كاتب الموضوع :
نوف بنت نايف
المنتدى :
القصص المكتمله
تقدمت إلى الباب المفتوح حيث الأنوار مضاءة ، و دلفت هاتفة : السـ
اختنقت الكلمات في حلقها عندما رأت ذلك الرجل الغريب الذي ُصطدم لمرآها و أشاح ببصره إلى الجهة الأخرى على الفور محذرًا : يـــــــــــــــا ولــــــــــــــــــــــد .
شهقت في صدمة و ركضت خارج المكان إلى الصالة الرئيسية و دموع القهر تتجمع في عينيها و
: آآه
تراجعت إلى الخلف لترى تلك التي اصطدمت بها : عبير !!!!!.
كانت عبير تنظر إليها بنظرة مخيفة ، مزجت الصدمة و الاحتقار و الحقد و الغضب ، هوى قلب تساهير بين ضلوعها و هي ترى تلك النظرات رغم أنها لا تدري من هو ذلك الشخص و لكنها هتفت مدافعة : كـ .. دخلت عـ
: شــــــــــفـــــــــتــي !!! .
التفت تساهير في حدة إلى الصوت لترى مضاوي واضعة يدها على خاصرتها و تمشي بدلال و هي تردف بنبرات حقيرة : ما قلتلك خبيثه !.
زوت تساهير ما بين حاجبيها و قلبها ينتفض بين ضلوعها : انتي اش تقولين ؟؟؟ .
: يا وقـــــــــــــــحــــه.
شهقت تساهير في ذعر و عبير تصرخ بغضب هادر والدموع تتفجر من عينيها : يــــــــــــــــــــالـــلــي جـــايـــه مـــن الـــشـــــااارع .. كــــــــــــــذا تــــــــــخــــونــيـــن الــلـــــي لــــمـــــوك و حـــنـّو عــلــيــك .. كذاااااااااا ؟؟؟.
اتسعت عينا تساهير في صدمة مدمرة و هي تهتف : عـبير .. انــــتـــي فاهــه الـمــوضــوع غــلــــط .
ركضت أم عبير و العمتان إلى الصالة ، صرخت الأولى بعصبية: و اشــــــــفــــــــــــــــــيــه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!! .
صاحت عبير في انهيار و هي تدفع تساهير بعنف إلى الخلف : الحـــــــــــقييييييييييييره كـــــــــانـــــــــــت عـــنـــد زوجـــــــــــــــــــييييي .
صرخت تساهير و هي تقع أرضًا و النساء تشهقن ذعرًا ، صاحت باستماتة بعد أن أدركت القصة : كــــــــــــــــــــــــذاابــــــــــــــه .. مــضـــــاوي كــــــــــــــــذاابه هــــــــــــــــيا الــلــي قــالــت لــي انــه عــمــي يــســتــنــانــي فـ الــمــقــلــط .
صرخت عبير بوجهها المحتقن و أنفاسها المتلاحقة : انتي الكذابــــــــــــــــــــــــه .
: عـــــــــــــبــــــــــــــــــــــيــــــــــــ ر !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
صدحت صيحة نواف في المكان الذي قد وصلت إليه الأصوات على ما يبدو .. أطبقت عبير على شفتيها و هي تنتفض من شدة البكاء ، تطلّعت إلى تساهير التي حفرت الصدمة معالمها على وجهها الباكي و همست بانهيار : لــيش .. ليش فهميني .
صاحت تساهير من بين دموعها و هي تشير إلى مضاوي : و الله كـــــــــــــــــــــــذابـــــــــــــه .. كــــــــــــــــذابـــــــــه هـ
لم تستمع عبير إلى كلماتها الباقية بل ركضت إلى حيث زوجها لتمزقه هو الآخر .
: يا بنت الشارع .
التفت في صدمة إلى عمتها : عمتي !!!!!!!!!!!!.
اقتربت منها و في عينيها شر الدنيا : نكذب بنتنا و نصدقك يــــــــــالــــــغـريــبـه .
تمزق قلبها قطعة .. قطعة و الدنيا تدور من حولها ، ارتجفت شفتاها و دموعها تتجمع في عينها من هو الموقف ، همست بصدمة و هي تنهض واقفة : لا .. انتي يا عمتي ؟؟!!!!!! .
شرخت الغصة حلقها و هي تجول ببصرها في وجوههن .. نظرات اتهام ساخنة و نظرات ساخرة مستفزة في عيني مضاوي هزت رأسها بانهيار و شعور الضياع و الوحدة يجتاحها.. ازداد بكاءها .. و أنفاسها تضيق عليها أكثر ، صرخت في ألم و هي تركض من بينهم إلى الخارج و هي تبكي فصاحت أم ياسر بقهر : و يــــن رايــــــــــــــحـــه ؟؟.
: و اشـــــــفــــــــــيــــه ؟؟!!!!!!!!! .
نظرت الأم إلى عروب التي قدمت للتو و هي تتساءل بقلق : واشبكم .. كنت فـ الحمام .. و اش اللي صار ؟؟؟؟.
صرخت الأم بقهر : الـــــــحــقــيــره الــلـي جـــابــهـا عــمــك أبـــو فــيــصـل كــانــت مـــع زوج عــــــبــيـر فـ المقلط .
