لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-10-09, 05:15 AM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 142868
المشاركات: 11,327
الجنس أنثى
معدل التقييم: نوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسي
نقاط التقييم: 3549

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نوف بنت نايف غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نوف بنت نايف المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوودي1 مشاهدة المشاركة
   اهلن نوف يعطيك العافيه
ربي يعافيك جودي
اثق في ذوقك بس حبيت قبل
تسلمين قلبي بس منهلحين اقولك روايه زهور ه غييييييير
ماشوف الروايه هل هي كامله

او لسى ماخلصت ؟؟
الروايه لسى ماخلصت بس زهور اللفندر ملتزمه جدا بالتنزيل وتقول انها كامله عندها
ومتى اخر بارت نزلته الكاتبه
البارت 13 نزلته الكاتبه بتاريخ
21_9_2009

جــ,ــ,ــودي

اسعدتني متابعتك للروايه

 
 

 

عرض البوم صور نوف بنت نايف   رد مع اقتباس
قديم 09-10-09, 05:29 AM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 142868
المشاركات: 11,327
الجنس أنثى
معدل التقييم: نوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسي
نقاط التقييم: 3549

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نوف بنت نايف غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نوف بنت نايف المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الفصل الــــــــخــــــــــامـــس



~~~~~~~~~



~ قلوبٌ في مهب الريح !! ~



******************


و إذ العِنَايَةُ لاحَظَتكَ عُيونُها نَمْ فَالحَوادِثُ كُلُهنَّ أمَانُ





*************************


]

الأحـــــــــــــــــــــــــــــــــد**




جده




القصر




45 : 2 صباحًا





شهقت في هلع و هبت من مكانها و هي تلهث في ذعر ، أغمضت عينيها فتفجرت في عقلها ذكرى الحلم ، صرخت و هي تغطي وجهها بين كفيها : لااااااااااااااااااا .



استمرت أنفاسها المتسارعة للحظة قبل أن تحتضن جسدها المرتعد بكلتا يديها و تهمس : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. أعوذ بالله من الشطيان الرجيم .. أعوذ بالله من الشطيان الرجيم .



نفثت عن يسارها ثلاثًا ثم شهقت أخرى و التفتت إلى يسارها في رعب ، تجمدت حدقتاها على المسبب للحظة ثم ما لبثت أن تنفست الصعداء عندما أدركت أنه رنين هاتفها المحمول ، نظرت إلى الاسم بحذر



~ صرقوعة جده ~



ابتلعت ريقها و رفعت الهاتف بكفها المرتعد ، ضغطت على السماعة الخضراء و همست: ألو



وصل إليها صوت ساره المخنوق : السلام عليكم .



استلقت مرام على سريرها مجددًا و هي ترد عليها بذات الهمس : و عليكم السلام و رحمة الله .



تنهدت ساره بعمق : ميمي .. آه ..



قطبت مرام حاجبيها بقلق و هتفت متسائلة بصوتها النائم : خييييييييير .. اش عندك ؟؟ .



تمتمت ساره : دقت عليا هديل .



اضطجعت مرام على جانبها الأيمن و سألتها بفضول : اش تبغى ؟؟ .



قالت ساره بألم مكتوم : رهف اختفت .



هبت مرام من مكانها في فزع و هي تصيح : أيــــــــيييييييييش ؟؟ !!



همّت ساره بالرد عليها و لكنّ رنين الجرس الذي تردد في الجناح و وصل إليها جعلها تغير ما أرادت قوله و تسألها : انتي برا ؟؟ .



ابتسمت مرام بمرارة و هي تتذكر قراءتها المتأخرة لرسالة أبو ياسر عندما أخبرها بقدوم ابنه ، إذًا لا بد أن ياسر قد رأى الوضع المشين الذي كانت عليه .. و لكن هل يعلم بالحقيقة و أنها حاولت الانتحار ؟؟ .. هذا ما يشغل تفكيرها ، و بالرغم من أنه هو من اصطحبها في طريق العودة إلى جدة ، إلا أنها لم تتجرأ أن تسأله و هو لم يتحدث عن الموضوع أبدًا .



:مـيمييييييي .. وين رحتي ؟؟ .



هزت رأسها و تمتمت: لا .. بس خليتهم يركبولي جرس برا الجناح .. و في أحد يدق .. المهم اش تغبى هديل ؟؟ .



و نهضت من مكانها وهي تستمع إلى حديث ساره الهادئ على غير عادتها : أقلك كانت تبكي .. تقلي الشغاله دخّلت تركي البيت بأمر من حسن و رهف دحين مي موجوده .



تصلبت قدما مرام و نار محرقة تسري في جسدها ، حاولت التقاط أنفاسها و هي تهمس بصوت متحشرج : تركي دخل البيت ؟؟!!!!!!!!! .



لم تحاول ساره أن تكرر الحديث لأن الخبر القادم أشد إيلامًا ، غممت : و .. و .. رائـ



كان الرنين يُلح ، كأن من خلفه يوشك أن يفجر الباب ، هتفت مرام مقاطعةً رغم قلبها المنقبض : لحظه بس .. بشوف مين يدق .



فتحت الباب ثم قطبت حاجبيها و هي تنظر إلى خادمتها الواقفة بارتباك شديد و وجهٍ ممتقع ، همست مرام بتوجس: إيما ؟؟!!.



تحدثت الخادمة بمهس : مدااام .. في كلام كتيييير .. أنا لازم قوول.



و تلفتت حولها بريبة ، سمحت لها مرام بالدخول على الفور ثم أغلقت الباب خلفها و هي تقول لساره لاهثةً: سوسو .. أكلمك شويه ..حاسه اني راح ألاقي جواب للموضوع .. باي.




@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



جده




سجن بريمان




47 : 2 صباحًا



في داخل ذلك المكان خافت الإضاءة الكئيب ، همس الضابط عبد العزيز و هو يسير على عجل أمام تركي : أنا متفق مع كم واحد من أصحابي اللي هنا يا تركي لأن الدخول صعب جدًا .. بسرعه راح أعطيك خمس دقايق بس .



أومأ تركي برأسه و في يده ملفٌُ أبيض و همس : تكفيني .



أشار عبد العزيز إلى صديقه ليفتح الباب الحديدي المؤدي للزنزانة و بيده الأخرى لوّح لتركي هامسًا : تركي عجّل .. ما أبغى أحد غريب ينتبه .



تحرك تركي على الفور خلفه و دلفا إلى حيث تقبع الزنزانات ، أشار عبد العزيز إلى ثالث زنزانة في الجهة اليمنى و همس : هذيك الزنزانه .. بسرعه .



سار تركي نحوها و توقف أمامها .. ليرى ..



~ حسن ~



منزويًا في ركنها ، مكبلًا .. بشعره الأشعث وعينيه الزائغتين و ثوبه المتسخ ، و القماش الأبيض المعقود على فمه ليمنعه من الصراخ المزعج .



زمجر بحنق عندما أدرك هوية الواقف فابتسم تركي بسخرية و هو يراه على هذه الحالة من التقييد و التكميم الغير مسموح تطبيقه على السجناء باستثناء قضايا القتل إلا بشكل خفي و يُعتبر من سوء المعاملة .



اقترب من الزنزانة أكثر و هو يقول شامتًا : هلا و الله .



اتسعت عينا حسن من شدة القهر و احمر وجهه ، تحدث تركي على عجل لأنه لا يملك الوقت : ما راح أطول .. بس حاب أقلك شي .



قال ببطء : تدري مين أنا ؟؟ .



لم تتغير ملامح وجه حسن النافرة الغاضبة ، رص تركي على كلماته و هو يقول: أنا



و عرّف عن هويته ، جحظت عينا حسن رعبًا و ارتجف جسده و هو يحرك رأسه غير مصدقِ للخبر ، قال تركي في صرامة هو يقترب منه : و .. ليش مستحيل يا ... حسن .



تابع و هو يرفع أحد حاجبيه و ينظر إلى وجه حسن المذعور : آه .. تحسّب ما كان عنده أولاد .



ثم ابتسم بسخرية و هو يعيد حاجبه لوضعه الطبيعي : يالمساكين .. متأكد ؟؟ .. أجل مراد اش كانت شغلته ؟؟ مو تسير أخته ... أخته من أبوه .. ولا ؟؟ .



عادت ملامح حسن للهدوء و هو يرتب أفكاره قليلاُ ، قبل أن ترسم عيناه ابتسامة خبيثة ثم أشار بهما إلى عبد العزيز الذي يقف بعيدًا ، فهم تركي ما يريده ، فالتفت إلى الوراء و همس : عبد العزيز .



ركض عبد العزيز باتجاهه هامسًا : خلصت ؟؟ .



أشار تركي إلى حسن بازدراء و قال: أبغى أسمع اللي بيقوله .



عقد عبد العزيز حاجبيه و نظر إلى الوراء بحذر و هو يهمس : طيب .. بس لا تطول .



اقترب حسن من الباب فأدخل عبد العزيز يديه من بين القضبان و حل الوثاق عن فم حسن الذي التفت إلى تركي على الفور هاتفًا : هه .. يالمسكين .. دوبك تفكر تدور عن حقك ..الموضوع انتهىاااااا من زمااااااااااااان .



قبض تركي على الملف في يده هو يجيبه : لا يالخسيس ما انتهى .. و الدليل اني واقف قدامك .. و ..اني أخذت بنتك .



ضحك حسن في استهزاء ..ثم قال : يالمسكين ..إلا قول فكيتني منها .. و التراب فيها .



تطلّع إليه تركي للحظة ، كأنه يتأكد من الكلمات الغريبة التي يتلفظ بها .



تذكر حسن .. صورها التي رسمت ألوان العذاب الذي تعرضت له و قال ببرود: و ذيك الصور .. و الله ما هزت فيني شعره .. اشبعبها .



قطب تركي حاجبيه وهو يستمع إلى الحديث المتبقي و شيءٌ يدوي في قلبه ، أردف حسن بتشفي : خذها بالعافية عليك ما تهمني .. قال أخذت بنتك قال .



و أخذ يتمايل من شدة الضحك ، التفت عبد العزيز إلى تركي بقلق و همس بتوتر: بسرعه .



أطرق تركي برأسه و ابتسامة خبيثة تعلو شفتيه و من ثم رفع رأسه إلى حسن و قال : انتا المسكين .



نظر إليه حسن في توجس فلم ترق له تلك الابتسامة الخبيثة ، أردف تركي : يا ترا .. انتا تدور على هذا ؟؟.



و رفع الملف الذي يحمله في يده ذلك الملف الأبيض الذي خط عليه اسم ( ناصر عيد الـ *****)



اتسعت عينا حسن برعب و فغر فاه ، فسأله تركي شامتًا : هاه .. تذكرته .. الظاهر انك كنت تدور عليه من فتره .. صح ؟؟ .



قبض حسن على كفه بحنق ، و أخذ جسده ينتفض من شدة الغيظ و هو يصيح : من وين جـــــــــــــبــتـه ؟؟ .



أعاد تركي الملف إلى جانبه و قال في صرامة : مو هذا المهم .. المهم انك تعرف إنه كل شي مكتوب باسم .. رهف بنت حسن الـ *****



قاطعته صرخة قوية من حسن .. صرخة زلزلت الدور بكامله : كذااااااااااااااااااااب .




.




.




.




في الخارج و على مقربة من سور السجن



اقترب عبد العزيز من سيارة تركي قائلاً بمرح : بس .. فكيت نفسي بالقوه .. كويس انك طلعت قبل ما يجون .



ابتسم تركي في امتنان و هو يحدثه من خلال النافذة : ما قصرت يا أبو محمد .. تسلم و الله .



ابتسم عبد العزيز و هو يضع يده على سقف السيارة : أنا ف خدمتك في أي وقت .. يلا .. في حفظ الله .



و دعه و عاد إلى المركز .




@@@@@@@@@@@@@@



جده




القصر




30 : 3 صباحًا



[COLOR="Black"سارت ببطء شديد ، شديدٍ جداً و هي تحاول أن تلتقط الطريق من بين دياجي الظُلم ، و قلبها المرتعد يهمس بـ



** يا ربي ساعدنييي .. يا الله .. أخاف أصدم ف شي .. **



وصلت إلى الممر الذي يتميز بنوافذه الزجاجية الضخمة ، ضوء القمر الذي تسلل عبرها ساعدها على مواصلة المسير بسرعةٍ أكبر ، نزلت عبر السلالم إلى الدور الأول و تجاهلت المصعد الكهربائي ؛ خشيةً أن يكتشف أمرها ، أكملت طريقها إلى حيث أخبرتها || إيما || ، و بعد ثلاث دقائق و بالرغم من الإضاءة الخافتة كانت تنظر إلى الخادمة التي تجلس بجوار الباب المؤدي إلى القبو ، هنا فقط تأكدت من صحة القصة التي أخبرتها بها خادمتها ، و أن الخادمات في القصر يتحدثن عن فتاة محبوسة في تلك الحجرة الضيقة ، و أن هناك امرأةً دلفت إلى ذات الحجرة و معها سلك طويل ، عوضًا عن الوصف المريع الذي قدمته تلك التي جلس قرب الباب حينما وضعت لها كوب الماء و صحن الخبز .



خفق قلبها بشدة و هي تتخيل وضع رهف في ذلك المكان ، ابتلعت ريقها و هي تتذكر قسوة تركي و جفاءه ، همست بألم عميق : حسبي الله عليك ..هذا مكان تحطها فيه يالمجرم.



احتضنت نفسها بذراعيها وهمست لنفسها : دحين كيف أدخل ؟؟ .



شعرت بصوت أنفاسها يعلو من شدة التوتر فأسندت ظهرها للجدار و عقلها يدور بلا هوادة .. يبحث عن حل .. عن طريقة ......و ......انتفضت من الصوت الذي تسمعه.. مالت برأسها تراقب الوضع ، و إذا بالخادمة تتحدث في سماعة هاتفٍ محمول : yes mr. …aha .. ok..



أغلقت الخادمة هاتفها و أمسكت بجهاز ما في يدها و ضغطت على أحد مفاتيحه قبل أن تنهض من مكانها لتسير نحو باب الخروج ، كتمت مرام أنفاسها قبل أن تركض عائدة بكل ما تملك من طاقة و هي تهمس بصوت لاهث : يا ربي .. يا ربي .



رأت طاولة ضخمة أمامها حمدت ربها و اختبأت تحتها بسرعة ، ألصقت جسدها بالأرض و هي تدعو أن يتكفل الظلام بالتورية ، سمعت صوت خطوات الخادمة تقترب .. و تقترب .. أغمضت عينيها بشدة و هي تستغفر الله هامسةً .



مرت الخادمة من عند الطاولة و أكملت طريقها إلى الخارج ، تنفست مرام الصعداء و هي تشعر بالدموع تبلل جفنيها ، زحفت ببطء و خرجت من تحت الطاولة .. نظرت إلى الوراء و جسدها لا يزال منحينًا و عندما تأكدت بأن الخادمة رحلت اعتدلت في وقفتها و عادت سريعًا إلى حيث .. رهف .



وصلت إلى مدخل القبو ، نزلت عبر السلالم بسرعة و توقفت أمام الباب الأسود .



.



ضمت يديها إلى صدرها و أخذت تحدق في المقبض باستماتة و الثواني تمر ، همست بتضرع : يا رب .. إني استودعتك الأمر .



مدت يدها بخوف لتضعها على المقبض ، أغلقت عينيها و عضت على شفتيها .. و .. حركته بسرعة ..



شهقت .. و تراجعت إلى الخلف و قلبها يخفق بعنف : مـ .. مفتوح ؟؟؟!!!!!



ازدردت لعابها ثم سحبت الباب .. و..



: رهــــــــــــــــــــــــفـــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ !!!!!!!!!!!!!



تردد صدى صرختها في الحجرة لمرأى ذلك الجسد المسجى المكوم في أقصى الحجرة ، و ألوان العذاب تتمايز عليه. ركضت مرام و شهقة الفاجعة تفجر الدموع من عينيها ، جثت على ركبتيها ثم احتوت رفيقتها بين ذراعيها و هي تصيح في خوف : رهـــــــــف .. رهــــــــــف حـــبيبي .. ردي عــــــــلــيـا .. رهــــــف !!!.



تساقطت دموعها الحارة على وجه رهف المتورم ، لتبلل بشرتها التي احترقت بلسعات النار ، بكت مرام في حرقة و قد هالها منظر صديقتها ، صاحت بألم الدنيا : رهـــــــــف .. رهـــــــــــــووووفه .. الله يــــخـــلـــيـكِ .. كــــلـــــــــــمـــيــنـــي .. كــــــــــــــــــلـــمينييييي .



أخذت تهزها في هلع و هي تصرخ : رهـــــــــــــــــــــــــــــففففففففففف.



تحركت عضلات وجه رهف و ببطء ثم فتحت عينيها ، شهقت مرام في فرحة هاتفةً: رهــــــــــف !!!!.



همست رهف بإعياء : مـ ..مرام ؟؟!!



أومأت مرام برأسها و الدموع تسيل على وجنتيها ، ابتسمت رهف بضعف و همست بصوت باكي : ربي استجاب لدعائي .



ضمتها مرام لصدرها و انفجرت بالبكاء : سامحينييي .. سامحيني يا قلبي ..سامحيني يا رهففف .



و اختلط صوت بكائها .. بنحيب رهف و شهقاتها المرهقة.



.



.




تأمل المنظر للحظة ثم تراجع إلى الخلف و أطرق برأسه هامسًا : وصلتيلها يا مرام ..



هز رأسه بضيق وغادر المكان .




.



.



.




ابتعدت مرام عنها و أخذت تمسح على شعرها برفق ، تمتمت رهف بإعياء شديد : أبغى هديل .. رائد.. الله يخليكِ .. ناديهم .



أومأت مرام برأسها و هي تهتف بشفتين مرتعدتين : حاضر .. حاضر .. بس استنيني شويه ..أنا راح أطلّعك من هنا .



و أراحت رأس رهف على الأرض بلطف و هي تهمس : بس دقايق .



نهضت من مكانها و ركضت إلى الخارج و قلبها يتمزق .. قطعة .. قطعة ، المنظر ..عيناها الشبه مفتوحتين ، صوتها الضعيف ، شعرها المقصوص بوحشية ، جسدها المتورم وجهها المشوّه شفتاها المنتفختان صعق روح مرام .. وتفكيرها .



ركضت إلى خارج الحجرة و كل همها أن تؤدي مهمتها وتعود إلى رهف بأقصى سرعة لتخرجها من تلك المقبرة .



تحدثت إلى خادمتها على عجل ثم اتصلت على سائقها الخاص و ارتدت عباءتها و حملت معها عباءة أخرى ثم أسرعت إلى القبو و خادمتها برفقتها .



جلست على الأرض إلى جوارها و همست باسمها و هي ترتجف : رهوفه .



فتحت رهف عينيها قليلاً .. حلقها جاف .. لا تقوى على الكلام ، كبتت مرام شهقاتها و مسحت على شعر رهف بحنان هامسةً : يلا يا قلبي .. بنلبسك العبايه عشان نطلع .



تعاونت هي و خادمتها على ذلك .. برفق .. شديد .



أنّت رهف في ألم هاتفة : جسمييي .



أومأت مرام برأسها و هي تشهق بدموعها : أدري يا قلبي .. تحملي .. بس شويه .



و بعد أن غطتها جيدًا رفعتها عن الأرض و هي تسألها بعطف: رورو تقدرين تمشين ولا نشيلك ؟؟.



هزت رهف رأسها نفيًا و هي تجاهد للبقاء على وعيها : مـ .. ما أقدر .



نظرت مرام إلى خادمتها هاتفة : إيما شيليها معايا .



قامتا بحملها إلى الخارج و قلب مرام ينتفض بين ضلوعها ..خوفًا .. و ألمًا .



سارتا على عجل حتى وصلتا إلى الصالة الرئيسية المظلمة .. لا مفر .. لابد من المرور بها للخروج .. سارتا بضع خطوات و




# !! اشــــــــــــــتــــــــــــــــــــعـــــــــلــ ت الأضــــــــــــــــــــــــــــــواء !! #




اختلطت الشهقتان الأنثويتان ببعضهما و كادت رهف أن تسقط لولا أن أمسكت بها مرام ثم ضمتها إلى صدرها بخوف و هي تنظر إلى ..



~ تركي ~



الذي جلس بكل أريحية على الأريكة الوثيرة زيتية اللون مذهبة الأطراف، رفع بصره عن الأوراق التي يحملها قائلاً : هلا و الله بمرام .



جلست مرام على الأرض ورهف بين يديها ، الخدر قيد حركتها و عيناها الخائفتان معلقتان بتركي الذي نهض من مكانه و تحدث دون أن ينظر إلى الخادمة : خلي خدامتكِ تنقلع .



أومأت الخادمة برأسها على الفور و قد فهمت المطلب و تركت رهف ثم ركضت هربًا و ملامحها ترسم الرعب .



... : مرااام ..



تعالى صوت تلك الأنة الجريحة في المكان ليثير حواسهما ، التفتت مرام إلى رهف و كشفت الغطاء عن وجهها كانت عيناها مغمضتان ..لكنها تحدثت بصوت باكٍ مخنوق : مراام .. ر..رائد .. هـ..هديييل ..مـ..ماما.



انطلقت شهقة مرام و انفجرت تبكي بعصبية و هي تصرخ في وجه تركي : شفت يالزفـــــــــــــ* .. شفت اش سويت فيهاااا ..اش ذنبهاااااا .. قلي اش ذنبهااا .. مو كفايه أبوها .. مو كفايه اللي يسويه فيها .. انتا تحسبه داري عنها .. ما تدري انه راميها ولا يسأل ..مو فالح إلا فـ ضربها و تكسير عظامها .. مو فالح إلا فـ سبها و حرق قلبها ..جاي حضرتك دحين عشان تكمل النااااقص .



لم يحرك تركي ساكنًا و كلمات حسن السالفة تزداد وضوحًا في خلايا عقله .



صاحت مرام في قهر وهي تشير إلى وجه رهف : اتقي الله .. اتقي الله فيها .. حراااااااااام .. حرااام عليك .. ليييييييه يا تركي .. ليه عذبتها وشوهتها كذا ..مالها ذنب فـ شي .. مالها ذنب .. حسابك انتا بينك و بين حسن و بسسسسسسسسسسس .. تدخلها بينكم لييييييييييييه .



شهقت في حرقة و هي تتم حديثها : أنا أدري إنك آخذها انتقااااام .. لكن ما توقعت فـ يوم انك بـــــــــــــدون قـــــــــــــــــلب .. بــــــــــــدون رحــــــــمـــــــــــــه .. انتا حقييييييييييييير .. حقييييييييييييييييييير .



و بالرغم من وجهها المحمر ، دموعها الغزيرة ، جسدها المرتعد و صوتها المتألم .. قال بصرامة : مالك حق تحاسبيني على شي .



فتحت فمها لتنطق و لكنه قاطعها بصيحة و هو يقترب منها : خـــــــــــلاص .



ثم أردف بنبرةٍ غريبة : تبغين تآخذينها عندك .. خذيها .. لكن طلعه من القصر ما في .. حتى لو كان بينكم و بين الموت شعره .



اقشعر جسدها و اضطربت أنفاسها فأشاحت بوجهها إلى رهف و هي تستمع إلى بقية حديثه الصارم : اعتبري اللي قلته تحذير .. وانتي فاهمه قصدي تمام.



أغمضت عينيها و انحنت تطبع قبلة اعتذار على جبين تلك المسكينة ثم أدخلت يدها المصّفرة في حقيبتها و التقطت هاتفها المحمول ، ضغطت على رقم خادمتها و جسدها ينتفض من فرط الشهقات .. أخذت تحدث خادمتها على عجل و بصرها معلق بالمصعد الذي ينقل تركي إلى الدور الثاني .




@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@




جده




أحد الأحياء البعيدة




في نفس اللحظات




منازل متهالكة ، طرقات وعرة مخيفة و هدوء عجيب ..




.




انتفض جسده من شدة تلك الطرقات المتتالية على باب المنزل ، انكمش في مكانه من شدة الخوف و كتم أنفاسه قدر الإمكان ، توالت الطرقات بصورة أشد فأخذ جسد الرجل المنكمش يرتجف .. و يرتجف .. و تفجرت دموع الخوف من عينيه .. و



: مــــــــراد .. افتح يا مراد .. أنا مسعود ..



شهق مراد في صدمة عندما سمع الصوت من خلف الباب و هتف : مـــــــــســــعـــود؟؟؟!!!! .



هب من مكانه و ركض نحو الباب ، فتحه مباشرةً هاتفًا في فرحة : مــــــــســعــود؟؟!!!!!!!!!!!! .



اندفع مسعود إلى الداخل في خوف وهو يهتف : قفل الباب بسرعه .. الشرطه تدور علينا .



أغلق مراد الباب خلف مسعود على الفور و هو يهتف بصوت لاهث : جاني الخبر من جلال .. قلّي انهم مسكوا حسن و إن تركي السبب .



أومأ مسعود برأسه و هو يضحك قائلاً : أنا اللي علمت جلال .. عمى فـ عينه الأهبل حسنين.. انفكينا من شره .



رفع مراد حاجبيه في دهشة و هو يهتف : مسعود ؟؟!!! .. كيف تقول هذا الكلام ؟؟ .



التفت إليه مسعود قائلاً في شراسة : انكتم يالخوافّ كأنك ما كنت تعاني من عصبيته و هبالته .. بس يتأمر علينا كأننا عبيد عنده .. ولاّ..



و اقترب من مراد المذعور .. و أمسكه مع تلابيبه في قسوة ثم استطرد : قول انك لسا معاه .



هز مراد رأسه نفيًا في خوف شديد و هو يتمتم: لـاـ .. لـلـ .. أنا مــ ـمـ ـعاك .. معاك .



ألقاه مسعود أرضًا ليتأوه في ألم ثم جلس على الأرض في إرهاق و هو يغمم : ما راح أجلس هنا و لا دقيقه ..



بطلع للقريات .. و منها بحاول أشرد للأردن.



هتف مراد بصدمة و هو ينهض من مكانه : مستحيل .. أكيد راح يقبضون عليك .



ضحك مسعود بسخرية : الظاهر ما تعرفني يا لخبل .. أنا شيف فـ هذي الطبخه و أعرف كيف أطلع نفسي من بينهم .



جلس مراد أمامه وهو يهمس بحذر : و دحين ؟؟ .



رفع مسعود هاتفه المحمول و قال : دقيت على جلال عشان يآخذني لشقته الجديده .. ما أتحمل أجلس ف مكان مقرف زي كذا .. تلاقيه على وصول .



قطب مراد حاجبيه في خوف و همس : اش الجراءه حقتك هذي ؟؟.. ما تخاف إنهم يراقبونه هوا الثاني ؟؟.



هز مسعود رأسه نفيًا و قال : لا .. مسافر له سنتين و ماله كم يوم ف جده .. و كمان هوا مو موظف ف الشركه .



ثم رمق مراد بنظرة ارتجف لها قلب الأخير و قال بنبرةٍ مخيفة: وانتا .. اش راح تسوي ؟؟.



تراجع مراد إلى الخلف و تمتم: بجلس هنا .. و عندي ( مرعي ) يخدمني .



ابتسم مسعود بسخرية وقال : هذاك الهبيله الأسمر ؟؟.



أجابه مراد منفعلاً : هذاك الهبيله الأسمر أعطانا هذا البيت عشان نندس فيه .



نهض مسعود من مكانه بتقزز قائلاً : بيت .. تسمي هذا بيت .. إلا قول زباله .. و بعدين حبيبي تراه يآخذ مبلغ على الإيجار يعني مو حبًا فيك .. و لما تخلص فلوسك بيرميك أبوه برا زي الكلا* .



هبط قلب مراد بين ضلوعه عندما تناسى هذه الحقيقة ، و تصاعد رنين هاتف مسعود ، فابتسم مسعود في فرح هاتفًا : هذا جلال .



و اندفع نحو الباب و لكنه التفت إلى مراد و في عينيه سياط من التهديد و الوعيد و رص على كلماته وهو يقول : لو أدري إنك علمت أحد بمخططي ما يسير لك خير .. خليك واعي و فتّح عقلك إذا كنت خايف على حياتك يا سي مراد .. هذا إذا ما لقاك ترّوك اللي شاكين إنه ..
و ابتسم بسخرية و هو يضع اصبعه على صدغه قائلاً : أكيد لسا فاكر .
و انفجر بالضحك و هو يغادر المكان و يغلق الباب خلفه ، أما مراد فقد ازداد انكماشًا على نفسه و الخوف كل الخوف يعربد في أعماق صدره .



.




.



تلفت مسعود خلفه و لم يجد أثرًا لجلال ، تأفف في غيض و هو يرفع سماعة هاتفه المحمول . و لم يكد يصله صوت جلال حتى هتف : ألووو .. انتا و ينك ؟؟ .



: قريب قريب .. دقيقه و أنا عندك .. بس حبيت أبلغك .



حرك مسعود شفتيه بامتعاض و قال : طيب .



أغلق الخط ..



و ..



زوى ما بين حاجبيه عندما لمح زوجًا من العيون ينظر إلى من وسط الظلام ، عينان لامعتان .. انحنى و التقط حجرًا من الأرض ثم اعتدل واقفًا و ألقاه بكل قوته على القادم : يا بس يا مخرّررررررررف .



تعالى صوت مواء متألم و خطوات أقدام تهرب بعيدًا ، ضحك كعادته .. و



: لـــــــــــيش؟؟؟؟ ..



انتفض و هو يلتفت إلى مصدر الصوت الغاضب ..



و إذا بصبي أسمر رث الثياب يقف أمامه و يداه على جانبي خاصرته و يهتف متسائلاً: ليش في يضرب مبروك ؟؟.



انفجر مسعود بالضحك : مبرررررروك .. البس ذاك اسمه مبروك .. أقوووووووول حل يا مرعي .



رمقه مرعي بنظرات حاقدة و لكنها تشتتت عندما اقتربت سيارة بأضوائها القوية من المكان رفع مسعود يده ملوحًا و هتف : جلالووووه .



توقف جلال إلى جواره و فتح مسعود باب السيارة و قبل أن يركب قال لجلال بخبث : لحظه بس .. نفسي ألعب .



انحنى .. و قبض على حفنة كبيرة من الرمال فيها قليل من الحصى و ألقاها بكل ما يملك من قوة على وجه مرعي و هو يهتف شامتًا: خذ يا عــــرعي .



صرخ الصبي في ألم شديد و هو يغلق عينيه و يشيح بوجهه الذي غطته حبات الرمل ، حرك جلال السيارة على الفور بعد أن ركب مسعود .. و انطلق .



بكى الصبي في حرقة شديدة و هو يركض عائدًا من حيث أتى ، رآه مجموعةٌ من رفاقه فاندفعوا نحوه و بحوار سريع معهم بلغتهم .. فهموا الموضوع .و تبادلوا نظرات سريعة ثم ركضوا إلى سيارة عتيقة .. و منها .. خلف مسعود .




.






.



بعد ساعة



منطقة هادئة ، نصف مظلمة ، حولها عدد لا بأس به من الأبنية قيد الإنشاء ، عوضًا عن الأراضي الخالية المترامية هنا و هناك .



نزل جلال من السيارة و تأمل المكان حوله بريبة ثم همس : انزل يا مسعود .. الطريق سالك .



نزل مسعود على الفور و هو ملثم بشماغه و سار بجوار جلال نحو مدخل المبنى الراقي و قبل أن تطأ قدماه الأرضية المرصوفة : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآخ.



صرخ في ألم شديد عندما أصابت رأسه قطعة من الحجر ، التفت إلى الوراء بحدة و إذا بسيارة عتيقة تغادر المكان مسرعة و عدد من الصبية السُمر يضحكون داخلها .، صرخ مسعود في غضب هادر : يا ملااااااااااااااااااااعـــــــــــــــــــيييييييي ييييييييـ* .



أدخل يده من تحت _الشماغ_ و تحسس الدماء التي تفجرت من الجرح في رأسه : يا حيوااااااانااااااااااااااااااااااااا*



ضحك جلال و هو يربت على كتفه ليحثه على إكمال المسير قائلاً : تلاقيهم أخوان البزر اللي آذيته.



صرخ مسعود بغيض و هو يسير للداخل : الله يلعننننننننننننننننننننننننـ** .




@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@







جده




القصر




00 :2 ظهرًا


كانت تنظر إلى الكتاب الذي تمسكه بيديها و هي جالسة على سريرها ، عقلها هناك في عالم آخر فلا توجد لديها أي رغبة في المذاكرة ، و لا تدري كيف مر عليها الامتحان السابق دون استذكار كما يجب ، كانت تكتفي بقراءةٍ لا تعي منها شيئًا ، و كيف تعي حرفًا و عقلها مع والدتها و المنظر الذي سبب لها صدمة العمر ؟؟ .



حتى شقيقها تركي لم تقوى على محادثته منذ أن صرخت في وجهه بتلك الكلمات .



تقوست شفتاها عندما تذكرته و ترقرقت الدموع الحارة في عينيها ، غطت وجهها بكفيها و أخذت تبكي بتوجع و هي تهتف : سامحني يا توتو .. سامحني .



شعرت بألم شديد يدوي في قلبها ... كيف لها أن تجلس هنا و هو غاضب منها ؟؟ .. مجرد التفكير في ذلك يشتتها و يجعلها تشعر بالغرق ، وضعت الكتاب جانبًا و هي حائرة فيما تفعل ، فركت يديها قليلاً قبل أن تصدر منه صيحة باكية و هي تهب من مكانها و تركض باتجاه الباب المؤدي للخارج ، فتحته بقوة و ارتدت بعنف إلى الخلف و اتسعت عيناها الباكيتان و فغرت فاها ........



لم ينبس ببنت شفه و هو يتطلّع إليها ، و لكن ما لبث أن ابتسم بحنان و هو يقول : كيفك يا شطّوره ؟؟.



لم تتمالك نفسها أكثر وهي تنتفض من فرط البكاء ، ألقت نفسها بين ذراعيه و انفجرت بالبكاء و هي تخرج كل ما كبتته في نفسها طوال اليومين السابقين ، صاحت بقهر من بين دموعها : سامحيننييييي يا تركي .. سامحني الله يخليك .



شهقت و هي تردف : أنـ .. أنا آسفه .. والله آسفه لأني صرخت عليك والله آســـــــفه .



زفر و هو يربت على ظهرها قائلاً : مسامحك يا جيجي مسامحك .. يعني بالله بزعل من بنتي حبيبتي ؟؟.



ابتعدت عنه و هتفت بحرقة : إيوه .. عشان لساني طويل و ما مسكته .



ربت على وجنتها و قال بابتسامة : و أنا ما أقدر أتخيلكِ إلا بلسانك الطويل و لاّ أحس إنك وجعانه .



انفجرت ضاحكة رغمًا عنه و دموعها تتساقط دون توقف ثم هتفت بصوت متهدج لم يخلو من شهقات البكاء : والله شلت همك من أول .. قلت دحين معاد بيكلمني و أجلس لوحدي .



أمسك بيدها و قادها للحجرة مجددًا و هو يقول : راح أزعل من جد لو فكرتي زي كذا مره ثانيه يالمرجوجه .. و دحين تعالي أبغى أكلمك شويه .



جلس على الأريكة في حجرة الجلوس و جلست إلى جواره و هي ممسكة بيده كأنها طفلة تخشى الضياع ، تطلّعت إليه في ترقب و إن كانت تعلم يقينًا أن سيحدثها بشأن والداتها .



صمتت للحظة ثم قال : جيجي .. أنا راح أنشغل كثير الأيام الجايه ، عشان كذا لازم أكلمك فـ هذا الموضوع مع إني كاره الفكره لأني ... ما أبغى أشغلكِ عن امتحاناتك .



ضغطت على كفه و عيناها معلقتان بعينيه و همست بحزم : قول .. أنا عارفه إن الموضوع يتعلق بمـ ..



بترت كلمتها و أشاحت بوجهها بحزن و هي تردف : يتعلق فيها .



طغى الصمت للحظات ، كأنه يعطيها فرصةً لالتقاط أنفاسها قبل الحديث في صلب الموضوع ، ثم تحدث و عيناه على وجهها : أنا منعتها من دخول القصر ، و طلبت من المحامي إنه يصفي كل حقوقها و بكذا ما يسير لها أي تعامل مباشر معانا .



أغمضت عينيها و كلماته كالسكاكين تطعنها ، هي أمها رغم كل شيء ، دفءٌ كانت تتظاهر بامتلاكه و تسعد بهذا التظاهر ، يكفي أنها كانت تستطيع أن تقول ماما و الآن .. ستفقد هذه السعادة الوهمية.



أردف قائلاً و هو يقبض على كفها بحنان كأنه يشعر بما تعاني : و قبل كل شي .. أنا مقدر إنها أمك و لك كل الحق إنك تشوفينها .



اتسعت عيناها عند هذه النقطة و التفتت إليه ، فهم نظرتها و قال : انتي عارفه انك تهميني وأضحي بكل شي عشانك و عشان أحافظ عليك .. و فـ نفس الوقت هيا أمك يا جيجي .. لازم تحددين كيف راح تكون علاقتك معاها في الأيام الجايه .. بس حطي فـ بالك شي مهم .. إني ما راح أسمحلك تعيشين معاها أبدًا .



أُغروقت عيناها بالدموع فربت على كتفها بيده الأخرى و قال في خفوت : إنتي كبيره و عاقله يا جيجي و فاهمه قصدي تمام .



هزت رأسها دلالة الفهم ثم أطرقته و لم تنبس ببنت شفه ، تعالى رنين هاتفه المحمول فترك يدها و أخرجه من جيبه ينظر لاسم المتصل ، أعاده إلى جيبه و وجه حديثه لها : عندك وقت طويل تفكرين .. و ما راح أسألك عن جوابك إلا فـ الإجازه إذا ربي أحيانا .. خذي وقتك و فكري .. بس حاليًا فضّي دماغك لمذاكرتك .. اتفقنا ؟؟ .



أومأت برأسها و همست : اتفقنا .



طبع قبلةً على رأسها ثم نهض من مكانه بعد أن ربت عليها و غادر المكان مغلقًا الباب خلفه ، قبضت على كفها بألم و همست من بين دموعها الجديدة : و من وين بتجي نفس للمذاكره يا تركي .. من وين ؟؟؟؟؟؟؟.



@@@@@@@@@@@@@
]
[/COLOR]

 
 

 

عرض البوم صور نوف بنت نايف   رد مع اقتباس
قديم 09-10-09, 05:36 AM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 142868
المشاركات: 11,327
الجنس أنثى
معدل التقييم: نوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسي
نقاط التقييم: 3549

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نوف بنت نايف غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نوف بنت نايف المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

~ بــــــــــــــــــــــعـــــد شـــــــــــــــــهـــــــرين ~
___



~ الـــــــــــــســـــــــــــــــبــــــــــــــــ ـــــــــت ~



جده



منزل هديل



00 : 1 ظهرًا


وضعت الملعقة في حوض الماء بعد أن أذابت بها السكر ، ثم حملت كوب الشاي و توجهت إلى حجرة الجلوس ، جلست على الأريكة البنفسجية القابعة في صدر الحجرة ثم و ضعت الكوب الساخن على الطاولة الصغيرة أمامها و التقطت الجريدة الملقاة جانبًا ، شهقت في ذعر عندما وقعت عيناها على أحد الأخبار الرئيسية، و ارتجف لسانها في حلقها و هي تلتهم الكلمات التي ُخطت التهامًا


(الحكم بالسجن (0 2) عامًا على رجل الأعمال السعودي حسن ناصر الـ******)


اهتزت الجريدة في يديها من فرط الانفعال و هي تحاول أن تستوعب المقروء ، قلبت الصفحات بتوتر شديد حتى وصلت إلى صفحة الخبر الكامل ، تمتمت بهلع و عيناها تنتقلان بسرعة بين السطور: تزوير أوراق خاصه بمصارف وسندات شركات سعوديه ..تزوير بصنع صكوك محرفه عن الأصل .



خفق قلبها بصدمة و وضعت يدها على شفتيها و هي تتابع المكتوب بخفوت : و مازال البحث قائمًا عن شريكيه مسعود فايز الـ ***** .. و مراد سعود الـ ***** .



انتفضت عندما سمعت صوت الهاتف ركضت إليه و القلق يفتك بقلبها التقطت السماعة و هتفت : ألو .



وصل إليها صوت مازن المتسائل: قريتي الجريده ؟؟!!!! .




@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



الرياض




الشركة




00 : 9 مساءً


خرج من مكتب والده و أمارات الضيق بداية على وجهه سار بعجل و عقله يوشك على الانفجار من شدة التفكير ، ففارس لم يرجع حتى الآن و لا زال مختفيًا !!! .. و الآن والده يجبره على السفر لمدة أسبوعين خارج الرياض ، ماذا إن عاد فارس و هو هناك ؟؟ كيف سيواجهه بالأمر الذي يخنق أنفاسه و يؤرق نومه ؟؟ كـ



... : ياهوووووه .. اللي مآخذ عقلك يتهنى به .



التفت إلى مصدر الصوت و قال بنبرةٍ خاوية : هلا عزام .



اقترب منه عزام و هو يقلده في سخريه : هلا عزام .. أعوذ بالله خليتني أكره اسمي ..امشي يا النكدي .



و جرّه مع يده ، أخذا يسيران في صمت إلى جوار بعضهما البعض و لم ينبس كلاهما ببنت شفه و عندما استقلا المصعد و أّغلق عليهما الباب التفت إليه عزام و هتف : خيييييير .. وجهك يحوم الكبد .



ابتسم ياسر في مرارة و غمم : أبد .. بس أبوي أجبرني على دورة تبوك .



عقد عزام يديه أمام صدره و هو يخرج من المصعد و قال ببساطة: طيب .. وين المشكله .. ميب أول دوره تروحلها .. بعدين هي كلها أسبوعين .



زفر ياسر في حرارة و قال بخفوت : عزام .. آسف .. بس طيارتي بعد ساعه .. مضطر امشي .



و غاد المكان ، تبعه عزام ببصره في دهشة و من ثم قال : أقص يدي يا ولد عمي لو ماكان وراك شي .




@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



جده




القصر




في نفس اللحظات




وضعت يدها على النافذة الزجاجية و عيناها الحزينتان تعانقان القمر ، لاح شبح ابتسامة على شفتيها لتظهر غمازتها .. و هي تتذكر ..




■ ■ ■



1410هـ




نزلت مع السلالم البسيطة إلى ساحة المنزل الخارجية ، توقفت للحظة و هي ترفع رأسها للسماء ، دققت النظر في البدر المنير ثم التفتت إلى والدتها و قالت ببراءة : ماما .. ليه القمر لونه أبيض ..؟؟.



ابتسمت والدتها التي تجلس على عتبة الدرج و قالت : لا .. القمر مو أبيض .. القمر لونه زي لون هذي الحجره .



