كاتب الموضوع :
نوف بنت نايف
المنتدى :
القصص المكتمله
--------------------------------------------------------------------------------
حجرة المعيشة
46 : 9 صباحًا
دلف إلى داخل الحجرة من بابها المطل على الحديقة فطالعته ربى بوجهها المحمر ، أغلق الباب خلفه و هتف : خير ؟؟ .
كانت يداها ترتعدان و وجهها شاحب ، و الكلمات تتصارع في صدرها تأبى الخروج ، اقترب منها و أمسك يديها و هو يسألها بقلق : يا بنــــت .. واشبك ؟؟.
ابتلعت ريقها ثم تمتمت بصوت متحشرج : اسمع .. بقلك شي .. أنا من أول كاتمته .
تأملها في قلق جمّ و قال : ربــ
قاطعته وهي تبكي : عزام ..الله يخليك .. أنا من أول ساكته .. بس خلاص معاد أقدر أتحمل أكثر .
أجبرها على الجلوس ثم نظر إلى عينيها قائلاً بحزم : قولي اللي عندك .
ابتلعت ريقها مجددًا ثم قالت بنبرة مرتعدة : أمـ .. أمس .. قريب الساعه أربعه في الليل ، طلعت الدور الثاني .
هتف عزام بنفاد صبر و هو يضغط على كفيها : طيب .
شهقت و هي تردف : كـ .. كنت أدور على عروب ، .. إلين لقيتها في الدور الثالث .
ثم انفجرت تبكي بحرقة و هي تهتف : و .. و .. فارس .
اختلج قلب عزام بين ضلوعه فأمسك كتفيها بقوه و صاح : فــــــــــــــارس و اشــــبــه .
هتفت بألم و حرقة : كان يتحرش فيها .
ارتد جسده في عنف و هتف بصدمة : ايـــــــــــش ؟؟!!!!!!!!!! .
استطردت من بين دموعها : ما عرفت اش أسوي ..هي كانت تبكي و هو مكمم فمها بيده ،قمت حطيت نفسي أناديها و قدرت أطلعها .
غطت وجهها بين كفيها كانت ترتعد كارتعاد كلماتها : واش أسوي ..ما قدرت اكلمها .. ما قدرت ..
جريت على غرفتها و قفلت الباب و للحين مو راضيه تفتح .
الدم أصبح يغلي في عروقه ، ثارت ثائرته وهب واقفاً وهو يصيح : الـــحــيـــو** .. أنا أوريه .
هبت ربى بدورها و أمسكته مع ذراعه : لاااااا .. عزام الله يخليك لااااا .. حنا فـ عزا الحين .
أزال يدها عن ذراعه بعصبية و هو يصيح : ربــــــــــىاااا .. ابعدي ..و الله لا أطبق الدنيا على راسه الــكـــلـ* .
خرج بسرعة متجاهلاً نداءاتها الراجية و توجه إلى الصالة المهيأة لاستقبال المعزين ، دلف إليها و الشرر يتطاير من عينيه ، دار ببصره في أنحاء المكان و لا وجود لفارس ، قطب نادر حاجبيه عندما لاحظ تلك النظرة و ذلك الوجه الغاضب، توجه نحوه و قال: عـز
قاطعه بغضب دفين و هو يتطلع إلى عينيه : وين فارس .. ؟؟ .
قال نادر في حيرة : داخل في المجلس الأزر
و لم يتم عبارته لأن عزام اختفى من أمامه ..
التفت نادر بقلق إلى فيصل و نواف و قد شعروا جميعهم بأن هنالك خطبٌ ما .
أسرع نادر خلفه و لحقه نواف ، أما فيصل فقد فضّل البقاء .
.
في داخل المجلس الكبير ، الذي يتميز بدرجات اللون الأزرق .
ضحك في سخرية و هو يتحدث في هاتفه المحمول : .. لا ياشيخ .. هذا اللي ناقص .. أقوووول اسكت .. بس نتظر العزا ينتهي و بعدين مسـ
: فـــــــــــــــــــــــــــــــــارس ..
التفت فارس في حده إلى مصدر الصوت و قبل أن يدرك هيئة المنادي ، لكمة قوية أصابت خده الأيسر سقط الهاتف على إثرها من يده ، تراجع إلى الخلف في صدمة و جحظت عيناه و هو ينظر إلى عزام الذي أمسكه مع تلابيبه و هو يصرخ : يالــــــــــــــرخمه يالـــحـــقـيـــر .
وجه إليه لكمةً أخرى في بطنه و أخرى على خده الأيمن ، تناثرت قطرات دم بسيطة من بين شفتي فارس ذلك الذي أدرك الأمر لتوه فاشتعل غضباً ، صرخ بغيض و اندفع نحو عزام بدوره ليشتعل الموقف أكثر و أكثر .
دلف نادر إلى المكان و شهق في فزع و هو يرى القتال الحامي ، صرخ : عـــــــــــزااااااام .. فـــــــــــاااارس ؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!.
ركض نحوهما برعب و لحقه نواف .
سقط فارس أرضاً لتسقط _الغترة _ و عقالها من فوق رأسه ، جثا عزام فوقه ، و أخذ يضربه بشدة ، قهر يزلزل أركانه و نيران محرقة تشتعل في صدره ، لم يعد يرى شيئاً أمامه سوى فارس و الدماء التي تغطي وجهه .
أمسك به نادر و صرخ : عزاااااام .. بااااااااااااس .. بـــــــــــــــــــــــــس .
دفعه عزام إلى الخلف و لهث في شدة و هو يواصل ضربه: اتـــــــــــــركني .. خليني أأدبه الحقير ، خليني أعلمه الأدب .. خااااااااااااااايــــــــــــن.. ما عنده ذمه و لا ضمير .
حاول فارس أن يدفعه باستماتة لكن لم يقدر ، احتقن وجهه و الدماء تشوش رؤيته و صرخ : ابــــــــعد عــــــــني يالـ####### .
هب نادر من مكانه و ركض إلى الخارج لينادي عمه و صراخهما يملأ المكان من خلفه ، اندفع نواف نحو شقيقه عزام و أمسك بكتفيه و هو يصيح : عـــزام لا تقتل ولد عمك .. تعوذ من ابـــــــــــــليس .
دفعه عزام هو الآخر فاستغل فارس هذه اللحظة و لطم عزام بكل قسوة على عينيه و هو يهتف : حـــــــــــل عنـــــــي يا خســـــــــــــيس .
تراجع عزام إلى الخلف من الألم مما سمح لفارس بالنهوض ، ولكن عزام استدرك الموقف سريعًا و اندفع نحو فارس مجددًا و غضب الدنيا مرسوم على وجهه و هو يصيح: والله ما راح أرحمك يالـ
.............. : عـــــــــــــــــــــــــــــــــزام !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
جدة
منزل حسن
في نفس اللحظات
ركضت نزولاً من الدور الثاني بعد أن فرغت من البحث و هي تصرخ بعصبية : مـــــــــــستــوراااااا .. مســــــتورااااااااااااااا .
أتت الخادمة تركض و ملامح الذعر على وجهها من شدة الصراخ : نأم مدام .
سارت هديل نحوها و هي تصرخ بعصبية : و ين رهــــــــف ؟؟؟؟!!!.
هزت الخادمة رأسها في حيرة و هي تقول : ما يئرف .
ضربت هديل بيدها على فخذها و هي تصيح : كـــــــــــــــيــف يـــعــــــــــني ما تعرفين ؟؟ .
هزت الخادمة كتفيها و هي تهتف بقلة حيله : و الله مدام ما في يأرف ..أمس في اجي بابا تركي .. أنا في فكي باب ..هوا في قول فين رهاف .. أنا قول فوق .
شهقت هديل في ذعر وأمسكت الخادمة مع كتفيها و صاحت : ايييييييييش ؟؟ تـــــــــــــركـــــــي ؟؟!!!! .. و مـــــــــــــــــــــيــن قــلّــك تــــــــفـــتـــحـــيــلـه ؟؟!!!!!!!!!!! .
اقشعر جسد الخادمه من شدة الخوف و هتفت تحاول الدفاع عن نفسها : هدا بابا هسن .. و الله بابا هسن .. هوا في قول افته باب .
صفعت هديل وجهها في صدمه و هتفت : أبـــــــــــــــــويــــه ؟؟!!! .
أومأت الخادمة برأسها في خوف و هتفت مؤكدةً : و الله بابا هسن .
صرخت هديل بهلع و هي تلوح بيدها: و بــــعــديـــن فــيـــن راحـــــــــت؟؟؟؟!!!..انــتـي فين كــنــتـي .. كيف مــا شـــــــفــتــيـها ؟؟ .
أجابتها الخادمة و قد أُغروقت عيناها بالدموع من عصبية هديل المفرطة : أنا في تأبان .. ألى طول في نوم .. ما يئرف مدام فين روه و الله ما يئرف .
احتقن وجه هديل من شدة الغضب فصرخت : خلاص روحي .
انطلقت الخادمة إلى المطبخ أما هديل فشهقت في ألم وانفجرت تبكي : يا حبيبتي يا أختي .. يا حبيبتي يا رهف .
دلف مازن إلى المنزل و هو يهتف بقلق : خــــيــــر ؟؟ .
التفتت إليه و قالت من بين دموعها : ما أدري .. ما أدري ، أبويه جواله مقفل .. وهيا جوالها هنا و الخدّامه تقول انه تركي أمس جا البيت و طلع فوق .. و راحت نامت ولا تدري عن شي .
قطب حاجبيه و سأل بصرامة مخيفة و قلبه يخفق بعنف: وهيا بأي حق تفتحله الباب ؟؟ .
أجابته في انهيار و هي تلقي بجسدها على الأريكة : تقول أبويه .. ما تسوي شي إلا بأمر أبويه ... آآآآه .. يا أختي .. آآآه يا حبيبتي .
استدار إلى الباب هاتفًا : أنا رايح أبلغ الشرطه .
قفزت من مكانها و صرخت: لااااا .. مازن استنى .
التفت إليها قائلاً في عصبية : اش تبغين .. البنت مختفيه .. و الكلـــ* هذاك يمكنه شالها .
وضعت يدها على كتفه و همست بصوت باكي : لا .. اسمعني ..أبويه و أنا أعرفه .. مستحيل يسمح لتركي يدخل البيت إلا إذا انكتب الكتاب .
هتف بصدمة : اش قصدك .. ؟؟ .
غممت بحرقة : قصدي واضح .. أبويه عنده الفلوس في المقام الأول و مستحيل يعطي تركي رهف إلا إذا استلم المهر و بعد كذا ما يهمّه زواج و لا شي ثاني ، أهم شي رهف تطلع من البيت .
غمّم بقلق : يعني كـ
قاطعته بصوت متهدج : ايوه .. خلاص .. انكتب الكتاب .. يعني هيا دحين مع زوجها .. واحنا ما في يدنا نسوي شي .. خلاص .. خلاص .
قال بعدم اقتناع : بس .. هديل .. لازم نتأكد ..
هزت رأسها نفياً و هي تحاول السيطرة على أعصابها المحترقة: متأكده .. بعد زواجي أنا و غدير متأكده .
سألها في حيرة : بس .. كيف ما بلغتكم ولا دقت عليكم .. كيف ما شالت جوالها ؟؟ .
عضت على شفتها بحنق ثم قالت : مازن .. إذا كنت تعرف حسن ناصر و اللي يختارهم لبناته .. فلا تسأل عن شي .
@@@@@@@@@@@@@@@@
الرياض
قصر أبو خالد
المجلس الأزرق
57: 9 صباحاً
التوتر كان سائداً على المكان و ما زاد الطين بله تلك الدماء التي غطت ثوب فارس و التي لم يسلم منها ثوب عزام .
تبادل نادر و نواف نظرةً قلقة و هما ينتظران الكلمات التي سينطق بها أبو فيصل الذي كان الشرر يتطاير من عينيه و هو يلقي نظرات التأنيب و العتاب على الطرفين المتقاتلين الجالسين على مقعدين منفصلين و طرح سؤاله مؤنبًا : واش المهزله هذي .. ؟؟ عزا جدكم و تضاربون ..ليش ؟؟ .. لهالدرجه شايفين الوقت مناسب.
أطرق كل منهما برأسه .
أردف أبو فيصل بعصبية : أعتقد ان موضوع الورث و الشركه بيجيب كل المشاكل و البلاوي اللي تكفينا ..جايين انتم الحين عشان تكملون الناقص .
و لم ينبس أحدهما ببنت شفه ، عقد أبو فيصل يديه أمام صدره و قال بصرامة : و الحين أبي أعرف واش سبب هالتصرف ؟؟.
صاح فارس في غيض : أنـا مالي دخـ
قاطعه أبو فيصل في قسوة : انت اسكت ،انت الوحيد اللي ما أنتظر منك شي ، عيال عمك كلهم قايمين بالعزا وانت مختفي مع مكالماتك الخايسه .
عض فارس على شفته بغيض و تأوه بألم عندما تذكر أنها لم تسلم من المعركة ، وضع كفه عليها ليمسح الدماء الغزيرة التي تدفقت و لا زالت تتدفق .
التفت أبو فيصل إلى عزام و صاح : عـــــــــزام .. تــــــــــكلم .
شعر عزام بالتوتر ..ماذا يقول ؟؟ ..كيف يبرر موقفه ؟؟ ..
استسلم لغضبه و عصبيته و لم يفكر بالعواقب فقاداه إلى حبل المشنقة .
هتف أبو فيصل مجددًا : عـــــزام ؟؟!! .
ابتلع ريقه و فارس ينظر إليه بتشفي ، كان يشك في أن ربى قد رأته ، فهو يعرف صوتها جيدًا و قد سمعه البارحة و هي تنادي عروب .
قبض عزام على كفه و رفع رأسه ببطء ليطالعه وجه عمه الصارم ، غمم: عمي .. أنـ .. أنا ..
سأله أبو فيصل بنفاد صبر : انت ايش؟؟ .
استجمع عزام طاقته و قال باختصار : مشكله بيني وبين فارس .
ساد الصمت بعد كلمته و فارس ينظر إليه بتساؤل حاقد ، أما أبو فيصل فقد قال معاتبًا : مشاكلكم المره الثانيه حلوها بدون طق و اذا ما قدرت تصبر انقلع برا انت وهو و فكونا من شركم .
لم يتعجب أحد من ردة فعله العادية ؛ لأنهم كانوا يعرفون مقدار تلك المعزّة الكبيرة التي يكنها عمهم لعزام و ثقته العمياء بكل ما يفعله .
التفت إلى فارس و صاح : فـــــــــــــاارس .
هب فارس من مقعده قائلاً بخوف : سم .
أشار إليه أبو فيصل بعصبية : فز مع عيال عمك بسرعه .
و غادر المكان ، لحقه فارس و لكن بعد أن منح عزام نظرةً حاقدة و هو يتوعده بيده .
.
تنفس نادر الصعداء ثم رفع هاتفه و اتصل على ياسر : ألو .. السلام عليكم .
رد عليه ياسر بخفوت: و عليكم السلام ..
قال نادر بحيرة: وينك انت للحين ما جيت ..يلا .. بيصلون عليه الظهر .
زفر ياسر في حرارة : صارت لي كم شغله .. المهم .. إن شاء الله خمس دقايق و أحرك على المطار .
رد عليه نادر : أوكي .. مع السلامه .
.
.
أغلق ياسر هاتفه ثم وضع رأسه بين يديه و تمتم : لا إله إلا الله .
تركي كان على الكرسي المقابل ، تحدث بهدوء : يلا .. توكل على الله و امشي .
رفع ياسر رأسه و سأله بعينين حزينتين : واش تبيني أقلهم ؟؟ .
هز تركي كتفيه ببساطة: عادي .. تعبانه مره و ما قدرت تجي .
أومأ ياسر برأسه ثم قال و هو ينهض : وانت .. ؟؟ لازم تحضر العزا .
أجابه تركي و هو يلتقط مجموعة أوراق من الطاولة بقربه : أدري ..بس مو فـ أول يوم .
قطب ياسر حاجبيه قائلاً بضيق : تركي .. هذا جدك .
نهض تركي من مكانه و اتجه نحو الباب و هو يقول : ياسر .. الحق الطياره لا يفوتك الإقلاع .
و لم تكد قدامه تطآن الممر حتى تصاعد رنين هاتفه نظر إلى شاشة جهازه فطالعه " رقم غريب ".
تردد للحظة قبل أن يجيب : ألو .
وصل إليه صوت رجل : ألو .. الأستاذ تركي ؟؟ .
أجابه تركي بحذر و هو مستمر في سيره : ايوه .. مين معايا ؟؟ .
.............. : عبّاس رأفت الـ*****.
الاسم ليس غريباً عليه (عبّاس رأفت ؟؟!!! )
كرر تركي الاسم : عبّاس رأفت؟؟!!! ..
أجابه عبّاس بصوته الثقيل: ايوه .. تذكرتني ؟؟ .
قطب تركي حاجبيه محاولاً التذكر ، ثم قال بنبرة شبه واثقة : العميد عبّاس رأفت ؟؟.
هتف عبّاس : ايوه .. أحسن الله عزاك ..و عظم الله أجرك .
قال تركي و هو يتوجه للشرفة المطلة على الحديقة : جزاك الله خير .
قال عبّاس على الفور : ما راح أطّول عليك يا ولدي بس .. أتمنى أشوفك في أقرب فرصة يا تركي .
فتح تركي الباب و هو يسأله : ليش .. في أي موضوع مهم ؟؟.
أجابه عبّاس مطمئنًا: لا أبداً .. بس نفسي أتطمن على ولد أعز أصحابي .
لم ترق نبرة صوته لتركي الذي توقف عن السير و قال : إن شاء الله .
ودّعه عبّاس قائلاً : في حفظ الله .
رد عليه تركي و هو يدلف إلى داخل الشرفة : مع السلامه.
وضع هاتفه داخل جيبه و أخذ يتأمل الحديقة للحظة و هو يتكئ بمرفقيه على السور .. عبّاس رأفت، و عبد الله صلاح الذي قابله عند المقبرة ، هذان الاثنان كانا من أعز أصدقاء والده ، و لكن مضت فترة طويلة على آخر لقاء بينهما 3 سنوات تقريباً ، زفر في حرارة و عاد إلى مكتبه ، ليجد عمر بانتظاره .
و قف فور رؤيته لتركي و قال باحترام : كيف أخباركم يا طويل العمر ؟؟ .
صافحه تركي مجيبًا: نحمد الخالق.
ثم أشار إلى المقعد بيده قائلاً : تفضل حياك .
جلس عمر ، و جلس تركي على المقعد الجلدي خلف المكتب ثم فتح الملف الذي أمامه : اكتملت البيانات ؟؟.
أومأ عمر برأسه و هو يقول : ايوه .. كل اللي طلبته عن أعمال الوالد الله يرحمه .
تصفح تركي الملف قليلًا ثم قال : إلا ما قلتلي يا عمر .. اش صار على طلبية الوالده اللي كلمت عنّها ياسين ، قدر يجيبها ؟؟.
ابتسم عمر و هو يتذكر والدته : إيوه وصلوا .. وكلهم عجبوها وأدّتهم أشغالهم ، معاد وحده تحاول فيني من أمس أخرّجها .. و لسّا أدور لها صرفه .
رفع تركي رأسه وسأله : ليه .. اشفيها ؟؟ .
هز عمر كتفيه : تقول كأنها رجال .. منظرها و هيئتها .. حتى وجهها ، يعني ما ارتاحتلها .
صمت تركي للحظة كأنه يفكر في شيء ما ، ثم قال و هو يغلق الملف : جيبها القصر .. أنا أدور لها شغله عندي .
رفع عمر حاجبيه قائلاً بابتسامة : و الله ؟؟.
نهض تركي من مكانه و نهض عمر و هو يستمع إليه: ايوه .. بس عجّل عليا لأني أبغاها تخلّصلي شغله ضروريه .
ابتسم عمر براحة : تآمر يا طويل العمر .
سار معه تركي إلى الباب الخارجي للدور الأول و بعد أن ودّعه رفع هاتفه المحمول و ضغط على رقم ما ، ثانيه واحدة و قال: ألو .. ياسين .. وقف الطلب .
أغلق الهاتف .. و خرج إلى سيارته .
@@@@@@@@@@@@@@@@
جده
أمام البحر
الفيلا
في نفس اللحظات
تحرك شعرها بنعومة مع نسمات الهواء العليلة ، و تعلق بصرها بالبحر الأزرق و أمواجه المتفرقة التي تبعث هديرًا تردد في أذنيها كأجمل لحن ، أغمضت عينيها و استنشقت الهواء بعمق .. فتحتهما و طالعتها الشمس التي أخذت تتسلل من بين الغيوم .. همست في صوت حالم : غريب جوّك يا جده .. الصيف قرب و السما غيوم .
ثم ابتسمت بمرح قائلةً : صادق اللي قال في جده تمر عليك فصول السنه كلها فـ يوم واحد .
و أردفت ضاحكة : واختباري النهائي يبدأ السبت و ما ذاكرت زي الناس .
نظرت إلى ساعتها و تأففت : من أول ما جيت و أنا قدام هذا الشباك .. اش الطفش هذا ؟؟.
حثت الخطى نحو الباب و منه إلى حجرة والدتها ، دلفت إليها : السلام عليكم .
نظرت إليها ساميه من جانب عينها و هي منشغلة بوضع مساحيق التجميل و هتفت بحنق : اش السلام عليكم حقتكِ هذي .. انتي بنوته .. قولي صباح الخير .. صباح الورد .. صباح النور .
زوت جوري ما بين حاجبيها و قالت : ماما .. إلقاء السلام سنه و رده واجب .
حركت ساميه شفتيها بامتعاض و هتفت : لقطينا بسكاتك و خليني أسوي المكياج .
زفرت جوري في حزن و جلست على إحدى الأرائك ، أخرجت مصحفها الصغير من جيبها و مضت تراجع شيئًا من حفظها ،و عندما انتهت أعادت المصحف إلى الجيب و والدتها مستغرقة في عملها، انتظرتها للحظات أخرى و عندما طفح بها الكيل تململت في مكانها و هي تهتف بضجر : يوووووووووه .. مامااااااااا .. طفشت و الله طفشت ..خلاص أبغى أرجع للقصر .. الله يخليكِ .
التفتت إليها والدتها و صاحت بغضب : مسرع طفشتي .
أغروقت عينا جوري بالدموع و هي تهتف بصوت باكي: اش أسوي .. انتي طول الوقت برا ..و أنا زي الجنيه لوحدي هنا و منتي راضيه تخليني أطلع أنا ما جيت هنا عشان تحبسيني .. طفشااااااااانه .
أخذت تتطلع إلى وجهها في المرآة بتمعن و قالت: أقلك احمدي ربك إني وافقت أجيبك .. بعدين عندي شغل .. ما تفهمين .
ثم رمت الماسكرا الزرقاء و التفتت إليها قائلةً : عندك الحديقه اطلعي تمشي فيها.
نهضت جوري من مكانها و أخذت تشد خصلات شعرها و تصيح:آآآآآآه .. يا ماما .. الحديقه مملللللللللله .. آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه .
أخذت تقفز في مكانها و هي تبكي : حتى جوالي مو معايا و التلفون مقفله عليه ف غرفتك .. ليييييييه .
هبت ساميه من مكانها و صرخت بعصبية : أوووووووووووه ..تراكي زودتيها .. فارقي عن وجهي يلااااا .
انفجرت جوري بالبكاء و ركضت إلى غرفتها .
أما ساميه فقد زفرت في حنق : أعوذ بالله ..طالعه نكديه على أبوها .. خليكِ تنحبسين عشان أشوف كيف تقدرين تكلمين هذاك الزفــــ* .
تصاعد صوت الموسيقى الصاخبة من هاتفها المحمول فركضت إليه بسرعة و هتفت بدلال: ألوووو .. هلا حياتي .. دحين دحين طالعه ، يلا سلااااااام .
حملت حقيبتها و خرجت بعباءتها المزركشة .. و .. بلا حجاب يغطي رأسها .
.
و في الحجرة
ألقت بنفسها على السرير و هي تبكي بقهر : ليييش يا مااامااااا .. ليييييييييش ؟؟.
ضربت بقبضتها على الوسادة في حنق : أنا اش سويتلك تعامليني كذااااا .. تركي أخويااا يعاملني أحسن منك .
شهقت بعنف ثم رفعت رأسها عن الوسادة و قفزت من فوق السرير ركضًا إلى خزانة ملابسها فتحتها و أخذت تفتش بين أغراضها في عصبية مفرطة و هي تبكي إلى أن وجدت دميةً صغيرة لدب أبيض في رقبته شريطةَ حمراء ، تفجرت دموعها أكثر و هي تضم الدب إلى صدرها بشوق وحنين مؤلم ، صاحت بألم : ويـــــــنــك يا أحـــــــمـــد ويــــــــنــك ؟؟؟ محتاجه أشوفك .. محتاجه أكـــــــــــــلـــــــــــمـك .
جثت على ركبتيها في انهيار و هي تهتف بحرقة : يــا ربي .. يا ربي ساعدني .. يا ربي حققلي أملي يا رب .. يا رب فـ الشي اللي يرضيك يا رب .
و أطرقت برأسها لتترك دموعها تنساب في انكسار جريح .
@@@@@@@@@@@@@@@@
جدة
المستشفى
00 : 9 مساءً
استيقظت منذ فترة ، لكنها كانت تشعر بدوار شديد ، و لم تلحظ الضمادات البيضاء التي تغطي معصميها إلا منذ دقائق معدودة ، لاحظت كذلك أن يديها و قدميها مقيدتان ، سرحت بعينيها بعيداً ، تحاول أن تتذكر شيئاً ما و حينها بدأت تحدث نفسها برهبة : يا الله .. يا مجنونه يا مرام .. انتي اش سويتي بنفسك ؟ اش سويتي؟؟ .
بكت في صمت ثم عادت لتقول : هذي آخرتها .. تبغين تقتلين نفسك يالمجنونه .. أصلاً انتي طول عمرك هبله و مجنونه ..طول عمرك غبيه و حقيره .
زفرت في حرارة و أردفت : بس .. بس أنا كل الناس يكرهوني .. كلهم ..عشان كذا أنا أبغى أمـــــــــــــوت .
عضت على شفتها بحنق ثم هتفت: يا للي ما تخافين ريك ، تبغين تنتحرين و تروحين جهنم وين بتلقين الراحه لو قتلتي نفسك .. نار الدنيا ولاّ نار الآخره ؟؟..
هزت رأسها بشدة و صرخت : آآآآآآآآآه ..خلااااااص .. يكفي .. يكفي .. يــــــــــــــــــكفيييييي .
................ : بـــــــــــــــس .
التفت بهلع إلى مصدر الصيحة و فغرت فاها بدهشة حينما وقع بصرها عليه ، دلف إلى داخل الغرفة و أغلق الباب خلفه ، ثم تقدم بهدوء و جلس على الأريكة القابعة في الركن و عيناه لا تفارقان وجهها الشاحب .
همست غير مصدقة : تــ .... تـــركي ؟؟ !! .
رمقها بنظرة نارية انعقد لها لسانها ، وضع يديه على ركبتيه ثم قال في صرامة : ليش وقفتي الدوا ؟؟ .
ارتجفت شفتاها للحظة ، شعرت خلالها و كأن أحشائها تذوب ، حاولت أن ترفع الغطاء لتخفي وجهها لكنّ يديها المقيدتين لم تسعفانها .
سألها مجددًا بذات الأسلوب : مدامك عارفه انك تعبانه .. ليش وقفتي العلاج ؟؟ .
أشاحت بوجهها و لم تنبس ببنت شفه .
لم ينتظر منها شيئاً و لكن تصرفاتها أكدت له شدة مرضها ، خوفها ، شحوب وجهها ، نظراتها الحائرة ، تصرفات لم يعهدها أبداً من تلك القوية الشرسة ، تلك الفتاة ذات اللسان السليط .
نهض من مكانه و قال ببرود: بكره راح تخرجين من هنا .. وأدويتكِ تبلعينها .. انتي عارفه وضعك تمام و ما يحتاج أحد يشرح لك .. و إذا تبغين تقتلين نفسك فارقي الرياض و لا تجلسين عندي هنا.. بعدين أعتقد إنك خلصتي جامعتك يعني وجودك دحين ماله أي مبرر .. ســـــمـــعـــــتـــي ؟؟ .
و لم تظهر أي استجابة .
تقدم نحوها و وقف عن يمينها ، لم تجرؤ أن ترفع بصرها إليه و لم تجرؤ أن تغير من وضعيتها لتشيح بوجهها إلى الجهة الأخرى ، كانت تشعر بالخدر في جميع أجزاء جسدها ، هو الوحيد الذي كرهت أن يراها في هذه اللحظة .. لحظة الضعف .. لحظة الجنون .
قال بجفاء : ما توقعتك أبداً جبانه لهذي الدرجه .. طلعتي سخيفه وتافهه ..وين طولة اللسان ..وين العناد الزايد ..و ين النصايح ..يا ..مــــــــــرام .
ندت من بين شفتيها شهقة مكتومة جعلت الدموع تتجمع في عينيها ، كلماته سببت لها صدمة كبيرة،
تركي ..ينطق بهذه الكلمات و كأنه .. كأنه ..
رفعت رأسها إليه علّها إن رأته ستجد الكلمة المناسبة ..
و لكنه ..
رحل ..
@@@@@@@@@@@@@@@@@
جدة
القصر
00 : 10 مساءً
منزوية .. في ركن تلك الحجرة الكئيبة ، ركبتاها مضمومتان إلى صدرها و رأسها يغط بينهما ، تعالى صوت معدتها الجائعة فضمت نفسها أكثر و هي تصارع دموعها ، ساعات قضتها على هذه الحالة ، في حجرة صغيرة كئيبة تشعرها بطعم الموت ، ليس هنالك سوى طرق على الباب و صوت خادمة من خلفه تخبرها بوقت الصلاة في كل مرة .
تمتمت بألم : دحين أنا اش سويتله يعاملني كذا ؟؟.
شهقت و هي تردف : أكيد مجنون .. و الله مجنون .
صمتت للحظة ثم رفعت رأسها بإعياء عندما تذكرت شيئًا : أو .. أبويه مسويله شي .
زمت شفتيها بألم عندما وصلت إلى هذا الاستنتاج و احتقن وجهها بدماء الغضب : هِيّا وحده من هذولي .
أمسكت بثوب الصلاة و فرشته على البلاط البارد ، قبل أن تستلقي فوقه علّها تمنح جسدها القليل من الراحة الوهمية .
و ..تداعت أعمدة الذكرى على صفحة عقلها ، انفجرت تبكي بحرقة : رااااااااااااااااااائد .. لاااااااااااااااا ..
يا حبيبي يا أخوييييييه .. أنا متأكده انه كذاااااااب .. انتا ما مت .. انتا ما مت ..لسا عاااايش .. راح تجي وتطلعني من هنا .. أنا متأكده انك ما رح تتركني و تروووووح .. هذاك المجنون كذاااااااب .. كذااااااااب .
تردد صدى شهقاتها في الحجرة و اختلط بصرير الباب المعدني و هو يُفتح ، شهقت في رعب وهبت جالسة في مكانها قبل أن .. تتجمد الدماء في عروقها و هي تتطلع إلى تلك المرأة .. عريضة المنكبين ، ضخمة الجسد ، قبيحة الملامح .
.
دلفت إلى الداخل بهدوء و توقفت و هي تحرك سلكًا في يدها ، تأملت رهف بنظرات متفحصة مخيفة ، هبت رهف على إثرها واقفةً و هي تهتف بخوف: انتي مين ؟؟ .
ابتسمت بخبث المرأة و لم تنبس ببنت شفه ، احتضنت رهف نفسها بيديها و عيناها معلقتان بذلك السلك الأسود الطويل بين يدي المرأة و هتفت برعب: اش تبغين مني ؟؟ .
تقدمت منها المرأة شيئًا فشيئًا و ابتسامتها تتسع بشكل مخيف ، انتفض جسد رهف و قدماها تهددان بالسقوط
انهمرت الدموع من عينيها عندما أدركت مبتغاها و صاحت: لاااااااا .. ابعدي عني الله يخليكِ .
اقتربت .. أكثر .. وعندما همّت رهف بالهرب جرّتها مع شعرها بقوه ، وضعت رهف يديها على جانبي رأسها و صرخت: آآآآآآآآآآآه .. سيبِينييييييييييييي .. شيلي يدكككك .
ضحكت المرأة في سخرية ورفعت يدها التي تحمل السلك قبل أن تسلخ به جسد رهف : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه .
انهارت على الأرض من شدة الألم و صاحت من أعماق قلبها: يا اللـــــــــي مــــا تـــــــخافين الــــــــــــــــلـه .
لم تعر بالاً لصراخ رهف بل جرتها مع ذراعها بقسوة شديدة ..و أسندت ظهرها إلى الجدار .. قبل أن تخرج من جيبها العريض حبلاً طويلاً ، صرخت رهف و هي تحرك يديها ورجليها في استماتة محاولةً الفرار : ابعدي عنييييييييييي .. أقلك سيبينيييييييييييييييي .. آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه.
صاحت في ألم عندما كبلت المرأة ساعديها و رجليها بالحبال في سرعة ، شهقت رهف في عصبية مفرطة تكتنفها الدموع و صرخت : لااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ..لا تسوين فيني كذااااااااااااااا .. لا اااااااااااااااااااااااا .
ضحكت المرأة و هي تتراجع إلى الخلف و انهالت عليها ضربًا بالسلك بكل وحشية ، صدرها ، بطنها ، قدماها ، حتى وجهها لم يسلم من تلك اللسعات الحارقة الموجعة .
اختلط صوت صراخ رهف و نحيبها بصوت السلك و هو يخترق الهواء ليرتطم بجسدها محدثًا صوتًا أشد إيلامًا: خلاااااااااااااااص .. معاد أتحمااااااااااالللللل .. يكفيييييييييييييي .. الله يخلييييييييييييييييييكِ .. لاااااااااااا .. هدييييييييييييييييييييل ..رااااائئئئئئئئئئد .. طلعونيييييييييي من هنااااااااااااااااااااااا .
أطرقت برأسها لأقصى ما تستطيع كأنها تنشد حماية وجهها الفتّان ، توقفت المرأة قليلاً فلم يرق لها هذا التصرف، مطت شفتيها و هزت رأسها نفيًا في اعتراض ثم نزلت إليها و قبضت على خصلات شعرها من الخلف ثبتت وجه رهف المبلل بالدموع نظرت إلي عينيها و
: آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
رسمت لسعة وحشيةً حارقة على وجهها .
رهف التي جمعت كل طاقتها المتبقية في صرخات .. اكتنزت كل الألم و كل العذاب ، و لكن ليس في قلب تلك الأخرى معنىً للرحمة .
و رددت تلك النغمات أركان الحجرة الكئيبة لتشهد على أبشع منظر احتواه القصر منذ تأسيسه .
.
ضربتها و ضربتها و ضربتها إلى أن تساقطت قطرات من الدماء الحمراء من بيني شفتي رهف .
تراجعت المرأة إلى الخلف و هي تنظر إلى الجسد المسجى على الأرض بلا حراك ثم رفعت ساعتها لترى 00 : 11 مساءً
ساعة كاملة قضتها في تعذيب جسد ناعم رقيق نزلت إلى الأرض و تحسست خصلة من شعر رهف المغشي عليها ، أخرجت المقص من جيبها و على شفتيها ابتسامة خبيثة .
@@@@@@@@@@@@@@
جدة
منزل أم مازن
30 : 11 مساءً
بكت في حضن خالتها أم مازن : آآآآآه .. آه يا خالتي .. آآآه .
هتفت هديل وهي تمسح دموعها : غدير ..خلاص .. ارحمي نفسك و اللي في بطنك .
صاحت غدير بألم : ليييييييش .. ليش يسوي فينا أبويه كذا ..يا نااااس .. هذا أخونا الوحيد .. حتى ما شفناه ..اندفن و ماشفناه.
صرخت منى بعصبية باكية:غدير .. خلاص .. احمدي ربك انك بين أهلك .. مو هذيك المسكينه اللي ما ندري عنها .
ابتعدت عن خالتها و صاحت في وجه شقيقتها : أنا نفسي أفهم .. هذا أبو ..هذا أبو اللي يرمي عياله كذا .
و انهارت مرةً أخرى ، أطرقت هديل برأسها و هي تمسح أنفها بالمنديل و تهمس: لا حول ولا قوة إلا بالله .
نهضت منى من مكانها و هي تخاطب غدير بنفاد صبر : انتي ما في أحد يجلس عندك .
و ركضت إلى غرفة أخرى و هي تشهق بألم .
قدمت خلود شقيقة مازن من المطبخ و هي الأخرى حمراء الأنف و العينين و هتفت: هديل .. جوالك يرن .
خفق قلبها بشدة و هي تركض لتأخذه منها ، كانت تتمنى أن تكون شقيقتها هي المتصلة و عندما رأت الرقم تحطم أملها ، و بضعف أجابت : ألو .
أتاها صوت مازن الخافت : السلام عليكم .
توجهت إلى مكان هادئ و هي تجيبه: و عليكم السلام و رحمة الله .
سألها : كيفك دحين ؟؟ .. و كيف أمي و أخواتي ؟؟ .
أجابته بصوت متهدج : الحمد لله .
قال باهتمام شديد : هاه .. ما وصلك شي من رهف ؟؟.
هنا انفجرت تبكي ،رفع مازن السماعة عن أذنه قليلاً و هو يحاول أن يحافظ على هدوء أعصابه وزفر في حرارة .. ثم عاد ليضعها على إذنه و يقول : هديل .. استهدي بالله .
همست بألم: لا إله إلا الله .
صمت للحظة ثم قال : أنا تقصيت عن تركي هذا و عرفت وين شركته و يوم السبت إن شاء الله أروح له و أتفاهم معاه .
هتفت هديل برجاء ممزوج بالأمل : ايوه .. ايوه .. الله يخليك يا مازن..الله يخليك .
..... : خلاص .. إن شاء الله خير .. يلا .. مع السلامه .
أنهت المكالمة ، ثم جلست على عتبة الدرج المؤدي للدور الثاني و يدها على جبينها هتفت برجاء : ياااااربي افرجها من أوسع أبوابك يا كريم .
@@@@@@@@@@@@@@@@@
|