لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-10-09, 04:19 PM   المشاركة رقم: 41
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Oct 2008
العضوية: 101279
المشاركات: 1,968
الجنس أنثى
معدل التقييم: جوودي1 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 48

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جوودي1 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نوف بنت نايف المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

يعطيك العافيه نوفه

بس حبيت اسئلك هذا اخر بارت نزلته الكاتبه ؟؟

ننتظرك ياقلبي

جــ,ــ,ــودي

 
 

 

عرض البوم صور جوودي1   رد مع اقتباس
قديم 10-10-09, 06:34 PM   المشاركة رقم: 42
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 142868
المشاركات: 11,327
الجنس أنثى
معدل التقييم: نوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسي
نقاط التقييم: 3549

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نوف بنت نايف غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نوف بنت نايف المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

بسم الله الرحمن الرحيم


.


الفصل الــــــــســـــــابــــــع



~~~~~~~~~



~ نــــذير الجـــــحيـــــــم !! ~



******************


و كَــــمْ مِنْ فَتىً سُدَّتْ عَليهِ وجوهُهُ أصَــابَ لها في دَعْوةِ الله مَـخْرجـَا





*************************

الرياض



30 : 9 مساءً



فيلا أبو ياسر


في حجرة الجلوس الأنيقة ، خلعت عباءتها و ألقتها على الأريكة بإهمال ثم جلست على المقعد المقابل لأمها و أمسكت بدلة القهوة و هي تقول بابتسامة واسعة : ألف مبروك يا أم العروس .



ضحكت والدتها و قالت و هي تعدل طرحتها الخمرية المطرزة على رأسها و قالت : الله يبارك فـ حياتك يا بنيتي .. الحين خليها تعرف بالأول و فرحتي بتصير فرحتين .



هبت من مقعدها و هتفت بدهشة : ياسر ما عــــلــمــها ؟؟!!!!!!!!!.



هزت والدتها رأسها نفيًا : قلي انتظري يمه .. و أنا بعلمها يوم أشوف الوقت مناسب لجـ



قاطعتها و هي تركض خارج الحجرة و تهتف : زيــــــــن أنـــا اللــــــــي بـــعــلــمـها .



هتفت الوالدة و هي ترفع يدها : يا عــــــــــــــبـــير .. يــــــــا بــــنــتيـــــــي .. يا



و عندما خبا صوت خطواتها أيقنت أنها ابتعدت ، زفرت و هي تهز رأسها ، ثم مدت يدها و أمسكت _ بدلة _ القهوة و غممت : الحين واش بسوي لأخوك اللي ملزم ما نكلمها هالوقت .


.




صعد إلى الدور الثاني من باب آخر و الضيق الشديد يكتم على أنفاسه ، ليست لديه أي رغبةٍ في الحديث أو مقابلة شخص ما ، يريد فقط أن يضع رأسه على وسادته ليغمض عينيه و يضيع عقله في الظلام بعيدًا عن الواقع الذي يعيشه .
موضوع شقيقته يشغله .. عوضًا عن تساهير التي يجب أن يصطحبها الليلة إلى تبوك .
قرر في داخله أنه لن يحادث عروب أبدًا حتى يعطي عزام موافقته بعد أن يعلم بالحقيقة ، فوالدها سيجبرها بعد ذلك و ليس لها أن ترفض .



رفع رأسه و لمح عبير و هي تهم بالدخول للجناح ، خفق قلبه بعنف و هو يركض نحوها ويجرّها مع يدها نحو الممر ، شهقت في ذعر و هي تلتفت إلى الخلف قبل أن تهتف باستنكار : يـــــــــــــــــاااااسر .



همس بغضب و هو يتركها : علمتيها؟؟!!!.



زوت ما بين حاجبيها بدهشة و أجابته : لا .. الحين كنت بعلمها .



تنفس الصعداء براحة تامة ثم همس : لا تخبرينها الحين .. لا انتي و لا أمي الله يحفظها .



عقدت جبينها في غضب و هي تصيح : ليــــــــــــــــــــش ؟؟؟!!!!!.



حرك يده أمام شفتيه أن اصمتي و همس : فكري فـ الموضوع ، أختك مالها كثير منتهي موضوعها مع تركي بعد 3 سنوات ، طبيعي ما تتقبل الخبر الجديد بكل سهوله .. خصوصًا إنه جا بسرعه ، خليها ترتاح هالكم يوم و بعدين أكلمها بنفسي .



هتفت بضيق : بس يا ياسـ



قاطعها على الفور و هو يمسك بيدها و يسير معها بعيدًا عن الجناح : لا بس و لا شي ، اتركي الموضوع علي و أنا اللي بتصرف .



حركت شفتيها دلالةً على عدم اقتناعها و هي تسحب يدها من كفه و تهتف : و لمتى يعني ؟؟؟ .



وضع يده على صدره مغممًا : قلتلك أنا أشوف .



ثم أشاح ببصره قائلاً : ليت عمي أبو نواف أجلّها شوي .



احتضنت نفسها بيديها و همست بحنق : نواف ما علمني بشي إلا يوم تم الموضوع .



ارتسمت على شفتيه ابتسامة باهتة و هو يلتفت إليها قائلاً : لا تقولين هبّيتي فـ ولد عمي ؟؟.



عضت شفتها بحنق و همست: يستاهل اللي يجيه .



ربت على كتفها و هو يقول ناصحًا : لا ما يسير .. حتى لو غلط عليك لا تشيلين فـ قلبك عليه .. علميه بكل شي فـ خاطرك .. صدقيني بترتاحين و بالمره قلوبكم تتصافى .



أشاحت بوجهها في عصبية و هي تهتف: يعني انت شايف اللي سواه صح ؟؟ اشلون يدس عني هالموضوع بالذات ؟؟!!!!!!!!!.



قرص وجنتها في مرح هامسًا : عبّوره .. لو كل واحد بيقعد على أي زله تصدر من الثاني الحياه بتسير صعبه .. لازم نتعلم كيف نصفح عن بعض .



مسحت أنفها المحمر بالمنديل الذي تحمله و همست : أدري .. بس أبيه يحس بالقهر شوي .. ثمن أتصرف معه بطريقتي .



ضحك بخفه : يمّه منك .



ابتسمت في خبث قائلة: أعجبك .



استدار عائدًا إلى جناحه و هو يغمم : يلا .. أنا بريح جسمي شوي .



قالت بخفوت : في حفظ الله .



ألقت نظرةً حزينة على باب عروب ، كانت تتمنى أن تنقل لها الخبر لتبث الفرح إلى نفسها ، لكنّ حديث ياسر قلب الأفكار في رأسها ، زفرت بحرارة قبل أن تحث الخطى نحو السلالم .



@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

الرياض



أمام فيلا الجازي



00 : 11 مساءً


ضاقت عيناه الحادتان و هو يراقب مكان ذلك الحارس من البعيد .



كان الحارس منشغلاً بتأمل الأجواء من حوله .. و عندما اقتربت عيناه من تلك الجهة.. تراجع إلى الخلف و اختبأ خلف حائطٍ ما و أنفاسه الحارة المتقاربة ترسم جزءً من توتره ، عاد للنظر مرةً أخرى و هو يراه و قد أمسك بجهاز تسجيل متوسط و وضع السماعات في أذنه بعد أن رفع مستوى الصوت لأقصى حد ، ثم أسند ظهره للخلف و أغمض عينيه .



ابتسم ذلك المتخفي بخبث و انتظر للحظات حتى تأكد من سكون ذلك الجسد و من ثم خرج من مخبئه و حث الخطى نحو السور الأيمن لفيلا الجازي ، ولم يكد يصل إليه حتى تلاحقت أنفاسه و هو يسند ظهره للجدار ، أغمض عينيه ليبث الهدوء إلى نفسه ثم فتحهما و هو يميل برأسه مجددًا يستطلع أمر ذلك المنشغل الغارق بين مزامير الشيطان ، أسند رأسه مجددًا و أخذ يبحث ببصره عن وسيلة تمكنه من التسلل لرؤية ما في الداخل ، إلى أن توقف على تلك الشجرة الطويلة الضخمة بجانب الحائط التي تقف ساكنةً في عمق الظلام و قد نشرت أفرعها الغزيرة بتسلط تام ، اتسعت ابتسامته و سار على أطراف أصابعه حتى بلغها ، ثم أخذ يتسلقها ببطء و عيناه تراقبان ما حوله و هو يهمس : إن شاء الله يكون المبلغ زي ما اتفقنا يا طلال و لا والله لأذبحك .





.




نزلت إلى الحديقة الواسعة تلتقط شيئًا من نسمات الهواء ، فالجو في الداخل سبب لها الاختناق رغم فخامة المكان و اتساعه .



توقفت في مكانها على الأرض الرخامية للحظة و وضعت يدها على العمود الرخامي بجوارها و هي تجول بعينيها العسليتين في أنحاء الحديقة المنسقة بدقة متناهية و بلمسات فنية ساحرة ، زفرت و هي تنظر إلى ساعتها الجلدية البيضاء التي زينت يدها اليسرى و همست : بقي له نص ساعه .



كانت تنتظر أبو فيصل ليأخذها إلى تبوك ، اتصل على هاتف الفيلا و أخبرها بموعد المغادرة الساعة 30 : 11 مساءًا .



عادت ببصرها لما أمامها و قلبها يخفق .. أنهكها التفكير ، لم تجد تفسيراً مقنعاً يجعل أبو فيصل يغدقها بكل هذا الكرم .. الملابس المختلفة ، أدوات المكياج ، العطور .. كل ما تحتاجه .. و ما لم تحلم به .. وجدته أمامها قبل عدة ساعات .. عوضاً عن الخادمة التي تلبي لها كل احتياجاتها و التي خلدت إلى النوم الآن .



أغمضت عينيها ..



** يا تَرى اش السبب .. و الله بديت أخاف .. ليش سوى كذا .. ليش ؟؟ .. **



قطعت عليها صورة والدتها الحنون كل تلك الأفكار .. انهمرت الدموع الحارة من عينيها و هي تهمس : كيف أتهنّى وانتي بعيده عن يا أمي ؟؟ كيف ؟؟.. يا حبيبتي يا أمي .. يا حبيبتي .



نزلت مع الدرجات الخمس و هي تمسح دموعها حتى لامست قدماها العشب الأخضر برائحته الزكية المختلطة بعبق الطين ، تلك الرائحة الزكية التي دغدغت مشاعرها .. ضمت عباءتها الواسعة الجديدة إلى جسدها تذكر تلك الحنونة بابتسامتها الدافئة و يدها الناعمة تمسح على وجهها و من بين شفتيها الطاهرتين ينبعث دعاء صادق لها تشيّعه للسماء عينيها الممتلئتين حبًا و صدقا ، انفجرت تبكي وغطت وجهها : يا ربي .. يا ربي ساعدني يا حي يا قيوم .. يا ربي مالي غيرك .. مالي غيرك يا رب .. احفظلي أمي يا الله .. احفظها ليا .. هيا اللي بقيت لي في هذي الدنيا.




.




و من فوق السور ، رآها بعد أن وصل .. و هو يلهث في عناء ، خفض رأسه و عيناه تضيقان ، كأنه يريد أن يتأكد مما يراه ، شعر بني طويل ، و لكن ماذا عن وجهها ؟؟!! .. انتظر حتى رفعت كفيها عن وجهها وظهرت بشرتها البيضاء الناعمة ، تفجر قلبه بخفقات عالية و عقله يستعيد تلك الصور عندما كان برفقة طلال و هو يُلبسها القميص ارتجف جسده و الشيطان يزين له الأمر و يعمي تفكيره عن كل شيء آخر ، دار ببصره كالمسعور يبحث عن شيء ما يصل به إلى الأسفل ، همس و عيناه معلقتان بالنبتة النائمة على طول السور حتى أسفل الحديقة حاملةً أزهارًا حمراء صغيرة : من هناك .




.




.




تحسست خصلات شعرها المنسدلة على كتفيها و هي تتطلّع إلى الأسوار المرتفعة للفيلا ، ثم تنهدت و هي تعقصه للخلف برباط أسود وقالت : لازم أطلع أجيب الشنطه و



شعرت بشيء ما يتحرك خلفها بترت عبارتها و هي تلتفت إلى الخلف في ذعر ..




.



.



أمام الفيلا



أوقف سيارته ثم ضرب بيده على المقود في عصبية و صاح بحنق: آآآآآآآآآآآآآآآه .. ليش ما ترد .. لـــــــــــــــيييييييييييش ؟؟ .



قذف هاتفه المحمول بحنق فاصطدم بالباب و سقط إلى الأسفل ، وضع رأسه على المقود والشعور بالضيق يخنقه ، فتح أزرار ثوبه و أخذ يتنفس بسرعة و هو يتمتم: الله لا يبارك فيك يا فارس اذا كنت السبب .. و الله ما أرتاح إلين أعرف واش القصه بالضبط ..لكن وين أحصلك و يييييين ؟؟؟؟ .



تراجع في مقعده و الدموع تترقرق في عينيه الواسعتين ، أغمضهما بسرعة و كأنه يحاول منعهما من الفرار



و هو يهمس : لا .. لا يا ياسر لا .. مو انت اللي تنزل دموعك .



زفر في حرارة و تهدج صوته وهو يقول : يا حبيبتي يا أختي .



ضرب المقود مرةً أخرى هاتفًا: حسبي الله ونعم الوكيل .. حسبي الله و نعم الوكيل .



مسح وجهه بكفيه وهو يتذكر أوامر عمه ، نظر إلى ساعته ، ليس الآن .. عليه أن ينتظر حتى الـ 30 : 11 ربما لا زالت تعد حاجياتها .. أغمض عينيه و أسند رأسه للخلف .




.




.




.




شهقت في رعب قبل أن تنطلق قدماها كالريح و لكنه قبض على معصمها و جرّها بيده فصرخت في انهيار من بين دموعها : لااااااا .. خــــــــــــــــاف مــــــــن ربــــــــك .. خــــــــــــــاف مـــــــن الله .. خــــــــــاف مـــــــــنـــــــه اللــــــــي يــــــشـــــوفـــــــــــك دحــيييين .



رسمت شفتاه ابتسامة حقيرة انبعثت من بينهما كلمات أحقر: قالي طلال راقبها .. بس الصراحه ما قدرت أصبر أكثر ..خصوصاً اني كنت معاه و هو يلبسك ذاك القميص .



صرخت في قهر واشمئزاز : لاااااااااااااااا .



اقترب منها ببطء و هو يقول ضاحكًا بخبث : لا تحاولين .. ما في أحد يقدر يفكك مني .



حاولت أن تدفعه باستماتة : سيـــــــبنييييييييييييييييييي .



جذبها إلى صدره فصاحت في لوعه : يــــــــــــــا حــــــــــــــــــــــــقيييييييييييييييييير .