و أشارت إلى حصاةً متوسطة الحجم ملقاة على البلاط ، نظرت رهف إلى الحجرة الصغيرة ثم سارت على أقدامها الصغيرة و التقطتها و هي تهتف متسائلة: هذي ؟؟ .



أومأت والدتها برأسها ، نقلت رهف نظرها بين القمر و الحجرة الصغيرة في يدها ثم التفتت إلى والدتها في حيرة و هتفت: مو زيها !!!.



ضحكت والدتها في مرح قائلةً: ايوه يا قلبي .. عشان الشمس ساعدت القمر .. و أعطته من نورها.



رفعت رهف حاجبيها في فرحة و هتفت : الشمس تساعد القمر .



أومأت والدتها برأسها مجددًا..



: يا مـــــــــــــلــــــــــــعونـ*



■ ■ ■




أغمضت عينيها بسرعة تغلق على ما تبقى من الذكرى ومسحت دمعة متمردة انسابت على خدها .



............ : السلاااام عليكم .



غيرت معالمها الحزينة بسرعة إلى ابتسامة ترحيب و التفتت إلى الخلف قائلةً : و عليكم السلام .



اقتربت منها مرام و هتفت: هاه .. كيف القمر اليوم ؟؟ .



ابتسمت رهف و ضمت مرام و هي تجيبها بصدق : الحمد لله بخير .. لأنك جنبي يا أحلى مروووومه .



ابتسمت مرام بدورها و هي تربت عليها ، ثم ابتعدت عنها و وضعت كفها على و جنة رهف و هتفت بفرح : لاااااا .. الآثار بدت تخف .. و شويه و يرجع وجهك الفنااااان .



حركت رهف كتفيها و قالت : بفضل الله ثم دكتورتك .



سارت مرام باتجاه الثلاجة الصغيرة و هي تقول بحماس : قلتلك .. ممتاااازه .. خاصةً في التجميل .



فتحتها و أخذت كوبين من المثلجات ثم أغلقت الثلاجة برجلها و هي تقول : حتى قصة وصبغة شعرك الجديدة خطيره ما شاء الله .. يلا.. خلينا نبدا السهرة .



ابتسمت رهف و قالت مازحة : برضك على العسكريم .



ضحكت مرام و هي تقدم لها أحد الكوبين و قالت : عاااااااااااد إلا العسكريم ما أقدرعليه .



جلستا على الأريكة و تناولت رهف قضمة من المثلجات ثم نظرت إلى مرام و همست: آه .. ميمي .



رفعت مرام رأسها عن الكوب و هتفت : هلا .



حركت رهف شفتيها بارتباك قبل أن تتمتم: أنا .. خايفه .



ربتت مرام على كتفها مشجعةً و قالت : قلتلك لا تخافين .. أنا مخططه للموضوع تمام .



و عندما .. لاحظت تردد رهف ، رفعت حاجبيها و قالت : و لاّ .. تبغين تجلسين هنا ؟؟؟.



نظرت إليها رهف بحيرة و هي تضع الكوب و الملعقة على الطاولة : لـ .. لا ..بـ .. بس على الأقل لو آخذ إذنه .



صاحت مرام في قهر و هي تلوح بالملعقة: رهففففففففففففف لا تخليني أذبحكِ ...بعد كل اللي سواه فيكِ .. كمان تبغين تآخذين اذنه الكلـــــــــــ* .



هزت رهف رأسها في حيرة أشد و هي تحرك خصلات شعرها البني القصير ثم هتفت بضيق : ما أدريييييي .



و نهضت من مكانها عائدةً إلى النافذة ... مضت لحظة صمت ، حارت فيها حدقتا مرام ، و جمعت فيها رهف طاقتها لتقطعها بصوتها الرقيق : بعد كل اللي صار .. تأكدت انه مو سهل و ممكن يكشفنا فـ أي لحظة .. لكن .. لو حاولت أتكلم معاه يمكن أقدر أليّن قلبه شويه و



قاطعتها مرام بفجاجة: أقلك يا عمتي رهيف .



التفتت إليها رهف في تساؤل ،أردفت مرام حديثها باندفاع : الأخ الفالح اللي تبغين تكلمينه له شهر ما عتب باب القصر .. مختفي حضرة جنابه و لا أدري فين .. وبعدين .. اش الجبن حقك هذا ..



ثم صاحت بقهر و هي تقبض كفيها : يووووووووووووووه .. لا .. و تتكلمين عنه بكل رقة والتــــــــــــــراب فيه .



أغروقت عينا رهف بالدموع و هتفت بصوت متهدج : مراااام .. انتي ما عشتي اللي عشته .. أنـ.. أنا .. في شي انكسر جوتي مخليني أخــــــاف .. أخاف من كل شي .. كل ما أتذكرها .



وضعت يدها على جانبي رأسها في انهيار و صاحت من بين دموعها : السلك و الضرب .. و الألم و الخوف .. و موت رائد و جاسم .



بكت في مرارة و هي تغمض عينيها : .. أضعف .. أضعف .



هبت مرام من مكانها و احتوتها بين ذراعيها و هي تتذكر كيف مر على رفيقتها الشهران السابقان و هي طريحة الفراش .. التعب الجسدي تلاه التعب النفسي الشديد عندما علمت بوفاة أخيها .. و .. ابن خالتها .


لم تتحسن حالتها إلا منذ يومين فقط ، بفضل الله ثم شقيقتها هديل التي كانت تحدثها بالهاتف يوميًا لتصّبرها وتشجّعها .. وتبث الطمأنينة في نفسها ، استطردت رهف من بين دموعها الغزيرة و هي تشهق : انتي عارفه اني ما جبت لهديل أي سيره عن موضوع الضرب أو أي كلام دار بيني و بينه .. كل اللي قلتلها إني ما أشوفه .. و .. بس حابسني ف القصر .



لم تصدق مرام ما سمعت ، أمسكت رهف مع كتفيها و ابتعدت عنها لترى وجهها و صاحت: لــــــــــــــيــش؟؟!!!!!!!!!!!!.



تحدثت رهف بألم و هي تمسح دموعها بأصابعها المرتجفة: مـ .. ما قدرت .. اش أقلها ؟؟ .. عذّبني و إلين دحين ماني متأكده من السبب ؟؟ .. يكفيها همها .. أزيدها ليه .. ؟؟.



لم تدر مرام بم تنطق ، خفق قلبها عندما شعرت أن رهف ستطرح سؤالاً ما ، في الأيام السابقة و طوال الشهرين الماضيين لم توجه لها رهف إلا سؤالاً واحدًا .. طبيعة العلاقة التي تربطها بتركي و كانت إجابة مرام (خالة أبوه .. و السبب فـ فرق العمر إن حمده زوجة أبو خالد كانت أختي من أبويه .. يعني أنا من أم ثانيه )



.



كانت رهف غاضبة لأنها أخفت عنها هذا الموضوع و لكن مرام شرحت لها باختصار الحال بينها وبين تركي ( سطحي جدًا و متوتر جدًا.. جدًا ) ربما هذا ما جعل رهف تسكت عن الموضوع و الآن شعرت مرام بالاختناق خاصةً عندما أمسكت رهف بكفيها و سألتها بكل حيرة الدنيا و ألمها : ليش تركي تزوجني .. ليش يعاملني بهذي الطريقه ؟؟ .



اختلج قلب مرام بين ضلوعها وهي تجيبها سريعًا : رهف .. أنا صحيح واجهته بالموضوع و ليه خطبك و سوى اللي سواه .. لكنه .. لكنه صدني بكل قوة ، قلتلك من أول إنه علاقتي معاه سطحية ..تتوقعينه يعلمني بشي خاص زي كذا .



هتفت رهف باستنكار : شي خاص ؟؟ .



أومأت مرام برأسها و هي تحرر يديها و تشيح بوجهها : زواجه شي خاص فيه و لو حاولت أسأله راح يردني بلسانه الحاد .



تطلّعت رهف إليها و هي تعود لتجلس على الأريكة و قالت بتوجس : متأكده إنك ما تعرفين ولا شيء .. و لو بسيط .



امتقع وجه مرام و أطرقت برأسها للحظة و هي تحرك قدمها و قالت : تبغيني أدورلك .. و أتقصّالك عن الموضوع ؟؟ .



هتفت رهف بلهفة : ايوه .



هزت مرام رأسها موافقة و هي تشعر براحةٍ بسيطة لأنها أخرجت نفسها من الموضوع لهذه اللحظة و قالت : خلاص .. أعطيني يومين .. و أنا أحاول أجيبلك أجوبه تشفي غليلك بطريقتي الخاصة.. و أكثر من كذا .. ما أقدر .



ثم رفعت رأسها إلى رهف و تطلعت إلى عينيها الباكيتين : معليش .. معليش يا فوفو .. أنا حاسه فيكِ .. حاسه .. بس .. .. يعني .. انك تشردين .. هذا هوا الحل الوحيد .



هزت رهف رأسها نفيًا و قالت : لا .. خلاص .. راح أصبر .



تراجعت مرام إلى الخلف في صدمة و هتفت : يعني راح تتخلين عن فكرة الهرب ما تبغين تشردين منه؟؟!! .



عادت رهف إلى النافذة الزجاجية و هي تقول بصوت متهدج : ايوه .. آسفه يا مرام عارفه انك تبغين تساعديني .. بس .. ما أقدر أشرد منه و أنا عارفه انه راح يطاردني .. و أنـ .. أنا بصراحه خايفه على أهلي .. و الأهم .. ما أقدر أطلع بدون إذنه .. خلاص .



ثم ابتسمت بسخرية مريرة و هي تردف : صار زوجي .



قبضت مرام على كفها بحنق و التزمت الصمت ، أجبرت رهف نفسها على الابتسام و قالت تغير دفة الموضوع : كيفها جوري ؟؟.



لم تتقبل مرام تراجع رهف عن الهرب و لكنها أجبرت نفسها على التجاهل و هتفت و هي تمسك بملعقتها : بخييييييييييييييير .. مطفوقه هذي البنت و على نياتها .



سارت رهف باتجاهها و قالت : من كثر ما كنتي تحكيني عنها .. نفسي أشوفها .. بس .. الظروووف .



سألتها مرام بلهفة : اش رايك تشوفينها دحين ؟؟ .



حملقت رهف بعينيها و هتفت بدهشة : مجنونه انتي ؟؟ .



زمجرت مرام بعصبية و تناولت قضمة كبيرة من المثلجات و أخذت تتحدث : امممم .. الله يآخذه المعفن .



بلعت اللقمة و أردفت بعصبية أكبر و هي تلوح بالملعقة : عااادي .. أقلها انك حرمته .. وان المجرم كفَـ



قاطعتها رهف على الفور : لااااا .. مراام .. لا تشوهين صورة أخوها قدامها .



رمقتها مرام بنظرةٍ شرسة ، فحركت رهف يدها مهدئةً : لا تجرحين قلبها ، من كلامك هيا شايفه أخوها قدوه ..و شي كبير .. لا تحطمينه قدامها ، هيا مالها ذنب فـ اللي يسير .. راح تهدمين انسانة بيدك .



زفرت مرام في غيض و هي تتأفف ، ثم قالت : أقول تعالي و كملي عسكريمك لا يسيح .




@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



تبوك




المنزل الشعبي




30 : 10 مساءً



مسحت دموعها الغزيرة و هي تنظر إلى الحرق المعلّم في ذراعها ، نهضت من مكانها و هي تتألم ، وقفت أمام جهاز التكييف و وضعت يدها أمام مخرج الهواء علّ جزيئاته الباردة تطفئ اشتعال بشرتها ، أطرقت برأسها و طعم الدموع يملأ جوفها ، أخذت تتذكر كيف سكب زوج والدتها كوب الشاي على ذراعها بكل بساطه و الضحكة الخبيثة مرسومة على شفتيه الغليظتين ، مسحت وجهها بيدها السليمة و هي تتمتم : يا خساره كلمة عمي اللي أقولها .. لكن كله عشانك يا أمي .



ثم همست : يا رب .. يا أرحم الراحمين ..يا أكرم الأكرمين .. فرج عني .. فرج عني يا كريم .



.. : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه



انتفضت في رعب من قوة الصرخة و ركضت إلى خارج الحجرة و هي تصرخ : أمـــــــــــــيييييييييي!!!!! .



.. :لااااااااااااااااااا تـــــــــــــســــــــــــــــــــــــاهيييييير .



دلفت تساهير إلى حجرة والدتها المريضة و صرخت بهلع : أمـــــــــــــــــــــــــــــــــي .



كان طلال ينهال على أمها ضرباً بقدميه و يديه وهو يصيح بحنق : يالملعــو** .



و الأم تنتفض كالطير الجريح تحت وطأة ضربه ، ركضت تساهير نحو زوج والدتها و أخذت تجره بعيداً عن والدتها وهي تصرخ : بـــــــــــعّــــد .. بــــــــــــــــعــــد يا مجرم بـــعــــــــــــد .. يــــــكّفـــــي اللي كـــنــت تـــــســوييييه .



دفعها بقسوة و هو يصيح : انـــــــقــــــــــــلـــعـــــي .



اصطدم ظهر تساهير بحافة المقعد الخشبي فصرخت من شدة الألم و سقطت على الأرض ، واصل طلال تعذيب جسد والدتها و هو يصيح : تــــكــــــــلــمــي .. تـــــكـــلــمـي يــــالــحــيـوا** .. وين الفلوس اللي ترسلها الجمعيه لكم ويــــــــــــنــها ؟؟



أخذت الأم تتنفس بصعوبة و هي تشير بإصبعها : مـ .. مـ .. تـ



أخذ يجرها مع شعرها و هو يصيح : مـــــا .. ايـــــــــــــــش .. ايييييييش ؟؟.. آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه .



التفت إلى الخلف لينظر إلى سبب ذلك الألم و إذ بتساهير خلفه و قد طعنته بالسكين في ظهره و هي ترتجف من هول الموقف ، أخرجها من ظهره ببساطة فشهقت وتراجعت إلى الخلف عندما رأته قادماً نحوها و هي تلعن غباءها الذي جعلها تحضر سكينًا صغيرة لم تخترق إلا القليل من جسده الغليظ الضخم .



أخذت تبكي في حرارة و هي تتراجع : لاااااااااا .



جرها مع شعرها بعصبية شديدة وصاح: عـــــــــلـــى ويــــــــيييييين ؟؟.



كان ثوبه قد امتلأ بالدماء من الخلف نظرت إليه في رعب ، هزها بقوة و هو يرفع السكين إلى وجهها و يصيح : يالــــــــــحيوا** .. هـــــــــــذي آخـــــــرتها تــــــــطـــعــنـيني ..تطعنيني يا بــــــــنــت الــكـــلـ* .



انتفضت في رعب عندما قرّب السكين من عنقها و هو يصيح : طــــــيـــب ..دحـــيـــن أوريـــكِ كـــيف الـــطــعــن .



و الأم تصرخ بكل ذعر الدنيا : لااااااااااااااااااااااااااا .. بـــــــــــــنــــــــتيييييييييييييي!!!!!!



أغمضت تساهير عينيها و هي تتشهد ، لامست السكينة عنقها فتلطخ بدمائه ثم .. ألقاها على الأرض و هو يهتف بسخرية : ولاا .. نسيت اني راح أستفيد منك ..عشان كذا في طريقة أحسن .



وجذبها إلى صدره .. صرخت في اشمئزاز فقبض على ذقنها بيده و قرّب وجهها من وجهه حتى شعرت بأنفاسه الكريه تلفح وجهها ، لم تعد قادرة على النطق أو الصراخ و الغصة تخنقها من شدة الذعر و : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه .



ترددت صرختها المعذبة حينما عض وجنتها بأسنانه و أخذ يعتصرها بين فكيه و هي تصرخ من شدة الألم و تركله برجلها : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه .



و عندما شعر بطعم الدماء في فمه تركها و ألقاها على الأرض و أخذ يضرب رأسها في المقعد الخشبي و هو يصرخ : ذوقـــــــــــــــي .. ذوقـــــــــــــــي يالـ######.



ألقاها على الأرض مجددًا بكل قوته ثم اعتدل واقفًا و أدخل يده في جيبه ، كانت تساهير تنظر إليه من عينيها الشبه مفتوحتين و لكن الصورة مشوشة أمامها ، أدموع هي أم دوار من شدة الضرب ؟؟ .
شعرت به يمسكها مع شعرها و يرفع رأسها عن البلاط و هي ضائعة في ذلك الضباب المحيط بها ، ذلك الضباب الذي يخنقها و يكتم على أنفاسها كأنها .. تموت ، شعرت به يضع شيئًا في جوفها ، شيءٌ ما ذاب من غزارة الدموع التي تملأه ، و بكمية من الماء تندفع خلفه ، سعلت بشدة و آلام رهيبة تشتعل في صدرها و حلقها ، حاولت أن تستنشق كمية من الهواء علّها تنجو من هذا الاختناق ، هزت رأسها رفضًا و ألمًا و هي تجاهد لرفع رأسها و التنفس ، شعرت بصفعة شديدة على وجهها أردتها طريحة الأرض ، مالت برأسها على الجهة اليمنى و شعور الغرق يخيم عليها أكثر فأكثر ، لمع في عينيها لون أسود .. لون ثوب أمها المريضة التي تجلس على مقربة .. تقوست شفتاها من مرارة الحزن و العجز الذين يكبلان حركتها ، أغمضت عينيها بضعف و انكسار .. و تاهت بين الظلمات .




@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



تبوك




00 : 11 مساءً





--------------------------------------------------------------------------------

~ بــــــــــــــــــــــعـــــد شـــــــــــــــــهـــــــرين ~
___



~ الـــــــــــــســـــــــــــــــبــــــــــــــــ ـــــــــت ~



جده



منزل هديل



00 : 1 ظهرًا




وضعت الملعقة في حوض الماء بعد أن أذابت بها السكر ، ثم حملت كوب الشاي و توجهت إلى حجرة الجلوس ، جلست على الأريكة البنفسجية القابعة في صدر الحجرة ثم و ضعت الكوب الساخن على الطاولة الصغيرة أمامها و التقطت الجريدة الملقاة جانبًا ، شهقت في ذعر عندما وقعت عيناها على أحد الأخبار الرئيسية، و ارتجف لسانها في حلقها و هي تلتهم الكلمات التي ُخطت التهامًا


(الحكم بالسجن (0 2) عامًا على رجل الأعمال السعودي حسن ناصر الـ******)


اهتزت الجريدة في يديها من فرط الانفعال و هي تحاول أن تستوعب المقروء ، قلبت الصفحات بتوتر شديد حتى وصلت إلى صفحة الخبر الكامل ، تمتمت بهلع و عيناها تنتقلان بسرعة بين السطور: تزوير أوراق خاصه بمصارف وسندات شركات سعوديه ..تزوير بصنع صكوك محرفه عن الأصل .



خفق قلبها بصدمة و وضعت يدها على شفتيها و هي تتابع المكتوب بخفوت : و مازال البحث قائمًا عن شريكيه مسعود فايز الـ ***** .. و مراد سعود الـ ***** .



انتفضت عندما سمعت صوت الهاتف ركضت إليه و القلق يفتك بقلبها التقطت السماعة و هتفت : ألو .



وصل إليها صوت مازن المتسائل: قريتي الجريده ؟؟!!!! .




@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@




الرياض




الشركة




00 : 9 مساءً




خرج من مكتب والده و أمارات الضيق بداية على وجهه سار بعجل و عقله يوشك على الانفجار من شدة التفكير ، ففارس لم يرجع حتى الآن و لا زال مختفيًا !!! .. و الآن والده يجبره على السفر لمدة أسبوعين خارج الرياض ، ماذا إن عاد فارس و هو هناك ؟؟ كيف سيواجهه بالأمر الذي يخنق أنفاسه و يؤرق نومه ؟؟ كـ



... : ياهوووووه .. اللي مآخذ عقلك يتهنى به .



التفت إلى مصدر الصوت و قال بنبرةٍ خاوية : هلا عزام .



اقترب منه عزام و هو يقلده في سخريه : هلا عزام .. أعوذ بالله خليتني أكره اسمي ..امشي يا النكدي .



و جرّه مع يده ، أخذا يسيران في صمت إلى جوار بعضهما البعض و لم ينبس كلاهما ببنت شفه و عندما استقلا المصعد و أّغلق عليهما الباب التفت إليه عزام و هتف : خيييييير .. وجهك يحوم الكبد .



ابتسم ياسر في مرارة و غمم : أبد .. بس أبوي أجبرني على دورة تبوك .



عقد عزام يديه أمام صدره و هو يخرج من المصعد و قال ببساطة: طيب .. وين المشكله .. ميب أول دوره تروحلها .. بعدين هي كلها أسبوعين .



زفر ياسر في حرارة و قال بخفوت : عزام .. آسف .. بس طيارتي بعد ساعه .. مضطر امشي .



و غاد المكان ، تبعه عزام ببصره في دهشة و من ثم قال : أقص يدي يا ولد عمي لو ماكان وراك شي .




@@@@@@@@@@@@@@@@@@@




جده




القصر




في نفس اللحظات





وضعت يدها على النافذة الزجاجية و عيناها الحزينتان تعانقان القمر ، لاح شبح ابتسامة على شفتيها لتظهر غمازتها .. و هي تتذكر ..




■ ■ ■




1410هـ




نزلت مع السلالم البسيطة إلى ساحة المنزل الخارجية ، توقفت للحظة و هي ترفع رأسها للسماء ، دققت النظر في البدر المنير ثم التفتت إلى والدتها و قالت ببراءة : ماما .. ليه القمر لونه أبيض ..؟؟.



