إنه وصل من الأردن.. عزّمت أخلص منه..
ولا تعيد ذا السالفة علي.. بأشتري لي حصان غيره
ناصر بألم: الله يهداك حسن.. ليش سويت كذا؟؟
حسن بمرح: خلاص يا ابن الحلال خلصنا من ثيندر.. قل لي متى بنرجع نتدرب سوا
ناصر بابتسامة: أسبوعين ثلاثة لين أركب الساق..
حسن بمودة: وعد..
ناصر بمودة أكبر: وعد
**************************
بعد حوالي ساعتين
حوالي الساعة 11 مساء
بيت محمد بن مشعل
يصل ناصر وراكان
أم مشعل والعنود ومريم في انتظارهما
ناصر دخل وهو يتسند على عكازيه.. وراكان بجواره
والدته حين رأته قفزت.. وعيناها تغيمان
لكن ناصر حلف عليها أن تجلس وهو يتوجه لها ويجلس جوارها
يحتضن كتفها ويقبل رأسها ثم يقبل يدها وهو يهمس بحنان:
والله إني طيب يا الغالية.. تكفين ما تبكين
وإذا كانت والدته امتثلت لرجائه وهي تمنع عينيها من البكاء وإن كان قلبها يبكي وينزف وجعا وألما
فإن العنود لم تمتثل مطلقا وهي تجلس جواره من الناحية الأخرى وتلقي بنفسها على صدره وتنخرط في بكاء حاد
ناصر احتضنها بحنان وهو يمسح على شعرها: بسش يا الدلوعة
هذا تبكين عشاني وإلا عشان مشتاقة لفارس؟؟
العنود همست له وهي تقبل كتفه: الحمدلله على سلامتك.. وخارج من الشر
ناصر بمودة: الله يسلمج.. وقومي مني خليني أسلم على مريم
مريم برقة وهي تقوم لتتحسس طريقها: انا باجيك
ناصر تعكز بصعوبة ووقف وهو يقول: لا والله ما تقومين أنا جايش
أم مشعل بجزع: راكان يأمك عاونه
راكان يبتسم: خله مهوب في عازتي.. أنا عقب أبيه يعاوني هو الصغير وأنا أخيه الشيبه
أم مشعل بحزن: جعلني أشوف عيالكم يعاونونكم..
ناصر وهو يميل على مريم ويقبل رأسها: راكان الأول عشانه الكبير
مريم تحتضن رأس ناصر وهي تهمس: الله يكتب أجرك
ناصر يهمس لها: وأجرش
ثم ألتفت ناصر لراكان: يالله راكان خلنا نروح لجدتي
راكان بهدوء: الوقت متأخر شوي.. خافها رقدت
ناصر يهز رأسه: مشعل وفارس ينتظروننا هناك.. مشعل يقول إنها متروعة علي..خلنا نروح نسلم عليها
راكان وناصر خرجا
وأم مشعل تميل على العنود وتهمس لها: قومي روحي لبيتش قبل يوصل فارس
العنود توترت وهي تتذكر فارس
لكنها أحكمت لف جلالها وهي تسلم على والدتها ومريم وتخرج لبيتها
راكان وناصر يخرجان عبر الباب الرئيسي ليدخلان بيت عمهما من الباب الرئيسي
ناصر يستفسر من راكان بتلقائية: متى ملكتك؟؟
راكان تفاجأ من سؤال ناصر المباغت لكنه أجاب بهدوء:
خلنا لين نتطمن عليك أول يا ابن الحلال
ناصر بغضب: ليه أنا مكسح وإلا متحرول تطمن علي؟!!!