رفعت عروب حاجبيها في دهشة مستنكرة : فـ المقلط ؟؟!!!!!!!!! من قلكم ؟؟؟.
صاحت العمة مزنة هذه المرة : مضاوي .
ارتدت عروب في عنف و هي تلتفت إلى مضاوي : ميــــــــــن ؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!..
ابتسمت مضاوي قائلة باستعلاء : شفتي كيف كشفـ
: كــــــــــــــــــــــــذااااابــــــــــــــــــ ــــــــــــه .
انتفضت مضاوي من صرخة عروب التي أردفت في عصبية و غضب هادر : أنـــــــــــــــا ســـــــــــــمــعــتــك تــــقـــولــيــلــهــا خــــــــــالــــــــــــــي أبـــو يـــاســـر يــبـــيـــك فـ الــمــقــــلـط .
التفتت مزنه إلى مضاوي باستنكار هاتفة : مـــضــاوي ؟؟!!!!! ..
انعقد لسان مضاوي في حلقها ، و لكنها أجبرت نفسها لتنطق : انتي الكذابه أنا ما كلمتها و لا
صرخت عروب و هي تركض نحوها في جنون : يا لــــــــــــــزفـــــــــــــــــتـــــــــ* .
: عـــــــــــــــــــــرووووووووووووووب !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!.
صرخت النساء في هلع عندما سقطت مضاوي إثر دفعة عروب التي جثت فوقها ، عروب التي أخذت تصرخ في جنون و هي تصفع مضاوي و تشد شعرها ، تصرخ في جنون و تبكي في حرقة : يا حــــــشــــــــــره يـــــــــــالـــلــي تـــبـــيـــن تخـــربــــيــن بـــيـــوووت غــيـــرك .. يــــــــــــــا قــــذره يــــا لـــلـــي بعـــــــتـي نـــفــســك لــــفــااارس بــــــــــدون زوااااج .
صـــــــــــــــــــاحـــــــــــــــت النسوة في استنكار و الأم تندفع نحو عروب صائحة: خــــــــــــــــــــليهااااا.
صرخت عروب بعصبية و هي تتشبث في مضاوي بيد و تضربها باليد الأخرى : خــــــــــــــــــــــلـــــووووونـــــــــــــــ ـــــييييييييي .. الحــــــــــــــــــــقـــــــــــــيييره .. دمـــــــــــــــــــــــرت حـــــــــــــــيــااااتـــــــــــــــــي و بـــــــــــــــــــتــدمــر حــيــــاة أخــــــــــــــــتــــييييييييييييييي .
صرخت مضاوي في ألم و هي تحاول أن تحرر نفسها من قبضتي عروب : ابــــــــــــــعـــدي عــــــــــــــــــــنـــيييييييي .
قبضت عروب على خصلات شعرها بقوة أكبر و هي تصيح بشكل هستيري : و الله لأطــــــــــــلع رووحــــــــــــــــــك .
رفستها مضاوي برجلها و هي تصيح : رووووووووحي يالــــــــمـــغـــتـــصــبه .. مـــسكييييييينه دخل عليك ســـــــــــواااااااااق .
صــــــــــــــــرخـــــــــــــــت عروب و هي تـــــــــــــرتــــــــــــد إلى الخلف ، صرخت بكل قهر الدنيا و آلامها ، صرخت بكل عذابها و شقاءها .. تراجعت الأم إلى الخلف في صدمة لتجثو على ركبتيها و توقفت العمتان مبهوتتان ، لم تكد مضاوي ترفع ظهرها عن الأرض حتى تفجرت صرختها المتألمة : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآ.
جثت عليها عروب مجددًا و عضت كتفها الأيمن بشراسة لتتفجر صرخة مضاوي الأخرى : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا مجــــــــــــــــــنونـــــــــــــــــــــــــــ ــه ، ابــــــــــــــعدي عنيييييييييييييييييييييييييييي !!.
: عــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــروووو ب !!!!!!!!!!!!!!! ..
ترددت صحيته المنفعلة في المكان ، التفتت العمتان في ذعر و هو يركض إلى الداخل ، ركض و هو لا يرى سواها ، جرها من فوق مضاوي التي صرخت من فرط الألم و قطرات من الدماء تسيل على كتفها : خـــــــــــــلاااااااااااااااااااص .
: عــــــــــــــــــــــــــــــــــــزااااام!!!!!! !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
صرخت العمة مزون في صدمة من هذا الاقتحام ، تجاهل صرختها و هو يكبل عروب بين ذراعيه صائحًا : عــــــــــــروب يــــــــــــــــــــــــــــــــــكـــفـــي !!.
صرخت عروب بدموعها التي تغرق وجهها و هي تحاول أن تتملص منه : خـــــــــــــلــــــــــــــونــــــــــي .. خـــــــــــــــلونـــــــــــــــي أشـــــــــــرب من دمـــــــــــــهـــا .. الحــــــــــــيــواانـ * الـــمــلــعــــونـــــــــ* .. خـــــــــــــــــــــــــــــــــلـــــــــــــــ ــــــــوونييييييييييييييييييي .
جذبها و هو يحكم عليها بين ذراعيه و يشيح ببصره : قـــــــــــــلـــــــــــــت خـــــــــــــــــــــــــــــلااااص .
قاومته بقوة فحملها و هي تصرخ و تبكي و آلام روحها تزداد .. و تزداد ، اندفع نحو إحدى الحجرات الداخلية ، و أغلق الباب خلفه بإحكام .
انتفضت مزنه و هي تلتفت إلى ابنتها و تصرخ : مـــــــــضاوي !!!!!!!!!!!!!!!!!!!
التفت إلى والدتها في هلع ، والدتها التي كانت تحدق فيها برعب و هي تهمس : الـ ..لبسي عباتك و
هبت مضاوي من مكانها و هي تضع يدها على كتفهافي ألم ، لا بد أن تهرب حالاً و تتصل بفارس و لكنها تدرك أن هذا سيزيد الطين بله و لو ذهبت بفرقة والدتها ستقع في مشكلة كبيرة أيضًا ، خاصةً لو
: يـــــــــــــــــــــــــلا.
انتفضت عندما ألقت والدتها بالعباءة على وجهها و ركضت إلى الخارج
.
.
.
بعد أن هدّأ من ثورتها ، ربت على ظهرها هامسًا : لا تخلينها تخرب بيتنا يا عبير ، هذي وحده حقيره .. المفروض انتي تكونين متأكده من هالشي من ذاك اليوم اللي طلعت فيه قدامي .
هزت أسها بألم و هي تذرف دموعها على صدره : الرسايل جننتي يا نواف ، جننتي و تـ
قاطعها بجدية : الـــبــنيــه مــظــلــومــه ، و هذيك الخبيثه أنا من أول حاطها فـ راسي ، والله لأكسر خشمها و أربيها عدل .
تراجعت إلى الخلف مغممة : خلني أشوف واش سبب الصياح اللي قبل شوي .
مسح دموعها بأصابعه و هو يتطلع إلى عينيها: لا تسمحين للشيطان يوسوسلك ، هذا و انتي عارفتني أكثر من نفسك تفكرين بهالطريقه ؟؟!!! .
و أردف بعتاب المحب : و لو وحده فكرت إنها تسوي هالحركه .. تتوقعين إني بعطيها وجه ؟؟؟ موب هذا عشمك فيني يا عبير !! .
أطرقت برأسها في خجل شديد و الدموع تغرق وجهها أكثر ، همست بخفوت : آسفه ، بس .. هذا من غيرتي عليك يا نواف .
ابتسم بحنان و هو يطبع قبلة على رأسها : عاذرك يا أم سطام .
مسحت دموعها بأصابع مرتعدة و هي تهمس : أروح أتطمن عليهم و أرجعلك .
ضمها ضمة أخيرة ارتسمت لها ابتسامتها الباكية ، ثم تراجعت عائدة إلى الصالة الرئيسية .
.
.
.
مسحت دموعها المتفجرة و هي تحتضن نفسها و رأسها بين ركبتيها ، يا إلهي !! .. ماذا تفعل الآن و كلهم يتهمونها ظلمًا و جورًا .... كله من تلك .. مالذي فعلته لها حتى تضعها في ذلك الموقف العصيب .. أيعقل أنها تحب ياسر مثلاً ؟؟!!!... رفعت رأسها بحدة و هي تشهق .. ربما أوصلوا له الخبر الآن .. هوى قلبها بين ضلوعها و هي تنهض واقفة .. لا .. إلا هو .. ليغضبوا جميعهم و ينشروا عنها الأكاذيب .. لكن إلا هو .. لا تحتمل أن يفكر بها بتلك الطريقة .. ستجن .. جالت بعينيها في المكان بانهيار و هي تفكر في طريقة تجعلها تصعد إلى الأعلى .. المهم أن تخبره بما لديها .. قد يصدقها و قد يكذبها .. لكن المهم أن لا تهرب و تترك المكان كأنها هي المذنبة .. تذكرت ذلك الباب الذي أخبرها عنه في الجهة الخلفية و الذي يدخل عبره الممرض ، ركضت إليه و دموعها تسبق شهقاتها .. ربما هي النهاية !!! .
.
.
.
رفعت الأم لمنهارة بصرها إلى عبير التي ركضت نحوها صائحة : يـــــــــمــــه و اشــــــــــــــفـــيـــــك !!!! .
بكت الأم في حرقة شديدة و هي تضرب على فخذيها : آآآآآآآآآه .. يــــــــــــــــــا مـــــــــصـــيـــبــتــي .. يـــــــــــا بـــــــــــــــلــــــــوتيييييييييييي .. أخــــــتـــــــــــك .. الله يـــــــــــســود وجـــــــهــهــا .. أخــــتــــك الـــــــــــــلــي مــــــــا أدري واش ســـــــــــــالــــــــــفـة الــــــــــــســايق مــعـــهــا .
ارتدت عبير في ذهول و الأم تصيح بألم أكبر و هي تطرق برأسها و السيول تتساقط على ثيابها ، ارتعدت شفتا عبير و هي تدور ببصرها في الصالة الخالية .. لقد رحلوا جميعهم .. و لكن أين عروب .. و .. سائق ؟؟؟؟!!!!!!!! .
أمسكت أمها مع كتفيها و هتفت مذعورة و الدموع تتفجر من عينيها : يمه .. يمه وينها عروب الحين و ينها ؟؟؟؟؟.
بكت الأم بعنف و هي تلطم وجهها بيديها : مع عزام .. عزام اللي سمع كل شي .. كل شي .
شهقت عبير بعينيها المتسعتين ، و همست بلوعة : عزام ؟؟!!!!!!!!!!!!.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
سيارة مزنه
في نفس اللحظات
صاحت الأم بعصبية : و اش هــــــــــــالـــلــي تـــــــــقــولــــه بنت خـــــــــــــــالــــــــــــك .. هـــــــــــــاه ؟؟!!! .
صاحت مضاوي بقهر : تــصــدقــيــنــهـا ذيـــك الــغــبــيــه الــــمــجــنــونــه و تــكــذبــيــن بــــنــتـك ؟؟ .
ردت عليها أمها بعصبية أكبر : اقــــــــــصــري صـــوتــك يــا قــلــيــلــة الــحــيـا .
أشاحت مضاوي بوجهها متظاهرةً باللامبالاة بالرغم من أن قلبها يكاد يخرج من شدة الخفقان ، هتفت أمها بحنق : واش قصدك بسالفة السايق ؟؟ علميني ؟؟ .
لوحت مضاوي بيدها و هتفت بسخرية : يوووه .. ذيك سالفه قديمه و كل العالم تدري فيها .. و الظاهر ان عمي أبو ياسر غصب عزام لجل يستر عليها .
جحظت عينا والدتها في ذعر و تمتمت بأنفاس مخنوقة : و .. وانتي واشلون دريتي ؟؟ .
ضحكت مضاوي بسخرية : قصه مثل ذي لازم تنتشر .. سمعت الخدامات يتكملون فيها .
اعتصرت مزنه كف ابنتها و هي تتذكر حديثًا آخر ذا أهمية أكبر ، غممت بغضب دفين : باكر الصبح أنا و انتي فـ المستشفى .
ارتعدت فرائص مضاوي في غضب هادر و هي تصرخ : و اشـــــــــــــلـــــــــــون ؟؟ .
ضغطت والدتها على كفها أكثر و همست بعصبية : قلت اقصري صوتك .. الظاهر ما عرفت أربيك .
جرت مضاوي يدها في عصبية : و اشّوله المستشفى .. تشكين فيني يعنـ
صـــــــــــــــفــعــتــهـا والدتها فشهقت مضاوي بصدمة ، همست والدتها من بين أسنانها : أقص لسانك لو عاد تكلمتي .. لا تخلين السواق يسمع .
أوشك قلب مضاوي على الانفجار و يدها على خدها و والدتها تستطرد : لا تحسبين اني ما أدري عن بلاويك مضاوي .. لكن كنت أقول بنتي و تعرف كيف تحمي نفسها ...و الظاهر اني أخطيت .
ضربت مضاوي على فخذيها بغيض : يعني صدقيتها ذيك العقربه ؟؟ .. تصدقينها و تكذبيني ؟؟.
تراجعت والدتها في مقعدها و هي تقول مهددةً : باكر بنعرف يا مضاوي نصدق من و نكذب من .. باكر .. و صدقيني .. لو طلع الكلام صحيح و الله ما تلاقين نفسك إلا فـ القبر .
ارتجفت مضاوي في مقعدها و أخذت تفرك يديها بعصبية دفينة و هي تعض على شفتيها بألم من جرح كتفها ، و عقلها يفكر في طريقة .. للفرار .
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
فيلا أبو ياسر
43 : 1 صباحًا
وفي الأعلى ، بمجرد وصولها ..فتحت باب الجناح و هي تبكي ، أغلقته بهدوء .. ترددت للحظة و هي تنظر إلى مدخل حجرته .. قد تجد أحدهم هناك و .. و لكن الجو هادئ و
: تــــــساهير ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!.
تسمرت في مكانها عندما سمعت صوته ، و انتفض جسدها و هي تتخيل موقفه .. أتخبره .. أم لا ؟؟ هل سيقف إلى جوارها ؟؟ أم يكذبها هو الآخر ؟؟ و يا له من مصير !!!!!!!!!!.
: تــــساهــــــــــــــيـــــــــــــــــــــــــيـ ــييييييـر ؟؟؟؟!!!!!!!!! .
لم تتمكن من السيطرة على نحيبها و أنينها .. فيبدو أنه ميز صوتها و
: تــساهير و اشفيك .. تعالي .. ترك قلقتيني .. و اش اللي صار ؟؟؟ .
قبضت على كفها و أغمضت عينيها .. سيعرف الآن أو بعد دقائق معدودة من أهله ، فلتخبره و تأخذ الطعنة المتبقية .. لتموت .. حية .
توجهت إلى حجرته مفتوحة الباب و الطبول تتردد في أذنيها ، دلفت و هــــــــــــــــــــالـــه منظرها الباكي : و اشـــــــفـــــــــــــــــيــك ؟؟!!!!!!!!!!!..
اقتربت من السرير حتى توقفت إلى جواره و لم يبق بينهما إلا خطوات ، كانت تنتفض و هي تبكي ، مزقه القلق فصاح في عصبية : تـــكلمي .. أحد صار له شي .. هلي فيهم شي ؟؟؟؟ .
غطت أذنيها بكفيها .. لم تعد تحتمل المزيد من الصراخ ، هتفت من بين شهقاتها : لا .. مــ ..مضاوي قالت لي عمي أبو ياسر يستناني فـ المقلط .. رحت هناك و .. لـ .. لما دخلت شفت رجال غريب .. انفجعت و خرجت جري .. إلا .. قابلتني عبير .. و هيا مصدومه .. تـ .. تحسبني كنت جالسه مع زوجها .. مـ .. مضاوي قالت لها إني كنت مع زوجها .. و .. عمتي .. و .. كلهم اتهموني .. قلتلهم إنها كذابه .. بس .. بس ما صدقوني .. ما صدقوني .. شـ..شردت من عندهـم و
انقطع صوتها من فرط الدموع ، و يداها تهويان إلى جانبها ، لم تقوى على النظر إليه و هي تحترق انتظارًا لردة فعله ، اشتعلت أنفاسها و حمرة البكاء تكسو وجهها .. لم ينطق بشيء !! .. أي نظرة تلك التي يرمقها بها الآن .. عضت على شفتها و هي تتراجع إلى الخلف و تشهق باكية : أنا برجع للجازي .. بـــ
شهقت عندما جرها مع يدها لتسقط على صدره ، هتفت بصدمة باكية : ياسـ
و انقطعت حروفها مجددًا عندما احتواها بين ذراعيه و هو يهمس في أذنها : أنا مصدقك .
اعتصرت كلماته قلبها المكلوم فانهار رأسها على صدره و هي تنخرط باكية بأنينها المعذب ، ربت عليها بحنان ثم همس : هدي نفسك .. الحقيقه بتبان .. ربي بينصرك عليها و يطلع كذبها للناس .
تشبثت به بقوة و هي .. غير مصدقة لما يحدث !!! ، هل احتواها حقًا أم أنها تحلم ؟؟!! .. رغم أن الأمر يتعلق بأهله !! .. و لكنه صدقها ؟؟!!!!!! .. انهمر فيض دموعها ليغرق صدره فمسح على شعرها هامسًا برقة : كفايه دموع .
همست بصوت مخنوق : أنـا ضايعه .. أحـ .. أحس اني تايهه .. لما شفت الاتهام فـ عيونهم .. كـ .. كـ
و تلاشى صوتها المتحشرج في غمرة البكاء ، رفع وجهها عن صدره و تطلع إلى عينيها الغارقتين في نهر من الدموع ، همس بحب : و اشلون تضيعين و أنا موجود ؟؟.
ارتجفت شفتاها و هي تتطلع إليه بعينين حائرتين فابتسم بلطف و قبل جبينها بعمق ، أغمضت عينيها لتغرق الدموع وجنتيها ، و همس في أذنها مهدئًا : ارتاحي .
و كأنما أطاعته فأراحت رأسها على صدره و فاجعة الخدعة الدنيئة تنهك أحاسيسها .
.
.
.
لا زالت دموعها منهمرة ، و نيران قلبها مشتعلة .. صاحت بعصبيةهادرة : أقــــــــــــــــــــلـــك هــــــــــــــدنــــــــــــييييييييييييييي .
كتفّ عزام حركتها و صاح مهدئًا : عــــــــــــــــــــــــرووب قــــــــــــــــلـــــت خــــــــــــــــــــلاااص .
حاولت أن تقاومه و هي تأن و لكنه لم يسمح لها بالحركة ، التزم الصمت و تجاهل توسلاتها حتى استكان جسدها و انهار رأسها على صدرها في استسلام تام .
كان يشعر بخفقات قلبها الثائرة و بأنفاسها المضطربة ، جذبها ببطء حتى اقترب من الأرائك و أجلسها على إحداها ثم جلس إلى جوارها .. مد يده و وضعها على ظهرها قائلاً : و اش اللي صار ؟؟ .
ذاب قلبها من شدة الألم و صوته الجاف كالمشرط الذي يمزقها ، أشاحت بوجهها و هي تكتم شهقات العذاب ، كرر سؤاله بذات الأسلوب : و اش اللي صار يا عروب ؟؟ .
صاحت في قهر : لا تكلمني بهذا الأسلوب .. أنا مو ناقصه عذاااب .
و انخرطت في بكاء حار ، تنفس الصعداء و كتم غيظه في داخله ، كأنه يعاقبها على برودها معه !! .. أغمض عينيه ليعيد الهدوء إلى نفسه ، ثم همس بهدوء و هو يلتفت إليها و يمسح على شعرها بحنان : واش اللي صار ، ليش أصواتكم طلعت للشارع ؟؟! .
اهتزت شفتاها .. و أشاحت بوجهها و هي ترفع خصلات شعرها المتناثرة بسبب الشجار : حطيت حرتي فيها ، كانت بتخرب بيت أختي مثل ما .. ما
بترت عبارتها بشهقة كادت أن تفجر رئتيها و هي تدفن وجهها بين كفيها لتنفجر باكية بعنف ، استعاد جزءًا من الشجار و ربطه مع كلماتها ، اتسعت عيناه في صدمة و همس ببطء : هي اللي غلطت مع الـ
قاطعته و هي تصيح بلوعة : و كــــــــــنـــــت أشـــــــــــــــــوفــــــــــهــا قــــــــــــــــــدامــــــــــــــــي و مــوب قـــــــــــــــــــادره أتـــــكـــــــــلم ، ذبــــحــــونــــي .. ذبـــــحــــونـــي و دمــــرونـــي بـــيـــديــنـــهــم .. ذبحونييييييييييي .
انهارت أحاسيسها و دموعها تغرق وجهها ، تطلّع إليها و البراكين تتفجر في صدره ، هب من مكانه واقفًا : و أنــــــــــــا الـــلي بــــآخـــــــــــــذ حـــــــــــقــك مــــــــــنــها .
رفعت رأسها بحدة و هو يتحرك للباب و يفتحه بعصبية مندفعًا إلى الخارج ، صاحت باكية و هي تهب من مكانها لتلحق به : عـــــــــــــــــزام .. لا .. عــــــــ
بترت عبارتها لتلك النظرات التي ترقبها في الخارج ، تجمدت الدماء في عروقها و عبير ترمي الغطاء جانبًا و هي تتطلع إليها بقلق و يداها تربتان على أمها المنهارة ، حركت أناملها المتسمرة ببطء و أنفاسها تختنق في صدرها .. عرفوا .. كلهم .. لقد نفثت تلك الخبيثة سمومها السوداء و هربت بكل برود ، تركتها لتواجه الموت مجددًا .. و أمام من هذه المرة ؟؟! أمـــــــــهــا و شقيقتها الكــبرى !!!.
تحركت نحوهما ببطء و هي تشعر بالموت في كل خطوة ، توقعت أسوء الأمور بعد حادثتها .. إلا أن يصل الخبر إلى والدتها لتنظر إليها بتلك النظرات .. نظرات أحرقت قلبها و أحالته إلى رماد .. ، هذه هي اللحظة التي قتلتها ألف و مرة ، توقفت أمام والدتها و ابتسمت بحزن و قطرات اللؤلؤ .. حرة .
جلست عند ركبتيها و همست بألم : يمه ........ سامحيني .
تطلعت الأم إليها للحظة قبل أن تهمس بأعصاب مشدودة و أنفاس مخنوقة : اللي قالته مضاوي صح ؟؟؟؟.
اشتدت أعصاب وجه عروب و زمت شفتيها قبل أن توميء برأسها و
تــــــــــــــــــــــردد صـــدى الصـــــــــــــفعة القاسية في المكان و
: يـــــــــــــــــمــــــــــــــــــــــــــــه !!!!
صاحت بها عبير في صدمة و هي ترى أمها تمسك بتلابيب عروب بعد أن صفعتها و تصيح : ليــــش مــــا علمتنيييييي .. لييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييش ؟؟؟؟.
لم تنطق عروب بكلمة و هي مكتفية بالنظر إلى والدتها في ضعف تام ، صفعتها الأم مجددًا و هي تصرخ و تصيح : و اشـــــــــــلــوووون .. و اشـــــــــــلــــووون صــــــــــــــــار اللي صاااار فـــــــــــــــــــــــهــمــينيييييييي .
صرخت عبير من بين دموعها و هي تجاهد لحل النزاع : يـــــــمه فكيها و اللي يخليك .. يــــــــــــــمــــــــــــــــــــــه تــــــــــــــــــــــــكــفـــيــن.. يـ
و
..سقطت عروب ..
: عــــــــــــــــــــــــروووووووووووووووووووووووو ووووووووووووب !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
صرخت بها عبير و هي تهب لشقيقتها التي تهاوى رأسها و سقطت صريعة على البلاط ،أخذت تهزها بكل هلع الدنيا : عــــــــرووووب .. أختييييييييييييييييييييييييييييي .. عروووووووووووووووووووووووووب .
و لم تلق استجابة هبت من مكانها و ركضت صائحة : يـــــــــــــبـــــــــــه .. نوااااااااااااااااااااااااااااااااف .. لحقوا عليييييييييييي .
انهارت الأم إلى جانب ابنتها و هي تصرخ بجنون : بنتييييييييييي .. عروووووب .
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
الرياض
الـــــــــشقة
00 : 2 صباحًا
تلفت حوله بريبة ، الغبي !! .. يبدو أنه نائم .. ، عاد ينظر إلى أغراضه القليلة .. أخذ يرتبها بطريقة سريعة في حقيبة بالية استعدادًا للهرب ، أدخل يده في جيبه و أخرج محفظته ، فتحها و زمجر بحنق : الله يآخذك يالعجوز يالسم ، كانت بتنفجر من كثر الألوف و الحين فاضيه و يمشي فيها النمل .
ألقاه جانبًا في عصبية بعد أن أخذ بعض البطاقات منها ، همّ بإغلاق الحقيبة و انتفض جسده لرنين الهاتف ، التفت إلى الوراء بحدة و الذعر ينطق في ملامحه ، همس بخفوت : من الحيوا* اللي يدق فـ هالساعه ؟؟.
ترك ما في يده و حاجباه ينعقدان : تكون البقره ؟!! .. أنا أعطيتها الرقم .
توهج الخبث في عينيه و هو يتقدم إلى الهاتف بحذر ، رفع السماعة ببطء و
: ألو ، فارس !!.
ارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة و هو يهمس : مضاوي ؟!!.
أتاه صوتها الملتاع : فارس انت وينك .. الحق علي .. عقرب الثرى عروب فضحتنا قدام العالم .. و أمي مصره تآخذني المستشفى باكر لجل تتأكد .
رفع أحد حاجبيه و لم يعلق على حديثها فصاحت بلوعة : فـــــــــــــــارس .. لا تسكت .. رد علي بسرعه .. تراها سحبت الجوال مني و هالجوال احتياط داسته فـ الخزانه .. لازم تترك كل شي فـ يدك و تجي تخطبني من أبوي باكر .. ضروري قبل لا أنفضح .
كتم ضحكة ساخرة كادت أن تنطلق من بين شفتيه و هو يقول : انتي تقولين ان أمك بتآخذك الصباح بدري .. واشلون أتصل على أبوك فـ ذاك الوقت و أخطبك ؟؟!!.. فهميني .
صرخت بعصبية : تصرف .. سو أي شي .. قلتلي بالأول لابد تكملين دراستك ثم نتزوج وانتظرت .. لكن الحين ما بقدر .. أمي مهددتني بالويل .
صمت للحظة نظر خلالها إلى المرآة النصف محطمة ، لتنعكس صورة وجهه الشاحب ، يدرك أن الموت آتٍ لا محالة و أن النهاية تقترب ، ابتسم بخبث قائلاً : انزين أنا عندي خطه .. لجل أأخر موضوع المستشفى .. أو ألغيه .
صاحت بلهفة : واش هي ؟؟.
تمتم : تطلعين الحين مع السايق .. و تجيني ع الشقه ، بعدها أرسلي لأمك رساله إنك عند وحده من صديقاتك و موب راجعه إلين تصدقك ، و أنا أتصل على أبوك الظهر و أخطبك ثم ترجعين للفيلا وانتهينا .
صرخت بحنق : انت جنيت ؟؟؟ .. تقول على ذي خطه .. كذا بفضح نفسي قدام أمي و بأكدلها إن السالفه صدق .
تأفف في ضجر و هو يقول : لا تصرخين ترى راسي مصدع .. الحين سوي اللي قلتلك عليه .. انتي هامك موضوع أمك أو اني أخطبك ؟؟؟؟ ، حتى لو تأكدت إن اللي صار صحيح قيد موضوع الخطبه تم و بكذا ما بتسويلك شي .. بالعكس .. بتغطي ع الموضوع لجل يتم الزواج و لا فضيحه و لا شي .
صرخت بعصبية مفرطة : الله يآخذ عمرها عقرب الثرى .. طيب .. ما لي إلا هالخطه .. لكن .. قلي الحين واشلون تبيني أطلع مع السايق و هي مراقبه كل شي ؟؟.. حتى حجرتي ما أدري واشلون أطلع منها .
ابتسم بسخرية و هو يجيبها : و الله مثل ما كنت تطلعين بالأول مضاوي تقدرين الحين .. حطي فـ جيب الخدامه كم فلس و السايق معها و تعالي على الوصف القديم اللي عطيتك .. فاكرته ؟؟.
هتفت بحنق : إيه .
ارتسمت على شفتيه ابتسامة خبيثة و هو يهمس : لا تتأخرين يا روحي تراني مجهزلك هديه بتعجبك .
هتفت على الفور : زين زين .. الحين ماشيه .
أغلق السماعة ثم تطلّع إلى نفسه في المرآة هامسًا : عشوه ما كنت تحلم فيها يا فارس .. هالله هالله لا تخليها تضيييع .
و انفجر بالضحك و هو يعود إلى حجرته الكئيبة ، لملم حاجباته المتبقية بسرعة استعدادًا للهرب بعد إنهاء مهمته وهو يهمس بحنق : و ربي لأخليك ترجع الفلوس لحسابي بالغصب يا عجوز السم .
انتفض جسده لتلك الخربشة التي أتت من خلفه ، التفت بحدة إلى الوراء ليجد مجموعة من الفئران تخرج من حفرة خلف الباب ، صك على أسنانه باشمئزاز و هو ينزع حذائه و يلقيه عليهم صائحًا بعصبية : انقــــــــــــــلـــــــعوووووووواااااااااااااااا ا.
تعالت أصواتهم و هم يفرون هاربين إلى جحرهم و جسد فارس يرتعش من شدة الغثيان و هو يهتف : علهم ينقلولك الطاعون يا رامي .
و عاد إلى حاجياته و هو يهتف ضاحكًا : و أنا كلها كم ساعه و أقلهم باي باي .
.
.
و بعد نصف ساعه
توقفت سيارة أنيقة أمام مبنى سكني متهالك ، تطلّعت إليه بخوف و همست : موب معقول يكون جالس فـ هالمقبره ؟؟؟!.
وضعت السماعة على أذنها بعد أن طلبت رقمه : ألو ، حبيبي أنا واقفه برا .. بس ما أدري هي الـ
رفعت حاجبيها بدهشة للكلمات التي وصلتها : شايف السياره ، بس .. كيف تبيني أجلس فـ هالمكـ
زوت ما بين حاجبيها و هي ترفع السماعة عن أذنها : قفل الخط!! .
زمجرت بعصبية و هي تهمس : واش أسوي ، أنا اللي جبته لعمري .
نزلت من السيارة في عمق الظلام بعد أن سمحت للسائق بالمغادرة و ملأت جيبه بما يغلق فمه ، وصلت إلى مدخل المبنى المقزز الخالي من أي مخلوق ، احتضنت نفسها في خوف و هي تتلفت حولها : يممممه ، واش هالمكان ؟؟!!!!!!!!.
ابتلعت ريقها و هي ترفع بصرها للسلالم ، يقطن في الدور الثاني كما أخبرها ، تحاملت على نفسها و كبتت خوفها و هي تتذكر والدتها التي ستقتلها لو علمت بالحقيقة ، امتطت السلالم الحجرية المتصدعة ببطء و شباك العنكبوت تتدلى من السقف .. عوضًا عن أصوات حشرات الليل المزعجة ، تجمعت الدموع في عينها و هي تقف في الدور الثاني ليقابلها باب واحد ، وضعت يدها على أنفها بسبب الرائحة الكريهة التي تملأ المكان ، تقدمت من الباب القديم و أنفاسها المضطربة دليل على خوفها : الله يعدي هالليله على خير .
طرقته ثلاث مرات متتالية و قلبها ينتفض خوفًا و رهبة ، فّتح الباب فهتفت بلهفة : فار
بترت عبارتها و شخص ما يجرها للداخل : صرخت بفزع و انقطعت صرختها قبل أن تتم لتلك اليد التي كممت شفتيها و من خلفها يهمس : اشششششش ، أنا فارس .
و تركها لتلفت إليه و دموعها تتساقط على وجنتيها : خوفتـــــــــنـ
وضع إصبعه على شفتيه مقاطعًا لها : اششششششششششششش ، أنا مو لحالي فـ الشقه .
و جذبها مع يدها إلى حجرته ثم أغلق الباب ، تلفتت حلوها بريبة ثم همست باكية : انت شلون جالس فـ هالمكان ؟؟ و ين فلوسك ؟؟؟!!.. أنا قفلت باب حجرتي بالمفتاح وجيت جري .. أنا حاسه إنها بتكسره لو دقت و ما رديت عليها وقلي الحين متى بتدق على أبوي بالضبط ترا قلبي بيوقف من الخوف و
بترت عبارتها عندما وضع كفيه على رأسه في انزعاج شديد ، سألته بقلق باكي : و اشبك .. و ليه وجهك تعبان ؟؟ .
ابتسم بسخرية و هو يعيد كفيه إلى جانبيه هامسًا : يا كثر شكواك .
و اقترب منها أكثر و على شفتيه ابتسامة خبيثة ، لم ترق لها تلك الابتسامة فتراجعت إلى الخلف متمتمة بأحرف متقطعة : فـ فـ ـ.. فارس ..و .. اشـ .. واشفيك ؟؟.
اتسعت ابتسامته كما اتسعت عيناه و هو يهمس : اشتقتلك يا بعد حيي .
مدت يديها أمام وجهها و هي تلتصق بالجدار هاتفة بخوف الدنيا : فارس لا .. ما اتفقنا على كذا .. ابعد عني هذا مو وقته .
جذبها إليه فصرخت و هي تحاول الهرب منه : ارجع لوعيـــك .. احنا فـ مصيبه و لازم نطلع منها .
ضحك و هو يجرّها إليه أكثر : انتي وحدك اللي فـ مصيبه .. و أنا ما بيقدرون يثبتون علي شي يا حلوووو .
صرخت في رعب حقيقي و هي تحاول أن تتملص منه بعصبية : فاااااااااااااااااارس .. خلني و اللي يخلييييييييييييييييك .. خلنيييييييييييييي .
كمم فمها بيده و هتف بحنق : سدي حلقك ما نبي الجيران تسمع .
ثم أحاطها بيده الأخرى جحظت عيناها في رعب و هو يجرها إلى ذلك الفراش الرث ، هزت رأسها نفيًا في صدمة و أخذت تركله برجليها في استماتة و وجهها يشحب بشكل مريع ، لكنه .. لم يترك لها فرصة .
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
الرياض
فيلا أبو فيصل
في نفس اللحظات
خلع – غترته - و مسح على رأسه بإرهاق ، يريد أن يغط في نوم عميق ، اصطدمت عيناه بتلك الجميلة البائسة التي تمسح دموعها في الخفاء و هي تجلس على السرير ، زفر بضيق و هم بقول شيء ما لولا أن تصاعد رنين هاتفه المحمول ، أخرجه من جيبه و الجوهره تلتفت إليه في لهفة ، وضع السماعة على أذنه قائلاً : ألو .
: أبو فيصل !!.
رفع حاجبيه و هتف بخفقات قلبه الثائرة : راشد !!!!!!!!.
هبت الجوهره من مكانها و ركضت إليه و الأمل المذعور يشع من عينيها ، و أبو فيصل يستمع إلى حديث الرجل : إيه ، قبضوا على مالك قبل ساعتين فـ مقهى ، و دلهم على مكان الشقه بس لقوها فاضيه ، و بعد تحقيق مع كم واحد ثاني عن طريق مالك ومن ضمنهم ممرض عرفنا المكان ، و الحين السيارات بتتحرك ، بس قلت أبلغك بالأول .
هتف أبو فيصل بأعصابه النافرة : أعطيني العنوان بســـــــــــــرعه .
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
|