].
.
أوصلت الخبر لوالدتها التي سُعدت به و لم تعارض .... ، ذهنها مشتت ... و تفكر في أكثر من قضية ... ماذا سترتدي ..... و إن اضطرت إلى لقائه فماذا ستقول ؟؟؟!!!... عقصت شعرها الطويل ثم جمعته في كعكة كبيرة و همّت بالدخول إلى جناحها
: عـروب .
انتفض جسدها و هي تلتفت للخلف هاتفة : ياسر ؟؟!!!!.
كان يجلس بهدوء على كرسيه الطبي و يتطلّع إليها بعينين خاويتين : تعالي .. أبيك شوي .
تركت مقبض الباب و الدموع توجع عينيها ..... لقد عاد ليتحدث إليها وحيدةً .... و لكن لماذا تشعر بهذا الخوف ..... تشعر أنه هنالك مصيبة خلف الأمر ....
أدار ظهره لها و حرك الكرسي بجهاز التحكم ليعيده إلى جناحه ، سارت خلفه في إذعان و التوتر يكتسح روحها لأبعد مدى .
دلف إلى حجرة الجلوس الخاصة به و دخلت هي بعده و أغلقت الباب في صمتٍ قَلِقْ ، أدار كرسيه لمواجهتها و قال ببرود : اجلسي قدامي .
قبضت على أصابعها و روحها تنتفض كورقة في مهب الريح ..... لاشك أنه متعلق بفارس ..... لاشك .... لاشك ، *** يارب ** همست بها و هي تجلس على الأريكة أمامه ، تنفس الصعداء ثم قال بحروف قاسية لم تعهدها منه يومًا : ما توقعتك فـ يوم تكذبين علي ... لكن الظاهر طلعت غلطان و طلعتي مخبيه مصايب ما يدري عنها أحد ..... والله أعلم واش قصة السايق و هل اللي قلتيه كان صـ
صرخت في انهيار و هي ترفع رأسها المبلل بالدموع : لاااااااااااااااااااااااا .
و هزت رأسها بعنف و هي تشهق : لااااااا يــــــــــــــــــا يـــــــــــــــــــــاســــــــــــر .. لاااااااااااااااااا .
قبض على قلبه بإرادة من حديد و هو يصيح عليها بعصبية : و لــــــــــــــــيـــــش خــــــــــبــــيــتــي عـــــــــنــي الـــــــــــبلـــــــــوى الـــــــــــلــي صـــــــــــــارتـــلــك مـــــــــع فـــــــــارس يـــــــــوم الــــــــعــــــــزااااااااااااااا ؟؟!!!!!!!!!!! ... تكـــــــــــــــــــلمــــــــــي !!!.
تشنجت أعصابها من صاعقة السؤال التي وقعت على رأسها فأحالت قلبها إلى رمــــــــــــــــاد!! عيناها متسعتان في ذهول ..... فكها المرتعد يرسم أقسى صورة لصدمة مذعورة ..... و لم يرف له جفن ... بل قبض على يدي كرسيه بقهر شديد و صاح مجددًا : تــــــــكـلـــــــــمي .. يــــــــــــــالــلــي اســــــــتـــغـفـلـتـيـنـي و ضحــــكــتــي علــــــــــي بــــدمـــــعــــــــــــتــيـن و أنـــــــــــــــا جــــــــــــــاي لـــــــــحــــــــدك ذاك الــــــــــيــوم و أســـــــــألك يـــــــا عــــــــــروب فـــــــيــه شـــــي مـــخــبــيــتــه عــنـي !!!!!!!!!!!!!! .
و حرك كرسيه نحوها ليجرها مع يدها و يصرخ : فــــــــــــــهميني الــــــــــــقصه الحـــــــــــــــيييين .
تفجرت دموعها الصريعة و بكت بانهيار : أنــــــــــا مــــــــا اســــــــــــتــــغــفـــلــتــك لااااااااااااااااااااا .... أنـــا مـــا بــــــــغـيـــت أعــــــــــذب عـــــمــي أبــــــــو فـــيـــصــل زود .. يــــــــكــفــيــه عـــــذابــــه .. يــــكـــفــي الـــــــقـــطـــيــعـه اللــــــي صــــارت بـــيــن جــــدي و عـــمــي الــــولـــيـــد يـــكــفــي ...... أبــــلــع الـــمـــر و أســـــكـــت ...... أحـــــــاول أحـــمــي نـــــــفـــســـي بـــنـــفـــســي لــكـــــــــن مــــــا أكــــــــون ســــــبـــب فــ قـــــــطـــيـــعه جــــديــده ... يــــــكــفــي الـــلـــي صــــــار يــــا أخـــوي ... يـــكــفــي الـــلــي صــار والـــلــي رحـــــت أنـــا ضـــحـــيــتــه يـــوم عــلــقــتـــونــي بـــتــركــي ســـنــيــن و بــعــدهــا يــفــســخ الــمــوضــوع و اش بــيــكــون الــســبــب إلا قــلــوب مـــا تــصــافــت بــعــد الــلــي صــار ... فــهــــــــــــــمني .. علمـــــــــــني .
قبض على فكيها بقسوة و أنفاسه هو الآخر تتسارع من وقع كلماتها المدمر : علميني باللي صار لك مع فارس بسرعه .. واش القصه .. الحين أبي أعرف .
أغرقت دموعها كفه .... و همست بنشيجها المخنوق : تحرش فيني .
شــــــــــــــــــــــــــــــهـــقـــت بعنف من قوة الصفعة التي حطمت فكيها و صرخة دمرت مشاعرها : يا حــــــــــــــــــقــــــــــــــــــــــــــــيــره .
جرها مع شعرها بلا تفكير .... صدمة تشله ..... صدمة دمرته هو الآخر : ولـــــــــــــــــيـــــش مــــــــــــــا تــكـــــلــمــتــي ... لـــيـــش مـــــــــا عـــــــــلـــمــتــينــي .. .لـــــــــــــيييييييييييييييييييييييييييييييييييشا ما خـــلــيـــتـــنــي أشـــــــــــرب مـــــــــن دمــــــــه ..... أحـــــــــرقــــــــــه بــــــــــيــــديـــــــــنــي ... أقـــــــطـــعـــه بـــــــــــأســـــنـــانــي لــــــــــــــــــــــــييييييييييييييييييييييييييييييييييي يييش ؟؟؟!! .
بكت في جنون و يداها على جانبي رأسها : والـــــــــــلــي يـخـــــــلــيــك خــــــــــــلااااااااااااااااااااص ...... لــــيـــش أحـــــــــــرق قـــلــب عــمــي أكـــثــر ...... لـــيــش وهــــو الــلـــي يـــحـــن عـــلــيــنــا أكـــثــر مــن أبــــونـــــــا ... لــــــــــــيييييييش يــا يـــاســر ؟!!!!!!!!!!! ..... اللـــي صـــار صـــار و أنـــا مـــالـــي يـــد فــيــه ...سرق يومها جوال مروان و أرسلي منه رساله يقلي إنه في الدور الثالث و تعبان و يوم ركضت له كممني فارس و جلست أصارعه و ما قدر يسويلي شي لأن ربى نادتني و قدرت أشرد منه .
تركها و يده تنتفض من شدة الغضب ... يريد أن يحرقها .... يمزقها : و لــــــــــــيش ؟؟؟ ... واش معنى انتــــــــــي من بين الــــــــــــــــكــل ؟؟؟؟.. طلعي كل اللي مخبيته بــــــــــــــسرعه .
وضعت كفها على شفتيها بامتعاض شديد ، أغلقت عينيها و هي تستغفر ثم همست : شفته ..
بترت عبارتها و جسدها يرتعد .. أطرقت برأسها و الشعور بالغثيان يزحف لجوفها ، قبض على ذراعها بشدة و عيناه متسعتان في ترقب : شفتيه وين .. تــــــــــــــكــــــــــلــمــي .
صكت على أسنانها و همست بكلمات مبهمة لم يتلقط منها سوى : مضاوي .
رفع حاجبيه في صدمة و قد بدأت الصورة تتضح في عقله ، اعتصر ذراعها بقسوة أكبر و هزها هاتفًا : واشـــــــــــــبـــهــا .. انــــــــــــــــــطقي .
صرخت بانهيار : شــــــــــــــــــفـــتـــهــم مــــــــــع بــعــض .
و انفجرت تبكي بصورة أشد ، اتسعت عيناه و أردفت هي من وسط دموعها : غلط معها و دخلت عليهم بالصدفه فـ بيت عمتي و انتبهلي .. لكني هربت و ما قدر يلحقني يومها .
اختنقت أحرفه في حلقه ، و همست هي بتوجع : سترت عليهم و جازوني بالسم .. لكن ربي حسيبهم .
غطت وجهها بين كفيها و أدنت جسدها إلى فخذيها و هي تتلوى من شدة البكاء ، لم يعلق ...... و لا يدري كيف يعلق ..... أي كلمات ستسعف الخبر !! .... أيحملها هي الخطأ ؟؟!! .. أم يصب جامه على ذلك السافل ؟؟!!!.... و لكن أيضًا ..و إن كان عمهما و يحبانه ...... ليس لها أن تتركه يهرب بعد أن عبث بالعرض و الشرف ...... و لم يكتفي ...... بل أرسل لها ذلك السائق لأنها رأته في الحرام !!!!!!!! ... لو أخبرته بالقصة منذ ذلك الوقت لما تعقدت الأمور بهذا الشكل العصيب ...... لما كان مقعدًا الآن على هذا الكرسي ..... استغفر ربه .... إنه قضاؤه و قدره و لا اعتراض ، أشاح بوجهه مغممًا بجفاء : و درى عنك عزام و تضارب معه فـ العزا بسببك ... طلعت مصيبتك قدام ولد عمك من قبل ما يخطبك .
صرخت بعنف من هول المصيبة الأخرى : لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااا .
أشاح بوجهه و حرك كرسيه إلى حجرته في صمت ...... حمرة الغضب تعلوه و الحدة تستكين في مآقيه .... أخفى ألمًا يشعر به لأجلها .. و أغلق باب حجرته خلفه ليتركها تعاني وحدها ... تتحمل جزء كبيرًا من الخطأ .. و هذا أقل عقاب يقوم به .
@@@@@@@@@@@@@@@@@@
جده
القصر
35 : 1 ظـــــــــهرًا
جلست على كرسي من المعدن الفضي و هي تبتسم لمديرة القصر : تسلمين مس ليليان .. بس والله ماني جيعانه .. القهوه تكفي .
اتسعت ابتسامة ليليان المعجبة بجمال سيدتها و قالت وهي تومئ برأسها احترام : متل ما بدك مدام .
ثم عادت لتتم أعمالها ، زفرت رهف و هي تلتفت إلى النافذة أمامها .... زجاجية ضخمة تبتلع معظم الحائط .. تطل على المسبح الذي يزين الحديقة .
.
جلست صامتة .. شاردة الذهن و على الطاولة أمامها كوب من القهوة .......
ماذا تفعل ؟؟ كيف تتحدث إليه ؟؟ كيف تقترب منه ؟؟ و هي تشعر أنه يحاول التهّرب منها فلم تره حتى الآن .. لماذا إذًا اصطحبها إلى هنا ؟؟ لماذا لم يتركها تجلس مع فدوى في البيت الأخضر ؟؟ .
اليأس يكبت على أنفاسها و الإحباط يجعلها تتجرع مر الشراب ، انسابت دموعها رغمًا عنها .. شقت طريقها على وجنتيها لتكون الدليل الأكبر على ما يعتمر في نفسها من المشاعر الملتهبة ، رفعت كفها و تحسست عنقها بأصابعها الرقيقة .. لا زال الألم معربدًا هناك و لكنه بسيط .. إذ ما قورن بألم قلبها .
.
نهضت من مكانها ثم توجهت إلى النافذة الزجاجية وقفت أمامها و لاحظت ذلك المقبض الفضي الصغير و حدود الباب الخفية ، حركت المقبض و خرجت إلى الحديقة المشمسة ..... استنشقت الهواء بعمق .. ما أروعها من رائحة و ما أجمله من منظر و ..
شهقت بعنف و هي تضع يديها على جانبي رأسها ، شعرت بتيار كهربائي قوي يخترق عقلها .و بصور مختلفة تختلط في خلاياه .. أصوات .. مناظر ..
■ ■ ■ ■
: الله .. ريحة فل .
: فل و ريحان .. و كل الورود اللي تحبينها .. تعالي أوريك.
■ ■ ■ ■
صرخت بألم شديد : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه .
جثت على ركبتيها و جسدها يرتعد في عنف ، بكت في حرقة و قلبها يكاد يقفز من بين ضلوعها و أنفاسها متلاحقة ، زمت شفتيها بألم و هزت رأسها بقوة : يا ربييييي .. .يا الله .
غطت وجهها بكفيها و انتحبت في ألم : راسييييي .. هذاك صوت مين .. مين اللي كلمتنيييييييييييي ..
ميييييييييييييين ؟؟ .
تذكرت تعليمات فدوى الصارمة بأن تبلغها بأي شيء تتذكره أو يندفع إلى عقلها فجأة ..... عليها أن تنهض لتحادثها .... و لكن الأرض تميد من تحتها ، رفعت رأسها بخوف و تأملت الحديقة الخالية قبل أن تنهض من مكانها بهلع و تركض خارج المكان .
.
.
.
: خلاص كلم ياسين .. ايوه ...... يلا سلام .
أنهى المكالمة و هو يزفر بضجر انعطف نحو اليمين و...... شعر بجسد يصطدم به ، تراجع إلى الخلف و نظر إلى ما أمامه بدهشة : رهف ؟؟!!!!!!!!!!!!!!!! .
تراجعت دونما إرادة منها .. تراجعت إلى الخلف .. خطوة .. خطوة .. ، جسدها ينتفض و دموعها تغرق وجهها بغزارة ، شهقت و هي تضم يديها إلى صدرها : فدوىااااااا .
زوى ما بين حاجبيه فهتفت بانهيار تام : فدوىاااااااااااا .. ودينييييييييي .. أبغى أكلمهاااا .
غممّ بقلق لم يستطع كبته : اشبك تبكين ؟؟ .
همّت بالحديث و لكن الخادمة دلفت إلى المكان و في يدها صينية تحمل كوبًا من بالبوضة : Sir..the icecream h
قطعت حروفها صرخة مدوية انطلقت من بين شفتي رهف .. صرخة ضجّ بها القصر ، اقشعّر جسد الخادمة و هي ترى جسد رهف ينهار أرضًا و تركي يندفع نحوها و يتلقفها بين ذراعيه قبل أن تلامس البلاط ، لم يدر بماذا ينطق و هو يضعها أرضًا جاثية على ركبتيها ، صرخت و ملامح وجهها تنم عن ألم ضعيف : مـ ..مـــــــــــــــــــــرااااااااااااااااااااااااااااااااااا م .
ارتد جسده بعنف و همس بصدمة : مـرام ؟؟!!!!!.
أنّت بصوت كسير كأن آلام الدنيا كلها تهاجم جسدها ، و ندّت من بين شفتيها حروف متقطعة قطّعها الإعياء .. و عذبتها قسوة الألم ، فتحت عينيها بضعف شديد و همست و هي ممسكة بثوبه : تركي .. راسي.. اش هذا اللي يسيرلي ؟؟ .
أرخى بصره إلى وجهها يهم بالرد عليها و ....... تـــــــــــــاهــــــت أحرفه ..... تناثرت لآلئ نظمه .... تفرقت بحزن رهيب و صدمة عــــــمــر لم يذق مثلها يومًا ....... قطعة زجاجية تدلت من رقبتها بسلسال رفيع ...... تحررت من مخبأها إثر سقطة منهارة .... غرست خنجر رقتها في قلبه ....... خنقت أنفاسه في حلقه ...... ثبتت عينيه على ذلك العقد و لهيب أنفاسها يحرق عنقه ...... لم ترفع بصرها إليه و أحاسيسها قد فُضحت أمامه .... لا تملك سوى صمت خجول مؤلم ....... لمع في عينيها و زاد من فيض دموعها ........ تركت ثوبه و تراجعت إلى الخلف و هي تطبق على الصورة بكفها هامسة بنبرات متحشرجة : آسفه .
همّت بالنهوض و لكن قدماها خذلتاها فاستكانت حيث هي ..... تستعيد شيئًا من أنفاسها المخطوفة ..... تحاول السيطرة على نبضات قلبها المجنونة ....... و لماذا تشعر بذلك ؟؟ .. أليس هذا ما تريده هي !! ... أن تعلمه بمقدار حبها له .... ربما تتغير معاملته .. أو تعود إلى ماضٍ لا تذكره لكنها تأمل فيه خيرًا .... وضعت كفها على جبينها ...... متى سيدعها هذا الصداع و شأنها ... متى ؟؟!!!!.
شهـــــــــــــقت و اتسعت عيناها المتعبتين : تـــركي !!!!!!!!.
حملها كريشة خفيفة ..... و سار بها نحو المصعد و أحاسيسه تنهار شيئًا فشيئًا ..... تتساقط بدموع الندم تحت قدميه ...... ليدهسها ... يقضي عليها بصواعق أنين تكويه بنيرانها ...... ماذا فعلت به بعد أن ملأت القسوة قلبه ؟؟...... قسوة ملئت أخاديد الجراح ...... وحدة يسعى إليها دائمًا ... برود يكسو ملامحه كما يفعل الآن ..... ماذا فعلت به ؟؟!!! ....لأول مرة في حياته يشعر بهذا التخبط .... التردد ..... الحيرة المميتة ..... لأول مرة في حياته يتمنى لو أنه لم يكن .......
دلف إلى المصعد .... و لم يكد يغلق الباب عليهما حتى أغمض عينيه و هي تضع رأسها المنهك على صدره ...... لتغرس عذابها في شرايينه و أوردته ..... تذيقه علقمًا مغمّسًا بالدم و الذل ... تذيب قلبه كمدًا .. تفجر كل رصيد الآلام المتراكمة في قلبه .
خرج من المصعد و قطع المسافة إلى جناحها بخطوات واسعة لينهي ألم قربها بأسرع مدى ..... وضعها على سريرها ، فتحت عينيها بضعف هامسة : شكرًا .
اعتدل واقفًا مشيحًا بوجهه : دحين أطلبلك الدكتوره فدوى .
و رحل بهدوء ...... يوازي ما سكن أفكارها من مشاعر جميلة جعلتها ..... تبتسم .
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
الرياض
الشركة
مكتب أبو فيصل
00 : 9 مساءً
رفع سماعة الهاتف بضجر : ألو .
اعتدل في جلسته عندما سمع صوت المتحدث و قال مُرحبًا : هلا بعزام ..... هلا و الله ....... لا يا ولدي ....... ايه أنا اللي طلبت الملفات ..أبي منها كم ورقه..... ايه ...... خلاص ....... انتظر اتصالي ..
.. يلا .. سلام .
أغلق السماعة و أخذ يقلب أوراق الملف بعصبية شديدة : أعووووووذ بالله .. وين ألاقي ذاك العقد ؟؟ .
و صل إلى آخر ورقة في الملف و لم يجد ما يريد ، تراجع في مقعده و هو يلقيه جانبًا بغضب: وين ممكن يكون يا خالد .. وييييييين ؟؟؟!!.
فرك يديه و هو يفكر بعمق صك على أسنانه بغيض عندما لم يجد حلاً ثم رفع سماعة الهاتف مجددًا : أسأل أبو ياسـ
قطع عبارته و هتف وقد تألقت عيناه : المستودع .
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
الرياض
فيلا مزنه
00 : 10 مساءً
ركضت إلى جناحها الذي تنبعث منه موسيقى صاخبة ، حركت شعرها القصير و هي تتأفف : يوووو ... طول عمري أنساه في حجرتي .
رفعت هاتفها المحمول و رفعت حاجبيها هاتفة : هممممم ... رقم غريب !!!!.
ابتسمت و همست بخبث : خلينا نتعرف على أصوات جديده .. واش ورانا ؟؟؟.
وضعت السماعة على أذنها و هتفت بدلال شديد : ألووووووووو .
وصل إليها الصوت الضعيف : مضاوي .
شهقت متفاجأة و هتفت : فـــــــــااااااارس ؟؟!!!!!!!.
غمم بصوته المبحوح : ايه .. نسيتيني يا حبي ؟؟؟.
جلست على سريرها الوثير و هتفت بدلال : أفاااا عليك ... واشلون أنسى حياتي و روحي و زوجي المستقبلي بعد .. قلي واشلون ؟؟!.
ضحك في خفة و قال : واضح .. والدليل إني ما سمعت صوتك من شهر .
رفعت حاجبيها و هي تنهض من مكانها لتغلق الباب : إلا ليه الدنيا قايمه عليك ؟؟؟.. كل ما أعدي من عند البقره أمي أسمع طراطيش كلام عنك .. انتي تخانقت مع أحد ؟؟!!!.
تلعثم و هو يقول : هاه .... لـ ..لا أبد .. بس تدرين طولت فـ الإجازه و ما رجعت للشغل للحين و أبوي السم مقوم الدنيا فوق راسي .
أوصدت الباب و هي تهتف : آهاااااا .
ثم ضحكت قائلةً : بقره و سم .. أعوذ بالله منهم .. أخوان و كل واحد منهم ألعن من الثاني .
تنحنح و غير دفة الموضوع : المهم .. بغيت أقلك إن هذا رقمي الجديد الحين .. تلفون ثابت لأني مقفل كل جوالاتي .. و إياني و إياك تعطينه أحد .
همست بغنج : أمووووووت و لا أعطيه لمخلوق يا حبي انت .
ثم أردفت بحيرة و هي تجلس على سريرها أخرى : إلا .. ليش أحس صوتك تعبان ؟؟.
هتف على الفور : لا أبدًا .. بس شوية زكام .. المهم .. أقدر أقابلك اليوم أو باكر ؟؟!!!.
مطت شفتيها بضيق و همست : لااااا .. صعب .. صديقاتي مسويين حفله كبيره باكر و لازم أجهز .
غمم بضيق : وتفضلينهم علي يا مضاوي ؟؟!.
صبغت صوتها بنبرة البكاء : لا لا لا ..والله لا يا قلبي بس من زمااان و أنا أنتظر هالحفله .. أوعدك أو عدك أوعدك بعدها أفضي نفسي يوم كامل عشان أقضيه معك ...... الله يخليك يا فرّوووس وافق .
غمم بانزعاج : زين زين لا تقعدين تصيحين .... بس لا تتأخرين علي مضاوي .. تراك واحشتني موت .
ضحكت في دلال قائلةً : و انت أكثر يا بعدي .
هتف ينشد إنهاء المكالمة : لا تنسين اللي وصيتك .. الرقم ما يوصل لأحد فـــهمتي ؟؟!!.
هتفت على الفور : اييييييييييييه .
غمم بحنق : مع السلامه .
أنهت المكالمة و هي تنهض من مكانها ، ألقت الهاتف جانبًا و فتحت خزانة ثيابها الكبيرة ..... جالت بعينيها في الفساتين الكثيرة التي تملؤها ... ، مطت شفتيها و هي تقلب يدها فيها بعصبية : لا ... مو حلو .. و ذا بعد ... و ذا لازم أرميه و
بترت عبارتها و هي تتطلّع إلى ذلك الفستان الأسود ، رفعت حاجبيها بخبث و تمتمت : هممممم .. ايه صح .. و اشلون نسيت .
.. و اتسعت ابتسامتها الخبيثة...
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
الرياض
فيلا أبو ياسر
جناح الوالدين
00 : 11 مساءًا
رفعت حاجبيها بصدمة وهتفت : واشّو ؟؟!!!!!!.
رمقها زوجها بنظرة صارمة كعادته و قال : اللي سمعتيه .
تطلّعت إليه و هو يعلق – شماغه و عقاله – على المشجب و هتفت بلا تفكير : ما في أحد بيزوج ولدي غيري .
خلع ثوبه و هو يقول بصرامة : أنا ما جيت آخذ شورك .. أنا أعطيك العلم و بس .
هوى قلبها بين ضلوعها و نهضت من مقعدها هاتفةً بصدمة : أبو ياسر.. واش هالكلام الله يهديك ... يعني بتحرمني أفرح بولدي ؟؟؟.
جلس على سريره و ظهره مواجه لها و غمم : لا تطلعين كلام ما قلته يا مره .. أنا قلت البنيه اختارها أبو فيصل و ما برده .
و التفت إليها مردفًا : بعدين انتي شايفه حال ولدك الحين ... واشلون بتخطبيله من بنات القصور اللي مالين راسك الناشف ؟؟ .
هتفت باندفاع و نبرة البكاء تختلط بكلماتها : إن شاء الله بيرجع يمشي قريب و بختارله بنت شيوخ ما مثل حسنها أحد .
استلقى على السرير وضغط على كلماته : قلتلك البنيه اختارها أبو فيصل و أنا واثق فـ كلمة أخوي و ما بكسرها ..... يعني انتهت السالفه .
و غطى نفسه باللحاف ليطعنها في الصميم : طفي النور .
شهقت و رمشت عيناها و الدموع تنساب منهما و في داخلها شيء ينهار ، إنه ابنها البكر ..... و هم من يحددون زفافه ؟؟!!..... و من من ؟؟!!!... يتيمة لا تعرف عنها شيئًا ..... قد تكون قبيحة .... بربرية بالية و يتزوجها ابنها البكر ؟!!!! ... لن تحتمل ذلك أبدًا ...... من المستحيل أن تتخيل ياسر مع أنثى بهذا الشكل .....
أطفأت الضوء و خرجت من حجرة النوم تمسح دموعها ... و في داخلها رفض كبير و كره أكبر ينمو و ينمو عليهما و على .... تلك المجهولة .
.
.
.
في جناح ياسر
تطلّع إلى الرسالة القديمة تحت اسم ،، العهد ،، ليذكره بوعد قطعه على عمه و تركي بحفظها إن وسوس له الشيطان يومًا بمضايقتها ...... ، ارتسمت على شفتيه ابتسامة باهتة .. فهو يدرك الآن أن هذا آخر ما يفكر فيه .. أصبح النظر إلى اسمها و الرحيل مع ذكرياتها هو متنفسه الذي يروّح به عن نفسه ، زفر و وضع هاتفه إلى جواره ، جر اللحاف إلى منتصف صدره .... هل يرد عليها أم لا ؟؟!!! ... و إن أرسل ماذا سيخط ... العفو ؟؟؟!.. ابتسم بسخرية ..... كم هي غريبة هذه العلاقة التي تجمعهما ..... لمعت عيناه تحت الإضاءة الضعيفة .... ما هي مشاعرها نحوه قبل كل شيء ؟؟؟!! ... تكرهه ؟؟!! .... لا ... فروحها النقية تلك لا تحتمل كرهًا بين جنبيها ..... لكنها بالتأكيد لا تحبه فلم يفعل ما يستحق ، شعر بشيء من اليأس يتسلل إلى نفسه .. لوم و عتب لأنه لم يتعرف عليها أكثر عندما كان صحيحًا معافىً .. هز رأسه نفيًا و تلا بخفوت : ( إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ).
ثم تنهد قائلاً : خلك الحين فـ مصيبة أختك يا ياسر .
أغمض عينيه مردفًا : واش أسوي ؟؟!!.. أكلم عزام ؟؟!! .. لا .... المفروض ما أدخل نفسي بينهم .
وابتسم بمرارة : بعدين هو تزوجها و عارف بالقصه .
شعر بتيار يخترق قلبه .. مجرد التفكير في أنه ارتبط بشقيقته و هو يشك بها ولو بمثقال ذرة يلهب خلايا عقله ، اعتدل في جلسته يلتقط أنفاسًًا شعر بها تضيق ، أسند ظهره إلى حاجز السرير و رفع بصره إلى الباب الذي يُطرق : تــــفــضل .
فّتح الباب .... و أطلت من خلفه تلك الباكية المعذبة ، أشاح بوجهه عنها مرغمًا .. ألمه يزداد إن رآها .. قالت بصوت متحشرج : آسفه على إزعاجك .. بس ما بطول .
قبض على أصابعه .... كيف أصبحت علاقتهما الآن ؟؟!... لم تحتوي يومًا على هذه المصطلحات الغريبة ... طرقت مسامعه كلماتها العصيبة : و اللي يخليك لا تعلم عزام بشي من اللي قلته لك .
شهقت بعنف مردفة : أنا اللي بحل كل شي بروحي .
و خرجت من المكان مغلقة الباب خلفها ، وضع يده على قلبه المنقبض و حدقتاه تعتصران اللوعة و الأسى .... لا زالت نقية كما كانت .... ولكنه يطلب المزيد من الوقت ...... فبركان غضبه لم يخمد بعد ..... ، رفع بصره إلى الأعلى هامسًا : حسبي الله عليك يا فارس و ين ما كنت .. لو اختفيت عن العالم وين بتروح من رب العالمين ؟؟!.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
جده
[COLOR=#000000]القصر
00 : 1 صباحًا
ابتسم الشاب العشريني و قال : وصلت المعلومه يا أستاذ تركي .
ربت تركي على كتفه قائلاً : و زي ما نبهتك .. راقب من مسافة بعيده ... إذا حصل لا قدر الله و لمحتهم على طول اتصل على عمر و بلغه بالقصه و حاول تلحقهم عشان تعرف المكان .
أومأ الشاب برأسه أخرى : كله مفهوم .
تنفس تركي الصعداء و هو يتحرك إلى سيارته : بالتوفيق يا يزن .
.
.
.
في الطريق
لم تعرف دموعها للجفاف معنىً و لا قلبها للراحة طريقًا .. إذًا فصديقتها و طبيبتها الحبيبة في المستشفى ؛ لأن ابنها تعرض لحادث سير شديد !!!!!!!.
أخبرها بذلك و أصرت باكية راجية على الذهاب لرؤيتها ... لم يشأ أن يحطمها أكثر .... فلبى طلبها و أرسل رسالة لعمر ليبلغه بأنه ذاهب للمستشفى .
انعطف إلى طريق جانبي اختصارًا للمسافة الطويلة كان مظلمًا إلا من إضاءات خافتة ، مخيفًا ، ساكنًا .. توسطت السيارة الطريق و سارت لمسافة لا بأس بها و ..
تــــــــــــــعــــــــــالــــــــى صرير إطارات ما في المكان .. نقل تركي قدمه إلى المكابح مباشرةً لتتوقف السيارة بشكل عنيف ، شهقت رهف و هي تندفع إلى الأمام و عيناها معلقتان بالسيارة التي اعترضت طريقهما .. همّ تركي بالتراجع على الفور و قد دب القلق في صدره .. و لكنه التفت في حدة إلى باب السيارة الذي انفتح من جهة رهف وذلك الملثم يصرخ بـ: انـــــــــــــــزلـــــيييييييييييييييييي .
همّ بتحريك السيارة و
: لا تتحرك .
تصلب في مكانه .. ليس لرؤيته ذلك السلاح الذي رفعه الرجل في وجهه بل لتلك النبرة المألوفة التي انطلقت من خلفه ، صرخت رهف بذعر و الرجل يسحبها إلى خارج السيارة : انزليييييي .
قبض تركي على أصابعه بحنق و هو يستمع إلى الحديث الموجه إليه : حيا الله تركي بن الوليد و الله .. حيا الله زوج بنتي .. حياك يا أبو رحم .
حافظ تركي على هدوء أعصابه و هو يقول ببرود : الله لا يحيك يالخبيث .
ضحك حسن بانتصار : أقوووول لا تأخرني .. انزل بسرعه .. ترى أي حركه منك بتخليني أطُخك باللي معايا .
نزل تركي من السيارة و على شفتيه ابتسامة تحدٍ : متأكد انك بتقتلني و الملف عندي .
لم يتمكن من رؤية الاحمرار الشديد الذي كسا وجه حسن من شدة الغضب نظرًاً للثام الذي يغطي وجهه و لكنه تمكن من التقاط صوته المنفعل : طــــم فـــمــك و ارفــــع يـــديــنــك فــــوق و لاّ
قاطعه تركي بصرامة : مو انتا اللي تهددني يا
قاطعه حسن بعصبية و هو يشير بسلاحه إلى رهف التي كبّلها مراد : هيا اللي بتودع .
ثم انفجر بالضحك : تدري انها زي جزمتي .. يعني مو هامتني .
نقل تركي بصره إليها .. كانت تبكي .. ذعرًا و هلعًا و هي لا تعي شيئًا عما يجري حولها و لا تفهم شيئًا مما تبادلاه من حوار ... يداها مقيدتان بإحكام و مراد يمسك بها بقسوة .. كم أحنقه المنظر ... تمنى لحظتها أن يعتصر عنق ذلك الحقير بكلتا يديه.
: تــــــــــــــــــــــركييييييييييي .
صرخت باسمه في لوعة أثارت حواسه فصفعها مراد على وجهها بشدة : قفليييييي فمك .
و وضع سلاحه على صدغها تحت مرأى تركي الذي تطلّع إليه بحقد الدنيا كلها .. ضحك حسن مرةً أخرى : الهبله .. الظاهر لسا ما عرفتني .
ثم استطرد بصرامة : هاه يا ولد الوليد .. تقاوم و نقتلها و لاّ ؟؟.
لم يكن من الصعب على تركي أن يحطم فكيهما حتى لو كانت حياته هي الثمن .. فليس لديه شيء يقلق بشأنه .. جوري تزوجت و البراء برفقتها ، و الشرطة تبحث عن حسن و الآخرين و مصيرهم هو السجن لا محالة .. و بهذا يكون قد انتهى من مهمته .. و لكن ضميره هو الذي منعه من ذلك .. ضميره الذي ارتبط بتلك فلم يقوى على فراقها .. حطمها و جعلها ضحية لا ذنب لها ... لم يكن يهتم بحياته أبدًا .. و لكن تمردّه سيعني القضاء على حياتها هي لذلك حسم أمره على الفور ، غمم ببرود شديد : اش اللي تبغاه بالضبط ؟؟.
تقدم حسن نحوه : أربّطك أول و أي حركه .. بتودع الحبيبه .
و بالفعل .. كبّله حسن بسرعة كبيرة و أمام عيني رهف التي تبكي في انهيار تام ، أشار حسن إلى مراد : يلا .
استقل مراد سيارة تركي و أوقفها في مكان مناسب حتى لا يثير أية شكوك ثم نزل منها و لحق بحسن الذي دفع تركي إلى المقعد الخلفي للسيارة و إلى جواره جلس مراد و بيده السلاح ، أما في المقعدين الأماميين فقد أجبر رهف على الجلوس عنوة على أحدهما و هو يصيح : انـــــــــــطــقــي هــنــا يـــالبـــقــر .
شهقت في حرقة و حسن يحرك سيارته الصغيرة إلى مكان آخر .
و لمحتهم تلك العينان الحذرتان من وسط الظلام ...... حرك سيارته ببطء و هو يهمس : سبحان الله .. كنت حاس يا أستاذ تركي ... أهم شي دحين إني بلغت عمر.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
المملكة المتحدة
لندن
منزل أحمد
حجرة البراء
في نفس اللحظات
ابتسمت بلطف و هي تجلس برفقته على السجاد العريق و تمسح بالزيت على صدره الصغير ، كان وجهه مرهقًا .. و شعره بدأ رحلة التساقط بسبب العلاج الكيماوي ، همست له بلطف : حلو الزيت .. صح ؟؟.
نظر بفضول إلى ذلك الشيء اللزج الذي يلمع تحت الإضاءة ، أخذ يتحسسه بفضول أكبر : اش هدا ؟؟!!.
أدخلت يدها في العلبة لتأخذ كمية أخرى من الزيت ثم عادت لتدهن ظهره و موضع الجراحة و ذراعيه : هذا زيت .. نحطه على البراء عشان إن شاء الله يصير بطل .
رفع بصره إليها ثم إلى العلبة ، مد يده هاتفًا : أنا أبغى .
ابتسمت بحنان و مدت له بالعلبة : شويه بس .
أدخل يده و اقشعر جسده من ملمس السائل الغريب ، عاث بأصابعه قليلاً فهتفت محذرة و هي تبعد العلبة عنه : برّووووو .. خلاص.
ضحك في مرح من تلك الكمية التي علقت بيده .. قربها من شفتيه و هتف متسائلاً : آكل ؟؟ .
هزت رأسها نفيًا و هي تمسك بيده : لا .. هذا مو للأكل .. أعطيك ملعقة من العلبه الثانيه بعدين .. اتفقنا ؟؟.
وغمزت له بعينها فضحك مجددًا ، أمسكت بقميص – بجامته – الزرقاء و ساعدته على ارتداءها .. هذا الصبي يعلمها الكثير في كل مرة ...... علمها مقاومة الألم .. علمها أن لا تستلم .. يضحك و يلعب و ينشغل بما حوله كأنه سليم معافى رغم قلة حديثه ..... همست بـ : ما شاء الله .
ثم مسحت على شعره و عيناها ترسمان آيات عظيمة من الحزن و الفقد .. أغمضت عينيها وابتسمت عندما شعرت به يقبل وجنتها ، التفتت إليه هاتفة : نورتنا دكتور أحمد .
ابتسم بحب و هو يجلس إلى جوارها قائلاً : بوجود حبايبي الدنيا كلها منوره .
و مد يديه يلاعب البراء : هاه يا بطل .. كيفك دحين ؟؟!.
أجابه البراء بكلمة جديدة تعلمها : الحمد لله .
ضحك أحمد و جوري و تبادلا نظرة مرحة ، عبث أحمد بشعره هاتفًا : آآآآآه يا ناااس على الشطّار .
دفع البراء يده و هو يتراجع للخلف ضاحكًا ، نهضت جوري من مكانها و هي تقول : أروح أجهزلك العشا .
أمسكها أحمد مع يدها و جذبها أخرى : ما أبغى عشا دحين .. اجلسي.
ابتسمت و هي تنقل بصرها من البراء إليه : الرجال يفرك عيونه و مسلّم النِّمر ... نطلع برا أحسن .
نهض أحمد و حمل البراء بين يديه هاتفًا : خلاص أنا أنومه اليوم .
هزت كتفيها و خرجت من الحجرة .. ألقت نظرة على حجرة الممرضة .. أنهكها التعب اليوم فعرضت عليها النوم باكرًا ، سارت إلى المطبخ الأنيق ، فتحت كتاب الطبخ الكبير و قلبت الصفحات حتى وصلت إلى ما تريد ، ابتسمت بحنان و أخذت تعد ما تحتاجه ، انشغلت حتى أذنيها في الــــهـــوايــــة الــــجـــديــــدة و في كل زاوية تظهر صورتها .... في كل ثانية تسمع صوتها ، أغمضت عينيها و تلك الآية تتردد في عقلها : ( وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَنيَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَعَلَى اللّهِ يَسِيرًا ) .
ابتلعت غصتها و هو يضع كفيه على كتفيها ، همست باكية : ماني قادره أنساها .. أشوفها فـ كل مكان .. حتى فـ أحلامي .
أدارها لتواجهه و احتواها بصمت .. و هذا ما كانت تحتاجه ... مساحة لتفرغ دموعها .. و دفء يحتويها ، مسح على شعرها و ظهرها ...... منحها وقتًا لتستكين ، ثم همس بمرح : شكلي بحرق دجاجك اليوم .
شهقت و هي تتراجع للخلف : نـــسيته !!.
و اندفعت إلى قدرها الذي وضعته على النار هاتفةً : دب !! .. ترا تنام بدون عشا اليوم .
ضحك قائلاً : والله إنتي اللي محرمه عليا آكل من المطاعم و أنا ما أقدر أردلك طلب .
ابتسمت بحب و هي تطمئن على ما أعدت : و أنا ما أرتاح إذا ما أكلت من يدي .
اقترب منها و توقف خلفها ثم مال هامسًا على أذنها : و أنا بروح أجهز الطاوله و الشموع .
ضحكت رغمًا عنها فاعتدل واقفًا و هو يقول بابتسامة واسعة : يا بــــــاســـط !!.
التفتت إليه هاتفة من وسط ضحكها : تذكرت لما قلبت الطاوله على راسك فـ حفلة نجاحك من المتوسط انتا وتركي .
مد يديه و أخذ يدغدغها هاتفــًا : أنـــــــــا الـــلــي بــقــلــب مــودك دحـيـن .
انفجرت بالضحك و هي تدفعه : أحـــــــــــــــــــــمــد!!!!
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
[/COLOR ]