راكان بذات الهدوء: يا شينك وأنت معصب.. تدري أنا وش أقصد
ناصر يحاول العودة لهدوءه ويهمس لراكان: أنا مافيني إلا العافية
وملكتك تممها بسرعة.. تدري إن مشعل بيرجع أمريكا عقب عقب حوالي 3 أسابيع
ثم أكمل بمرح: وبعدين مابغيت أصدق إنك وافقت أخيرا تعرس
أكيد إنك في حالة غيبوبة خل نستغلها قبل تصحا منها
راكان يبتسم لأن ناصر يبتسم: ليه ؟؟ لعب بزران عشان أهون
***********************
بيت عبدالله بن مشعل
مشعل وفارس وموضي وأم مشعل يجلسون في غرفة الجدة المتوترة انتظارا لوصول ناصر
مشعل ينهي اتصالا ويقول بهدوء: هذا هو ناصر عند الباب.. أبشري به يمه
موضي وقفت: بأطلع ألبس عباتي أهني ناصر بالسلامة
لم تعلم أن هناك أحدا آخر معه.. أو كان يستحيل أن تعاود النزول
فهي مازالت تشعر بمرارة جارحة وخجل متعاظم من عرضها لنفسها على راكان
وعاجزة عن مجرد التخيل أن تضع عينها بعينه
موضي خرجت
ومشعل توجه لباب البيت ليفتحه رغم أنه مفتوح.. ولكنهما لن يدخلا حتى يؤذن لهما فعليا وخصوصا مع تأخر الوقت
توجها ثلاثتهم لغرفة الجدة
ناصر توجه مباشرة لجدته بعد أن قبل رأس أم مشعل التي وقفت لاستقباله
وراكان ألقى التحية من بعيد على أم مشعل التي كانت تلبس برقعها وتلتف بجلال واسع
ناصر وضع عكازاته بجواره وجلس جوار جدته وقبل رأسها وكفها
الجدة لم تحتمل رؤيته يدخل عليها متسندا على عكازات
مسحت دمعة خائنة بطرف برقعها
وناصر عاود تقبيل يدها وهو يقول بتأثر: تكفين يمه ما تبكين
أفا يا ذا العلم.. أم محمد تبكي
ما عمري شفت لش دمعة.. تكفين ما تقهريني
الجدة تماسكت وهي تقول بهدوء موجع: جعلك ما تذوق القهر يأمك
وجعل ربي ما يحسرك
مهوب هاين علي شوفتك تعكز وانا شايفتك طالع من عندي تمشي على أرجيلك
ناصر يبتسم بألم وهو يحتضن كفها بقوة: أفا عليش كلها أسبوعين وإلا ثلاثة وأركب ساقي الجديدة..
وأول مشوار لش.. وبأطلع أنا وياش نفر سوق واقف كله
راكان يقترب ويقبل رأسها وهو يقول باحترام: أفا يمه شكلش شفتي نويصر ونسيتيني حتى من السلام
أم محمد بود مصفى: ماعاش من ينساك يا الغالي..
راكان جلس من الناحية الأخرى وهو يستفسر من جدته باهتمام عن أحوالها
حينها قال فارس بمرح رقيق: شكلهم عيال محمد بيأخذون جدتنا قطوعة لهم
الجدة ألتفتت لفارس وهي تقول بغضب رقيق: فويرس عادك هنا
قم لا بارك الله في عدوينك من معرس.. قم أكيد العنيد قاعدة تتناك ذا الحين
فارس توتر داخليا بعمق لذكرها ...هو مر للسلام على والدته قبل المجيء هنا
وتجنب حتى السؤال عنها.. لا يعلم فعلا لماذا يتصرف بهذه الغرابة
ناصر همس بمرح: ايه تستاهل عشان ما تنظلنا أنا وأخي.. حاسدنا في حضن جدتي
حينها الجدة ألتفتت لناصر لتقتص لفارس وهي تهمس له بذات نبرة الغضب الرقيق:
وأنت بعد يا نويصر قم .. قم روح لمرتك.. معاريسن ماعليكم شرهه
الله يعين بناتي عليكم
فارس حينها ابتسم وهو يشير لناصر بحاجبيه.. لينتقل إحساس أعمق بالضيق لناصر.. أعمق بكثير.. كان شبه متأكد أنها لابد في بيت أهلها
لكن بما أن جدته تقول له أن يقوم فمعنى ذلك أنها تنتظره هناك.. في بيته..
حينها همس مشعل بهدوء: بأروح معك يا ناصر.. أبي أسلم على أختي
والسبب الحقيقي لذهاب مشعل أنه أراد أن يمتص صدمة اللقاء الأول.. فهو من شهد المغادرة.. وشهد صدمات أخته
ويود أن يحاول تلطيف الجو بينهما
الأربعة نهضوا معا للمغادرة
وهم يعبرون الصالة الرئيسية يستعدون للخروج
نزلت موضي بعباءتها ونقابها
توقفت عند العتبة الأخيرة وهي تتمسك بطرف حاجز الدرج الحشبي
حتى لا تنهار وهي ترى رابعهم
لم يعد هناك مجال للتراجع أو الهرب ومشعل يقول: ناصر.. بنت عبدالله تبي تهنيك السلامة
بقيت موضي في مكانها متمسكة بطرف الحاجز وكأنه يحميها وهي تهمس:
الحمدلله على سلامتك يابومحمد.. خارج من الشر
ناصر باحترام دون أن يلتفت ناحيتها: الشر ما يجيش والله يسلمش
أشلونش طال عمرش في الطاعة؟؟
موضي بخفوت وهي تشعر أن ريقها جاف جاف جدا: طيبة طال حالك
ومجار من الشر
قالتها ثم عاودت الصعود.. بينما هي فعليا تريد الهرب قبل أن تتداعى أمامهم وتنهار
(أي جريمة نكراء ارتكبتها بحقه وبحقي؟!!)
كانت المرة الأولى التي ترى فيها راكان من هذا القرب منذ سنوات
بدا لها مثاليا أكثر مما يجب مقارنة بها.. بل بدت لها المقارنة مستحيلة بينهما
رجل فوق الكمال.. وامرأة تحت النقص
كانت تجد نظراتها غصبا عنه تتجه نحوه في نظرات خجلة مبتورة
كان يقف واثقا بكامل هيبته دون أن يلتفت ناحيتها مطلقا
بدا لها مخلوقا أسطوريا كما كانت تراه طيلة سنوات صباها المبكر
الفكرة التي أقنعتها أن لا أحد يتزوج الاساطير.. الفكرة التي عادت لمهاجمتها
هاهي تتمدد على سريرها تشعر باليأس والخوف والوجل وهي تتذكر تفاصيل شكله ووقفته..
ثقته المفرطة..سماره الصافي.. نظرة عينيه الأشبة بنظرة نمر واثق متيقظ وذكي
عارضاه السوداوان المحددان بدقة
ثم ذلك الطول والعرض الاستثنائيان تماما.. رغم أنها اعتادت على الطول والعرض
صفة كل رجال آل مشعل المميزة
ولكنه بدا لها مختلفا وهي تميز بوضوح عرض كتفيه وصلابة عضلاته المتبدية بتحفز من تحت انسياب ثوبه الشتوي الرمادي
كل مافيه كان مثاليا
وكل مافيها كان باهتا..هكذا فكرت!!
(واحد مثل هذا أشلون يأخذ وحدة مثلي.. حتى لو كان زواج صوري
أشلون أقدر أحط عيني في عينه
هذا بيحطم اللي باقي عندي من الثقة في نفسي
أنا أشلون تهورت وطلبت منه يتزوجني.. أشلون)
عشرات الافكار المؤلمة تطوف ببال موضي..
وقرار جديد يتشكل في ذهنها
************************
بيت فارس بن سعود
غرفته تحديدا
العنود وصلت منذ فترة
مشبعة بالحزن.. ومازال لديها الكثير من الدموع التي لم تروِ قلبها المفجوع بعد
لذا حين وصلت
ولم تجد أحدا
وهي تختلي بذاتها
وجدت أن موجة جديدة من البكاء تجتاحها
بكاء هي تحتاجه بشدة.. فألمها لمصاب شقيقها كان أكبر من الوجع ذاته
والحزن بداخلها كان عميقا.. عميقا جدا
كانت تجلس على الأريكة تحتضن مخدة صغيرة تنثر دموعها فيها
كانت مستغرقة تماما في نحيبها الخافت ووجهها مدفون في المخدة
لذا لم تنتبه أن الباب فُتح
وخطوات ثقيلة تقترب منها
*************************
بيت محمد بن مشعل
قسم ناصر
مشاعل كانت تطوف في البيت كالمخبولة تماما
غاية في التوتر.. عاجزة عن كبح جماح توترها وخوفها وخجلها
تأنقت تماما بناء على نصيحة لطيفة
وهاهي ترتدي بنطلونا حريريا أسود فوقه قميص طويل من الشيفون يصل للركبة
ألوانه خليط من الزهر والأسود
مزموم من عند الصدر حيث تربط شريطة زهرية ..وأكمامه جابونيز مزمومة عند عضدها
وشعرها الحريري القصير صنعت من خصلاته أمواجا قصيرة ملتوية
مما جعله أقصر وأكثر إثارة
وهي في دورانها في البيت طُرق الباب
قفز توترها للذروة وهي تشعر أنه لابد سيغمى عليها
فتحت الباب بتردد
لتصاب بصدمة خجل كاسحة وهي ترى شقيقها مشعل أمامها
كان بودها أن تهرب لتبدل ملابسها
لولا أن مشعل دخل ليتيح للمتعكز خلفه الدخول
****************************
بيت محمد بن مشعل
غرفة راكان
كان راكان يصلي قيامه حين سمع صوت رسالة تصل لهاتفه المحمول
حين سلّم من صلاته
تناول هاتفه ليرى الرسالة
تغير وجهه وهو يقرأها.. تغير جذريا
ومضمون الرسالة يشعل غضبه لأبعد حد
رغم حلمه الشاسع الذي عُرف به
ومازال غضبه يسيره وهو يتصل بالجهة التي وصلته الرسالة منها
ليصرخ بغضب كاسح ولكن مكتوم من بين أسنانه فور رد الجهة عليه:
أنتي شايفتني بزر تلعبين فيه؟!!
#أنفاس_قطر#
.
.