ابتسمت والدتها التي تجلس على عتبة الدرج و قالت : لا .. القمر مو أبيض .. القمر لونه زي لون هذي الحجره .



و أشارت إلى حصاةً متوسطة الحجم ملقاة على البلاط ، نظرت رهف إلى الحجرة الصغيرة ثم سارت على أقدامها الصغيرة و التقطتها و هي تهتف متسائلة: هذي ؟؟ .



أومأت والدتها برأسها ، نقلت رهف نظرها بين القمر و الحجرة الصغيرة في يدها ثم التفتت إلى والدتها في حيرة و هتفت: مو زيها !!!.



ضحكت والدتها في مرح قائلةً: ايوه يا قلبي .. عشان الشمس ساعدت القمر .. و أعطته من نورها.



رفعت رهف حاجبيها في فرحة و هتفت : الشمس تساعد القمر .



أومأت والدتها برأسها مجددًا..



: يا مـــــــــــــلــــــــــــعونـ*




■ ■ ■




أغمضت عينيها بسرعة تغلق على ما تبقى من الذكرى ومسحت دمعة متمردة انسابت على خدها .



............ : السلاااام عليكم .



غيرت معالمها الحزينة بسرعة إلى ابتسامة ترحيب و التفتت إلى الخلف قائلةً : و عليكم السلام .



اقتربت منها مرام و هتفت: هاه .. كيف القمر اليوم ؟؟ .



ابتسمت رهف و ضمت مرام و هي تجيبها بصدق : الحمد لله بخير .. لأنك جنبي يا أحلى مروووومه .



ابتسمت مرام بدورها و هي تربت عليها ، ثم ابتعدت عنها و وضعت كفها على و جنة رهف و هتفت بفرح : لاااااا .. الآثار بدت تخف .. و شويه و يرجع وجهك الفنااااان .



حركت رهف كتفيها و قالت : بفضل الله ثم دكتورتك .



سارت مرام باتجاه الثلاجة الصغيرة و هي تقول بحماس : قلتلك .. ممتاااازه .. خاصةً في التجميل .



فتحتها و أخذت كوبين من المثلجات ثم أغلقت الثلاجة برجلها و هي تقول : حتى قصة وصبغة شعرك الجديدة خطيره ما شاء الله .. يلا.. خلينا نبدا السهرة .



ابتسمت رهف و قالت مازحة : برضك على العسكريم .



ضحكت مرام و هي تقدم لها أحد الكوبين و قالت : عاااااااااااد إلا العسكريم ما أقدرعليه .



جلستا على الأريكة و تناولت رهف قضمة من المثلجات ثم نظرت إلى مرام و همست: آه .. ميمي .



رفعت مرام رأسها عن الكوب و هتفت : هلا .



حركت رهف شفتيها بارتباك قبل أن تتمتم: أنا .. خايفه .



ربتت مرام على كتفها مشجعةً و قالت : قلتلك لا تخافين .. أنا مخططه للموضوع تمام .



و عندما .. لاحظت تردد رهف ، رفعت حاجبيها و قالت : و لاّ .. تبغين تجلسين هنا ؟؟؟.



نظرت إليها رهف بحيرة و هي تضع الكوب و الملعقة على الطاولة : لـ .. لا ..بـ .. بس على الأقل لو آخذ إذنه .



صاحت مرام في قهر و هي تلوح بالملعقة: رهففففففففففففف لا تخليني أذبحكِ ...بعد كل اللي سواه فيكِ .. كمان تبغين تآخذين اذنه الكلـــــــــــ* .



هزت رهف رأسها في حيرة أشد و هي تحرك خصلات شعرها البني القصير ثم هتفت بضيق : ما أدريييييي .



و نهضت من مكانها عائدةً إلى النافذة ... مضت لحظة صمت ، حارت فيها حدقتا مرام ، و جمعت فيها رهف طاقتها لتقطعها بصوتها الرقيق : بعد كل اللي صار .. تأكدت انه مو سهل و ممكن يكشفنا فـ أي لحظة .. لكن .. لو حاولت أتكلم معاه يمكن أقدر أليّن قلبه شويه و



قاطعتها مرام بفجاجة: أقلك يا عمتي رهيف .



التفتت إليها رهف في تساؤل ،أردفت مرام حديثها باندفاع : الأخ الفالح اللي تبغين تكلمينه له شهر ما عتب باب القصر .. مختفي حضرة جنابه و لا أدري فين .. وبعدين .. اش الجبن حقك هذا ..



ثم صاحت بقهر و هي تقبض كفيها : يووووووووووووووه .. لا .. و تتكلمين عنه بكل رقة والتــــــــــــــراب فيه .



أغروقت عينا رهف بالدموع و هتفت بصوت متهدج : مراااام .. انتي ما عشتي اللي عشته .. أنـ.. أنا .. في شي انكسر جوتي مخليني أخــــــاف .. أخاف من كل شي .. كل ما أتذكرها .



وضعت يدها على جانبي رأسها في انهيار و صاحت من بين دموعها : السلك و الضرب .. و الألم و الخوف .. و موت رائد و جاسم .



بكت في مرارة و هي تغمض عينيها : .. أضعف .. أضعف .



هبت مرام من مكانها و احتوتها بين ذراعيها و هي تتذكر كيف مر على رفيقتها الشهران السابقان و هي طريحة الفراش .. التعب الجسدي تلاه التعب النفسي الشديد عندما علمت بوفاة أخيها .. و .. ابن خالتها .


لم تتحسن حالتها إلا منذ يومين فقط ، بفضل الله ثم شقيقتها هديل التي كانت تحدثها بالهاتف يوميًا لتصّبرها وتشجّعها .. وتبث الطمأنينة في نفسها ، استطردت رهف من بين دموعها الغزيرة و هي تشهق : انتي عارفه اني ما جبت لهديل أي سيره عن موضوع الضرب أو أي كلام دار بيني و بينه .. كل اللي قلتلها إني ما أشوفه .. و .. بس حابسني ف القصر .



لم تصدق مرام ما سمعت ، أمسكت رهف مع كتفيها و ابتعدت عنها لترى وجهها و صاحت: لــــــــــــــيــش؟؟!!!!!!!!!!!!.



تحدثت رهف بألم و هي تمسح دموعها بأصابعها المرتجفة: مـ .. ما قدرت .. اش أقلها ؟؟ .. عذّبني و إلين دحين ماني متأكده من السبب ؟؟ .. يكفيها همها .. أزيدها ليه .. ؟؟.



لم تدر مرام بم تنطق ، خفق قلبها عندما شعرت أن رهف ستطرح سؤالاً ما ، في الأيام السابقة و طوال الشهرين الماضيين لم توجه لها رهف إلا سؤالاً واحدًا .. طبيعة العلاقة التي تربطها بتركي و كانت إجابة مرام (خالة أبوه .. و السبب فـ فرق العمر إن حمده زوجة أبو خالد كانت أختي من أبويه .. يعني أنا من أم ثانيه )



.



كانت رهف غاضبة لأنها أخفت عنها هذا الموضوع و لكن مرام شرحت لها باختصار الحال بينها وبين تركي ( سطحي جدًا و متوتر جدًا.. جدًا ) ربما هذا ما جعل رهف تسكت عن الموضوع و الآن شعرت مرام بالاختناق خاصةً عندما أمسكت رهف بكفيها و سألتها بكل حيرة الدنيا و ألمها : ليش تركي تزوجني .. ليش يعاملني بهذي الطريقه ؟؟ .



اختلج قلب مرام بين ضلوعها وهي تجيبها سريعًا : رهف .. أنا صحيح واجهته بالموضوع و ليه خطبك و سوى اللي سواه .. لكنه .. لكنه صدني بكل قوة ، قلتلك من أول إنه علاقتي معاه سطحية ..تتوقعينه يعلمني بشي خاص زي كذا .



هتفت رهف باستنكار : شي خاص ؟؟ .



أومأت مرام برأسها و هي تحرر يديها و تشيح بوجهها : زواجه شي خاص فيه و لو حاولت أسأله راح يردني بلسانه الحاد .



تطلّعت رهف إليها و هي تعود لتجلس على الأريكة و قالت بتوجس : متأكده إنك ما تعرفين ولا شيء .. و لو بسيط .



امتقع وجه مرام و أطرقت برأسها للحظة و هي تحرك قدمها و قالت : تبغيني أدورلك .. و أتقصّالك عن الموضوع ؟؟ .



هتفت رهف بلهفة : ايوه .



هزت مرام رأسها موافقة و هي تشعر براحةٍ بسيطة لأنها أخرجت نفسها من الموضوع لهذه اللحظة و قالت : خلاص .. أعطيني يومين .. و أنا أحاول أجيبلك أجوبه تشفي غليلك بطريقتي الخاصة.. و أكثر من كذا .. ما أقدر .



ثم رفعت رأسها إلى رهف و تطلعت إلى عينيها الباكيتين : معليش .. معليش يا فوفو .. أنا حاسه فيكِ .. حاسه .. بس .. .. يعني .. انك تشردين .. هذا هوا الحل الوحيد .



هزت رهف رأسها نفيًا و قالت : لا .. خلاص .. راح أصبر .



تراجعت مرام إلى الخلف في صدمة و هتفت : يعني راح تتخلين عن فكرة الهرب ما تبغين تشردين منه؟؟!! .



عادت رهف إلى النافذة الزجاجية و هي تقول بصوت متهدج : ايوه .. آسفه يا مرام عارفه انك تبغين تساعديني .. بس .. ما أقدر أشرد منه و أنا عارفه انه راح يطاردني .. و أنـ .. أنا بصراحه خايفه على أهلي .. و الأهم .. ما أقدر أطلع بدون إذنه .. خلاص .



ثم ابتسمت بسخرية مريرة و هي تردف : صار زوجي .



قبضت مرام على كفها بحنق و التزمت الصمت ، أجبرت رهف نفسها على الابتسام و قالت تغير دفة الموضوع : كيفها جوري ؟؟.



لم تتقبل مرام تراجع رهف عن الهرب و لكنها أجبرت نفسها على التجاهل و هتفت و هي تمسك بملعقتها : بخييييييييييييييير .. مطفوقه هذي البنت و على نياتها .



سارت رهف باتجاهها و قالت : من كثر ما كنتي تحكيني عنها .. نفسي أشوفها .. بس .. الظروووف .



سألتها مرام بلهفة : اش رايك تشوفينها دحين ؟؟ .



حملقت رهف بعينيها و هتفت بدهشة : مجنونه انتي ؟؟ .



زمجرت مرام بعصبية و تناولت قضمة كبيرة من المثلجات و أخذت تتحدث : امممم .. الله يآخذه المعفن .



بلعت اللقمة و أردفت بعصبية أكبر و هي تلوح بالملعقة : عااادي .. أقلها انك حرمته .. وان المجرم كفَـ



قاطعتها رهف على الفور : لااااا .. مراام .. لا تشوهين صورة أخوها قدامها .



رمقتها مرام بنظرةٍ شرسة ، فحركت رهف يدها مهدئةً : لا تجرحين قلبها ، من كلامك هيا شايفه أخوها قدوه ..و شي كبير .. لا تحطمينه قدامها ، هيا مالها ذنب فـ اللي يسير .. راح تهدمين انسانة بيدك .



زفرت مرام في غيض و هي تتأفف ، ثم قالت : أقول تعالي و كملي عسكريمك لا يسيح .




@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@




تبوك




المنزل الشعبي




30 : 10 مساءً




مسحت دموعها الغزيرة و هي تنظر إلى الحرق المعلّم في ذراعها ، نهضت من مكانها و هي تتألم ، وقفت أمام جهاز التكييف و وضعت يدها أمام مخرج الهواء علّ جزيئاته الباردة تطفئ اشتعال بشرتها ، أطرقت برأسها و طعم الدموع يملأ جوفها ، أخذت تتذكر كيف سكب زوج والدتها كوب الشاي على ذراعها بكل بساطه و الضحكة الخبيثة مرسومة على شفتيه الغليظتين ، مسحت وجهها بيدها السليمة و هي تتمتم : يا خساره كلمة عمي اللي أقولها .. لكن كله عشانك يا أمي .



ثم همست : يا رب .. يا أرحم الراحمين ..يا أكرم الأكرمين .. فرج عني .. فرج عني يا كريم .



.. : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه



انتفضت في رعب من قوة الصرخة و ركضت إلى خارج الحجرة و هي تصرخ : أمـــــــــــــيييييييييي!!!!! .



.. :لااااااااااااااااااا تـــــــــــــســــــــــــــــــــــــاهيييييير .



دلفت تساهير إلى حجرة والدتها المريضة و صرخت بهلع : أمـــــــــــــــــــــــــــــــــي .



كان طلال ينهال على أمها ضرباً بقدميه و يديه وهو يصيح بحنق : يالملعــو** .



و الأم تنتفض كالطير الجريح تحت وطأة ضربه ، ركضت تساهير نحو زوج والدتها و أخذت تجره بعيداً عن والدتها وهي تصرخ : بـــــــــــعّــــد .. بــــــــــــــــعــــد يا مجرم بـــعــــــــــــد .. يــــــكّفـــــي اللي كـــنــت تـــــســوييييه .



دفعها بقسوة و هو يصيح : انـــــــقــــــــــــلـــعـــــي .



اصطدم ظهر تساهير بحافة المقعد الخشبي فصرخت من شدة الألم و سقطت على الأرض ، واصل طلال تعذيب جسد والدتها و هو يصيح : تــــكــــــــلــمــي .. تـــــكـــلــمـي يــــالــحــيـوا** .. وين الفلوس اللي ترسلها الجمعيه لكم ويــــــــــــنــها ؟؟



أخذت الأم تتنفس بصعوبة و هي تشير بإصبعها : مـ .. مـ .. تـ



أخذ يجرها مع شعرها و هو يصيح : مـــــا .. ايـــــــــــــــش .. ايييييييش ؟؟.. آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه .



التفت إلى الخلف لينظر إلى سبب ذلك الألم و إذ بتساهير خلفه و قد طعنته بالسكين في ظهره و هي ترتجف من هول الموقف ، أخرجها من ظهره ببساطة فشهقت وتراجعت إلى الخلف عندما رأته قادماً نحوها و هي تلعن غباءها الذي جعلها تحضر سكينًا صغيرة لم تخترق إلا القليل من جسده الغليظ الضخم .



أخذت تبكي في حرارة و هي تتراجع : لاااااااااا .



جرها مع شعرها بعصبية شديدة وصاح: عـــــــــلـــى ويــــــــيييييين ؟؟.



كان ثوبه قد امتلأ بالدماء من الخلف نظرت إليه في رعب ، هزها بقوة و هو يرفع السكين إلى وجهها و يصيح : يالــــــــــحيوا** .. هـــــــــــذي آخـــــــرتها تــــــــطـــعــنـيني ..تطعنيني يا بــــــــنــت الــكـــلـ* .



انتفضت في رعب عندما قرّب السكين من عنقها و هو يصيح : طــــــيـــب ..دحـــيـــن أوريـــكِ كـــيف الـــطــعــن .



و الأم تصرخ بكل ذعر الدنيا : لااااااااااااااااااااااااااا .. بـــــــــــــنــــــــتيييييييييييييي!!!!!!



أغمضت تساهير عينيها و هي تتشهد ، لامست السكينة عنقها فتلطخ بدمائه ثم .. ألقاها على الأرض و هو يهتف بسخرية : ولاا .. نسيت اني راح أستفيد منك ..عشان كذا في طريقة أحسن .



وجذبها إلى صدره .. صرخت في اشمئزاز فقبض على ذقنها بيده و قرّب وجهها من وجهه حتى شعرت بأنفاسه الكريه تلفح وجهها ، لم تعد قادرة على النطق أو الصراخ و الغصة تخنقها من شدة الذعر و : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه .



ترددت صرختها المعذبة حينما عض وجنتها بأسنانه و أخذ يعتصرها بين فكيه و هي تصرخ من شدة الألم و تركله برجلها : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه .



و عندما شعر بطعم الدماء في فمه تركها و ألقاها على الأرض و أخذ يضرب رأسها في المقعد الخشبي و هو يصرخ : ذوقـــــــــــــــي .. ذوقـــــــــــــــي يالـ######.



ألقاها على الأرض مجددًا بكل قوته ثم اعتدل واقفًا و أدخل يده في جيبه ، كانت تساهير تنظر إليه من عينيها الشبه مفتوحتين و لكن الصورة مشوشة أمامها ، أدموع هي أم دوار من شدة الضرب ؟؟ .
شعرت به يمسكها مع شعرها و يرفع رأسها عن البلاط و هي ضائعة في ذلك الضباب المحيط بها ، ذلك الضباب الذي يخنقها و يكتم على أنفاسها كأنها .. تموت ، شعرت به يضع شيئًا في جوفها ، شيءٌ ما ذاب من غزارة الدموع التي تملأه ، و بكمية من الماء تندفع خلفه ، سعلت بشدة و آلام رهيبة تشتعل في صدرها و حلقها ، حاولت أن تستنشق كمية من الهواء علّها تنجو من هذا الاختناق ، هزت رأسها رفضًا و ألمًا و هي تجاهد لرفع رأسها و التنفس ، شعرت بصفعة شديدة على وجهها أردتها طريحة الأرض ، مالت برأسها على الجهة اليمنى و شعور الغرق يخيم عليها أكثر فأكثر ، لمع في عينيها لون أسود .. لون ثوب أمها المريضة التي تجلس على مقربة .. تقوست شفتاها من مرارة الحزن و العجز الذين يكبلان حركتها ، أغمضت عينيها بضعف و انكسار .. و تاهت بين الظلمات .




@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@




تبوك




00 : 11 مساءً




أوقف ياسر سيارته أمام تلك المباني الأنيقة المتشابهة و المتراصة إلى جانب بعضها البعض ، كان عبارةً عن مجموعة من الشقق التي يملكها عمه أبو فيصل و هي التي اعتاد ياسر أن يجلس فيها في كل مرة يأتي إلى تبوك ، سار بهدوء بعد أن نزل من سيارته و أغلقها و تفكيره منشغل بشقيقته الصغرى ، زفر من أعماق صدره و هو يهمس : آآآآخ يا عروب .



دلف إلى إحدى تلك المباني و طالعه ذلك الوجه الباسم المرحب الذي هتف : هلاااااااااا و الله بالغالين .



ابتسم ياسر و هو يتقدم من الرجل الذي يقف أمامه و قال: هلا فيك عم عبيد .



اقترب منه الرجل و سلم عليه بحرارة و هو يقول : كيف حالك يا لغالي وكيف الوالد ؟؟؟ .



تراجع ياسر وهو يقول : الحمد لله يسرك الحال .



اتسعت ابتسامة عبيد و هو يقول : بلغني مصلح انك بتجي و جهزتلك الشقه .. دوره جديده .. صح ؟؟!!! .



أومأ ياسر برأسه قائلاً : ايه والله .



ضرب عبيد على صدره و قال : طيب .. عشاك عندي اليوم .



لوح ياسر بيده في خجل : اعذرني يا عمي .. مره ثانيه إن شاء الله .. و الله مرهق وتعبان .



ربت عبيد على كتف ياسر وقال : ما أبغى أثقلّ عليك .. بس تجبر خاطري بكوب شاهي .



ابتسم ياسر و قال: تآمر أمر يالغالي .




@@@@@@@@@@@@@@@@@@



~ الأحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد ~




جده




القصر




00 : 2 صباحاً



سارت إلى جوار مرام في ممرات القصر و هي تتمتم : مرام .. مو الوقت متأخر على المشي في الحديقة ؟؟ .



ضحكت مرام : انتي خواااااااااااااااااااافه .. يابنت أقلك عادي ..مو كفايه انك لابسه عبايتك وشايله معاكِ الغطا والطرحه كنك بتقابلين رجال .



و رفعت حاجبيها و هي تقول ببساطة : ترى أنا أمشي فيها لحالي بعض الأحيان .



كان قلب رهف يخفق بخوف غريب و هي تهمس: ايوه .. بس مو فـ زي هذا الوقت المتأخر .



هزت مرام رأسها و هي تفتح الباب المؤدي للحديقة : أقووووووول .. اهجدي .. الحراس برا .. يعني مين بالله بينط عليك من فوق هذي الأسورا العالية .



طالعتهما الحديقة الواسعة فأشارت مرام بيدها إلى الخارج و هي تهتف : حتى الأنوار شغالة .



خرجتا سوياً ، توقفت رهف للحظة وجالت ببصرها في الحديقة من حولها ، كانت تأسر الناظر بسحرها العجيب الطاغي عليها و الذي يضفي على المكان شاعريةً رائعة ، استنشقت رهف كمية كبيرة من الأكسجين و قالت بصوت حالم : الله .. ريحة فل .



ابتسمت مرام : فل و ريحان .. و كل الورود اللي تحبينها .. تعالي أوريك .



و لم تكد تخطو خطوة واحدة إلا ..



...... : عـــلــــــــى ويـــــن ؟؟؟!!! .



شهقت رهف و رفعت الطرحة على رأسها ثم غطت وجهها و هي تسمع هتاف مرام المصدوم : أيــــمـــــن ؟؟!! .



ابتسم في سخرية و قال : ايوه .. أيمن .. يا روووح أيمن .



تراجعت رهف إلى الخلف و هي تنتفض رعباً و تتساءل عن الشاب الذي يقف أمامها ، كان يرتدي بنطالاً زيتي اللون و قميصاً أسوداً.. خُطت عليه كتابات متفرقة باللون الزيتي ، شعره الأسود يصل إلى كتفيه و سلاسل مختلفة معلقة على عنقه ، هتفت مرام في حنق : يا لحقير .. اش تسوي هنا فهذا الوقت ؟؟ .



ضحك في سخرية و هتف : مقهوره عشني شفت وجهك بعد طوووووووووووول انتظار.



صرخت في غيض و قد تناست أنها لا تردي حجابًا و لا غطاءً للوجه : يـا قــــــــــلــــيـل الأصــــــل .. لــــــم لــــــــــــســــــــــــــانـك ، و لا و الله أمسح بـــــــــكــرامــــــتــك الـــــبــــلاط يالـ######## .



وضع إصبعه على شفتيه و همس : اششششش .. بشويش ..الناس نايمين .



التفت مرام إلى رهف و جرّتها مع يدها على الفور: يلا .



همّت بالسير و لكنه اعترض طريقها ، تراجع مرام إلى الخلف و رهف برفقتها و صرخت : يالزفـــ* .. ابـــــــعد من قـــــــــــدامـــــــــــي .



ابتسم في خبث و قال : ما راح أسيبك إلا بشرط .



صرخت بعصبية مفرطة : أقـــــــــــــلـــك ابـــــــــعــد .



ضحك و هو يقترب منهما : اش رايك تنزلين هذا الغطا عن وجه صحبتك و نجلس في غرفتك و لـ



قاطعته صفعة قوية على وجهه ، شهقت رهف في ذعر أما هو فقد نظر إلى مرام بصدمة ، تلك التي قالت في صرامة : عــــــــــســــاك بـــــــــالـــمـــوت يــــالـــخـــبــيــث يــــــــالـــــــــصـــايع.



أشار إلى نفسه بصدمة و قال: أنا .. أنا تضربيني كف يا مرام .



مد يده بسرعة و قبض على ذراعيها ثم جذبها إليه انطلقت صرختا رهف و مرام في آن معاً و لم يشعر أيمن إلا بشيء يجذبه من الخلف و ينهال عليه ضرباً، تراجعت مرام بعد أن نزعت يدها من كفه و اكتفت بمتابعة المشهد في اضطراب ، كان أيمن يصرخ من شدة الألم و هو يستمع إلى الصوت الرجالي القوي الموجه إليه : أنا ما قلتلك معاد أبغى أشوفك هنا يـــــــــــــالــــــــــكلـــــ* .



صك أيمن على أسنانه بغيض و وجهه محتقن من دماء الغضب و صرخ : هـــــــــــــذا بــــيــــت خــــالـــتي و أنــــــــــــا حـــــــــــرررررر .. فـــــــــــــــك يــــــــــــــدي يـــــــــــــا حيوا* .



زاد تركي من ضغطه على ذراع أيمن التي لواها خلف ظهره و قال بقسوة :مــــــــالحيوا* الا انـــــــــتــا و الـــــمــــلاعـــيـ* اللــي مسكتهم الشرطه برا قبل شويه .



جحظت عينا أيمن في صدمة وصرخ : لاااااااا يــــــــالـــــخســـــيس .. أصــــــــحابييييي .. لـــيــش عـــلــمـت عـــلــيـهم ؟؟؟؟؟؟؟.



ألقاه تركي أرضاً و من ثم كتفه بذراعيه و مرغ وجهه في تربة الحديقة و هو يقول بصرامة مرعبة : اقسم بالله العظيم لو عاد أشوف ظلك في هذا المكان لا تلوم إلا نفسك .



شعر أيمن بالخوف الشديد و هو ينظر إلى عيني تركي الممتلئتين بالقسوة و الصرامة ، نهض تركي من فوقه و قدمه لا تزال على ظهر أيمن ، رفع _شماغه _ من فوق رأسه وألقاه على مرام و هو يصيح : عــــــــــــــلـــــى جـــــــــــواااا .



استوعبت مرام الموقف ، غطت نفسها و ركضت إلى الداخل و لحقتها رهف ركضاً و المشاعر تجيش في صدرها و تعبث بقلبها .



حاول أيمن أن ينهض و لكن تركي ثبته على الأرض بقسوة و هو ينادي : رشـــــــــــــيــــــد.



حضر أحد الحراس مسرعًا و معه عامل آخر ، أشار تركي إلى أيمن و صاح : ارمــــــــــــوه فـــــــي الـــشــــارع .



حملا أيمن المصدوم بسرعة و اختفيا به عن الأنظار .



.



لم تعد رهف تشعر بقدميها و منظر تركي و هو يضرب أيمن قد اخترق عقلها ، أي قسوة تلك التي تعربد في صدره ؟؟؟.. لم تر منه شيئًا يدل على أنه يمتلك ذرةً من الرحمة في صدره .. أي حقد ذاك الذي يحمله عليها و على كل من حوله ؟؟ .



كم شعرت بأنفاسها تضيق و هي تتذكر كيف أخبرها بوفاة أخيها بذلك البرود ، بل و كيف صفعها على وجهها و جرّها مع شعرها .. كيف استطاع قلبه الذي يشبه الحجر في قسوته أن يعذبها في تلك الحجرة الكئيبة ، تفجرت الدموع من عينيها و هي تخلع غطائها عن وجهها و تركض ، و نيران القهر و الغل تجري في دماءها و تتفجر في قلبها المكلوم ، أخذت تتنفس بسرعة و هي تركض خلف مرام و هتفت : مـــــرام .. اســـــــتنينــي ..مــــــرام .



ركضت مرام و هي لا تشعر بما حولها ، قد اصفّر وجهها وابيّضت شفتاها و هي تهتف بلا وعي : خنته .. خنته .. خنته .



و قبل أن تمطي الدرج جرّتها رهف مع ذراعها و هتفت باكية : وقــــــــــــفــييييييييي .



شهقت مرام و هي تصطدم بجسد رهف لتسقط طرحتها السوداء على كتفيها ، تشبثت بها بقوة فرفعت رهف حاجبيها بدهشة و قالت : ميميييي !!.



انفجرت مرام تبكي بحرقة و جسدها ينتفض بين ذراعي رهف أخذت رهف ترتب على ظهرها بحنان و هي تهمس : ميمييييييي .. اشبك .



مضت دقيقة و نشيج مرام يلف المكان و



.......: ابعدي عنها ..



تجمدت الدماء في عروق رهف ، أغلقت عينيها و هي تتمنى أن يكون ما سمعته وهمًا ، تسللت إلى أنفها رائحة عطر رجالي قوي فضمت مرام إليها أكثر و مشاعر الكره تتصاعد في نفسها المتألمة ، همست مرام : رهف .. اطلعي فوق .



ثم تراجعت إلى الخلف و رهف تنظر إلى عينيها في حيرة ربتت مرام على كتفها و التفتت إلى تركي الذي وجه إليها نظرات صارمة قوية ، ابتلعت مرام ريقها و هي تشيح بوجهها ، شعرت رهف في هذه اللحظة بموقعها الخاطئ، شدت على طرحتها المنسدلة على كتفيها و ركضت إلى الأعلى .



و حينما اختفت عن نظره صرخ في حدة وهو يجر مرام مع ذراعها بقسوة : لـــــــهـــذي الـــــــدرجة وصــلــت وقـــاحــتــك .. تطلعين قدام الـ##### بدون عبايه ولا غطااا .



شهقت مرام رغمًا عنها و وضعت كف يدها الحرة على فاها ثم التقطت أنفاسها قبل أن تقول : ما كنت أدري انه برا .



صرخ تركي مرةً أخرى وهو يضغط على ذراعها أكثر: و يـــــــــعنييي ..الـــــمـــفروض مــــــن يـــوم مـــا ســـــــمـــعـــتــي صـــــــوتــــــــه تـــنــقــلــعــيـن جــــــــوا مو تــــــفــتــحــيـتلـي مــعــاه حـــكــايــات .



ترك ذراعها بجفاء فغطت وجهها بكفيها و هي تكبت شهقاتها المقهورة لظهورها أمام أيمن بتلك الصورة.



تنفس تركي الصعداء ثم قال بصرامة شديدة : اســــــمــعــي .. مــــو مــعــنى إنــــــك خــــــالـة أبويه يعني كل شي حلال عليك .. طالما انك عندي .. اللي يمشي على جوري يمشي عليكِ .. فاهمه ولا لا .



أومأت برأسها في صمت ثم مسحت أنفها و هي تقول بصوت متحشرج : و الله ما كنت أدري إنه موجود .. لا تظن فيني شيء خطا .. مو أنا اللي تنزل نفسها لهذا المستوى .. استفزّني بوقاحته و أنا .. ما قدرت أمسك نفسي .



لم يعر لحديثها بالاً بل استدار إلى المصعد و هو يقول : و الـخبيث هذاك ولد أخت الحقيرة أنا أوريه .



زوت مرام بين حاجبيه في دهشة و تساؤل يدوي في عقلها



** .. الحقيرة ..... ساميه ؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!! **




@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@




تبوك




المبنى السكني




الدور الثالث




00 : 4 فجراً



في تلك الحجرة المظلمة الباردة .. استيقظ من نومه ثم مد يده و التقط هاتفه المحمول ، ضغط على أحد مفاتيحه و نظر إلى الشاشة ثم همس : الساعه أربعه !! ..بقي عن الصلاة حوالي عشره دقايق.



قطب حاجبيه عندما شعر بفحيح أنفاس إلى جوار هب من مكانه جالسًا في فزع و التفت إلى يمينه .. الحجرة مظلمة و لكنه شعر بوجود أحدهم .. قفز من فوق السرير و أشعل الضوء ..




.




.




.




في الدور الأول من المبنى



أمسك بكتف الرجل الذي يقف أمامه و هتف: هاه عبيد .. تمت المهمه ؟؟ .



ضحك عبيد في فرح و قال: ايووووه يا مصلح .. حطيت له المنوم ف الشاهي و طلال تكفل بالباقي .



ضحك مصلح بدوره و قال : و الله انكم شيطاييييين ..و مين راح يطلعله دحين .



غمز عبيد بعينه و قال بخبث : عم العروس و أصحابه .



و غرق في موجة أخرى من الضحك .




.




.




.





شعر بالزمن يتوقف من حوله و هو ينظر إلى ذلك الجسد المسجى على السرير ، ذلك الجسد الناعم الذي غطى بعضه قميص نومٍ حريري ، أشاح ببصره بسرعة عندما تأكد مما يراه وأنه ليس حلماً و هتف : استغفر الله العظيم ..استغفر الله العظيم .



مسح على وجهه و انتفض جسده عندما هز الشقة صوت جرس الباب و ذلك الطرق القوي عليه .. لا يدري لماذا شعر بأنه متعلق بالمصيبة التي تنام على سريره ، لم يدري ماذا يفعل و هو يسمع الأصوات المرتفعة من خلف الباب : افــــــتـــح .. افــــــــتــــح الــــــــــــــــــبـــــااااااب.



دارت في خلده أفكار عده ، كان متأكدًا بأنها خطة للاحتيال عليه ، توجه إليها و هو مشيحٌ ببصره و صرخ عليها و هو يضرب السرير بيده : قومـــــــي يالحقيره .. قومــــــــــــــــــي .



لم تحرك ساكنًا و الطرق يشتد على الباب ، كان يشعر بشيء ثقيل يكبت على أنفاسه و أخلاقه تمنعه من رفع بصره إليها ، قبض على كفه بحنق و هو عاجز عن التفكير أكثر ، زمجر بغيض و خرج من الحجرة ثم أغلق الباب خلفه ، توجه لباب الشقة بسرعة و فتحه و هو يصيح بعصبية : نـــــــــعـــم ؟؟!!!..



كان يقف أمامه ثلاثة رجال يتميزون بضخامة الجسد ، أشار إليهم أحدهم و هو يلهث : و الله هوا .. هوا اللي أخذها معاه .. أنا شفته .



قطب ياسر حاجبيه في تساؤل مستنكر فدفعه الرجل الآخر إلى الداخل و هو يصرخ : يالـ###### .. و يــــن بـــنـــتــي ..بـــــــــنــــــــــــتـــي ويــــــــــن ... طـــــــــلــعــهـا بـــســـرعـــه .



تراجع ياسر إلى الخلف وصرخ بدوره : بـــــــنـــتــك فــــي عيـــــنـــك يــالـخسيس .. انـــــــــت الــــــنـــذل اللـــــــي رمــــيــتـــهـــا عــــــــلي وجــــــــاي تــدّور عـــــــــلــيــهــا الـــحــيـن .. تتبلى علي يالحقير ؟؟!!!!!!!!!.



لم يبالي الرجل بما يسمع بل ركض إلى الداخل و هو يصيح : تــــــــــــــســــاهــــيــــر!!!! .



كتف الرجلان الآخران ياسر الذي أخذ يقاتلهما في استماتة و هو يصرخ: يــالــكـــلا* .. فـــكــونـــــــــــــي .



أغلق أحدهما باب الشقة بقدمه و فتح الرجل المذعور باب حجرة النوم ثم شهق في رعب مصطنع : بــــــــــــــــــنـــتـــــــــــــي !!!!!!!!!! .



ركض إلى داخل الحجرة و عندما وقعت عيناه عليها ، صرخ في غضب مصطنع و انهال عليها ضربًا : الله يسود وجهك يالـ######## .. الله يآخذ روحك يالـ#######.



اعتصر أحد الرجلين كتف ياسر و قال ببرود : انتا يا ياسر الـ***** تندس اسم عيلتك بهذي الصوره الشنيعه ؟؟؟.



صرخ ياسر في حنق و هو يحاول أن يحرر نفسه من بين أيديهم : تــــــخـــــســـى .. لا تــــــتـــعـــدى حـــدودك و تــــطــــــــــول كــــــــــــلام مــــــــــــــنــــت بــحــمـلــــه .



دفعه إحدى الرجلين على الحائط و قال : والله اللي يجر بنات الناس معاه عشان يقـ آآآآآآآآآه



ركلةٌ قوية من ياسر في معدته قطعت كلماته و جعلته يتراجع للخلف و يصيح : الله يآخذك .



صرخ ياسر بعصبية شديدة و هو يحرك بصره بينهما : قلتلك لا تطول كلام منت بحمله .. و إذا كنت بسوي الحرام اللي تقوله .. عندي اللي يجيب عذارى العرب كلهم.. موب وحده ###### رامينها علي يالـ#######



قدم طلال في هذه اللحظة من حجرة النوم و هو يلهث و يصيح : والله ما تتحرك إلا و انت عاقد عليها يالـخسيس يالـ########.



قطب ياسر جبينه باستنكار و صاح بحنق : أقول شيل بنت الشارع اللي جايبها و اطلع من هالشقه بكرامتك أحسن .



ثم اندفع بعصبية نحو الباب الخارجي ليُخرج نفسه من هذا الجو الخانق و ليبلغ الشرطة عن هؤلاء المحتالين بل ليعرف كيف استطاعوا أن يدخلوا إلى شقته و



: اســـــــــــــــــــــــــتنى ..



لم يعر بالاً لحديثهم ، ولكن أحدهم قبض على كتفه ، و عندما همّ بنزع يده من عليها .. تصلبت .. و جحظت عيناه و هو ينظر إلى الشيء الموضوع أمام عينيه و تلك الكلمات الخبيثة تدوي في أذنيه : فيه نسخ من هذي الصور عند واحد من الشباب ، و بكلمه مني بس .. راح تنتشر فـ كل مكان .. و خلي كل العالم يعرف ياسر الـ***** اش سوا فـ تبوك .



شعر ببراكين شديدة تتفجر في صدره و عقله عاجز عن استيعاب المناظر الحقيرة التي احتلت الصور ، تلك المناظر التي صورته برفقتها و هو نائم .



التفت إليهم في حدة و على وجوههم جميعًا ابتسامةٌ خبيثة ، حتى طلال الذي تخلى عن منظر الأب المصدوم بمنظر ابنته ، و قال : هاه .. اش قلت ؟؟ .. صدقني .. أي اعتراض منك أو أي محاوله إنك تبلغ أحد بالقصه بيخلي الصور تنتشر على طول .. و تخيل وجه أبوك و أمك المسكينه لما يشوفون هذا المنظر .



قبض ياسر على كفه بحنق و خرجت الكلمات من بين شفتيه مخنوقة غاضبة : واش هالخسه و الدناءه يالـ####### ، انتم ما في بقلوبكم خوف من الله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!! .



ضحك أحدهم و هو يدس الصور في جيب ثوبه : هذا شرطنا يا ولد الـ****** .



تفجر الغضب العارم في ملامح ياسر و اندفع نحوه صائحًا : يالـــــخسيييييييييييييييييييييس .



لكمه ياسر بكل قهر الدنيا على خده و بطنه و صدره ، فاندفع طلال و الآخر نحوه على الفور و قبضا عليه ثم أخذا يسحبانه حتى أجلساه على الأرض عنوة ، و المضروب يضع يده على وجنته و يغمم : خليت اللعب صعب يالـ###### .. لكن هين .. إحنا لاعبين اللعبه صح .. و من هنا راح تطلع على المحكمه و تكتبت كتابك على طول و بكذا تفكنا منها و ترسلنا مبلغ محترم كل شهر .
و انفجر بالضحك مع رفيقيه .


.






 
 

 

عرض البوم صور نوف بنت نايف   رد مع اقتباس
قديم 09-10-09, 05:41 AM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 142868
المشاركات: 11,327
الجنس أنثى
معدل التقييم: نوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسي
نقاط التقييم: 3549

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نوف بنت نايف غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نوف بنت نايف المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

.




.






.



00 :6 فجرًا





فتحت عينيها بإرهاق شديد و هي تأن : مـ .. ماما ؟؟!!.



تاهت حدقتاها للحظة قبل أن تستقرا على ذلك الوجه الذي ينظر إليها و على شفتيه ابتسامة خبيثة ، شهقت في ذعر و هي تهب جالسةً على السرير و صاحت : يا حـــــــــــــــقــــــــــــــــييييييييييييير .



انفجر بالضحك و هو يجلس بكل أريحية على المقعد المقابل : تسلمين والله يا بنت سالم قصدي .. يا حرم ياسر الـ*****.



زوت ما بين حاجبيها و هي عاجزةٌ عن تفسير كلماته ، خفق قلبها للحظة عندما شعرت أنها في مكانٍ غير مألوف ، جالت ببصرها بسرعة في المكان و آلام الجراح على وجهها تستيقظ بعد سبات ، ارتسم الهلع على ملامحها الجميلة و صاحت : انتا وين وديتني يالمجرم و أمي فـــــــــــيييييييين ؟؟.



نزلت من على السرير قبل أن ينطق و هي في قمة ذعرها ، برودة قارصة صعقتها وجعلتها تنظر إلى لباسها ، تصلبت قدماها و قلبها يهوى بين ضلوعها ، رفعت بصرها إليه و هو يضحك بسعادةٍ غريبة ، لم تدري بم تنطق و دموع القهر تسيل على وجنتيها و أنفاسها تتسارع من شدة الحنق و الصدمة المريرة ، سحبت لحاف السرير بكل ما تملك من سرعة و غطت جسدها الغض و الحرج .. كل الحرج و الألم يفتكان بقلبها الجريح ، صرخت و دموعها الساخنة تبلل وجهها : ياللي ما تخاف ربك .. يالخسيس يالنذل .. يالظـــــــــــــــــــــــــــالــــــــــــم .. الله لا يوفقك و لا يبارك فيكِ .. الله يآخذ و يريحني و أمي منك و



بترت عبارتها و شيءٌ ما يخترق عقلها .... هي هنا .. في مكان غريب ، وحيدةٌ برفقته ترتدي هذا اللباس إذًا .... ؟؟!!



وضعت كفها على فاها و هي تجثو على ركبتيها في انهيار تام و خصلات شعرها البني الطويل ملتصقة بوجنتيها من فرط الدموع .



اتسعت ابتسامته الخبيثة و هو ينهض من مكانه قائلاً ببطء : اسمعي اللي أقلك عليه و افهميه.. بعد كم يوم راح تمشين معايا للمحكمه عشان نعقد لك على زوج المستقبل .



و ضحك و هو يردف : تدرين إنك مقطوعه من شجره يا كافي .. لا أبو و لا أخو و لا قرايب .. عشان كذا مضطرين نعقد لك فـ المحكمه .



اقشّعر جسدها و هي تضم اللحاف إلى جسدها أكثر و هتفت بصدمة مخنوقة : انتا اش تقول ؟؟؟؟؟؟؟!!!!!.



رفع أحد حاجبيه و هو يحدث نفسك : أوريكِ و لا لا ؟؟ .. هممممم .. خليني أوريكِ أحسن بدل الشرح .. و زي ما قال مـــــراد .. الصور تسوي العجايب .



أدخل يده في جيبه و هي تنظر إليه بحيرة قاتلة ، و لم تشعر إلا بشيء يلقى أمامها ، وقعت عيناها عليه و شُلت أطرافها من المنظر ، حتى لسانها المرتعد التصق بسقف حلقها الجاف .



أي كلمات تصف شعورها في تلك اللحظة ؟؟



بل أي نظم من العبارات ؟؟



أدموعٌ تفي لغسل جراحها المشتعلة ؟؟



أم صيحات و صرخات ملتاعة موجوعة ؟؟



لا أب يحميها بروحه .. و لا شقيق يذود عنها بجسده ..



و لا أم تساندها بحنانها و حكمتها ..



.



هو زوج أمٍ حقير يقف أمامها و يحدد مصيرها بخطة خبيثة حقيرة من عقول شيطانية لم تُقم لمخافة الله وزنًا أو معنى .



انفجر بالضحك و هو يقول : بالله اش رايك فـ القميص .. ما ني فنان .. و دحين راح تتزوجينه بالغصب عشان نستر على هذي الفضيحه .



رفعت رأسها ببطء إليه و همست بنظرات تائهة : ايش ؟؟ .