و صفعته على وجهه بطاقتها المتبقية لتنسل عباءتها على ذراعيها إلى الأرض، تراجع خطوة للخلف من حرارة صفعتها فتطاير الشرر من عينيه وهو يقبض على ذراعيها قبل أن تهرب و هو يهتف: تمدين يدك عليا ؟؟!! .



حاولت أن تتملص منه بالقوة فدفعها على الأرض لتسقط و تتفجر صرختها المعذبة في المكان ، نزل و انهال عليها ضربًا بقــــــســـوة و حـــقـــد ، ضربها بلا رحمة و هي تصارعه بكل ما أوتيت من قوة و صياحها يمزق القلوب و الأذان : لااااااااااااااااا ، ابــعد عنييييييييييييي .. ابعــــــــــــــــــــد .



مزق قميصها بيديه الفجّتين فانطلقت منها صرخة أخيرة حملت كل الألم و القهر و الذل .. صرخة التقطتها أذنا ياسر الذي نزل لتوه من سيارته فانطلقت قدماه كالريح و الرعب يدب في قلبه ، وجد الحارس الجالس في انشغال تام فصرخ عليه : قـــــــــــــــــوم يالــــــــــــــــــــفـاااااااااايه .



انتفض في ذعر و ياسر يسحب المفاتيح من جيبه قبل أن يدسها في ثقب الباب و يدفعه بشدة لتسقط عيناه على ذلك المسعور وهو يكبلها و يهم بمد إحدى يديه إليها ، التفت إلى الوراء بذعر ، و إذ بياسر يهجم عليه و يصرخ في غضب هادر : يا حيــــــــــــوااااااااااا* .



هجم عليه و جرّه إلى الخلف ليبعده عنها ثم انهال عليه ضرباً و هو يصيح: يـــــــــــا حـــــقييير .. يــــــــا ##### ..يـــــــــــــــــــا للي ما تخاف ربـــــــــــــــــــك .



اشتبكا في معركة حامية حتى وصلا إلى الجدار ، دفعه ياسر إليه ليصطدم به بعنف و أخذ يوجه إليه لكمات قاتلة على وجهه و بطنه : يـــــــــــا خـــــــــــســـيــــس .. يا ولد الكلــــــــــــــ* .



زمجر الرجل في عصبية و ركله في بطنه فاندفع إلى الخلف لكنه لم يفقد رباطة جأشه ، همّ بالهجوم مرةً أخرى إلا أن الرجل أخرج من جيبه سكينة حادة و هو يضحك : يــــــــــــــلااااا .. قرب وشوف .



و تساهير تتقلب على الأرض من شدة الألم ، حاولت أن تنهض .. علّها تساعد ياسر في هذه القتال ، صك ياسر على أسنانه بغيظ و الرجل يقترب منه ببطْء و هو يقول : محد قلك تخرب عليا ليلتي .. انتا اللي جنيت على نفسـ



تردد صدى تحطم زجاج في المكان و عينا الرجل تجحظان من شدة الألم : آآآآآآآآآآآآآه .



اتسعت عينا ياسر و الرجل يصرخ في حنق و هو يشعر بالدماء تسير على رقبته : يالــــــحيوا* .



أرخى الحارس يده التي ألقت المصباح الزجاجي فاستدرك ياسر الموقف سريعاً و ركض نحوه ليدفعه بقسوة على الأرض و تسقط السكين من يده و اندفعت اللكمات تــــــــــــــــــتــرا و الآخر يتأوه و يئن من شدة الآلام ، و عندما شعر بمقاومته المنتهية صرخ على الحارس المذهول : انــــــــــــــــقـــــــــــــلــع و هــــــــــــات شـــــــــــــي أربــــــــــــــطـــه فيـــه .



انتفض الحارس و انطلق ركضًا ليأتي بالمطلوب ، و ياسر يلهث في شدة و هو يقبض بكل ما أوتي من قوة على الجاني الذي يصرخ بلا وعي ، مال برأسه إليها ليجدها تتأوه في ألم و دموعها تغرق وجهها الملائكي الذي يلمع تحت ضوء القمر ، أشاح ببصره و قلبه يشعر بألم غريب و شفقة أغــــــــــــــرب .



و في غضون دقائق ، تمكن من تقييده بالحبال ، و الآخر يشعر بدوار شديد إثر الدماء التي تنزف من رأسه بغزارة دون توقف .. دفعه ياسر بقسوة إلى خارج الحديقة ثم اتصل على الشرطة فورًا .



عض الرجل على شفته بحنق و هو يهتف بإعياء : يا الـ###### .. لا تفرح كثير .. صدقني ما راح أسيبك لا انتا و لا الـ#### الثانيه .



تجاهل ياسر كلماته و صدره يعلو و يهبط من شدة المجهود الذي بذله و الآلام تحاصر جسده .. منذ سنوات طويلة لم يتعرض لمعركة كهذه ، أسند ظهره إلى الجدار و هو ينظر إلى الدماء التي تغطي ثوب الرجل و قال بصرامة : و الله لو عاد أشوفك مره ثانيه ما بيمنعني من قتلك إلا الموت .



لم يتلقى رداً ، يبدو أنه سقط مغشياً عليه !!.



التفت إلى الحارس و قال و هو يمسح الدماء عن جبينه : انتظر الشرطه هنا .



أومأ الحارس برأسه على الفور و الرعب مرسوم على ملامحه ، عاد ياسر إلى الداخل ليجدها على حالتها ، و شهقات دموعها تعلو و تخبو، اقترب منها فاتسعت عيناها لمرآه وشهقت في هلع ، رفع ياسر يديه مهدئاً و قال : اهدي .. خلاص طلّعناه .



خنقتها غصةٌ مريرة و هو يقف إلى جانبها مشيحًا ببصره للجهة الأخرى قائلاً : يلا قومي أوديك المستشفى .



ضمت نفسها و هي تشعر بالحرج الشديد من ثيابها الممزقة ، همست باكية : ما أبغى شي .



تجاهل عبارتها و تحرك نحو الأمام ثم رفع عباءتها عن الأرض و ألقاها عليها ، شهقت في مرارة و قماش العباءة الناعم يلامس جسدها و انفجرت تبكي ، زفر في ضيق : أقلك يلا .. ناقص دلعك أنا ؟؟ .



كانت تشعر بوحدة شديدة ، عوضاً عن الخوف الذي يمزق كيانها .. سمعت عن هذه القصص الكثير و لكنها لم تتصور مقدار الرعب الكبير الذي يكتنف الموقف ، أخذ جسدها يرتجف من فرط الانفعال و هي تتخيل لو أن ياسر لم يدخل في الوقت المناسب ، تمتمت من بين دموعها : الحمد لله .. الحمد لله .. يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك .



رمقها بنظرةٍ جانبية صامتة ، قبل أن يحث الخطى نحوها و ينزل ليرفع العباءة عن جسدها ثم يحملها بين ذراعيه ، شهقت برعب و فتحت عينيها عن آخرهما و هي تصيح : نـــــــــــــــــــــزلــنـــيييييي .



سار بها إلى الخارج و هو يقول بصرامة و عيناه على الطريق : قفلي فمك .. تعبانه و تدلعين .. كني ناقص غثا .



لم تنبس ببنت شفه ، بلعت غصتها و اكتفت بالنظر إلى وجهه و ملامحه الممتلئة رجولةً وشهامة بتلك اللحية السوداء المهذبة .. و تلك الكدمات التي علته ، مشاعر غريبة عبثت بقلبها و جعلته ينزف ألماً ، عضت على شفتها و أغلقت عينيها المرهقتين و رأسها يستكين على صدره .




@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@


الاثــــــــــــــــــــــنــــــــــــــين



الرياض



الشركة



مكتب أبو فيصل



00 : 8 صباحاً


أغلق سماعة الهاتف بغضب فقد أخبره أحد موظفيه بأن عبيد و مصلح قد قُبض عليهما ، ضغط زر الميكرفون إلى جواره و هتف : إبراهيم .



أتاه الصوت المهذب من الطرف الآخر : نعم طال عمرك .



هتف أبو فيصل : وصّلني بشرطة تبوك على الخط الثاني بسرعه .



: تآمر طال عمرك .




@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



جده




القصر




30 : 8 صباحاً





تأفف و هو يقف أمام الباب الذي طرقه مرات عدة ، نظر إلى شاشة هاتفه و همس : حتى جوالها مقفل .



شعر بالوقت يدركه ، ففتح الباب .. تجاوز حجرة الجلوس ووصل إلى حجرة نومها ذات الستائر المفتوحة .



تسلل إليها ضوء الشمس ، و لكنه لم يلسعها بحرارته .. فالبرد هنا قارص .



كانت نائمة بعمق على سريرها الوثير و خصلات شعرها الناعم مبعثرة بإهمال ، ابتسم بحنان و صعد الدرجات الرخامية البسيطة ثم اقترب من السرير و لكنه شعر بشيء ما تحت قدمه ، تراجع إلى الخلف و هو يرفع رجله عن ذلك الشيء ، تطلّع إليه لحظة قبل أن ينزل و يلتقطه بأصابعه ، خفق قلبه بألم و هو يقرأ تلك الكلمات التي خطت على الدمية الصغيرة ~ هدية من حمّودي ~ .



رفع بصره و جال به في أنحاء الحجرة و الصورة تتضح أمامه أكثر و أكثر ، في كل زاوية هناك لعبة أهداها لها أحمد في طفولتها .. أيعقل أنها احتفظت بها لهذه المدة الطويلة ؟؟!!!!!!!!! .



نظر إليها للحظة و هي مستغرقة في نومها .. اعتراه الصمت لدقيقة و الأفكار تعبث برأسه ، التفت إلى مكتبتها الصغيرة ذات اللون الوردي المميز و الرسومات الطفولية الجميلة ، نزل الدرجات وسار نحوها بهدوء قبل أن يفتح بابها الزجاجي المفرغ بأشكال دقيقة ، كان يدرك أنه لا يحق له ذلك ، و لكن .. عليه أن يتأكد ..



قلّب يده في الكتب و القصص المختلفة إلى أن وجد ملفًا صغيرًا يخصها ، أمسك به و فتحه دون أدنى تردد


.


" مساؤك عطر أيها الغالي /



ليلة البارحة كنت مرهقة للغاية ، و لا شيء يرهقني سوى البكاء .. أجلس هنا في هذا القصر الكئيب وحيدةً دون رفيق ، تركي هنا .. و لكن تشغله الشركة و لا ألومه ، و مرام هنا أيضًا و لكنها لم تعد تجلس معي كما في السابق و زوجها برفقتها الآن ، لا شيء سوى خادمات هنا و هناك يلبين لي ما أطلب ، و مناظر ساحرة الجمال في أنحاء هذه المقبرة اعتدت عليها حتى أصبحت تخنقني حد الموت .



لا أدري أين أنت الآن ؟؟ .. و لكنك معي هنا في قلبي و هذا ما يهم .. لا شيء سوى ذكراك القديمة و كلماتك الحانية هي ما يشجعني على المضي قدمًا و تَحمّـل كل شيء .



أحمد .. كن بخيرٍ فقط !! .



صغيرتك التي لن تنساك : جـــوري ".



تعالت ضربات قلبه أكثر ، و شعور كريه يجتاح روحه .. أنفاسه توقفت في حلقه تأبى الخروج .. يا إلهي .. ؟؟!!! أي بغض ذاك الذي يشعر به الآن ؟؟!!! بغض على



: تركـــــي ؟؟!!!



وضعت يدها على عينيها بإرهاق و عقلها لا يزال تحت تأثير النوم ، كان واقفًا هناك و ظهره العــريــض مقابل لها فلم تتمكن من رؤية ما خلفه ، همست مجددًا و هي تحاول أن ترفع رأسها عن الوسادة : يا عمّوووو .. اش تسوي هنا ؟؟ .



التفت إليها بعد أن أعاد كل شيء إلى مكانه ، حتى ملامح وجهه حاول أن يعيدها إلى طبيعتها علّه يخفي مشاعره النافرة التي لم تهدأ بعد ، هتف بنبرة هادئة : صباح الخير يا شطّوره .. صح النوم .



نظرت إلى الساعة الزجاجية على صورة وردة ربيعية لامعة و هتفت بضيق : صباح الخير فـ عيونك يا توتو .. ليش مقومني فـ هذا الوقت ؟؟!!!!!!!!!.



اقترب من السرير و قال و هو يرفع اللحاف عنها : قومي يلا .. يكفّي نوم .. أبغى أكلمك شويه .



تأففت في ضجر و هي تحرك قدميها فوق السرير : توتووووو .. الله يرجك خلي مواضيعك بعدين و أعطيني البطانيه .. نعساااااانه آآآآآآآآآآآآآآه .



صرخت في حنق عندما قرصها مع وجنتها و صاحت بعينيها المتسعتين من شدة الألم : معففففففففففن .



ابتسم و هو يتراجع إلى الخلف : الله يسلمك يا نظيفه .. يلا قومي .. أستناكِ في المكتب .



و دار على عقبيه مغادرًا المكان .



رفعت كفها عن وجنتها التي احمّرت و زمجرت بحنق و هي تنهض من فوق السرير هاتفًا بصوت مرتفع : راح تــــــــــــــــنــــــــــــــــرد لـــــــــــــــــــــك يـــــا طــــــــــــــــويـــــــــــــل يــــــــــــــا هــــــــبــيـل .




@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



الرياض




المستشفى




في نفس اللحظات



أمام حجرة تساهير ، قال الطبيب بنبرة اعتذار : آسف على التأخير أستاذ ياسر .. بس كان عندنا حالات كثيره أمس و ما كان عندي الفرصه أكلمك .



لوح ياسر بيده مطمئنًا : عادي دكتور .. أنا مقدر وضعك .



زفر الطبيب و هو يغمم : تسلم يا طويل العمر .



ثم عدّل وضع نظاراته الطبية و هو ينظر للورقة في يده : و بالنسبه للمدام الحين هي بخير .. شوية رضوض في الجسم .. و الحمد لله ما في أي كسور .. بس سوء التغذيه هو اللي خلاها تضعف و تطيح بهالسرعه ..



و



رفع بصره إليه : شخص مثلك عارف بالأعراض اللي تظهر على الحاله النفسيه لأي وحده بعد تعرضها لحادثه اعتداء .



أومأ ياسر برأسه فاستطرد الطبيب حديثه : احنا أعطيناها مضاد للانهيارعشان يهدي أعصابها التالفه ..



و يخفف من توترها شوي .. لازم قدر الإمكان تكون الأجواء المحيطه بها هاديه عشان لا نرفع مستوى التوتر عندها خصوصاً في ذي الفتره .



أشاح ياسر ببصره و هو يومئ برأسه



"هذا اللي كان ناقص ..حسبي الله عليك ما جا من وراك إلا البلاوي"



... : أستاذ ياسر .. !!!



استيقظ من أفكاره و التفت إلى الطبيب: سم .



ابتسم الطبيب و قال: لا تشيل هم .. إن شاء الله بتتحسن صحتها قريب .. بس أهم شي تسويه الحين هو انك ما تتركها لوحدها أبد.



سأل الطبيب بعدم اقتناع : دكتور .. أحس الحادث أثر عليها بشكل أكبر من المطلوب .