الحين خلصتوا البارت وجاء وقت ثرثرتي الخاصة
ومافيه داعي تتعبون أنفسكم وتعلقون على ثرثرة وحدة مشتاقة لكم وتبي تهذر بس
خلوا تعليقاتكم للبارت وأنا أركنوني على جنب
بنات كثير عاتبوني على أن الغياب بسبب الكلام اللي وصلني
وإني كيف أهتم لكلام وحدة أو ثنتين وأترك مساندة الكثيرات لي
يا حبيباتي أنتو تركتوا سببين ومسكتوا في الثالث
هذا كان سبب ثانوي جدا أمام السببين الأولين اللي هم تعبي وحملي والضغط علي ورغبتي في صياغة مركزة للقصة
ولو رجعنا للسبب اللي ضايقكم
بأقول لكم: لو أنتي جالسة في وسط حديقة خضراء من أروع ماخلق ربي
والجو من أبدع ما يكون وأنتي جالسة في كرسي مريح جدا ما ودك تقومين منه
ومعاك كل أهلك وأحبابك وصديقاتك
لكن فيه دبوس صغير تافه يشكك
هل بتظلين جالسة؟؟ أو لازم تقومين عشان تشيلين الدبوس؟؟
رغم كل المغريات للبقاء لكن المنطق الإنساني يقول لابد من البحث عن الدبوس لقذفه بعيدا.. ثم العودة للجلوس
وهذا أنا رميت الدبوس.. ورجعت أجلس
شيء ثاني إنه البعض عاتبني إنه لو حتى كان فيه كلام يوصلني
المفروض إني ما قلته وأكتفيت بذكر السببين الأولين لأن الأجازة أصلا من حقي ومافيه داعي لتقديم تبريرات
وذكري للسبب الثالث بيّن ضعف في شخصيتي غير اللي تعرفونه عن أنفاس قطر
وأنا أقول لهم كلام وهو فعلا كلام مهم
إنه عندنا نحن العرب بشكل عام مشكلة اسمها انعدام الشفافية
والأمم المتحدة تسوي تقرير سنوي عن مدى شفافية الدول
والدول العربية كلها في ذيل القائمة
ليش؟؟ لأن شعوبها تعاني من انعدام الشفافية قبل حكوماتها <<< يا شين دخال السياسة على غير سنع.. بس تحملوا خبالي
يعني يا بنات مو كفاية إنه احنا متخبين خلف أسماء مستعارة وأقنعة؟!!
حتى مشاعرنا وأحاسيسنا لازم نلبسها أقنعة؟!!
أنا تضايقت من شيء معين.. وين المشكلة إني أشركتكم معي في ضيقي؟!!
أو لازم أخبي عليكم وأقول أنتو شدخلكم؟؟!!
عمر الشفافية ما كانت ضعف في الشخصية.. لكن ضعف الشخصية لما تحاول تبين للناس شيء غير حقيقتك وتلبس ثوب شخصية غير شخصيتك
والإنسان السوي الطبيعي مهما كانت قوة شخصيته فهو يبقى إنسان تجتاحه لخظات ضعف يحتاج فيها لفترة راحة يعيد فيها ترتيب أوراقه
فكيف لما يكون هذا الإنسان مثلي يعاني تعب جسد وفكري هائل..؟!!
أنا حامل وأعاني من هزال وتعب شديد مع الحمل
ومع كذا كنت كل يوم أكتب وأنزل لأني دائما أقول الإلتزام قضية ومحبة الناس قضية أكبر
وفعلا محبتكم هي قضيتي الأكبر والأهم
الله لا يحرمني من محبتكم ويديم المودة قلوبنا
نجي لفريق ثالث من البنات.. اللي قالوا إنه كاتبة كبيرة مثلي<< الله يكبر قدرهم عند ربهم
المفروض إنها ما تقول إنه فيه حد تجرأ وقلل من قدرها حتى لو حصل هذا
يا بنات يا نبضات قلبي
لا يدخل الجنة من كان في قلبه ذرة من كبر
وأكبر الناس عند الله أصغرهم في عين نفسه
وأنا والله العظيم ما أعترضت على قولتهم كاتبة أو غير كاتبة
لأنه أنا أرحب بالنقد وأنبسط فيه مهما كان قاسي.. ومن حقهم يعبرون رأيهم
لكن رفضي فقط كان للأسلوب التجريحي
وأنا لأني مارديت عليهم مطلقا فإثارة القضية علنا فرصة إني أقول
أنا أرحب بكل كل نقد للقصة مهما كان قاسي
لكن أي رسالة قصدها التجريح في شخصي سأحولها فورا لإدارة المنتدى للتعامل معها
وخلصت الهذرة وعدنا والعود أحمد
ووالله أشتقت لكم كثير شوق ماله حدود
ولو أنتو تحبوني شوي أنا أحبكم كثير والله الشاهد
وموعدنا صباح الأحد إن شاء الله
.
.
.
|