كاتب الموضوع :
نوف بنت نايف
المنتدى :
القصص المكتمله
~ بــــــــــــــــــــــعـــــد شـــــــــــــــــهـــــــرين ~
___
~ الـــــــــــــســـــــــــــــــبــــــــــــــــ ـــــــــت ~
جده
منزل هديل
00 : 1 ظهرًا
وضعت الملعقة في حوض الماء بعد أن أذابت بها السكر ، ثم حملت كوب الشاي و توجهت إلى حجرة الجلوس ، جلست على الأريكة البنفسجية القابعة في صدر الحجرة ثم و ضعت الكوب الساخن على الطاولة الصغيرة أمامها و التقطت الجريدة الملقاة جانبًا ، شهقت في ذعر عندما وقعت عيناها على أحد الأخبار الرئيسية، و ارتجف لسانها في حلقها و هي تلتهم الكلمات التي ُخطت التهامًا
(الحكم بالسجن (0 2) عامًا على رجل الأعمال السعودي حسن ناصر الـ******)
اهتزت الجريدة في يديها من فرط الانفعال و هي تحاول أن تستوعب المقروء ، قلبت الصفحات بتوتر شديد حتى وصلت إلى صفحة الخبر الكامل ، تمتمت بهلع و عيناها تنتقلان بسرعة بين السطور: تزوير أوراق خاصه بمصارف وسندات شركات سعوديه ..تزوير بصنع صكوك محرفه عن الأصل .
خفق قلبها بصدمة و وضعت يدها على شفتيها و هي تتابع المكتوب بخفوت : و مازال البحث قائمًا عن شريكيه مسعود فايز الـ ***** .. و مراد سعود الـ ***** .
انتفضت عندما سمعت صوت الهاتف ركضت إليه و القلق يفتك بقلبها التقطت السماعة و هتفت : ألو .
وصل إليها صوت مازن المتسائل: قريتي الجريده ؟؟!!!! .
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
الرياض
الشركة
00 : 9 مساءً
خرج من مكتب والده و أمارات الضيق بداية على وجهه سار بعجل و عقله يوشك على الانفجار من شدة التفكير ، ففارس لم يرجع حتى الآن و لا زال مختفيًا !!! .. و الآن والده يجبره على السفر لمدة أسبوعين خارج الرياض ، ماذا إن عاد فارس و هو هناك ؟؟ كيف سيواجهه بالأمر الذي يخنق أنفاسه و يؤرق نومه ؟؟ كـ
... : ياهوووووه .. اللي مآخذ عقلك يتهنى به .
التفت إلى مصدر الصوت و قال بنبرةٍ خاوية : هلا عزام .
اقترب منه عزام و هو يقلده في سخريه : هلا عزام .. أعوذ بالله خليتني أكره اسمي ..امشي يا النكدي .
و جرّه مع يده ، أخذا يسيران في صمت إلى جوار بعضهما البعض و لم ينبس كلاهما ببنت شفه و عندما استقلا المصعد و أّغلق عليهما الباب التفت إليه عزام و هتف : خيييييير .. وجهك يحوم الكبد .
ابتسم ياسر في مرارة و غمم : أبد .. بس أبوي أجبرني على دورة تبوك .
عقد عزام يديه أمام صدره و هو يخرج من المصعد و قال ببساطة: طيب .. وين المشكله .. ميب أول دوره تروحلها .. بعدين هي كلها أسبوعين .
زفر ياسر في حرارة و قال بخفوت : عزام .. آسف .. بس طيارتي بعد ساعه .. مضطر امشي .
و غاد المكان ، تبعه عزام ببصره في دهشة و من ثم قال : أقص يدي يا ولد عمي لو ماكان وراك شي .
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
جده
القصر
في نفس اللحظات
وضعت يدها على النافذة الزجاجية و عيناها الحزينتان تعانقان القمر ، لاح شبح ابتسامة على شفتيها لتظهر غمازتها .. و هي تتذكر ..
■ ■ ■
1410هـ
نزلت مع السلالم البسيطة إلى ساحة المنزل الخارجية ، توقفت للحظة و هي ترفع رأسها للسماء ، دققت النظر في البدر المنير ثم التفتت إلى والدتها و قالت ببراءة : ماما .. ليه القمر لونه أبيض ..؟؟.
ابتسمت والدتها التي تجلس على عتبة الدرج و قالت : لا .. القمر مو أبيض .. القمر لونه زي لون هذي الحجره .
و أشارت إلى حصاةً متوسطة الحجم ملقاة على البلاط ، نظرت رهف إلى الحجرة الصغيرة ثم سارت على أقدامها الصغيرة و التقطتها و هي تهتف متسائلة: هذي ؟؟ .
أومأت والدتها برأسها ، نقلت رهف نظرها بين القمر و الحجرة الصغيرة في يدها ثم التفتت إلى والدتها في حيرة و هتفت: مو زيها !!!.
ضحكت والدتها في مرح قائلةً: ايوه يا قلبي .. عشان الشمس ساعدت القمر .. و أعطته من نورها.
رفعت رهف حاجبيها في فرحة و هتفت : الشمس تساعد القمر .
أومأت والدتها برأسها مجددًا..
: يا مـــــــــــــلــــــــــــعونـ*
■ ■ ■
أغمضت عينيها بسرعة تغلق على ما تبقى من الذكرى ومسحت دمعة متمردة انسابت على خدها .
............ : السلاااام عليكم .
غيرت معالمها الحزينة بسرعة إلى ابتسامة ترحيب و التفتت إلى الخلف قائلةً : و عليكم السلام .
اقتربت منها مرام و هتفت: هاه .. كيف القمر اليوم ؟؟ .
ابتسمت رهف و ضمت مرام و هي تجيبها بصدق : الحمد لله بخير .. لأنك جنبي يا أحلى مروووومه .
ابتسمت مرام بدورها و هي تربت عليها ، ثم ابتعدت عنها و وضعت كفها على و جنة رهف و هتفت بفرح : لاااااا .. الآثار بدت تخف .. و شويه و يرجع وجهك الفنااااان .
حركت رهف كتفيها و قالت : بفضل الله ثم دكتورتك .
سارت مرام باتجاه الثلاجة الصغيرة و هي تقول بحماس : قلتلك .. ممتاااازه .. خاصةً في التجميل .
فتحتها و أخذت كوبين من المثلجات ثم أغلقت الثلاجة برجلها و هي تقول : حتى قصة وصبغة شعرك الجديدة خطيره ما شاء الله .. يلا.. خلينا نبدا السهرة .
ابتسمت رهف و قالت مازحة : برضك على العسكريم .
ضحكت مرام و هي تقدم لها أحد الكوبين و قالت : عاااااااااااد إلا العسكريم ما أقدرعليه .
جلستا على الأريكة و تناولت رهف قضمة من المثلجات ثم نظرت إلى مرام و همست: آه .. ميمي .
رفعت مرام رأسها عن الكوب و هتفت : هلا .
حركت رهف شفتيها بارتباك قبل أن تتمتم: أنا .. خايفه .
ربتت مرام على كتفها مشجعةً و قالت : قلتلك لا تخافين .. أنا مخططه للموضوع تمام .
و عندما .. لاحظت تردد رهف ، رفعت حاجبيها و قالت : و لاّ .. تبغين تجلسين هنا ؟؟؟.
نظرت إليها رهف بحيرة و هي تضع الكوب و الملعقة على الطاولة : لـ .. لا ..بـ .. بس على الأقل لو آخذ إذنه .
صاحت مرام في قهر و هي تلوح بالملعقة: رهففففففففففففف لا تخليني أذبحكِ ...بعد كل اللي سواه فيكِ .. كمان تبغين تآخذين اذنه الكلـــــــــــ* .
هزت رهف رأسها في حيرة أشد و هي تحرك خصلات شعرها البني القصير ثم هتفت بضيق : ما أدريييييي .
و نهضت من مكانها عائدةً إلى النافذة ... مضت لحظة صمت ، حارت فيها حدقتا مرام ، و جمعت فيها رهف طاقتها لتقطعها بصوتها الرقيق : بعد كل اللي صار .. تأكدت انه مو سهل و ممكن يكشفنا فـ أي لحظة .. لكن .. لو حاولت أتكلم معاه يمكن أقدر أليّن قلبه شويه و
قاطعتها مرام بفجاجة: أقلك يا عمتي رهيف .
التفتت إليها رهف في تساؤل ،أردفت مرام حديثها باندفاع : الأخ الفالح اللي تبغين تكلمينه له شهر ما عتب باب القصر .. مختفي حضرة جنابه و لا أدري فين .. وبعدين .. اش الجبن حقك هذا ..
ثم صاحت بقهر و هي تقبض كفيها : يووووووووووووووه .. لا .. و تتكلمين عنه بكل رقة والتــــــــــــــراب فيه .
أغروقت عينا رهف بالدموع و هتفت بصوت متهدج : مراااام .. انتي ما عشتي اللي عشته .. أنـ.. أنا .. في شي انكسر جوتي مخليني أخــــــاف .. أخاف من كل شي .. كل ما أتذكرها .
وضعت يدها على جانبي رأسها في انهيار و صاحت من بين دموعها : السلك و الضرب .. و الألم و الخوف .. و موت رائد و جاسم .
بكت في مرارة و هي تغمض عينيها : .. أضعف .. أضعف .
هبت مرام من مكانها و احتوتها بين ذراعيها و هي تتذكر كيف مر على رفيقتها الشهران السابقان و هي طريحة الفراش .. التعب الجسدي تلاه التعب النفسي الشديد عندما علمت بوفاة أخيها .. و .. ابن خالتها .
لم تتحسن حالتها إلا منذ يومين فقط ، بفضل الله ثم شقيقتها هديل التي كانت تحدثها بالهاتف يوميًا لتصّبرها وتشجّعها .. وتبث الطمأنينة في نفسها ، استطردت رهف من بين دموعها الغزيرة و هي تشهق : انتي عارفه اني ما جبت لهديل أي سيره عن موضوع الضرب أو أي كلام دار بيني و بينه .. كل اللي قلتلها إني ما أشوفه .. و .. بس حابسني ف القصر .
لم تصدق مرام ما سمعت ، أمسكت رهف مع كتفيها و ابتعدت عنها لترى وجهها و صاحت: لــــــــــــــيــش؟؟!!!!!!!!!!!!.
تحدثت رهف بألم و هي تمسح دموعها بأصابعها المرتجفة: مـ .. ما قدرت .. اش أقلها ؟؟ .. عذّبني و إلين دحين ماني متأكده من السبب ؟؟ .. يكفيها همها .. أزيدها ليه .. ؟؟.
لم تدر مرام بم تنطق ، خفق قلبها عندما شعرت أن رهف ستطرح سؤالاً ما ، في الأيام السابقة و طوال الشهرين الماضيين لم توجه لها رهف إلا سؤالاً واحدًا .. طبيعة العلاقة التي تربطها بتركي و كانت إجابة مرام (خالة أبوه .. و السبب فـ فرق العمر إن حمده زوجة أبو خالد كانت أختي من أبويه .. يعني أنا من أم ثانيه )
.
كانت رهف غاضبة لأنها أخفت عنها هذا الموضوع و لكن مرام شرحت لها باختصار الحال بينها وبين تركي ( سطحي جدًا و متوتر جدًا.. جدًا ) ربما هذا ما جعل رهف تسكت عن الموضوع و الآن شعرت مرام بالاختناق خاصةً عندما أمسكت رهف بكفيها و سألتها بكل حيرة الدنيا و ألمها : ليش تركي تزوجني .. ليش يعاملني بهذي الطريقه ؟؟ .
اختلج قلب مرام بين ضلوعها وهي تجيبها سريعًا : رهف .. أنا صحيح واجهته بالموضوع و ليه خطبك و سوى اللي سواه .. لكنه .. لكنه صدني بكل قوة ، قلتلك من أول إنه علاقتي معاه سطحية ..تتوقعينه يعلمني بشي خاص زي كذا .
هتفت رهف باستنكار : شي خاص ؟؟ .
أومأت مرام برأسها و هي تحرر يديها و تشيح بوجهها : زواجه شي خاص فيه و لو حاولت أسأله راح يردني بلسانه الحاد .
تطلّعت رهف إليها و هي تعود لتجلس على الأريكة و قالت بتوجس : متأكده إنك ما تعرفين ولا شيء .. و لو بسيط .
امتقع وجه مرام و أطرقت برأسها للحظة و هي تحرك قدمها و قالت : تبغيني أدورلك .. و أتقصّالك عن الموضوع ؟؟ .
هتفت رهف بلهفة : ايوه .
هزت مرام رأسها موافقة و هي تشعر براحةٍ بسيطة لأنها أخرجت نفسها من الموضوع لهذه اللحظة و قالت : خلاص .. أعطيني يومين .. و أنا أحاول أجيبلك أجوبه تشفي غليلك بطريقتي الخاصة.. و أكثر من كذا .. ما أقدر .
ثم رفعت رأسها إلى رهف و تطلعت إلى عينيها الباكيتين : معليش .. معليش يا فوفو .. أنا حاسه فيكِ .. حاسه .. بس .. .. يعني .. انك تشردين .. هذا هوا الحل الوحيد .
هزت رهف رأسها نفيًا و قالت : لا .. خلاص .. راح أصبر .
تراجعت مرام إلى الخلف في صدمة و هتفت : يعني راح تتخلين عن فكرة الهرب ما تبغين تشردين منه؟؟!! .
عادت رهف إلى النافذة الزجاجية و هي تقول بصوت متهدج : ايوه .. آسفه يا مرام عارفه انك تبغين تساعديني .. بس .. ما أقدر أشرد منه و أنا عارفه انه راح يطاردني .. و أنـ .. أنا بصراحه خايفه على أهلي .. و الأهم .. ما أقدر أطلع بدون إذنه .. خلاص .
ثم ابتسمت بسخرية مريرة و هي تردف : صار زوجي .
قبضت مرام على كفها بحنق و التزمت الصمت ، أجبرت رهف نفسها على الابتسام و قالت تغير دفة الموضوع : كيفها جوري ؟؟.
لم تتقبل مرام تراجع رهف عن الهرب و لكنها أجبرت نفسها على التجاهل و هتفت و هي تمسك بملعقتها : بخييييييييييييييير .. مطفوقه هذي البنت و على نياتها .
سارت رهف باتجاهها و قالت : من كثر ما كنتي تحكيني عنها .. نفسي أشوفها .. بس .. الظروووف .
سألتها مرام بلهفة : اش رايك تشوفينها دحين ؟؟ .
حملقت رهف بعينيها و هتفت بدهشة : مجنونه انتي ؟؟ .
زمجرت مرام بعصبية و تناولت قضمة كبيرة من المثلجات و أخذت تتحدث : امممم .. الله يآخذه المعفن .
بلعت اللقمة و أردفت بعصبية أكبر و هي تلوح بالملعقة : عااادي .. أقلها انك حرمته .. وان المجرم كفَـ
قاطعتها رهف على الفور : لااااا .. مراام .. لا تشوهين صورة أخوها قدامها .
رمقتها مرام بنظرةٍ شرسة ، فحركت رهف يدها مهدئةً : لا تجرحين قلبها ، من كلامك هيا شايفه أخوها قدوه ..و شي كبير .. لا تحطمينه قدامها ، هيا مالها ذنب فـ اللي يسير .. راح تهدمين انسانة بيدك .
زفرت مرام في غيض و هي تتأفف ، ثم قالت : أقول تعالي و كملي عسكريمك لا يسيح .
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
تبوك
المنزل الشعبي
30 : 10 مساءً
مسحت دموعها الغزيرة و هي تنظر إلى الحرق المعلّم في ذراعها ، نهضت من مكانها و هي تتألم ، وقفت أمام جهاز التكييف و وضعت يدها أمام مخرج الهواء علّ جزيئاته الباردة تطفئ اشتعال بشرتها ، أطرقت برأسها و طعم الدموع يملأ جوفها ، أخذت تتذكر كيف سكب زوج والدتها كوب الشاي على ذراعها بكل بساطه و الضحكة الخبيثة مرسومة على شفتيه الغليظتين ، مسحت وجهها بيدها السليمة و هي تتمتم : يا خساره كلمة عمي اللي أقولها .. لكن كله عشانك يا أمي .
ثم همست : يا رب .. يا أرحم الراحمين ..يا أكرم الأكرمين .. فرج عني .. فرج عني يا كريم .
.. : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
انتفضت في رعب من قوة الصرخة و ركضت إلى خارج الحجرة و هي تصرخ : أمـــــــــــــيييييييييي!!!!! .
.. :لااااااااااااااااااا تـــــــــــــســــــــــــــــــــــــاهيييييير .
دلفت تساهير إلى حجرة والدتها المريضة و صرخت بهلع : أمـــــــــــــــــــــــــــــــــي .
كان طلال ينهال على أمها ضرباً بقدميه و يديه وهو يصيح بحنق : يالملعــو** .
و الأم تنتفض كالطير الجريح تحت وطأة ضربه ، ركضت تساهير نحو زوج والدتها و أخذت تجره بعيداً عن والدتها وهي تصرخ : بـــــــــــعّــــد .. بــــــــــــــــعــــد يا مجرم بـــعــــــــــــد .. يــــــكّفـــــي اللي كـــنــت تـــــســوييييه .
دفعها بقسوة و هو يصيح : انـــــــقــــــــــــلـــعـــــي .
اصطدم ظهر تساهير بحافة المقعد الخشبي فصرخت من شدة الألم و سقطت على الأرض ، واصل طلال تعذيب جسد والدتها و هو يصيح : تــــكــــــــلــمــي .. تـــــكـــلــمـي يــــالــحــيـوا** .. وين الفلوس اللي ترسلها الجمعيه لكم ويــــــــــــنــها ؟؟
أخذت الأم تتنفس بصعوبة و هي تشير بإصبعها : مـ .. مـ .. تـ
أخذ يجرها مع شعرها و هو يصيح : مـــــا .. ايـــــــــــــــش .. ايييييييش ؟؟.. آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه .
التفت إلى الخلف لينظر إلى سبب ذلك الألم و إذ بتساهير خلفه و قد طعنته بالسكين في ظهره و هي ترتجف من هول الموقف ، أخرجها من ظهره ببساطة فشهقت وتراجعت إلى الخلف عندما رأته قادماً نحوها و هي تلعن غباءها الذي جعلها تحضر سكينًا صغيرة لم تخترق إلا القليل من جسده الغليظ الضخم .
أخذت تبكي في حرارة و هي تتراجع : لاااااااااا .
جرها مع شعرها بعصبية شديدة وصاح: عـــــــــلـــى ويــــــــيييييين ؟؟.
كان ثوبه قد امتلأ بالدماء من الخلف نظرت إليه في رعب ، هزها بقوة و هو يرفع السكين إلى وجهها و يصيح : يالــــــــــحيوا** .. هـــــــــــذي آخـــــــرتها تــــــــطـــعــنـيني ..تطعنيني يا بــــــــنــت الــكـــلـ* .
انتفضت في رعب عندما قرّب السكين من عنقها و هو يصيح : طــــــيـــب ..دحـــيـــن أوريـــكِ كـــيف الـــطــعــن .
و الأم تصرخ بكل ذعر الدنيا : لااااااااااااااااااااااااااا .. بـــــــــــــنــــــــتيييييييييييييي!!!!!!
أغمضت تساهير عينيها و هي تتشهد ، لامست السكينة عنقها فتلطخ بدمائه ثم .. ألقاها على الأرض و هو يهتف بسخرية : ولاا .. نسيت اني راح أستفيد منك ..عشان كذا في طريقة أحسن .
وجذبها إلى صدره .. صرخت في اشمئزاز فقبض على ذقنها بيده و قرّب وجهها من وجهه حتى شعرت بأنفاسه الكريه تلفح وجهها ، لم تعد قادرة على النطق أو الصراخ و الغصة تخنقها من شدة الذعر و : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه .
ترددت صرختها المعذبة حينما عض وجنتها بأسنانه و أخذ يعتصرها بين فكيه و هي تصرخ من شدة الألم و تركله برجلها : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه .
و عندما شعر بطعم الدماء في فمه تركها و ألقاها على الأرض و أخذ يضرب رأسها في المقعد الخشبي و هو يصرخ : ذوقـــــــــــــــي .. ذوقـــــــــــــــي يالـ######.
ألقاها على الأرض مجددًا بكل قوته ثم اعتدل واقفًا و أدخل يده في جيبه ، كانت تساهير تنظر إليه من عينيها الشبه مفتوحتين و لكن الصورة مشوشة أمامها ، أدموع هي أم دوار من شدة الضرب ؟؟ .
شعرت به يمسكها مع شعرها و يرفع رأسها عن البلاط و هي ضائعة في ذلك الضباب المحيط بها ، ذلك الضباب الذي يخنقها و يكتم على أنفاسها كأنها .. تموت ، شعرت به يضع شيئًا في جوفها ، شيءٌ ما ذاب من غزارة الدموع التي تملأه ، و بكمية من الماء تندفع خلفه ، سعلت بشدة و آلام رهيبة تشتعل في صدرها و حلقها ، حاولت أن تستنشق كمية من الهواء علّها تنجو من هذا الاختناق ، هزت رأسها رفضًا و ألمًا و هي تجاهد لرفع رأسها و التنفس ، شعرت بصفعة شديدة على وجهها أردتها طريحة الأرض ، مالت برأسها على الجهة اليمنى و شعور الغرق يخيم عليها أكثر فأكثر ، لمع في عينيها لون أسود .. لون ثوب أمها المريضة التي تجلس على مقربة .. تقوست شفتاها من مرارة الحزن و العجز الذين يكبلان حركتها ، أغمضت عينيها بضعف و انكسار .. و تاهت بين الظلمات .
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
تبوك
00 : 11 مساءً
--------------------------------------------------------------------------------
~ بــــــــــــــــــــــعـــــد شـــــــــــــــــهـــــــرين ~
___
~ الـــــــــــــســـــــــــــــــبــــــــــــــــ ـــــــــت ~
جده
منزل هديل
00 : 1 ظهرًا
وضعت الملعقة في حوض الماء بعد أن أذابت بها السكر ، ثم حملت كوب الشاي و توجهت إلى حجرة الجلوس ، جلست على الأريكة البنفسجية القابعة في صدر الحجرة ثم و ضعت الكوب الساخن على الطاولة الصغيرة أمامها و التقطت الجريدة الملقاة جانبًا ، شهقت في ذعر عندما وقعت عيناها على أحد الأخبار الرئيسية، و ارتجف لسانها في حلقها و هي تلتهم الكلمات التي ُخطت التهامًا
(الحكم بالسجن (0 2) عامًا على رجل الأعمال السعودي حسن ناصر الـ******)
اهتزت الجريدة في يديها من فرط الانفعال و هي تحاول أن تستوعب المقروء ، قلبت الصفحات بتوتر شديد حتى وصلت إلى صفحة الخبر الكامل ، تمتمت بهلع و عيناها تنتقلان بسرعة بين السطور: تزوير أوراق خاصه بمصارف وسندات شركات سعوديه ..تزوير بصنع صكوك محرفه عن الأصل .
خفق قلبها بصدمة و وضعت يدها على شفتيها و هي تتابع المكتوب بخفوت : و مازال البحث قائمًا عن شريكيه مسعود فايز الـ ***** .. و مراد سعود الـ ***** .
انتفضت عندما سمعت صوت الهاتف ركضت إليه و القلق يفتك بقلبها التقطت السماعة و هتفت : ألو .
وصل إليها صوت مازن المتسائل: قريتي الجريده ؟؟!!!! .
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
الرياض
الشركة
00 : 9 مساءً
خرج من مكتب والده و أمارات الضيق بداية على وجهه سار بعجل و عقله يوشك على الانفجار من شدة التفكير ، ففارس لم يرجع حتى الآن و لا زال مختفيًا !!! .. و الآن والده يجبره على السفر لمدة أسبوعين خارج الرياض ، ماذا إن عاد فارس و هو هناك ؟؟ كيف سيواجهه بالأمر الذي يخنق أنفاسه و يؤرق نومه ؟؟ كـ
... : ياهوووووه .. اللي مآخذ عقلك يتهنى به .
التفت إلى مصدر الصوت و قال بنبرةٍ خاوية : هلا عزام .
اقترب منه عزام و هو يقلده في سخريه : هلا عزام .. أعوذ بالله خليتني أكره اسمي ..امشي يا النكدي .
و جرّه مع يده ، أخذا يسيران في صمت إلى جوار بعضهما البعض و لم ينبس كلاهما ببنت شفه و عندما استقلا المصعد و أّغلق عليهما الباب التفت إليه عزام و هتف : خيييييير .. وجهك يحوم الكبد .
ابتسم ياسر في مرارة و غمم : أبد .. بس أبوي أجبرني على دورة تبوك .
عقد عزام يديه أمام صدره و هو يخرج من المصعد و قال ببساطة: طيب .. وين المشكله .. ميب أول دوره تروحلها .. بعدين هي كلها أسبوعين .
زفر ياسر في حرارة و قال بخفوت : عزام .. آسف .. بس طيارتي بعد ساعه .. مضطر امشي .
و غاد المكان ، تبعه عزام ببصره في دهشة و من ثم قال : أقص يدي يا ولد عمي لو ماكان وراك شي .
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
جده
القصر
في نفس اللحظات
وضعت يدها على النافذة الزجاجية و عيناها الحزينتان تعانقان القمر ، لاح شبح ابتسامة على شفتيها لتظهر غمازتها .. و هي تتذكر ..
■ ■ ■
1410هـ
نزلت مع السلالم البسيطة إلى ساحة المنزل الخارجية ، توقفت للحظة و هي ترفع رأسها للسماء ، دققت النظر في البدر المنير ثم التفتت إلى والدتها و قالت ببراءة : ماما .. ليه القمر لونه أبيض ..؟؟.
ابتسمت والدتها التي تجلس على عتبة الدرج و قالت : لا .. القمر مو أبيض .. القمر لونه زي لون هذي الحجره .
و أشارت إلى حصاةً متوسطة الحجم ملقاة على البلاط ، نظرت رهف إلى الحجرة الصغيرة ثم سارت على أقدامها الصغيرة و التقطتها و هي تهتف متسائلة: هذي ؟؟ .
أومأت والدتها برأسها ، نقلت رهف نظرها بين القمر و الحجرة الصغيرة في يدها ثم التفتت إلى والدتها في حيرة و هتفت: مو زيها !!!.
ضحكت والدتها في مرح قائلةً: ايوه يا قلبي .. عشان الشمس ساعدت القمر .. و أعطته من نورها.
رفعت رهف حاجبيها في فرحة و هتفت : الشمس تساعد القمر .
أومأت والدتها برأسها مجددًا..
: يا مـــــــــــــلــــــــــــعونـ*
■ ■ ■
أغمضت عينيها بسرعة تغلق على ما تبقى من الذكرى ومسحت دمعة متمردة انسابت على خدها .
............ : السلاااام عليكم .
غيرت معالمها الحزينة بسرعة إلى ابتسامة ترحيب و التفتت إلى الخلف قائلةً : و عليكم السلام .
اقتربت منها مرام و هتفت: هاه .. كيف القمر اليوم ؟؟ .
ابتسمت رهف و ضمت مرام و هي تجيبها بصدق : الحمد لله بخير .. لأنك جنبي يا أحلى مروووومه .
ابتسمت مرام بدورها و هي تربت عليها ، ثم ابتعدت عنها و وضعت كفها على و جنة رهف و هتفت بفرح : لاااااا .. الآثار بدت تخف .. و شويه و يرجع وجهك الفنااااان .
حركت رهف كتفيها و قالت : بفضل الله ثم دكتورتك .
سارت مرام باتجاه الثلاجة الصغيرة و هي تقول بحماس : قلتلك .. ممتاااازه .. خاصةً في التجميل .
فتحتها و أخذت كوبين من المثلجات ثم أغلقت الثلاجة برجلها و هي تقول : حتى قصة وصبغة شعرك الجديدة خطيره ما شاء الله .. يلا.. خلينا نبدا السهرة .
ابتسمت رهف و قالت مازحة : برضك على العسكريم .
ضحكت مرام و هي تقدم لها أحد الكوبين و قالت : عاااااااااااد إلا العسكريم ما أقدرعليه .
جلستا على الأريكة و تناولت رهف قضمة من المثلجات ثم نظرت إلى مرام و همست: آه .. ميمي .
رفعت مرام رأسها عن الكوب و هتفت : هلا .
حركت رهف شفتيها بارتباك قبل أن تتمتم: أنا .. خايفه .
ربتت مرام على كتفها مشجعةً و قالت : قلتلك لا تخافين .. أنا مخططه للموضوع تمام .
و عندما .. لاحظت تردد رهف ، رفعت حاجبيها و قالت : و لاّ .. تبغين تجلسين هنا ؟؟؟.
نظرت إليها رهف بحيرة و هي تضع الكوب و الملعقة على الطاولة : لـ .. لا ..بـ .. بس على الأقل لو آخذ إذنه .
صاحت مرام في قهر و هي تلوح بالملعقة: رهففففففففففففف لا تخليني أذبحكِ ...بعد كل اللي سواه فيكِ .. كمان تبغين تآخذين اذنه الكلـــــــــــ* .
هزت رهف رأسها في حيرة أشد و هي تحرك خصلات شعرها البني القصير ثم هتفت بضيق : ما أدريييييي .
و نهضت من مكانها عائدةً إلى النافذة ... مضت لحظة صمت ، حارت فيها حدقتا مرام ، و جمعت فيها رهف طاقتها لتقطعها بصوتها الرقيق : بعد كل اللي صار .. تأكدت انه مو سهل و ممكن يكشفنا فـ أي لحظة .. لكن .. لو حاولت أتكلم معاه يمكن أقدر أليّن قلبه شويه و
قاطعتها مرام بفجاجة: أقلك يا عمتي رهيف .
التفتت إليها رهف في تساؤل ،أردفت مرام حديثها باندفاع : الأخ الفالح اللي تبغين تكلمينه له شهر ما عتب باب القصر .. مختفي حضرة جنابه و لا أدري فين .. وبعدين .. اش الجبن حقك هذا ..
ثم صاحت بقهر و هي تقبض كفيها : يووووووووووووووه .. لا .. و تتكلمين عنه بكل رقة والتــــــــــــــراب فيه .
أغروقت عينا رهف بالدموع و هتفت بصوت متهدج : مراااام .. انتي ما عشتي اللي عشته .. أنـ.. أنا .. في شي انكسر جوتي مخليني أخــــــاف .. أخاف من كل شي .. كل ما أتذكرها .
وضعت يدها على جانبي رأسها في انهيار و صاحت من بين دموعها : السلك و الضرب .. و الألم و الخوف .. و موت رائد و جاسم .
بكت في مرارة و هي تغمض عينيها : .. أضعف .. أضعف .
هبت مرام من مكانها و احتوتها بين ذراعيها و هي تتذكر كيف مر على رفيقتها الشهران السابقان و هي طريحة الفراش .. التعب الجسدي تلاه التعب النفسي الشديد عندما علمت بوفاة أخيها .. و .. ابن خالتها .
لم تتحسن حالتها إلا منذ يومين فقط ، بفضل الله ثم شقيقتها هديل التي كانت تحدثها بالهاتف يوميًا لتصّبرها وتشجّعها .. وتبث الطمأنينة في نفسها ، استطردت رهف من بين دموعها الغزيرة و هي تشهق : انتي عارفه اني ما جبت لهديل أي سيره عن موضوع الضرب أو أي كلام دار بيني و بينه .. كل اللي قلتلها إني ما أشوفه .. و .. بس حابسني ف القصر .
لم تصدق مرام ما سمعت ، أمسكت رهف مع كتفيها و ابتعدت عنها لترى وجهها و صاحت: لــــــــــــــيــش؟؟!!!!!!!!!!!!.
تحدثت رهف بألم و هي تمسح دموعها بأصابعها المرتجفة: مـ .. ما قدرت .. اش أقلها ؟؟ .. عذّبني و إلين دحين ماني متأكده من السبب ؟؟ .. يكفيها همها .. أزيدها ليه .. ؟؟.
لم تدر مرام بم تنطق ، خفق قلبها عندما شعرت أن رهف ستطرح سؤالاً ما ، في الأيام السابقة و طوال الشهرين الماضيين لم توجه لها رهف إلا سؤالاً واحدًا .. طبيعة العلاقة التي تربطها بتركي و كانت إجابة مرام (خالة أبوه .. و السبب فـ فرق العمر إن حمده زوجة أبو خالد كانت أختي من أبويه .. يعني أنا من أم ثانيه )
.
كانت رهف غاضبة لأنها أخفت عنها هذا الموضوع و لكن مرام شرحت لها باختصار الحال بينها وبين تركي ( سطحي جدًا و متوتر جدًا.. جدًا ) ربما هذا ما جعل رهف تسكت عن الموضوع و الآن شعرت مرام بالاختناق خاصةً عندما أمسكت رهف بكفيها و سألتها بكل حيرة الدنيا و ألمها : ليش تركي تزوجني .. ليش يعاملني بهذي الطريقه ؟؟ .
اختلج قلب مرام بين ضلوعها وهي تجيبها سريعًا : رهف .. أنا صحيح واجهته بالموضوع و ليه خطبك و سوى اللي سواه .. لكنه .. لكنه صدني بكل قوة ، قلتلك من أول إنه علاقتي معاه سطحية ..تتوقعينه يعلمني بشي خاص زي كذا .
هتفت رهف باستنكار : شي خاص ؟؟ .
أومأت مرام برأسها و هي تحرر يديها و تشيح بوجهها : زواجه شي خاص فيه و لو حاولت أسأله راح يردني بلسانه الحاد .
تطلّعت رهف إليها و هي تعود لتجلس على الأريكة و قالت بتوجس : متأكده إنك ما تعرفين ولا شيء .. و لو بسيط .
امتقع وجه مرام و أطرقت برأسها للحظة و هي تحرك قدمها و قالت : تبغيني أدورلك .. و أتقصّالك عن الموضوع ؟؟ .
هتفت رهف بلهفة : ايوه .
هزت مرام رأسها موافقة و هي تشعر براحةٍ بسيطة لأنها أخرجت نفسها من الموضوع لهذه اللحظة و قالت : خلاص .. أعطيني يومين .. و أنا أحاول أجيبلك أجوبه تشفي غليلك بطريقتي الخاصة.. و أكثر من كذا .. ما أقدر .
ثم رفعت رأسها إلى رهف و تطلعت إلى عينيها الباكيتين : معليش .. معليش يا فوفو .. أنا حاسه فيكِ .. حاسه .. بس .. .. يعني .. انك تشردين .. هذا هوا الحل الوحيد .
هزت رهف رأسها نفيًا و قالت : لا .. خلاص .. راح أصبر .
تراجعت مرام إلى الخلف في صدمة و هتفت : يعني راح تتخلين عن فكرة الهرب ما تبغين تشردين منه؟؟!! .
عادت رهف إلى النافذة الزجاجية و هي تقول بصوت متهدج : ايوه .. آسفه يا مرام عارفه انك تبغين تساعديني .. بس .. ما أقدر أشرد منه و أنا عارفه انه راح يطاردني .. و أنـ .. أنا بصراحه خايفه على أهلي .. و الأهم .. ما أقدر أطلع بدون إذنه .. خلاص .
ثم ابتسمت بسخرية مريرة و هي تردف : صار زوجي .
قبضت مرام على كفها بحنق و التزمت الصمت ، أجبرت رهف نفسها على الابتسام و قالت تغير دفة الموضوع : كيفها جوري ؟؟.
لم تتقبل مرام تراجع رهف عن الهرب و لكنها أجبرت نفسها على التجاهل و هتفت و هي تمسك بملعقتها : بخييييييييييييييير .. مطفوقه هذي البنت و على نياتها .
سارت رهف باتجاهها و قالت : من كثر ما كنتي تحكيني عنها .. نفسي أشوفها .. بس .. الظروووف .
سألتها مرام بلهفة : اش رايك تشوفينها دحين ؟؟ .
حملقت رهف بعينيها و هتفت بدهشة : مجنونه انتي ؟؟ .
زمجرت مرام بعصبية و تناولت قضمة كبيرة من المثلجات و أخذت تتحدث : امممم .. الله يآخذه المعفن .
بلعت اللقمة و أردفت بعصبية أكبر و هي تلوح بالملعقة : عااادي .. أقلها انك حرمته .. وان المجرم كفَـ
قاطعتها رهف على الفور : لااااا .. مراام .. لا تشوهين صورة أخوها قدامها .
رمقتها مرام بنظرةٍ شرسة ، فحركت رهف يدها مهدئةً : لا تجرحين قلبها ، من كلامك هيا شايفه أخوها قدوه ..و شي كبير .. لا تحطمينه قدامها ، هيا مالها ذنب فـ اللي يسير .. راح تهدمين انسانة بيدك .
زفرت مرام في غيض و هي تتأفف ، ثم قالت : أقول تعالي و كملي عسكريمك لا يسيح .
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
تبوك
المنزل الشعبي
30 : 10 مساءً
مسحت دموعها الغزيرة و هي تنظر إلى الحرق المعلّم في ذراعها ، نهضت من مكانها و هي تتألم ، وقفت أمام جهاز التكييف و وضعت يدها أمام مخرج الهواء علّ جزيئاته الباردة تطفئ اشتعال بشرتها ، أطرقت برأسها و طعم الدموع يملأ جوفها ، أخذت تتذكر كيف سكب زوج والدتها كوب الشاي على ذراعها بكل بساطه و الضحكة الخبيثة مرسومة على شفتيه الغليظتين ، مسحت وجهها بيدها السليمة و هي تتمتم : يا خساره كلمة عمي اللي أقولها .. لكن كله عشانك يا أمي .
ثم همست : يا رب .. يا أرحم الراحمين ..يا أكرم الأكرمين .. فرج عني .. فرج عني يا كريم .
.. : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
انتفضت في رعب من قوة الصرخة و ركضت إلى خارج الحجرة و هي تصرخ : أمـــــــــــــيييييييييي!!!!! .
.. :لااااااااااااااااااا تـــــــــــــســــــــــــــــــــــــاهيييييير .
دلفت تساهير إلى حجرة والدتها المريضة و صرخت بهلع : أمـــــــــــــــــــــــــــــــــي .
كان طلال ينهال على أمها ضرباً بقدميه و يديه وهو يصيح بحنق : يالملعــو** .
و الأم تنتفض كالطير الجريح تحت وطأة ضربه ، ركضت تساهير نحو زوج والدتها و أخذت تجره بعيداً عن والدتها وهي تصرخ : بـــــــــــعّــــد .. بــــــــــــــــعــــد يا مجرم بـــعــــــــــــد .. يــــــكّفـــــي اللي كـــنــت تـــــســوييييه .
دفعها بقسوة و هو يصيح : انـــــــقــــــــــــلـــعـــــي .
اصطدم ظهر تساهير بحافة المقعد الخشبي فصرخت من شدة الألم و سقطت على الأرض ، واصل طلال تعذيب جسد والدتها و هو يصيح : تــــكــــــــلــمــي .. تـــــكـــلــمـي يــــالــحــيـوا** .. وين الفلوس اللي ترسلها الجمعيه لكم ويــــــــــــنــها ؟؟
أخذت الأم تتنفس بصعوبة و هي تشير بإصبعها : مـ .. مـ .. تـ
أخذ يجرها مع شعرها و هو يصيح : مـــــا .. ايـــــــــــــــش .. ايييييييش ؟؟.. آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه .
التفت إلى الخلف لينظر إلى سبب ذلك الألم و إذ بتساهير خلفه و قد طعنته بالسكين في ظهره و هي ترتجف من هول الموقف ، أخرجها من ظهره ببساطة فشهقت وتراجعت إلى الخلف عندما رأته قادماً نحوها و هي تلعن غباءها الذي جعلها تحضر سكينًا صغيرة لم تخترق إلا القليل من جسده الغليظ الضخم .
أخذت تبكي في حرارة و هي تتراجع : لاااااااااا .
جرها مع شعرها بعصبية شديدة وصاح: عـــــــــلـــى ويــــــــيييييين ؟؟.
كان ثوبه قد امتلأ بالدماء من الخلف نظرت إليه في رعب ، هزها بقوة و هو يرفع السكين إلى وجهها و يصيح : يالــــــــــحيوا** .. هـــــــــــذي آخـــــــرتها تــــــــطـــعــنـيني ..تطعنيني يا بــــــــنــت الــكـــلـ* .
انتفضت في رعب عندما قرّب السكين من عنقها و هو يصيح : طــــــيـــب ..دحـــيـــن أوريـــكِ كـــيف الـــطــعــن .
و الأم تصرخ بكل ذعر الدنيا : لااااااااااااااااااااااااااا .. بـــــــــــــنــــــــتيييييييييييييي!!!!!!
أغمضت تساهير عينيها و هي تتشهد ، لامست السكينة عنقها فتلطخ بدمائه ثم .. ألقاها على الأرض و هو يهتف بسخرية : ولاا .. نسيت اني راح أستفيد منك ..عشان كذا في طريقة أحسن .
وجذبها إلى صدره .. صرخت في اشمئزاز فقبض على ذقنها بيده و قرّب وجهها من وجهه حتى شعرت بأنفاسه الكريه تلفح وجهها ، لم تعد قادرة على النطق أو الصراخ و الغصة تخنقها من شدة الذعر و : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه .
ترددت صرختها المعذبة حينما عض وجنتها بأسنانه و أخذ يعتصرها بين فكيه و هي تصرخ من شدة الألم و تركله برجلها : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه .
و عندما شعر بطعم الدماء في فمه تركها و ألقاها على الأرض و أخذ يضرب رأسها في المقعد الخشبي و هو يصرخ : ذوقـــــــــــــــي .. ذوقـــــــــــــــي يالـ######.
ألقاها على الأرض مجددًا بكل قوته ثم اعتدل واقفًا و أدخل يده في جيبه ، كانت تساهير تنظر إليه من عينيها الشبه مفتوحتين و لكن الصورة مشوشة أمامها ، أدموع هي أم دوار من شدة الضرب ؟؟ .
شعرت به يمسكها مع شعرها و يرفع رأسها عن البلاط و هي ضائعة في ذلك الضباب المحيط بها ، ذلك الضباب الذي يخنقها و يكتم على أنفاسها كأنها .. تموت ، شعرت به يضع شيئًا في جوفها ، شيءٌ ما ذاب من غزارة الدموع التي تملأه ، و بكمية من الماء تندفع خلفه ، سعلت بشدة و آلام رهيبة تشتعل في صدرها و حلقها ، حاولت أن تستنشق كمية من الهواء علّها تنجو من هذا الاختناق ، هزت رأسها رفضًا و ألمًا و هي تجاهد لرفع رأسها و التنفس ، شعرت بصفعة شديدة على وجهها أردتها طريحة الأرض ، مالت برأسها على الجهة اليمنى و شعور الغرق يخيم عليها أكثر فأكثر ، لمع في عينيها لون أسود .. لون ثوب أمها المريضة التي تجلس على مقربة .. تقوست شفتاها من مرارة الحزن و العجز الذين يكبلان حركتها ، أغمضت عينيها بضعف و انكسار .. و تاهت بين الظلمات .
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
تبوك
00 : 11 مساءً
أوقف ياسر سيارته أمام تلك المباني الأنيقة المتشابهة و المتراصة إلى جانب بعضها البعض ، كان عبارةً عن مجموعة من الشقق التي يملكها عمه أبو فيصل و هي التي اعتاد ياسر أن يجلس فيها في كل مرة يأتي إلى تبوك ، سار بهدوء بعد أن نزل من سيارته و أغلقها و تفكيره منشغل بشقيقته الصغرى ، زفر من أعماق صدره و هو يهمس : آآآآخ يا عروب .
دلف إلى إحدى تلك المباني و طالعه ذلك الوجه الباسم المرحب الذي هتف : هلاااااااااا و الله بالغالين .
ابتسم ياسر و هو يتقدم من الرجل الذي يقف أمامه و قال: هلا فيك عم عبيد .
اقترب منه الرجل و سلم عليه بحرارة و هو يقول : كيف حالك يا لغالي وكيف الوالد ؟؟؟ .
تراجع ياسر وهو يقول : الحمد لله يسرك الحال .
اتسعت ابتسامة عبيد و هو يقول : بلغني مصلح انك بتجي و جهزتلك الشقه .. دوره جديده .. صح ؟؟!!! .
أومأ ياسر برأسه قائلاً : ايه والله .
ضرب عبيد على صدره و قال : طيب .. عشاك عندي اليوم .
لوح ياسر بيده في خجل : اعذرني يا عمي .. مره ثانيه إن شاء الله .. و الله مرهق وتعبان .
ربت عبيد على كتف ياسر وقال : ما أبغى أثقلّ عليك .. بس تجبر خاطري بكوب شاهي .
ابتسم ياسر و قال: تآمر أمر يالغالي .
@@@@@@@@@@@@@@@@@@
~ الأحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد ~
جده
القصر
00 : 2 صباحاً
سارت إلى جوار مرام في ممرات القصر و هي تتمتم : مرام .. مو الوقت متأخر على المشي في الحديقة ؟؟ .
ضحكت مرام : انتي خواااااااااااااااااااافه .. يابنت أقلك عادي ..مو كفايه انك لابسه عبايتك وشايله معاكِ الغطا والطرحه كنك بتقابلين رجال .
و رفعت حاجبيها و هي تقول ببساطة : ترى أنا أمشي فيها لحالي بعض الأحيان .
كان قلب رهف يخفق بخوف غريب و هي تهمس: ايوه .. بس مو فـ زي هذا الوقت المتأخر .
هزت مرام رأسها و هي تفتح الباب المؤدي للحديقة : أقووووووول .. اهجدي .. الحراس برا .. يعني مين بالله بينط عليك من فوق هذي الأسورا العالية .
طالعتهما الحديقة الواسعة فأشارت مرام بيدها إلى الخارج و هي تهتف : حتى الأنوار شغالة .
خرجتا سوياً ، توقفت رهف للحظة وجالت ببصرها في الحديقة من حولها ، كانت تأسر الناظر بسحرها العجيب الطاغي عليها و الذي يضفي على المكان شاعريةً رائعة ، استنشقت رهف كمية كبيرة من الأكسجين و قالت بصوت حالم : الله .. ريحة فل .
ابتسمت مرام : فل و ريحان .. و كل الورود اللي تحبينها .. تعالي أوريك .
و لم تكد تخطو خطوة واحدة إلا ..
...... : عـــلــــــــى ويـــــن ؟؟؟!!! .
شهقت رهف و رفعت الطرحة على رأسها ثم غطت وجهها و هي تسمع هتاف مرام المصدوم : أيــــمـــــن ؟؟!! .
ابتسم في سخرية و قال : ايوه .. أيمن .. يا روووح أيمن .
تراجعت رهف إلى الخلف و هي تنتفض رعباً و تتساءل عن الشاب الذي يقف أمامها ، كان يرتدي بنطالاً زيتي اللون و قميصاً أسوداً.. خُطت عليه كتابات متفرقة باللون الزيتي ، شعره الأسود يصل إلى كتفيه و سلاسل مختلفة معلقة على عنقه ، هتفت مرام في حنق : يا لحقير .. اش تسوي هنا فهذا الوقت ؟؟ .
ضحك في سخرية و هتف : مقهوره عشني شفت وجهك بعد طوووووووووووول انتظار.
صرخت في غيض و قد تناست أنها لا تردي حجابًا و لا غطاءً للوجه : يـا قــــــــــلــــيـل الأصــــــل .. لــــــم لــــــــــــســــــــــــــانـك ، و لا و الله أمسح بـــــــــكــرامــــــتــك الـــــبــــلاط يالـ######## .
وضع إصبعه على شفتيه و همس : اششششش .. بشويش ..الناس نايمين .
التفت مرام إلى رهف و جرّتها مع يدها على الفور: يلا .
همّت بالسير و لكنه اعترض طريقها ، تراجع مرام إلى الخلف و رهف برفقتها و صرخت : يالزفـــ* .. ابـــــــعد من قـــــــــــدامـــــــــــي .
ابتسم في خبث و قال : ما راح أسيبك إلا بشرط .
صرخت بعصبية مفرطة : أقـــــــــــــلـــك ابـــــــــعــد .
ضحك و هو يقترب منهما : اش رايك تنزلين هذا الغطا عن وجه صحبتك و نجلس في غرفتك و لـ
قاطعته صفعة قوية على وجهه ، شهقت رهف في ذعر أما هو فقد نظر إلى مرام بصدمة ، تلك التي قالت في صرامة : عــــــــــســــاك بـــــــــالـــمـــوت يــــالـــخـــبــيــث يــــــــالـــــــــصـــايع.
أشار إلى نفسه بصدمة و قال: أنا .. أنا تضربيني كف يا مرام .
مد يده بسرعة و قبض على ذراعيها ثم جذبها إليه انطلقت صرختا رهف و مرام في آن معاً و لم يشعر أيمن إلا بشيء يجذبه من الخلف و ينهال عليه ضرباً، تراجعت مرام بعد أن نزعت يدها من كفه و اكتفت بمتابعة المشهد في اضطراب ، كان أيمن يصرخ من شدة الألم و هو يستمع إلى الصوت الرجالي القوي الموجه إليه : أنا ما قلتلك معاد أبغى أشوفك هنا يـــــــــــــالــــــــــكلـــــ* .
صك أيمن على أسنانه بغيض و وجهه محتقن من دماء الغضب و صرخ : هـــــــــــــذا بــــيــــت خــــالـــتي و أنــــــــــــا حـــــــــــرررررر .. فـــــــــــــــك يــــــــــــــدي يـــــــــــــا حيوا* .
زاد تركي من ضغطه على ذراع أيمن التي لواها خلف ظهره و قال بقسوة :مــــــــالحيوا* الا انـــــــــتــا و الـــــمــــلاعـــيـ* اللــي مسكتهم الشرطه برا قبل شويه .
جحظت عينا أيمن في صدمة وصرخ : لاااااااا يــــــــالـــــخســـــيس .. أصــــــــحابييييي .. لـــيــش عـــلــمـت عـــلــيـهم ؟؟؟؟؟؟؟.
ألقاه تركي أرضاً و من ثم كتفه بذراعيه و مرغ وجهه في تربة الحديقة و هو يقول بصرامة مرعبة : اقسم بالله العظيم لو عاد أشوف ظلك في هذا المكان لا تلوم إلا نفسك .
شعر أيمن بالخوف الشديد و هو ينظر إلى عيني تركي الممتلئتين بالقسوة و الصرامة ، نهض تركي من فوقه و قدمه لا تزال على ظهر أيمن ، رفع _شماغه _ من فوق رأسه وألقاه على مرام و هو يصيح : عــــــــــــــلـــــى جـــــــــــواااا .
استوعبت مرام الموقف ، غطت نفسها و ركضت إلى الداخل و لحقتها رهف ركضاً و المشاعر تجيش في صدرها و تعبث بقلبها .
حاول أيمن أن ينهض و لكن تركي ثبته على الأرض بقسوة و هو ينادي : رشـــــــــــــيــــــد.
حضر أحد الحراس مسرعًا و معه عامل آخر ، أشار تركي إلى أيمن و صاح : ارمــــــــــــوه فـــــــي الـــشــــارع .
حملا أيمن المصدوم بسرعة و اختفيا به عن الأنظار .
.
لم تعد رهف تشعر بقدميها و منظر تركي و هو يضرب أيمن قد اخترق عقلها ، أي قسوة تلك التي تعربد في صدره ؟؟؟.. لم تر منه شيئًا يدل على أنه يمتلك ذرةً من الرحمة في صدره .. أي حقد ذاك الذي يحمله عليها و على كل من حوله ؟؟ .
كم شعرت بأنفاسها تضيق و هي تتذكر كيف أخبرها بوفاة أخيها بذلك البرود ، بل و كيف صفعها على وجهها و جرّها مع شعرها .. كيف استطاع قلبه الذي يشبه الحجر في قسوته أن يعذبها في تلك الحجرة الكئيبة ، تفجرت الدموع من عينيها و هي تخلع غطائها عن وجهها و تركض ، و نيران القهر و الغل تجري في دماءها و تتفجر في قلبها المكلوم ، أخذت تتنفس بسرعة و هي تركض خلف مرام و هتفت : مـــــرام .. اســـــــتنينــي ..مــــــرام .
ركضت مرام و هي لا تشعر بما حولها ، قد اصفّر وجهها وابيّضت شفتاها و هي تهتف بلا وعي : خنته .. خنته .. خنته .
و قبل أن تمطي الدرج جرّتها رهف مع ذراعها و هتفت باكية : وقــــــــــــفــييييييييي .
شهقت مرام و هي تصطدم بجسد رهف لتسقط طرحتها السوداء على كتفيها ، تشبثت بها بقوة فرفعت رهف حاجبيها بدهشة و قالت : ميميييي !!.
انفجرت مرام تبكي بحرقة و جسدها ينتفض بين ذراعي رهف أخذت رهف ترتب على ظهرها بحنان و هي تهمس : ميمييييييي .. اشبك .
مضت دقيقة و نشيج مرام يلف المكان و
.......: ابعدي عنها ..
تجمدت الدماء في عروق رهف ، أغلقت عينيها و هي تتمنى أن يكون ما سمعته وهمًا ، تسللت إلى أنفها رائحة عطر رجالي قوي فضمت مرام إليها أكثر و مشاعر الكره تتصاعد في نفسها المتألمة ، همست مرام : رهف .. اطلعي فوق .
ثم تراجعت إلى الخلف و رهف تنظر إلى عينيها في حيرة ربتت مرام على كتفها و التفتت إلى تركي الذي وجه إليها نظرات صارمة قوية ، ابتلعت مرام ريقها و هي تشيح بوجهها ، شعرت رهف في هذه اللحظة بموقعها الخاطئ، شدت على طرحتها المنسدلة على كتفيها و ركضت إلى الأعلى .
و حينما اختفت عن نظره صرخ في حدة وهو يجر مرام مع ذراعها بقسوة : لـــــــهـــذي الـــــــدرجة وصــلــت وقـــاحــتــك .. تطلعين قدام الـ##### بدون عبايه ولا غطااا .
شهقت مرام رغمًا عنها و وضعت كف يدها الحرة على فاها ثم التقطت أنفاسها قبل أن تقول : ما كنت أدري انه برا .
صرخ تركي مرةً أخرى وهو يضغط على ذراعها أكثر: و يـــــــــعنييي ..الـــــمـــفروض مــــــن يـــوم مـــا ســـــــمـــعـــتــي صـــــــوتــــــــه تـــنــقــلــعــيـن جــــــــوا مو تــــــفــتــحــيـتلـي مــعــاه حـــكــايــات .
ترك ذراعها بجفاء فغطت وجهها بكفيها و هي تكبت شهقاتها المقهورة لظهورها أمام أيمن بتلك الصورة.
تنفس تركي الصعداء ثم قال بصرامة شديدة : اســــــمــعــي .. مــــو مــعــنى إنــــــك خــــــالـة أبويه يعني كل شي حلال عليك .. طالما انك عندي .. اللي يمشي على جوري يمشي عليكِ .. فاهمه ولا لا .
أومأت برأسها في صمت ثم مسحت أنفها و هي تقول بصوت متحشرج : و الله ما كنت أدري إنه موجود .. لا تظن فيني شيء خطا .. مو أنا اللي تنزل نفسها لهذا المستوى .. استفزّني بوقاحته و أنا .. ما قدرت أمسك نفسي .
لم يعر لحديثها بالاً بل استدار إلى المصعد و هو يقول : و الـخبيث هذاك ولد أخت الحقيرة أنا أوريه .
زوت مرام بين حاجبيه في دهشة و تساؤل يدوي في عقلها
** .. الحقيرة ..... ساميه ؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!! **
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
تبوك
المبنى السكني
الدور الثالث
00 : 4 فجراً
في تلك الحجرة المظلمة الباردة .. استيقظ من نومه ثم مد يده و التقط هاتفه المحمول ، ضغط على أحد مفاتيحه و نظر إلى الشاشة ثم همس : الساعه أربعه !! ..بقي عن الصلاة حوالي عشره دقايق.
قطب حاجبيه عندما شعر بفحيح أنفاس إلى جوار هب من مكانه جالسًا في فزع و التفت إلى يمينه .. الحجرة مظلمة و لكنه شعر بوجود أحدهم .. قفز من فوق السرير و أشعل الضوء ..
.
.
.
في الدور الأول من المبنى
أمسك بكتف الرجل الذي يقف أمامه و هتف: هاه عبيد .. تمت المهمه ؟؟ .
ضحك عبيد في فرح و قال: ايووووه يا مصلح .. حطيت له المنوم ف الشاهي و طلال تكفل بالباقي .
ضحك مصلح بدوره و قال : و الله انكم شيطاييييين ..و مين راح يطلعله دحين .
غمز عبيد بعينه و قال بخبث : عم العروس و أصحابه .
و غرق في موجة أخرى من الضحك .
.
.
.
شعر بالزمن يتوقف من حوله و هو ينظر إلى ذلك الجسد المسجى على السرير ، ذلك الجسد الناعم الذي غطى بعضه قميص نومٍ حريري ، أشاح ببصره بسرعة عندما تأكد مما يراه وأنه ليس حلماً و هتف : استغفر الله العظيم ..استغفر الله العظيم .
مسح على وجهه و انتفض جسده عندما هز الشقة صوت جرس الباب و ذلك الطرق القوي عليه .. لا يدري لماذا شعر بأنه متعلق بالمصيبة التي تنام على سريره ، لم يدري ماذا يفعل و هو يسمع الأصوات المرتفعة من خلف الباب : افــــــتـــح .. افــــــــتــــح الــــــــــــــــــبـــــااااااب.
دارت في خلده أفكار عده ، كان متأكدًا بأنها خطة للاحتيال عليه ، توجه إليها و هو مشيحٌ ببصره و صرخ عليها و هو يضرب السرير بيده : قومـــــــي يالحقيره .. قومــــــــــــــــــي .
لم تحرك ساكنًا و الطرق يشتد على الباب ، كان يشعر بشيء ثقيل يكبت على أنفاسه و أخلاقه تمنعه من رفع بصره إليها ، قبض على كفه بحنق و هو عاجز عن التفكير أكثر ، زمجر بغيض و خرج من الحجرة ثم أغلق الباب خلفه ، توجه لباب الشقة بسرعة و فتحه و هو يصيح بعصبية : نـــــــــعـــم ؟؟!!!..
كان يقف أمامه ثلاثة رجال يتميزون بضخامة الجسد ، أشار إليهم أحدهم و هو يلهث : و الله هوا .. هوا اللي أخذها معاه .. أنا شفته .
قطب ياسر حاجبيه في تساؤل مستنكر فدفعه الرجل الآخر إلى الداخل و هو يصرخ : يالـ###### .. و يــــن بـــنـــتــي ..بـــــــــنــــــــــــتـــي ويــــــــــن ... طـــــــــلــعــهـا بـــســـرعـــه .
تراجع ياسر إلى الخلف وصرخ بدوره : بـــــــنـــتــك فــــي عيـــــنـــك يــالـخسيس .. انـــــــــت الــــــنـــذل اللـــــــي رمــــيــتـــهـــا عــــــــلي وجــــــــاي تــدّور عـــــــــلــيــهــا الـــحــيـن .. تتبلى علي يالحقير ؟؟!!!!!!!!!.
لم يبالي الرجل بما يسمع بل ركض إلى الداخل و هو يصيح : تــــــــــــــســــاهــــيــــر!!!! .
كتف الرجلان الآخران ياسر الذي أخذ يقاتلهما في استماتة و هو يصرخ: يــالــكـــلا* .. فـــكــونـــــــــــــي .
أغلق أحدهما باب الشقة بقدمه و فتح الرجل المذعور باب حجرة النوم ثم شهق في رعب مصطنع : بــــــــــــــــــنـــتـــــــــــــي !!!!!!!!!! .
ركض إلى داخل الحجرة و عندما وقعت عيناه عليها ، صرخ في غضب مصطنع و انهال عليها ضربًا : الله يسود وجهك يالـ######## .. الله يآخذ روحك يالـ#######.
اعتصر أحد الرجلين كتف ياسر و قال ببرود : انتا يا ياسر الـ***** تندس اسم عيلتك بهذي الصوره الشنيعه ؟؟؟.
صرخ ياسر في حنق و هو يحاول أن يحرر نفسه من بين أيديهم : تــــــخـــــســـى .. لا تــــــتـــعـــدى حـــدودك و تــــطــــــــــول كــــــــــــلام مــــــــــــــنــــت بــحــمـلــــه .
دفعه إحدى الرجلين على الحائط و قال : والله اللي يجر بنات الناس معاه عشان يقـ آآآآآآآآآه
ركلةٌ قوية من ياسر في معدته قطعت كلماته و جعلته يتراجع للخلف و يصيح : الله يآخذك .
صرخ ياسر بعصبية شديدة و هو يحرك بصره بينهما : قلتلك لا تطول كلام منت بحمله .. و إذا كنت بسوي الحرام اللي تقوله .. عندي اللي يجيب عذارى العرب كلهم.. موب وحده ###### رامينها علي يالـ#######
قدم طلال في هذه اللحظة من حجرة النوم و هو يلهث و يصيح : والله ما تتحرك إلا و انت عاقد عليها يالـخسيس يالـ########.
قطب ياسر جبينه باستنكار و صاح بحنق : أقول شيل بنت الشارع اللي جايبها و اطلع من هالشقه بكرامتك أحسن .
ثم اندفع بعصبية نحو الباب الخارجي ليُخرج نفسه من هذا الجو الخانق و ليبلغ الشرطة عن هؤلاء المحتالين بل ليعرف كيف استطاعوا أن يدخلوا إلى شقته و
: اســـــــــــــــــــــــــتنى ..
لم يعر بالاً لحديثهم ، ولكن أحدهم قبض على كتفه ، و عندما همّ بنزع يده من عليها .. تصلبت .. و جحظت عيناه و هو ينظر إلى الشيء الموضوع أمام عينيه و تلك الكلمات الخبيثة تدوي في أذنيه : فيه نسخ من هذي الصور عند واحد من الشباب ، و بكلمه مني بس .. راح تنتشر فـ كل مكان .. و خلي كل العالم يعرف ياسر الـ***** اش سوا فـ تبوك .
شعر ببراكين شديدة تتفجر في صدره و عقله عاجز عن استيعاب المناظر الحقيرة التي احتلت الصور ، تلك المناظر التي صورته برفقتها و هو نائم .
التفت إليهم في حدة و على وجوههم جميعًا ابتسامةٌ خبيثة ، حتى طلال الذي تخلى عن منظر الأب المصدوم بمنظر ابنته ، و قال : هاه .. اش قلت ؟؟ .. صدقني .. أي اعتراض منك أو أي محاوله إنك تبلغ أحد بالقصه بيخلي الصور تنتشر على طول .. و تخيل وجه أبوك و أمك المسكينه لما يشوفون هذا المنظر .
قبض ياسر على كفه بحنق و خرجت الكلمات من بين شفتيه مخنوقة غاضبة : واش هالخسه و الدناءه يالـ####### ، انتم ما في بقلوبكم خوف من الله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!! .
ضحك أحدهم و هو يدس الصور في جيب ثوبه : هذا شرطنا يا ولد الـ****** .
تفجر الغضب العارم في ملامح ياسر و اندفع نحوه صائحًا : يالـــــخسيييييييييييييييييييييس .
لكمه ياسر بكل قهر الدنيا على خده و بطنه و صدره ، فاندفع طلال و الآخر نحوه على الفور و قبضا عليه ثم أخذا يسحبانه حتى أجلساه على الأرض عنوة ، و المضروب يضع يده على وجنته و يغمم : خليت اللعب صعب يالـ###### .. لكن هين .. إحنا لاعبين اللعبه صح .. و من هنا راح تطلع على المحكمه و تكتبت كتابك على طول و بكذا تفكنا منها و ترسلنا مبلغ محترم كل شهر .
و انفجر بالضحك مع رفيقيه .
.
|