جذبها مع كتفها في غلظة لتقف على ساقين متخاذلتين و اللحاف يسقط من بين يديها المخدرتين ، صرخ في وجهها : اللي سمعتيه .. راح تنقلعين معاه .. و كل شهر ترسليلي مبلغ محترم ، الرجال بطران و الفلوس حولينه زي الدود .



تفجر الحقد و الغل في عروقها المشروخة بسكاكين العذاب ، انهمرت دموعها من مقل تتمنى العمى على أن تنظر إلى تلك الصور التي رسمت حكاية الجبروت و الطغيان على نفسٍ رقيقة ضعيفة تائهة ، و صرخت روحها التي تجرّعت كؤوس السموم القاتلة : أقوول فك يدي يالمجنون يالسكير ..ما يكفي إنك رميتني عليه بذاك اللبس ياللي ما تخاف ربك يالـ



جرها مع شعرها فصرخت بكل آلام الدنيا: ســــــــــــــــــــــــــيبنيييييييييي .



صفعها على وجهها و صاح بغضب: لا تردين عليا .. إذا ما سويتي اللي أقلك عليه و الله ما تلاقين إلا جسم أمك مقطّع قدامك يالـــــــــــــمـــلــعـــو** .. سمعتييييييي .



انهمرت الدموع من عينيها و هي تنظر إلى وجهه الكريه الذي تتمنى أن تحرقه بماء النار و صرخت بعد شهقة عنيفة : كـــــــــــــــــــذااب .. أصلاً .. أصلاً ..اش يضّمني انــــــــــك مــا قـــتـــلـــتــهـــا خـــلاص .. هاه .. هـــــــــــــــــــــاه ؟؟؟ ..



و انفجرت تبكي و الآلام تنتشر في جسدها انتشار النار في الهشيم ، آلام روحها اليتيمة المتخبطة ... ألقاها على الأرض فصاحت في ارتياع و هو يضع قدمه القذرة على وجهها ثم أخرج هاتفه النقال و ما هي إلا لحظة حتى صاح : ألوووو .. عبيد ..البقره عندك .. سمّعني صوتها .



و ضغط على رز الميكرفون ، تناهى إلى مسامعها صوت عبيد و هو يجبر والدتها بقسوة على الحديث : قولي ألوووو .. تكلمي يالبقر .. تكلمي .



أغمضت تساهير عينيها بألم عندما ميزت سعال والدتها المريضة و اهتز جسدها و هي تهتف بـ : يا الله .. يا رب .. يا رب .



: ألو ..



شهقت تساهير في حرقة و هي تصرخ : أمــــــــــــــــــــيييييييييييييي .



صاحت الأم بلوعة : بــــــــــــــــــــنتييييي .. تساهير .. لـ



قطع طلال الاتصال فصرخت تساهير و هي تضربه على رجله : لااااااا .. لاااااااا .. لــــــــــيـــش .. ليــــــــــش تسوي فيني كذا ليييييييش ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.



جرها مع شعرها و أجبرها على الوقوف و هو يصرخ بعصبية : ســــــــــمـــعــتي صـــوتـــها بــإذنـــك ..و دحـــيـــن راح تـــســـويــن اللــــــي قـــلـــتــلــك عـــلــيـــه و لاّ و الله أنــــفـــذ الـــلـــي قـــلـــتــه .



ثم دفعها على السرير و هو يردف : و دحين راح تنطقين هنا إلين أقلك إطلــــــــــــــــــــــــعـي .



و انطلق نحو الباب مغادرًا ثم أوصده خلفه .



اعتصرت اللحاف بيديها و هي تنقلب على بطنها و تصرخ بعذاب شديد : حسبي الله عليكِ .. حسبي الله عليكِ يالمجرم .. حسبي الله علــــــــــــــــيـــــــــــــــــــكِ .



.



.




ابتسم عبيد و هو يجلس على الأريكة في البهو الرئيسي للمبنى و قال بخفوت : يعني نجحت خطة مراد ؟؟!!.



ضحك طلال و هو يهمس : إيووووه نجحت .. ما قلتلك هذا مخ و فنان فـ خراب البيوت .. صحيح إنه قلي جرّب الخطه من قبل و نجحت .. بس ما صدقته إلين شفت النتايج بعيوني .



همس عبيد و هو يقرب وجهه من طلال كأنه يخشى أن يسمعه أحد : إلا صح .. كيف كلمته و الشرطه تدور عليه .. قصدي .. أكيد جواله مراقب .



ابتسم طلال بسخرية و همس : واحد من الشباب جابله شريحه جديده و كلمته عليها بعد ما عرفت الرقم من مصلح اللي دلّه على مرعي .



ضحك عبيد قائلاً : يا الله ما ني قادر أصدق إن الخطه نجحت و إن ياسر الـ***** محبوس فوق و تحت أيادينا .



أومأ طلال برأسه و هو يهمس بسعادة : أخيرًا بنفك منها الغبيه و أقلع بعدها ذيك البقره التعبانه بس بعد ما نفرح بالألوف .



و انفجر هو و رفيقه بالضحك .




@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



جده




القصر




00 : 9 صباحًا



جلست رهف على أول مقعد صادفها و هتفت : انتي ما توبين .. أول الحديقه .. و دحين السطوح .



ابتسمت مرام و هي تتأمل الأجواء من حولها : لااااااا .. ما أتووووب .. أحب الفلّه و الهيصه ..و بما إننا محبوسين خلينا نحوس في القصر .. اش اريك بس في السطح .. كأنه حديقة ثانيه مو .. حتى المسبح موجود .



لم تقوى رهف على الابتسامة أبدًا ، بل اكتفت بهز رأسها موافقةً ، لم تعد قادرة على الاحتمال أكثر و ذلك المسمى زوجها تركها كقطعة الأثاث بعد أن انتهى من جريمته ، حاولت ليلة البارحة بعد أن رقدت مرام أن تبحث عنه .. تحدثه ، و لكنها تاهت في أنحاء القصر و لم تعثر عليه .



نظرت إلى ظهر مرام الواقفة و هتفت: مرّوووم .



التفت إليها مرام وقالت مازحة : ماذا يا جدتي رهيف ؟؟ .



وضعت رهف يدها على المقعد المجاور و قالت: ممكن تجلسين شويه و تريحين عصك .



ضحكت مرام في مرح و هي تسير نحوها : حاااااااضر .. راح أريح عصي الطويل .



ثم جلست إلى جوار رهف و هتفت : هه .. جلسنا .



شبكت رهف يديها قبل أن تقول : كيف عشتي هذي المده كلها فـ جده و أهلك كلهم ف الرياض .. ما وحشوكِ؟؟.



رفعت مرام رأسها تتأمل سرب الطيور السوداء المحلّقة في عمق السماء و قالت : من يومي أحب جده .. و ما أبغى أعيش إلا فيها ، أبويه الله يرحمه وافق على طلبي بإني أجلس هنا مع الوليد رغم اعتراضات أمي الله يرحمها .. درست هنا المتوسط و الثانوي و أولى جامعه و بعد ما توفى الوليد الله يرحمه .. تفاجأت إنه كاتبلي جزء من القصر ف وصيته .. ما تتوقعين قد ايش كانت صدمتي بهذا الخبر .. الله يرحمه .. بعدين أصريت إني أكمل دراستي هنا .. و...... بس .



أطرقت رهف برأسها وتمتمت برقة : آسفه إذا ذكرتـ



قاطعتها مرام بنهوضها و هي تهتف: يا شيييييييخه عاااادي .. ما عليكِ.. يلا قومي بسرعة.. أبغى أوريكِ حاجة.



وقفت رهف و سألتها: اش هيا ؟؟ .



تجاوزت مرام حوض السباحة و فتحت دولابًا صغيراً أزرق اللون أخرجت منظارين أسودين ثم لوحت إلى رهف : تعالي خذي .



رفعت رهف حاجبيها بدهشة و هي تسير: مـــنــظــار ؟؟!! .



ضحكت مرام و هي تمد لها بأحدهما : لعبتي المفضله .. المراقبه من السطوح .



و اقتربت من السور الحديدي المزخرف قائلةً: تعالي هنا .. و راقبي معايا المناظر .



و ضعت مرام المنظار على عينيها .. و قلدتها رهف التي غممت : ممكن أعرف اش تستفيدين ؟؟..اللي يقول حولينك بحر و لاّ غابة .



هتفت مرام : لااااا يا قلبي .. بس فيني لقاااااافه .



خفضت رهف المنظار عن عينيها و التفتت إلى مرام قائلةً بنبرة خجولة : لا .. أنا اللي فيني لقافه زايده اليوم ..



عشان كذا راح أسألك .. مين أيمن ؟؟ .



كانت مرام منشغلة بالتأمل و لكنها أجابتها : هذا يا ستي .. و لد خالة جوري .



اتكأت رهف بمرفقيها على السور المنخفض و قالت: آه .. قصدك ولد خالة تركي كمان .



هزت مرام رأسها نفيًا و هي تمسح عدسات المنظار : لا .. جوري و تركي أخوان من الأبو بس .



زوت رهف ما بين حاجبيها في دهشة و هتفت : و وينها أم تركي ؟؟ .



وضعت مرام المنظار على عينيها مجددًا و هي تجيبها : توفت الله يرحمها من فتره طويله ، و تزوج الوليد بعدها ساميه أم جوري .



صمتت رهف و عادت إلى التأمل من خلال المنظار ، شاهدت الطيور عن قرب ، السيارات التي تسير في الشارع البعيد ، الحديقة و عقلها منشغل بذلك الجبل الجليدي .



وجّهت المنظار إلى الباب الخارجي للقصر كان مفتوحًا و ..



~ رأته ~



شهقت بكل ما تملكه من طاقة فانتفضت مرام و التفتت إليها هاتفة: اشــــــــفيييييه؟؟؟؟!!!! .



سقط المنظار على الأرض و ركضت رهف ، ركضت بسرعة وهي تصرخ : مـــــــــــــــــــــــــــــازن .



نزلت عبر السلالم بسرعة جنونية و امتطت المصعد الكهربائي ، حركت رجلها بتوتر و عيناها تفيضان بالدموع : يا ربي .. يا ربي .



و عندما توقف المصعد ، خرجت منه و اندفعت عبر الباب الزجاجي إلى الحديقة و هي تصرخ : مــــــــــــــــازن .. مــــــــــــــــــــــــــازن .. اســـــــــــــتــــنااااااااااااااااااا .



ركضت .. باتجاه الباب الضخم ..




.




و من الجهة الأخرى ..



~ رآها ~



تركض بقوامها الممشوق و جسدها الرشيق ، تركض تحت أشعة الشمس و شعرها البني القصير يلمع تحت ضوءها .



لم يجل في خاطره شيء سوى أنها تحاول الهرب و تحركت قدماه نحوها .



لم تكن المسافة بعيدة جداً عن الباب الخارجي و لم يكن من الصعب على تركي أن يلحق بفتاة و لكن الخوف الذي كان يسيطر على رهف منحها سرعةً كبيرة ، ركضت .. و ركضت .. ثم خرجت مع الباب .. و عندما أرادت أن تقطع الشارع ..أثار حواسها صوتٌ ما .. التفتت و




... : انـــــــــــتبــــــــــــــــــهــييييي !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!.




.





و في ناحية أخرى حول القصر ، داخل تلك السيارة الصغيرة تنهد أبو لؤي قائلاً : اييييه .. من جد ما يستحي هذا الولد .. حتى جيتنا ما حشمّها .. الله يعنيك يا بنتي يا رهف .



زفر مازن في غيض و هو ينعطف بالسيارة : الله يخسّه .



زوى أبو لؤي ما بين حاجبيه و هو يدقق النظر في المرآة الصغيرة فوق الباب ثم التفت إلى الخلف ليتأكد مما يراه و قال : اش هذا التجمع؟؟؟ .. الظاهر في حادث .



انعطف مازن بالسيارة مرةً أخرى مبتعدًا عن القصر و هو يغمم : علّها فـ ذاك المقرود إن شاء الله .




@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



جده




المستشفى




00 : 11 مساءً



........ : صورنا الأوعية الدماغية و أجرينا أشعة مقطعية على المخ .



هز تركي رأسه بتفهم فأردف الطبيب : الجسد ما تعرض لإصابات خطيرة .. كسر في الذراع و الرجل و رضوض متفرقة في الجسم .



سأله تركي و هو يعقد يديه أمام صدره : هل تتوقع أي مضاعفات لحالتها؟؟.



خلع الطبيب نظارته و قال : بدري نحدد ..الآن هيا في العناية المركزة .. لأن إصابة الراس تحتاج لهذا الشي .. نستناها تفوق و بعدها نسويلها عدة فحوصات و .... مهم كمان إننا نعاين حالتها بعد مالإصابة يعني ضربة الراس تتعافى .. عشان أعطيك التشخيص الأكيد .



ثم ربت على كتف تركي وقال: لا تخاف أستاذ تركي .. زوجتك راح تكون بخير بإذن الله.. بس هيا محتاجه وقفتك جنبها .



شكره تركي فأومأ الطبيب برأسه و غادر المكان ، توجه تركي إلى المقعد الذي أمامه وزفر في عصبية و هو يجلس هامسًا : يا ترا .. اش نهايتها معاكِ ؟؟




@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



الـــــــاـ ثـــــــنـــــــــين ~




الرياض




الشركة




مكتب نادر




00 : 1 ظهرًا



رمقه عزام بنظرةٍ متضايقة و غمم : يعني ايش ما رجع ؟؟ له أشكل من شهرين مختفي وللحين ما رجع !!!.



تراجع نادر في مقعده و هو يرتشف من كوب الشاي : قلتلك آخذ اجازه .



هتف عزام بنفاد صبر : وييين ؟؟ .



هز نادر كتفيه : ما أدري .. المهم إني اللي عطاه الموافقه أبوك .. و أبوي عصّب يوم درى بالسالفه بس الحق ينقال ان له فتره طويله ما أخذ اجازه .



ظهر الغضب واضحاً على وجه عزام فدفع نادر جسده إلى الأمام و قال : أنا أبي أفهم .. انت واش بينك و بينه ..؟؟ ما يكفي ذيك المطاقه اللي إلى الحين وحنا موب عارفين سببها ، كنت بنادي عمي أبو نواف ذاك اليوم لكن أبوي كان قريب و سمع أصواتكم و الحين لو تدري واش كثر شايل على فارسه فـ قلبه.



نهض عزام من مقعده و هو يتمتم : علّه يطلّع روحه .



زوى نادر ما بين حاجبيه و سأله : واش قلت ؟؟ .



لوح عزام بيده و هو يغادر المكان : مو شي مهم .



سار في الممر لبضع خطوات و إذ بوالده أمامه ، ابتسم عزام و قال : هلا بالغالي .



نظر إليه والده بنظرة غريبة ثم قال : الحقني ع المكتب بسرعة .



و غادر المكان ، قطب عزام حاجبيه في تساؤل و قال بقلق : خير ؟؟ .. اللهم اجعله خير .




@@@@@@@@@@@@@@@@@





جدة




القصر




في نفس اللحظات




سارت في ذلك الممر الطويل ، ببطء شديد و هي مطرقة برأسها تعد خطواتها و تتأمل خيوط أشعة الشمس التي تسللت من خلال النوافذ الزجاجية الكبيرة ، رفعت رأسها عندما شعرت بدنو المكان المطلوب ، توقفت أمامه للحظات و تنفست الصعداء ثم طرقت الباب و حينما أتاها الرد دلفت إلى الداخل .




@@@@@@@@@@@@@@@@



الرياض




الشركة




مكتب أبو نواف




20 : 1 ظهرًا


نهض من مقعده و الغضب يزلزل أركانه و هتف بصدمة : نـــــــعم !!!!! .



قال والده الجالس على المقعد خلف المكتب و هو ينظر إلى عينيه : نعم الله عليك .. اللي سمعته .



تمتم عزام بهدوء مصطنع : يبه .. انت تجبرني على الزواج ؟؟!!! .



قال والده بصرامة : أعتقد انك في سن الزواج .. ليش التأخير .. و أعتقد ان سمعت بنت عمك تهمك.



قطب حاجبيه باستنكار و هتف : أبوي .. سمعة ايش ؟؟ لأن خطوبتها انفسخت .. تقول سمعه ؟؟ .



نهض والده من مكانه منهيًا النقاش: انتهى الموضوع .



هتف عزام في حرقة : بس يبه أنا ما أبيها و



قاطعه والده في غضب هادر : عـــــــــــــــــــزام!!!!!!!!!!!!!!!!!! .



أطرق عزام برأسه على الفور و هو يحاول أن يحافظ على هدوء أعصابه ، صك والده على أسنانه و هو يقول : بنت عمك لحمك و دمك يالـ .. يالشهم .. موب كذا كان يناديك جدك .



قبض عزام على كفه في حنق و استنشق والده الهواء بعمق ثم قال : الكلام في الموضوع انتهى ..



اطلع برا .



شعر عزام بغصة تخنقه و خرج من المكتب و النيران تشتعل في صدره ، لم يشعر بنفسه إلا وهو أمام سيارته ، استقلها و انطلق بأقصى سرعته و هو يهتف بحنق : مين كان يتوقع ؟؟!!!. .



ضرب على المقود بقبضته و صاح بقهر : مـــــــــــســــــــتحــــــيييييييييييل .






@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@








 
 

 

عرض البوم صور نوف بنت نايف   رد مع اقتباس
قديم 09-10-09, 05:46 AM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 142868
المشاركات: 11,327
الجنس أنثى
معدل التقييم: نوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسي
نقاط التقييم: 3549

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نوف بنت نايف غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نوف بنت نايف المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

جدة




القصر




مكتب تركي




30 : 1 ظهرًا



....... : جوري ؟؟ .



الغصة تخنقها و الكلمات محبوسة في صدرها ، لا سبيل إلى الفرار فقلبها .. مرهق .



نادها مرة أخرى : جيجي ؟؟ .. طالعي فيني .



تساقطت دموعها على كفيها و انطلقت شهقاتها المكتومة من بين شفتيها ، تنهد في حرارة و أشاح بوجهه و بعد لحظة تمتم : خلاص .. تقدرين تطلعين .



هتفت بحرقة : لاااا .



التفت إليها في صرامة قائلاً : قلتلك خلاص ..أنا مقدر وضعك و راح أتصرف بنفسي .



هزت رأسها في ألم و نهضت من مكانها ثم توجهت إلى النافذة و مضت تتأمل حوض السباحة في الخارج و من حوله الأعشاب الخضراء و الأزهار ، تمتمت : تركي .. أنا ما أبغى أثقل عليك أكثر .. بس .. هذي أمي .. أمي .



انفجرت بالبكاء و أردفت : انتا ما تدري قد ايش صعب عليا إني أتقبل هذا الكلام .. صعب .. صعب .



نهض من مقعده و وضع يديه على المكتب قائلاً: قلتـ



قاطعته على الفور : أنا أدري انه واجب عليا إني أحدد و أعطيتني فرصة عشان أفكر .. بس .. ما قدرت .



و التفت إليه و الدموع تملأ وجهها : تركي .. أنا أحبها .. أحبها .. لكن كل ما أتذكر المنظر .. أحس .. أحس ..



اختنقت الكلمات في صدرها فهزت رأسها في أسى ثم أشاحت بوجهها و تركت العنان لدموعها ، أطرق برأسه و لم يحر حديثًا .. لم يكن شيءٌ يمنعه من تحطيم ساميه سوى نظرة واحدة إلى عيني تلك الطفلة التي يحبها ، كان يدرك أن متعلقة بوالدتها ، و رغم كل شيء .. تبقى والدتها .. ربما هو بالذات من يدرك مرارة فقد الأم لذلك يتراجع دائمًا عن قراراته بشأن زوجة أبيه ، لا يريد أن ينتزعها منها بدون أن يوضح لها الأمر بصراحةٍ تامة .. هي أمها و لها الحق في الذهاب إليها و زيارتها لكنه لن يتركها تعيش معها و هي بوضعها المشين ذاك.



تنفست الصعداء ثم عادت لتقول : انتا ما تدري قد ايش أنا ممتنة لك ..قد ايش فرحانه انك أخويه .. قد ايش أشكر ربي انه رزقني بأخو زيك .



رفع رأسه بصدمة و همس : جوري !! .



استطردت بابتسامة عذبة: انتا عوضتني عن بابا .. صحيح ما كنت تتكلم معايا كثير .. و لا أشوفك كثير .. لكن .. يكفي اني كنت أحس بالأمان و الفخر كل ما شفتك .. و .. و أنا دحين .. مـ .. مالي أحد .. يعني .. مـ .. ما أقدر أرجع و أعيش معاها .. و أنا أعرف إنها لسا على وضعها القديم .. و .. و إذا .. إذا تبغى تشوفني .. يكــ .. يكون الموضوع ...... بحـ .. بحضورك شخصيًا .



و عادت لتنظر إليه مجدداً و الدموع تلمع في عينيها : و ...... هذا كل اللي عندي .



لم ينبس ببنت شفه بل اكتفى بالنظر إليها ..إلى .. طفلته .. كما يسميها .. طفلته .. التي كبرت الآن و أصبحت فتاة شابة ، أشاح ببصره و لاح على شفتيه شبح ابتسامة و هو يغمم : كبرتي يا جيجي .. أول مره أحس .. انك .. كبيره.



و بالرغم من ألمها و الدموع التي تغرق وجهها ضحكت قائلةً : لا يا حبيبي .



ووضعت يدها على خاصرتها مردفة باستعلاء : أنا من أول كبيره .. بس انتا اللي يبغالك نظارات .



اقترب منها و هو يكرر كلامها ساخراً : أنا يبغالي نظارات ؟؟؟؟!!!! ..



و عندما توقف أمامها ، تذكرت شيئاً ما ، قالت بخفوت : توتو .. متى راح تتزوج .. سمعت أول إنك راح تتزوح .. اش سار على موضوعك ؟؟ .



لم يرق له سؤالها و ظهر ذلك جلياً على وجهه ، عاد إلى مكتبه و هو يقول بجفاء : كنسلت الموضوع .



تحدثت باندفاع : ليييييييييييييييه .. اذا ما عندك خبر تراك عجّزت .. ما بقيلك شي وتطق الثلاثين .



ابتسم وهو يقول : يلا .. روحي و كملي أكلك .



أومأت برأسها على مضض و هي تهمس : ما راح أسيبك يا خبلون إلين تتزوج .



رفع أحد حاجبيه و سألها : اش قلتي ؟؟ .



رفعت رأسها و هتفت بنظرةٍ حانقة : مالك دخل .



و أشاحت بوجهها في دلال قبل أن تغادر المكان .




@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@




جده




القصر




35 : 4 عصراً




كانت منهارة تماماً ، لم تتوقف عن البكاء طوال الساعات السابقة التي تلت الحادث .



صفعت نفسها و هي تصرخ و تشهق: آآآآآآآآآآآه .. أنا السبببببب ..أنا المسؤوولة .. آآآآآآه .. ليش خليتها تطلع .. ليش أعطيتها المنظار .. ليييييييييييييش .



عقدة الذنب تنهش قلبها و تؤنب ضميرها وضعت كفيها على وجهها و ..



~ رهف ماتت يا مرام .. ماتت .. ماااااااااااااااااااتت ~



انفجرت تضحك بشكل هستيري ثم أخذت تهز رأسها و هي تصيح : لاااااا .. لااااااااااااااااااااااا .. مــــــا مـــاتــت ..مـــــــــا مـــــــــــــاااااااااااااااااااتــــــــــــــــ ـــت .



~ إلا .. ماتت بعد حاث السياره .. ماااااااااااااااااتت .. ماتت ~



اعتصرت رأسها بكفيها و صراخها يدوي في الجناح : لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ..أقـــــــــــلــــك مـــــــــــا مــــــــــــــــاتـــــــــــت .. مــــــــــــاااااااااامـــــــــــــــاتـــت .. ما تـــــــــــــــــــــفــــــــــهم ؟؟؟؟.



~ مرام .. انتي السبب .. اقتلي نفسك عشان تكفرين عن اللي سويتيه .. اقتلي نفسك يا مـــــرام .. اقتلينفسك ~



نهضت من مكانها و أخذت تدور في الحجرة و هي تبكي بعنف : لا .. لا .. مـــــــــــــــا راح أقــــــــتــــل نـــــفــــــســـــي .. لاااااااااااااااااااااااا .. لا تـــــــــــقـــلـــي اقــــــــــتــلــي نــــــــفـــــســـك .. لااااااااااااااااااا .



أمسكت بالتحفة الموضوعة على الطاولة و ألقتها بكل قوتها على الجدار و هي تصرخ: انـــــــــقلللععععع .



تحطمت التحفة و تناثرت قطعها الخضراء الزجاجية في أنحاء الغرفة ، اصدم شعاع الشمس بإحداها فانعكس الضوء الأخضر على وجه مـــــرام ، شهقت .. و تعلق نظرها بجزء من الغرفة صرخت في ذعر و استدارت ركضاً : لااااا .. أســـــــــــــد فـــــــــــ الغرفه .. أســــــــــــــد .. أســـــــــــــــــــــــــاااااااااااااااااااااد .. لاااااااااااااااا .



تصلبت قدماها عندما شعرت بمن يمسكها مع كتفيها أخذت تلهث في شدة و هي مطرقة برأسها ، رفعته ولم تكن الرؤية واضحة جداً كانت تحس بدوار شديد ، همست من بين دموعها الساخنة : تركي ؟؟ .



أتاها الرد فوراً : لا .



حاولت أن تدقق النظر و هي تتراجع إلى الخلف و لكنه لم يسمح لها بالابتعاد ، بل أطبق على كفيها و قال بحنو : مرام .. اهدي شويه .



قطبت حاجبيها فانسابت الدموع المتجمعة في عينيها ، همست بخوف: انتا مين ؟؟ .



وضع كفه على وجنتها و قال : أنا عمّار .



شهقت في رعب و صرخت : لاااااااااااااااااااااا .



قطب حاجبيه و سمح لها بالتراجع ، تراجعت للخلف خطوة و انهارت فاقدة الوعي ، أسرع بحملها قبل أن تقع على الأرض ، تأملها للحظة قبل أن يضمها إلى صدره بشوق عميق ، طبع قبلةً دافئة على رأسها ثم تطلّع أخرى إلى وجهها المحمر المبلل بالدموع و خصلات شعرها المتناثرة حوله بشكل طفولي ، تلك الخصلات السوداء التي أضفت على وجهها جمالاً بريئاً دافئاً ، اعترى الألم ملامحه الحزينة فأغمض عينيه و هز رأسه لينفض ذكريات مريرة اندفعت إليه ، توجه بها نحو السرير و بعد أن انتهى من تغطيتها التفت إلى الخلف و قال : ليش ما علمتني من بدري .؟؟ .



عقد تركي يديه أمام صدره و أجابه : حضرتك اللي تأخرت .. وحالتها ما ساءت إلا من شهرين تقريبًا .



نظر إليها عمّار مجدداً و سأله : و ين أدويتها ؟؟.



أدخل تركي يده في جيبه و أخرج ورقة مطوية .. فردها و مدها لعمّار الذي أخذ يقرأ ما خط عليها.



كان تركي متأكدًا بأن وراء انفصالها عن زوجها سبب ما و هذا ما دفعه للبحث عن الدواء ، تأمل عمّار طويل القامة عريض المنكبين ، مفتول العضلات ، أصلع الرأس ، يرتدي نظارات طبية أنيقة خلفها عينان دائريتان سوداوان ذات أهداب قصيرة و ترتكز على أنف ذا أرنبة عريضة تحته شفتان غليظتان ، و سأله دون أن ينظر إليه : تعرف اش نوع مرضها ؟؟ .



فرك عمّار جبهته في توتر و قال : ايوه .. فصام متناثر أو .. فصام الشباب.



نظر إليه تركي في تساؤل : و يعني ؟؟ .



جلس عمّار بجوار السرير و أجابه : يعني ضعف في التركيز و تقلب في المزاج و خلط ذهني ..و أفكار غريبه .. حتى الكلام ما يكون مترابط .. و فـ أحيان كثيره تسمع أصوات تحرضّها إنها تسوي شيء معين .. يمكن عشان كذا حاولت تنتحر ، يعني كانت تسمع أحد يقلها اقتلي نفسك .



و وضع كفيه تحت ذقنه و هو يغمم : يبغالها عناية كبيرة .. وضعها حرج .



تأمله تركي قليلاً ثم قال : أفضل انك تخرجها من هنا و تعالجها برا .



التفت إليه عمّار وغمم بجفاء: لا تشيل هم .. ما راح نثقل عليك .. أنا داري انك مو طايق جلستها عندك .



و نهض من مقعده و هو يقول : دحين أجهز ترتيبات السفر .. بس .. أعتقد انه راح يكون عندك شوية ضمير ..و تخليها هنا إلين ما تتقبل فكرة وجودي في حياتها مره ثانيه .



ابتسم تركي في سخرية و قال: خليها .. على كل حال هوا أولاً وآخراً بيتها .. و في نفس الوقت جنب بيتي .. و أنا ما أبغى عندي مجانين في القصر .



و خرج من الحجرة ، تنهد عمّار في ضيق و أغمض عينيه ثم هز رأسه في أسى : يا ربي ..



اش راح أسوي دحين ..؟؟ .




@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



** الثـــــــــــــــلاثــــــــــــاء **



جدة




المستشفى




00 : 10 مساءً




وضعت يدها على رأسها في إعياء شديد و الدوار يعصف برأسها، كانت تحس بملمس الشاش الأبيض و الضمادات تحت يدها ، أزاحت يدها المعافاة إلا من جروح بسيطة و مضت تتطلّع إلى المنظر الذي أمامها دون أن تنبس ببنت شفه ، كانت عاجزةعن الكلام أو التفسير و هي تنظر إليه واقفًا بمعطفه الأبيض و السماعة الطبية حول رقبته و في نهاية الحجرة هناك أخرى ترتدي زيًا بذات اللون الأبيض و تنظر إليها من البعيد ، عادت ببصرها التائه إلى الطبيب فشعرت بغشاوة بيضاء على عينيها صاحبها خيط من الألم اخترق عقلها ، تأوهت في إرهاق شديد و عادت تغمض عينيها و هي تضع يدها على رأسها .



اقترب الطبيب ببطء و جلس على المقعد المجاور ، سمعت صرير الكرسي و هويتحرك على البلاط فاشتدت أعصاب وجهها بتوجع ، لم تقوى على فتح عينيها و صوت رجل ماينساب إلى أذنها كأنه يأتي من بئر عميقة : كيفك دحين ؟؟ .



حاولت أن تحرك شفتيها و لكنها عجزت ، أرخت يدها مجددًا و همست بعد عناء : راسي يعورنيييي .


أومأ برأسه في تفهم و مد يده يلتقط الملف على الطاولة المجاورة قبل أن يفتحه ، ضغط على مؤخرة القلم الفضي ليخرج رأسه ثم بدأ بالخط على الورق و هو يقول متعمداً : لاتشيلين هم .. طبيعي هذا التعب بعد الحادث .


فتحت عينيها ، و نظراتها التائهه معلقة بالسقف الأبيض ، حركت أصابع يديها للحظة ، و هي تبحث عن تساؤل ما في عقلها ،و عندما عجزت .. همست باستنكار : حادث ؟؟!!!!! .


توقف الطبيب عن الكتابة و أخذ يتفحص تعابير وجهها بنظراته الخبيرة و قال : انتي وين الآن ؟؟


مدت يدها الضعيفة ببطء ثم وضعتها على وجنتها الباردة ، أخذت تمرر أصابعها عليها و هي تكرر الكلمة السابقة بحاجبين معقودين و صوت خافت : حادث ؟؟!! .. حادث ؟؟!!! .
حاولت أن تبحث عن شيء في ذاكرتها عن حادث ما وهي تنقل بصرها من الطبيب ليدها وقدمها المغطاتين بالجبس وعندما لم تحر جوابا حاولت تذكر أي شيء لكنها سرعان ما أغمضت عينيها بشدة والآلام تنتشر في رأسها مجددًا دفعها لأن تصرخ و هي تضع يدها عليه: راســـــيييييييييييـي .


هتف الطبيب و هو يغلق القلم : معليش .. معليش يا رهف .. كم يوم و إن شاء الله يخف الألم .. لا تحاولين تفكرين كثير .. و ريحي نفسك لأقصىدرجه .


وحين همست بحيرة وهي تتأمل السقف بجمود : رهف !! رهف !! رهف !!.
نهض من مكانه و وجه بضع كلمات إلى الممرضة و هو ينظر إلى المحلول المعلق ، أغلق الملف بعد ذلك و خرج مع الباب ليجد شابًا وسيمًا يقف في الجهة اليمنى و هو ينظر إليه بترقب ،قال على الفور و بنبرة شبه واثقة : فقدان ذاكره ؟؟ .


زفر الطبيب و هو يغلق الباب و قال بخفوت : صعب إني أأكد هذا الشي لأن الضربه كانت على راسها .. يمكن التوهان اللي هيا حاسه فيه بسبب الضربه .. عشان كذا لازم نستناها تتعافى و بعدها راح يبان اذا انضرب مركز الذاكره .. لكن يا أستاذ تركي .. ما أقدر أنكر إنه في اشتباه فقدان.


أومأ تركي برأسه و هو يشيح ببصره بضيق فقال الطبيب : لا تشيل هم .. إن شاء الله ربي بيفرجها .. و أول ما أتوصّل لأي شي راح أتصل عليك فورًا .. و الممرضات راح يتانوبون على الجلوس معاها 24 ساعه .. و الآن .. أنا مضطر أمشي .


التفت إليه تركي و قال باحترام : جزاكِ الله خير يا دكتور .


ابتسم الطبيب قائلاً : و إياك .


ثم تركه و غادر .. ، أما تركي فقد عقد يديه أمام صدره .. و أخذ يسير في الممرالهادئ و هو يحدث نفسه هامسًا : يا ترى فقدتي ذاكرتك يا بنت حسن و لا لسا.
زفرفي حرارة ثم استطرد : إذا نسيتي كل شي .. فالخطه راح تتغير .


ثم مسح وجهه المرهق بكفيه و سار نحو المصعد.







.





.




.





.


الــــــــــــــسبـــــــــــــت




في إحدى طرقات مدينة تبوك




00 : 10 صباحًا




لم يتمكن من رؤيتها و هو يجلس مرغمًا في تلك السيارة التي تقوده إلى حيث يُعقد القرآن و إلى جواره يجلس الرجلان اللذان تشاجرا معه في الشقة، كان يتمنى أن يخنقها بيده ليقتلها قبلهم جمعيًا ، تلك الحقيرة في نظره و التي أرخصت نفسها بتلك الصورة المشينة ، شعر بالدماء تغلي في عروقه و قلبه يخفق و يخفق ، عقله الثائر يبحث عن إجابة لاختفاء عبيد و مصلح من بهو المبنى وقت نزوله ، لا شك بأنهما متواطئان مع هذه الجريمة النكراء كما يبدو .. حاول أن يتنفس الصعداء و عيناه معلقتان بتلك السيارة البيضاء التي تسير إلى جوارهم و يقودها طلال و الفرح ينطق في ملامحه ، حاول أن يمد بصره أكثره ، علّ نظراته النارية تحرق عينيها لو نظرت إليه .. تلك الخبيثة ، و لكن طلال تجاوزهم بسرعة كبيرة ، فضحك الرجل الذي يقود السيارة و هتف : مستعجل الأخ.




@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



الرياض




الشركة




مكتب أبو فيصل




30 : 1 ظهراً



هب أبو فيصل من مقعده و هو يصرخ في سماعة الهاتف : يالأهــــــبــــللللل كيف خليتهم يضحكون عليك



بذي الطريقه .



أجابه ياسر في توتر : عمييي و اللي يعافيكأنا ف وضع ربي عالم به .. مانيب ناقص أي تهزيء .



صرخ أبو فيصل مجدداً بغضب حقيقي: لأنك غبي و متخلففف .. في أحد يوقع في المشكله اللي انت وقعت فيها .. هذا وانت ياسر .. يعني بالله ما قدرت تفك نفسك من خطتهم القذرررره .



تنهد ياسر في غيض : عمييييييي .. أقلك تجمعوا علي الثلاثه .. و الله الموضوع تم بسرعه ..



و الله إلى الآن موب مستوعب شي .



شعر أبو فيصل بوضع ابن أخيه الحرج ، حاول أن يهدئ من ثورته قليلاً و هو يهتف : ليش ما دقيت علي و لا على واحد من عيال عمك .. يجي يفكك من ذي المصيبه قبل ما تصير .. والحين هم ويــــن لا بارك الله فيهم الـ####### و بعدين فين عبيد و مصلح ؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!! .



هز ياسر رأسه في ضيق : ما أدري .. ما أدري .. مختفين ولا شفتهم من اليوم اللي جيت فيه .. كل شي تم بسرعه .. ما أدري كيف .. حسيت نفسي مثل المسير .. و .. مـ .. ما أدري .. والحين كل الصور عندهم .



جلس أبو فيصل على مقعده و بعد لحظة صمت قال بصوت مرتفع : اسمع .. تترك كل شغلك هناك ..



و ترجع .



سأله ياسر : و الدوره ؟؟.



صرخ أبو فيصل : إخــــذوووهااا .. بالبلى اللي ما يردها .. شف مصيبتك و بعدين فكر بالدوره .. الحين ترجع الرياض .. ما تنتظر و لا دقيقه ..و جيب معك الـ##### لا تبهذلها الحين .. خليني أشرب من دمها لجل تطلع الصور من عيونهم .. ســـمــــعــــت؟؟؟!!!! .



أغمض ياسر عينيه بضيق و هو يقول: ايه .



هتف أبو فيصل : و لا تخاف .. أبوك ما بيدري عن شي .. الموضوع بيكون بيني و بينك .



شعر ياسر براحة شديدة هذا أكثر ما كان ُيهمه في الأمر ..والده العصبي .. الشرس .. الذي لا يعترف بمبدأ النقاش و التفاهم .



تمتم بخفوت: تسلم يالغالي ..خففت عني .. وريحتني من حمل ثقيل .



زفر أبو فيصل بضيق : انتم يا عيالي ما يجي من وراكم إلا البلى ..يلا بس .. انتبه لنفسك .. سلام .



أغلق سماعة الهاتف و اتكئ بمفرقيه على المكتب و هو يقول بحنق : يالأهبل .. دبسوك فـ زواج قذر ..



و الله انك على نياتك .




.






و في تبوك حيث الشقة المشؤومة





--------------------------------------------------------------------------------

جدة




القصر




مكتب تركي




30 : 1 ظهرًا




....... : جوري ؟؟ .



الغصة تخنقها و الكلمات محبوسة في صدرها ، لا سبيل إلى الفرار فقلبها .. مرهق .



نادها مرة أخرى : جيجي ؟؟ .. طالعي فيني .



تساقطت دموعها على كفيها و انطلقت شهقاتها المكتومة من بين شفتيها ، تنهد في حرارة و أشاح بوجهه و بعد لحظة تمتم : خلاص .. تقدرين تطلعين .



هتفت بحرقة : لاااا .



التفت إليها في صرامة قائلاً : قلتلك خلاص ..أنا مقدر وضعك و راح أتصرف بنفسي .



هزت رأسها في ألم و نهضت من مكانها ثم توجهت إلى النافذة و مضت تتأمل حوض السباحة في الخارج و من حوله الأعشاب الخضراء و الأزهار ، تمتمت : تركي .. أنا ما أبغى أثقل عليك أكثر .. بس .. هذي أمي .. أمي .



انفجرت بالبكاء و أردفت : انتا ما تدري قد ايش صعب عليا إني أتقبل هذا الكلام .. صعب .. صعب .



نهض من مقعده و وضع يديه على المكتب قائلاً: قلتـ



قاطعته على الفور : أنا أدري انه واجب عليا إني أحدد و أعطيتني فرصة عشان أفكر .. بس .. ما قدرت .



و التفت إليه و الدموع تملأ وجهها : تركي .. أنا أحبها .. أحبها .. لكن كل ما أتذكر المنظر .. أحس .. أحس ..



اختنقت الكلمات في صدرها فهزت رأسها في أسى ثم أشاحت بوجهها و تركت العنان لدموعها ، أطرق برأسه و لم يحر حديثًا .. لم يكن شيءٌ يمنعه من تحطيم ساميه سوى نظرة واحدة إلى عيني تلك الطفلة التي يحبها ، كان يدرك أن متعلقة بوالدتها ، و رغم كل شيء .. تبقى والدتها .. ربما هو بالذات من يدرك مرارة فقد الأم لذلك يتراجع دائمًا عن قراراته بشأن زوجة أبيه ، لا يريد أن ينتزعها منها بدون أن يوضح لها الأمر بصراحةٍ تامة .. هي أمها و لها الحق في الذهاب إليها و زيارتها لكنه لن يتركها تعيش معها و هي بوضعها المشين ذاك.



تنفست الصعداء ثم عادت لتقول : انتا ما تدري قد ايش أنا ممتنة لك ..قد ايش فرحانه انك أخويه .. قد ايش أشكر ربي انه رزقني بأخو زيك .



رفع رأسه بصدمة و همس : جوري !! .



استطردت بابتسامة عذبة: انتا عوضتني عن بابا .. صحيح ما كنت تتكلم معايا كثير .. و لا أشوفك كثير .. لكن .. يكفي اني كنت أحس بالأمان و الفخر كل ما شفتك .. و .. و أنا دحين .. مـ .. مالي أحد .. يعني .. مـ .. ما أقدر أرجع و أعيش معاها .. و أنا أعرف إنها لسا على وضعها القديم .. و .. و إذا .. إذا تبغى تشوفني .. يكــ .. يكون الموضوع ...... بحـ .. بحضورك شخصيًا .



و عادت لتنظر إليه مجدداً و الدموع تلمع في عينيها : و ...... هذا كل اللي عندي .



لم ينبس ببنت شفه بل اكتفى بالنظر إليها ..إلى .. طفلته .. كما يسميها .. طفلته .. التي كبرت الآن و أصبحت فتاة شابة ، أشاح ببصره و لاح على شفتيه شبح ابتسامة و هو يغمم : كبرتي يا جيجي .. أول مره أحس .. انك .. كبيره.



و بالرغم من ألمها و الدموع التي تغرق وجهها ضحكت قائلةً : لا يا حبيبي .



ووضعت يدها على خاصرتها مردفة باستعلاء : أنا من أول كبيره .. بس انتا اللي يبغالك نظارات .



اقترب منها و هو يكرر كلامها ساخراً : أنا يبغالي نظارات ؟؟؟؟!!!! ..



و عندما توقف أمامها ، تذكرت شيئاً ما ، قالت بخفوت : توتو .. متى راح تتزوج .. سمعت أول إنك راح تتزوح .. اش سار على موضوعك ؟؟ .



لم يرق له سؤالها و ظهر ذلك جلياً على وجهه ، عاد إلى مكتبه و هو يقول بجفاء : كنسلت الموضوع .