هز الطبيب رأسه نفياً : لا أبداً .. طبيعي جداً بالنسبه لحالتها .



زوى ياسر ما بين حاجبيه و سأله : واش قصدك ؟؟



فتح الطبيب الملف الذي يحمله و قال : واضح ان نفسيتها كانت تعبانه كثير من قبل الحادث .. غير كذا سوء التغذية اللي سببلها فقر دم و .. ضغطها كان منخفض بشكل كبير .



هنا .. خرجت الممرضة من الحجرة و هي تسند تساهير ، كانت العباءة الساترة تغطيها من رأسها حتى أخمص قدميها ، شكر ياسر الطبيب ثم سار بجوارها قائلاً بخفوت : يلا .



لم تنطق بكلمة بل سارت خلفه في إذعان .. بخطواتها المتهالكة .




@@@@@@@@@@@@@@@@@@


 
 

 

عرض البوم صور نوف بنت نايف   رد مع اقتباس
قديم 10-10-09, 06:49 PM   المشاركة رقم: 43
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 142868
المشاركات: 11,327
الجنس أنثى
معدل التقييم: نوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسي
نقاط التقييم: 3549

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نوف بنت نايف غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نوف بنت نايف المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

جده


القصر


00 : 9 صباحًا


سرحت شعرها على عجالة و ربطته كذيل الحصان ثم وضعت مرطباً وردياً على شفتيها و تعطرت بعطرها المفضل و من ثم غادرت جناحها مسرعةً و ذهبت إلى حيث مكتب شقيقها ، طرقت الباب في هدوء ..



... : ادخلي يا جيجي .



دلفت جوري إلى الداخل و هي تحمل ابتسامة كبيرة هاتفةً : دحييييييييين أردلها لك يا خبلووووووون .



كان منشغلاً بعمله على الجهاز و لم يلتفت إليها : رديها و خلّصيني يا قلق زنّه .



ضحكت في مرح ثم توقفت خلفه مالت برأسها و طبعت قبلة رقيقة على وجنته ، رفع حاجبيه و دار بكرسيه إليها فركضت ضاحكة و من ثم جلست على المقعد المقابل لمكتبه ، نظر إليها قبل أن يقول : اش مناسبة هذي البوسه ؟؟ .



حركت جوري كتفيها في مرح هاتفة : أبداً .. بس والله وحشتني .. معاد أشوفك زي دايماً .



هز رأسه بتفهم و حروفها المطبوعة في رأسه تشغله ، قال : طفشتي من الجلسه هنا ؟؟ .



ابتسمت بنعومة هاتفة : Noooooooo .



غممَ محذراً : جيجي .. عن الكذب .



ضحكت قائلة : طيب اش تبغاني أقول ؟؟ .. انتا أدرى .



أغلق جهازه و هو يقول : أكيد أدرى .. معليش .. بس .. انتي مقدره موضوع أمك و عارفه إني ما أقدر أخليكِ تخرجين بدوني .



هتفت بصدق و هي تجاهد نفسها لتناسي الجرح : توتوووو .. لا تحسسني إني ثقيله عليك .. و الله يكفيني انه أخويا حبيبي جنبي ويدافع عني .. اش أبغى أكثر ؟؟ .



لاح شبح ابتسامة على شفتيه ثم قال : طيب يا لمرجوجه .. فيه موضوع ضروري لازم أكلمك فيه .



رفعت إصبعها مقاطعةً له فتراجع في مقعده قائلاً : يا نعم .. اش عندك ؟؟ .



أجابته بدلالها الرباني : أنا زعلاااااااااااااانه منك مــــرررره ..لا تحسب إني ضحكت فـ وجهك يعني مو شايله عليك .. لا .. أنا .. نفسي أعضضضضضضك .



عقد يديه أمام صدره و هو مستمتع بتصرفاتها الطفولية و قال: ليش يا ست الكل ..اش سوى لك تركي وخلاكِ تزعلين منه ؟؟؟ .



قطبت حاجبيها في ضيق و هتفت: معفففن .. دحين من يوم ما أقلك تكشر فـ وجهي و تقلي



و أردفت و هي تحاول تقليد صوته : روحي ذاكري .



ابتسم هذه المرة : بس هذي المره انتي في اجازه .. يعني ما في مذاكره .



حركت يدها في ضجر هاتفة : أعرفك .. تطلّع عذر لو من تحت الأرض .



اعتدل في جلسته و قال بجدية : هذي المره لا .. لأني عارف الموضوع اللي تبغين تتكلمين فيه و .. راح تقفلين عليه .



احمرت وجنتاها من الغضب و صاحت : لييييييييييييش ؟؟ .



أنّبتها نظراته الصارمة : جوري .. موضوع زواجي خاص فيني أنا وبس .



هبت من مكانها و صرخت : لااااا .. مو بكيفك .. لا تسوي فيني كذا .. الله يخليك .



صاح بها : جــــــــــــــــــــــــوري .



صكت على أسنانها بغيض و أدارت ظهرها له و هي عاقدة يديها أمام صدرها : دبه!!.



تنفس الصعداء ثم قال : جيجي ..أدري إنك تبغين تفرحين فيني .. زي ما أنا أبغى أفرح فيك و أشوفك أحلى عروسه .



و ابتسم بحنان مردفًا : بس الوقت مو مناسب ليا دحين .



التفتت إليه مجدداً هاتفةً باعتراض : بس مـ



قاطعها بنبرة مرتفعة: خـــــــلاص .



أخذت تطرق الأرض بقدمها في عصبية و هي مطرقة برأسها تداري دموعها ، أشار إليها بإصبعه : اجلسي .. الكلام اللي راح أقوله لك يحتاج عقل مفّتح .. انتي دحين كبيره و أقدر أعتمد عليكِ فـ شي زي كذا .



لبت طلبه و جلست مرةً أخرى دون أن تنظر إليه ، دفع جسده إلى الأمام و وضع يديه على المكتب قائلاً : تتذكرين عادل الله يرحمه ؟؟ .



استرقت النظر إليه و قالت بنبرة طفولية غاضبه : اييوه .



سألها : اش تتذكرين عنه ؟؟ .



رفعت رأسها و حركت شعرها بطريقة عفوية : هممم .. انه كان من أعز أصحابك لأنك كنت تتكلم عنه كثير .. و .. بس .



تأملها للحظات ثم قال : عادل يا جوري قبل ما يتوفى .. كان عنده ولد .



شهقت و التفتت إليه : ولــــــــــــد !! .. ليش هوا كان متزوج ؟؟.



أومأ برأسه و قال : إيوه .. بالسر و محد كان يدري عن الموضوع .



استكانت في مكانها و هتفت : وليش بالسر ؟؟؟؟؟؟؟؟!.



هز كتفيه مجيبًا : لأنها أجنبيه ، و أمه الله يشفيها كانت راح ترفض .



تراجعت في مقعدها و قلبها يخفق بانفعال ، نظر إلى عينيها للحظات و عقله يستعيد ذلك الماضي قبل وفاة والده




■ ■ ■ ■



ربيع الأول




جده




1426 هـ




نزل من سيارته و نزل تركي من الباب الآخر و هو يحمل الرضيع و يقول : ابدأ القصه حبه حبه و بأسلوب حلو .



أومأ عادل برأسه ذا الخصلات المائلة للون البني و القلق بادٍ على محياه الهادئ .. عيناه الواسعتان و أنفه القصير و شفتاه الصغيرتان ، سار برفقة تركي إلى داخل المبنى و منه إلى باب تلك الشقة ، توقف للحظة و مال ببصره لتلك اللفة البيضاء التي يحملها تركي و التي يسكن داخلها جسد ملائكي صغير ، اقترب منها و أمسك بالقماش ثم رفعه ليظهر ذلك الوجه البريء الجميل الذي يغط صاحبه في نوم عميق ، زفر في حرارة ثم تركه و أدخل مفاتيحه في ثقب الباب ، ثم دخل و تركي ينتظره في الخارج .



و بعد دقائق معدودة و صلت إليه أصوات الشجار الحادة من الداخل ، ظهر الترقب على ملامحه و هو يعاتب عادل في نفسه لأنه لم يخبرهم بأمر زواجه إلا بعد أن أنجب هذا الابن البريء .



ضم البراء إلى صدره و إذ بالباب يُفتح و عادل يخرج منه و يغلقه خلفه والغضب الشديد متفجر على وجهه المحمر ، صمت تركي للحظة و عادل يحث الخطى بخطواته المسرعة للخارج و هو يصيح : أنـــــــــا الــــــــــغـــلـــطـــان .



لحقه تركي و هو يهتف : لا تعصّب .. استنى وقلي اش اللي صار .



ركض عادل بسرعة نحو السيارة غير مبالٍ بنداءات تركي .. كأنه يريد أن يهرب من المكان كله ، استقل سيارته و تركي يهتف باسمه و هو يحث الخطى و البراء بين يديه : عـــــــــادل اســـــــــتنى .. لا تسير جبان .. عـــــــــــــــــــــــادل .



حرك السيارة ودار بها في حركة حادة قبل أن يندفع بكل سرعته نحو الشارع العام و تركي يصيح باسمه و لم تكد السيارة تبلغ التقاطع حتى دوى الاصـــــــــــــــــــــــــــــــــطــــــــــــ ـــــــــدام المــــــــــــــــــــريع .. اصطدمت السيارة بتلك الشاحنة الضخمة لتخترقها بعنف في دوي مهيب .



صرخ تركي من أعمق أعماق قلبه و هو يركض: عــــــــــــــــــــــــــــادااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااال .



توقفت سيارة أحمد المذهول في هذه اللحظة أمام المبنى و قد التقطت عيناه الحادث و تفجرت في روحه صرخة تركي ، فتح الباب ووثب من سيارته ركضًا نحو المكان و هو يصيح بهلع : عــــــــــــــــــــــــــــــــادل .



من حسن الحظ أن الشرطة كانت في الطرف الآخر من الشارع فتحركت سياراتها على الفور و تركي يسرع نحو السيارة المحطمة و أحمد يصيح به من الخلف : تــــــــــــــركــي اســــــــــتــنى .. الـــــــــــســيــاره راح تـــــــــــــــــــنــفـجـر .. ابــــــــــــــعـــد يـــــــــــــا تـــــــــــركــي الــــولـــــــــد مـــــعـــــــــــــاك .



■ ■ ■ ■




نهض من مقعده و أخذ يتأمل المنظر خارج النافذة و إحدى يديه في جيب ثوبه ، تمتمت بحزن بعد أن روى قصة الحادث : وبعدين ؟؟ .



صمت للحظات .. شعرت خلالها و كأنه يدافع فيها دموعه ، تنحنح ثم قال : خليته عندي و انشغل عقلي بموضوع الحادث و الوفاه و تذكرت بعدها إنه ما عندي أي اثبات على إنه ولده لأنه لسا ما ضمّه للتابعيه ، حاولت أدق على أمه أكثر من مره و رفضت إنها تجي و قالت إنها ما تبغاه ، و بعد ريحات و جيات للمحاكم و إجبار أمه إنها تجي .. و بتحليل الحمض النووي قدرت أثبت نسبه لعادل و ما أحد يعرف بالموضوع إلا أنا و أم عادل و أحـ



بتر عبارته ثم أردف : المهم .. إنه من ذاك اليوم و الولد عندي بعد ما تخلت أمه عنه .. و لأن أم عادل ما كانت راضيه تتقبله .. أصلاً ما كانت مصدقه إنه ولدها الوحيد تزوج من وراها .. حتى ما قالت لأخته عشان لا تتأثر ، و جلست و قلبها يوجعها إلين تزوجت .. و قبل ما تسافر لتبوك طلبت مني أجيبه لها ، و ديته و جلس عندها شويه و بعدين رجعت أخذته و قلبها يتقطع من الصياح و هيا تترجاني أخليه عندي لأنها ما كلمت زوجها و تتوقع إنه يرفض يصرف عليه ..



شهقت فالتفت إليها و استطرد بنبرة حزينة : معاه سرطان في الكلية .



زمّت شفتيها بألم و وضعت كفها على قلبها الرقيق فابتسم بلطف و قال : مو أقلك دايمًا خليكِ قويه ؟؟.



زفر و هو يردف : الحمد لله .. تشخص المرض بدري .. و الدكتور ما حب يتدخل جراحيًا على طول .. قالي نعطيه فتره بعلاجات معينة و نتابع الفحوصات و الاختبارات .. بس الآن حددوا العمليه في الأسبوع الجاي و بعدها راح يبدؤون معاه الكيماوي لفتره .



اهتز كتفاها رغمًا عنها ليفضحا دموعها الغزيرة ، ركضت باتجاه أخيها و ألقت نفسها بين ذراعيه ، أغمض عينيه ووضع يده على ظهرها قائلاً: جيجي .. الحمد لله درجة المرض رقم 1 .. يعني أبسط درجه .. و نسبة الشفاء منه عاليه .



و عندما ارتفع صوت بكاءها ، هتف : دحين أنا أقول انتي قويه و راح تساعديني .. تطلعين بكّايه .



تشبثت به بقوة و هي تقول بعصبية : توتووووو .. كيييييف .. كييف قدرت تتحمل كل هذا .. كيييييييف ..أنـ



شهقت بعنف ثم هتفت : أنا فقد أمي و أنا عارفه إنها عايشه متعبني .. كيف انتا .. أبوك و أمك و أعز أصحابك .. و تهتم بولده المريييض !!!!! .



مسح على شعرها بحنان و قال : يالدلوعه .. دحين هذا اللي مبكيك ؟؟.



أبعدها عنه قليلاً و نظر إلى عينيها الباكيتين : الحياه كذا .. مو كلها فرح ولا كلها حزن .. وكل انسان يآخذ نصيبه منها .. و كل انسان لازم يجهز لنفسه لأي شي ممكن يصير فيها .. صح ؟؟ .



أومأت برأسها فربت على وجنتها بيده مردفًا : البراء دحين هنا في القصر .. أنا خليتله غرفه خاصه مع ممرضه تهتم فيه ..بس .. المشكله اني ما أقدر أجلس عنده زي أول لأن مشاغلي كثرت .. و أبغاكِ انتي تهتمين فيه من اليوم و رايح لأنه لازم يمشي على نظام غذائي معين قبل الجراحه .. صحيح إن الممرضه موجوده .. لكن وجودك معاه راح يريحني أكثير .. اتفقنا ؟؟؟ .



قالت بحرقة : بس .. توتو .. ما أبغى أتعلق فيه بعدين يروح .. ما أبغى .



هز رأسه نفيًا و قال بهدوء : الأعمار بيد الله .. ما في أحد يدري متى يموت ..و اذا انتي ما قويتي نفسك و خليتها تتحمل أشياء زي كذا ما راح تقدرين تستمرين بسهوله .. راح تتعبين كثير ..... جيجي لو ما أثق فيك ما كنت كلمتك في هذا الموضوع .. بس لأني بالفعل محتاج أحد يرعاه في غيابي .



أطرقت برأسها فضغط على كفها بحنان : هاه .. اش قلتي ؟؟.



همست : حاضر .



ابتسم و قال : يلا عشان تشوفينه .




.




.




.



و في جناح مرام



صرخت في عصبية و يداها على جانبي رأسها : أقلك اطلع براااااااااااااا .. بــــــــــــراااااااااااااااا .. ما أبغى أشوفك .. ما أبغـــــــــــــــــااااااااااااااااااااااااااا .



تنهد عمّار في غيض و تمتم مهدئًا : مرام استهدي بالله و تعوذي من الشيطان .. هذا اللي تسوينه بطّال على صحتك .



بكت في مرارة : ما لك دخل فيني ما لك دخل في صحتيييي .. اطلع برا .. لا تجنني أكثر .. قلتلك طلقني .. طلقنييييييييييييييييييييييي .



صمت للحظات و هو ينظر إليها ، كل شيء يفضحها .. يفضح مشاعرها .. عيناها .. دموعها .. صرخاتها .. يحفظ كل سكناتها عن ظهر قلب و يدرك جيدًا ما تعنيه كل حركة من حركاتها .. كان يدرك صعوبة وضعها .. و خطورة حالتها الحرجة ، المشكلة أنها ترفض إعطاءه أي فرصة ، أطرق برأسه و خرج من جناحها مثل كل مرة .



سار عبر دهاليز القصر المظلم إلا من أنوار خفيفة .. نزولاً إلى الدور الأرضي ، كان هائمًا على وجهه .. لم يهتم حتى بتنبيه الآخرين إلى وجوده أثناء سيره .. يريد فقط أن يصل إلى هناك .. إلى تلك الأرجوحة التي جمعتهما يومًأ تحت ضوء القمر .. لا زالت ذكرى تلك المشاعر الجميلة ساكنةٍ في قلبه و روحه .




**




ألقى بجسده عليها و أخذ يحركها بقدمه ذهابًا و إيابًا و هو يتذكر قبل أربع سنواتِ مضت حينما اعترفت له بحقيقة مرضها الذي أخفته عنه ،و الذي أخبرتها الطبيبة أنه بسبب سوء التوافق الاجتماعي والأسري الذي كانت تعاني منه منذ نعومة أظفارها .. و مع كثرة المشاكل و الضغوطات التي أبعدتها عن التعلق بالله و تركتها عرضة للوساوس .. و كبتها لما تعاني في داخلها ، أصبحت فريسةً مناسبة لمصيدة المرض .



كانت منهارةً تمامًا حينها تخشى .. أن يتهمها بالخيانة و لكنه أرقى من ذلك ، احتواها بكل حب و حنان .. أليست هي من احتوته سابقًا في أسوء أحواله ؟؟.



حاول أن يساعدها بشتى الطرق .. و لكن لم يفلح أي شيء .. كان الحل الوحيد كما أشار إليه الطبيب .. أن تغير بيئتها التي تعيش فيها .. و أن .. يبتعد عنها قليلاً ..



.




يدرك جيدًا ما تقصده بأفعالها تلك .. تريده أن يبتعد ، أن يخرج من حياتها و يتركها وحيدة لأنها تخشى عليه من نفسها ، و لكن لا .. ليس بعد أن نقشت حبها على جدران قلبه و جعلت غلاها يسيري في دمه ليس بعد أن أغدقت عليه و أهله بحسن تعاملها و طيب أخلاقها ، زفر في ضيق و تململ في جلسته ثم نظر إلى ساعته و قال : بقي خمس ساعات.. يا رب عونك و مساعدتك يا الله ..سهّلي مهمتي يا حي يا قيوم .




@@@@@@@@@@@@@@@@



الرياض




سيارة ياسر




في نفس اللحظات



رفع ياسر حاجبيه في دهشة هاتفًا : و اشـــــــــــــــلـــون ؟؟ !!!!!! ..



زفر أبو فيصل و قال : مثل ما سمعت .. الكلاب عبيد و مصلح طلعوا متعاونين مع طلال و الشرطه تستجوبهم الحين أهم شي إنهم لقوا الصور في الشقه و اعترفوا بالضغط و التهديد إنه مالها نسخ .



خفق قلب ياسر براحةٍ عجيبة فحمد الله في سره و سأله : و عثمان .. ما علمك بشي ثاني عن تركي ؟؟.



أجابه أبو فيصل : لا .. ذا كل اللي يعرفه.. الحين انت ودي البنيه للجازي تريّح .. و أنا أشوف شغلي مع تركي .



هتف ياسر : إن شاء الله .. مع السلامه .



وضع هاتفه في جيب ثوبه و قلبه يخفق حيرةً و تساؤلاً عن علاقة تركي بهذا الموضوع !!!!.



التفتت إليه تساهير التي تجلس في المقعد الخلفي ، كانت متأكدة بأن الموضوع متعلق بوالدتها .. سألته بإعياء : أمي فيها شي ؟؟ .



همّ بالصراخ عليها ، لكنه تذكر وعده لعمه ، عض على شفته بغيض وضميره يؤنبه ** ياسر .. هذي شكلها فـ عمر أختك عروب .. خف عليها شوي ** ، قال باقتضاب : عرفنا مكانها .



قطبت حاجبيها و اعتدلت في جلستها هاتفة بصوتها الضعيف : كيف عرفتوا مكانها ؟؟ ليش .. هيا كانت وين ؟؟.



غمم : الشرطه اقتحمت المكان و شالتهم كلهم .



شهقت في ذعر و صاحت: أمــــــــيييييي .



شعرت بدوار مفاجئ فتأوهت بألم و أسندت رأسها إلى النافذة هامسة : راســـييي .



زاد من سرعة سيارته ليصل إلى الجازي ، كان يدرك جيداً أن قل الغذاء هو السبب و عليها أن تأكل .. و لو القليل .




@@@@@@@@@@@@@@@@@@




جده



المستشفى



01 : 9 صباحًا


مررت إصبعها ببطء على ملامحه و بصرها يتأمله بنظراتٍ عميقة تجمع ما بين الفضول و الانكسار ، شيء ما يخفق في أعماقها عندما تقع عيناها على هذه القطعة التي لم تفارقها منذ أن حصلت عليها ، تشعر بأمانٍ غريب و هي برفقتها .. ، تغرق في أعماق عينيه الساحرتين إلى دوامةٍ من التساؤلات و التخيلات التي تسعدها حينًا و تخيفها أحيانًا أخرى ، انتفضت و هي تقبض على الصورة بكفها و تلتفت إلى الباب الذي انفتح و طلت من خلفه وسن : السلام عليكم .



ردت عليها رهف السلام و هي تضم الصورة إلى قلبها ، دلفت خلف وسن طبيبة أخرى مسنة هتفت قائلةً : ازيّك يا رهوفه .



نظرت إليها رهف للحظة ثم نقلت بصرها إلى وسن التي أزالت غطاءها عن وجهها و ابتسمت و هي تشير إلى الطبيبة : استشارية الجراحة دكتوره مروه .. صديقتي .



عادت رهف تنظر إليها بابتسامة ناعمة و هي تقول : أهلاً يا دكتوره مروه .



اتسعت ابتسامة مروه و هي تقف إلى جوار رهف و تقول : أوكي يا حببتي .. عاوزه أفك الضماد ده عن راسك.



رفعت رهف يدها التي تحمل الصورة و وضعتها على رأسها قائلةً : لسا مالهم كثير مغيرينه .



ابتسمت مروه و هي تهز رأسها موافقة : عارفه يا روحي .. بس عاوزه أشوف القرح عامل إيه .



ترددت رهف و هي تنظر إليها ، فأتت وسن من خلف مروه و منحتها ابتسامة مشجعة .. ارتسمت على شفتيها ابتسامة باهتة ثم وضعت يدها إلى جوارها و ابتدأت مروة بفك الشاش و الضمادة عن رأسها و وسن توجه حديثها إلى رهف : اليوم يا قلبي بنسويلك كم اختبار عشان نتطمن عليكِ .. أوكي ؟؟.



همست رهف بالموافقة و هي تضم الصورة إلى قلبها أكثر ..



قلبها الخائف ..



الذي يهتف باسم ... تــــــركـي .




@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



جده




الشركة




مكتب تركي




05 : 9 صباحًا


تردد صوته القوي في أرجاء المكتب : إلى الآن ؟؟!! .. ما يسير هذا الكلام لكم يومين ......... طـ .. خير .. خير .. أستناك اليوم فـ الليل .



أغلق الخط و ألقى بقلمه جانبًا في غضب هاتفًا: ما في غير اللي أرسلتهم ..هما اللي راح يجيبون الخبر الأكيد .



كان الغضب يتغلغل في روحه لعدم ورود أي خبر عن مكان تساهير حتى الآن ، طرق بيده على المكتب و هو يفكر في خطوة قد تعجّل بالموضوع و .. اهتز هاتفه المحمول على المكتب ، نظر إلى الاسم الذي لمع على الشاشة و رفع حاجبيه باستنكار ** أبو فيصل !!! **



و ضع السماعة على أذنه و أجاب: ألو .



أتاه صوت عمه الوقور من الطرف الآخر : السلام عليكم .



اعتدل تركي في مقعده : و عليكم السلام .



سأله أبو فيصل بهدوئه و رزانته: اشلونك تركي ؟؟.



أجابه فوراً : بخير و عافيه .



سأله عمه بشكل مباشر: البارحه كنت في تبوك ؟؟ .



قطب تركي حاجبيه ثم قال في حدة : خـــــــــيـــــــــر .. رجعتوا لحالكم القديم .. ما تعيشون اذا ما راقبتوا تـــــــــــــــــــركــي ؟؟!!!.



صاح أبو فيصل بغضب : تــــــــــــــــــــركــــــــــــــي .. عدل أسلوبك معي .



أجابه بسخرية حادة: ليش ؟؟ .. بصفتك مين .. واحد كان معادي أبويه و يكرهه ويقول انه أخوه تـ



قاطعه أبو فيصل : اسمع لـ



قاطعه تركي بقوة هذه المرة : انتا اللي تسمع و تفهم اللي أقوله .. و رب البيت لو عاد تمشون ورايا راح تشوفون الوجه الثاني لتركي .



و أنهى المكالمة و هو يهتف في استنكار غاضب : هذا اش يبغى بالضبط ؟؟!! .



قاطعه طرق الباب ..



: ادخـــــــــل ..



دلف عمر إلى داخل الحجرة و قال: أستاذ تركي .. الساعه تسعه و ثمنيه دقايق .



نهض تركي من مكانه : يلا جاي .



و خرج برفقة عمر .. ليرى أحد مشاريعه الجديدة و هاتفه يرن مجددًا باسم ** أبو فيصل **



.





.




.



بعد ساعة



نزل من السيارة و هو يرتدي نظارته الشمسية الأنيقة ، رفع رأسه يتأمل المبنى الضخم الشامخ و وقف عمر إلى جواره قائلاً بمرح : خلاص .. شهر كمان و إن شاء الله تفتتحه .



جال تركي ببصره في المكان ، كانت أرض صحراوية .. تحتوي على أبنية متفرقة كلها قيد الإنشاء مثل مشروعه تمامًا و تطل على شارع طويل ، تحرك نحو الأمام و قال : و اليوم العمّال آخذين إجازه ؟؟ .



أجابه عمر و هو يسير إلى جواره : ايوه .. الخامات اللي طلبها المهندس ما راح توصل إلا بكره .. وهيا اللي ناقصه حاليًا .



قابلهما الحارس وتوقف لاستقبالهما ، صافحه تركي باحترام: السلام عليكم .



صافحه الرجل بدوره و الابتسامة تعلو شفتيه : و عليكم السلام و رحمة الله .



أعاد تركي يده إلى جواره و هو يسأله : كيفك اليوم يا مُـــصعب ؟.



أومأ الرجل برأسه : بخير و عافيه الله يسلمك .



حياه تركي برأسه ثم دلف إلى داخل المبنى و خلفه عمر ، خلع نظارته الشمسية و قال : المره اللي فاتت شفت الدور الأول .. خلينا نطلع للثاني .



و توجها إلى السلالم ..




.




و بعد عدة دقائق كانا في إحدى الحجرات ، عقد تركي يديه أمام صدره و هو يتأمل النوافذ : ظللوا الشبابيك ؟؟.



أومأ عمر برأسه و هو يقترب من إحداها قائلاً : طبيعي .. المنطقه حاره مره .



تفحص تركي إحدى الزوايا بيده مغممًا : الحمد لله .. شغلهم طيب .



أومأ عمر برأسه .. و همّ بالرد و لكنّ الانعكاس الذي ظهر على زجاج النافذة المظلل عقد لسانه ، التفت إلى الوراء بحدة صائحًا: مين انـ



رفع تركي رأسه ..



و



: تـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــركييييييييييييييييييييييييييييييييي ..



دفعه عمر بعيدًا ليسقط شماغه من فوق رأسه و : آآآآآآآآآآآآآآآآآه



اختلط صوت انطلاق رصاصة بصرخة عمر المذعور و تـــــــــــــــــــفــجـــــــــــــــرت الدماء ، دماء حمراء غزيرة ، اتسعت عينا تركي في صدمة و عمر يسقط فوقه و الدماء تغطي ثوبه ، رفع رأسه للباب و لمح جسدًا يهرب ، أزاح جسد عمر على الفور و انطلق ركضًا كالسهم خارج المكان ، ركض في الممر بأقصى سرعته و لمحه ببنطاله الأسود و معطفه البني الجلدي الطويل ، الغضب الذي يخفق به قلب تركي جعلت سرعته تتضاعف أكثر و أكثر و هو يصيح : وقــــــــــفففففففففففف.



انتبه الرجل بأن هناك من يلاحقه فظهر الذعر على وجهه و عندما همّ بالالتفاف لإطلاق رصاصة أخرى ، وثب عليه تركي صائحًا : يا حقييييييييييييييير .



شهق الرجل في ذعر وهو يسقط طريحًا على بطنه و تركي فوقه و سقط السلاح من يده إلى مسافة بعيدة ، أدراه تركي بعصبية و لكمة بقوة : يـــــــــا حـــــــــــيـــــــــــــواااااااااااااااا* .



امتقع وجه الرجل بشدة و قلبه يهوى بين ضلوعه ..



: أســــــــــــــــــــــــتــــــــــــــــــاذ تـــــــــــــــــــــركـــــــــــيييييييي .



رفع تركي رأسه إلى المنادي وصاح و يداه تثبتان الرجل : مُــــــــــــــصـــعــــــــــب .. الحق عمر في غرفة الطباعــــــــــه .. بــــــــــــــــــســرعه .



ركض الحارس إلى حيث أمره و الصدمة تعلو محياه ..



.




اضطر لقضاء حاجته فذهب سريعّا ثم عاد للحراسة مجددًا و لك يكد يجلس حتى دب الذعر في جسده عندما سمع صوت إطلاق النار .. و الآن .. مالذي يحصل ؟؟؟؟.




.




أمسك تركي الرجل مع تلابيبه و صاح بقسوة : تــكـــــــلـــــــــم .. قـــــــــبــــــــل مـــــــــا أكـــسّر عـــــــظـــامـــك .. تــــــــــــــكــــللللمممممم .



كان جسده الرجل نحيلاً جدًا لذلك كان موقفه ضعيفًا أمام تركي عريض المنكبين رياضي الجسد ، تمتم بحروف متقطعة خائفة : أنـ .. أنـ



لكمه تركي في معدته بعنف و صاح : انــــــــــــــــــتـــااا ايـــــــــــــييييييييييش .. افــــــــــتــح فــمـك بــسـرعـه .. قـــــــــبــل مــــــــــا أطــــــّلع روووحـــــــــــــــــــــك .



تأوه الرجل من قوة الضربة .. و ..امتلأت عيناه بدموع الخوف وهو يتمتم : و الله مالي دخل .. هذي .. هذي ســـــــامــــــــيـه أرسلتني ..



اتسعت عينا تركي في صدمة و همس : ساميه ؟؟!!!!!!!!!!!! .



أومأ الرجل برأسه على الفور و هو يهتف برعب : قــ .. قالت لي أصوب عليك .. بـ .. بـ .. سسس .. غلط و



شهق في ألم شديد .. عندما لكمه تركي بقسوة أكبر أردته مغشيًا .



نهض من مكانه و أنفاسه متلاحقة و الغضب يزلزل أركانه ، التفت إلى الخلف ليجد مصعب الخائف يهتف : الإســـــــــــــعاف قريب .



ركض نحوه و هو يصيح : لاااا .. لازم ننقله بسرعه .



عاون مصعب على حمل عمر فتلطخ ثوبه هو الآخر بالدماء ، صاح على الحارس : خـــــــلــيــه .. أنـــــــا أنـــزّلــــــه لــوحـــدي .. انــــــتــــــا كـــبــّل ذاك الـــــــمــلــعـو*.. إلـــــــيـــــن تــــــــجـــي الـــــــشـــــرطــه .



أطاعه مصعب على الفور ، أما تركي الذي زاد من سرعته قدر الإمكان و هو يحمل عمر فقلبه المقبوض أنبأه بأن مصائب جسام ، قادمة في الطريق ..




.





و رآه ذلك الذي يجلس في سيارته ملثمًا ، رآه و هو يحمل عمر المصاب ، فزمجر بحنق و صاح : الغبـــــــــــي !!!!!!!!!.



و انطلق بسيارته و هو يضغط على عدة مفاتيح في هاتفه المحمول ، ثم هتف بعصبية : ألوووو .. قول لخالتي الخبله إن الغبي اللي أرسلته أحـــــــــــــــــول .




@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@




الرياض




فيلا الجازي



في نفس اللحظات




عادت إلى حجرتها بعد أن تناولت شيئًا ما ، فتحت خزانة الملابس و التقط ما وقعت عليه يداها ، و بعد أن ارتدت ثيابها .. توجهت إلى النافذة و هي ترتب شعرها و قلبها المنقبض يتفتت من شدة الحزن ، وقعت عيناها عليه ، ارتعدت أطرافها و عقلها يستعيد ذكرى البارحة ، رفت عيناها للحظة قبل أن تحزم أمرها و تخرج من حجرتها .


.




ضرب الأرض بقدمه و هتف بحنق : إنا لله و إنا إليه راجـــــــــعـــــــــون .. ليش مقفل جوالك يا تـــــــــــــــــركيييييييييييييييييييييييي .



تأفف في ضيق شديد و جلس على العشب الأخضر و أخذ يتطلّع إلى السماء الملبدة بالغيوم البيضاء ، كانت كقطعة مخملية زرقاء اللون تزينها قطع من القطن الأبيض ، هبت ريح حركت خصلات شعره السوداء فأغمض عينيه و استنشق عبق الرياحين الذي حملته تلك النسمات ، ابتسم ..... تلك الرائحة ذكّرته بها .. شقيقته الصغرى .. عروب .



..... : ممكن لحظه ؟؟.



قطب حاجبيه في انزعاج عندما التقطت أذناه صوتها قال باقتضاب دون أن يلتفت إليها : نـــــــــعـــم ؟؟ .



سارت في خطوات متقاربة حتى توقفت أمامه قائلةً بصرامة : من حقك تكرهني .



رفع رأسه إليها ، كانت ترتدي بنطالاً من الجينز أبرز نحالة ساقيها الطويلتين و فستان هادىء أنيق أبيض اللون ، قصير الأكمام ، يصل إلى أعلى ركبتيها ، تزين أسفل صدريته شريطةً عريضة من الحرير عقدتها من الخلف ، احتوى اللباس جسدها بطريقة ناعمة و رسم رشاقة جسدها .. فزادها جمالاً ، أما شعرها البني فقد رفعته إلى الأعلى و تركت خصلات بسيطة من الأمام تحركها نسمات الهواء كيفما شاءت .



أردفت و هي تنظر إلى عينيه بشجاعة : و من حقي أسألك عن أمي .



نهض من مكانه و هو لم يحرك عينيه من عليها فتراجعت إلى الخلف عندما شعرت أنها قريبة منه أكثر مما يجب ، قال بجفاء: و مب واجب علي أجاوب عليك.



أدار ظهره لها عائداً إلى الداخل و لكنه توقف بحدة و قطب حاجبيه عندما شعر بكفها يمسك بذراعه الأيمن ، شعر برجفة جسدها فقال بهدوء : هدي يدي .. قلت لك ما عندي اجابه .



اهتز صوتها و هي تهتف بحرقة : اسمعني .. أنا ما أبغى منك شي .. و لا من عمك .. ما أبغى فلوس و لا أكل و لا ملابس بس وديني لأمي .. أبغى أشوفها ..أمي مريضه .. و .. و أخاف اني ما أقدر .. ما أقدر .. ما..



شهقت و لم تتم عبارتها بل قالت : أنا ما أدري كيف حالتها دحين .. الله يخليك .. وديني لها .. مالي غيرها في هذي الدنيا و أوعدك .. أوعدك راح أخرج من حياتك على طول .



نفض يده و تركها وحيدة دون أن ينطق بكلمة ، توقفت في مكانها مشدوهةً للحظة قبل أن تجثو على ركبتيها و الأمل في داخلها يــــنهار .. تركت العنان لدموعها ، هي رفيقتها في كل حين .. فكيف لها أن تتوقف عن الانهمار ؟؟ .




@@@@@@@@@@@@@


 
 

 

عرض البوم صور نوف بنت نايف   رد مع اقتباس
قديم 10-10-09, 07:07 PM   المشاركة رقم: 44
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 142868
المشاركات: 11,327
الجنس أنثى
معدل التقييم: نوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسي
نقاط التقييم: 3549

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نوف بنت نايف غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نوف بنت نايف المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

--------------------------------------------------------------------------------

الرياض




الشركة




مكتب أبو ياسر




30 : 10 صباحًا



جلس على المقعد المقابل لمكتب عمه بعد أن أغلق الباب : سم يا لغالي .



أغلق عمه الملف الذي أمامه قائلاً : سّم الله عدوك .



كان عزام مرتبكًا بشدة و قلبه يخفق بتوتر ، خلع أبو ياسر نظارته و سأله و هو يتطلّع إلى عينيه : مشغول شي ؟؟ .



هز عزام رأسه نفيًا : أبد و الله .



تنفس أبو ياسر الصعداء ثم قال : الحقيقه .. كنت أبي أكلمك ف الموضوع خارج الشركه بس .. غيرت رأيي .



نظر إليه عزام بترقب و الدماء تهيج في عروقه والخوف يكتسح روحه ، اتكأ أبو ياسر بمرفقيه على المكتب و شبك أصابعه ثم قال بجدية : عزام .. انت تبي عروب أو .. وافقت لجل أبوك ؟؟؟.



انتفض قلب عزام بين ضلوعه و هو يتطلّع إلى عمه ..



ماذا يقول ، بماذا يجيب ؟؟



يكذب على عمه ؟؟ ..



لا ..



إذاً ..



أي كلمة تلك التي ستخرجه من هذا السؤال العصيب ؟؟.



اغتصب ابتسامةً ثم قال : تتوقع إن أبوي ممكن يجبرني على قرار مصيري يا عمي ؟؟.



تفرس عمّه في ملامحه بدقة و غمم: ما عطيتني جواب .



وضع عزام يده خلف عنقه بحرج و قال : أجيبها لك من الآخر .. ودي أملّك بعد شهرين على الأقل .



رفع أبو ياسر حاجبيه في دهشة و ابتسم عزام في انتصار ، لم يكذب .. والده فرض عليه عروب فرضاً .. و



ليس له أن يرفض و لكنه يستطيع أن يعالج تلك الوساوس التي تحيط بها لو تحدث إليها عن قرب و تعرّف عليها أكثر .. لذلك .. يحتاج إلى فترة طويلة قبل الزواج .



وضع يده على المكتب و قال بجدية : و الله إني صادق .



هز عمه رأسه بتفهم و غمم : ما كنت أدري انك مطيور مثل أخوك .



ضحك عزام عندما تذكر نواف ، نهض عمه من مكانه و في يده ظرف أصفر .. جلس على المقعد المقابل لعزام و قال : انت تآمر باللي تبي .. لكن تدري .. جدك ماله كثير متوفي .



أطرق عزام برأسه و قال بخفوت: الله يرحمه .



أتم عمه حديثه : انتظر شوي و نملك على الورق و بكذا تتعرفون على بعض أكثر .



رفع عزام أحد حاجبيه و قلبه يخفق و قال: عمي .. أفهم إن عروب وافقت ؟؟ .



ابتسم أبو ياسر قائلاً : مبروك .



لا يدري ..



أي شعور ذلك الذي اجتاح روحه ، مشاعر مختلطة .. متضاربة .. غريبة ..



ليست فرح ..



ليست حزن ..



إذاً .. ما هي .. ؟؟ .



: عــــــزام!!.



رفع بصره لعمه : سم .



قلب أبو ياسر الملف في يده قليلاً و هو يغمم : انت ولد أخوي .. و فـ مقام ياسر .. و لو ما أعرفك و أعرف مرجلتك و شهامتك .. ما كان كلمتك فـ هالموضوع ولا وافقت أعطيك بنتي .



زوى عزام ما بين حاجبيه في حيرة و أبو ياسر يضع الملف على الطاولة الزجاجية الصغيرة بينهما و هو يقول : الموضوع اللي بكلمك فيه سر بيني وبينك .. ما تطلّعه لأحد و لو كان أبوك .



خفق قلب عزام بانفعال و الوساوس تندفع إلى عقله بشراسة و صورة فارس بابتسامته الخبيثة تلمع أمام عينيه ..



: و اش قـــــــــــــلـت ؟؟ .



نفض الأفكار عن رأسه و قد شعر بجدية الموضوع من نظرة عمه فاعتدل في جلسته و قال بصدق : وعد علي يا عمي .. سرك في الحفظ و الصون .



أشاح أبو ياسر ببصره إلى الباب و غمم : قبل فتره .. آه .. عروب تعرضت لحادث .



قبض عزام على يدي المقعد في توتر و هتف : حـــادث ؟؟!!!! .



أطرق أبو ياسر برأسه و هو يزفر: أعتقد انك انت اللي دقيت على ياسر و قلتله يتطمن عليها فـ المستودع .



اندفعت الذكريات تترا .. لتوضح لعزام الصورة أكثر فقال بحذر : ايه .



فرك عمّه يديه و هو يقول : .... لقاها .. طايحه على الأرض .. مغمي عليها .



ظهر القلق على ملامح عزام و هو يستمع إلى بقية الحديث المختنق : و بعد ما نقلها للمستشفى .. طلع



أبت الكلمات أن تخرج و تسابقت سكاكين الألم لتطعن صدره بسم الذكرى ، سأله عزام بقلق متوتر: واش اللي صار يا عمي ؟؟.



أغمض عمه عينيه بألم و قال بقهر الدنيا كلها : السواق الـ###### .. اغتصبها .



ارتد جسد عزام و اتسعت عيناه في صدمة ..


■ ■ ■ ■
: و الله خايفه عليها ..ما أدري واشبها .. عروب تغيرت .. تغيرت يا عزام .. تغيرت

■ ■ ■ ■



رفع أبو ياسر رأسه ليرى أثر الخبر على ابن أخيه و لم يسمح لنفسه بالتفكير أكثر بل التقط الظرف و مده إلى عزام : خذ .. هذا تقرير المستشفى .



نهض عزام من مقعده بلا تفكير فتبعه عمه ببصره ، حرك عزام بصره بارتباك و الصدمة لا زالت تخدر روحه و تتغلغل في حنايا قلبه ، تنحنح ثم قال بصوت مخنوق : ما يحتاج يا عمي .. انت علمتني ويكفي .



صاح عمه بصرامة : لااااااا ..



لم يرفع عزام بصره .. لا يريد .. أن تلتقي نظراته المصدومة بنظرات عمه ، وقف عمه و هو يحمل الظرف و مده مجددًا قائلاً بحسم : تآخذه .. و تقرآه .



شعره عزام بهواء الغرفة يختفي و برئتيه تشكوان الضغط و الاختناق : عـ



صرخ عمه : عـــــــــــــزااااااام .



مد عزام يده و التقط الظرف بصمت فجلس أبو ياسر و قد شعر بإرهاق ما و قال: حاس بشعورك و أدري ان الموضوع ما يهون عليك .. تذكر كلامي و حدد مصيرك .



رفع عزام رأسه فقال أبو ياسر بحزم : ما بجبرك عليها .. اذا رفضت لك كل الحق .. تفضل .



و أشار بيده إلى الباب ، حياه عزام برأسه و حث الخطى نحو الباب .. و بعد أن خرج أسبل أبو ياسر عينيه في إرهاق و هو يغمم : سامحني .. سامحني يا عزام .




@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



جده




منزل ساره




30 : 1 ظهرًا




: ســـــــــــــــــــــــــويره .. يا علك الماحي .. قوميييييييييييييييييييي .



هبت ساره من فوق سريرها بفزع واقفةً على قدميها و صرخت: هـــــــــــاه .. اشـــــــــــــفيييييييه ؟؟!!! .



نظرت جدتها إلى شعرها الذي قد يحجب أشعة الشمس من شدة انتفاشه و صاحت بغضب : قـــــصــن كـــشـــتــك يــــــــــاللي مـــــــــــــا تــــستــــــــحيـــــــن .. الـــظــهـر أقـــبــل وانــتــــي لــهــالــحــيــن راقده !! .



تأففت ساره في حنق و هي تحك رأسها بعصبية : يوووووووووووه .. جده الله يخليكِ .. أمس ما نمت بدري ..



خلييني أناااااااااااااااااااااام .



ثم استلقت و و ضعت رأسها على وسادتها مجددًا .. و : أحوووووووووووووووووووو .



صرخت بألم حينما جرتها جدتها مع أذنها لترفع رأسها عن الوسادة مجددًا : أقووووووووووول تلحلي لا أطلّع هالنوم من عويناتك يالرفله ..عــــــــــــــــــــــجلــــي .



تجمعت دموع القهر في عيني ساره و هي تنهض قائلةً : يووووووووووووووووووووووه .



ركضت إلى الحمام و هي تتمتم : دحين أبغى أفهم اش اللي جابها من الرياض عندناااااااااا .



و صرخت و هي تغلق الباب خلفها بعنف : ايييييييييييييييييييييييييييييييه .



صاحت جدتها بعصبية : طبقوا راسك ياخَبله .




.




.





في الصالة



ضحك هاني و هو يجلس على الأريكة : و عادت أيام داحس و الغبراء .. كم أتمنى لو أن صيته بنت سدّاح تقيم عندنا دهرًا .. علّها تنظف بيتنا من تلك القرده منفوشه .



و انفجر ضاحكًا ..



.......... : مين ؟؟



هب هاني من مقعده و هتف بتلعثم : هـ .. هلا و الله بالوالد .. حياك حياك .



سأله والده بصرامة ونظراته مصوبة عليه : مين قلت ؟؟ .



ضحك هاني في ارتباك : .. آه .. قصدك القرده منفوشه .. هذي الله يسلمك بنتـ .. آه .. قصدي أختي سويره .. حرم ماجد أمين الـ ***** و بنت شخصكم الكريم و



اقترب منه والده أكثر فتراجع هاني إلى الخلف و هو يتمتم: آه .. ههه .. سمّ ؟؟.



سحبه والده مع أنفه بشده ونظر إلى عينيه قائلاً : اسمها أم راشد يالثور .



ابتسم هاني في مرح عندما فهم ما يرمي إليه والده و قال بصوت مكتوم : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآه .. قصدك جدتي المصوووووووون .



ضربه والده على رأسه بخفة و هو يبتسم فانفجر هاني بالضحك و هو يتراجع للخلف ، دلفت الجدة إلى الصالة مرتكزةً على عكازها هاتفةً بعد أن التقطت الكلمة الأخيرة : واشبها جدتك ؟؟ .



توجه منصور إلى والدته و الابتسامة تعلو وجهه: يا هلا يا هلا بالغاليه أم الغالي .



قبل يدها باحترام ثم اعتدل و هو يمسك بيدها و يقودها لمقعدها قائلاً : واشلونها أم راشد اليوم ؟ .



أجابته و هي تجلس على المقعد الوثير: تحمد الخالق .. أنا ما علّني غير ذيك البقره النايمه .



انفجر هاني بالضحك و والده يمسك ضحكته التي كادت أن تفلت و هو ينظر إلى ابنه الذي احمر وجهه ، هتف : فز و هات القهوه و التمره .



هب هاني من مقعده فورًا و هو يحاول أن يدافع قهقهته : تآمر أمر .




.




.




خرجت ساره من حجرتها و سارت و هي مطرقة برأسها و ...



.. : بــــــــييييييييييييييييييييييييـــب .



التفت إلى الخلف متسائلةً : نــــعم ؟؟!!!!.



كان هاني يقف أمامها و بين يديه صينية القهوة و حولها الفناجين الزجاجية الصغيرة المذهبة الأطراف ، بجوارها صحن التمر قال بسخرية: زحّـفي يالدبه .. يالله الطريق يتحمل واحد و انتي آخذه المكان كله .



عقدت يديها أمام صدرها و هتفت: دبه في عينك .. شوف نفسك بعدين تكلم .



تأفف و مر من جوارها و : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه .



صرخت و أخذ تقفز من شدة الألم : يا حماااااااااااااااااااااااااااااااااااااار .



ضحك في انتصار و هو يركض بالصينية : تستاهليييييييييييييييييييييييييين .



جلست على الأرض و رفعت رجلها لتنظر إلى إصبعها الأكبر الذي لُف بقطعة من الشاش الأبيض عضت على شفتها و الدموع مترقرقة في عينيها و همست تحدث إصبعها : معليش يا حبيبي .. معلييييييييييش ..أيييييييييي .. و الله يعور .



........ : سويــّــــــــــر ؟؟!!!!!!!!!.



رفعت رأسها و أجابت بألم : هـــلا أمــــــــــــــــــي .



اقتربت والدتها منها و سألتها بقلق : اشبك ؟؟ .



تحدثت في حنق : الدبه المنفوخ هانيوووو اللي يفقع كرشه دعس على اصباعي التعباااااان ..أييييي .



شهقت والدتها و وضعت يدها على صدرها هاتفة : أعوذ بالله منك يالمطفوقه لا تدعين على أخوك .



صاحت ساره في ألم : عــــــــورنييييييييييي .



قالت أمها و هي تحث الخطى نحو الصالة: أقول قومي .. أبوكِ يبغاك ضروري .



أخذت ساره تأن في ألم : أيييييييييي .. طيب هانيووووو يالـ



: ســـــــــــــــــــــــــــــــــوييييييييييييييي ييييييييييييييييره .



هبت من مكانها فزعة : حاااااااااااااااضر .



.



.




تقدمت من والدها و قبلت رأسه و يده قائلةً: كيفك يا باباتي ؟؟.



قطبت جدتها حاجبيها في انزعاج و هتفت باستنكار : واشّـــــــــو ؟؟ .



تنهدت ساره في ضيق فضحك هاني قائلاً : سويره ..لازم تبرمجين مخك و تحولينه لقاموس جدّاوي نجدي .



ضربته جدته على رأسه و صاحت : بـــس انــت كــنـك بــقــره مــا غيــر تــفـزفـز .



ابتعد هاني عنها و وقف على قدميه هاتفًا : أحووووو .. الظاهر يا جدتي انتي تروحين الرياض من هنا و أنا ع المستشفى من هنا .. الله المستعاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااان .



صاحت جدته بعصبيه و هي تلوح بعصاها : اترك عنك خبالك ثم اجلس بقربي .



رفع يديه أمام وجهه في استسلام و هتف : لااااااااا يالغاليه تسلمين ..هذي جائزه كبيره مره إن أجلس بجنبك و في غيري كثير يستحقونها ..



ورمق ساره بنظرةٍ جانبية و هو يحرك حاجبيه ثم وضع يده على صدره و أردف مخاطبًا جدته : لكن أنا تهمني روحي الصراحه .



و انفجر بالضحك حينما رماه والده بعلبة المنديل و هو يهتف بمرح : انقلع يا تـــنكه و سوي اللي قلت لك عليه .



تحرك هاني إلى الخارج هاتفًا : حاااااااااااااااضر .



هزت الجده رأسها في أسف وغممت: الله يخلف عليك يا وليدي .. ذا حمار ينطح موب رجال .



نظرت ساره إلى والدها و سألته : بابا .. ناديتني ؟؟؟.



أجابها والدها بابتسامة و هو يعتدل في جلسته : اليوم خـــالـك أحــمــد جاي يتعشى عندنا و قلت أعزم عمانك و حريمهم بالمره .. اش رايك ؟؟ .



رفعت ساره حاجبيها بفرحة و قالت : اللي تشوفه .



تحدثت إليها والدتها : أجل يلا على السياره .. يبغالي مقاضي كثيره عشان العزومه .



أومأت ساره برأسها و هي تنهض من مكانها : أبشري يا ماماتووووووووو.




@@@@@@@@@@@@@@@@



جده




القصر




00 : 4 عصرًا


بقميصه الأزرق الذي زاده جمالاً على جماله لانسجامه التام مع لون عينيه ، و بنطاله الأسود الملائم لجسده الصغير ، كان يجلس أمامها على الأرض و يتطلّع إليها في حيرة بريئة فضحكت في مرح : يا قلبووووووووووووو .



نظر إليها في .. براءة .. فزاد ضحكها عن ذي قبل و أخذت تقرص وجنتيه بسعادة : ياااااااااااااااااااااااااااي .. قمااااااااااااااااااااااااااااااار .



ضحك بخفة مجاريًا لها .. يظنها لعبة جديدة من ألعابها !!



كان الشحوب الخفيف بادٍ على محياه الصغير لكثرة الفحوصات و الاختبارات التي أجريت له ، انقبض قلبها حزنًا عليه ثم ما لبثت أن نهضت من مكانها و هي تمسك بيده هاتفة : يلا .. خلينا نطلع نتمشّى في الحديقه و نلعب كوره .



سار معها و الممرضة خلفهما .. تحسبًا .. لأي طارئ .





.




.




.





و عندما وطئت قدماها أرض الحديقة ، واستنشقت الهواء بعمق رغم حرارة الجو ، نظرت إلى العصافير التي تطير في عمق السماء .. تحلق دونما قيود ، كم تمنت لو أنها .. طائر ، علّ قيود الألم تتركها .. حرة ..



ابتسمت لنفسها ثم نظرت إلى البراء الذي يراقب كل ما حوله بعين الفضول و هتفت : يلا يـ



.. : مـــس جوري .



التفت جوري إلى الوراء و إذ بإحدى الخادمات تقف خلفها بزيها العملي الأنيق ، أجابتها جوري : نعم ؟؟ .



تقدمت منها الخادمة و قالت باحترام : في تلفون .



قطبت جوري حاجبيها و هتفت: تلفون ؟؟ .



ثم أخرجت هاتفها المحمول من جيبها و قالت: جوالي معايا .. ليش ما دقوا عليه ؟؟.



هزت الخادمة كتفيها بتساؤل فطرحت عليها سؤالها بحيرة: مين طيب ؟؟ .



أجابتها الخادمة : آه .. هدا رجال .. قول .. فين مس جوري ؟؟ .



تسلل القلق إلى نفس جوري و قالت: رجال ؟؟ مين هذا الرجال ؟؟ .



عادت تنظر إلى البراء الذي يقف أمام بركة السباحة و هو يمسك بيد الممرضة ، لوحت للممرضة و هتفت : انتبهي له تمام .. أنا شويه وراجعه .



أومأت الممرضة برأسها و هي تطمئنها ببضع كلمات و من ثم تبعت جوري الخادمة إلى الداخل .




@@@@@@@@@@@@@



جده




المستشفى




في نفس اللحظات



دلف أحمد إلى إحدى الحجرات بعيدًا عن إزعاج الممر و أغلق الباب خلفه في هدوء لتنقطع الأصوات التي أتت من خلفه ، كان النور مطفئًا و لا يضيء الحجرة سوى خيوط الشمس التي تسللت عبر فتحات الستائر المعدنية ، جلس على الطاولة المقابلة للأريكة ثم شبك أصابع يديه و صمت لعدة لحظات كأنه يخشى .. أن يخدش صرح السكون .



همس يخاطب المستلقي أمامه : كيفك دحين ؟؟ .



تنهد المستلقي بحرارة و أجاب هامسًا : بخير .



لم يحرك ساكنًا و لم يرفع ساعده عن عينيه بل اكتفى .. بالصمت .



أطرق أحمد برأسه و الألم ينهش قلبه ، يشعر بحزن كبير على حال توأم روحه .. شقيقه الذي لم تلده أمه ، شقيقه الذي لم يشعر بالوحدة إلا من بعد فراقه ، شقيقه الذي شاطره كل شيء طوال سنوات مضت ، شقيقه الذي كان .. و مازال .. جزءًا لا يتجزأ من روحه ، مد يده و وضعها على ساعد تركي و قال بخفوت : قوم .. توضا .. وادعي ربك .. ادعي الرحيم اللي يسمع شكواك .



نهض تركي من مكانه .. مشيحًا بوجهه عن أحمد ثم سار إلى النافذة و جرّ حبلها ليرتفع ستارها المعدني ، أخذ يتأمل الناس بالخارج ..



رغم أنها المستشفى .. لكنهم يبتسمون ، يضحكون .. هذا مع أبنائه و هذا مع شقيقه و آخر مع والده و هناك الذي يسند أمه ..



يا الله ..



كيف يبتسمون رغم المرض ؟؟ .



كيف تظهر الابتسامة على شفاههم بكل أريحية دون تصنع .. كيف ؟؟ .



تمتم من بين شفتيه : الله يرحمك يالغالي ..... الله يرحمك ...، من بعدك ما شفت الراحه .. ولا عرفت للسعاده طريق .



تطلّع أحمد إليه و عقله حائر في هذا الوسيم ؟؟!! ..



ربـــــــــاه!! ..



أيعقل .. بعد كل ما لاقاه من ذلك الأب من قسوةٍ بعد زواجه الثاني .. يقول هذه الكلمات؟؟!!! .



و يبدو أن تركي قد قرأ الأفكار التي تدور في رأسه ، فقال بخفوت : فــقـدت الأم يا أحمد .. و مهما صار يبقى أبويه و أنا قطعة منه .. يكفيني الحنان اللي أعطاني اياه قبل زواجه و قبل .. وفاته بفتره بسيطه .



نهض أحمد من مكانه ثم توقف خلفه و وضع يده على كتفه قائلاً بحزم حاني : تركي .. لو السعاده كلها متعلقه بإنسان .. كان كل واحد عاش تعيس بعد موت عزيز عليه .. الدنيا تمشي يا تركي .. و احنا نمشي معاها إلين يجي الأجل .



و زاد من ضغطه على كتفه ينشد بث المزيد الطمأنينة إلى نفسه المرهقة : هذي دار ابتلاء و عمل .. لا راحة لمؤمن حتى يضع قدمه اليمنى في الجنة .



تراءت أمام عيني تركي صورة عمر و الدماء التي أغرقت صدره فتعالى خفقان قلبه و قبض على أصابعه حتى اصفرت و تمتم بضيق حانق: زوجة أبويه بغت تقتلني ..لكن .. ربي ستر .



هز أحمد كتفيه و قال مبررًا : طبيعي جدًا بما إنك كشفت لعبها ، غير كذا .. جوري عندك و يمكن هذا اللي تبغاه .. إنها تآخذها .



زفر تركي في حرارة و مسح وجهه بكفه و هو يقول : ما أتوقع إن هذا مطلبها .. تعاملها مع جوري كان سطحي و من وين لوين تسأل عنها ، غير كذا أنا أعطيتها كل حقها من الورث .. اش تبغى أكثر ؟؟.



عقد أحمد يديه أمام صدره و قال : يمكن القصر ؟؟.



ابتسم تركي في سخرية : هه .. عندها اللي يجيب زيه .



استدار أحمد عائدًا إلى الأريكة و جلس عليها و هو يقول : أجل انتا تقدر تجاوب على سؤالك بنفسك .



أومأ تركي برأسه و غمم : اللي زيها ما يكفيه شي .. و لا يشبع من الفلوس ،لازم تتأدب و أنا اللي راح أأدبها بنفسي .. و الله ما أغفر لها حركتها اليوم .



تذكر خطأه القديم ، و طرده لأحمد و ابتعاده عنه .. لا لشيء .. سوى أنه الوحيد الذي قد يؤثر عليه بكلماته ليغير رأيه في ما يتعلق بأعمامه و جده و .. مرام .



لا ينكر أن تلك الكلمات البسيطة التي اعترض بها على مخططه قد أدت مفعولها .. لذلك فضل الابتعاد حتى ينفذ كل ما في رأسه دون تشويش .



التفت إلى أحمد و قال بنبرة يشوبها الندم : سامحني .



ابتسم أحمد على الفور و هتف : على ايش أسامحك يالأهبل ؟؟ .



أشاح تركي بوجهه بعيدًا و قال : على انفجاري فيك قبل ثلاث سنوات و هدمي لكل شي كان بيننا .



هز أحمد رأسه في اعتراض و قال : ما صار إلا الخير ، انتا كنت متضايق فـ هذاك الوقت .. و أنا جيت وضغطت عليك زياده ..عادي .. أهوه .. رجعنا مره ثانيه و لا كأن شي حصل .. رجعلك أخوك الغثيث أبو .. الدراسه تقول .



تبادلا النظرات للحظة ، نطقاها معًا ( الدراسة تقول ) فانفجر أحمد بالضحك و شاركه تركي بابتسامة مرحة ، و لكنها تلاشت عندما تعالى صوت هاتفه المحمول ، أخرجه على الفور و هتف : ألو .



..................... : أستاذ تركي ؟؟ ..



أجابه تركي على الفور : هلا دكتور .



تحدثت الطبيب في توتر : المريضه .. تنازع !!!!!




@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@






جده




القصر




02 : 4 عصرًا



سارت خلف الخادمة حتى وصلت إلى الغرفة المنشودة ، دلفت إليها وحدها ثم توجهت إلى سماعة الهاتف و قالت : ألو .



قطبت حاجبيها عندما سمعت صوت الرنين الطويل و هتفت : اش هذا .. ما في أحد ؟؟.



اقشعر جسدها عندما سمعت صوت قفل الباب من خلفها استدارت برعب و شهقت بصدمة : أمـــــــــيييييييييي !!!!!!!!!! .



ابتسمت والدتها بسخرية و هي تنظر إليها بنظرات حاقدة قائلةً: ايييييوه .. أمك يا حبيبتي .. أمك اللي نسيتيها و جلستي عند الكـــــــــلـ* اللي اسمه تركي .



تراجعت جوري إلى الخلف في هلع و هي تنظر إلى والدتها ، بعباءتها الضيقة المزركشة التي ترسم فتنة جسدها و مساحيق التجميل التي زينت وجهها و أظفارها الطويلة بطلائها الأحمر الصارخ .



انتفض قلب جوري بين ضلوعها و هي تهتف بخوف: لا يا ماما .. و الله أنا أحبك .. و الله أحبك .. بسسس .



صرخت والدتها بعصبية و هي تقترب منها : بــــــــــس اييييش ؟؟؟ هـــاه .. عـــــــــلــمـيـني ايييييش ؟؟ .



تساقطت دموع الرهبة من عيني جوري و هي تهتف بصوت مخنوق و جسدها يرتعد : ماما .. أنـ .. أنــ ..



اقتربت منها والدتها أكثر حتى التصقت جوري بالجدار ، ثم همست بحنق : انــتـــي ايش؟؟ .



بكت جوري في ألم : أنا أحبك .. بس انتي .. انتي .. خنتي بــــابــــــــااااا



شهقت جوري من قوة الصفعة التي أحرقت وجهها ، شهقت و هي تحس بروحها تكــاد تخرج من بين ضلوعها ، صرخت ساميه و هي تجر شعر ابنتها بقسوة : يا حــــــــــيوانـ* .. أبـــــــــــــوكِ ماااات .. مااااااات .. و التراب فييييييييييه .. عارفه يعني ايه و التراب فيه ..الـــكلــــ* الـــــــــــزفــ* .. اللــــــــي كــتــب كـــل ثــــــروتــه بـــاســم هذاك الـــــــــــــمــجنـــــــــــــون و أنــــــــا مـــــــــا كــتــبــلي إلا الفتافيت .. أنـــــــا أســوي اللي أبغاه .. وانـــــــتـــي مــــــــالـــــــــــك الـــــــحــــــــق تــفـــتــحــيــن فـــمــك .. ولا تـــعــتــرضــيــن عـلـــى شــــــــييييي ..فـــــــــــااااااااهمه .



بكت جوري في ألم شديد و هي تضع يديها على جانبي رأسها و صاحت: خلااااااااااااااااااااااص يا ماما .. سيبيينيييييي .. الله يخليك سيبيني .. آآآآآآآآآآآآآآآآآه



ضربتها ساميه على وجهها و رأسها حتى أردتها على الأرض و لم تكتفِ بل واصلت تعذيبها الشرس بقدمها: أنا أوريك .. أنا أورييييييك يا خـــــر* .. يـــا وصـــخــه ، تـــفــضــلـيـن هــــذاك الـــــــــحيـــوا* عـــلــيا أنـــا .. عـــــــــــلى أمــــــــك يــــا كــــــــــــــلـ** .



صاحت جوري في مراره و هي تحاول أن تحمي جسدها: بااااااااااااااااااااااااااااس .. خلااااااااص .. الله يسعدك يكفيييييييييييييييييييييييييييي .



صفعتها مرة ثالثه



و رابعة ..



و خامسة ..



و بقسوة أكبر صرخت : قــــــــــفلــي فـــمــك الله يـــــــــآخــذ روحــــــك .. انــتـــــــــي أصـــلاً مــا مــنـك فـــايــده زي التراب على جزمتي .



غطت جوري وجهها بكفيها و أخذت تأن في مرارة ، طعم الدموع يملأ جوفها و قلبها ينزف جرحًا .. لن يندمل .




جرتها سامية مع يدها بجفاء و هي تزفر في حرارة و قالت : تمشين دحين معايا وانتي ما تشوفين الدرب .. و راح أوريكِ كيف تنسين أمك مره ثانيه .. يـــــلاااااا .




@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@





 
 

 

عرض البوم صور نوف بنت نايف   رد مع اقتباس
قديم 10-10-09, 07:15 PM   المشاركة رقم: 45
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 142868
المشاركات: 11,327
الجنس أنثى
معدل التقييم: نوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسي
نقاط التقييم: 3549

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نوف بنت نايف غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نوف بنت نايف المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

جده




مطار الملك عبد العزيز




في نفس اللحظات



هتف في صدمة : نـــــــــــــــــعـــــــــــــم ؟؟!!! .



أتاه الرد من الطرف الآخر : هذا اعترافهم يا أستاذ تركي .. اسمه ياسر بن مشاري الـ *****



ارتجفت يد تركي التي تحمل الهاتف من هــــــــــول الــصـــدمــــة ..



ما هذه المصادفات التي تجمعه بأعمامه حتى في أحلك الظروف ؟؟!!!!!!!!!!!!..



... : أستاذ تركي ؟؟!! .



نفض الأفكار عن رأسه و قال: معاك يا محسن .. خلاص أن أتكفل بالباقي .. تسلم و ما قصرت مع السلامه .



أغلق هاتفه و هو يتذكر اتصال أبو فيصل .. و اتصالات ياسر التي كان يتجاهلها ، ضغط زر الاتصال بسرعة و هو يحرك رجله في توتر : ألو .



هتف ياسر في حنق : بدري .. كان طولت شوي .



قبض تركي على كفه بغيظ و قال : ياسر .. اخلص وقلي .. تساهير عندك ؟؟.



هتف ياسر متسائلاً بحنق : انت واش علاقتك بالموضوع ؟؟ .



تحدث تركي على عجل عندما سمع نداء الطائرة : بسرعه الحقني انتا وهيا على تبوك .. أمها حالتها سيئه .. تلاقينا في مستشفى (#############) غرفه 2014.



و أغلق السماعة قبل أن يسمع الرد .




@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



جده




منزل ساره




00 : 8 مساءً



ضحكت في مرح و هي تستمع إلى خالها : مجنووووون و الله مجنوووووووون .



رشف أحمد رشفةً من فنجان القهوة قبل أن يقول : تسلمين يا هبلونه على حسن اختيار العبارات .



ضحكت مرة أخرى : اش أسويلك .. في أحد يسوي لوحده تعاكسه كذاا ؟؟.



وضع أحمد فنجانه على الطاولة الزجاجية الصغيرة و غمم: هذي الشرايح لازم تتعاملين معاها كذا و لا راح تتمادى أكثر .



ضحكت ساره مره أخرى : يا الله .. ماني قادره أتخيل شكلها .



غير أحمد دفة الحديث و هو يلتفت إليها: إلا خطيبك جاي اليوم ؟؟.



احمرت وجنتاها خجلاً و أخذت تلعب بأصابعها : آه .. ايوه .



ابتسم أحمد في حنان : الله يا لقرده منفوشه .. كبرتي وملّكتي .



صاحت في قهر : خالليييييييييييييي .. الله يسعدك غير اللقب .. و الله فشله .. تخيل ماجد يعرفه.



ضحك أحمد هاتفًا: و مين قلك ما عرفه .. أصلاً من يوم ما وقع على الكتاب و هاني جنبه و



: مبروك عليك قردتنا منفوشه .



التفت كلاهما إلا هاني الذي دلف إلى الحجرة صاحت ساره في عصبية و هي ترمي عليه وسادة زرقاء صغيرة : يا حماااااااااااااااااااااا* .



ضحك أحمد و هاني معاً فاحمرت وجنتا ساره من شدة الغضب و هتفت : طيب .. أنا أوريكم .



و هبت من مكانها و هي تشيح بوجهها بدلال قبل أن تغادر الحجرة مسرعة ، هتف هاني مداعبًا بصوت مرتفع و بصره على الباب : قـــــــرووود الطايف يسألون عنك يا منفوشه يقولون جدتنا الشمطاء متى بتجي ؟؟.



وضحك و هو يجلس إلى جوار خاله : هلا و الله ببو حميد .



ضربه أحمد على كتفه قائلاً : هلا فيك هانيووه .



اقترب منه هاني أكثر و همس بنظرة خبيثة : إلا على حكاية الزواح .. هاه .. ما نويييييييييييييت ؟؟ .



رفع أحمد أحد حاجبيه و هتف: ليش اللقـــــــــــــــافه ؟؟.



عقد هاني يديه أمام صدره و تحدث بأسلوب مسرحي حزين : لأن الوالده الله يسلمك رافضه ترمينا في الـــجــــحر الذهبي إلين حضرت جنابكم الكريم يستطلعه أول و بعدين يجي دورنا .



ابتسم أحمد بسخرية و قال بصوت حزين: يا الله لهذي الدرجه تبغى تتزوج ؟؟؟.



أمسك هاني ياقة ثوبه بكفيه و صاح بانفعال : أبغى أموووووووووووت طــــفشتتتتت ..طفششششششششت يا عااااااااااااالم يا نااااااااااااااااااااااااس .. ليش ما أحد يفهم .. أبـــــــــــــــــــــــــغى أتــــــــــــزوج .. تفهم يعني ايه أبغى أتزو



كمم أحمد فمه و أنفه بيده و هو يقول مؤنبًا: يا قليل الدسم انتا ما تستحي على وجهك .. دوبك في الـ20 سنه و تفكر في الزواج .. خلص دراستك أول بعدين تكلم .



رفع هاني إصبعه محاولاً الاعتراض و لكن يد أحمد منعته من الكلام و هو يردف بذات الأسلوب : و لا كـــــــــلـــمــه .. هذا الموضوع شيله من راسك دحين و ركز على دراستك .. فــــــــــــــــــــــهــــــــــمت؟؟ .



أومأ هاني برأسه في استسلام فرفع أحمد يده ليشهق هاني بقوة يلتقط الهواء : أعووووووووووووووذ بالله مـــــــــــنــك يا عبقرينو .



أسند أحمد ظهره للخلف و قال بهدوء : اذا ما لقيت وظيفه محترمه تصرف منها على نفسك ما راح تعيش في هذا الزمن .



تحدث هاني باندفاع : أبويه موجود و



ضربه أحمد على رأسه بخفة مقاطعًا : الله يخليلك إياه و يطول بعمره .. بس محد دايم لأحد.



مسح هاني موقع الضربة و هتف بتوجع : أحووووه .. الظاهر جدتي عدتك .. فيروس الضرب منتشر في البيت بقووووه .



رمقه أحمد بنظرةٍ جانبية مغممًا : عدّل هبالتك و ما راح تنضرب .



شهق هاني في هلع : أعوووووووووووووذ بالله .. حتى الرد نفسسسسسسسسسسسسه .



ابتسم أحمد و هو ينظر إلى ساره التي دلفت و في يدها صينية الشاي و قال : حيا الله العروسه و الله .



أشاحت بوجهها في دلال و وضعت ما في يديها على الطاولة فضحك أحمد : زعلتييييييي يا سويره .. خلاص حقك عليا و أنا خالك .



جلست و أخذت تسكب الشاي و هي تقول بحنق: لا يا حبيبي .. مو أنا اللي تضحك عليها بكلمتين .



أمسك أحمد كفها فنظرت إليه واجهتها ابتسامته الساحرة و هو يقول : طيب عشان خاطري .



ضحكت رغمًا عنها فترك أحمد يدها و تراجع للخلف : دحين أراضيك يالمطفوقه و تضحكين .



حرك هاني يده باتجاه وجهه ينشد المزيد من الأكسجين : أعووذ بالله الجو خنقه .. الظاهر حتى فيروس الخبال منتشر .



رمقته ساره بنظرةٍ شرسة فهب هاني من مقعده هاتفًا: أعوذ بكلمات الله التامات .. أسنفر بحياتي أحــــــــسن.



.. و لم يشاهدا إلا غباره ..



التفتت ساره إلى خالها و سألته باسمة و هي تمد له فنجان الشاي : خالوووو .. أحس وجهك منور اليوم على غير العاده .



أخذ أحمد منها الفنجان و قال براحة : واحد .. بدت إجازتي .. اثنين .. عشان قلبي ارتاح .



قطبت ساره حاجبيها و هتفت متسائلة : ارتاح ؟؟ .. اش قصدك ؟؟.



رفع أحمد بصره إليها و قال : قابلت تركي .



اتسعت عيناها في صدمة و سقط الكأس من يدها : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآه..



انسكب الشاي على ساقها و قدمها فهب أحمد عندما سمع صرختها و صاح : اشــــــــــــــــــبببــــك مــــــــــــا تـــــشــــــوفـــيـــن ؟؟ .



أخذت تقفز من شدة الألم : آآآآآآآآآي .. انـــــــــــــــــكـــب عــــــــــلى رجــــــــليييييي .



أمسكها مع يدها و ركض برفقتها إلى دورة المياه هاتفًا : تـــــــــعــالي غسليها بسرعه .



.



.




عضت على شفتها بألم و هي تضع رجلها تحت الماء البارد صاح أحمد مناديًا من عند الباب: هانــــــــي هــــات الــــــــــــعـــــــــــســل بــســـرعــــه .



التفت إلى ساره و الدموع مترقرقة في عينيها و قال بمرح: الله يالدلع .. هذا كله عشان حرق ..لا تخافين يا ستي .. العسل إن شاء الله ما راح يبقي و لا أثر .. و راح يبرّده كمان .



بلعت ريقها و تمتمت بألم : يعني رجعتوا أصحاب .. انتا .. وذاك الحقير؟؟ .



قطب أحمد حاجبيه في غضب و هتف : ايـــــــش ؟؟ .



التفتت إليه ساره و هتفت في حده : انتا ما تدري انه تزوج ؟؟ .



علت الصدمة وجهه و همس بعد لحظة : تـــــــــــــــــــــــــــزوج ؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!




@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



الرياض




فيلا أبو نواف




حجرة عزام




30 : 9 مساءً




مستلقٍِ على سريره في حجرته المظلمة .. بصره معلق بالسقف و عقله يدور بين الذكريات ..




■■■■



: و .. و .. فارس .




: فــــــــــــــارس و اشــــبــه .




: كان يتحرش فيها .




~




: عزام دق على ياسر.




: ليش ؟؟ ..




: اممم , عَروب نزلت المستودع من حول النص ساعه و ما شفتها رجعت , قله يتطمن عليها..




: الله , اللي يقول أول مره تنزل المستودع , مو المهبّل حقينها هناك..




~




: بعض الناس رجّوني يبونك تطمن على بنت عمي المصون في المستودع



■■■■




انقلب على جانبه الأيمن في عصبية ..



كانت تعاني ..



تعاني في تلك اللحظات ..




■■■■



عروب تعرضت لحادث .




: حـــادث ؟؟!!!! .




: السواق الـ###### .. اغتصبها .



■■■■




اعتصر الوسادة بين يديه و عيناه مغمضتان بألم ، شعر برئتيه تضيقان حتى أضحى تنفسه صعبًا ، اعتدل جالسًا و ألقى الوسادة على الأرض في عصبية ، مد يده و أشعل ضوء المصباح المجاور للسرير ، فتح الدرج تحت رف المصباح و التقط المظروف الأصفر ، فتحه .. التقط الورقة و انتقلت عيناه بين الأسطر ..



و المرارة .. تكتسحه .. أكثر .. فأكثر ..



و الغصة تغرس أنيابها في حلقه ..



لأنه .. تذكرها ..



قرأ شيئًا تعلق بها ..



يدرك جيدًا .. أن ضيقه و همه لا يتعلق بموضوع الاغتصاب فحسب ، بل كذلك بفارس و تحرشه بها ..



ما العلاقة التي تربطهما ؟؟هذا جل ما يشغل تفكيره و يؤرق نومه ، زفر في حرارة و هو يمسح على وجهه بكفيه و همس : يالله .. صدمه ورا صدمه .. واش وضع هالبنيه بالضبط ؟؟!!!.



أخذ يضرب رأسه بكفه كأنه عاجز عن التفكير ، و عروقه تنبض و تنبض ، هز رأسه بحنق ثم أعاد الظرف إلى مكانه و نهض إلى دورة المياه ، توضأ ثم خرج ، وضع سجادته على الأرض و همس من أعماق قلبه : الملجأ عند علاّم الغيوم .




@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



جده




المستشفى




في نفس اللحظات



خرجت من الحجرة و الحزن يكسو ملامحها المغطاة بحجابٍ بالكاد يُظهر حدقتيها و التي تضع عليهما طبقة أخرى من الغطاء عندما تكون في حضرة الرجال .. خرجت خلفها طبيبة أخرى و أغلقت الباب ، التفتت الأولى إليها و قالت بخفوت : آخر كلامك يا دكتوره مروه .



أجابتها مروه : بصي .. أنا عاينت القرح .. و بما إنه مر أكتر من أسبوع و ما افتكرتش حاقه و تأكدنا من الامتحانات الشفويه و الكتابيه اللي عملتيها و اختبار الدم .. فـ .. مركز الزاكره اتضرر من الإصابه ، بئى واضح قدًا إنه فقدان زاكره .



زفرت وسن في حرارة و هي تحتضن نفسها بيديها و قالت : يا قلبي عليها ، أكيد إنها عانت كثير قبل الحادث يعني يمكن جاتها صدمات كثيره و ضغوط نفسيه و هذا أثر كمان على حالتها.



لوحت الطبيبة بيدها هاتفةً : ممكن طبعًا .. المهم .. لازم قوزها يقي بئه عشان نخبرها بالتشخيص الأخير فـ وقوده .. دا هوا الاقراء الرسمي .. و كمان ما فيش داعي إنها تقلس فـ المستشفى أكتر من كدى ، وقودها معاه راح يساعدها أكتر .



عضت وسن على شفتها و هي تومئ برأسها و قالت : أنا راح أكلمه بنفسي .




@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



تبوك




المستشفى




في نفس اللحظات



ركض في الممر .. ركض و طيف عادل لا يفارق عينيه ..




■ ■ ■ ■ ■



ربيع الأول




1426 هـ




.



.




نطق بصعوبة : تـ..تركي .



ضغط تركي على كفه و هتف : أنا جنبك يا عادل جنبك .



دفعه الطبيب جانبًا و صاح : حــــالـــتـــه صـــعـــبــه ..اخــــــرج مــــــــن الـــــــــغــــرفــــه .



احتقن وجه تركي و هو يحاول العودة للسرير ، حاولوا أن يخرجوه و لكنه كان لهم بالمرصاد و هو يصيح : أقـــــــــــــــــلــكــم ســـــيبونييييييي .. ســــــــــيبوني عـــــنــــــــــــــــــــــــــده .



هتف الطبيب المتدرب في توتر و هو يمسكه مع كتفيه : أخـــــوي .. عارف إنه صديقك بس وضعه حرج الآن .. اطـــــــــــــــلـع .



صاح تركي بحنق و هو يدفعه بقوة إلى الخلف ليصطدم بطاولة الأدوات و يسقط معها على الأرض ،صرخ الطبيب المعالج في عصبية: طـــــــــــــــــــــلـــعوووووووه .



اندفع ثلاثة ممرضون آخرين نحو تركي و



شهق أحد الأطباء في فزع و هو ينظر للأجهزة و صاح : انــــــــــــــخـــفـــاض كـــــــــبــيــر فــــي الـــــمـــعـــدلات .



توقف الجميع دفعةً واحدة و هم يتابعون الشاشات التي ترصد نبضات القلب .. و مستوى التنفس .. وتخطيط الدماغ .



حاول الطبيب جاهداً أن يتدارك الموقف و هو يحرك يديه على جسد عادل بسرعة : عيسااااااااا الإبره.



أخذ عادل يشهق .. و يشهق ، يحاول أن يلتقط شيئاً من الأكسجين ، بدت الدموع تتجمع في عينيه و شريط حياته يمر أمامه ..



ركض تركي نحوه و قلبه يكاد يخرج من بين ضلوعه صرخ : عـــــــــــــــــــــــــــادل .



أمسكه مع يده و هتف بانفعال شديد : عـــــادل .. عــــادل .. لا .. لا تـــســيــبنا وتـــروح .. عــــادل .. عــــــــــــــــــااااااادل .



حرك عادل شفتيه بصعوبة و لم يصدر أي صوت و لكن تركي تمكن من قراءة شفتيه ( أهــــلــي ) ..



ترقرقت الدموع في عيني تركي و ارتعدت فرائصه فصاح في حرقة: لا تـــــخــــاف .. أنـــــا مــــوجـــود .



و



تهاوى رأس عاد دفعة واحدة و تعالى صوت جهاز القلب معلنًا .. توقفه ..



صرخ تركي في ألم : لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا .



تجمعت الدموع في عينيه و هو يهتف : عــــــــــــــــااااااااااادل .



أمسكه الممرض مع كتفيه على الفور و جره إلى الوراء و الطبيب يشحن جهاز الصدمة الكهربائية بحك القطعتين معًا و صاح : بــــــــــــــــــــعــدوا .



و ضغط بالقطعتين على صدر عادل فاندفع جسده إلى الأعلى من شدة الصدمة و القلب لا يزال متوقفًا ، شحنه الطبيب أخرى في توتر أكبر و هتف : يــــــــــــــــااااااااااااااااارب .



و صعق به عادل للمرة الثانية و اندفع جسده للأمام كذلك مرةً أخرى ..



و ثالثة ..



و رابعة ..



و ..



لا استجابة ..



تهاوت يدا الطبيب و نظر إلى الساعة مغممًا في حزن : ............. وقت الوفاة 30 : 2 صباحًا ......



هبط سكون مخيف على الحجرة ..



شقه ..



صراخ تركي ..



صرخ فقدًا لروحه ..



صرخ فقدًا لرفيق دربه ..



صرخ .. ألمًا .. و حرقةً .. و صدمةً ..



صرخ ..



و هو ينظر إلى جسد عادل الساكن ..



و وجهه الشاحب ..



الذي لا يحمل أي معنىً للحياة ..



اندفع نحو السرير و هو يصيح : عــــــــــــــــــادل ..



و ضمه إلى صدره ..



يشعر بحرارةً جسده التي تتلاشى شيئاً فشيئاً ..



ضمه ..



و دموعه تغرق صدر عادل ..



شعر بيدين على كتفه ، و صوت أحمد الباكي الذي وصل للتو ينساب في أذنيه : تركي .. اذكر الله يا تركي .



لم ينطق تركي بكلمة ..



بل اكتفى بضمه ..



ضمة الوادع ..



ضمة الفراق ..



لن يعود ..



لن يرجع ..



لن يراه مرةً أخرى ..



لن يسمع صوته ..



لن يفرح لضحكه ..



لن يشكي له بعد اليوم ..



لن يعود ..



لن يرجع ..



انتهت ..



انتهت رحلته في هذه الدنيا ..



انتهت رحلته في هذا العالم ..



و انتقل ..



إلى رحمة ربه ..



انتقل ..



إلى ضمة أخرى ..



انتقل ..



إلى ..



ضمة القبر ..



انتقل إلى ..



حياة أخرى ..



حياة البرزخ ..



.



انتقل ..



تاركًا خلفه .. أمًا مريضة ..



و أختًا حزينة ..



و طفلاً .. يتيمًا ..




■ ■ ■ ■ ■





: دكـــــــــــــــــتــــــــــــــور .



التفت الطبيب إلى تركي و هتف : أستاذ تركي .. الحمد لله .. تفضل بسرعه .



ركض تركي إلى داخل الحجرة و وقف خلف الستارة هاتفًا : أم عــــــــــــــــادل !! .



تحدث إليه الطبيب الذي لحقه في توتر : أستاذ تركي خلاص معاد عندها القدره على الكلام ، عيونها بس اللي تتحرك .



تحدث إليه تركي في عصبية و هو يلتفت إليه : كيف قلتلي إنها تنازع ؟؟.



قال الطبيب مهدئًا : حالتها كانت جدًا حرجة .. صابتها كتمه شديده و كان صعب عليها تتنفس .. ما تحسن وضعها إلا قبل ساعه .



خرج تركي مسرعًا من الحجرة و ضغط زر الاتصال على ياسر ..



~ مغلق ~



أخد يسير في الممر ذهابًا و إيابًا و هو يهمس من أعماق قلبه : يا رب .. يا رب توصل بنتها بدري .. يا رب .



كان متوترًا جدًا جدًا ..



** البراء **



ضرب رأسه بكفه في حنق و هتف: يالله .. كيف نسيت أجيبه .. كييييييييييييييييييييف؟؟!!!!!! .



تعالى خفقان قلبه من شدة العصبية فضغط زر الاتصال على جوري ..



~ مغلق ~



قطب حاجبيه في ضيق و همس : هذي أنا كم مره قلتلها لا تقفلين جوالك ؟؟؟.



اتصل مرةً أخرى ..



~ مغلق ~



اتصل على المنزل ..



~ لا رد ~



مديرة الخادمات ، على الحراس .. أيضًا لا مجيب .



تصاعد القلق في نفسه و هو يضغط زر الاتصال على ممرضة البراء : عفوًا إن الهاتف المطلوب



قطع المكالمة و رفع يده إلى جبينه و هو يهمس بقلق : يا رب سترك .



لم يبق إلا هي .. مرام ..



وضع السماعة على أذنه و هو يسير في توتر ..



رنه ..



رنتان ..



ثلاثة ..



و : ألو .



قطب تركي حاجبيه و هتف : عمّــــــــــــــــــار!!!!!!!!!



رد عليه عمّار بصوت منخفض : إيوه .



تحدث إليه تركي على عجل : مرام وين ؟؟ .



سأله عمّار في استنكار : مرام ؟؟ .. تسأل عن مرام ؟؟ .



صك تركي على أسنانه بغيظ : اخللص .. وينها ؟؟ .



أجابه عمّار ببرود : نايمه .



تحدث إليه تركي بطريقة مماثله : خلي وحده من الخدامات ترد على التلفون .



قال باقتضاب : احنا خرجنا من القصر .



سأله تركي في عصبية : متى ؟؟ .



أجابه عمّار متجاهلاً عصبيته : من الظهر.



أغلق تركي السماعة في غضب و يده ترتجف من القهر ، تحرك في عصبية هامسًا : أرسل واحد من الشركه .. لا .. أحــــــــــــمد .



.. و اتصل عليه ..




@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@




يُـــــــــــــــــــــــــــتـــبـع


.

 
 

 

عرض البوم صور نوف بنت نايف   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة زهور اللافندر, ليلاس, اللافندر, الجنين, القسم العام للقصص و الروايات, عبرات, عبرات الحنين كاملة, قصه مميزة, قصه مكتملة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:41 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية