كاتب الموضوع :
نوف بنت نايف
المنتدى :
القصص المكتمله
جده
مطار الملك عبد العزيز
في نفس اللحظات
هتف في صدمة : نـــــــــــــــــعـــــــــــــم ؟؟!!! .
أتاه الرد من الطرف الآخر : هذا اعترافهم يا أستاذ تركي .. اسمه ياسر بن مشاري الـ *****
ارتجفت يد تركي التي تحمل الهاتف من هــــــــــول الــصـــدمــــة ..
ما هذه المصادفات التي تجمعه بأعمامه حتى في أحلك الظروف ؟؟!!!!!!!!!!!!..
... : أستاذ تركي ؟؟!! .
نفض الأفكار عن رأسه و قال: معاك يا محسن .. خلاص أن أتكفل بالباقي .. تسلم و ما قصرت مع السلامه .
أغلق هاتفه و هو يتذكر اتصال أبو فيصل .. و اتصالات ياسر التي كان يتجاهلها ، ضغط زر الاتصال بسرعة و هو يحرك رجله في توتر : ألو .
هتف ياسر في حنق : بدري .. كان طولت شوي .
قبض تركي على كفه بغيظ و قال : ياسر .. اخلص وقلي .. تساهير عندك ؟؟.
هتف ياسر متسائلاً بحنق : انت واش علاقتك بالموضوع ؟؟ .
تحدث تركي على عجل عندما سمع نداء الطائرة : بسرعه الحقني انتا وهيا على تبوك .. أمها حالتها سيئه .. تلاقينا في مستشفى (#############) غرفه 2014.
و أغلق السماعة قبل أن يسمع الرد .
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
جده
منزل ساره
00 : 8 مساءً
ضحكت في مرح و هي تستمع إلى خالها : مجنووووون و الله مجنوووووووون .
رشف أحمد رشفةً من فنجان القهوة قبل أن يقول : تسلمين يا هبلونه على حسن اختيار العبارات .
ضحكت مرة أخرى : اش أسويلك .. في أحد يسوي لوحده تعاكسه كذاا ؟؟.
وضع أحمد فنجانه على الطاولة الزجاجية الصغيرة و غمم: هذي الشرايح لازم تتعاملين معاها كذا و لا راح تتمادى أكثر .
ضحكت ساره مره أخرى : يا الله .. ماني قادره أتخيل شكلها .
غير أحمد دفة الحديث و هو يلتفت إليها: إلا خطيبك جاي اليوم ؟؟.
احمرت وجنتاها خجلاً و أخذت تلعب بأصابعها : آه .. ايوه .
ابتسم أحمد في حنان : الله يا لقرده منفوشه .. كبرتي وملّكتي .
صاحت في قهر : خالليييييييييييييي .. الله يسعدك غير اللقب .. و الله فشله .. تخيل ماجد يعرفه.
ضحك أحمد هاتفًا: و مين قلك ما عرفه .. أصلاً من يوم ما وقع على الكتاب و هاني جنبه و
: مبروك عليك قردتنا منفوشه .
التفت كلاهما إلا هاني الذي دلف إلى الحجرة صاحت ساره في عصبية و هي ترمي عليه وسادة زرقاء صغيرة : يا حماااااااااااااااااااااا* .
ضحك أحمد و هاني معاً فاحمرت وجنتا ساره من شدة الغضب و هتفت : طيب .. أنا أوريكم .
و هبت من مكانها و هي تشيح بوجهها بدلال قبل أن تغادر الحجرة مسرعة ، هتف هاني مداعبًا بصوت مرتفع و بصره على الباب : قـــــــرووود الطايف يسألون عنك يا منفوشه يقولون جدتنا الشمطاء متى بتجي ؟؟.
وضحك و هو يجلس إلى جوار خاله : هلا و الله ببو حميد .
ضربه أحمد على كتفه قائلاً : هلا فيك هانيووه .
اقترب منه هاني أكثر و همس بنظرة خبيثة : إلا على حكاية الزواح .. هاه .. ما نويييييييييييييت ؟؟ .
رفع أحمد أحد حاجبيه و هتف: ليش اللقـــــــــــــــافه ؟؟.
عقد هاني يديه أمام صدره و تحدث بأسلوب مسرحي حزين : لأن الوالده الله يسلمك رافضه ترمينا في الـــجــــحر الذهبي إلين حضرت جنابكم الكريم يستطلعه أول و بعدين يجي دورنا .
ابتسم أحمد بسخرية و قال بصوت حزين: يا الله لهذي الدرجه تبغى تتزوج ؟؟؟.
أمسك هاني ياقة ثوبه بكفيه و صاح بانفعال : أبغى أموووووووووووت طــــفشتتتتت ..طفششششششششت يا عااااااااااااالم يا نااااااااااااااااااااااااس .. ليش ما أحد يفهم .. أبـــــــــــــــــــــــــغى أتــــــــــــزوج .. تفهم يعني ايه أبغى أتزو
كمم أحمد فمه و أنفه بيده و هو يقول مؤنبًا: يا قليل الدسم انتا ما تستحي على وجهك .. دوبك في الـ20 سنه و تفكر في الزواج .. خلص دراستك أول بعدين تكلم .
رفع هاني إصبعه محاولاً الاعتراض و لكن يد أحمد منعته من الكلام و هو يردف بذات الأسلوب : و لا كـــــــــلـــمــه .. هذا الموضوع شيله من راسك دحين و ركز على دراستك .. فــــــــــــــــــــــهــــــــــمت؟؟ .
أومأ هاني برأسه في استسلام فرفع أحمد يده ليشهق هاني بقوة يلتقط الهواء : أعووووووووووووووذ بالله مـــــــــــنــك يا عبقرينو .
أسند أحمد ظهره للخلف و قال بهدوء : اذا ما لقيت وظيفه محترمه تصرف منها على نفسك ما راح تعيش في هذا الزمن .
تحدث هاني باندفاع : أبويه موجود و
ضربه أحمد على رأسه بخفة مقاطعًا : الله يخليلك إياه و يطول بعمره .. بس محد دايم لأحد.
مسح هاني موقع الضربة و هتف بتوجع : أحووووه .. الظاهر جدتي عدتك .. فيروس الضرب منتشر في البيت بقووووه .
رمقه أحمد بنظرةٍ جانبية مغممًا : عدّل هبالتك و ما راح تنضرب .
شهق هاني في هلع : أعوووووووووووووذ بالله .. حتى الرد نفسسسسسسسسسسسسه .
ابتسم أحمد و هو ينظر إلى ساره التي دلفت و في يدها صينية الشاي و قال : حيا الله العروسه و الله .
أشاحت بوجهها في دلال و وضعت ما في يديها على الطاولة فضحك أحمد : زعلتييييييي يا سويره .. خلاص حقك عليا و أنا خالك .
جلست و أخذت تسكب الشاي و هي تقول بحنق: لا يا حبيبي .. مو أنا اللي تضحك عليها بكلمتين .
أمسك أحمد كفها فنظرت إليه واجهتها ابتسامته الساحرة و هو يقول : طيب عشان خاطري .
ضحكت رغمًا عنها فترك أحمد يدها و تراجع للخلف : دحين أراضيك يالمطفوقه و تضحكين .
حرك هاني يده باتجاه وجهه ينشد المزيد من الأكسجين : أعووذ بالله الجو خنقه .. الظاهر حتى فيروس الخبال منتشر .
رمقته ساره بنظرةٍ شرسة فهب هاني من مقعده هاتفًا: أعوذ بكلمات الله التامات .. أسنفر بحياتي أحــــــــسن.
.. و لم يشاهدا إلا غباره ..
التفتت ساره إلى خالها و سألته باسمة و هي تمد له فنجان الشاي : خالوووو .. أحس وجهك منور اليوم على غير العاده .
أخذ أحمد منها الفنجان و قال براحة : واحد .. بدت إجازتي .. اثنين .. عشان قلبي ارتاح .
قطبت ساره حاجبيها و هتفت متسائلة : ارتاح ؟؟ .. اش قصدك ؟؟.
رفع أحمد بصره إليها و قال : قابلت تركي .
اتسعت عيناها في صدمة و سقط الكأس من يدها : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآه..
انسكب الشاي على ساقها و قدمها فهب أحمد عندما سمع صرختها و صاح : اشــــــــــــــــــبببــــك مــــــــــــا تـــــشــــــوفـــيـــن ؟؟ .
أخذت تقفز من شدة الألم : آآآآآآآآآي .. انـــــــــــــــــكـــب عــــــــــلى رجــــــــليييييي .
أمسكها مع يدها و ركض برفقتها إلى دورة المياه هاتفًا : تـــــــــعــالي غسليها بسرعه .
.
.
عضت على شفتها بألم و هي تضع رجلها تحت الماء البارد صاح أحمد مناديًا من عند الباب: هانــــــــي هــــات الــــــــــــعـــــــــــســل بــســـرعــــه .
التفت إلى ساره و الدموع مترقرقة في عينيها و قال بمرح: الله يالدلع .. هذا كله عشان حرق ..لا تخافين يا ستي .. العسل إن شاء الله ما راح يبقي و لا أثر .. و راح يبرّده كمان .
بلعت ريقها و تمتمت بألم : يعني رجعتوا أصحاب .. انتا .. وذاك الحقير؟؟ .
قطب أحمد حاجبيه في غضب و هتف : ايـــــــش ؟؟ .
التفتت إليه ساره و هتفت في حده : انتا ما تدري انه تزوج ؟؟ .
علت الصدمة وجهه و همس بعد لحظة : تـــــــــــــــــــــــــــزوج ؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
الرياض
فيلا أبو نواف
حجرة عزام
30 : 9 مساءً
مستلقٍِ على سريره في حجرته المظلمة .. بصره معلق بالسقف و عقله يدور بين الذكريات ..
■■■■
: و .. و .. فارس .
: فــــــــــــــارس و اشــــبــه .
: كان يتحرش فيها .
~
: عزام دق على ياسر.
: ليش ؟؟ ..
: اممم , عَروب نزلت المستودع من حول النص ساعه و ما شفتها رجعت , قله يتطمن عليها..
: الله , اللي يقول أول مره تنزل المستودع , مو المهبّل حقينها هناك..
~
: بعض الناس رجّوني يبونك تطمن على بنت عمي المصون في المستودع
■■■■
انقلب على جانبه الأيمن في عصبية ..
كانت تعاني ..
تعاني في تلك اللحظات ..
■■■■
عروب تعرضت لحادث .
: حـــادث ؟؟!!!! .
: السواق الـ###### .. اغتصبها .
■■■■
اعتصر الوسادة بين يديه و عيناه مغمضتان بألم ، شعر برئتيه تضيقان حتى أضحى تنفسه صعبًا ، اعتدل جالسًا و ألقى الوسادة على الأرض في عصبية ، مد يده و أشعل ضوء المصباح المجاور للسرير ، فتح الدرج تحت رف المصباح و التقط المظروف الأصفر ، فتحه .. التقط الورقة و انتقلت عيناه بين الأسطر ..
و المرارة .. تكتسحه .. أكثر .. فأكثر ..
و الغصة تغرس أنيابها في حلقه ..
لأنه .. تذكرها ..
قرأ شيئًا تعلق بها ..
يدرك جيدًا .. أن ضيقه و همه لا يتعلق بموضوع الاغتصاب فحسب ، بل كذلك بفارس و تحرشه بها ..
ما العلاقة التي تربطهما ؟؟هذا جل ما يشغل تفكيره و يؤرق نومه ، زفر في حرارة و هو يمسح على وجهه بكفيه و همس : يالله .. صدمه ورا صدمه .. واش وضع هالبنيه بالضبط ؟؟!!!.
أخذ يضرب رأسه بكفه كأنه عاجز عن التفكير ، و عروقه تنبض و تنبض ، هز رأسه بحنق ثم أعاد الظرف إلى مكانه و نهض إلى دورة المياه ، توضأ ثم خرج ، وضع سجادته على الأرض و همس من أعماق قلبه : الملجأ عند علاّم الغيوم .
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
جده
المستشفى
في نفس اللحظات
خرجت من الحجرة و الحزن يكسو ملامحها المغطاة بحجابٍ بالكاد يُظهر حدقتيها و التي تضع عليهما طبقة أخرى من الغطاء عندما تكون في حضرة الرجال .. خرجت خلفها طبيبة أخرى و أغلقت الباب ، التفتت الأولى إليها و قالت بخفوت : آخر كلامك يا دكتوره مروه .
أجابتها مروه : بصي .. أنا عاينت القرح .. و بما إنه مر أكتر من أسبوع و ما افتكرتش حاقه و تأكدنا من الامتحانات الشفويه و الكتابيه اللي عملتيها و اختبار الدم .. فـ .. مركز الزاكره اتضرر من الإصابه ، بئى واضح قدًا إنه فقدان زاكره .
زفرت وسن في حرارة و هي تحتضن نفسها بيديها و قالت : يا قلبي عليها ، أكيد إنها عانت كثير قبل الحادث يعني يمكن جاتها صدمات كثيره و ضغوط نفسيه و هذا أثر كمان على حالتها.
لوحت الطبيبة بيدها هاتفةً : ممكن طبعًا .. المهم .. لازم قوزها يقي بئه عشان نخبرها بالتشخيص الأخير فـ وقوده .. دا هوا الاقراء الرسمي .. و كمان ما فيش داعي إنها تقلس فـ المستشفى أكتر من كدى ، وقودها معاه راح يساعدها أكتر .
عضت وسن على شفتها و هي تومئ برأسها و قالت : أنا راح أكلمه بنفسي .
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
تبوك
المستشفى
في نفس اللحظات
ركض في الممر .. ركض و طيف عادل لا يفارق عينيه ..
■ ■ ■ ■ ■
ربيع الأول
1426 هـ
.
.
نطق بصعوبة : تـ..تركي .
ضغط تركي على كفه و هتف : أنا جنبك يا عادل جنبك .
دفعه الطبيب جانبًا و صاح : حــــالـــتـــه صـــعـــبــه ..اخــــــرج مــــــــن الـــــــــغــــرفــــه .
احتقن وجه تركي و هو يحاول العودة للسرير ، حاولوا أن يخرجوه و لكنه كان لهم بالمرصاد و هو يصيح : أقـــــــــــــــــلــكــم ســـــيبونييييييي .. ســــــــــيبوني عـــــنــــــــــــــــــــــــــده .
هتف الطبيب المتدرب في توتر و هو يمسكه مع كتفيه : أخـــــوي .. عارف إنه صديقك بس وضعه حرج الآن .. اطـــــــــــــــلـع .
صاح تركي بحنق و هو يدفعه بقوة إلى الخلف ليصطدم بطاولة الأدوات و يسقط معها على الأرض ،صرخ الطبيب المعالج في عصبية: طـــــــــــــــــــــلـــعوووووووه .
اندفع ثلاثة ممرضون آخرين نحو تركي و
شهق أحد الأطباء في فزع و هو ينظر للأجهزة و صاح : انــــــــــــــخـــفـــاض كـــــــــبــيــر فــــي الـــــمـــعـــدلات .
توقف الجميع دفعةً واحدة و هم يتابعون الشاشات التي ترصد نبضات القلب .. و مستوى التنفس .. وتخطيط الدماغ .
حاول الطبيب جاهداً أن يتدارك الموقف و هو يحرك يديه على جسد عادل بسرعة : عيسااااااااا الإبره.
أخذ عادل يشهق .. و يشهق ، يحاول أن يلتقط شيئاً من الأكسجين ، بدت الدموع تتجمع في عينيه و شريط حياته يمر أمامه ..
ركض تركي نحوه و قلبه يكاد يخرج من بين ضلوعه صرخ : عـــــــــــــــــــــــــــادل .
أمسكه مع يده و هتف بانفعال شديد : عـــــادل .. عــــادل .. لا .. لا تـــســيــبنا وتـــروح .. عــــادل .. عــــــــــــــــــااااااادل .
حرك عادل شفتيه بصعوبة و لم يصدر أي صوت و لكن تركي تمكن من قراءة شفتيه ( أهــــلــي ) ..
ترقرقت الدموع في عيني تركي و ارتعدت فرائصه فصاح في حرقة: لا تـــــخــــاف .. أنـــــا مــــوجـــود .
و
تهاوى رأس عاد دفعة واحدة و تعالى صوت جهاز القلب معلنًا .. توقفه ..
صرخ تركي في ألم : لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا .
تجمعت الدموع في عينيه و هو يهتف : عــــــــــــــــااااااااااادل .
أمسكه الممرض مع كتفيه على الفور و جره إلى الوراء و الطبيب يشحن جهاز الصدمة الكهربائية بحك القطعتين معًا و صاح : بــــــــــــــــــــعــدوا .
و ضغط بالقطعتين على صدر عادل فاندفع جسده إلى الأعلى من شدة الصدمة و القلب لا يزال متوقفًا ، شحنه الطبيب أخرى في توتر أكبر و هتف : يــــــــــــــــااااااااااااااااارب .
و صعق به عادل للمرة الثانية و اندفع جسده للأمام كذلك مرةً أخرى ..
و ثالثة ..
و رابعة ..
و ..
لا استجابة ..
تهاوت يدا الطبيب و نظر إلى الساعة مغممًا في حزن : ............. وقت الوفاة 30 : 2 صباحًا ......
هبط سكون مخيف على الحجرة ..
شقه ..
صراخ تركي ..
صرخ فقدًا لروحه ..
صرخ فقدًا لرفيق دربه ..
صرخ .. ألمًا .. و حرقةً .. و صدمةً ..
صرخ ..
و هو ينظر إلى جسد عادل الساكن ..
و وجهه الشاحب ..
الذي لا يحمل أي معنىً للحياة ..
اندفع نحو السرير و هو يصيح : عــــــــــــــــــادل ..
و ضمه إلى صدره ..
يشعر بحرارةً جسده التي تتلاشى شيئاً فشيئاً ..
ضمه ..
و دموعه تغرق صدر عادل ..
شعر بيدين على كتفه ، و صوت أحمد الباكي الذي وصل للتو ينساب في أذنيه : تركي .. اذكر الله يا تركي .
لم ينطق تركي بكلمة ..
بل اكتفى بضمه ..
ضمة الوادع ..
ضمة الفراق ..
لن يعود ..
لن يرجع ..
لن يراه مرةً أخرى ..
لن يسمع صوته ..
لن يفرح لضحكه ..
لن يشكي له بعد اليوم ..
لن يعود ..
لن يرجع ..
انتهت ..
انتهت رحلته في هذه الدنيا ..
انتهت رحلته في هذا العالم ..
و انتقل ..
إلى رحمة ربه ..
انتقل ..
إلى ضمة أخرى ..
انتقل ..
إلى ..
ضمة القبر ..
انتقل إلى ..
حياة أخرى ..
حياة البرزخ ..
.
انتقل ..
تاركًا خلفه .. أمًا مريضة ..
و أختًا حزينة ..
و طفلاً .. يتيمًا ..
■ ■ ■ ■ ■
: دكـــــــــــــــــتــــــــــــــور .
التفت الطبيب إلى تركي و هتف : أستاذ تركي .. الحمد لله .. تفضل بسرعه .
ركض تركي إلى داخل الحجرة و وقف خلف الستارة هاتفًا : أم عــــــــــــــــادل !! .
تحدث إليه الطبيب الذي لحقه في توتر : أستاذ تركي خلاص معاد عندها القدره على الكلام ، عيونها بس اللي تتحرك .
تحدث إليه تركي في عصبية و هو يلتفت إليه : كيف قلتلي إنها تنازع ؟؟.
قال الطبيب مهدئًا : حالتها كانت جدًا حرجة .. صابتها كتمه شديده و كان صعب عليها تتنفس .. ما تحسن وضعها إلا قبل ساعه .
خرج تركي مسرعًا من الحجرة و ضغط زر الاتصال على ياسر ..
~ مغلق ~
أخد يسير في الممر ذهابًا و إيابًا و هو يهمس من أعماق قلبه : يا رب .. يا رب توصل بنتها بدري .. يا رب .
كان متوترًا جدًا جدًا ..
** البراء **
ضرب رأسه بكفه في حنق و هتف: يالله .. كيف نسيت أجيبه .. كييييييييييييييييييييف؟؟!!!!!! .
تعالى خفقان قلبه من شدة العصبية فضغط زر الاتصال على جوري ..
~ مغلق ~
قطب حاجبيه في ضيق و همس : هذي أنا كم مره قلتلها لا تقفلين جوالك ؟؟؟.
اتصل مرةً أخرى ..
~ مغلق ~
اتصل على المنزل ..
~ لا رد ~
مديرة الخادمات ، على الحراس .. أيضًا لا مجيب .
تصاعد القلق في نفسه و هو يضغط زر الاتصال على ممرضة البراء : عفوًا إن الهاتف المطلوب
قطع المكالمة و رفع يده إلى جبينه و هو يهمس بقلق : يا رب سترك .
لم يبق إلا هي .. مرام ..
وضع السماعة على أذنه و هو يسير في توتر ..
رنه ..
رنتان ..
ثلاثة ..
و : ألو .
قطب تركي حاجبيه و هتف : عمّــــــــــــــــــار!!!!!!!!!
رد عليه عمّار بصوت منخفض : إيوه .
تحدث إليه تركي على عجل : مرام وين ؟؟ .
سأله عمّار في استنكار : مرام ؟؟ .. تسأل عن مرام ؟؟ .
صك تركي على أسنانه بغيظ : اخللص .. وينها ؟؟ .
أجابه عمّار ببرود : نايمه .
تحدث إليه تركي بطريقة مماثله : خلي وحده من الخدامات ترد على التلفون .
قال باقتضاب : احنا خرجنا من القصر .
سأله تركي في عصبية : متى ؟؟ .
أجابه عمّار متجاهلاً عصبيته : من الظهر.
أغلق تركي السماعة في غضب و يده ترتجف من القهر ، تحرك في عصبية هامسًا : أرسل واحد من الشركه .. لا .. أحــــــــــــمد .
.. و اتصل عليه ..
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
يُـــــــــــــــــــــــــــتـــبـع
.
|