الرياض
أحــد الفنادق
30 : 1 ظهراً
أرح جسده المنهك على الأريكة .. خلع شماغه عن رأسه ثم نظر إلى ساعته .. وضع يده على عينيه و استرجع أحداث الاجتماع ..نقاشه الحاد مع جده و أعمامه ..موفقه الأخير مع فارس ، تنهد في حرارة وهو ينهض من مكانه ..توجه إلى الثلاجة الصغيرة ..فتحها وأخذ منها زجاجة مشروبٍ غازي .. رشف منها رشفة ..
ثم رفع بصره بحدة إلى صوت أثار حواسه.. كانت شاشة هاتفه تضيء و رنين معتاد يملأ الجناح.. توجه إليه بصمت .. نظر إلى الرقم ثم قطب حاجبيه في ضيق و تجاهل المتصل .. سار إلى النافذة الضخمة ، أدخل يده في جيبه و أخرج محفظته ..فتحها و عيناه معلقتان بالخارج .. أخرج منها صورة و رفعها إلى مستوى بصره ثم تأملها بصمت ..
.
رجل وقور بلحيته الكثيفة في العقد الخامس من عمره .. قمحي البشرة ذو عينان سوداوان وشعر أسود قد خطه الشيب.. و لمحة حزن بسيطة تومض في ثنايا ابتسامته ..
.
تركي ..علق بين ذكرياته ، ينتقل بسرعة من واحده إلى أخرى و .. انتفض جسده .. التفت إلى الوراء بسرعة و عندما لمح ضوء شاشة هاتفه ..تنهد بارتياح ..
~ رسالة جديدة ~
أعاد الصورة إلى مكانها ثم عاد إلى هاتفه و فتح الرسالة ..قرأها .. ثم ابتسم بسخرية شديدة و مسحها مباشرةً بلا مبالاة .. ضغط على أحد المفاتيح و أخذ يبحث في قائمة الأسماء حتى وجد ما يريد.. ضغط زر الاتصال ..و لم تمر ثانيه ..حتى قال: ألو .. هلا يا أبو رائد..
@@@@@@@@@@@@@@@@@@
الرياض
فيلا أبو ياسر
00 : 4 عصرًا
ألقت عروب نفسها بين ذراعي شقيقها الذي كان بانتظارهم عند مدخل الفيلا وهي تهتف بوجع : ياااااااسر ..
احتوها بكل حنان و هو يتبادل مع والده نظرةً حزينة , كم شعر والدها بالراحة عندما علم بفسخ تركي للخطبة , لو كان هذا الأمر قبل يومين من الآن لكان الوضع مختلفا * الحمد لله , الحمد لله على كل حال * رددها داخله وهو يتابع ببصره ابنته التي ابتعدت عن شقيقها الذي قال بحنان : عروب , خلاص يا قمر ..
حنانه دفعها لتنفجر باكية وهي تهتف محاولة إفهامه : ما أقدر , ما أقدر , ياسر أحس روحي تطلع مني كل ما تذكرت اللي صار, ما قدرت أمنعه ما قدرت , أنـ , أنا الغلطانه , ربى قالت لي لا تنزلين لكن أنا اللي سفهتها و سويت اللي فراسي , أنا الغلطانه , أنا الغلطانه ..
رد عليها بحزم : لا , الغلط مو غلطك , أنا راح أدّور و أعرف كيف دخل الحديقة , أكيد في أحد مدخله ..
احتضنت نفسها و أكملت تحدث نفسها بندم : ليتني ما نزلت , ليتني ما نزلت ..
ربت على ظهرها وهمس : عروب خلاص , اللي صار مكتوب , ( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ) , هذا ابتلاء, اصبري و احتسبي و تذكري ( إن الله إذا أحب عبداً ابتلاه فمن رضي فله الرضا و من سخط فله السخط ) ..
هدأت نفسها قليلاً وقالت بصوت متهدج : و نعم بالله ..
التفت إلى الشرطي الذي يشير إليه بيده ورمقه بنظرة صارمة ثم التفت إليها متسائلا : مستعده ؟؟ ..
حالما سمعت سؤاله وانتبهت للرجل الواقف بزيه الزيتي المثير للرهبة قبضت على ذراعيه بخوف, قبض على يدها بيده الحرة وقال : استعيني بالله , أنا و أبوي بجبنك , طالما إنك واثقه من نفسك و انك ما سويتي شي غلط لا تخافين ..
أومأت برأسها و هي تتابع ببصرها والدها الذي شق طريقه مع الشرطي وهمست: إن شاء الله ..
سار بجوارها مستحثا : يلا ..
وقف الشرطي بعيدا ودخل والدها المستودع حيث كان المحقق ينتظرهم في الداخل ، تبعه ياسر الذي يمسك بكفها رفعت رأسها و تصلبت قدامها عندما شاهدت باب المستودع ..
التفت شقيقها إليها بإشفاق وتساءل : عروب ؟؟..
عقلها الذي بدأ يعيد رسم تلك الذكرى القريبة دفعها لأن تضم عباءتها إلى جسدها في رعب حقيقي , شفتاها المرتجفتان تحركتا لتخرج صوتا مختنقا وهي تهمس : مـ .. مــ .. ما أقدر ..
وشهقت وهي تسقط على ركبتيها باكية بحرقة , نزل ياسر ليجلس إلى جوارها قائلا بتوسل : بقي القليل يا عروب , هذي آخر خطوه , يلا يا قلبي , يلا ..
وحالما شاهدت والدها يركض عائدا إليها بالرغم من سنونه , كتمت أنفاسها للحظة قبل أن تضغط على أعصابها و تنهض قبل وصوله رأفة به وهي تقول : يارب , حسبي الله و نعم الوكيل , حسبي الله و نعم الوكيل ..
وأكملت لتطمئنهما : يلا ..
تحركا معها فأغمضت عينيها وهي تدلف إلى المكان علها تجد بعض القوة و لم تكد تشعر بتغير الأجواء حتى فتحت عينيها و تفجر قلبها بآلام عظام فترنحت للحظة ..
وضع ياسر كفيه على كتفيها و هو يهمس مذكرًا: لا تخافين , انتهى , كل شي انتهى ,هذي بس ذكرى , ذكرى ..
ابتلعت ريقها حين وصلها صوت المحقق العميق وهو يسأل : يا أختي , كيف صارت الحادثه ؟؟ ..
لم تنبس ببنت شفه و جسدها ينتفض من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها ..
رص ياسر على كتفيها أكثر وهو يقول بحزم : بوبو , يلا , لجل تعبك ينتهي و ترتاحين , يلا تشجعي , شوفي أبوي كيف قلقان و يناظر فيك , ارحمي قلبه , يلا يا عروب , يلا ..
عضت على شفتيها بمرارة و هي تومئ برأسها قبل أن تحث الخطى للداخل بكل بطء و عينا والدها تتبعانها و فيهما قلق الدنيا كلها لتتوقف أمام القفص الذهبي الكبير الذي قد سقط أرضًا , شهقت بعنف لتدخل بعض الهواء الذي أحسته يغادرها ببط ثم قالت بصوت متكسر : كـ .. كنت و .. واقفه هنا .. و .. سـ .. سمعت صوت غريب .. و .. و
قبض ياسر على كفه بألم عالما أنه سيسمع الآن تفاصيل شرف أخته الذي ذهب في عقر دارهم , أما هي فانخرطت في بكاء حار و هي تفرك يديها بتوتر قبل أن تحركهما بتردد واضح , كانت تشعر بإحراج شديد فوق الألم الذي تشعر به , والدها هنا و شقيقها هنا ورجل غريب سيخط بيديه مصيرها فكيف لها أن تنطق ؟؟؟
اسّتحثها المحقق الذي كان يشعر بحرجها : كملي يا أختي ..
همست من بين دموعها : ياااارب .. يا الله ..
استنشقت كمية من الأكسجين وعقدت يديها وهي تضعهما على خاصرتها متابعة بذات الهمس الحزين : حسيت بيدين على خصري .. و
أشاح ياسر ببصره في قهر شديد و احتقن وجه الأب في قهر أشد في حين أردفت عروب في صوت متحشرج كسير : لفــ ... ـيت..
و دارات على عقبيها متابعة وعقلها المتعب يصور لها وجهه وهيأته و.... تلك النظرات: شـ .. شفته و ..
ثم أشارت بيدها في قلة حيلة محاولة استيعاب تلك الذكريات متابعة : هربت و...
خنقتها الدموع فسارعت لالتقاط أنفاسها و هي تتحرك إلى الوراء متابعة وهي لا تشعر بمن حولها : هربت لورا من غير ما أفكر و سرت أرمي عليه كل اللي أشوفه ولمن ضربته بالصندوق ..
وتوقفت قبل أن تتابع بحيرة : صندوق , صندوق ..
وقطبت حاجبيها ثم هزت رأسها متابعة : ما أدري لكن صوت الحديد كان عالي وأنا أجري للباب لكنه مسكني و أنا أصرخ و أبكي .. و.. دفني على الأرض بقوه و ...
و توقفت عند الركن الذي شهد الجريمة , هنا تذكرت واقعها المرير , شرفها الذي غاب في جنح الظلام , اصطكت أسنانها ببعضها , كبتت أنفاسها غصة رهيبة مريرة جعلت لسانها يرتجف في حلقها دون صوت ..
التفت والدها إلى المحقق في عصبية وصرخ : خـــــــــــــلاااااص ..
لم ينبس المحقق ببنت شفه ..
أما هي فقد أخذت تهز رأسها بلا و هي تشير إلى الركن , زمجر ياسر بغضب وهو يحث الخطى نخو شقيقته : أعتقد إنك شفت اللي يكفي ..
: عروب ..
صوته انتزعها , التفتت وانهارت بين ذراعيه بمجرد أن رأته في حين خرج المحقق من المستودع و برفقته أبو ياسر , همّ المحقق بفتح فمه
إلا أن رنين هاتف أبو ياسر استوقفه , ثوان فقط مرت وهو يقول في ضيق : ألو .. ايه .. ايه نعم .. أنا هو ..
قبل أن تجحظ عيناه في هلع وهو يهتف في صدمة : و شـــــلـــــون ؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!..
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
جدة
القصر
في نفس الوقت
دلفت إلى جناح ابنتها و أشعلت الأضواء ..
.
كانت نائمة على سريرها في عمق ، اقتربت ساميه من السرير و توقفت إلى جانبه .. تأملت ابنتها للحظة و هي عاقدة يديها أمام صدرها ..
جوري .. بملامحها الجذّابة .. التي تميل إلى البراءة ..أنفها الصغير الجميل و شفتاها المائلتان للحمرة عيناها الواسعتان و شعرها الأسود الذي يصل إلى كتفيها ..
تمتمت ساميه بخفوت : أخذتِ جمالي يالغبيه .. بس لو إنك منتي متعلقه بذاك الزفت كان وريتك كيف تلعبين بالملايين اللي عندك .. لكن آآآآآآآخ ..
مدت يدها و جرّت اللحاف بقسوة و هي تصيح : جــــــــيجــــــــــي ..
تحركت عضلات وجه جوري في انزعاج و ضمت نفسها لبرودةٍ شعرت بها ..
تأففت ساميه في ضجر و ضربتها على كتفها بصيحة أخرى : جـــــــــــــوريييييييييييييي ..
اتسعت عينا جوري وهبت جالسه في فزع : هااااااااااااااااه ؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!..
لوحت ساميه بيدها في عصبية: يلا .. يكفي نوم .. قـــــــــــــــومــــــــــي ..
فركت جوري عينيها بضيق و هي تهتف: يووووووووووووه .. مامااااااااا .. أبغى أنـــاااام ..
تأففت والدتها في ضجر : أقــــــــول قوووومــــــــي .. فيه خبر لازم تسمعينه ..
حملقت في والدتها بعينيها الناعستين و هي تبعد خصلة عن وجهها: و الله !!!!!!!!!! ..
أجابتها ساميه ببرود : ايوه ..
قفزت جوري من مكانها و هتفت : اش هوا ؟؟ ..
عقدت ساميه يديها مجددًا و قالت بنبرة غريبة : تركي بيتزوج و قلي أعلمكِ ..
شهقت جوري في ذعر ثم وضعت يديها على شفتيها و عيناها تغرقان في نهري الدموع ..
قطبت والدتها حاجبيها و هتفت بسخرية حانقة: اشبك .. انهبلتي ؟؟ ..
شهقت جوري و أزالت كفيها عن شفتيها ..همست : مـ .. ماما .. توتو .. توتو راح يتزوج .. ؟؟ ..
أومأت والدتها برأسها و خرجت من الحجرة ..
جثت جوري على ركبتيها ..و اعتصرت وسادتها بين ذراعيها قبل أن تنخرط في بكاء حار و هي تهتف: يا حبيبي يا أخويه ..
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
جدة
45 : 5 عصراً
المستشفى
نظر إليه الجميع في صدمة .. أدار بصره في وجوههم ثم أطرق برأسه و عندما حاول أن يفتح فمه لينطق ..
تمتم رائد غير مصدق : دكتور ... اش .. اش قلت ؟؟ ..
نظر إليه أحمد مشفقًا .. و قال: شلل نصفي ..
سقط رائد على المقعد خلفه و عيناه تحملان صدمة كبيرة لا تقل عن صدمة البقية ..الذين انعقدت ألسنتهم ..
قرأ أحمد بهدوء محبب : ( و بشر الصابرين* الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا إليه راجعون ) سلّموا بالأمر و ارضوا بالقدر و اكسبوا الأجر ..
تنهد أبو لؤي في حرارة و هو يغالب دموعه : إنا لله و إنا إليه راجعون ..
مضت لحظة صمت ..
قبل أن يمد أبو لؤي يده و يقبض على كتف سلمان في حنان وهو يقول : يللا يا سلمان .. قوم شوف أمك تلاقيها ميته صياح ..
هتف سلمان بانكسار وهو يغالب دموعه : اش أقلها يا عمي .. ( جاسم انشل ) ؟؟؟؟..
تنهد أحمد و هو يتحدث بلطف: يا أستاذ سلمان .. ( ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله و من يؤمن بالله يهد قلبه ) ..
استغفر سلمان ربه ثم نهض من كرسيه .. توجه إلى الباب ..و خرج ..
@@@@@@@@@@@@@@@@@
الرياض
00 : 8 مساءً
أحد المنتزهات ..
اتكئ بمرفقيه على أحد الأسوار و هو يتأمل الأطفال ..اثنان يتشاجران على الكرة و طفلة تلعق المثلجات التي سالت على يديها و ملابسها ..و مجموعة أخرى تتسابق ركضاً .. فابتسم في حنان ..
.
توقفت سيارة خلفه ..التفت إليها و نظر إلى راكبها الوسيم الذي نزل منها و هو يرتدي بنطالاً من الجينز الأسود .. و قميصاً أبيضَا ..
توجه إلى عزام بهدوء ..ووقف إلى جواره في صمت ..
نقل عزام بصره إلى الأطفال و سأل بصوت مرح : مطقم معايا يابو الشباب ؟؟ ..
رد عليه بهدوء و هو يتابع معه المنظر : ايوه .. بس أنا أكشخ ..
ابتسم عزام ..ثم تنهد و قال : فاجأتني اليوم..كان المفروض تنتظر.. انفجارك بالنسبه لهم ما كان له أي مبرر ..
رد عليه تركي : إلا ..أكيد شاكّين اني عرفت بعد ما شردوا الثلاثه و لا عاد سمعوا منهم خبر .. خليهم.. أنا متعمد هذا التوقيت ..
تنهد عزام و لم ينبس ببنت شفه و بعد فترة صمت ..
سأله تركي بخفوت: كيفها ؟؟ ..
قطب عزام حاجبيه للحظة ثم لاحت على وجهه ابتسامة خفيفة عندما فهم مقصده ..قال : بخير ..
استدار تركي عائداً إلى سيارته : يلا .. أنا مضطر أمشي ..
استوقفه عزام : تركي ..
توقف تركي في مكانه فاقترب منه عزام ووقف أمامه .. نظر إلى عينيه و قال متعاطفًا : لا تآخذ ف خاطرك يا ولد عمي .. و تذكر اني بجبنك ف كل وقت ..
ربت تركي على كتف عزام ثم توجه إلى سيارته و استقلها ..
@@@@@@@@@@@@@@@@
الرياض
فيلا أبو ياسر
00 : 10 مساءً
في مكتبه ، خافت الإضاءة ..هادئ الأجواء ..
يداه فوق رأسه و ملف أصفر اللون يقبع أمامه ..كان السكون يحيط به إلى أن.. سقطت دمعتان ساخنتان من عينيه .. لتذوبا على ثوبه الأبيض .. رفع رأسه بحدة و هو يمسح أي أثر للدموع : تـــفضل ..
دلف ابنه البكر إلى داخل الحجرة ..و في عينيه هو الآخر حزن كبير ، أشار والده إلى المقعد المقابل دون أن ينطق .. فأغلق ياسر الباب خلفه .. و تحرك نحو المقعد .. قبل أن يجلس عليه ..
بادره والده بالسؤال : خبّرتها بموضوع الخطبه ؟؟ ..
أومأ ياسر برأسه : ايه ..
زفر والده و هو يغمم : تمنيت أحرقه في يدي و أشرب من دمه قبل ما أقتله .. لكن .. شاء الله ..
أطرق ياسر برأسه و هو يتذكر ما حصل ..
عندما أتاهم ذلك الاتصال ..
الذي أخبرهم بأنهم عثروا على السائق .... ميتًا ..
بعد تعرضه لحادث سير أثناء محاولته قطع الشارع ..
: هـذي الشهاده ..
رفع ياسر رأسه مجددًا إلى والده الذي رفع الملف و مده إليه ..
أمسك ياسر بالملف و والده يستطرد : طابقوا الحمض اللي أخذوه من الملعون جعله في جهنم مع .. اللي أخذوه من أختك و عطوني التقرير بعد ما طلعت النتايج ..
زفر ياسر في حرارة و قلبه عاجز عن فتح الملف و قراءة ما بداخله :الله يعوضها خير يبه.. الله يعوضها خير.
أومأ والده برأسه و هو ينهض من مقعده و يغادر المكان ..نهض ياسر من كذلك..ثم وضع الملف في الدرج المخصص .. و أغلق عليه و هو يقول : حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت و هو رب العرش العظيم ..
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
يُــــــــتبـــــــــــع