تحدثت باندفاع : ليييييييييييييييه .. اذا ما عندك خبر تراك عجّزت .. ما بقيلك شي وتطق الثلاثين .



ابتسم وهو يقول : يلا .. روحي و كملي أكلك .



أومأت برأسها على مضض و هي تهمس : ما راح أسيبك يا خبلون إلين تتزوج .



رفع أحد حاجبيه و سألها : اش قلتي ؟؟ .



رفعت رأسها و هتفت بنظرةٍ حانقة : مالك دخل .



و أشاحت بوجهها في دلال قبل أن تغادر المكان .




@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@





جده




القصر




35 : 4 عصراً




كانت منهارة تماماً ، لم تتوقف عن البكاء طوال الساعات السابقة التي تلت الحادث .



صفعت نفسها و هي تصرخ و تشهق: آآآآآآآآآآآه .. أنا السبببببب ..أنا المسؤوولة .. آآآآآآه .. ليش خليتها تطلع .. ليش أعطيتها المنظار .. ليييييييييييييش .



عقدة الذنب تنهش قلبها و تؤنب ضميرها وضعت كفيها على وجهها و ..



~ رهف ماتت يا مرام .. ماتت .. ماااااااااااااااااااتت ~



انفجرت تضحك بشكل هستيري ثم أخذت تهز رأسها و هي تصيح : لاااااا .. لااااااااااااااااااااااا .. مــــــا مـــاتــت ..مـــــــــا مـــــــــــــاااااااااااااااااااتــــــــــــــــ ـــت .



~ إلا .. ماتت بعد حاث السياره .. ماااااااااااااااااتت .. ماتت ~



اعتصرت رأسها بكفيها و صراخها يدوي في الجناح : لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ..أقـــــــــــلــــك مـــــــــــا مــــــــــــــــاتـــــــــــت .. مــــــــــــاااااااااامـــــــــــــــاتـــت .. ما تـــــــــــــــــــــفــــــــــهم ؟؟؟؟.



~ مرام .. انتي السبب .. اقتلي نفسك عشان تكفرين عن اللي سويتيه .. اقتلي نفسك يا مـــــرام .. اقتلينفسك ~



نهضت من مكانها و أخذت تدور في الحجرة و هي تبكي بعنف : لا .. لا .. مـــــــــــــــا راح أقــــــــتــــل نـــــفــــــســـــي .. لاااااااااااااااااااااااا .. لا تـــــــــــقـــلـــي اقــــــــــتــلــي نــــــــفـــــســـك .. لااااااااااااااااااا .



أمسكت بالتحفة الموضوعة على الطاولة و ألقتها بكل قوتها على الجدار و هي تصرخ: انـــــــــقلللععععع .



تحطمت التحفة و تناثرت قطعها الخضراء الزجاجية في أنحاء الغرفة ، اصدم شعاع الشمس بإحداها فانعكس الضوء الأخضر على وجه مـــــرام ، شهقت .. و تعلق نظرها بجزء من الغرفة صرخت في ذعر و استدارت ركضاً : لااااا .. أســـــــــــــد فـــــــــــ الغرفه .. أســــــــــــــد .. أســـــــــــــــــــــــــاااااااااااااااااااااد .. لاااااااااااااااا .



تصلبت قدماها عندما شعرت بمن يمسكها مع كتفيها أخذت تلهث في شدة و هي مطرقة برأسها ، رفعته ولم تكن الرؤية واضحة جداً كانت تحس بدوار شديد ، همست من بين دموعها الساخنة : تركي ؟؟ .



أتاها الرد فوراً : لا .



حاولت أن تدقق النظر و هي تتراجع إلى الخلف و لكنه لم يسمح لها بالابتعاد ، بل أطبق على كفيها و قال بحنو : مرام .. اهدي شويه .



قطبت حاجبيها فانسابت الدموع المتجمعة في عينيها ، همست بخوف: انتا مين ؟؟ .



وضع كفه على وجنتها و قال : أنا عمّار .



شهقت في رعب و صرخت : لاااااااااااااااااااااا .



قطب حاجبيه و سمح لها بالتراجع ، تراجعت للخلف خطوة و انهارت فاقدة الوعي ، أسرع بحملها قبل أن تقع على الأرض ، تأملها للحظة قبل أن يضمها إلى صدره بشوق عميق ، طبع قبلةً دافئة على رأسها ثم تطلّع أخرى إلى وجهها المحمر المبلل بالدموع و خصلات شعرها المتناثرة حوله بشكل طفولي ، تلك الخصلات السوداء التي أضفت على وجهها جمالاً بريئاً دافئاً ، اعترى الألم ملامحه الحزينة فأغمض عينيه و هز رأسه لينفض ذكريات مريرة اندفعت إليه ، توجه بها نحو السرير و بعد أن انتهى من تغطيتها التفت إلى الخلف و قال : ليش ما علمتني من بدري .؟؟ .



عقد تركي يديه أمام صدره و أجابه : حضرتك اللي تأخرت .. وحالتها ما ساءت إلا من شهرين تقريبًا .



نظر إليها عمّار مجدداً و سأله : و ين أدويتها ؟؟.



أدخل تركي يده في جيبه و أخرج ورقة مطوية .. فردها و مدها لعمّار الذي أخذ يقرأ ما خط عليها.



كان تركي متأكدًا بأن وراء انفصالها عن زوجها سبب ما و هذا ما دفعه للبحث عن الدواء ، تأمل عمّار طويل القامة عريض المنكبين ، مفتول العضلات ، أصلع الرأس ، يرتدي نظارات طبية أنيقة خلفها عينان دائريتان سوداوان ذات أهداب قصيرة و ترتكز على أنف ذا أرنبة عريضة تحته شفتان غليظتان ، و سأله دون أن ينظر إليه : تعرف اش نوع مرضها ؟؟ .



فرك عمّار جبهته في توتر و قال : ايوه .. فصام متناثر أو .. فصام الشباب.



نظر إليه تركي في تساؤل : و يعني ؟؟ .



جلس عمّار بجوار السرير و أجابه : يعني ضعف في التركيز و تقلب في المزاج و خلط ذهني ..و أفكار غريبه .. حتى الكلام ما يكون مترابط .. و فـ أحيان كثيره تسمع أصوات تحرضّها إنها تسوي شيء معين .. يمكن عشان كذا حاولت تنتحر ، يعني كانت تسمع أحد يقلها اقتلي نفسك .



و وضع كفيه تحت ذقنه و هو يغمم : يبغالها عناية كبيرة .. وضعها حرج .



تأمله تركي قليلاً ثم قال : أفضل انك تخرجها من هنا و تعالجها برا .



التفت إليه عمّار وغمم بجفاء: لا تشيل هم .. ما راح نثقل عليك .. أنا داري انك مو طايق جلستها عندك .



و نهض من مقعده و هو يقول : دحين أجهز ترتيبات السفر .. بس .. أعتقد انه راح يكون عندك شوية ضمير ..و تخليها هنا إلين ما تتقبل فكرة وجودي في حياتها مره ثانيه .



ابتسم تركي في سخرية و قال: خليها .. على كل حال هوا أولاً وآخراً بيتها .. و في نفس الوقت جنب بيتي .. و أنا ما أبغى عندي مجانين في القصر .



و خرج من الحجرة ، تنهد عمّار في ضيق و أغمض عينيه ثم هز رأسه في أسى : يا ربي ..



اش راح أسوي دحين ..؟؟ .




@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@




** الثـــــــــــــــلاثــــــــــــاء **



جدة




المستشفى




00 : 10 مساءً





وضعت يدها على رأسها في إعياء شديد و الدوار يعصف برأسها، كانت تحس بملمس الشاش الأبيض و الضمادات تحت يدها ، أزاحت يدها المعافاة إلا من جروح بسيطة و مضت تتطلّع إلى المنظر الذي أمامها دون أن تنبس ببنت شفه ، كانت عاجزةعن الكلام أو التفسير و هي تنظر إليه واقفًا بمعطفه الأبيض و السماعة الطبية حول رقبته و في نهاية الحجرة هناك أخرى ترتدي زيًا بذات اللون الأبيض و تنظر إليها من البعيد ، عادت ببصرها التائه إلى الطبيب فشعرت بغشاوة بيضاء على عينيها صاحبها خيط من الألم اخترق عقلها ، تأوهت في إرهاق شديد و عادت تغمض عينيها و هي تضع يدها على رأسها .



اقترب الطبيب ببطء و جلس على المقعد المجاور ، سمعت صرير الكرسي و هويتحرك على البلاط فاشتدت أعصاب وجهها بتوجع ، لم تقوى على فتح عينيها و صوت رجل ماينساب إلى أذنها كأنه يأتي من بئر عميقة : كيفك دحين ؟؟ .



حاولت أن تحرك شفتيها و لكنها عجزت ، أرخت يدها مجددًا و همست بعد عناء : راسي يعورنيييي .


أومأ برأسه في تفهم و مد يده يلتقط الملف على الطاولة المجاورة قبل أن يفتحه ، ضغط على مؤخرة القلم الفضي ليخرج رأسه ثم بدأ بالخط على الورق و هو يقول متعمداً : لاتشيلين هم .. طبيعي هذا التعب بعد الحادث .


فتحت عينيها ، و نظراتها التائهه معلقة بالسقف الأبيض ، حركت أصابع يديها للحظة ، و هي تبحث عن تساؤل ما في عقلها ،و عندما عجزت .. همست باستنكار : حادث ؟؟!!!!! .


توقف الطبيب عن الكتابة و أخذ يتفحص تعابير وجهها بنظراته الخبيرة و قال : انتي وين الآن ؟؟


مدت يدها الضعيفة ببطء ثم وضعتها على وجنتها الباردة ، أخذت تمرر أصابعها عليها و هي تكرر الكلمة السابقة بحاجبين معقودين و صوت خافت : حادث ؟؟!! .. حادث ؟؟!!! .
حاولت أن تبحث عن شيء في ذاكرتها عن حادث ما وهي تنقل بصرها من الطبيب ليدها وقدمها المغطاتين بالجبس وعندما لم تحر جوابا حاولت تذكر أي شيء لكنها سرعان ما أغمضت عينيها بشدة والآلام تنتشر في رأسها مجددًا دفعها لأن تصرخ و هي تضع يدها عليه: راســـــيييييييييييـي .


هتف الطبيب و هو يغلق القلم : معليش .. معليش يا رهف .. كم يوم و إن شاء الله يخف الألم .. لا تحاولين تفكرين كثير .. و ريحي نفسك لأقصىدرجه .


وحين همست بحيرة وهي تتأمل السقف بجمود : رهف !! رهف !! رهف !!.
نهض من مكانه و وجه بضع كلمات إلى الممرضة و هو ينظر إلى المحلول المعلق ، أغلق الملف بعد ذلك و خرج مع الباب ليجد شابًا وسيمًا يقف في الجهة اليمنى و هو ينظر إليه بترقب ،قال على الفور و بنبرة شبه واثقة : فقدان ذاكره ؟؟ .


زفر الطبيب و هو يغلق الباب و قال بخفوت : صعب إني أأكد هذا الشي لأن الضربه كانت على راسها .. يمكن التوهان اللي هيا حاسه فيه بسبب الضربه .. عشان كذا لازم نستناها تتعافى و بعدها راح يبان اذا انضرب مركز الذاكره .. لكن يا أستاذ تركي .. ما أقدر أنكر إنه في اشتباه فقدان.


أومأ تركي برأسه و هو يشيح ببصره بضيق فقال الطبيب : لا تشيل هم .. إن شاء الله ربي بيفرجها .. و أول ما أتوصّل لأي شي راح أتصل عليك فورًا .. و الممرضات راح يتانوبون على الجلوس معاها 24 ساعه .. و الآن .. أنا مضطر أمشي .


التفت إليه تركي و قال باحترام : جزاكِ الله خير يا دكتور .


ابتسم الطبيب قائلاً : و إياك .


ثم تركه و غادر .. ، أما تركي فقد عقد يديه أمام صدره .. و أخذ يسير في الممرالهادئ و هو يحدث نفسه هامسًا : يا ترى فقدتي ذاكرتك يا بنت حسن و لا لسا.
زفرفي حرارة ثم استطرد : إذا نسيتي كل شي .. فالخطه راح تتغير .


ثم مسح وجهه المرهق بكفيه و سار نحو المصعد.







.





.




.





.




الــــــــــــــسبـــــــــــــت




في إحدى طرقات مدينة تبوك




00 : 10 صباحًا





لم يتمكن من رؤيتها و هو يجلس مرغمًا في تلك السيارة التي تقوده إلى حيث يُعقد القرآن و إلى جواره يجلس الرجلان اللذان تشاجرا معه في الشقة، كان يتمنى أن يخنقها بيده ليقتلها قبلهم جمعيًا ، تلك الحقيرة في نظره و التي أرخصت نفسها بتلك الصورة المشينة ، شعر بالدماء تغلي في عروقه و قلبه يخفق و يخفق ، عقله الثائر يبحث عن إجابة لاختفاء عبيد و مصلح من بهو المبنى وقت نزوله ، لا شك بأنهما متواطئان مع هذه الجريمة النكراء كما يبدو .. حاول أن يتنفس الصعداء و عيناه معلقتان بتلك السيارة البيضاء التي تسير إلى جوارهم و يقودها طلال و الفرح ينطق في ملامحه ، حاول أن يمد بصره أكثره ، علّ نظراته النارية تحرق عينيها لو نظرت إليه .. تلك الخبيثة ، و لكن طلال تجاوزهم بسرعة كبيرة ، فضحك الرجل الذي يقود السيارة و هتف : مستعجل الأخ.




@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@




الرياض




الشركة




مكتب أبو فيصل




30 : 1 ظهراً




هب أبو فيصل من مقعده و هو يصرخ في سماعة الهاتف : يالأهــــــبــــللللل كيف خليتهم يضحكون عليك



بذي الطريقه .



أجابه ياسر في توتر : عمييي و اللي يعافيكأنا ف وضع ربي عالم به .. مانيب ناقص أي تهزيء .



صرخ أبو فيصل مجدداً بغضب حقيقي: لأنك غبي و متخلففف .. في أحد يوقع في المشكله اللي انت وقعت فيها .. هذا وانت ياسر .. يعني بالله ما قدرت تفك نفسك من خطتهم القذرررره .



تنهد ياسر في غيض : عمييييييي .. أقلك تجمعوا علي الثلاثه .. و الله الموضوع تم بسرعه ..



و الله إلى الآن موب مستوعب شي .



شعر أبو فيصل بوضع ابن أخيه الحرج ، حاول أن يهدئ من ثورته قليلاً و هو يهتف : ليش ما دقيت علي و لا على واحد من عيال عمك .. يجي يفكك من ذي المصيبه قبل ما تصير .. والحين هم ويــــن لا بارك الله فيهم الـ####### و بعدين فين عبيد و مصلح ؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!! .



هز ياسر رأسه في ضيق : ما أدري .. ما أدري .. مختفين ولا شفتهم من اليوم اللي جيت فيه .. كل شي تم بسرعه .. ما أدري كيف .. حسيت نفسي مثل المسير .. و .. مـ .. ما أدري .. والحين كل الصور عندهم .



جلس أبو فيصل على مقعده و بعد لحظة صمت قال بصوت مرتفع : اسمع .. تترك كل شغلك هناك ..



و ترجع .



سأله ياسر : و الدوره ؟؟.



صرخ أبو فيصل : إخــــذوووهااا .. بالبلى اللي ما يردها .. شف مصيبتك و بعدين فكر بالدوره .. الحين ترجع الرياض .. ما تنتظر و لا دقيقه ..و جيب معك الـ##### لا تبهذلها الحين .. خليني أشرب من دمها لجل تطلع الصور من عيونهم .. ســـمــــعــــت؟؟؟!!!! .



أغمض ياسر عينيه بضيق و هو يقول: ايه .



هتف أبو فيصل : و لا تخاف .. أبوك ما بيدري عن شي .. الموضوع بيكون بيني و بينك .



شعر ياسر براحة شديدة هذا أكثر ما كان ُيهمه في الأمر ..والده العصبي .. الشرس .. الذي لا يعترف بمبدأ النقاش و التفاهم .



تمتم بخفوت: تسلم يالغالي ..خففت عني .. وريحتني من حمل ثقيل .



زفر أبو فيصل بضيق : انتم يا عيالي ما يجي من وراكم إلا البلى ..يلا بس .. انتبه لنفسك .. سلام .



أغلق سماعة الهاتف و اتكئ بمفرقيه على المكتب و هو يقول بحنق : يالأهبل .. دبسوك فـ زواج قذر ..



و الله انك على نياتك .




.






و في تبوك حيث الشقة المشؤومة




أغلق السماعة بألم و ألقى بجسده على المقعد خلفه و هو يزفر ، لا يدري كيف تم الأمر بهذه البساطة ؟؟ بل لا يدري كيف وصل إلى هنا من شدة التفكير .. كل ما يعلمه الآن أنه وصل إلى الشقة المشئومة و أن الخبيثة دفعها زوج أمها الحقير إلى الحجرة الأخرى و لم يراها أبدًا .



.



ما أكبره من هم .. ذلك الذي يحمله ..و ما أكبرها من مصيبة .. تلك التي وقعت على رأسه ، وضع يديه فوق رأسه و هو يشعر بصداع شديد ، هتف بتضرّع : يا ربي ..يا حي يا قيوم .. يا ربي فرج عني يا كريم .



رفع يديه و أخذ يدعو بدعاء الكرب بخشوع : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك عدل في قضاؤك ماض في حكمك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي و جلاء حزني و ذهاب همي .




*




ما أعظمها من لذة تلك التي يحصل عليها كل من اختلى بنفسه .. و انشغل بذكر الرحمن و مناجاته خالياً و دموعه تبلل وجهه و تغسل كل ما يعتمر في صدره من الهموم و الغموم .



ما أعظمها من لذة .. يشكو فيها إلى الله ما أهمه و ما أقض مضجعه و يسأله من رحمته الواسعة و عفوه و مغفرته و هو يعلم يقيناً بأن الله سبحانه و تعالى ..



# حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا #




*



مسح دموعه عن وجهه و هو يحس براحة كبيرة .. سبحان الله !!! ، قبل ذلك كان يشعر بأن الدنيا ضاقت عليه بما رحبت و لكن .. إنه التوكل على الله و تفويض الأمر إليه سبحانه .




.




نهض من مجلسه و خرج من الحجرة ثم توجه إلى الحجرة المجاورة و نظر إليها .. يا الله .. كم يكرهها .. كم يحقد عليها .. كم يشعر بالاشمئزاز منها .. كم يشعر برغبة في القيء كلما تذكر ما فعلته .. صك على أسنانه و قال : انقلعي و دوريلك شي تغطين فيه جسمك يالـ#########، بعد ساعتين طالع الرياض .



هي .. لم تنبس ببنت شفه بل اكتفت بوضعيتها .. برأسها المسجى على ركبتيها و لم تحرك ساكناً ، بكت في صمت عندما غادر الحجرة .. و هل توقفت عن البكاء طوال الفترة السابقة ؟؟. .



كانت غارقة وسط كومة من التساؤلات ، تساؤلات عديدة جدًا ، و من بينها الانقباض الذي تشعر به في قلبها عندما تتذكر طلال ، هل اغتال عفتها و طهارتها أم أنها لا زالت كما كانت ؟؟، ابتلعت ريقها و هي تصرف عنها هذا التفكير الذي لن يفيدها الآن ، و شغلت بالها بعقدة الذنب التي تمزقها و تغرس الطعنات في قلبها لأنها تواطأت معهم في هذه الجريمة ، و لكنها عندما تتذكر تلك المسكينة المسجاة على فراش المرض تتجلد بالصبر قليلاً .



يا إلهي !! .. اقشعر جسدها و هي تتذكر وجهه الممتقع أمام القاضي و نظراته الحارقة التي يلقيها عليها و التي أحست و كأنها تنزع عنها ثياب النقاء و الطهر و العفاف ، هو الآخر ضحية مثلها ، و لكنه الطرف الأقوى و بيده أن يقتلها لو أراد ، احتضنت نفسها عندما وصلت إلى هذه النقطة و غاصت بين ركبتيها أكثر و الخوف ينبض مع الدماء المندفعة من قلبها لينتشر في أجزاء جسدها .



تحاملت على نفسها و نهضت من مكانها تشعر بدوار شديد فلم تتناول طعاماً منذ مدة .. و كيف له أن يصل إلى جوفها و هي في هذه الحالة ؟؟ .



سارت ببطء و هي تستند بالجدار حتى بلغت باب دورة المياه ، أدارت رأسها إلى حيث حجرته خفق قلبها بعنف عندما تذكرت نظراته، أغمضت عينيها لتتساقط منهما دموع حارة ، وضعت كفها على شفتيها .. تمنع شهقاتها المتألمة ، أكملت طريقها إلى الداخل و أغلقت الباب خلفها ثم توقفت أمام المغسلة و ترددت قليلاً قبل أن تنظر إلى نفسها في المرآة .. رفعت بصرها .. و ..



: لاااااا ..



انطلقت صيحتها المخنوقة التي تلاها بكاءها الشديد ، جثت على ركبتيها و هي تصيح : آآآآه .. اش صار فيكِ يا تساهير ..اش صااااااااااااار ؟؟ .




@@@@@@@@@@@@@@



يُتــــــــــــــــبع

 
 

 

عرض البوم صور نوف بنت نايف   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة زهور اللافندر, ليلاس, اللافندر, الجنين, القسم العام للقصص و الروايات, عبرات, عبرات الحنين كاملة, قصه مميزة, قصه مكتملة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:39 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية