لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-03-10, 01:00 AM   المشاركة رقم: 126
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 142868
المشاركات: 11,327
الجنس أنثى
معدل التقييم: نوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسي
نقاط التقييم: 3549

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نوف بنت نايف غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نوف بنت نايف المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

تقدمت إلى الباب المفتوح حيث الأنوار مضاءة ، و دلفت هاتفة : السـ

اختنقت الكلمات في حلقها عندما رأت ذلك الرجل الغريب الذي ُصطدم لمرآها و أشاح ببصره إلى الجهة الأخرى على الفور محذرًا : يـــــــــــــــا ولــــــــــــــــــــــد .

شهقت في صدمة و ركضت خارج المكان إلى الصالة الرئيسية و دموع القهر تتجمع في عينيها و

: آآه

تراجعت إلى الخلف لترى تلك التي اصطدمت بها : عبير !!!!!.

كانت عبير تنظر إليها بنظرة مخيفة ، مزجت الصدمة و الاحتقار و الحقد و الغضب ، هوى قلب تساهير بين ضلوعها و هي ترى تلك النظرات رغم أنها لا تدري من هو ذلك الشخص و لكنها هتفت مدافعة : كـ .. دخلت عـ

: شــــــــــفـــــــــتــي !!! .

التفت تساهير في حدة إلى الصوت لترى مضاوي واضعة يدها على خاصرتها و تمشي بدلال و هي تردف بنبرات حقيرة : ما قلتلك خبيثه !.

زوت تساهير ما بين حاجبيها و قلبها ينتفض بين ضلوعها : انتي اش تقولين ؟؟؟ .

: يا وقـــــــــــــــحــــه.

شهقت تساهير في ذعر و عبير تصرخ بغضب هادر والدموع تتفجر من عينيها : يــــــــــــــــــــالـــلــي جـــايـــه مـــن الـــشـــــااارع .. كــــــــــــــذا تــــــــــخــــونــيـــن الــلـــــي لــــمـــــوك و حـــنـّو عــلــيــك .. كذاااااااااا ؟؟؟.

اتسعت عينا تساهير في صدمة مدمرة و هي تهتف : عـبير .. انــــتـــي فاهــه الـمــوضــوع غــلــــط .

ركضت أم عبير و العمتان إلى الصالة ، صرخت الأولى بعصبية: و اشــــــــفــــــــــــــــــيــه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!! .

صاحت عبير في انهيار و هي تدفع تساهير بعنف إلى الخلف : الحـــــــــــقييييييييييييره كـــــــــانـــــــــــت عـــنـــد زوجـــــــــــــــــــييييي .

صرخت تساهير و هي تقع أرضًا و النساء تشهقن ذعرًا ، صاحت باستماتة بعد أن أدركت القصة : كــــــــــــــــــــــــذاابــــــــــــــه .. مــضـــــاوي كــــــــــــــــذاابه هــــــــــــــــيا الــلــي قــالــت لــي انــه عــمــي يــســتــنــانــي فـ الــمــقــلــط .

صرخت عبير بوجهها المحتقن و أنفاسها المتلاحقة : انتي الكذابــــــــــــــــــــــــه .

: عـــــــــــــبــــــــــــــــــــــيــــــــــــ ر !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

صدحت صيحة نواف في المكان الذي قد وصلت إليه الأصوات على ما يبدو .. أطبقت عبير على شفتيها و هي تنتفض من شدة البكاء ، تطلّعت إلى تساهير التي حفرت الصدمة معالمها على وجهها الباكي و همست بانهيار : لــيش .. ليش فهميني .

صاحت تساهير من بين دموعها و هي تشير إلى مضاوي : و الله كـــــــــــــــــــــــذابـــــــــــــه .. كــــــــــــــــذابـــــــــه هـ

لم تستمع عبير إلى كلماتها الباقية بل ركضت إلى حيث زوجها لتمزقه هو الآخر .

: يا بنت الشارع .

التفت في صدمة إلى عمتها : عمتي !!!!!!!!!!!!.

اقتربت منها و في عينيها شر الدنيا : نكذب بنتنا و نصدقك يــــــــــالــــــغـريــبـه .

تمزق قلبها قطعة .. قطعة و الدنيا تدور من حولها ، ارتجفت شفتاها و دموعها تتجمع في عينها من هو الموقف ، همست بصدمة و هي تنهض واقفة : لا .. انتي يا عمتي ؟؟!!!!!! .

شرخت الغصة حلقها و هي تجول ببصرها في وجوههن .. نظرات اتهام ساخنة و نظرات ساخرة مستفزة في عيني مضاوي هزت رأسها بانهيار و شعور الضياع و الوحدة يجتاحها.. ازداد بكاءها .. و أنفاسها تضيق عليها أكثر ، صرخت في ألم و هي تركض من بينهم إلى الخارج و هي تبكي فصاحت أم ياسر بقهر : و يــــن رايــــــــــــــحـــه ؟؟.

: و اشـــــــفــــــــــيــــه ؟؟!!!!!!!!! .

نظرت الأم إلى عروب التي قدمت للتو و هي تتساءل بقلق : واشبكم .. كنت فـ الحمام .. و اش اللي صار ؟؟؟؟.

صرخت الأم بقهر : الـــــــحــقــيــره الــلـي جـــابــهـا عــمــك أبـــو فــيــصـل كــانــت مـــع زوج عــــــبــيـر فـ المقلط .

رفعت عروب حاجبيها في دهشة مستنكرة : فـ المقلط ؟؟!!!!!!!!! من قلكم ؟؟؟.

صاحت العمة مزنة هذه المرة : مضاوي .

ارتدت عروب في عنف و هي تلتفت إلى مضاوي : ميــــــــــن ؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!..

ابتسمت مضاوي قائلة باستعلاء : شفتي كيف كشفـ

: كــــــــــــــــــــــــذااااابــــــــــــــــــ ــــــــــــه .

انتفضت مضاوي من صرخة عروب التي أردفت في عصبية و غضب هادر : أنـــــــــــــــا ســـــــــــــمــعــتــك تــــقـــولــيــلــهــا خــــــــــالــــــــــــــي أبـــو يـــاســـر يــبـــيـــك فـ الــمــقــــلـط .

التفتت مزنه إلى مضاوي باستنكار هاتفة : مـــضــاوي ؟؟!!!!! ..

انعقد لسان مضاوي في حلقها ، و لكنها أجبرت نفسها لتنطق : انتي الكذابه أنا ما كلمتها و لا

صرخت عروب و هي تركض نحوها في جنون : يا لــــــــــــــزفـــــــــــــــــتـــــــــ* .

: عـــــــــــــــــــــرووووووووووووووب !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!.

صرخت النساء في هلع عندما سقطت مضاوي إثر دفعة عروب التي جثت فوقها ، عروب التي أخذت تصرخ في جنون و هي تصفع مضاوي و تشد شعرها ، تصرخ في جنون و تبكي في حرقة : يا حــــــشــــــــــره يـــــــــــالـــلــي تـــبـــيـــن تخـــربــــيــن بـــيـــوووت غــيـــرك .. يــــــــــــــا قــــذره يــــا لـــلـــي بعـــــــتـي نـــفــســك لــــفــااارس بــــــــــدون زوااااج .

صـــــــــــــــــــاحـــــــــــــــت النسوة في استنكار و الأم تندفع نحو عروب صائحة: خــــــــــــــــــــليهااااا.

صرخت عروب بعصبية و هي تتشبث في مضاوي بيد و تضربها باليد الأخرى : خــــــــــــــــــــــلـــــووووونـــــــــــــــ ـــــييييييييي .. الحــــــــــــــــــــقـــــــــــــيييره .. دمـــــــــــــــــــــــرت حـــــــــــــــيــااااتـــــــــــــــــي و بـــــــــــــــــــتــدمــر حــيــــاة أخــــــــــــــــتــــييييييييييييييي .

صرخت مضاوي في ألم و هي تحاول أن تحرر نفسها من قبضتي عروب : ابــــــــــــــعـــدي عــــــــــــــــــــنـــيييييييي .

قبضت عروب على خصلات شعرها بقوة أكبر و هي تصيح بشكل هستيري : و الله لأطــــــــــــلع رووحــــــــــــــــــك .

رفستها مضاوي برجلها و هي تصيح : رووووووووحي يالــــــــمـــغـــتـــصــبه .. مـــسكييييييينه دخل عليك ســـــــــــواااااااااق .

صــــــــــــــــرخـــــــــــــــت عروب و هي تـــــــــــــرتــــــــــــد إلى الخلف ، صرخت بكل قهر الدنيا و آلامها ، صرخت بكل عذابها و شقاءها .. تراجعت الأم إلى الخلف في صدمة لتجثو على ركبتيها و توقفت العمتان مبهوتتان ، لم تكد مضاوي ترفع ظهرها عن الأرض حتى تفجرت صرختها المتألمة : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآ.

جثت عليها عروب مجددًا و عضت كتفها الأيمن بشراسة لتتفجر صرخة مضاوي الأخرى : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا مجــــــــــــــــــنونـــــــــــــــــــــــــــ ــه ، ابــــــــــــــعدي عنيييييييييييييييييييييييييييي !!.

: عــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــروووو ب !!!!!!!!!!!!!!! ..

ترددت صحيته المنفعلة في المكان ، التفتت العمتان في ذعر و هو يركض إلى الداخل ، ركض و هو لا يرى سواها ، جرها من فوق مضاوي التي صرخت من فرط الألم و قطرات من الدماء تسيل على كتفها : خـــــــــــــلاااااااااااااااااااص .

: عــــــــــــــــــــــــــــــــــــزااااام!!!!!! !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

صرخت العمة مزون في صدمة من هذا الاقتحام ، تجاهل صرختها و هو يكبل عروب بين ذراعيه صائحًا : عــــــــــــروب يــــــــــــــــــــــــــــــــــكـــفـــي !!.

صرخت عروب بدموعها التي تغرق وجهها و هي تحاول أن تتملص منه : خـــــــــــــلــــــــــــــونــــــــــي .. خـــــــــــــــلونـــــــــــــــي أشـــــــــــرب من دمـــــــــــــهـــا .. الحــــــــــــيــواانـ * الـــمــلــعــــونـــــــــ* .. خـــــــــــــــــــــــــــــــــلـــــــــــــــ ــــــــوونييييييييييييييييييي .

جذبها و هو يحكم عليها بين ذراعيه و يشيح ببصره : قـــــــــــــلـــــــــــــت خـــــــــــــــــــــــــــــلااااص .

قاومته بقوة فحملها و هي تصرخ و تبكي و آلام روحها تزداد .. و تزداد ، اندفع نحو إحدى الحجرات الداخلية ، و أغلق الباب خلفه بإحكام .

انتفضت مزنه و هي تلتفت إلى ابنتها و تصرخ : مـــــــــضاوي !!!!!!!!!!!!!!!!!!!

التفت إلى والدتها في هلع ، والدتها التي كانت تحدق فيها برعب و هي تهمس : الـ ..لبسي عباتك و

هبت مضاوي من مكانها و هي تضع يدها على كتفهافي ألم ، لا بد أن تهرب حالاً و تتصل بفارس و لكنها تدرك أن هذا سيزيد الطين بله و لو ذهبت بفرقة والدتها ستقع في مشكلة كبيرة أيضًا ، خاصةً لو

: يـــــــــــــــــــــــــلا.

انتفضت عندما ألقت والدتها بالعباءة على وجهها و ركضت إلى الخارج


.




.




.



بعد أن هدّأ من ثورتها ، ربت على ظهرها هامسًا : لا تخلينها تخرب بيتنا يا عبير ، هذي وحده حقيره .. المفروض انتي تكونين متأكده من هالشي من ذاك اليوم اللي طلعت فيه قدامي .

هزت أسها بألم و هي تذرف دموعها على صدره : الرسايل جننتي يا نواف ، جننتي و تـ

قاطعها بجدية : الـــبــنيــه مــظــلــومــه ، و هذيك الخبيثه أنا من أول حاطها فـ راسي ، والله لأكسر خشمها و أربيها عدل .

تراجعت إلى الخلف مغممة : خلني أشوف واش سبب الصياح اللي قبل شوي .

مسح دموعها بأصابعه و هو يتطلع إلى عينيها: لا تسمحين للشيطان يوسوسلك ، هذا و انتي عارفتني أكثر من نفسك تفكرين بهالطريقه ؟؟!!! .

و أردف بعتاب المحب : و لو وحده فكرت إنها تسوي هالحركه .. تتوقعين إني بعطيها وجه ؟؟؟ موب هذا عشمك فيني يا عبير !! .

أطرقت برأسها في خجل شديد و الدموع تغرق وجهها أكثر ، همست بخفوت : آسفه ، بس .. هذا من غيرتي عليك يا نواف .

ابتسم بحنان و هو يطبع قبلة على رأسها : عاذرك يا أم سطام .

مسحت دموعها بأصابع مرتعدة و هي تهمس : أروح أتطمن عليهم و أرجعلك .

ضمها ضمة أخيرة ارتسمت لها ابتسامتها الباكية ، ثم تراجعت عائدة إلى الصالة الرئيسية .


.




.



.



مسحت دموعها المتفجرة و هي تحتضن نفسها و رأسها بين ركبتيها ، يا إلهي !! .. ماذا تفعل الآن و كلهم يتهمونها ظلمًا و جورًا .... كله من تلك .. مالذي فعلته لها حتى تضعها في ذلك الموقف العصيب .. أيعقل أنها تحب ياسر مثلاً ؟؟!!!... رفعت رأسها بحدة و هي تشهق .. ربما أوصلوا له الخبر الآن .. هوى قلبها بين ضلوعها و هي تنهض واقفة .. لا .. إلا هو .. ليغضبوا جميعهم و ينشروا عنها الأكاذيب .. لكن إلا هو .. لا تحتمل أن يفكر بها بتلك الطريقة .. ستجن .. جالت بعينيها في المكان بانهيار و هي تفكر في طريقة تجعلها تصعد إلى الأعلى .. المهم أن تخبره بما لديها .. قد يصدقها و قد يكذبها .. لكن المهم أن لا تهرب و تترك المكان كأنها هي المذنبة .. تذكرت ذلك الباب الذي أخبرها عنه في الجهة الخلفية و الذي يدخل عبره الممرض ، ركضت إليه و دموعها تسبق شهقاتها .. ربما هي النهاية !!! .


.




.





.



رفعت الأم لمنهارة بصرها إلى عبير التي ركضت نحوها صائحة : يـــــــــمــــه و اشــــــــــــــفـــيـــــك !!!! .

بكت الأم في حرقة شديدة و هي تضرب على فخذيها : آآآآآآآآآه .. يــــــــــــــــــا مـــــــــصـــيـــبــتــي .. يـــــــــــا بـــــــــــــــلــــــــوتيييييييييييي .. أخــــــتـــــــــــك .. الله يـــــــــــســود وجـــــــهــهــا .. أخــــتــــك الـــــــــــــلــي مــــــــا أدري واش ســـــــــــــالــــــــــفـة الــــــــــــســايق مــعـــهــا .

ارتدت عبير في ذهول و الأم تصيح بألم أكبر و هي تطرق برأسها و السيول تتساقط على ثيابها ، ارتعدت شفتا عبير و هي تدور ببصرها في الصالة الخالية .. لقد رحلوا جميعهم .. و لكن أين عروب .. و .. سائق ؟؟؟؟!!!!!!!! .

أمسكت أمها مع كتفيها و هتفت مذعورة و الدموع تتفجر من عينيها : يمه .. يمه وينها عروب الحين و ينها ؟؟؟؟؟.

بكت الأم بعنف و هي تلطم وجهها بيديها : مع عزام .. عزام اللي سمع كل شي .. كل شي .

شهقت عبير بعينيها المتسعتين ، و همست بلوعة : عزام ؟؟!!!!!!!!!!!!.


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



سيارة مزنه


في نفس اللحظات




صاحت الأم بعصبية : و اش هــــــــــــالـــلــي تـــــــــقــولــــه بنت خـــــــــــــــالــــــــــــك .. هـــــــــــــاه ؟؟!!! .

صاحت مضاوي بقهر : تــصــدقــيــنــهـا ذيـــك الــغــبــيــه الــــمــجــنــونــه و تــكــذبــيــن بــــنــتـك ؟؟ .

ردت عليها أمها بعصبية أكبر : اقــــــــــصــري صـــوتــك يــا قــلــيــلــة الــحــيـا .

أشاحت مضاوي بوجهها متظاهرةً باللامبالاة بالرغم من أن قلبها يكاد يخرج من شدة الخفقان ، هتفت أمها بحنق : واش قصدك بسالفة السايق ؟؟ علميني ؟؟ .

لوحت مضاوي بيدها و هتفت بسخرية : يوووه .. ذيك سالفه قديمه و كل العالم تدري فيها .. و الظاهر ان عمي أبو ياسر غصب عزام لجل يستر عليها .

جحظت عينا والدتها في ذعر و تمتمت بأنفاس مخنوقة : و .. وانتي واشلون دريتي ؟؟ .

ضحكت مضاوي بسخرية : قصه مثل ذي لازم تنتشر .. سمعت الخدامات يتكملون فيها .

اعتصرت مزنه كف ابنتها و هي تتذكر حديثًا آخر ذا أهمية أكبر ، غممت بغضب دفين : باكر الصبح أنا و انتي فـ المستشفى .

ارتعدت فرائص مضاوي في غضب هادر و هي تصرخ : و اشـــــــــــــلـــــــــــون ؟؟ .

ضغطت والدتها على كفها أكثر و همست بعصبية : قلت اقصري صوتك .. الظاهر ما عرفت أربيك .

جرت مضاوي يدها في عصبية : و اشّوله المستشفى .. تشكين فيني يعنـ

صـــــــــــــــفــعــتــهـا والدتها فشهقت مضاوي بصدمة ، همست والدتها من بين أسنانها : أقص لسانك لو عاد تكلمتي .. لا تخلين السواق يسمع .

أوشك قلب مضاوي على الانفجار و يدها على خدها و والدتها تستطرد : لا تحسبين اني ما أدري عن بلاويك مضاوي .. لكن كنت أقول بنتي و تعرف كيف تحمي نفسها ...و الظاهر اني أخطيت .

ضربت مضاوي على فخذيها بغيض : يعني صدقيتها ذيك العقربه ؟؟ .. تصدقينها و تكذبيني ؟؟.

تراجعت والدتها في مقعدها و هي تقول مهددةً : باكر بنعرف يا مضاوي نصدق من و نكذب من .. باكر .. و صدقيني .. لو طلع الكلام صحيح و الله ما تلاقين نفسك إلا فـ القبر .

ارتجفت مضاوي في مقعدها و أخذت تفرك يديها بعصبية دفينة و هي تعض على شفتيها بألم من جرح كتفها ، و عقلها يفكر في طريقة .. للفرار .


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@


فيلا أبو ياسر


43 : 1 صباحًا



وفي الأعلى ، بمجرد وصولها ..فتحت باب الجناح و هي تبكي ، أغلقته بهدوء .. ترددت للحظة و هي تنظر إلى مدخل حجرته .. قد تجد أحدهم هناك و .. و لكن الجو هادئ و

: تــــــساهير ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!.

تسمرت في مكانها عندما سمعت صوته ، و انتفض جسدها و هي تتخيل موقفه .. أتخبره .. أم لا ؟؟ هل سيقف إلى جوارها ؟؟ أم يكذبها هو الآخر ؟؟ و يا له من مصير !!!!!!!!!!.

: تــــساهــــــــــــــيـــــــــــــــــــــــــيـ ــييييييـر ؟؟؟؟!!!!!!!!! .

لم تتمكن من السيطرة على نحيبها و أنينها .. فيبدو أنه ميز صوتها و

: تــساهير و اشفيك .. تعالي .. ترك قلقتيني .. و اش اللي صار ؟؟؟ .

قبضت على كفها و أغمضت عينيها .. سيعرف الآن أو بعد دقائق معدودة من أهله ، فلتخبره و تأخذ الطعنة المتبقية .. لتموت .. حية .

توجهت إلى حجرته مفتوحة الباب و الطبول تتردد في أذنيها ، دلفت و هــــــــــــــــــــالـــه منظرها الباكي : و اشـــــــفـــــــــــــــــيــك ؟؟!!!!!!!!!!!..

اقتربت من السرير حتى توقفت إلى جواره و لم يبق بينهما إلا خطوات ، كانت تنتفض و هي تبكي ، مزقه القلق فصاح في عصبية : تـــكلمي .. أحد صار له شي .. هلي فيهم شي ؟؟؟؟ .

غطت أذنيها بكفيها .. لم تعد تحتمل المزيد من الصراخ ، هتفت من بين شهقاتها : لا .. مــ ..مضاوي قالت لي عمي أبو ياسر يستناني فـ المقلط .. رحت هناك و .. لـ .. لما دخلت شفت رجال غريب .. انفجعت و خرجت جري .. إلا .. قابلتني عبير .. و هيا مصدومه .. تـ .. تحسبني كنت جالسه مع زوجها .. مـ .. مضاوي قالت لها إني كنت مع زوجها .. و .. عمتي .. و .. كلهم اتهموني .. قلتلهم إنها كذابه .. بس .. بس ما صدقوني .. ما صدقوني .. شـ..شردت من عندهـم و

انقطع صوتها من فرط الدموع ، و يداها تهويان إلى جانبها ، لم تقوى على النظر إليه و هي تحترق انتظارًا لردة فعله ، اشتعلت أنفاسها و حمرة البكاء تكسو وجهها .. لم ينطق بشيء !! .. أي نظرة تلك التي يرمقها بها الآن .. عضت على شفتها و هي تتراجع إلى الخلف و تشهق باكية : أنا برجع للجازي .. بـــ

شهقت عندما جرها مع يدها لتسقط على صدره ، هتفت بصدمة باكية : ياسـ

و انقطعت حروفها مجددًا عندما احتواها بين ذراعيه و هو يهمس في أذنها : أنا مصدقك .

اعتصرت كلماته قلبها المكلوم فانهار رأسها على صدره و هي تنخرط باكية بأنينها المعذب ، ربت عليها بحنان ثم همس : هدي نفسك .. الحقيقه بتبان .. ربي بينصرك عليها و يطلع كذبها للناس .

تشبثت به بقوة و هي .. غير مصدقة لما يحدث !!! ، هل احتواها حقًا أم أنها تحلم ؟؟!! .. رغم أن الأمر يتعلق بأهله !! .. و لكنه صدقها ؟؟!!!!!! .. انهمر فيض دموعها ليغرق صدره فمسح على شعرها هامسًا برقة : كفايه دموع .

همست بصوت مخنوق : أنـا ضايعه .. أحـ .. أحس اني تايهه .. لما شفت الاتهام فـ عيونهم .. كـ .. كـ

و تلاشى صوتها المتحشرج في غمرة البكاء ، رفع وجهها عن صدره و تطلع إلى عينيها الغارقتين في نهر من الدموع ، همس بحب : و اشلون تضيعين و أنا موجود ؟؟.

ارتجفت شفتاها و هي تتطلع إليه بعينين حائرتين فابتسم بلطف و قبل جبينها بعمق ، أغمضت عينيها لتغرق الدموع وجنتيها ، و همس في أذنها مهدئًا : ارتاحي .

و كأنما أطاعته فأراحت رأسها على صدره و فاجعة الخدعة الدنيئة تنهك أحاسيسها .


.




.




.



لا زالت دموعها منهمرة ، و نيران قلبها مشتعلة .. صاحت بعصبيةهادرة : أقــــــــــــــــــــلـــك هــــــــــــــدنــــــــــــييييييييييييييي .

كتفّ عزام حركتها و صاح مهدئًا : عــــــــــــــــــــــــرووب قــــــــــــــــلـــــت خــــــــــــــــــــلاااص .

حاولت أن تقاومه و هي تأن و لكنه لم يسمح لها بالحركة ، التزم الصمت و تجاهل توسلاتها حتى استكان جسدها و انهار رأسها على صدرها في استسلام تام .

كان يشعر بخفقات قلبها الثائرة و بأنفاسها المضطربة ، جذبها ببطء حتى اقترب من الأرائك و أجلسها على إحداها ثم جلس إلى جوارها .. مد يده و وضعها على ظهرها قائلاً : و اش اللي صار ؟؟ .

ذاب قلبها من شدة الألم و صوته الجاف كالمشرط الذي يمزقها ، أشاحت بوجهها و هي تكتم شهقات العذاب ، كرر سؤاله بذات الأسلوب : و اش اللي صار يا عروب ؟؟ .

صاحت في قهر : لا تكلمني بهذا الأسلوب .. أنا مو ناقصه عذاااب .

و انخرطت في بكاء حار ، تنفس الصعداء و كتم غيظه في داخله ، كأنه يعاقبها على برودها معه !! .. أغمض عينيه ليعيد الهدوء إلى نفسه ، ثم همس بهدوء و هو يلتفت إليها و يمسح على شعرها بحنان : واش اللي صار ، ليش أصواتكم طلعت للشارع ؟؟! .

اهتزت شفتاها .. و أشاحت بوجهها و هي ترفع خصلات شعرها المتناثرة بسبب الشجار : حطيت حرتي فيها ، كانت بتخرب بيت أختي مثل ما .. ما

بترت عبارتها بشهقة كادت أن تفجر رئتيها و هي تدفن وجهها بين كفيها لتنفجر باكية بعنف ، استعاد جزءًا من الشجار و ربطه مع كلماتها ، اتسعت عيناه في صدمة و همس ببطء : هي اللي غلطت مع الـ

قاطعته و هي تصيح بلوعة : و كــــــــــنـــــت أشـــــــــــــــــوفــــــــــهــا قــــــــــــــــــدامــــــــــــــــي و مــوب قـــــــــــــــــــادره أتـــــكـــــــــلم ، ذبــــحــــونــــي .. ذبـــــحــــونـــي و دمــــرونـــي بـــيـــديــنـــهــم .. ذبحونييييييييييي .

انهارت أحاسيسها و دموعها تغرق وجهها ، تطلّع إليها و البراكين تتفجر في صدره ، هب من مكانه واقفًا : و أنــــــــــــا الـــلي بــــآخـــــــــــــذ حـــــــــــقــك مــــــــــنــها .

رفعت رأسها بحدة و هو يتحرك للباب و يفتحه بعصبية مندفعًا إلى الخارج ، صاحت باكية و هي تهب من مكانها لتلحق به : عـــــــــــــــــزام .. لا .. عــــــــ

بترت عبارتها لتلك النظرات التي ترقبها في الخارج ، تجمدت الدماء في عروقها و عبير ترمي الغطاء جانبًا و هي تتطلع إليها بقلق و يداها تربتان على أمها المنهارة ، حركت أناملها المتسمرة ببطء و أنفاسها تختنق في صدرها .. عرفوا .. كلهم .. لقد نفثت تلك الخبيثة سمومها السوداء و هربت بكل برود ، تركتها لتواجه الموت مجددًا .. و أمام من هذه المرة ؟؟! أمـــــــــهــا و شقيقتها الكــبرى !!!.

تحركت نحوهما ببطء و هي تشعر بالموت في كل خطوة ، توقعت أسوء الأمور بعد حادثتها .. إلا أن يصل الخبر إلى والدتها لتنظر إليها بتلك النظرات .. نظرات أحرقت قلبها و أحالته إلى رماد .. ، هذه هي اللحظة التي قتلتها ألف و مرة ، توقفت أمام والدتها و ابتسمت بحزن و قطرات اللؤلؤ .. حرة .

جلست عند ركبتيها و همست بألم : يمه ........ سامحيني .

تطلعت الأم إليها للحظة قبل أن تهمس بأعصاب مشدودة و أنفاس مخنوقة : اللي قالته مضاوي صح ؟؟؟؟.

اشتدت أعصاب وجه عروب و زمت شفتيها قبل أن توميء برأسها و

تــــــــــــــــــــــردد صـــدى الصـــــــــــــفعة القاسية في المكان و

: يـــــــــــــــــمــــــــــــــــــــــــــــه !!!!

صاحت بها عبير في صدمة و هي ترى أمها تمسك بتلابيب عروب بعد أن صفعتها و تصيح : ليــــش مــــا علمتنيييييي .. لييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييش ؟؟؟؟.

لم تنطق عروب بكلمة و هي مكتفية بالنظر إلى والدتها في ضعف تام ، صفعتها الأم مجددًا و هي تصرخ و تصيح : و اشـــــــــــلــوووون .. و اشـــــــــــلــــووون صــــــــــــــــار اللي صاااار فـــــــــــــــــــــــهــمــينيييييييي .

صرخت عبير من بين دموعها و هي تجاهد لحل النزاع : يـــــــمه فكيها و اللي يخليك .. يــــــــــــــمــــــــــــــــــــــه تــــــــــــــــــــــــكــفـــيــن.. يـ

و

..سقطت عروب ..

: عــــــــــــــــــــــــروووووووووووووووووووووووو ووووووووووووب !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

صرخت بها عبير و هي تهب لشقيقتها التي تهاوى رأسها و سقطت صريعة على البلاط ،أخذت تهزها بكل هلع الدنيا : عــــــــرووووب .. أختييييييييييييييييييييييييييييي .. عروووووووووووووووووووووووووب .

و لم تلق استجابة هبت من مكانها و ركضت صائحة : يـــــــــــــبـــــــــــه .. نوااااااااااااااااااااااااااااااااف .. لحقوا عليييييييييييي .

انهارت الأم إلى جانب ابنتها و هي تصرخ بجنون : بنتييييييييييي .. عروووووب .


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@




الرياض

الـــــــــشقة

00 : 2 صباحًا



تلفت حوله بريبة ، الغبي !! .. يبدو أنه نائم .. ، عاد ينظر إلى أغراضه القليلة .. أخذ يرتبها بطريقة سريعة في حقيبة بالية استعدادًا للهرب ، أدخل يده في جيبه و أخرج محفظته ، فتحها و زمجر بحنق : الله يآخذك يالعجوز يالسم ، كانت بتنفجر من كثر الألوف و الحين فاضيه و يمشي فيها النمل .

ألقاه جانبًا في عصبية بعد أن أخذ بعض البطاقات منها ، همّ بإغلاق الحقيبة و انتفض جسده لرنين الهاتف ، التفت إلى الوراء بحدة و الذعر ينطق في ملامحه ، همس بخفوت : من الحيوا* اللي يدق فـ هالساعه ؟؟.

ترك ما في يده و حاجباه ينعقدان : تكون البقره ؟!! .. أنا أعطيتها الرقم .

توهج الخبث في عينيه و هو يتقدم إلى الهاتف بحذر ، رفع السماعة ببطء و

: ألو ، فارس !!.

ارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة و هو يهمس : مضاوي ؟!!.

أتاه صوتها الملتاع : فارس انت وينك .. الحق علي .. عقرب الثرى عروب فضحتنا قدام العالم .. و أمي مصره تآخذني المستشفى باكر لجل تتأكد .

رفع أحد حاجبيه و لم يعلق على حديثها فصاحت بلوعة : فـــــــــــــــارس .. لا تسكت .. رد علي بسرعه .. تراها سحبت الجوال مني و هالجوال احتياط داسته فـ الخزانه .. لازم تترك كل شي فـ يدك و تجي تخطبني من أبوي باكر .. ضروري قبل لا أنفضح .

كتم ضحكة ساخرة كادت أن تنطلق من بين شفتيه و هو يقول : انتي تقولين ان أمك بتآخذك الصباح بدري .. واشلون أتصل على أبوك فـ ذاك الوقت و أخطبك ؟؟!!.. فهميني .

صرخت بعصبية : تصرف .. سو أي شي .. قلتلي بالأول لابد تكملين دراستك ثم نتزوج وانتظرت .. لكن الحين ما بقدر .. أمي مهددتني بالويل .

صمت للحظة نظر خلالها إلى المرآة النصف محطمة ، لتنعكس صورة وجهه الشاحب ، يدرك أن الموت آتٍ لا محالة و أن النهاية تقترب ، ابتسم بخبث قائلاً : انزين أنا عندي خطه .. لجل أأخر موضوع المستشفى .. أو ألغيه .

صاحت بلهفة : واش هي ؟؟.

تمتم : تطلعين الحين مع السايق .. و تجيني ع الشقه ، بعدها أرسلي لأمك رساله إنك عند وحده من صديقاتك و موب راجعه إلين تصدقك ، و أنا أتصل على أبوك الظهر و أخطبك ثم ترجعين للفيلا وانتهينا .

صرخت بحنق : انت جنيت ؟؟؟ .. تقول على ذي خطه .. كذا بفضح نفسي قدام أمي و بأكدلها إن السالفه صدق .

تأفف في ضجر و هو يقول : لا تصرخين ترى راسي مصدع .. الحين سوي اللي قلتلك عليه .. انتي هامك موضوع أمك أو اني أخطبك ؟؟؟؟ ، حتى لو تأكدت إن اللي صار صحيح قيد موضوع الخطبه تم و بكذا ما بتسويلك شي .. بالعكس .. بتغطي ع الموضوع لجل يتم الزواج و لا فضيحه و لا شي .

صرخت بعصبية مفرطة : الله يآخذ عمرها عقرب الثرى .. طيب .. ما لي إلا هالخطه .. لكن .. قلي الحين واشلون تبيني أطلع مع السايق و هي مراقبه كل شي ؟؟.. حتى حجرتي ما أدري واشلون أطلع منها .

ابتسم بسخرية و هو يجيبها : و الله مثل ما كنت تطلعين بالأول مضاوي تقدرين الحين .. حطي فـ جيب الخدامه كم فلس و السايق معها و تعالي على الوصف القديم اللي عطيتك .. فاكرته ؟؟.

هتفت بحنق : إيه .

ارتسمت على شفتيه ابتسامة خبيثة و هو يهمس : لا تتأخرين يا روحي تراني مجهزلك هديه بتعجبك .

هتفت على الفور : زين زين .. الحين ماشيه .

أغلق السماعة ثم تطلّع إلى نفسه في المرآة هامسًا : عشوه ما كنت تحلم فيها يا فارس .. هالله هالله لا تخليها تضيييع .

و انفجر بالضحك و هو يعود إلى حجرته الكئيبة ، لملم حاجباته المتبقية بسرعة استعدادًا للهرب بعد إنهاء مهمته وهو يهمس بحنق : و ربي لأخليك ترجع الفلوس لحسابي بالغصب يا عجوز السم .

انتفض جسده لتلك الخربشة التي أتت من خلفه ، التفت بحدة إلى الوراء ليجد مجموعة من الفئران تخرج من حفرة خلف الباب ، صك على أسنانه باشمئزاز و هو ينزع حذائه و يلقيه عليهم صائحًا بعصبية : انقــــــــــــــلـــــــعوووووووواااااااااااااااا ا.

تعالت أصواتهم و هم يفرون هاربين إلى جحرهم و جسد فارس يرتعش من شدة الغثيان و هو يهتف : علهم ينقلولك الطاعون يا رامي .

و عاد إلى حاجياته و هو يهتف ضاحكًا : و أنا كلها كم ساعه و أقلهم باي باي .


.




.






و بعد نصف ساعه


توقفت سيارة أنيقة أمام مبنى سكني متهالك ، تطلّعت إليه بخوف و همست : موب معقول يكون جالس فـ هالمقبره ؟؟؟!.

وضعت السماعة على أذنها بعد أن طلبت رقمه : ألو ، حبيبي أنا واقفه برا .. بس ما أدري هي الـ

رفعت حاجبيها بدهشة للكلمات التي وصلتها : شايف السياره ، بس .. كيف تبيني أجلس فـ هالمكـ

زوت ما بين حاجبيها و هي ترفع السماعة عن أذنها : قفل الخط!! .

زمجرت بعصبية و هي تهمس : واش أسوي ، أنا اللي جبته لعمري .

نزلت من السيارة في عمق الظلام بعد أن سمحت للسائق بالمغادرة و ملأت جيبه بما يغلق فمه ، وصلت إلى مدخل المبنى المقزز الخالي من أي مخلوق ، احتضنت نفسها في خوف و هي تتلفت حولها : يممممه ، واش هالمكان ؟؟!!!!!!!!.

ابتلعت ريقها و هي ترفع بصرها للسلالم ، يقطن في الدور الثاني كما أخبرها ، تحاملت على نفسها و كبتت خوفها و هي تتذكر والدتها التي ستقتلها لو علمت بالحقيقة ، امتطت السلالم الحجرية المتصدعة ببطء و شباك العنكبوت تتدلى من السقف .. عوضًا عن أصوات حشرات الليل المزعجة ، تجمعت الدموع في عينها و هي تقف في الدور الثاني ليقابلها باب واحد ، وضعت يدها على أنفها بسبب الرائحة الكريهة التي تملأ المكان ، تقدمت من الباب القديم و أنفاسها المضطربة دليل على خوفها : الله يعدي هالليله على خير .

طرقته ثلاث مرات متتالية و قلبها ينتفض خوفًا و رهبة ، فّتح الباب فهتفت بلهفة : فار

بترت عبارتها و شخص ما يجرها للداخل : صرخت بفزع و انقطعت صرختها قبل أن تتم لتلك اليد التي كممت شفتيها و من خلفها يهمس : اشششششش ، أنا فارس .

و تركها لتلفت إليه و دموعها تتساقط على وجنتيها : خوفتـــــــــنـ

وضع إصبعه على شفتيه مقاطعًا لها : اششششششششششششش ، أنا مو لحالي فـ الشقه .

و جذبها مع يدها إلى حجرته ثم أغلق الباب ، تلفتت حلوها بريبة ثم همست باكية : انت شلون جالس فـ هالمكان ؟؟ و ين فلوسك ؟؟؟!!.. أنا قفلت باب حجرتي بالمفتاح وجيت جري .. أنا حاسه إنها بتكسره لو دقت و ما رديت عليها وقلي الحين متى بتدق على أبوي بالضبط ترا قلبي بيوقف من الخوف و

بترت عبارتها عندما وضع كفيه على رأسه في انزعاج شديد ، سألته بقلق باكي : و اشبك .. و ليه وجهك تعبان ؟؟ .

ابتسم بسخرية و هو يعيد كفيه إلى جانبيه هامسًا : يا كثر شكواك .

و اقترب منها أكثر و على شفتيه ابتسامة خبيثة ، لم ترق لها تلك الابتسامة فتراجعت إلى الخلف متمتمة بأحرف متقطعة : فـ فـ ـ.. فارس ..و .. اشـ .. واشفيك ؟؟.

اتسعت ابتسامته كما اتسعت عيناه و هو يهمس : اشتقتلك يا بعد حيي .

مدت يديها أمام وجهها و هي تلتصق بالجدار هاتفة بخوف الدنيا : فارس لا .. ما اتفقنا على كذا .. ابعد عني هذا مو وقته .

جذبها إليه فصرخت و هي تحاول الهرب منه : ارجع لوعيـــك .. احنا فـ مصيبه و لازم نطلع منها .

ضحك و هو يجرّها إليه أكثر : انتي وحدك اللي فـ مصيبه .. و أنا ما بيقدرون يثبتون علي شي يا حلوووو .

صرخت في رعب حقيقي و هي تحاول أن تتملص منه بعصبية : فاااااااااااااااااارس .. خلني و اللي يخلييييييييييييييييك .. خلنيييييييييييييي .

كمم فمها بيده و هتف بحنق : سدي حلقك ما نبي الجيران تسمع .

ثم أحاطها بيده الأخرى جحظت عيناها في رعب و هو يجرها إلى ذلك الفراش الرث ، هزت رأسها نفيًا في صدمة و أخذت تركله برجليها في استماتة و وجهها يشحب بشكل مريع ، لكنه .. لم يترك لها فرصة .


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



الرياض


فيلا أبو فيصل


في نفس اللحظات



خلع – غترته - و مسح على رأسه بإرهاق ، يريد أن يغط في نوم عميق ، اصطدمت عيناه بتلك الجميلة البائسة التي تمسح دموعها في الخفاء و هي تجلس على السرير ، زفر بضيق و هم بقول شيء ما لولا أن تصاعد رنين هاتفه المحمول ، أخرجه من جيبه و الجوهره تلتفت إليه في لهفة ، وضع السماعة على أذنه قائلاً : ألو .

: أبو فيصل !!.

رفع حاجبيه و هتف بخفقات قلبه الثائرة : راشد !!!!!!!!.

هبت الجوهره من مكانها و ركضت إليه و الأمل المذعور يشع من عينيها ، و أبو فيصل يستمع إلى حديث الرجل : إيه ، قبضوا على مالك قبل ساعتين فـ مقهى ، و دلهم على مكان الشقه بس لقوها فاضيه ، و بعد تحقيق مع كم واحد ثاني عن طريق مالك ومن ضمنهم ممرض عرفنا المكان ، و الحين السيارات بتتحرك ، بس قلت أبلغك بالأول .

هتف أبو فيصل بأعصابه النافرة : أعطيني العنوان بســـــــــــــرعه .


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

 
 

 

عرض البوم صور نوف بنت نايف   رد مع اقتباس
قديم 27-03-10, 01:00 AM   المشاركة رقم: 127
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 142868
المشاركات: 11,327
الجنس أنثى
معدل التقييم: نوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسي
نقاط التقييم: 3549

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نوف بنت نايف غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نوف بنت نايف المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الرياض


فيلا مزنه


35 : 2 صباحًا



أخذت تدور في حجرة نومها و القلق يعصف بكيانها .. من المستحيل أن تفعل ابنتها ذلك .. من المستحيل أن تندس سمعتها و سمعة عائلتها بوحل الخطيئة .. كلا .. إنها تثق بها .. إنها تربية يديها ..... عضت على إصبعها .. نعم .. و لكنها لا تعلم إلا عن مأكلها و مشربها .. لا تطمئن إلا على الآلاف التي تلبي لها كل ما تطلب .. لكن أين تذهب و ماذا تفعل و من هم صديقاتها ..... لا شيء ؟؟!! ، انهارت على سريرها جالسة .... و لكن إن فعلت ؟؟!! .. شحب وجهها حتى حاكى وجوه الموتى .. هذا يعني أنها فشلت في تربيتها !! .. و هي التي كانت تظن بأنها ستحسنها بعد انفصالها عن زوجها اللاهي .. ماذا ستسمي نفسها إذًا و تلك المصيبة قد تكون حقيقة .. رباه!!! ... قبضت على وجنتيها و التفكير يقتلها حتى أوشكت أظفارها أن تخترق جلدها .. اتسعت عيناها بجنون و هي تهب من مكانها و تصرخ باسم خادمتها الخاصة : تــــشــــي تــــشـــي .. تــــــــــــشـي تشـــــــــي !!!!!!!.

أتت الخادمة ركضًا إلى داخل المكان : نأم مدام .

صاحت في وجهها و هي تشير بإصبعها إلى الخارج : نـــــــــــــــــادي مــــــــــــضـــــــــــاوي بــــــــــــــســـرعــــــــــــه .

أومأت الخادمة برأسها على الفور و انطلقت كالريح إلى حجرة مضاوي ، فيما أسرعت هي إلى خزانة ثيابها لتلتقط عباءتها هاتفة : قلبي ما بيصبر إلين باكر .



.




.




.





انتقلت قدمه إلى المكابح لتتوقف السيارة بعنف أمام الفيلا ، فتح الباب و شياطين القهر تلوح أمام عينيه .. نزل من السيارة مسرعًا و إذا برنين هاتفه المحمول يعلو .. تجاهله و هو يركض نحو باب الفيلا و يصرخ على الحارس الذي يعرفه : افتـــــــح الـــــــــــــــــــــــبــاب .

انتفض الحارس في مكانه و هو يهب لينفذ الأمر و رنين هاتف عزام الملح يزيد من حنقه .. دلف إلى الداخل و منه إلى الباب الرئيسي .. طرق عليه بعنف و هو يصيح : افــــــــــتحــــــــوا البـــــــــــــــــــاب .

فغر الحارس الواقف خلفه فاه بدهشة كبيرة و عزام يواصل طرقه العصبي و هاتفه يأبى أن يصمت ، اشتعلت البراكين في صدره و الخادمة تهتف من خلف الباب في ذعر : ميــــن ؟؟!!!!.

صاح عزام عليها بعصبية : أنا عـــــــــزام .. افتحي لأكسره فوق راسك .

فتحت الخادمة الباب من شدة الخوف و اندفع هو إلى داخل الفيلا و إذ بعمته تقف أمامه و علامات الذعر محفورة على وجهها : عزام يا ولدي .. علامك الله يهديك ؟؟!!.

صاح عليها بعصبية متجاوزًا حدود اللياقة .. فدموع عروب شحنت في نفسه الكثير: وينــــــــــــــها !!!!!!!!!!!!!!.

خلى وجه مزنه من الدم و هي تهتف بصوت مخنوق : مين ؟؟!! .

صاح عزام و هو يندفع إلى الداخل : بـــــــــــــــــــــنــــــــــــــــتــــــك الــــــــــــــــصــــــــــــــايــــــــعــه الـــــــــــــــــضــــايـــــــــــــــعـه الــــــــــــــــلــي تــــــــــلـــــعــب مـــــــــــن وراك و انـــــتــي مــــا تـــــدريــــن عــــــنـــــها .

جحظت عينا مزنه بذعر حقيقي و أوشكت قدماها على الانهيار و خادمتها تركض كالمجنونة و هي تصرخ : مـــــــــــــــــدااااااااااام مــــــــــــــــضــــــاوي مــــــــــــــا فــــــــــــــــــــي موجوووووووود .

و أردفت و هي تلهث : أنا في دور كللللللللل بيت .. مضاوي مافيييي .

انهارت مزنه من هول الموقف و عزام يصك على أسنانه بغيظ و هو ينتزع هاتفه المزعج من جيبه .. دب شيء في قلبه و هو يرى اسم نادر يضيء على الشاشة ، أجابه على الفور باقتضاب : ألو .

هتف نادر على الفور بنبرات لم يخف ما فيها من الفرح : عــــــــزام .. لقينا فــــــــــارس !!!!!!.


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



الرياض


الشقة


10 : 3 صباحًا



ارتدى ثيابه و أمسك حقيبته المهترئة ثم التفت إليها .. مكومة بلا حراك فوق الفراش ، قال ضاحكًا : يا عمري انتي .. عارفه و اش اللي سويته ؟؟.

لم تحرك ساكنًا و هي تنظر إليه في ضعف شديد ، الآلام تفتك بها ..انقطع صوتها و خارت قواها ..بل تشعر و كأنها .. شُلت .

انفجر بالضحك و هو يضغط على تلك الأحرف مفرقة : الـ A I D S .

رفعت حاجبيها بفزع فضحك أخرى و هو يهتف : هذي هديتي لك !!.

اتسعت عيناها من فرط الرعب و اقشعر جسدها ، تلقت روحها الصدمة ، ذاقت مرارتها و صعقت من خبثها .

سالت الدموع من عينيها و هو يسير نحو الباب قائلاً : يلا اشبعي نوم هنا إلين يجيك الموت .

و التفت إليها قائلاً بسخرية : الحقيقه ما ودي أخليك عند الـ ###### ، بس ثقيله و ما فيني أشيلك .

حاولت أن تنطق ، تصرخ .. تصيح .. تنفجر باكية .. لكنها لم تقدر ، لسانها ثقيل .. منعقد في جوفها .. أطرافها متصلبة .. و أنفاسها مختنقة في صدرها ، جحظت عيناها ذعرًا و هو يطفئ الأضواء و يغلق الباب خلفه .. اشتدت أعصابها و هي تفتح فاها .. تجاهد لتطلق صيحة واحدة .. و لا جدوى ، حاولت أخرى و لم تفلح .. لهثت بعنف و وجهها يحتقن بالدماء .. همّت بالمحاولة مجددًا و لكن هــــــــــــــوى قلبها بين ضلوعها لمسمع تلك الخربشة التي دنت إليها من ركن الحجرة ، جحظت عيناها أكثر عندما اشتمت رائحة الدماء التي أغفلتها ، شعرت بخطوات صغيرة تقترب منها .. حاولت أن تصرخ .. تتقلب و لا أمل .. سُـــــــــــــــــحق قلبها رعبـــــــــــًا من تلك الأشياء التي أخذت تسير على جسدها .. و التي بدأت بعضها .. وحيدةً وسط الظلام .



.




.





في الـــــــــخارج



جحظت عيناه و خفق قلبه بذعر عندما رأى سيارات الشرطة و هي تقترب من المبنى ، ركض بكل ما يملك من طاقة إلى الزقاق الضيق و هو يحكم اللثام الأبيض على وجهه ، انطلق كالريح من شدة الرعب .. و شهق بعنف و تلك الصيحة تتفجر من خلفه : عـــــــــــــــــلـــــــــــى و يـــــــــــــــــــن ؟؟!!! .

شعر بتلك اليد القاسية التي أطبقت على ساعده و أدارته بقسوة لتحـــــــــــطم فكه تلك اللكمة المدمرة : و طحــــــت فــــ يــــــــــــــدي يالـحـــــــــــــــيـــــــــوااااااااااااااااااا اا*.

تفجرت صيحته الموجوعة في الزقاق الضيق و لم يمهله الآخر الفرصة لالتقاط أنفاسه و هو يكيل إليه لكمة ثانية و ثالثة و رابعة : يـــــــــالكـــلــ* يالــمــلــــــــــعو*.. ويــــــــــــن بتــــــــــــروح من يدي يا خايــــــــــــــــــن الأمـــــــــــــــانه و الـــــــــــــشرف !!!!!!!!!!!.

شعر فارس بالدوار يفتك برأسه لقوة اللكمات التي شعر بها تخترق جسده ، صاح بعصبية و هو يحاول عبثًا مدافعة تلك اليدين التي لم يتوقف صاحبها عن الصياح ، قبض بأصابعه على حقيبته السوداء و هو يشعر بروحه تكاد تفارقه .. صاح بكل قوته و ألقى بها على من أمـــــــــــــــــــــــامـــه ، فتح عينيه بقوة عندما سمع صيحته و هوى قلبه بين ضلوعه عندما أدرك أنه عزام .. كيف لم يلحظ صوته ؟؟.. انتفض بعنف و عزام الذي نزفت الدماء من جبينه يهم بالانقضاض عليه مجددًا و هو يصيح بقهر : موتـــــــــــــك على يـــــــــــــــــــدي اليــــــــــــــــــــــــوم يا فـــــــــــــــــــــــارس !!!!!!!!!!!!.

انطلقت قدماه كالريح عندما شاهد عددًا من رجال الشرطة الذي ولجوا إلى الزقاق فاندفع خلفه عزام بوجهه المحتقن و البراكين الثائرة في صدره و هو يصيح : وقـــــــــــــــــــــف مكـــــــــــــــــــــانك يالحقييييييييييييييييييييييييييييييييييير .

تعالت شهقات فارس و هو يركض كالمجنون و قطرات الدماء تتناثر على وجهه و ثيابه .. أخرج من جيبه زجاجة الخمر الوحيدة التي يحملها و قذفها خلفه لتصطدم بعنف بصدر عزام الذي صاح بألم و تباطأت خطواته.. استغل فارس اللحظة ليزيد من سرعته التي شحنها خوفه ، جحظت عيناه حتى كادت أن تفارقها محجريهما عندما رأى الشارع العام أمامه .. تبًا .. سيضطر إلى العبور من هناك .. فهم خلفه ، ركض بذعر شديد .. توقف أمام السيارات التي تعبر الشارع بسرعة رهيبة ، نظر يمنة لا مفر .. و يسرة كذلك .. عليه أن يقطعه للجهة الأخرى .. و لكن متى تصبح الإشارة حمراء ؟؟!

و في ذات اللحظة تأفف أبو فيصل في عصبية و هو يصيح : فـــــيــــــــصــل اقـــــطــــع الإشـــــــــــــــاره .

هتف فيصل و يسير نحو الإشارة : يبه الدنيا زحمه .

زمجر أبو فيصل بحنق ثم صاح : و الـــــــــــــــــحـــيـــوا* مـــمــــكـــن يـــفـــر قـــبـــل مــــا أشــــــــــــــــــــــوفـــــــــــه .

ربت عليه نادر من المقعد الخلفي و هو يغمم : يبه استهدي بالله .

أشاح أبو فيصل بوجهه إلى النافذة و قلبه يوشك أن ينفجر من شدة الخفقان ، اتسعت عيناه في صدمة لمرأى تلك العينان التي يحفظ صورتهما عن ظهر قلب ، فتح الباب و صاح بكل قهر الدنيا: فـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاااا اااااارس .

تجمدت الدماء في عروقه و عيناه تصطدمان بذلك الوجه الوقور، رفع حاجبيه بذعر حقيقي و لثامه يسقط عن وجهه ، بدأت السيارات بالتوقف .. هم أبو فيصل بالنزول و نادر يجره من خلفه و يصيح : يـــــــــــــــــبـــــــــــه الــــــــــــــــــــــســــــــيارات يـ

دفعه أبو فيصل جانبًا و هو يندفع خارجها مما أثار الرعب في قلب فارس الذي اندفع من خلفه عزام ، انطلقت قدماه ذعرًا ليقطع الطريق بلا هــــــدى و بوق إحدى السيارات يدوي بقـــــــــــــــــوة في المكان ، جحظت عينا أبو فيصل و هو يصيح : فـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــاااااااااارس !!!!!!!!!!!!!.

و طــــــــــــــــــــــــــار الـــــــــــــــــــجــــســـــــــــــــــد ، تــــــــــــفــــــــــــــجـــرت الـــــــــــدماء و إطـــــــــــــارات الــــــــــــــــســـيــــارة تــــــــــــــحــتـــك بـــــــــالطريق في صرير مزعج لــــــــــــــتـــنـــحـــرف بــــــــعــــــــــــــــنـــف و تــــــــــــــــصــطــدم بعدد آخر من السيارات المجاورة ، سقط جسد فارس صريعًا على ظهر إحدى السيارات المتوقفة أمـــــــــــــــــــــــام نـــــــــــــاظــــري عزام و صيحات الناس المذعورة تكتسح المكان ، هوى قلب أبو فيصل بين ضلوعه و نادر يصرخ بانهيار : لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا .

تفجر الذعر في وجه فيصل و هو يحدق في جسد شقيقه الذي الــــــــــــــتــــوى رأسه بشكل عــــنـــيــــــف كأنما تـــحـــطــمــت رقـــبــتـــه ، دماءغزيرة أغرقت جسده لكنها لم تخفي ذلك الشحوب المريع الذي كسى وجهه ، قفز نادر من السيارة بلا وعي و فاجعة المشهد تزلزل كيانه : فــــــــــــــــــــــــاااااااااااااااااااارس .

جثا أبو فيصل ممتقع الوجه على قدميه وسط الشارع ، و فيصل يهب من خلفه ليلحق بنادر و هو يصيح : أخـــــــــــــــــــــــــــــــــويـــــــــــــ ـــــــييييييييييييي .

تجمهر الناس حول المكان و نادر يسحق الزجاج المكسور بقدميه وهو يتوقف أمام السيارة ليحدق بذهول في ذلك الجسد المغرق بالدم من رأسه حتى أخمص قدميه ، هز رأسه في انهيار و هو يقف أمام ذلك الجسد الساكن الذي لم يتبين ملامحه من غزارة الدماء : فـ .. فـ .. فارس .. فارس !!.

وصل فيصل في هذه اللحظة و ارتد جسده هو الآخر في عنف لمرأى شقيقه الغارق وسط بحيرة من الدماء ، تساقطت دموع نادر و همّ بضم فارس لولا أن قاطعته تلك الصيحة الناهية : وقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــف !!!!!!!!!.

التفت إلى الخلف بوجهه المخطوف و أحد رجال الشرطة يقفز من السيارة و يلهث : الدم ملوث .. لا تلمسه .. ارجع ورا .. ارجع انت وأخوك ورا بــــــــــــــــــــــــســــــــــرعــــه .

اتسعت عينا عزام في صدمة و هو ينظر إلى يديه اللتين تلطختا بشيء من دماء فارس و جحظت عينا نادر في انهيار و هو يعود للنظر إلى جسد شقيقه هاتفًا : لـ .. لـ ..لا .. لا أخوي .. هذا أخوي

اندفع نحوه ليضمه و : لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااا.

صاح بعصبية تفجرت لها دموعه و الشرطي يقبض على جسده و يجره عنوة : أقـــــــــــــــــلــــك ارجـــــــــــــــــــــــــــــــــــع .

صرخ نادر في استماتة و هو يهز رأسه نفيًا :لاااااااااااااااااااااااااااااااااااا ، أخــــــــــــــــــــويــيييييييييييييييييييييييي ، فــــــــــــــــــــــــــــاااااااااااااارس .

توقفت في هذه اللحظة سيارة الإسعاف من المستشفى القريبة و قفز منها المسعفون وسط ذهول المتجمهرين و صيحات رجال الشرطة التي تحاول صرفهم لإعادة خط السير على ما كان عليه .

وضع فيصل كفه على جبينه و وجهه ممتقع ،.. شقيقه .. أمامه .. و الدماء تغرقه .. و المسعفون يحاولون إنقاذه .. أحي هو أم ميت ؟؟!!.

انتفض لصرخة أحد الأطباء من خلفه ، التفت بحدة ليصيح في لوعة : يـــــــــــــــــبــــــــــــــــــه !!!!!!!!!.

اندفع ركضًا نحو والده الملقى أرضًا و صيحات نادر الباكية تتلف أعصابه ، جثى الطبيب عنده لإسعافه ، فحصه بحركة سريعة ثم هتف من بين لهاثه : تنفسه سليم الحمد لله ، بس فقد وعيه من الفجعه .

شعر فيصل بقدميه تخذلانه و الطبيب يحمل أبو فيصل بمعونة ممرض شاب و

: لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااا.

انتفض جسده و هو يلتفت إلى نادر الذي انهار أرضًا أمام سيارة الإسعاف في جانب الطريق ، جحظت عينا فيصل و قد تعلقتا بوجه شقيقه الباكي المذعور ، شهق نادر بعنف و راشد يحاول أن يهدأ من روعه ، صاح من أعماق قلبه و هو يلتفت إلى فيصل : مااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااات ، ماااااااااااااااااااااااااات يا فـــــــــــــــــيصل ، فــــــــــــــــــــاااااااااااااااااااااااااارس مااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااات !!!!!.

و صرخ أخرى و دموعه تسيل : لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا .

تصلب وجه فيصل و أحد رجال الشرطة يحاول أن يبعده برفق عن الطريق : تحرك يا أخوي ، السيارت شوي و تمشي .

سار معه بلا هدى و عيناه متسعتان في سكون غريب ، توقف عند سيارة الإسعاف التي تحمل فارس و تلك الأخرى التي توقفت لتحمل أبو فيصل و نادر يتلوى بجانبها من شدة البكاء : أخـــــــــــــــــــــــــــــوييييييييييييييييي ، فـــــــــــااااااااااااااااااااااااااارس !!!.

تطلع إليه فيصل بنظرة خاوية و نادر يتعلق بقدمية و يصيح بلا هدى : رااااااااااااااح .. رااااااااااااااااح يا فــــــــــيـــــــــــصل راااااااااااااااااااااااااااح .

همّ الطبيب بالصعود إلى السيارة لولا أن أثار انتباهه منظر فيصل ، نزل على الفور و اندفع نحوه صائحًا : لا تـــــــــــــــــــصـــلــب وجــــهـــك كــذا ، تــــــــــــــــــــكــــلـــم .. انــــــــــــــــــــــــطــق .

تطلع إليه فيصل بصمت تام و نظرات حائرة ، صـــــــــــــــــــــــــــــــفــــعـــه الطبيب على وجهه بقوة : اصحــــــــــــــــــــى .

ارتد جسد فيصل من قوة الصفعة التي فجرت دموعه و حررت صرخته الملتاعة : أخوي مااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااات ، ماااااااااااااااااااااااااااااااات .

تطلع إليه الطبيب و هو يجثو أرضًا و ينخرط في بكاء حار ، همس بقوله : فكينا الصدمه العصبيه قبل ما تشتد .

هب راشد ليهدأ من روع فيصل بعد أن حمل الممرض نادر ، و عاد الطبيب إلى داخل سيارة الإسعاف و هو يصيح : يلاااااااااااا.


.




.




.



.


حملوها إلى داخل سيارة إسعاف أخرى بعد أن غطوا جسدها الذي نهشت بعضه الفئران الجائعة ، و دفع آخرون رامي أمامهم و هو يتلفت حوله بذعر : لا .. أنا مالي داخل .. لا .. لـ

بتر عبارته عندما دفعه الشرطي بقسوة إلى داخل السيارة : أقــــــــول اســــــــــــــكت .

و في المقعد الأمامي أمسك الشرطي بعجلة القيادة و التقزز بادٍ على محياه ، سأله رفيقه الذي يجلس إلى جواره : واشبك ؟؟.

سرت قشعريرة في جسده و هو يتمتم : المنظر جابلي الغيثان .. لو شفت كيف كانوا الفيران متجمعين على جسمها الأجرد و هي موب قادره تنطق .

أشاح رفيقه بوجهه في تقزز : يا ربي استر على بناتنا .

غمم الأول باشمئزاز : لحقناها قبل ما تموت من الألم ، و أظنها كانت تفضله على إنها تتكشف قدام الرجال بذي الطريقه .

تعالت ضربات رفيقه على السيارة من الخلف ، فحركها و هو يجاهد ليصرف تلك الصورة عن ذهنه .


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@


جده


00 : 3 فجرًا


عقدت جبينها بضيق و ما في داخلها يثور .. هزت رأسها و هي تشعر بروحها تتقلب على جمر محرق ، قطرات تبلل رأسها و رقبتها .. حرارة تخنقها .. تسارعت أنفاسها و صوت ما يخاطبها من البعيد : رهف .. فكري يا رهف .. فكري .

صكت على أسنانها و ذلك الصوت المألوف يتردد في عقلها : لا تستعجلين ، الحياه قدامك .. قدامك.

شهقت بعنف و هي تفتح عينها ، لهثت بشدة و الذعر يتوهج في حدقتيها .. تلفتت حولها للحظة ثم اعتدلت جالسة لترتد في صدمة ، فغرت فاها و هي تجول ببصرها في أنحاء حجرتها .. كيف وصلت إلى هنا ؟؟!!.. و من كان يخاطبها ؟!! .. ذلك الصوت الـ

صاحت بلوعة و هي تهب من سريرها : تــــــــــــــــــركـــي !! .

اندفعت ركضًا إلى خارج حجرتها ثم إلى السلالم ، اندفعت إلى الصالة الرئيسية و دموعها تسبق شهقاتها .. جالت ببصرها في المكان الخالي بإضائته الخفيفة !! .. تلفتت بانهيار حولها هاتفة : لا .. مو معقول يكون حلم .. مو معقول .. كان هنا .. هنـــاااااااااااا !! .

ارتعشت شفتاها الحمراوان و الانكسار آيات تنبعث من عينيها ، أيعقل أنها جنت !! ، وضعت كفيها على جانبي رأسها و أوصالها تنتفض من شدة البكاء ، مالت ببصرها إلى باب المطبخ ليهوى قلبها بين ضلوعها ، رمشت عيناها المغروقتان بالدموع و قطع الزجاج تلمع على الأرض الباردة التي أروتها المياه ، ابتلعت غصتها و همسه المتعب يكوي فؤادها


■ ■ ■ ■

: لا تعلقين قلبك فـ واحد بدون أصل و بدون هويه .. واحد مجهول النسب

■ ■ ■ ■


أغمضت عينها بقوة و هي تضع كفها على شفتيها .. فيم تفكر و نبض مشاعرها يهتف باسمه ؟!! و الشوق في أعماقها يدمي جوانحها !! .. مجهول !! .. و لكنه في عينيها كل شيء !! .. يكفيها قلبه الذي يعانق خفقاتها .. حنانه الذي احتضن شتاتها !! .. انفجرت بالبكاء و هي تنهار أرضًا .. و قد لا يكفيه هو !! ، لقد أدركت الخطب الجلل .. لقد أضحى كيانه سردابًا أسودًا .. صامتًا موحشًا .. لقد تسلل ما مضى إلى كل نقطة دم في عروقه .. سيبقى وجعًا لن يفارقه .. و هل ستتركه تلك القيود و شأنه ؟؟!! ، تردد نشجيها الحزين في المكان .. و لم تعلم أنه كان يقف صامتًا شاحبًا على شاطئ البحر و حديثها الآنف يتردد في عقله .. لا شك في أنها قالته تحت تأثير حالته المتعبة ، و لا زال يشعر بالتعب و لا يدري ِلم .. أيعقل أنه نتيجة تعذيب جسده طوال أشهر مضت من أجل ذلك الانتقام .. فانهار الآن طالبًا لمتسع طويل من الراحة .. أم هو شيء آخر ؟؟!! .. وضع كفه على جبينه .. بل هو عقله فقط من يجلب له كل هذا التعب ، قبض على أصابعه.. و ندم عصيب ينهكه .. لماذا ذهب إليها ؟؟!! هي بالذات .. لماذا ؟؟!! .. لماذا أعاد إليها الذكريات السقيمة بعد أن أوشكت على نسيانها ؟؟!!. توهج الحنين في عينيه .. ما يربطه بها أكبر من مجرد تأنيب ضمير .. رباط خفي يجعله يشتاق إليها .. إلى سماع صوتها .. يتلوى ألمًا إن علم بعذابها .. و لكنها رقيقة عذبة.. ربما قالت ما قالته من خوفها عليه كـ بشر سقط أمامها سقيمًا يكتوي من الوجع ، أنفاس الشوق تتعثر في صدره و لكن لا بد أن يفكر بعقله .. وسط دوامة المشاعر التي كانت تلفهما .. عليه أن يتأنى .. يضع النقاط على الحروف بحذر شديد ، و إن .. خالف نداء قلبه ، لن ينحصر الأمر في علاقتهما و حسب .. قد يقع أطفالهما ضحية للأمر .. أطرق برأسه و الريح الباردة تحرك قميصه الأسود .. و إلى متى ؟؟!! .. أيخبرها بأنه يتمنى جوابها اليوم قبل الغد .. بأن صبره نفد .. يريد الخلاص من هذه الحيرة التي تشتته ، أغمض عينيه .. سحقًا له .. لماذا هذا التردد ؟؟ .. لماذا لا يستجيب لنداء قلبه ؟؟ .. يأخذها بين ذراعيه و يهمس في أذنها بأنه .. متــيم بها !! .. بأن حلمه بعيد المنال .. أن تبقى برفقته مدى العمر !! .. ترويه من حنانها و عشقها .. شوقها و اهتمامها .. هز رأسه رفضًا .. و هل سيكون مراهقًا لو فعل ؟؟!! فتح عينيه أخرى و مد بصره إلى الأمواج .. من حقها أن تعيد حساباتها .. و من واجبه أن يحميها من اندفاع مشاعرها .. لكي لا تقوم بتصرف قد تندم عليه لاحقًا وتتمنى لو أنه لم .. يكن !! .

رفع بصره إلى النجوم المتلألئة في كبد السماء و استنشق كمية كبيرة من الأكسجين و سؤال يتردد في عقله .. هل سيعود إليها يومًا ؟؟!! .. زفر أنفاسًا كالجمر و هو يجلس على الصخرة خلفه و الإرهاق يكبل حركته .. ليس جسده ما يجعل الوجع ينبض في أطرافه بتلك الشراسة .. هو قلبه فحسب !! غرق في شـــتـــات فــكــره ، غاب بين الظلمات الكئيبة التي تلف عقله و لم يشعر بمرور تلك الساعة إلا حينما نظر إليها على معصمه ، انخفض حاجبه و الشحوب يكتسحه أكثر .. كم مضى من عمره و هو غارق في هذا العذاب !! عـــشــــرون عامًا و ربما أكثر .. إلى متى سيظل هكذا؟؟ .. إلى متى ؟؟!!. لقد انتهى الأمر .. لن يصل إليهم .. لن يعرف من هم .. لقد مات ذلك الطاغيه و ماتت معه هويته !! .. استغله طوال ثلاث سنوات بأبشع استغلال ، أضاع عمره من أجل إسعاده فقط و لم يعلم أنه قد نحره منذ أن ولد .. يوم أن انتزعه من والديه !! .

وضع رأسه بين كفيه ، لقد ضاق قلبه بالجراح .. ضج من لهيب الأحزان .. هل سيمضي فيما تبقى من حياته هكذا؟؟!!.. و مالذي سيكسبه ؟؟!! .. عذاب جديد ، نزف للدموع على قصته الغريبة !! لقد ذاق من جراح العمر ما ذاق .. تربعت الأحزان في أعماقه كيفما شاءت .. و إلى متى ؟؟!! ، أغمض عينيه و الدموع تحرق مقلتيه .. لن يعودوا .. عليه أن يسلّم بتلك الحقيقة قبل أن يقتله سم الخبر !! ، انسابت دمعته الساخنة على خده في انكسار .. عليه أن يمضي .. من أجلهم .. و إن كان ما في داخله رمـــاد !! .. ليمنح قلبه المكلوم شيئًا من الراحة .. عليه أن يدفن عذابه .. يحبس دموعه التي تهتز في عينيه .. يكابد الآلام التي تلفح بالنيران صدره !! .. من أجلهم .. من عانقت أصواتهم الدموع لمرضه و رددت أنفاسهم الدعاء لجلاء همه .. و إن أثقل المصاب كاهله .. عليه أن يمضي !! ، فتح عنيه ببطء.. ما أحوجه إليها .. يشعر بنبض عروقها في أعظمه .. هز رأسه بأسى و هو يزفر بإرهاق .. ما أشقى التمني !! ، رفع بصره بنظرة أخيرة إلى السماء .. كيف مضى الوقت ؟؟!! ..... إنها تباشير الــــــفــــجـــر مقبلة !! .. و هاهي العصافير تصحو من سباتها بعد الليل الكئيب !!.

نهض من مكانه عائدًا إلى سيارته و نداء الحق يتردد في المكان معلنًا بداية يومٍ جديد .. و إشراقة فجر وليد !! .


.




.



.



و بالقرب من ذلك المكان



وقف على إحدى الصخور ، يداه معقودتان أمام صدره و عيناه تتطلعان إلى الموج الهائج غضبًا من زمجرة الرياح ، زفر في حرارة و غاب عقله في متاهات الذكريات


■ ■ ■ ■


1425 هـ

: أعرفكم على عباس رأفت..و لد عمتي .

ابتسم الرجلان الواقفان أمامه ، مد أحدهما يده إليه مصافحًا : هلا و الله بالعباس .. أنا حسن ناصر !!.

بادله عباس الابتسامة و هو يقول : حيا الله عمو حسنين .

و التفت إلى الآخر الذي عرف عن نفسه و هو يمد يده : و أنا مراد هاشم .. يا هلا فيك معانا .

صافحه عباس و مسعود يضحك و هو يربت عليه : و دحين الشغل مع ولد العمه راح يسير خطير !! .


■ ■ ■ ■



شرد بصره في الأفق ، و تلك الأصوات البغيظة تتردد في ثنايا عقله



■ ■ ■ ■


1426 هـ


انفجر حسن بالضحك و هو يهتف: عشني الوسيم فيكم تصورت معاها .

تراجع مسعود في مقعده و الضيق بادٍ على وجهه : و أنا الأهبل سمعت كلامكم و وقفت زي الطرطور برا عشان حضرته لا يشرف و يكشفكم .

ثم أشار إلى مراد الممتقع الوجه و أردف ضاحكًا : شوف الخواف كيف قلب وجهه ، مسكين .. من يوم ما شافهم و هما يطلعون جثتها من البيت صار أبو رجفه و دمعه .

انكمش مراد في مقعده بحنق ، أما عباس فقد زوى ما بين حاجبيه و نبض غريب يدوي في روحه : اش اللي تتكلمون عنه ؟؟.

تلفت حسن حوله في ريبة ثم همس و هو يتطلع إليه: مغامره من الماضي .. المفروض ما نقولها لك .. لكن ما دامك خربان .. عادي نقلك .

و انفجر بالضحك تحت أنظار عباس الحذرة و مسعود يهتف : هذا يا سيدي واحد بطرااان كان اسمه سلطان الـ **** .. زوج أخت مراد من الأبو .. كان مقهور منها و إلا يبغى يدمر حياتها فاخترعنا خطه خطيره و هيـ


■ ■ ■ ■



و قطع عباس حبل الذكريات القديم ثم زفر ، و تناثرت همساته المخنوقة : كنا واحد يالوليد و أبيع عمري عشانك و عشان تكون مرتاح .

و أغمض عينيه و الرياح تزأر من حوله .. كان أعز أصدقائه .. و أقربهم إلى نفسه .. لقد مضى على صداقتهما ما يوزاي الثلاثة عقود ، و عندما وافته تلك الصدمة .. لم يشأ أن يخبره بالحقيقة و يكشف له عن علاقته بمسعود .. لقد ظـــــن .. بأن ذلك سيمنع الوليد من إتمام انتقامه من مسعود بالذات و الأخذ بالثأر .. لذلك سجل القصة .. و أرسل له بالشريط .. بعد أن حادثه بالهاتف مغيرًا صوته ، ليطفئ نيران قلبه .. فانتقامهما أضحى واحــــــــدًا .

ترقرقت الدموع في عينيه فهمس بحزن : وين تسمعني يا عديل الروح .. وين ؟؟!.

وضع كفيه في جيبي معطفه .. و استدار بصمت مغادرًا المكان .

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@








//

 
 

 

عرض البوم صور نوف بنت نايف   رد مع اقتباس
قديم 27-03-10, 01:03 AM   المشاركة رقم: 128
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 142868
المشاركات: 11,327
الجنس أنثى
معدل التقييم: نوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسي
نقاط التقييم: 3549

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نوف بنت نايف غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نوف بنت نايف المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الرياض


فيلا أبو ياسر


30 : 5 فجرًا



في الدور الأول ، سار إلى الداخل خلف مروان و الشحوب يعلو ملامحه الجامدة ، إذًا .. فدمه ملوث بالإيدز كما فهم من نادر!!.. و قد يعني ذلك انتقال المرض إليه .. فقد لامس دماءه .. و ربما انتقل منها شيء إلى داخل جسده .. !!

شعر بالدنيا تدور من حوله و بأنفاسه تضيق و هو يتجاوز الممر .. أشار مروان إلى داخل الحجرة في صمت و وجهه الممتقع دليل على تأثره بتعب شقيقته ، شكره عزام بخفوت فغادر الصغير المكان ، دلف إلى الحجرة التي تحتويها ، تطلع إليها بصمت و هي تستكين على ذلك السرير ، لقد حولوا حياتها إلى جحيم أسود !! و لا زالت تحاول عابثة أن تعيد الأمان إلى نفسها ..، كم يشفق عليها .. يتمنى أن يلملم أساها و شقاها يعيد الضياء إلى ظلماء حياتها ، تقدم للداخل و جلس على الكرسي المجاور للسرير و أمر آخر يشغله !! لابد من أن يتحرك إلى المستشفى ليعلم بالإجراءات التي ينبغي أن يتخذها .. ليقطع وساوسه إن كان ما حصل لا يكفي لانتقال المرض .. أو إن كانت هناك نسبة و لو ضئيلة .. ، تنهد بحرارة .. المهم الآن أن يحصل على الإجابة من الطبيب .. ليؤجل زفافه إن صح الأمر .. و بعدها .. يبلغ ياسر بالخبر .. ، همس بـ : يا رب ، و الهموم تفتك بقلبه .

ارتسمت على شفتيه ابتسامة باهتة و هو يلحظ حركة جفنيها ، فتحت عينيها ببطء ليطالعها ذلك الوجه الباسم رغم الإرهاق البادي عليه : صباح الخير .

لم تبتسم بل ظلت صامتة ، فحلقها جاف ، و مرارة رهيبة تسري في جوفها ، خناجر مسنونة تطعن كل جزء من جسدها .

: بـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــعووووو وووووووووووووووور !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

نقلت بصرها إلى مروان الذي دلف إلى الحجرة وركض نحوها صائحًا : صحيييييييييييتييييييييييييييييييييي .

لم تقوى على الابتسام في وجهه و هو يصيح بأعلى صوته : يـــــــــــمـــــــــــــه عروب فاقت .

التفت عزام إلى زوجته و همس بخفوت : لا تشيلين هم عمتي ، انا و عمي فهمناها القصه .

تعلقت عيناها به و هو ينهض من مكانه و صوت أمها يأتي من خلفه : عـــروب .. بنتـــــــــي !!! .

أشاح عزام بوجهه الشاحب و عمته تركض لتضم ابنتها إلى صدرها و تنفجر بالبكاء ، عض على شفته و هو يغادر الحجرة نزولاً إلى الدور الأول .. و مصيبة جديدة .. قد تدمر حياته !!! .


.



.



.





جناح ياسر


فتح عينيه و لم تلتقطا سوى الظلام، مد يده و أمسك بهاتفه المحمول مغممًا : همممم .. الساعه ثمان .

كان جزءٌ من النافذة مكشوفًا مما سمح لخيوط من الضوء بالتسلل إلى داخل الحجرة الباردة ، تمط قليلاً ثم التفت إلى يساره و ابتسم عندما وجدها نائمة كالملاك، مد يده برفق و مسح على شعرها هامسًا : تساهير .

لم تحرك ساكنًا فمرر إصبعه على أنفها مداعبًا : توتوووو .

ظهر الانزعاج على وجهها و هي تفتح عينيها ببطء، فابتسم هامسًا : صح نوم الحلوين .

ابتسمت بتكاسل خجول و هي تهمس : صح بدنك .

أشاحت ببصرها الخجول بعيدًا عن نظراته الحنونة و همست متسائلة و وجنتاها تتوردان: كم الساعه ؟؟؟ .

همّ بإجابتها إلا أن طرق الباب قاطعه ، التفتت إليه و القلق يعصف بكيانها ، فقال مطمئنًا : صدقيني جايين يعتذرون .

زوت ما بين حاجبيها و سألته باهتمام : قابلتهم لما رحت لصلاة الفجر ؟؟؟؟.

ابتسم بلطف : عبير كلمتني الليل و انتي نايمه و سبقتها و قلتلها إني راضيتك !!.

رفعت حاجبيها بدهشة عارمة فاتسعت ابتسامته و هو يقول : افتحي الباب ، تنتظرك برا .

خفق قلبها و هي عاجزة عن فهم ما يدور حولها ، و لكن ابتسامته منحتها الشعور بالأمان ، رفعت اللحاف عن جسدها و نهضت ، فتحت الخزانة و جالت بعينها سريعًا حتى وقعت على معطفها الطويل ذا اللون الأنيق ، التقطته و ارتدته على عجل و ياسر يتحدث في سماعة هاتفه : لا .. صاحين .. الحين تساهير بتفتح الباب .. مع السلامه .

التفتت إليه و التوتر ينبض في عينيها فأشبعه بهمسه : عبير .

تنفست الصعداء ثم سارت إلى الباب و فتحته .... كان التوجس و القلق في عينيها ، و الندم الشديد في عيني من أمامها ..أراحتها تلك النظرات و أطفأت نار خوفها ، فابتسمت برقة قائلةً : تفضلي عبير .. حياك .

شهقت عندما وجدت نفسها بين ذراعي عبير و هتفت متفاجئة: عـــــــــــــــبــــيــييييير ؟؟!!!!!!!!!!!!!! ..

بكت عبير على كتفها في حرقة : ســامحيني .. سامحيني يا تساهير .. سامحيني ع اللي صار .. أنـ .. أنا آسفه.. الشيطان لعب بعقلي و ظلمتك .

رمشت عينا تساهير للحظة .. ثم ابتسمت بلطف و هي تربت على ظهرها مهدئة : خلاص يا عبير .. اللي صار صار .. و أنا مسامحتك .. من حقك تشكين فيني و أنا جديده عليكم ..و .. بنت عمتك كانت مصرّه إني كذابه .

تراجعت عبير إلى الخلف هاتفة بحرقة عصبية : هذيك الله يآخذ عمرها الحقيره .. و الله ما بسامحها .. و بآخذ حقي منها العقربه .

هزت تساهير رأسها نفيًا : لا تدعين عليها .. قولي حسبي الله و نعم الوكيل و ربي بيتولى أمرها .

أومأت عبير برأسها هاتفة من وسط دموعها : حسبي الله و نعم الوكيل عليها .. حسبي الله و نعم الوكيل ..

ثم مسحت دموعها و هي تغمم بقلق : أكيد موب شايله فـ قلبك علي .

ابتسمت تساهير مجيبة : أبدًا يا عبير .. ولوووو .. إحنا أخوات .

بادلتها عبير الابتسامة قائلة : ربي يسعدك يا أحلى مرة أخو .

ثم أردفت بعد تنهيدة طويلة لتشفي فضول تساهير الذي لم تتلفظ به : عروب علمتنا .. سمعت الحيوا** و هي تقلك كلمي أبوي فـ المقلط .

حدقت تساهير فيها بدهشة قبل أن تهمس : سبحانك يا عظيم .

: يــــــــاحريــــــــــــــــــــــــم .. ممكن تستضيفوني معكم ؟؟؟؟ .

التفتت تساهير إلى الخلف و عبير تغمم : أقدر أكلم ياسر شوي ؟؟.

أفسحت لها تساهير الطريق مرحبة : طبعًا .. خذي راحتك يا قلبي .

توجهت عبير إلى حجرة شقيقها لتخبره بما حصل ، أما تساهير ففضلت أن تترك لهما مطلق الحرية ، لذلك حثت الخطى لحجرة الجلوس في الطرف الآخر و قلبها ..يخفق بالشكر لله .


.@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@


الرياض


فيلا أبو نواف


00 : 8 صباحًا



ضحكت في مرح و هي تهتف في سماعة الهاتف : آهااا .. الصراحه يبيلك ضرب .. على الأقل فرحي قلبه بقصاصة ورق عليها شخابيط من ألوانك .

أتاها صوت عروب المرهق من الطرف الآخر : ربـــــــــــــــى !!!!!!!!! .

نزلت ربى مع السلالم و هي تهتف بخبث : آها .. مستحيه الأخت و خدودها وردت، لا تخافين .. بيخق من طوله لو شم بس ريحة هديتك .

صاحت عروب عليها مجددًا : ربـــــــــــــــــــى !!!!!!! تعبانه و ما فيني لك .. تبين شي و لا أصك السماعه .

ضحكت ربى و هي تصل إلى الدور الأول : زين زين .. برحمك .. قلت بس بعطيكم الاثنين دروس خصوصيه طالما إنكم ميتين على نفوسكم من الخجل !!.

ورفعت حاجبيها مردفة ببراءة : تدرين .. ودي بس أشوف كششكم البهيه يوم تتقابلون .. أتوقع يالكناري تحفظون جزم بعض من العيون اللاصقه فـ الأرض !!! .

زفرت عروب بحنق و هي تهتف : الله يسلط عليك عريس اليوم .. انقلعي نامي و فكيني من دروسك الخصوصيه ، أقلك راسي يدور .

رفعت ربى حاجبيها ضاحكة و هي تقترب من الصالة : آمـــــــييييييييييييين ، و يكون وسيم بس ما يشبه كشة أخواني .

همست عروب : الله يجمّل نصيبك !! .

خفضت ربى نبرات صوتها و هي تدلف للصالة الرئيسية : يا دب !! .. أكلمك بعد شوي .. البابا وصل .

: لا تكلميني .. مع السلامه .

همست ضاحكة بالسلام و هي تنهي المكالمة و عزام يغمم بوجهه الشاحب : فارس توفى .

هب والده من مقعده و قد جحظت عيناه في صدمة و هو يحدق في ابنه و ربى تضع كفها على فاها في صدمة مماثلة ، همس الأب بصوت متحشرج : فارس توفى ؟؟!!!!!!!!.

أطرق عزام برأسه و هو يجيبه باختصار : إيه .. البارحه فـ حادث سياره .. و فيصل بلغني إنهم بيصلون عليه الظهر .

لوح الأب بيده في صدمة صائحًا بعصبية : و ليش أنا آخر من يعــــــــلم .. و أبو فيصل ويـــــــــــنه ؟؟!! .

زفر عزام في حرارة و هو يعود للنظر إلى والده : فـ المستشفى .. و أنا من تأكدت من الخبر جيت و بلغتك .

اندفع الأب نحو الباب الخارجي بلا كلمة إضافية فلحقه عزام على الفور و تحقق ما يخشاه يشتت تفكيره !! .

استقل السيارة أمام عجلة القيادة و والده يغلق الباب ، انطلق بها بعد أن تأكد من أن الرسالة قد وصلت إلى نواف ليتكفل بإرسالها إلى عمه أبو ياسر و ... ياسر !! .


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



الرياض


فيلا أبو ياسر


40 : 8 صباحًا



خرج من حجرة الثياب ، و رفع حاجبيه عندما رآها تقف أمام المرآة و تمسح المكياج الناعم الذي كان يزين عينيها ، حتى فستان – صباحيتها - أبدلته و ارتدت عوضًا عنه ثيابًا تناسب العزاء ، لم يطلب منها القيام بذلك .. و لو كان الأمر بيده لمنعهم جميعًا من القيام بالواجب ، استغفر ربه و هو يهز رأسه .. لقد مات و انتهى الأمر .

التفتت إليه .. و كان بودها لو تبتسم .. لكنها لم تشأ أن تفعل ما لا يليق و ابن عمه المتوفى .. اقتربت منه قائلةً : بتنزل الآن ؟؟ .

أومأ برأسه فتطلعت إليه للحظات ثم قربت كفيها منه حتى اشتم عبق العبير الذي يفوح منهما ، أمسكت بياقته و همت بإغلاق أزرار الثوب ، انتفض جسدها عندما قبض على كفها الرقيق و تطلع إلى عينيها العسليتين قائلاً : أنا أقفله .

لم تبد أي ردة فعل للحظة .. لقد فهمت أمره جيدًا و أدركت ما يفعل .. ابتسمت رغمًا عنها و هي تدنو منه أكثر و تهمس برقة : هذا من حسن التبعل .

بهت من إجابتها و هي تزيح كفه جانبًا لتتم عملها بخفة ، ثم تراجعت إلى الخلف و حمرة الخجل تصبغ وجهها .. هكذا هي دائمًا .. تتهور .. ثم تدرك حقيقة ما كانت تفعله .. سألته بتهذيب : تآمرني بشي ؟؟.

همس و قلبه يخفق لتلك الرقة العذبة : سلامتك .

عادت إلى مرآتها لتنهي عملها و أدار هو كرسيه المتحرك إلى باب الحجرة ، استرقت النظر إليه حتى اطمأنت إلى خروجه سالمًا .. ثم ولت تركيزها إلى ما تبقى .


.




.





.




جناح عروب


لم تكد تنسل من بين ذراعي والدتها الباكية ، حتى هربت إلى حجرتها في الأعلى لتذرف الباقي من دموعها على ما جرى !! تلك الحقيرة ، لم تكتفي بما فعلت ، بل سارعت لفضح حادثتها الأليمة و أمام من ؟؟!! أمها و شقيقتها و عمتيها !! .

تأوهت و هي تلقي بجسدها على سريرها ، كأن ربى شعرت بها فاتصلت للاطمئنان على حالها بعد الحفل !! .. يبدو أن عزام لم يخبرها بشيء !! ، أوجعتها الدموع و هي تسدل رمشيها .. أتراه لحق بتلك ليشفي غليلها ؟؟!!.

أخذت تجفف شعرها المبلل بعد الحمام ، كعادتها .. تحاول أن تنسى آلامها تحت أبخرة الماء المتصاعدة ، ابتسمت بسخرية و هي تنظر إلى انعكاس صورتها في المرآة ، تشجعها على تقديم هدية له ؟؟!! .. يا لصفاء روحكِ يا ربى !! .. كم تحب هذه الفتاة !! .. زفرت و هي تلف شعرها بربطة بيضاء .. تخشى أن يؤثر قرارها على علاقتهما معًا !! .. تطلعت إلى باقة الورد الموضوعة على الطاولة و حبيبات ذلك العقد الماسي تتوهج تحت خيوط الضوء ، أسبلت عينيها بهدوء .. عميق ذلك التردد الذي احتوى ارتباطها به منذ البداية !! .. تقدم على خطوة واحدة ثم تتراجع ألف مرة لتهدم ما حاول أن يبنيه .. مسكين هو !! .. نعم .. تشعر بالشفقة لأجله .. لو كان الأمر بيدها لانفصلت عنه من أول يوم و لكن

فتحت عينيها للنغمة التي تصاعدت من هاتفها ، اعتدلت جالسة وهي تضع يدها على قلبها : يا رب سترك ؟؟!!.

صكت على أسنانها و قلبها ينتفض خوفًا من خبر قد يأتي به ، وضعت السماعة على أذنها قائلة بخفوت : ألو .

: عروب !! .

أجابته بنبرات خاوية : نعم .

: لا تكونين نايمه ؟؟!.

أجابته بالنفي فتنحنح ثم غمم : آه .. جاك الخبر ؟؟!.

رفعت حاجبيها بذعر و يدها على قلبها الثائر ، همست بريقها الجاف : خـ .. خبر ايش ؟؟؟!.

أجابها بلا مقدمات: فارس مات .

انــــــــــــتفــــض قلبها و جسدها ينسل على طرف السرير في صدمة مدمرة ، اختنقت الأحرف في حلقها و أطرافها تنتفض كأوراق الخريف .. ، تنفس الصعداء ثم قال بقهر دفين : أخذه الموت قبل ما يتم الثار يا بنت عمي ، كان مناي أجيب راسه ذليل عند أقدامك .. لكن

بتر عبارته لصوتها المبحوح و هي تسأله بتوتر : كيف مات ؟؟.

صمت للحظة و دموع غريبة تتجمع في عينيها ، غمم بخفوت : صدمته سياره .

وضعت كفها على عينيها و هي على وشك الانهيار .. كانت تتمنى أن تمزقه بيديها .. تذيقه من السموم التي جرّعها إياها طوال أشهر .. تدمر حياته كما دمر حياتها حتى أوشكت على الموت .

و ببقايا غل رابض في صدره أردف: و الثانيه اللي معه .. نقلوها للمستشفى مشلوله .. و للحين موب قادرين يشخصون حالتها الغريبه .

انسكب فيض على نيران قلبها فانخرطت بالبكاء ، و طرق الباب في ذات اللحظة .. ترددت للحظة ثم همست بصعوبة : عزام ياسر يدق الباب .

همس بدوره : أشوفك بخير .. مع السلامه .

أنهت المكالمة و نهضت من مكانها لمسمع الطرقات التي تحفظ إيقاعها جيدًا ، فتحت الباب و هي تطرق بوجهها الباكي و تعلقت عينا المقعد بها في صمت ، غمم بخفوت : بلغك عزام ؟؟!!.

أومأت برأسها في صمت و هي تكتم شهقاتها الغائرة ، زفر و هو يضع يده على جهاز التحكم : لا تبكين و أنا أخوك و ارضي باللي ربك كتبه .

شهقت بعنف و هي تدير ظهرها له لتنفجر بالبكاء ، صك ياسر على أسنانه .. فهو الآخر يحترق من الداخل .. لم يشفوا غليلهم .. و لم يأخذوا بحقها .. و لكن .. اللهم لا اعتراض ..، استدار بكرسيه ليتركها تفرغ ما بداخلها .. و انشغل تفكيره بما سيرهقه و يذيب قلبه ألمًا .. دمــــــوع عـــــــــمـــه .


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

 
 

 

عرض البوم صور نوف بنت نايف   رد مع اقتباس
قديم 27-03-10, 01:04 AM   المشاركة رقم: 129
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 142868
المشاركات: 11,327
الجنس أنثى
معدل التقييم: نوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسي
نقاط التقييم: 3549

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نوف بنت نايف غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نوف بنت نايف المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

.




.




# بــــــــــــــعــــد عـــــــــــــامــــيـــن #





.




الرياض


فيلا مزنه


00 : 9 صباحًا



في ذلك القبو الضيق ، حيث الإضاءة الضعيفة و الجو الخانق ، كانت مستلقية بلا حراك على ذلك السرير الرث في ركن المكان ، الشحوب يكتسح وجهها و ندب بشعة قد حُفرت على أنحاء متفرقة جسدها ، حركت عينيها بصعوبة فيما حولها و أنفاسها تضيق .. القد طال بها المكث هنا !! ، ستموت كمدًا و ألمًا .. جو خانق كئيب و المناظر ذاتها في كل لحظة .. و قرح الفراش التي بدأت تنهش جسدها بشراسة ، انتفض قلبها حينما وقع بصرها على ذلك المصحف الأخضر الموضوع على الرف القريب ، لقد أحضره لها خالها البارحة ، فتحت شفتيها و هي تتطلع إليه .. و حديث خالها يتردد في عقلها .. اشتدت أعصابها و هي تحاول أن تهتف بأي شيء علها توقظ تلك التي تجلس في الجهة المقابلة للقبو .. ، احتقن وجهها و هي تعتصر قواها من أجل أن تصدر صوتًا بسيطًا : آ .. آه .. آآه . آه .

انهارت قواها و أنفاسها تتلاحق ، تدفقت دموعها و كمية من اللعاب تسيل من طرفي شفتيها و هي تحرك بصرها للخادمة و تحاول عبثًا أن تلفت انتباهها ، فّتح الباب في هذه اللحظة لتدلف الخادمة الأخرى .. اتسعت عينا تلك المستلقية كأنها تناديها .. تأففت الخادمة و هي تضرب النائمة على كتفها و تصيح بلغتها ، انتفضت النائمة و هي تفتح عينيها الحمراوين بذعر ، صرخت عليها رفيقتها بعدة كلمات سريعة مما أثار حنق تلك التي نهضت من مكانها و هي ترتب الغطاء على رأسها ، أخذت الأخرى أطباق الطعام التي لم يمس منها إلى القليل و خرجت من المكان ، اقتربت الغاضبة منها بعد أن ارتدت القفازات الواقية ، أمسكت بقطعة من المنديل و مسحت اللعاب المنساب على وجهها بعنف و هي تتلفظ بكلمات عديدة ، تجمعت الدموع في عيني تلك و الأخرى ترفع عنها اللحاف المتسخ .. حاولت أن تشير بعينيها إلى المصحف .. تريده .. تريده .. تريد أن تقرأ منه شيئًا .. تريد أن تتطلع إلى آياته على الأقل .. قلبتها الخادمه بعنف على جانبها الأيمن ثم غادرت المكان و خطواتها تضرب الأرض بعصبية .. تفجرت الدموع من عينيها أكثر ووجها يُحتقن و هي تحاول أن تناديها .. بلا جدوى ..!!


.



.



.



تطلع إلى شقيقته المريضة .. لا زالت نائمة على سريرها .. عام و نصف و هي طريحة الفراش .. أصيبت بجلطة في الدماغ بعد فترة بسيطة من حادثة مضاوي فأردتها كالميتة ، زفر في ألم و هو يهز رأسه في أسى .. كانت برفقته .. تلك الفتاة .. ابنة شقيقته .. كانت برفقة ابنه الذي فقد .. أوجعت الدموع عينيه و هو ينهض واقفًا لينفض ذكرى يكرهها .

سار في طريقه للخارج بصمت ، رغم كل شيء .. لم يتوقف عن زيارتها .. إنه قلبه الذي لم يتمكن رغم محاولاته أن يجعله كالجليد !! .. قلبه الذي ذاق ما ذاق من الويلات ، خرج إلى الحديقة ، وهو يمسك بهاتفه المحمول ليجد رسالة من أبو نواف ، زفر بضيق و سار نحو السيارة التي يقف السائق إلى جوارها ، قال له بهدوء : الساعه 5 العصر إن شاء الله بمشي المطار .

أومأ السائق برأسه في احترام و هو يفتح له باب السيارة ، جلس على المقعد فأغلق السائق الباب ثم استقل مقعده ، مال أبو فيصل ببصره إلى المرآة العلوية و السيارة تتحرك .. و كأن العمر قد تقدم به 10 سنوات كاملة .. في غضون عامين فقط !! ، زفر و هو يلتفت إلى النافذة على يمينه .. ليلة البارحة كانت توافق يوم وفاة الوليد !! .. مر على وفاته الآن ست سنوات .. و إلى الآن .. لم يواجه إخوته بما عرف عن تلك المؤامرة التي نفذوها مع والده .. لقد مــــات في داخله شيء ما بعد حادثة تركي .. مـــــات جزء مما كان يكنه لذلك الذي رباه .. خنق أحرفه في صدره .. و ألجم شفتيه عن البت في القصة مجددًا !! .


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



جده


إحدى المدارس الثانوية


في نفس اللحظات



ابتسمت لرنين الجرس الذي أعلن نهاية الحصة ، أمسكت الكتاب بيديها و هتفت و هي تغمز بعينها : و الباقي واجب عليكم يا حلوات .

سرت همهمة اعتراض بين الطالبات و إحداهن تصيح : أبله رهــــــــــــــف !!! .. عندنا اختبار كيميا بكره .

جمعت رهف حاجياتها القليلة معقبة : معليييش .. تنازلت عن واجبات كثيره عشان امتحانكم .. و ما بيتعبكم هذا الواجب البسيط .

ظهر الإحباط على وجوههن و سارت هي نحو الباب ، و قبل أن تخرج التفتت إليهن هاتفة : كفارة المجلس .. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك .

و ودعتهم بابتسامة عذبة ، أُغلق الباب خلفها فتنفست الصعداء ، أغمضت عينيها و هدوء المكان يريح أعصابها المنفعلة لذلك الأمر ، امتطت السلالم إلى الدور الثاني حيث حجرة المعلمات و هي تغرق في التفكير، توقفت أمام الباب و زفرت ما اعتمر في نفسها ثم اغتصبت ابتسامة عذبة و هي تدلف إلى الداخل : السلام عليكم .

كان عدد المعلمات قليلاً فأغلبهن منشغلات بحصصهن ، ردت عليها الموجودات السلام ، سارت إلى مكتبها و لم تكد تجلس على الكرسي إلا و هتفت لها إحداهن : رهف .. جوالك من أول يرن .

رفعت حاجبيها في دهشة قائلةً : الظاهر نسيت أحطه ع الصامت !! .

أخرجته من حقيبتها فوجدت 9 مكالمات لم يرد عليها و رسالة واحدة ، خفق قلبها بشدة و اسم المتصل يظهر على شاشتها ~ أبو سامر ~ ، أسرعت تفتح الرسالة ..


------------ من أبو سامر ----------------

رهف !! .. تأخرتي في الرد .. الرجال يستنى ، اليوم لازم أردله خبر ، أنتظر اتصالك

---------------------------------------------------------------------


تجمدت أطرافها و ارتجف قلبها لوقع الكلمات ، ارتعشت شفتاها الحمراوان و فيض الدموع يوشك أن ينساب من مقلتيها ، نهضت واقفة و سارت بهدوء إلى الخارج و هي تقبض على هاتفها ، انفردت بنفسها و حدقاتها معلقتان بالشاشة على اسمه و ما بين أضلعها ينتفض رهبةً ، ابتلعت ريقها و اصبعها يضغط على زر الاتصال بصاحب الرسالة ، و خفقاتها تتردد في أذنيها كالطبول ، قالت فور أن سمعت صوته : إيوه مازن .. أنـ .. أنا مــوافــقــة .. إيوه .. مـ ..

اعتصرت ترددها في داخلها و أردفت : إيوه .. متأكده .. أوكي .. مع السلامه .

و أنهت المكالمة على الفور و دموعها تتناثر على وجنتيها لفيض المشاعر الذي يجتاحها !!.


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



الرياض


الشركة


مكتب أبو ياسر


30 : 10 صباحًا



رفع أبو نواف حاجبيه بعصبية و هو يهتف : و ياسر بعد ؟؟!.

هز أبو ياسر كتفيه و هو يوقع على مجموعة من الأوراق : ايه .

لوح أبو نواف بيده في عصبية هاتفًا : ما يسير هالكلام يا أبو ياسر ، المؤتمر باكر و ما بقى إلا فيصل و نادر !!!!!!!!!.

رفع أبو ياسر بصره بشبح ابتسامة قائلاً : و نواف !! .

رفع أبو نواف حاجبيه للحظة ثم ما لبث أن تنهد و هو يلقي بجسده على الأريكة مغممًا بحنق : غربل الله إبليسهم .. يعني ما زانتلهم السفره إلا فـ هالوقت بالذات ؟؟!!.

جمع أبو ياسر الأوراق المتناثرة و قال و هو يضعها في ملف أصفر اللون : خلهم يا أبو نواف ، ما قصروا فـ الشهور اللي فاتت و من حقهم يرتاحون شوي .

لم يرق الحديث لأبو نواف الذي مط شفتيه و هو يشيح بوجهه إلى جانب الحجرة ، زوى ما بين حاجبيه لمنظر تلك الصورة المعلقة على حائط الحجرة ، هتف بلا تفكير و هو يشير بإصبعه إليها : أبو ياسر ؟؟!! .. متى علقت هالصوره ؟؟!.

رفع أبو ياسر بصره إلى حيث يشير شقيقه ، زوى ما بين حاجبيه هو الآخر .. لم يلحظها سابقًا .. أجابه بهدوء : البارحه شفت نواف يغير الصور القديمه فـ مكتب أبو فيصل .. تلاقيه غيرها هنا بعد .

استكان أبو نواف في مقعده و هو يحدق في الصورة القديمة .. صورته برفقة والده و أشقائه الثلاثة ، تنهد في حرارة شوقًا إلى ذلك الماضي .. و كأنما ثارت في عقله و أبو ياسر ذات الذكرى



■ ■ ■ ■



1424 هـ


في حجرة المكتب الكئيبة التي اشتعلت جدرانها بشرارات الغضب المنبعثة من بين عيني والدهما و هو يرص على كلماته بحنق دفين : وربي ما بغفر له كسر كلمتي و زواجه من بنت الـ###### ، لا .. و فرحان بولده و جايبه عشان يأكدلي إنه حط كلامي تحت رجله الملــــــــــــــــــــــــــــعو* .

وانتفض جسده حنقًا و هو يدور ليواجه النافذة التي تطل على الشارع من مسافة بعيدة : واحد حقير ملعو* تمشي فـ عروقه دم الـ ######### ســــــــــعــــــــــــــــــــود !!!!!!!!!!!!!!! .

و أردف بعصبية أشد ارتجف لها قلبيهما : لااااااا .. وجــاي يعتذر و ينزل دموعـــــــــــه بعد مــــــــــــــا فـــــــــــــات الــــــــــــــــــــفـــــــــــــــــوت!!!!.

و التفت إليهما مجددًا و هو يتطلّع إليهما بنيران الغضب : تسمعون اللي أقلكم عليه و تفهمونه زين و إياني و إياكم توصل كلمه لخالد .

أومأ الأخوان برأسيهما و والدهما يستطرد بكلمات ملتهبة : وربي لخليه يندم ع اللي سواه ، بذوقه الويل اللي داســــــــــــــــــنـــي بـــــــــــــرجــلــه و غــيـــر اســمـــي و مــــــحــــــــــاه ، أبيه يرجع منتف مثل ما كان بدون لا حول و لا قوة و يعرف من هو مـــــــــتــعب بن علـــي اللي رمــــــــــــى اســــــــــــمـــه ورا ظــهـره و كــمــــل حـــيـــاتـــه بــــــــــــدون اعــــــــتــبـار للي سواه.


■ ■ ■ ■



نهض أبو نواف من مكانه و المرارة تكتسح قلبه ، غمم بخفوت : بالإذن يا أبو ياسر .

خرج من الحجرة و وجه الآخر يشحب ندمــــــــــــــــــًا لتلك الذكرى الأليمة .


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



الرياض


فيلا أبو ياسر


في نفس اللحظات



في حجرة الجلوس حيث النافذة المفتوحة و نسمات الهواء العليلة تملأ الأركان ، أخذت تحرك الفرشاة بسرعة على قماش اللوحة العريض و الانفعال بادٍ على محياها تراجعت إلى الخلف خطوة و جالت بعينيها في النتيجة النهائية ، أطرقت برأسها لحامل الألوان و قلبت الفرشاة على سطحه قليلاً ثم رفعت بصرها مجددًا و أخذت تنثر الألوان بعشوائية على محيط اللوحة ، توقفت بعد ثوانٍ ، و وضعت الحامل على الطاولة المخصصة .. عقدت يديها أمام صدرها و هي تدقق النظر في عملها .. تسلل دفق من الهواء البارد فحرك خصلات شعرها القصير .. ظهر الرضا على وجهها و هي تزفر هامسة : الحمد لله .. كذا تمام !! .

مدت يدها لترفع إعلان تلك المسابقة التي أصبحت إحدى المشاركات فيها ، توهج الأمل في عينيها .. قد يعيد إليها النجاح شيئًا من السعادة !! .

ألقت الورقة جانبًا و هي ترفع بصرها إلى ذلك الصندوق المهمل فوق الخزانة منذ عامين !! .. تنفست الصعداء و تحركت لتجلس خلف مكتبها ، أمسكت بدفتر مذكراتها ، أخذت تقلب في صفحاته .. لقد مضى على طـــلاقــهــا ستة أشهر !! .. زفرت بحرارة .. لن تنسى نظرات والدها المصدومة بالخبر .. و لن تنسى بكاء والدتها لما حصل !! .. و رغم الوجع الذي نزف لها قلبها من أجلهم .. فقد ارتـــاحـــت أخيرًا !!.. عندما أصبحت حرة دون خوف من المستقبل برفقته .. لقد أحبها !! .. و لم يدخر جهدًا ليجعلها تتناسى الماضي و تبدأ معه حياة جديدة سعيدة .. لكنها لم تتقبل .. و من أجل ذلك الحب طلبت منه الطلاق .. بأن يتركها تعيش حياتها مع شخص آخر لا يعلم بما حصل لها .. لا تشعر برفقته أنها عالّة و أنه المتفضل .. لا تعاني برفقته من تلك الكوابيس المفزعة التي توقظها من نومها باكية كل ليلة .. تتمنى شعورًا بالأمان لم تجده برفقته .. لقد عارضها مرارًا و بكل الغضب المعتمر في نفسه .. حاول أن يثنيها .. و لكنها أصرت على قرارها .. و استجاب أخيرًا .. ترقرقت الدموع في عينيها الكحيلتين .. كم عانى برفقتها و لم تشأ أن تجعله يعاني أكثر !! .. ليرتاح من حمل همها الذي أثقل كاهله منذ أن ارتبط بها و لم يذق من السعادة شيئًا .. ، التفتت إلى هاتفها المحمول الذي أضاء لقدوم رسالة جديدة .. فتحتها على الفور و هي تداعب شلالات شعرها القصير ، لاح على شفتيها شبح ابتسامة .. إنها عبير!! .. تلك التي كانت تشعر بها .. هي وحدها من وقفت إلى جانبها وواستها بعد انفجار ياسر .. لقد كان أكثر من آلمه الطلاق .. و لا زال .. تشعر بالوجع في عينيه في كل مرة تراه !! .. ، حركت أصابعها بسرعة على المفاتيح لترد عليها .. متقدم جديد و تطلبها أن توافق !! .. ابتسمت و هي تغمض عينيها و تسترخي في مقعدها .. كلا .. لا زال الوقت باكرًا .. لن تفكر في هذا الأمر الآن .. لتسمح لروحها بأن تستكين على وسادة مخملية .. تأخذ راحة طويلة بعد ذلك العناء المرير .. و عندما تشعر أن الوقت مناسب .. قد .. تفكر !! .


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

 
 

 

عرض البوم صور نوف بنت نايف   رد مع اقتباس
قديم 27-03-10, 01:04 AM   المشاركة رقم: 130
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 142868
المشاركات: 11,327
الجنس أنثى
معدل التقييم: نوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسي
نقاط التقييم: 3549

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نوف بنت نايف غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نوف بنت نايف المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

.




و بــــعـــــدهـــا بــــأشــــهــر .. !!




.





جده


القصر


مجلس الرجال


00 : 9 مساءً



ضحك أبو فيصل و هو يضم البراء إلى صدره : فديت شيخ آل ***** كلهم .

ابتسم ياسر الجالس على الأريكة المقابلة و قال مداعبًا : لا يكبر راسك يا برّو انت و لمار .. بدر بيآخذ الصداره في غضون شهرين من الآن .

رفع أحمد حاجبيه و هو يجلس إلى جواره : خليه يجي أول و بعدين نشــوف !! .

ثم عاد يتطلع إلى أبو فيصل المنشغل بمحادثة البراء : أبو فيصل !! فيه ناس مكبرين راسهم علينا و يقولون الاهتمام كله من نصيب بدر !!.

ابتسم أبو فيصل و هو يرفع بصره إليهما .. لا شك في أن ابن ياسر سيحتل مكانة خاصة في قلبه .. و لكنه قال بوقار : كلهم عينين فـ راس .

حرك أحمد حاجبيه قاصدًا إغاظة ياسر : لقط لقط .

ابتسم ياسر قائلاً : أذكرك يا أبو حميد ... أذكرك .

كان عزام يتابع الحوار بابتسامة صامتة ، .. كان من الممكن أن يكون أبًا الآن !! .. و لكن زواجه انتهى بما لم يتوقعه .. كان واثقًا من النجاح .. فقد أحب تلك الفتاة .. و مالذي يمنعه من الزواج الآن سوى ذكراها !! .. و لكن من أجلها .. و لفيض دموعها الذي يعذبه تركها حرة !! .. قد تجد السعادة برفقة آخر .. انقبض قلبه لتلك الفكرة .. يشتاق إليها حقًا و من الصعب أن يتخيلها مع رجل غيره !! .

: شــــــــــــــــوفوا الـــــــــــــــقــمــاري جــوا يــســلـمـون !!! .

التفت الجميع إلى مصدر الصوت و إذا بتركي يدلف إلى المكان و هو يحمل تلك الطفلة الجميلة بفستانها الوردي و شعرها الأسود المزين بمشبك وردي أنيق ، فتح أبو فيصل ذراعيه مرحبًا : يا هـــــلا .. يــا هلا بالقماري يا هـــلا .

تلقفها من بين ذراعي تركي ليطبع قبلة على رأسها و هو يهتف بمرح : فديت القماري أنا .. فديــــــــــــتهم !!!.

ضحكت الطفلة ببراءة فاتسعت ابتسامة أبو فيصل و هو يقرص وجنتها : هذي بتآخذ حقها و حق الــــجـــوري !! .

أشار ياسر إليها وهو يلتفت إلى أحمد : عفوًا .. شيل قشك ، حنا ما نستقبل البنات فـ ساحة النزال !! .

رمقه أحمد بنظرة جانبيه و هم بالرد لولا أن سبقه عزام : كثّر منها يا محامي البنات !! .

أشار ياسر إلى نفسه قائلاً : مو لأني محاميهم و أخاف عليهم و على مشاعرهم ما أبي أدخّلهم فـ معركة مع بدر .. بتنكسر قلوبهم للهزيمه !! .

ضربه عزام على كتفه مداعبًا وتركي يخاطب عمه : الظاهر بنفتح حضانه قريب و انتا مديرها يا أبو فيصل .

ضحك أبو فيصل و أحمد يقول و هو يتطلع إلى عيني تركي بنظرة ذات معنى : بعد ما نشوف عيالك و عيال ياسر وعزام إن شاء الله .

رسم تركي على شفتيه ابتسامة هادئة و لم يعلق على عبارة أحمد بل اكتفى بالنظر إلى البراء الذي نهض لصب القهوة .. كم كــبـر!! .. أصبح في عينيه رجلاً رغم أنه لم يزل فـي السادسة من عمره فحسب !!

خفق قلبه لذلك الأمر ، و البراء يمد بالفنجان لأبو فيصل : تفضل عمي قهوتك .

أخذ أبو فيصل الفنجان هاتفًا : تسلم تسلم يالشيخ .

صاحت الطفلة و هي تحاول التملص من أبو فيصل و تمد يديها إلى البراء : بــــلّووووووووو .

احمر وجهها و البراء يبتسم بسعادة و هو يضع - الدلة – جانبًا و يمد يديه إليها : تعالي يا لولوووو .

هتف أبو فيصل ضاحكًا و هو يعطيها للبراء : نـــــــــسيت إنك قريـــنها الأزلي .

حملها البراء و هو يضحك فابتسم أحمد و هو يلتفت إلى تركي : الظاهر في حجز مبكر لبنتي !!.

بادله تركي الابتسامة و القلق يشتعل بين جنباته ، هتف عزام بعد أن شرب من قهوته : إلا يا عمي ما قصيت علينا المطاقه فـ توقيع العقد مع شركة *************.

ضحك أبو فيصل بخفه و هو يهز رأسه : الدنيا عجايب يا ولدي !! .



.



.



.





و في جهةٍ أخرى


تعالى صوت الضحكات ، و جوري تمسح دموع الضحك من طرف عينها و تهتف بصوتها المبحوح : الله يآخذ ابليسك يا سويّر !! .

هتفت ساره بانفعال : يعني أكذب عليها ؟؟!!!!!!!!.

وضعت تساهير يدها على بطنها المنبعج و هي تهتف من وسط ضحكها : لااا .. بس مو تكلمينها بهذا الأسلوب !! .

هزت مرام الجالسة إلى جوار ساره رأسها و هي تقول : قلنا بتتزوج و تعقل !!!.

رمقتها ساره بنظرة ساخرة و هي تهتف : خلينا العقل لك و لزوجك اللووووووووووح !!.

شهقت مرام و هي تشير إلى نفسها هاتفة : أنا زوجي لوح ؟؟!!.

لوحت ساره بيدها هاتفة : شفته ذاك اليوم عند الباب و أنا داخله و

عقدت حاجبيها حتى أوشكا على الاقتران و قالت تنشد تقليد صوت عمّار : حياك الله يا أستاذ ماجد .

انفجرتا بالضحك و مرام تضربها على ظهرها معترضة : زوجي ما يكشر وجهه كذا .. على الأقل رزه مو هبيله يضحك على ظله !!!!!.

انفجرت ساره بالضحك هذه المرة و هي تصفق بيديها هاتفةً: حلووووووه .. تناسب ماجد الصراحه .. ذكريني أقله هذا التشبيه .

رفعت جوري حاجبيها في دهشة ضاحكة و تساهير ترمي ساره بعلبة المنديل : خلاااااااااص ..، يكفي غيبه و أكل فـ اللحوم الله يآخذ شياطينكم .

تلقت ساره علبة المنديل و هي تضحك : بطلع ولدك من كرشك اليوم !!! .


.



.



.



الحديقة


30 : 10 مساءًا


ابتسم ياسر و هو يمسك بعكازيه ويتطلع إلى الحديقة : كلامك صح .. أفضل نتعشى هنا .. الجو حلو .

أشار إليه تركي بيده قائلاً : اش رايك نتمشى شويه .

لوح ياسر بأحد العكازين و هو يهتف مرحبًا : يلا .



.



.



■ ■ ■ ■


1427 هـ


في حجرة الألعاب التي أعدها من أجله ، تطلع إليه و هو يرتدي بيجامته الصفراء ، منشغل بين أكوام الدمى و الألعاب ، ابتسم و هو يتقدم منه ، رفع البراء رأسه إليه و هتف في سعادة و هو يرفع إحدى الدمى : دودووو . ضحك تركي و هو يجلس أمامه هاتفًا : قووووول تركيييي .

تطلع إليه البراء وهو يهتف: تتيييييييي .

هز تركي رأسه نفيًا و هو يحرك شفتيه ببطء : تـ ـركـ ـي .

رفع البراء لعبته و هتف صائحًا : تيتيييييييي .

ابتسم تركي و هو يدنو منه هاتفًا : قوووول تو .

هتف البراء و هو يدنو منه مقلدًا : تووووووو .

أومأ تركي برأسه و أردف ببطء : ركـ ي.

كرر البراء خلفه بابتسامته البريئة: لـِ كي .

ارتسمت على شفتي تركي ابتسامه ضاحكة و هو يهتف : تركييييييييي .

ضحك البراء و هو يلوح بلعبته : تلكيييييييييييييييي .

حمله تركي هاتفًا بسعادة : شطــوووووور يا برّو .

ترددت صحيات البراء الضاحكة في المكان و هو يهتف: تلكيييييييييييي !!!.


■ ■ ■ ■



ابتسم في حنين إلى الماضي اللطيف ثم زفر و هو يغمم : ياسر .. شفت البراء ؟؟؟.

أومأ ياسر برأسه و هو يلتفت إليه : ولد زميلك .. ايه .

مد تركي بصره لنهاية الطريق و غمم بلا مقدمات: زميلي هذا يسير أخو تساهير .

صعق ياسر و صاح في حدة : و اشــــــلون ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!.

زفر تركي في حرارة ثم توقف عن المسير و تطلع إلى عيني ياسر مغممًا : اللي سمعته .. هذا .. ولد عادل اللي حكيتك عنه من فتره و

صمت للحظة تحت نظرات ياسر المشدودة ثم أردف : حبيت أبلغك بعد ما يكبر البراء شويه .

تحدث ياسر بحذر و هو يقبض على عكازيه بتوتر : و اش القصه بالضبط ؟؟ .

عقد تركي يديه أمام صدره قائلاً : اسمعها مني .. لأنك انتا اللي بتوصلها لتساهير .


.




.





00 : 11 مساءًا


ابتسم و هو يجلس إلى جوار عمه الذي يمسك بعدد من أوراق العمل التي أوصلها أحد موظفيه : الواحد يسافر يبي يرتاح من جو العمل و هو يطاردني ؟؟!!!! .

مد له عزام بالقلم و هو يقول : كلها تواقيع يالغالي .

تأفف أبو فيصل و هو يبدأ عمله .. و عزام يرقبه في صمت ، و بعد دقيقه رمقه عمه بنظرة جانبيه .. تطلع عزام إليه في تساؤل باسم : سم !! .

عاد عمه إلى الورق وهو يسأله بهدوء : منت ناوي تتزوج ؟؟!.

انقبض قلبه و هو يتراجع في جلسته و يتنحنح : هاه .. لا مو الحين .

التزم أبو فيصل الصمت .. عجز عن الإصلاح بينه و بين عروب .. رغم جهله للسبب الأساسي .. إلا أنه لم يشأ أن يتدخل أكثر و الرفض واضح من كليهما .. كان جل ما يخشاه أن تكون حادثة فارس يوم عزاء والده هي السبب .. فحلفهما بالله .. و لكنهما صارحاه بالنفي ، تألم الجميع لهذا الطلاق .. و لكن ما باليد حيلة و الأمر متعلق بالقلوب !! ، غمم بقوله : دور على البيت الصالح و أنا عمك .. العمر يمشي و ما ينتظر أحد .. تزوج و جيب الولد اللي يشيلك لا كبرت و انهد حيلك .

لم ينبس عزام ببنت شفه و الارتباك بادٍ عليه .. كان قد فقد الأمل بإتمام الزواج بعد خوفه من انتقال المرض !! عاش أسوء أيام عمره و هو يترقب النتيجة .. إلى أن من الله عليه بالخبر المطمئن ، زفر و هو يتذكر حديث ياسر في ذات الموضوع .. ثم غمم : إن شاء الله يا عمي .



.




.




.




في نفس اللحظات


انشغلت جوري و ساره بالحديث فيما التفتت مرام إلى تساهير التي تجلس إلى جوارها و سألتها هامسة : و كيف عمتك الآن ؟؟.

هزت تساهير كتفيها قائلة بخفوت : الحمد لله ، أحسن بكثير من أول .. ما أدري .. أحس معاملتها تغيرت شويه بعد حملي .

ابتسمت مرام قائلة : إلا قولي عرفت قيمتك و معدنك الأصيل .

مطت تساهير شفتيها مغممة : المهم إني تعلمت فن التطنيش ، كنت تعبانه أول و أنا أدقق على كل حرف و كلمه تقولها .. لكن دحين سرت أمشّي الأمور عادي .. و ما أفكر أحرق دمي لأي موقف .

ربتت مرام على كفها مشجعةً : إن شاء الله بعد ما يجي بدّوري و تقومين بالسلامه تسير معاملتها أحلى و أحلى .

زفرت تساهير و هي تغمم : الله يعين .. و الله إني شايل هم المشاكل بعد ولادتي ، انتي عارفه إنه ولد ولدها و أكيد بتكون متعلقه فيه أكثر من أحفادها الباقين .

هزت مرام رأسها نفيًا : لا أؤمن بهذه المقوله، أحس بنات البنت أقرب للأم .. مو خاشين فـ حلقها أربعه و عشرين ساعه ؟؟!!.

ضحكت تساهير بخفة و هي تعقب عليها : ليه ما سمعتي - ما أعز من الولد إلا ولد الولد - ؟؟!!.

أومأت مرام برأسها و هي تمد لها بقطعة من الشوكولا : إلا سمعت .. بس برضه .. ليا قناعاتي .

أخذت تساهير الحلوى و هي تقول : عارفه اش الخبر اللي وصلني اليوم ؟؟ .

رفعت مرام حاجبيها بفضول و هي تجيبها : لا .. خير ؟؟!.

تنهدت تساهير قائلةً : لقيوا زوج أمي ميت فـ شقتنا القديمه .. قتل نفسه بجرعه زايده .

زوت مرام ما بين حاجبيها متمتمة : يا ربي لا تبلانا !!

أومأت تساهير موافقة و هي ترفع هاتفها الذي يرن : يسّور .

هتفت مرام و هي تنهض من مكانها : اشتاق للحبايب .

ابتسمت لها تساهير و هي تراها تبتعد و همست لزوجها : ألو .


.



.



.









// و بفضل من الله ، خُتــــــــــــمــت عــــــــــــبـــراتــــــــــــــي //
منتديات ألم الإمارات

 
 

 

عرض البوم صور نوف بنت نايف   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة زهور اللافندر, ليلاس, اللافندر, الجنين, القسم العام للقصص و الروايات, عبرات, عبرات الحنين كاملة, قصه مميزة, قصه مكتملة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:27 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية