لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-10-09, 07:18 AM   المشاركة رقم: 76
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 142868
المشاركات: 11,327
الجنس أنثى
معدل التقييم: نوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسي
نقاط التقييم: 3549

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نوف بنت نايف غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نوف بنت نايف المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

جده



القصر



40: 2 صباحًا



تمط في إرهاق و هو يستقل المصعد إلى الدور الثاني ... كان القصر هادئًا جدًا فجميع الخدم يغادرون إلى مسكنهم عند منتصف الليل و لا يبقى في الخارج سوى الحرّاس الذين انتقاهم بعناية فائقة هذه المرة ، سار في طريقه و هو يتذكر أنه لم يرها منذ وصولهما إلى هنا و لم يتبادل معها كلمة واحدة و هذا ما يريده .


.


كان قد أمر المهندس بأن يغير شيئًا من تصميم القصر بحيث يجعل الجزء الذي يحتوي على حجرات النوم الملكية مستقلاً بباب ضخم كما هو الحال مع قسم مرام و بعيدًا كذلك عن الجناح الجديد الذي أعده لجوري و أحمد .. لشيءٍ في نفسه .. لتكون له حجرته و عالمه و حتى لا يثير أية شكوك حول علاقته بها لو طال بقاؤها .


.



فتح الباب الضخم ثم أغلقه خلفه ، أكمل طريقه للأمام و لم يكد يتجاوز باب جناحها حتى .... شـــــــــــــــــــــــــــقـــــــــــــــت أركان القسم صـــــــــــــــــرخـــــــــة مــــــــــــدويـــة ، صــــــــــــرخة ذعــــــــــر زلـــــــــــــــــــزلت الـــمــكــان .. ، اندفع بكل سرعته نحو باب جناحها و صورة حسن تتردد في عقله .. فــــــــــــــــــــتـــحه بقوة ، تجاوز حجرة الجلوس الكبيرة .. إلى حجرة النوم و صــــــــاح : اشـــــــــفــيـــه ؟؟!!!!!!!!!! .


هبط عليه السكون و تلاشت الصور المخيفة التي احتلت عقله .. فقد كانت جالسة على السرير و لا أحد سواها في الحجرة الواسعة .. و لكنها كانت تلهث بشدة ، عيناها زائغتان بإعياء و دموع متدفقة تغرق وجهها ، نفض قهره لدموعها بسؤاله العصبي و هو يعقد حاجبيه : ليش صرختي ؟؟ .


ابتلعت ريقها و همست بصوت مخنوق : لـ .. حلم يخوف .


و اكتفت بذلك و هي تضع يدها على قلبها و لهاثها لم يتوقف بعد ، شعر بجسدها ينتفض ، تردد للحظة قبل أن يترك مقبض الباب و يتحرك للداخل قائلاً بجفاء : ليش رافعه درجة التبريد ؟؟؟ .


لم تقوى على الرد و هي تشعر بصورته تهتز في عينيها ، التقط جهاز التحكم و خفض درجة البرودة مردفًا : المكيفات هنا بارده و


: تركي .


همست باسمه في ضعف شديد .. التفت إليها و همّ بسؤالها عما تريد .. كانت مستلقية على السرير و ملامح وجهها تنم عن ألم شديد ، قبض على كفه بقلق .. و إن كان يكره والدها و يسعى للنيل منه .. و إن كان لا يكن لها مشاعر الزوج لزوجته .. لكنها إنسان .. يشعر و يتألم .. إنسان .. لا ذنب له .


اقترب منها و قلبه يخفق ، توقف إلى جوارها مغممًا : نعم ؟؟ .


فتحت عينيها بضعف فتساقطت دموعها غزيرة و هي تهمس : أنـا تعبانه .


شهقت و أخذ جسدها يرتعد و أسنانها تصطك ببعضها البعض ، تطلّع إليها للحظات و دموعها تحرق كيانه حرقًا ... مد يده و وضعها على جبينها برفق .. فـــــــــــــارتدت بعنف ، هتف على الفور بحاجبيه المعقودين : رهف .. حرارتك مرتفعه !!!!!.


همّ بالتحرك نحو الباب مستطردًا : بتصل على الاسعاف .


هتفت بضعف : لا .


نظر إليها مجددًا باستنكار .. فلم يسمع هذه الكلمة منذ فترة ، هتف : نعم ؟؟؟!!!.


بكت في ألم و هي تهمس : ما يحتاج مستشفى .. أنـ .. أنا متعوده على التعب .


أغلقت عينيها بألم أشد مردفةَ : شوية صداع .. و .. يـخف .


و زمت شفتيها تختتم الحديث : بـ .. بلعت بندول .


تفجرت خفقاته قلبه أكثر لهذا الألم الذي تعاني منه .... و حيدةً دون رفيق ... و لم يجد أيضًا سوى جفاءً و صرامةً ليخفي سيل مشاعره : أجل ليه قلتي إنك تعبانه ؟؟.


جرحها تساؤله و أدمى قلبها كما دمعت مقلتاها ، همست بإرهاق : عـ .. عشان توديني لدكتوره فدوى .


و شهقت أخرى عندما تذكرتها .. حنانها .. طيبتها ..حضنها الدافئ .... تحتاج إليه الآن .. تحتاج إليه بشدة .


تدفقت دموعها أكثر فأكثر و هي ترجوه بعينيها الحزينتين : الله يخليك .


أشاح بوجهه مغممًا : طيب .. يلا قومي و البسي عباتك .


ابتسمت بضعف هامسة : شكرًا .


قبض على أصابعه و هو يغادر المكان : أستناكِ تحت .


.



.



حاولت أن تنهض .. و لكنها لم تقدر .. رأسها ثقيل و جسدها أثقل .. كل جزء منه يشكو الألم ، كان مجرد احتقان بسيط في حلقها داهمها في الصباح و الآن .. اشتد أكثر .


شعرت بالدنيا تدور من حولها فبكت بإعياء شديد : يا ربي .. يا ربي ساعدني .. يا ربي ماني قادره أقوم .


أغلقت عينيها و الحرارة تكتسح جسدها أكثر فأكثر .



.



.



مرت الدقائق



و إذ به يدلف إلى المكان صائحًا بعصبية: ساعه أنتظرك تحت و حضرتك ما نزلتي من السرير ؟؟؟؟؟؟؟!!!.


فتحت عينيها بصعوبة و نبرة صوته الغاضبة ترن في أذنيها بشكل مزعج ، اقترب منها بحنق عندما لم يسمع ردًا ، همست بإعياء : و الله ماني قادره أرفع نفسي .. قوّمني الله يخليك .


لم يرق له الأمر .. أن يقترب منها أكثر ؟؟!!.... كلا ... هذا هو الخط الأحمر الذي لن يتجاوزه ..... و لكنها مريضة ..... مرهقة .... و ما باليد حيله ..... تبًا لقلبه ..... تبًا له فلم يتوقف عن تأنيبه لثانية .....مد يده إليها مرغمًا و هو يتمتم : هاتي يدك ..


همست باكية بصعوبة : حتى يدي .. تئلمني .


زوى ما بين حاجبيه و أعصابه تشتعل : يعني اش أسويلك ؟؟ .


أغلقت عينيها و سقطت من بين رموشها الطويلة دمعة جريحة .


شعر بغباء سؤاله و فجاجة أسلوبه .. إنها مريضة .. مريضة .. فاقدة للذاكرة ..لا تعرف أحدًا .. لا تعرف سواك قريبًا .


زفر بحنق ثم جلس على طرف الفراش بحذر ، مد يديه ببطء .. عقله يرفض و قلبه يصر .... أمسك بكتفيها و رفعها عن الفراش .. ارتفع حاجباه في صدمة من استسلام جسدها و تهاوي رأسها على كتفه ، همس بصدمة : رهف ؟؟!!!!!!!!!!!!!!! .


انسابت دموعها في صمت و بللت ذلك الجزء من ثوبه ، همست بصوت باكي : وين أميييي .. أبغى ماماااا .. ماما..الله يخلييييك .. أبغاها تضمني .. محتاجتها .. أبغى حضنها .. أبغاها جنبيييي .. أنا لحالي هنا .. ما عندي أحد .. ما في أحد يحبني .. ما في أحد يبغانيييي .


.. و ُأغــــــــــلــــــــــــقـــــــت عــــــيــــــنــــاه ..


أصابته في مقتل .... تلك الضعيفة التائهة ..... طعنته الآن في الصميم و سيّلت دماء الألم و القهر من قلبه ..... أصابته في مقتل و طعنته في الصميم .... حفرت في عمق روحه عذابًـــــــــــا لا نهائيًا ..... عذابًا أطبق بفكيه المسمومين على أحاسيسه ..... ليذكره بوحشيته و قسوته في حقها ..... يذكره بجرم حرمه من النوم و حول حياته إلى جحيم أسود .


شعر بحرارة جسدها بين ذراعيه و بهمهمتها الباكية من شدة المرض ، ترك كتفيها و حرك يديه ثم وضعهما خلف ظهرها و ضـــــــــــــــــــمــهــا إلى صدره ، و لم تدرك ما صنع ..... فعقلها غفا وسط غشاوة مريحة .... مريحة بهذا الأمان الذي اندفع إلى روحها و احتوى أحاسيسها الضائعة ..... انفجرت تبكي بصورة أشد و هي تدفن رأسها أكثر في ذلك الصدر الفسيح الذي لا تدري كنهه ..... و اعتصرها هو بين ذراعيه و الألم يفتك بقلبه..... لا يريدها أن تبكي .... لا يريدها أن تذرف دمعة .... كم يتمنى فقط لو ينتشلها من غمرة أحزانها تلك في لحظة ..... ليقدم لقلبها سعادة أبدية تشرق على وجهها ..... و لكنه لا يقدر ..... لا يقدر ..... وضع أنفه على رأسها و طبع من أعماق قلبه .. قبلة دافئة ..... تمنى فقط لو تشعرها بمدى الندم المعتمر في نفسه ..... تشعرها بأن ألمها و ألمه واحـــــد ..... بل أشد .


تـــــــــــعـــالت خفقات قلبه .. كأنها تذكره بنفسه .. قسوته .. شدته .. بروده .. غموضه .. خفقات تحذره ... خفقات تنبهه بأن ما يفعله خطأ ... خــــطأ ... فلا يستحق أبدًا أن يملك قلبها ...... لأنها أطهر و أنقى من ذلك .


فتح عينيه و عقله عاجز عن التفكير ..... كيف سيبرر لها ما فعل ؟؟!!!! .. هذه الضمة ... و هذا الاحتواء ... كيف ؟؟؟!! .. غبي ... أحمق .... كيف انجرف مع مشاعره بهذه البساطة و الحذر الشديد هو ما ينبغي أن يغلف تعامله معها ..... تركها على الفور قبل أن يضع جسدها على السرير مجددًا و يداه تنبضان برجفة خفيفة و وجهه يرسم امتقاعًا غريبًا ، لاحظ انقطاع صوتها فهمس باسمها و هو يتراجع للخلف : رهف ؟؟؟!!!.


لم ترد عليه .. فرفع صوته أكثر و خفقات قلبه لا تزال ثائرة : رهـــــــــــــــــــــــف .


أيضًا لم ترد أخذ يصفع وجنتها بلطف و هو يهتف : رهف .. ردي عليا .. كلميني .. رهف .


أجابه الصمت .. هب من مكانه على الفور هاتفًا : أنا الأهبل ..المفروض من البدايه أكلم الاسعاف .



.



.



.




في الخارج



أمام القصر



اشرأب عنقه و هو يتابع المكان من المنظار الذي يحمله في حذر شديد ، دارت عيناه إلى أقصى اليمين حيث نهاية القصر ... ثم أخرى إلى أقصى اليسار .... كان الخوف الشديد يسيطر عليه فالحراسة أصبحت مشددة مما يؤكد أن أهل القصر عادوا إليه ... ثم إن دوريات الشرطة أصبحت تأتي بكثرة إلى هنا كأنها متأكدة بأنهما سيظهران هنا ..... لذلك تراجعا إلى هذه المسافة .... عاد ينظر إلى مقدمة القصر..... هذا هو قصر زوج أخته التي يكرهها و يحقد عليها من أعماق قلبه ... ، ابتسم بسخرية حملها حقده الكبير و هو يتذكر مشكلتها الأزلية .. كانت تعاني منذ نعومة أظفارها من صعوبة التعلم ** .. فكانت تواجه مشاكل في التفكير و الفهم و التركيز .. ولم يهتم والدهم بعلاجها رغم أنه كان يمتلك الكثير من المال ، لم يستطع كبت نشوة شعر بها عندما تذكر كيف كان من السهل عليه أن يستغلها و يوقعها في المشاكل لسذاجتها التي تجعلها تصدق كل ما يقال لها ، ثم يكتفي بالضحك بعد ذلك لتصرفاتها البلهاء بعد أن تطيعه في ما يطلب خوفًا منه .. كما كانت تخاف من ظلها ...... و لكن ذلك الحامد كان يفسد عليه الكثير من خططه



■ ■ ■ ■



الرياض



1391 هـ



دفعه والده بقسوة إلى الداخل : انقلع و العب مع أخوانك يا لخَـــبل .


احتقن وجهه و هو يدلف إلى داخل المنزل مرغمًا ، رمق والده بنظرة جانبية و هو يتجاوز الردهة إلى حجرة مكتبه ... ثم عاد يتطلّع إلى صالة المنزل الكبيرة التي تفوق منزلهم حجمًا بعشر مرات .... دوت صرخة القهر و الغل في روحه و هو يتذكر كلمات والدته التي تلقيها على مسامعه صبح مساء ** أبوك الحرامي يعطي كل فلوسه لهذوليك الحيوانـا* و احنا ما يعطينا إلا الفضلات .. هذا و أنا زوجته الأولى ، يا زفـ* يا مجنو* اشفط منه فلوس قد ما تقدر و لاّ ما راح يطالع فـ وجهك النتن يا متخلف ... و هذوليك الملاعــيـ* اللي منغنهم بالفلوس يا ويلك يا سواد ليلك لو لعبت معاهم ولا ضحكت ... آذيهم قد ما تقدر ولا تخليهم يشوفون منك شي طيب ... فـــــــــــــهمت ؟؟!!؟**


تطلّع إليها من البعيد ... كانت منشغلة بالرسم على الورق بالألوان الخشبية و جديلتاها السوداوان تتدليان على طول صدرها حتى بطنها ، اقترب منها و الشر يتوهج في عينيه : يا بـــــــنــــــــــــــت !!.


رفعت بصرها البريء إليه و هتفت بابتسامة مشرقة : مـــراد ؟؟!!.


ثم لوحت له بيدها و هي تردف : تعال .. حامد جابلي جديده .


انفجر بالضحك و هو يقول : متخلفه .. حتى الكلام ما تعرفين تطلعينه مثل العالم .


عقدت حاجبيها بضيق و هي تهتف : لا تضحك .


جلس أمامها و همس بخبث و هو يتطلّع إلى دفتر الرسومات الصغير : واش رايك .. تبيني أناديلك هذولي يلعبون معكِ ؟؟؟.


رفعت حاجبيها بتساؤل : مين ؟؟!.


أمسك بالدفتر و رفعه أمام وجهها و هو يهتف بحنق : يا غبيه ياللي ما تفهمين .. ذولي ذولي .. تبيني أخليهم يلعبون معكِ؟؟.


اتسعت عيناها في دهشة و هتفت : إيه .. و ... تقدر ... ؟؟!.


رفع حاجبيه بخبث و هو يقول : غمضي عيونك و أقلك كيف .


أشارت إلى عينيها و همست : عيوني .. هذي ؟؟.


زمجر بحنق و هو يهتف : ايه ايه .


أغمضت عينيها و هي تهمس : طيب .


ضحك و هو يخفي الدفتر خلفه و يمزقه إلى قطع صغيرة : لحظه .. لحظه بس .. أناديهم .


و عندما انتهى هتف : طاااااااااااااالـــــــــــــــــــعيهم .


هتفت متسائلة و هي مغلقه عينيها : وين .. ما أشوفهم .


بصق على وجهها هاتفًا : افــــــــتحي عيونك يا بقره.


فتحت عينيها بضيق و هي تمسح وجهها بيدها : وينهم ؟؟.


ألقى قصاصات الورق على وجهها بقوة هاتفًا بغل : خـــــــــــــــــذي يا متخـــــــــــــــلفه .


: مــــــــــــــــــــــراد ؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!


التفت في حدة إلى مصدر الصوت البغيظ و الأخرى ذات التسع تتطلّع إلى القصاصات في حيرة قبل أن تنفجر باكية بحرقة ، اقترب الآخر ذا الـ11 عامًا منه و هو يصرخ : يا كلـــــــــــــ* .


هب مراد من مكانه و اندفع نحوه في عصبيه : لا ترفع صوتك و أنا أكبر منك .


صرخ الآخر بدوره : تخـــــــــــسى .


و اشتبكا في شجار حامٍ جدًا .



■ ■ ■ ■



نفض الذكرى التي انتهت بضرب والده له حتى تورم جسده ، و ارتفع حاجباه لمرأى سيارة الإسعاف التي دلفت من بوابة القصر الأمامية ، همس بتوتر شديد و هو يهز رفيقه : حــــــــــسسسسن .. قوووووم .. حسن .


هب من نومه بفزع هاتفًا : اشفـ


قاطعه مراد بخفوت : اشششششششش .. لا تفضحنا .


أغلق حسن فمه و هو يجول ببصره فيما حوله ، همس مراد : فيه سيارة اسعاف دوبها دخلت مع البوابه .. الظاهر في أحد تعبان جوا .


حدّق حسن في بوابة القصر الضخمة و عقله يدرس الأمر بصورة سريعة : الله يلعنـ* يالـ##### .. انتا السبب اللي ما صحيتني بدري لا كان لحقناهم قبل ما يدخلون .


همس مراد : و كيف بتلحقهم فـ وسط النهار و الشرطه رايحه و راجعه.


تجاهل حسن عبارته التي أحنقته و همس بخفوت : متى بيوصل السلاح اللي طلبته من حسام ؟؟.


أجابه مراد بذات الهمس : طلبت سلاحين و اليوم بيوصلها .



.




.




في داخل القصر



: احتقان شديد في الحلق .. إبرة المورفين المسكنة بتريحها و إن شاء الله بكره الصباح تكون أحسن .


و مد إلى تركي بوصفة الدواء ، شكره تركي ثم عاد إليها بعد أن خرج الطبيب و الممرضة ، تطلّع إليها من مسافة ..... كانت نائمة بعمق و أنفاسها منتظمة .. اقترب من السرير و غطاها جيدًا باللحاف ..... ثم تراجع وأطفأ الضوء ، ألقى نظرة مشفقة أخيرة عليها قبل أن يغلق الباب خلفه و يعود إلى جناحه .



@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



الرياض



فيلا الجازي



00 : 1 ظهرًا




ابتسمت وهي تستقبل أبو فيصل من عند الباب: حياك عمي .. نور المكان .


صافحها أبو فيصل بابتسامة وقور : منور بأهله .


أشارت له بالدخول : تفضل .. البيت بيتك .


تبعها أبو فيصل إلى الصالة الرئيسية و قال بعد أن جلس على الأريكة الوثيرة : واشلونك يا تساهير .. عساك بخير ؟؟.


ابتسمت و هي تقدم له فنجان القهوة : بخير و عافيه الله يسلمك .


و اتسعت ابتسامتها و هي ترفع حاجبيها : و كل عام و انتا بخير .


أخذ منها الفنجان و رشف من قهوته ثم قال : و انتي بخير يا بنتي .. مين يصدق باكر رمــضـــان !!! .. سبحان الله كيف الأيام تمشي بسرعه !!!!.


تنهدت و هي تعود إلى مكانها و تحبس دموعها ، غدًا أول أيام شهر رمضان المبارك .. و سوف تقضيه وحيدةً بلا أم و لا أب و لا شقيق ، كتمت كل ذلك في داخلها و أبو فيصل يسألها : لا أكون أزعجتك يوم طلبت أتغدى عندك ؟؟؟؟.


ضحكت بمرح و هي تجلس في الجهة المقابلة : بالعكس و الله جيتك فرحتني .. تونسني بدل الطفش اللي مجنني .


ابتسم بتفهم ثم قال بجدية: قاصرك شي ؟؟ .. في شي تبينه و موب موجود ؟؟ .


هزت رأسها نفيًا : خيرك مغطيني يا أبو فيصل .. الله يجعله في ميزان حسناتك .


سألها بجدية قلقة و هو يضع الفنجان على الطاولة أمامه : سامحتيني يا بنتي ؟؟


تجمدت ملامحها للحظة و هي تتذكر أحاديث مرام المتفرقة عنه و جمائله التي تغدقها و حقيقة القصة .. قصة وفاة والدها ، صحيح أن أبا فيصل يتحمل جزءًا من الخطأ و لكنه أعرب عن ندمه الشديد و رأت ذلك بعينيها ..و في النهاية .. هو قضاء و قدر ..


ابتسمت برقة و قالت : مسامحينك يا عمي .


زفر براحة قائلاً : الحمد لله .


ثم تراجع في مقعده و نهضت هي من مكانها لتصب له فنجانًا آخر : سمعيني يا بنتي .. الحقيقه .. أنا اليوم أبي أكلمك فـ موضوع ضروري .


زوت ما بين حاجبيها في اهتمام و هي ترفع له صحن التمر : موضوع ضروري ؟؟؟!!!.


اعتدل في جلسته و هو يأخذ حبة من التمر : ايه .. و هذي القصه .



@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



جده



القصر



في نفس اللحظات



جففت شعرها بمنشفة زاهية اللون ثم جلست أمام المرآة و أخذت تسرحه .


استيقظت منذ ساعة و هي تشعر بتحسن .. حمدت الله ..فقد كانت تشعر بآلام مميتة .


طوال الدقائق التي قضتها تحت الماء الدافئ كانت تسترجع آخر ما مر بها في ليلة البارحة ، يوم أن طلبت منه أن يساعدها على النهوض من السرير ثم تختلط بقية الذكرى و لا ترى منها سوى مقاطع مشوشة .. لاشك في أنها قد فقدت الوعي !!!.


نهضت من مكانها و ارتدت ثيابها على عجل ..ثم أسرعت إلى الهاتف الثابت بجوار السرير و طلبت رقم فدوى .

... مـــــــــغـــلق ..


تراخت يدها في إحباط ..حاولت أن تنفضه عن نفسها و هي تنهض لترش على نفسها من زجاجة عطرها الساحر ، رفعت مرطب الشفاه الأحمر الفاتح أخذت تجره على شفتيها و هي تنظر إلى المرآة تحرك بصرها نحو السرير و...... تجمدت يدها ، التفتت إلى الخلف بحدة لتتأكد مما تراه .. جال بصرها على السرير في حيرة .. الجزء الآخر و المخصص لتركي مرتب لم يمسّه أحد .. هذا يعني أنه لم ينم هنا ليلة البارحة ....ابتلعت غصتها و كبتت خوفها و هي تهمس : لا يا رهف .. يمكنه رتبه بعد ما قام .. بعدين إنتي كنتي تعبانه و ما تدرين عن اللي حولينك .


ثم سارت إلى الجهة المخصصة لها و أخذت ترتبها و فكرة ملحة تشتعل في رأسها ** ممكن يكون خايف إني مجنونه أو شي .. عشان كذا تعامله بارد ؟؟!! **


كادت أن تنخرط في بكاءها و تدفن وجهها في وسادتها لكنها أغمضت عينيها هامسة بحرقة : لا .. لا يا رهف .. لا تبكين .. و تذكري كلام دكتوره فدوى .. الصبر .. الصبر .. و المؤمن مبتلى .


تركت كل ما في يدها و توجهت إلى الباب و منه إلى خارج الجناح .



@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



الرياض



فيلا الجازي



15 : 2 ظهرًا



ربع ساعة كاملة و أبو فيصل يشرح لها القصة .. حادث ياسر .. وضعه الجديد و تعليمات الطبيب ... قصة حادثٍ مرير شعرت به يعتصر قلبها و هي تتخيل شكله ... تلك العينان الواسعتان بكل الحب و اللطف اللذين تكنزاهما ... نبرات صوت حنونة ترن في أذنيها حتى اللحظة ..... أمان دافئ احتل مساحات من روحها في أحلك الظروف حينما احتواها......... و الآن ذلك الطلب الذي انتفض له قلبها بهلع و تجمعت له دموع ساخنة في مقلتيها جعلتها تطرق برأسها علّها تخفيها عن أبو فيصل الذي سألها بعطف : واش قلتي يا بنتي ؟؟ .


لسانها عاجز عن النطق .. كيف تكون قريبة منه إلى هذا الحد و هو لا يطيق وجودها بقربه ؟؟!! بل الأدهى كيف سيكون موقفها أمام عائلته و هي القادمة الغريبة.. خصوصًا أن مرام ليست هناك لتقف إلى جوارها .


.


شعر أبو فيصل بالدوامة التي تحيط بها من هيئتها المتوترة ، فقال بهدوء : يا بنتي .. أنا أدري بشعورك و خوفك .. يمكن ياسر ما تقبل وجودك .. لكن .. و الله العظيم قلبه أبيض ما تتصورين قد ايش بارّ بأبوه و أمه ..


قد ايش يدور رضاي .. ما عمره بحياته كسر كلمتي .. حتى خواته ما يستغنون عن وجوده .


علّقت بصرها بيديها المرتعدتين و غممت بصوت متخاذل : عـ ـ مي .. صدقني حيتعب زياده .. لأنه وجودي جنبه راح يضايقه كثير ..و إن شاء الله أهله ما حيقصرون معاه .


كان أبو فيصل يدرك هذه الحقيقة جيدًا .. و لكنها الفرصة الوحيدة حتى يجمعهما مع بعضهما البعض تحت سقف واحد ..علّ الله أن يؤلف بين قلبيهما و يسكن كل منهما إلى الآخر ، لذلك قال بنبرة محببة : مو مثل زوجته .


انتفض جسدها من وقع الكلمة .. كلمة غريبة عليها .. زوجته ؟!!!!! لماذا شعرت بحمل ثقيل على أنفاسها عندما سمعتها ؟؟ كأنها تذكرها بأنها زوجة و مسؤولة و عليها أن تقوم بواجباتها على أكمل وجه ..


و لكنه لا يريدها .. فماذا تفعل ؟؟.


ارتجفت شفتاها و صورته تتوهج أمام عينيها ، غممت : و لو ..... لو وافقت ..... أهله يا عمي ... كيف بيكون موقفي بينهم ؟؟؟؟ .


اتسعت ابتسامته الوقورة و قال : لا تشيلين هم هالموضوع .. أنا ناقشت أبوه و علمته إني الوصي عليك و ولو بزوجك ياسر بيتم العقد في المحكمه و ما يبقى عليهم إلا الحفل .


انتفض قلبها أكثر و أردف هو بزفرة حزينة : صدقيني كل شي بيكون مختلف كثير فـ وضع ياسر ... أقصد تقبل أمه لفكرة الزواج هذي ..... لأن الدكتور ما حدد فترة معينة لانتهاء العلاج الطبيعي و متى ممكن يرجع يمشي مره ثانيه .


فرت دمعتها التي حبستها طويلاً .... حملت حزن قلبها الخفي على ذلك الطيب ، نظر أبو فيصل إلى ساعته ثم رفع بصره إليها و قال بحنانه الأبوي : و اش رايك أعطيك وقت تفكرين ؟؟؟ .


و كأنها كانت تبحث عن تلك القشة لتتشبث بها قبل أن تغرق فأومأت برأسها على الفور ، ابتسم و هو يقول : اللي تآمرين به يا بنتي .. بس هاه .. مو أكثر من يوم .


رفعت رأسها بحدة فضحك بمرح : لا تخافين .. عندك وقت طويل تحسبين و تحللين .. و باكر إن شاء الله أنتظر ردك .. و أنا متأكد إن عقلك الواعي بيختار الطريق الصح .


و ازداد حملها ثقلاً ، شعرت برغبة شديدة للبكاء .... تشتهي الدموع الآن ..... تشتهي راحة البكاء ..... طعم الدموع المالحة ..... نهضت من مكانها و هي تلتقط أنفاسها : بعد إذنك يا عمي بشوف الغدا .


أشار لها مرحبًا: خذي راحتك .


أسرعت نحو حجرة الطعام و قلبها يخفق بجنون فالاختيار صعب و المهمة أصعب .



@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



الرياض




فيلا أبو ياسر




30 : 1 ظهرًا



رفعت حاجبيها في دهشة و هي تجلس إلى جوار والدتها في الجلسة الأنيقة التي احتلت منتصف الصالة الواسعة ، هتفت متسائلة : ممرض ؟؟ ليه ؟؟ .


تنهدت والدتها و هي تطرز قطعة من القماش : أخوك اللي أصر .


صمتت عروب للحظة ثم قالت في خفوت : أكيد منحرج يمه .. يعني .. لازم أحد يوديه للحمام و يساعده يلبس .. أبوي موب متفرغ .. و مروان بعده صغير .


تهدج صوت والدتها و يداها ترتخيان : الله يشفيه ويعافيه .. و يكافي اللي أطلق عليه .. حسبي الله عليه و نعم الوكيل .. حسبي الله عليه و نعم الوكيل.


ربتت عروب على كفها في تعاطف .. لم يخبرهم والدها بتفاصيل الحادث .. بل أخبرهم أن هنالك من أطلق عليه في غفلة منه و فقط ، همست بحنان: لا تخافين يمه .. بيآخذ جزاؤه من العظيم كامل و موفى .


أومأت والدتها برأسها و الهم حفر علاماته على وجهها : ونعم بالله .


مالت عروب على أذنها و قالت برقة : و لا تنسين إن باكر أول يوم رمـــضـــان و يا محلا الدعاء فـ الشهر الفضيل .


ارتسمت ابتسامة عريضة على شفتي والدتها فرحةً بقدوم الشهر : الحمد لله .


تصاعد رنين هاتف عروب ، ارتسمت على شفتيها ابتسامة باهتة : من اللي يحبني و راسلـ


انقطعت حروفها عندما رأت اسم المرسل



--------------- من صافي الروح --------------



ما ألوم نفسي فيك



لو كثر شوقي عليك



من حس بصفا قلبك



ملزوم يوله عليك



~~ عزام ~~



-----------------------------



توردت وجنتاها خجلاً و


: منهو ؟؟ .


رفعت رأسها بارتباك إلى والدتها : هاه ..لا أبد .. رساله .


سحبت والدتها الخيط الطويل بمهارة و هي تقول : أدري إنها رساله .. منهو اللي راسلها ؟؟ .


أجابها الصمت المطبق فالتفتت إلى حيث تجلس عروب : يـ


حركت بصرها في المكان الخالي بحيرة : هوّ .. وين سارت البنيه ؟؟ .


تجمدت ملامحها للحظه قبل أن تبتسم بحب: و من غيره اللي يخلي وجهك مثل الطماط .



.




.



.




وضعت يدها على قلبها و هي تلهث من الركض و من شدة الإحراج الذي ألمّ بها ، أضافت عبير رقمه إلى هاتفها المحمول منذ فترة و حثّتها على مفاجئته و لكنها كانت ترفض .. و الآن سبقها و بعث إليها بتلك الرسالة ، التهمت أحرفها بعينيها مجددًا ربما كانت الكلمات قليلة و لكن المعنى بالنسبة لها ..... كبير .


مسحت على شعرها بحيرة .. هل ترسل له أيضًا .. أم لا ؟؟ .


عضت على شفتها السفلى بحرج و الدماء الحارة تلهب عقلها و


شهقت بهلع ، وضعت يدها على فاها .. فأمامها كانت شاشة الجوال تومض و اسمه يزينها ، ضغطت على الصامت مباشرةً و هي تتلفت حولها بخجل شديد ..كانت تفضل أن تتجاهله حتى يملّ و لكنها .. ذكّرت نفسها بالاتفاق ..حاولت أن تصفي صوتها و .. ضغطت على السماعة الخضراء هامسةً : ألو .


أتاها صوته المرح : يا هلا و الله .. عاش من سمع هالصوت .


ازدردت لعابها في توتر و هي تحاول عبثًا أن تجمع حروفها المبعثرة ، هتف مجددًا : ألووووووووووووووو .


ترددت خفقات قلبها في أذنها مثل الطبول و هي عاجزة عن النطق ، هتف أخرى متسائلاً : عروووووووب!!!.فيه أحد هنا ؟؟!!


استنشقت كمية كبيرة من الأكسجين قبل أن تنطق : هــ ـــ ــلا .


أتاها صوت ضحكه : أخييييييييييييييرًا .. ما بغينا .. يبيلك جائزه على هالثلاث حروف .


وضعت كفها على عينيها من شدة الخجل و قال بهدوء حنون : ما بطول عليك .. أدري صوتي مزعج .. بسسس ..حبيت أتطمن عليك .. ووو .. أقلك إن خالتي بتعزمكم باكر على العشا بمناسبة الملكة .


رفعت حاجبيها في دهشة و أردف هو ليطمئنها : علمت عمي .. و ... العشا مقصور على عماني و حريمهم و خالتي و زوجها .


طرقت الأرض برجلها في ارتباك شديد .. إنها خالته الوحيدة وداد ، في العقد الثالث من عمرها .. امرأة حنونة .. هي مثال للطهارة و النقاء .. لم تُرزق بأبناء و تعيش وحيدةً مع زوجها في مدينة الطائف .


هتف متسائلاً : هاه .. و اش قلتي ؟؟ .


تمتمت بخجل : أبشر باللي تبيه .


هتف في مرح : خفي عليّ يا بنت الناس .. تراني ما أتحمل .


عضت على شفتها و صفعت نفسها عندما أدركت الكلمات التي نطقت بها ** يا لمجنوووووووونه .. و اشلون قلتي كذاااااااااااااااااا؟؟؟؟!!!!!!!! .. **


شعرت بدموع الحرج تكاد تنساب من عينيها عندما قال : يلا يا قلبي .. توصيني على شي .


جرت خصلة من شعرها بحنق : سـ .. سلامتك .


وأغلقت السماعة على الفور ، أخذت تقفز في مكانها بقهر : يالهبلللللللله يا عروووووووووووووووووووب .



.



.



[CENTER].[/CENTER ]

 
 

 

عرض البوم صور نوف بنت نايف   رد مع اقتباس
قديم 17-10-09, 07:20 AM   المشاركة رقم: 77
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 142868
المشاركات: 11,327
الجنس أنثى
معدل التقييم: نوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسي
نقاط التقييم: 3549

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نوف بنت نايف غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نوف بنت نايف المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

]

.


.



أوصلت الخبر لوالدتها التي سُعدت به و لم تعارض .... ، ذهنها مشتت ... و تفكر في أكثر من قضية ... ماذا سترتدي ..... و إن اضطرت إلى لقائه فماذا ستقول ؟؟؟!!!... عقصت شعرها الطويل ثم جمعته في كعكة كبيرة و همّت بالدخول إلى جناحها


: عـروب .


انتفض جسدها و هي تلتفت للخلف هاتفة : ياسر ؟؟!!!!.


كان يجلس بهدوء على كرسيه الطبي و يتطلّع إليها بعينين خاويتين : تعالي .. أبيك شوي .


تركت مقبض الباب و الدموع توجع عينيها ..... لقد عاد ليتحدث إليها وحيدةً .... و لكن لماذا تشعر بهذا الخوف ..... تشعر أنه هنالك مصيبة خلف الأمر ....


أدار ظهره لها و حرك الكرسي بجهاز التحكم ليعيده إلى جناحه ، سارت خلفه في إذعان و التوتر يكتسح روحها لأبعد مدى .


دلف إلى حجرة الجلوس الخاصة به و دخلت هي بعده و أغلقت الباب في صمتٍ قَلِقْ ، أدار كرسيه لمواجهتها و قال ببرود : اجلسي قدامي .


قبضت على أصابعها و روحها تنتفض كورقة في مهب الريح ..... لاشك أنه متعلق بفارس ..... لاشك .... لاشك ، *** يارب ** همست بها و هي تجلس على الأريكة أمامه ، تنفس الصعداء ثم قال بحروف قاسية لم تعهدها منه يومًا : ما توقعتك فـ يوم تكذبين علي ... لكن الظاهر طلعت غلطان و طلعتي مخبيه مصايب ما يدري عنها أحد ..... والله أعلم واش قصة السايق و هل اللي قلتيه كان صـ


صرخت في انهيار و هي ترفع رأسها المبلل بالدموع : لاااااااااااااااااااااااا .


و هزت رأسها بعنف و هي تشهق : لااااااا يــــــــــــــــــا يـــــــــــــــــــــاســــــــــــر .. لاااااااااااااااااا .


قبض على قلبه بإرادة من حديد و هو يصيح عليها بعصبية : و لــــــــــــــــيـــــش خــــــــــبــــيــتــي عـــــــــنــي الـــــــــــبلـــــــــوى الـــــــــــلــي صـــــــــــــارتـــلــك مـــــــــع فـــــــــارس يـــــــــوم الــــــــعــــــــزااااااااااااااا ؟؟!!!!!!!!!!! ... تكـــــــــــــــــــلمــــــــــي !!!.


تشنجت أعصابها من صاعقة السؤال التي وقعت على رأسها فأحالت قلبها إلى رمــــــــــــــــاد!! عيناها متسعتان في ذهول ..... فكها المرتعد يرسم أقسى صورة لصدمة مذعورة ..... و لم يرف له جفن ... بل قبض على يدي كرسيه بقهر شديد و صاح مجددًا : تــــــــكـلـــــــــمي .. يــــــــــــــالــلــي اســــــــتـــغـفـلـتـيـنـي و ضحــــكــتــي علــــــــــي بــــدمـــــعــــــــــــتــيـن و أنـــــــــــــــا جــــــــــــــاي لـــــــــحــــــــدك ذاك الــــــــــيــوم و أســـــــــألك يـــــــا عــــــــــروب فـــــــيــه شـــــي مـــخــبــيــتــه عــنـي !!!!!!!!!!!!!! .


و حرك كرسيه نحوها ليجرها مع يدها و يصرخ : فــــــــــــــهميني الــــــــــــقصه الحـــــــــــــــيييين .


تفجرت دموعها الصريعة و بكت بانهيار : أنــــــــــا مــــــــا اســــــــــــتــــغــفـــلــتــك لااااااااااااااااااااا .... أنـــا مـــا بــــــــغـيـــت أعــــــــــذب عـــــمــي أبــــــــو فـــيـــصــل زود .. يــــــــكــفــيــه عـــــذابــــه .. يــــكـــفــي الـــــــقـــطـــيــعـه اللــــــي صــــارت بـــيــن جــــدي و عـــمــي الــــولـــيـــد يـــكــفــي ...... أبــــلــع الـــمـــر و أســـــكـــت ...... أحـــــــاول أحـــمــي نـــــــفـــســـي بـــنـــفـــســي لــكـــــــــن مــــــا أكــــــــون ســــــبـــب فــ قـــــــطـــيـــعه جــــديــده ... يــــــكــفــي الـــلـــي صــــــار يــــا أخـــوي ... يـــكــفــي الـــلــي صــار والـــلــي رحـــــت أنـــا ضـــحـــيــتــه يـــوم عــلــقــتـــونــي بـــتــركــي ســـنــيــن و بــعــدهــا يــفــســخ الــمــوضــوع و اش بــيــكــون الــســبــب إلا قــلــوب مـــا تــصــافــت بــعــد الــلــي صــار ... فــهــــــــــــــمني .. علمـــــــــــني .


قبض على فكيها بقسوة و أنفاسه هو الآخر تتسارع من وقع كلماتها المدمر : علميني باللي صار لك مع فارس بسرعه .. واش القصه .. الحين أبي أعرف .


أغرقت دموعها كفه .... و همست بنشيجها المخنوق : تحرش فيني .


شــــــــــــــــــــــــــــــهـــقـــت بعنف من قوة الصفعة التي حطمت فكيها و صرخة دمرت مشاعرها : يا حــــــــــــــــــقــــــــــــــــــــــــــــيــره .


جرها مع شعرها بلا تفكير .... صدمة تشله ..... صدمة دمرته هو الآخر : ولـــــــــــــــــيـــــش مــــــــــــــا تــكـــــلــمــتــي ... لـــيـــش مـــــــــا عـــــــــلـــمــتــينــي .. .لـــــــــــــيييييييييييييييييييييييييييييييييييشا ما خـــلــيـــتـــنــي أشـــــــــــرب مـــــــــن دمــــــــه ..... أحـــــــــرقــــــــــه بــــــــــيــــديـــــــــنــي ... أقـــــــطـــعـــه بـــــــــــأســـــنـــانــي لــــــــــــــــــــــــييييييييييييييييييييييييييييييييييي يييش ؟؟؟!! .


بكت في جنون و يداها على جانبي رأسها : والـــــــــــلــي يـخـــــــلــيــك خــــــــــــلااااااااااااااااااااص ...... لــــيـــش أحـــــــــــرق قـــلــب عــمــي أكـــثــر ...... لـــيــش وهــــو الــلـــي يـــحـــن عـــلــيــنــا أكـــثــر مــن أبــــونـــــــا ... لــــــــــــيييييييش يــا يـــاســر ؟!!!!!!!!!!! ..... اللـــي صـــار صـــار و أنـــا مـــالـــي يـــد فــيــه ...سرق يومها جوال مروان و أرسلي منه رساله يقلي إنه في الدور الثالث و تعبان و يوم ركضت له كممني فارس و جلست أصارعه و ما قدر يسويلي شي لأن ربى نادتني و قدرت أشرد منه .


تركها و يده تنتفض من شدة الغضب ... يريد أن يحرقها .... يمزقها : و لــــــــــــيش ؟؟؟ ... واش معنى انتــــــــــي من بين الــــــــــــــــكــل ؟؟؟؟.. طلعي كل اللي مخبيته بــــــــــــــسرعه .


وضعت كفها على شفتيها بامتعاض شديد ، أغلقت عينيها و هي تستغفر ثم همست : شفته ..


بترت عبارتها و جسدها يرتعد .. أطرقت برأسها و الشعور بالغثيان يزحف لجوفها ، قبض على ذراعها بشدة و عيناه متسعتان في ترقب : شفتيه وين .. تــــــــــــــكــــــــــلــمــي .


صكت على أسنانها و همست بكلمات مبهمة لم يتلقط منها سوى : مضاوي .


رفع حاجبيه في صدمة و قد بدأت الصورة تتضح في عقله ، اعتصر ذراعها بقسوة أكبر و هزها هاتفًا : واشـــــــــــــبـــهــا .. انــــــــــــــــــطقي .


صرخت بانهيار : شــــــــــــــــــفـــتـــهــم مــــــــــع بــعــض .


و انفجرت تبكي بصورة أشد ، اتسعت عيناه و أردفت هي من وسط دموعها : غلط معها و دخلت عليهم بالصدفه فـ بيت عمتي و انتبهلي .. لكني هربت و ما قدر يلحقني يومها .


اختنقت أحرفه في حلقه ، و همست هي بتوجع : سترت عليهم و جازوني بالسم .. لكن ربي حسيبهم .


غطت وجهها بين كفيها و أدنت جسدها إلى فخذيها و هي تتلوى من شدة البكاء ، لم يعلق ...... و لا يدري كيف يعلق ..... أي كلمات ستسعف الخبر !! .... أيحملها هي الخطأ ؟؟!! .. أم يصب جامه على ذلك السافل ؟؟!!!.... و لكن أيضًا ..و إن كان عمهما و يحبانه ...... ليس لها أن تتركه يهرب بعد أن عبث بالعرض و الشرف ...... و لم يكتفي ...... بل أرسل لها ذلك السائق لأنها رأته في الحرام !!!!!!!! ... لو أخبرته بالقصة منذ ذلك الوقت لما تعقدت الأمور بهذا الشكل العصيب ...... لما كان مقعدًا الآن على هذا الكرسي ..... استغفر ربه .... إنه قضاؤه و قدره و لا اعتراض ، أشاح بوجهه مغممًا بجفاء : و درى عنك عزام و تضارب معه فـ العزا بسببك ... طلعت مصيبتك قدام ولد عمك من قبل ما يخطبك .


صرخت بعنف من هول المصيبة الأخرى : لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااا .


أشاح بوجهه و حرك كرسيه إلى حجرته في صمت ...... حمرة الغضب تعلوه و الحدة تستكين في مآقيه .... أخفى ألمًا يشعر به لأجلها .. و أغلق باب حجرته خلفه ليتركها تعاني وحدها ... تتحمل جزء كبيرًا من الخطأ .. و هذا أقل عقاب يقوم به .



@@@@@@@@@@@@@@@@@@



جده



القصر



35 : 1 ظـــــــــهرًا



جلست على كرسي من المعدن الفضي و هي تبتسم لمديرة القصر : تسلمين مس ليليان .. بس والله ماني جيعانه .. القهوه تكفي .


اتسعت ابتسامة ليليان المعجبة بجمال سيدتها و قالت وهي تومئ برأسها احترام : متل ما بدك مدام .


ثم عادت لتتم أعمالها ، زفرت رهف و هي تلتفت إلى النافذة أمامها .... زجاجية ضخمة تبتلع معظم الحائط .. تطل على المسبح الذي يزين الحديقة .


.


جلست صامتة .. شاردة الذهن و على الطاولة أمامها كوب من القهوة .......


ماذا تفعل ؟؟ كيف تتحدث إليه ؟؟ كيف تقترب منه ؟؟ و هي تشعر أنه يحاول التهّرب منها فلم تره حتى الآن .. لماذا إذًا اصطحبها إلى هنا ؟؟ لماذا لم يتركها تجلس مع فدوى في البيت الأخضر ؟؟ .


اليأس يكبت على أنفاسها و الإحباط يجعلها تتجرع مر الشراب ، انسابت دموعها رغمًا عنها .. شقت طريقها على وجنتيها لتكون الدليل الأكبر على ما يعتمر في نفسها من المشاعر الملتهبة ، رفعت كفها و تحسست عنقها بأصابعها الرقيقة .. لا زال الألم معربدًا هناك و لكنه بسيط .. إذ ما قورن بألم قلبها .



.



نهضت من مكانها ثم توجهت إلى النافذة الزجاجية وقفت أمامها و لاحظت ذلك المقبض الفضي الصغير و حدود الباب الخفية ، حركت المقبض و خرجت إلى الحديقة المشمسة ..... استنشقت الهواء بعمق .. ما أروعها من رائحة و ما أجمله من منظر و ..


شهقت بعنف و هي تضع يديها على جانبي رأسها ، شعرت بتيار كهربائي قوي يخترق عقلها .و بصور مختلفة تختلط في خلاياه .. أصوات .. مناظر ..



■ ■ ■ ■



: الله .. ريحة فل .



: فل و ريحان .. و كل الورود اللي تحبينها .. تعالي أوريك.



■ ■ ■ ■



صرخت بألم شديد : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه .


جثت على ركبتيها و جسدها يرتعد في عنف ، بكت في حرقة و قلبها يكاد يقفز من بين ضلوعها و أنفاسها متلاحقة ، زمت شفتيها بألم و هزت رأسها بقوة : يا ربييييي .. .يا الله .


غطت وجهها بكفيها و انتحبت في ألم : راسييييي .. هذاك صوت مين .. مين اللي كلمتنيييييييييييي ..


ميييييييييييييين ؟؟ .


تذكرت تعليمات فدوى الصارمة بأن تبلغها بأي شيء تتذكره أو يندفع إلى عقلها فجأة ..... عليها أن تنهض لتحادثها .... و لكن الأرض تميد من تحتها ، رفعت رأسها بخوف و تأملت الحديقة الخالية قبل أن تنهض من مكانها بهلع و تركض خارج المكان .


.




.




.




: خلاص كلم ياسين .. ايوه ...... يلا سلام .


أنهى المكالمة و هو يزفر بضجر انعطف نحو اليمين و...... شعر بجسد يصطدم به ، تراجع إلى الخلف و نظر إلى ما أمامه بدهشة : رهف ؟؟!!!!!!!!!!!!!!!! .


تراجعت دونما إرادة منها .. تراجعت إلى الخلف .. خطوة .. خطوة .. ، جسدها ينتفض و دموعها تغرق وجهها بغزارة ، شهقت و هي تضم يديها إلى صدرها : فدوىااااااا .


زوى ما بين حاجبيه فهتفت بانهيار تام : فدوىاااااااااااا .. ودينييييييييي .. أبغى أكلمهاااا .


غممّ بقلق لم يستطع كبته : اشبك تبكين ؟؟ .


همّت بالحديث و لكن الخادمة دلفت إلى المكان و في يدها صينية تحمل كوبًا من بالبوضة : Sir..the icecream h


قطعت حروفها صرخة مدوية انطلقت من بين شفتي رهف .. صرخة ضجّ بها القصر ، اقشعّر جسد الخادمة و هي ترى جسد رهف ينهار أرضًا و تركي يندفع نحوها و يتلقفها بين ذراعيه قبل أن تلامس البلاط ، لم يدر بماذا ينطق و هو يضعها أرضًا جاثية على ركبتيها ، صرخت و ملامح وجهها تنم عن ألم ضعيف : مـ ..مـــــــــــــــــــــرااااااااااااااااااااااااااااااااااا م .


ارتد جسده بعنف و همس بصدمة : مـرام ؟؟!!!!!.


أنّت بصوت كسير كأن آلام الدنيا كلها تهاجم جسدها ، و ندّت من بين شفتيها حروف متقطعة قطّعها الإعياء .. و عذبتها قسوة الألم ، فتحت عينيها بضعف شديد و همست و هي ممسكة بثوبه : تركي .. راسي.. اش هذا اللي يسيرلي ؟؟ .


أرخى بصره إلى وجهها يهم بالرد عليها و ....... تـــــــــــــاهــــــت أحرفه ..... تناثرت لآلئ نظمه .... تفرقت بحزن رهيب و صدمة عــــــمــر لم يذق مثلها يومًا ....... قطعة زجاجية تدلت من رقبتها بسلسال رفيع ...... تحررت من مخبأها إثر سقطة منهارة .... غرست خنجر رقتها في قلبه ....... خنقت أنفاسه في حلقه ...... ثبتت عينيه على ذلك العقد و لهيب أنفاسها يحرق عنقه ...... لم ترفع بصرها إليه و أحاسيسها قد فُضحت أمامه .... لا تملك سوى صمت خجول مؤلم ....... لمع في عينيها و زاد من فيض دموعها ........ تركت ثوبه و تراجعت إلى الخلف و هي تطبق على الصورة بكفها هامسة بنبرات متحشرجة : آسفه .


همّت بالنهوض و لكن قدماها خذلتاها فاستكانت حيث هي ..... تستعيد شيئًا من أنفاسها المخطوفة ..... تحاول السيطرة على نبضات قلبها المجنونة ....... و لماذا تشعر بذلك ؟؟ .. أليس هذا ما تريده هي !! ... أن تعلمه بمقدار حبها له .... ربما تتغير معاملته .. أو تعود إلى ماضٍ لا تذكره لكنها تأمل فيه خيرًا .... وضعت كفها على جبينها ...... متى سيدعها هذا الصداع و شأنها ... متى ؟؟!!!!.


شهـــــــــــــقت و اتسعت عيناها المتعبتين : تـــركي !!!!!!!!.


حملها كريشة خفيفة ..... و سار بها نحو المصعد و أحاسيسه تنهار شيئًا فشيئًا ..... تتساقط بدموع الندم تحت قدميه ...... ليدهسها ... يقضي عليها بصواعق أنين تكويه بنيرانها ...... ماذا فعلت به بعد أن ملأت القسوة قلبه ؟؟...... قسوة ملئت أخاديد الجراح ...... وحدة يسعى إليها دائمًا ... برود يكسو ملامحه كما يفعل الآن ..... ماذا فعلت به ؟؟!!! ....لأول مرة في حياته يشعر بهذا التخبط .... التردد ..... الحيرة المميتة ..... لأول مرة في حياته يتمنى لو أنه لم يكن .......


دلف إلى المصعد .... و لم يكد يغلق الباب عليهما حتى أغمض عينيه و هي تضع رأسها المنهك على صدره ...... لتغرس عذابها في شرايينه و أوردته ..... تذيقه علقمًا مغمّسًا بالدم و الذل ... تذيب قلبه كمدًا .. تفجر كل رصيد الآلام المتراكمة في قلبه .


خرج من المصعد و قطع المسافة إلى جناحها بخطوات واسعة لينهي ألم قربها بأسرع مدى ..... وضعها على سريرها ، فتحت عينيها بضعف هامسة : شكرًا .


اعتدل واقفًا مشيحًا بوجهه : دحين أطلبلك الدكتوره فدوى .


و رحل بهدوء ...... يوازي ما سكن أفكارها من مشاعر جميلة جعلتها ..... تبتسم .



@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



الرياض



الشركة



مكتب أبو فيصل



00 : 9 مساءً




رفع سماعة الهاتف بضجر : ألو .


اعتدل في جلسته عندما سمع صوت المتحدث و قال مُرحبًا : هلا بعزام ..... هلا و الله ....... لا يا ولدي ....... ايه أنا اللي طلبت الملفات ..أبي منها كم ورقه..... ايه ...... خلاص ....... انتظر اتصالي ..


.. يلا .. سلام .


أغلق السماعة و أخذ يقلب أوراق الملف بعصبية شديدة : أعووووووذ بالله .. وين ألاقي ذاك العقد ؟؟ .


و صل إلى آخر ورقة في الملف و لم يجد ما يريد ، تراجع في مقعده و هو يلقيه جانبًا بغضب: وين ممكن يكون يا خالد .. وييييييين ؟؟؟!!.


فرك يديه و هو يفكر بعمق صك على أسنانه بغيض عندما لم يجد حلاً ثم رفع سماعة الهاتف مجددًا : أسأل أبو ياسـ


قطع عبارته و هتف وقد تألقت عيناه : المستودع .



@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@




الرياض



فيلا مزنه



00 : 10 مساءً




ركضت إلى جناحها الذي تنبعث منه موسيقى صاخبة ، حركت شعرها القصير و هي تتأفف : يوووو ... طول عمري أنساه في حجرتي .


رفعت هاتفها المحمول و رفعت حاجبيها هاتفة : هممممم ... رقم غريب !!!!.


ابتسمت و همست بخبث : خلينا نتعرف على أصوات جديده .. واش ورانا ؟؟؟.


وضعت السماعة على أذنها و هتفت بدلال شديد : ألووووووووو .


وصل إليها الصوت الضعيف : مضاوي .


شهقت متفاجأة و هتفت : فـــــــــااااااارس ؟؟!!!!!!!.


غمم بصوته المبحوح : ايه .. نسيتيني يا حبي ؟؟؟.


جلست على سريرها الوثير و هتفت بدلال : أفاااا عليك ... واشلون أنسى حياتي و روحي و زوجي المستقبلي بعد .. قلي واشلون ؟؟!.


ضحك في خفة و قال : واضح .. والدليل إني ما سمعت صوتك من شهر .


رفعت حاجبيها و هي تنهض من مكانها لتغلق الباب : إلا ليه الدنيا قايمه عليك ؟؟؟.. كل ما أعدي من عند البقره أمي أسمع طراطيش كلام عنك .. انتي تخانقت مع أحد ؟؟!!!.


تلعثم و هو يقول : هاه .... لـ ..لا أبد .. بس تدرين طولت فـ الإجازه و ما رجعت للشغل للحين و أبوي السم مقوم الدنيا فوق راسي .


أوصدت الباب و هي تهتف : آهاااااا .


ثم ضحكت قائلةً : بقره و سم .. أعوذ بالله منهم .. أخوان و كل واحد منهم ألعن من الثاني .


تنحنح و غير دفة الموضوع : المهم .. بغيت أقلك إن هذا رقمي الجديد الحين .. تلفون ثابت لأني مقفل كل جوالاتي .. و إياني و إياك تعطينه أحد .


همست بغنج : أمووووووت و لا أعطيه لمخلوق يا حبي انت .


ثم أردفت بحيرة و هي تجلس على سريرها أخرى : إلا .. ليش أحس صوتك تعبان ؟؟.


هتف على الفور : لا أبدًا .. بس شوية زكام .. المهم .. أقدر أقابلك اليوم أو باكر ؟؟!!!.


مطت شفتيها بضيق و همست : لااااا .. صعب .. صديقاتي مسويين حفله كبيره باكر و لازم أجهز .


غمم بضيق : وتفضلينهم علي يا مضاوي ؟؟!.


صبغت صوتها بنبرة البكاء : لا لا لا ..والله لا يا قلبي بس من زمااان و أنا أنتظر هالحفله .. أوعدك أو عدك أوعدك بعدها أفضي نفسي يوم كامل عشان أقضيه معك ...... الله يخليك يا فرّوووس وافق .


غمم بانزعاج : زين زين لا تقعدين تصيحين .... بس لا تتأخرين علي مضاوي .. تراك واحشتني موت .


ضحكت في دلال قائلةً : و انت أكثر يا بعدي .


هتف ينشد إنهاء المكالمة : لا تنسين اللي وصيتك .. الرقم ما يوصل لأحد فـــهمتي ؟؟!!.


هتفت على الفور : اييييييييييييه .


غمم بحنق : مع السلامه .


أنهت المكالمة و هي تنهض من مكانها ، ألقت الهاتف جانبًا و فتحت خزانة ثيابها الكبيرة ..... جالت بعينيها في الفساتين الكثيرة التي تملؤها ... ، مطت شفتيها و هي تقلب يدها فيها بعصبية : لا ... مو حلو .. و ذا بعد ... و ذا لازم أرميه و


بترت عبارتها و هي تتطلّع إلى ذلك الفستان الأسود ، رفعت حاجبيها بخبث و تمتمت : هممممم .. ايه صح .. و اشلون نسيت .


.. و اتسعت ابتسامتها الخبيثة...



@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



الرياض



فيلا أبو ياسر



جناح الوالدين



00 : 11 مساءًا




رفعت حاجبيها بصدمة وهتفت : واشّو ؟؟!!!!!!.


رمقها زوجها بنظرة صارمة كعادته و قال : اللي سمعتيه .


تطلّعت إليه و هو يعلق – شماغه و عقاله – على المشجب و هتفت بلا تفكير : ما في أحد بيزوج ولدي غيري .


خلع ثوبه و هو يقول بصرامة : أنا ما جيت آخذ شورك .. أنا أعطيك العلم و بس .


هوى قلبها بين ضلوعها و نهضت من مقعدها هاتفةً بصدمة : أبو ياسر.. واش هالكلام الله يهديك ... يعني بتحرمني أفرح بولدي ؟؟؟.


جلس على سريره و ظهره مواجه لها و غمم : لا تطلعين كلام ما قلته يا مره .. أنا قلت البنيه اختارها أبو فيصل و ما برده .


و التفت إليها مردفًا : بعدين انتي شايفه حال ولدك الحين ... واشلون بتخطبيله من بنات القصور اللي مالين راسك الناشف ؟؟ .


هتفت باندفاع و نبرة البكاء تختلط بكلماتها : إن شاء الله بيرجع يمشي قريب و بختارله بنت شيوخ ما مثل حسنها أحد .


استلقى على السرير وضغط على كلماته : قلتلك البنيه اختارها أبو فيصل و أنا واثق فـ كلمة أخوي و ما بكسرها ..... يعني انتهت السالفه .


و غطى نفسه باللحاف ليطعنها في الصميم : طفي النور .


شهقت و رمشت عيناها و الدموع تنساب منهما و في داخلها شيء ينهار ، إنه ابنها البكر ..... و هم من يحددون زفافه ؟؟!!..... و من من ؟؟!!!... يتيمة لا تعرف عنها شيئًا ..... قد تكون قبيحة .... بربرية بالية و يتزوجها ابنها البكر ؟!!!! ... لن تحتمل ذلك أبدًا ...... من المستحيل أن تتخيل ياسر مع أنثى بهذا الشكل .....


أطفأت الضوء و خرجت من حجرة النوم تمسح دموعها ... و في داخلها رفض كبير و كره أكبر ينمو و ينمو عليهما و على .... تلك المجهولة .



.




.




.



في جناح ياسر



تطلّع إلى الرسالة القديمة تحت اسم ،، العهد ،، ليذكره بوعد قطعه على عمه و تركي بحفظها إن وسوس له الشيطان يومًا بمضايقتها ...... ، ارتسمت على شفتيه ابتسامة باهتة .. فهو يدرك الآن أن هذا آخر ما يفكر فيه .. أصبح النظر إلى اسمها و الرحيل مع ذكرياتها هو متنفسه الذي يروّح به عن نفسه ، زفر و وضع هاتفه إلى جواره ، جر اللحاف إلى منتصف صدره .... هل يرد عليها أم لا ؟؟!!! ... و إن أرسل ماذا سيخط ... العفو ؟؟؟!.. ابتسم بسخرية ..... كم هي غريبة هذه العلاقة التي تجمعهما ..... لمعت عيناه تحت الإضاءة الضعيفة .... ما هي مشاعرها نحوه قبل كل شيء ؟؟؟!! ... تكرهه ؟؟!! .... لا ... فروحها النقية تلك لا تحتمل كرهًا بين جنبيها ..... لكنها بالتأكيد لا تحبه فلم يفعل ما يستحق ، شعر بشيء من اليأس يتسلل إلى نفسه .. لوم و عتب لأنه لم يتعرف عليها أكثر عندما كان صحيحًا معافىً .. هز رأسه نفيًا و تلا بخفوت : ( إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ).


ثم تنهد قائلاً : خلك الحين فـ مصيبة أختك يا ياسر .


أغمض عينيه مردفًا : واش أسوي ؟؟!!.. أكلم عزام ؟؟!! .. لا .... المفروض ما أدخل نفسي بينهم .


وابتسم بمرارة : بعدين هو تزوجها و عارف بالقصه .


شعر بتيار يخترق قلبه .. مجرد التفكير في أنه ارتبط بشقيقته و هو يشك بها ولو بمثقال ذرة يلهب خلايا عقله ، اعتدل في جلسته يلتقط أنفاسًًا شعر بها تضيق ، أسند ظهره إلى حاجز السرير و رفع بصره إلى الباب الذي يُطرق : تــــفــضل .


فّتح الباب .... و أطلت من خلفه تلك الباكية المعذبة ، أشاح بوجهه عنها مرغمًا .. ألمه يزداد إن رآها .. قالت بصوت متحشرج : آسفه على إزعاجك .. بس ما بطول .


قبض على أصابعه .... كيف أصبحت علاقتهما الآن ؟؟!... لم تحتوي يومًا على هذه المصطلحات الغريبة ... طرقت مسامعه كلماتها العصيبة : و اللي يخليك لا تعلم عزام بشي من اللي قلته لك .


شهقت بعنف مردفة : أنا اللي بحل كل شي بروحي .


و خرجت من المكان مغلقة الباب خلفها ، وضع يده على قلبه المنقبض و حدقتاه تعتصران اللوعة و الأسى .... لا زالت نقية كما كانت .... ولكنه يطلب المزيد من الوقت ...... فبركان غضبه لم يخمد بعد ..... ، رفع بصره إلى الأعلى هامسًا : حسبي الله عليك يا فارس و ين ما كنت .. لو اختفيت عن العالم وين بتروح من رب العالمين ؟؟!.



@@@@@@@@@@@@@@@@@@@


جده




[COLOR=#000000]القصر



00 : 1 صباحًا



ابتسم الشاب العشريني و قال : وصلت المعلومه يا أستاذ تركي .


ربت تركي على كتفه قائلاً : و زي ما نبهتك .. راقب من مسافة بعيده ... إذا حصل لا قدر الله و لمحتهم على طول اتصل على عمر و بلغه بالقصه و حاول تلحقهم عشان تعرف المكان .


أومأ الشاب برأسه أخرى : كله مفهوم .


تنفس تركي الصعداء و هو يتحرك إلى سيارته : بالتوفيق يا يزن .



.




.




.



في الطريق



لم تعرف دموعها للجفاف معنىً و لا قلبها للراحة طريقًا .. إذًا فصديقتها و طبيبتها الحبيبة في المستشفى ؛ لأن ابنها تعرض لحادث سير شديد !!!!!!!.


أخبرها بذلك و أصرت باكية راجية على الذهاب لرؤيتها ... لم يشأ أن يحطمها أكثر .... فلبى طلبها و أرسل رسالة لعمر ليبلغه بأنه ذاهب للمستشفى .


انعطف إلى طريق جانبي اختصارًا للمسافة الطويلة كان مظلمًا إلا من إضاءات خافتة ، مخيفًا ، ساكنًا .. توسطت السيارة الطريق و سارت لمسافة لا بأس بها و ..


تــــــــــــــعــــــــــالــــــــى صرير إطارات ما في المكان .. نقل تركي قدمه إلى المكابح مباشرةً لتتوقف السيارة بشكل عنيف ، شهقت رهف و هي تندفع إلى الأمام و عيناها معلقتان بالسيارة التي اعترضت طريقهما .. همّ تركي بالتراجع على الفور و قد دب القلق في صدره .. و لكنه التفت في حدة إلى باب السيارة الذي انفتح من جهة رهف وذلك الملثم يصرخ بـ: انـــــــــــــــزلـــــيييييييييييييييييي .


همّ بتحريك السيارة و


: لا تتحرك .


تصلب في مكانه .. ليس لرؤيته ذلك السلاح الذي رفعه الرجل في وجهه بل لتلك النبرة المألوفة التي انطلقت من خلفه ، صرخت رهف بذعر و الرجل يسحبها إلى خارج السيارة : انزليييييي .


قبض تركي على أصابعه بحنق و هو يستمع إلى الحديث الموجه إليه : حيا الله تركي بن الوليد و الله .. حيا الله زوج بنتي .. حياك يا أبو رحم .


حافظ تركي على هدوء أعصابه و هو يقول ببرود : الله لا يحيك يالخبيث .


ضحك حسن بانتصار : أقوووول لا تأخرني .. انزل بسرعه .. ترى أي حركه منك بتخليني أطُخك باللي معايا .


نزل تركي من السيارة و على شفتيه ابتسامة تحدٍ : متأكد انك بتقتلني و الملف عندي .


لم يتمكن من رؤية الاحمرار الشديد الذي كسا وجه حسن من شدة الغضب نظرًاً للثام الذي يغطي وجهه و لكنه تمكن من التقاط صوته المنفعل : طــــم فـــمــك و ارفــــع يـــديــنــك فــــوق و لاّ


قاطعه تركي بصرامة : مو انتا اللي تهددني يا


قاطعه حسن بعصبية و هو يشير بسلاحه إلى رهف التي كبّلها مراد : هيا اللي بتودع .


ثم انفجر بالضحك : تدري انها زي جزمتي .. يعني مو هامتني .


نقل تركي بصره إليها .. كانت تبكي .. ذعرًا و هلعًا و هي لا تعي شيئًا عما يجري حولها و لا تفهم شيئًا مما تبادلاه من حوار ... يداها مقيدتان بإحكام و مراد يمسك بها بقسوة .. كم أحنقه المنظر ... تمنى لحظتها أن يعتصر عنق ذلك الحقير بكلتا يديه.


: تــــــــــــــــــــــركييييييييييي .


صرخت باسمه في لوعة أثارت حواسه فصفعها مراد على وجهها بشدة : قفليييييي فمك .


و وضع سلاحه على صدغها تحت مرأى تركي الذي تطلّع إليه بحقد الدنيا كلها .. ضحك حسن مرةً أخرى : الهبله .. الظاهر لسا ما عرفتني .


ثم استطرد بصرامة : هاه يا ولد الوليد .. تقاوم و نقتلها و لاّ ؟؟.


لم يكن من الصعب على تركي أن يحطم فكيهما حتى لو كانت حياته هي الثمن .. فليس لديه شيء يقلق بشأنه .. جوري تزوجت و البراء برفقتها ، و الشرطة تبحث عن حسن و الآخرين و مصيرهم هو السجن لا محالة .. و بهذا يكون قد انتهى من مهمته .. و لكن ضميره هو الذي منعه من ذلك .. ضميره الذي ارتبط بتلك فلم يقوى على فراقها .. حطمها و جعلها ضحية لا ذنب لها ... لم يكن يهتم بحياته أبدًا .. و لكن تمردّه سيعني القضاء على حياتها هي لذلك حسم أمره على الفور ، غمم ببرود شديد : اش اللي تبغاه بالضبط ؟؟.


تقدم حسن نحوه : أربّطك أول و أي حركه .. بتودع الحبيبه .


و بالفعل .. كبّله حسن بسرعة كبيرة و أمام عيني رهف التي تبكي في انهيار تام ، أشار حسن إلى مراد : يلا .


استقل مراد سيارة تركي و أوقفها في مكان مناسب حتى لا يثير أية شكوك ثم نزل منها و لحق بحسن الذي دفع تركي إلى المقعد الخلفي للسيارة و إلى جواره جلس مراد و بيده السلاح ، أما في المقعدين الأماميين فقد أجبر رهف على الجلوس عنوة على أحدهما و هو يصيح : انـــــــــــطــقــي هــنــا يـــالبـــقــر .


شهقت في حرقة و حسن يحرك سيارته الصغيرة إلى مكان آخر .


و لمحتهم تلك العينان الحذرتان من وسط الظلام ...... حرك سيارته ببطء و هو يهمس : سبحان الله .. كنت حاس يا أستاذ تركي ... أهم شي دحين إني بلغت عمر.



@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@




المملكة المتحدة



لندن



منزل أحمد



حجرة البراء



في نفس اللحظات



ابتسمت بلطف و هي تجلس برفقته على السجاد العريق و تمسح بالزيت على صدره الصغير ، كان وجهه مرهقًا .. و شعره بدأ رحلة التساقط بسبب العلاج الكيماوي ، همست له بلطف : حلو الزيت .. صح ؟؟.


نظر بفضول إلى ذلك الشيء اللزج الذي يلمع تحت الإضاءة ، أخذ يتحسسه بفضول أكبر : اش هدا ؟؟!!.


أدخلت يدها في العلبة لتأخذ كمية أخرى من الزيت ثم عادت لتدهن ظهره و موضع الجراحة و ذراعيه : هذا زيت .. نحطه على البراء عشان إن شاء الله يصير بطل .


رفع بصره إليها ثم إلى العلبة ، مد يده هاتفًا : أنا أبغى .


ابتسمت بحنان و مدت له بالعلبة : شويه بس .


أدخل يده و اقشعر جسده من ملمس السائل الغريب ، عاث بأصابعه قليلاً فهتفت محذرة و هي تبعد العلبة عنه : برّووووو .. خلاص.


ضحك في مرح من تلك الكمية التي علقت بيده .. قربها من شفتيه و هتف متسائلاً : آكل ؟؟ .


هزت رأسها نفيًا و هي تمسك بيده : لا .. هذا مو للأكل .. أعطيك ملعقة من العلبه الثانيه بعدين .. اتفقنا ؟؟.


وغمزت له بعينها فضحك مجددًا ، أمسكت بقميص – بجامته – الزرقاء و ساعدته على ارتداءها .. هذا الصبي يعلمها الكثير في كل مرة ...... علمها مقاومة الألم .. علمها أن لا تستلم .. يضحك و يلعب و ينشغل بما حوله كأنه سليم معافى رغم قلة حديثه ..... همست بـ : ما شاء الله .


ثم مسحت على شعره و عيناها ترسمان آيات عظيمة من الحزن و الفقد .. أغمضت عينيها وابتسمت عندما شعرت به يقبل وجنتها ، التفتت إليه هاتفة : نورتنا دكتور أحمد .


ابتسم بحب و هو يجلس إلى جوارها قائلاً : بوجود حبايبي الدنيا كلها منوره .


و مد يديه يلاعب البراء : هاه يا بطل .. كيفك دحين ؟؟!.


أجابه البراء بكلمة جديدة تعلمها : الحمد لله .


ضحك أحمد و جوري و تبادلا نظرة مرحة ، عبث أحمد بشعره هاتفًا : آآآآآه يا ناااس على الشطّار .


دفع البراء يده و هو يتراجع للخلف ضاحكًا ، نهضت جوري من مكانها و هي تقول : أروح أجهزلك العشا .


أمسكها أحمد مع يدها و جذبها أخرى : ما أبغى عشا دحين .. اجلسي.


ابتسمت و هي تنقل بصرها من البراء إليه : الرجال يفرك عيونه و مسلّم النِّمر ... نطلع برا أحسن .


نهض أحمد و حمل البراء بين يديه هاتفًا : خلاص أنا أنومه اليوم .


هزت كتفيها و خرجت من الحجرة .. ألقت نظرة على حجرة الممرضة .. أنهكها التعب اليوم فعرضت عليها النوم باكرًا ، سارت إلى المطبخ الأنيق ، فتحت كتاب الطبخ الكبير و قلبت الصفحات حتى وصلت إلى ما تريد ، ابتسمت بحنان و أخذت تعد ما تحتاجه ، انشغلت حتى أذنيها في الــــهـــوايــــة الــــجـــديــــدة و في كل زاوية تظهر صورتها .... في كل ثانية تسمع صوتها ، أغمضت عينيها و تلك الآية تتردد في عقلها : ( وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَنيَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَعَلَى اللّهِ يَسِيرًا ) .


ابتلعت غصتها و هو يضع كفيه على كتفيها ، همست باكية : ماني قادره أنساها .. أشوفها فـ كل مكان .. حتى فـ أحلامي .


أدارها لتواجهه و احتواها بصمت .. و هذا ما كانت تحتاجه ... مساحة لتفرغ دموعها .. و دفء يحتويها ، مسح على شعرها و ظهرها ...... منحها وقتًا لتستكين ، ثم همس بمرح : شكلي بحرق دجاجك اليوم .


شهقت و هي تتراجع للخلف : نـــسيته !!.


و اندفعت إلى قدرها الذي وضعته على النار هاتفةً : دب !! .. ترا تنام بدون عشا اليوم .


ضحك قائلاً : والله إنتي اللي محرمه عليا آكل من المطاعم و أنا ما أقدر أردلك طلب .


ابتسمت بحب و هي تطمئن على ما أعدت : و أنا ما أرتاح إذا ما أكلت من يدي .


اقترب منها و توقف خلفها ثم مال هامسًا على أذنها : و أنا بروح أجهز الطاوله و الشموع .


ضحكت رغمًا عنها فاعتدل واقفًا و هو يقول بابتسامة واسعة : يا بــــــاســـط !!.


التفتت إليه هاتفة من وسط ضحكها : تذكرت لما قلبت الطاوله على راسك فـ حفلة نجاحك من المتوسط انتا وتركي .


مد يديه و أخذ يدغدغها هاتفــًا : أنـــــــــا الـــلــي بــقــلــب مــودك دحـيـن .


انفجرت بالضحك و هي تدفعه : أحـــــــــــــــــــــمــد!!!!



@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@


[/COLOR ]

 
 

 

عرض البوم صور نوف بنت نايف   رد مع اقتباس
قديم 17-10-09, 07:22 AM   المشاركة رقم: 78
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 142868
المشاركات: 11,327
الجنس أنثى
معدل التقييم: نوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسي
نقاط التقييم: 3549

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نوف بنت نايف غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نوف بنت نايف المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

[ CENTER]الرياض[/CENTER]



قصر أبو خالد



في نفس الللحظات




سار أبو فيصل في الصالة الرئيسية و عيناه تجولان في أركان القصر الخالي و بجواره عزام .. لم تطأه أقدامهما منذ وفاة الجد و انتهاء العزاء ، استقلا المصعد إلى الدور الثالث و منه إلى حجرة المستودع التي اعتاد أبو خالد أن يضع فيها أوراقه المهمة ، صحيح أنه قد تم جردها قبل تقسيم الورث .. و لكن بقي فيها مجموعة من الملفات ليست ذا أهمية كبرى ، مد يده نحو المقبض و حركه .. تطايرت ذرات الغبار و أزكمت أنفيهما .. لم يتمكنا من التقاط شيء ببصرهما من وسط الظلام ، مد أبو فيصل يده إلى اليمين و أشعل الضوء .. تأملا الحجرة الواسعة .. كئيبة ، مخيفة .. كل ركن منها يحتوي على أرفف مملوءة بالمستندات و الملفات و الأوراق و يتوسط الحجرة طاولة رخامية – عنابية - مستديرة تحيط بها أربعة كراسي من جهات مختلفة ، تقدم إلى الداخل ببطء .. و هو يقول باستنكار : واش ذا الغبار ؟؟؟ .


انتبه لحظتها إلى النافذة المفتوحة عقد حاجبيه بضيق و توجه إليها قبل أن يغلقها بإحكام ، استدار مواجهّا الأرفف مرةً أخرى مغممًا : الله يعين .. الظاهر بنتعب كثير .. واشلون نطلع العقد من بين هالأكوام ؟؟!!.


ابتسم عزام مشجعًا : نبحث اليوم و إذا ما لقينا شي .. باكر نتصل على رعد و الباقين يجون يكملون .


أومأ عمه برأسه موافقًا و بدآ في عملية البحث .. ينتقلان من اليمين إلى اليسار ، و من رف سفلي إلى رف علوي ، من الجلوس على الأرض إلى الجلوس إلى الطاولة .



.




.




.



زفر أبو فيصل في حنق شديد و هو ينظر إلى ساعته.. مرت ساعة كاملة و لا أثر للعقد ، التقط ملفًا آخر .. فتح صفحته الأولى .. و سرت رعدة قوية في أطرافه و هو يحدق في الصورة التي أمامه ..كانت صورة لشقيقه الــــــــــــــــولـــيــد ، تمتم بخفوت : هذي واش جابها هنا ؟؟؟!!!.


نظر عزام إلى الصورة و لم ينبس ببنت شفه .. بل عاد إلى مطالعة ما في يده مجددًا ، أطلق أبو فيصل زفرة حارة من أعمق أعماق صدره جعلت عزام يلتفت إليه بقلق هاتفًا : عمي ؟؟!!!..


تحسس أبو فيصل الصورة بأصابعه و همس : الله يرحمك يا ولدي .


زوى عزام ما بين حاجبيه و هتف : ولدك ؟؟؟!!!!!!..


رسم أبو فيصل على شفتيه ابتسامة باهتة مجيبًا : ايه .. كنت أعتبره مثل ولدي .. أنا اللي ربيته و اعتنيت فيه ..كان أقرب لي من أي إنسان ثاني .. لكن ..


اختنقت الكلمات في صدره من فرط التأثر و لم يرق ذلك لعزام الذي شعر بالقهر و الغيظ يشحنان صدره .. كانت الكلمات تشتعل في حنايا قلبه و تهمّ بالانطلاق من بين شفتيه و لكن عمه أردف: أنا ما عارضت زواجه .. بالعكس .. وقفت جنبه فـ وجه أبوي الله يرحمه و ساعدته قد ما أقدر .


تطلّع إليه عزام في دهشة و أبو فيصل شارد ببصره .. يحكي كأنه في عالم آخر : تميت أواسيه بعد طرد أبوي له .. لكنه سافر و ترك كل شي .


شبك يديه و ضعهما تحت ذقته و هو يردف بصوت عميق : يا الله .. قد ايش تعبت وقتها و قلقت عليه .. أربعه و عشرين سنه انتظرته .. و الحمد لله .. رجع وشفته .


سأله عزام بدهشة : أربعه و عشرين سنه ؟؟؟؟!!!!!! ما سمعت صوته و لا شفته .. معقول ؟؟ .


ابتسم أبو فيصل و هو يسترخي في مقعده : لا .. كان يكلمني من فتره لفتره و يرسلي رسايل لكني .. ما كنت أشوفه .


ثم التفت إلى عزام هاتفًا: ليش مستغرب .. كنك ما تعرف بهالموضوع ؟؟!!.


هز عزام رأسه نفيًا : لا .. أنا ما أعرف تفاصيله .


رفع أبو فيصل أحد حاجبيه و هو يهتف : من جدك انت ؟؟ ما تعرف سبب المشكله اللي حدت أبوي يطرد الوليد ؟؟!.


كان عزام يعرفها و يحفظها عن ظهر قلب فتركي أخبره بكل شي .. لكنه آثر أن يتظاهر بالتجاهل ؛ فمشاعر عمه تجاه الوليد تبدو غريبة و لا تمّت للحقد بصله ، ابتسم بلطف قائلاً : ودي أسمعها .


هز أبو فيصل رأسه و هو يتراجع في مقعده و يغمم : بترجعني سنين ورا يا عزام .. لكن أحكيلك .


صمت للحظات يسترجع فيها ذكريات من الماضي السحيق ثم ابتدأ : الوليد الله يرحمه كان أذكى واحد فينا حنا العيال .. و يوم بدا يشتغل فـ الشركه .. قدر يكسب اعجاب أبوي و اعجاب كل الموظفين .. و بعد فتره .. سوى لنفسه شركه خاصه فيه.. أبوي ما عارض و خلاّه على راحته .. و مرت سنين و سنين و صار للوليد سمعته و اسمه في السوق ..و ما صار محتاج لوجود أبوي فـ حياته .. لكن رغم كل هذا .. كان بارّ و ما قطع صلته فيه .


لم يعتقد عزام أن عمه سيبدأ القصة من هذا الزمن الــــــــــبــــــــــعــيــد الذي لا يعرف عنه الكثير ، لذلك سأله باهتمام : وعقب ؟؟.


نهض أبو فيصل من مجلسه و توقف أمام النافذة و يداه معقودتان خلف ظهره مردفًا بذات النبرات الثابتة : إلين جا ذاك اليوم اللي كلمني فيه الوليد عن ... ولد عمنا .. حامد سعود .


زوى عزام ما بين حاجبيه هاتفًا بحيرة : سعود؟؟!!! .. هذا أخو جدي الله يرحمه من الأبو .. صح ؟؟ .


أومأ أبو فيصل برأسه : ايه أخو أبوي من الأبو .. الله يرحمهم أجمعين .


صمت للحظة ثم تابع : الله يغفرلهم .. كانت بينهم قطيعه كبيره بسبب الورث .. و ما كان أبوي يبغى سيرته .


تنهد أبو فيصل ثم أردف : المهم الوليد كلمني عن حامد و إنه قابله بالصدفه و تعرف عليه ، وانه رجال طيب و سمعته زينه و .. ليش نقاطعه ؟؟.. حِرت فـ الاجابه .. خصوصًا إني ما أعرف حامد و فـ نفس الوقت أبوي ممكن يقلب الدنيا على روسنا لو دري بأن واحد فينا يكلمه أو له علاقه فيه .. سكت عن الموضوع و ما فاتحني فيه الوليد بعدها .. و مع كذا استمر فـ علاقته مع حامد بدون علم أبوي .


هز عزام رأسه في ترقب شديد و أبو فيصل يتم القصة: حامد .. كانت له أخت وحيده يعيلها بعد وفاة عمي و زوجته.. و بالرغم من غنى عمي .. لكنه ما خلاها تدرس .. فكانت أمّيه ما تعرف تقرا ولا تكتب .. و كان عندها صعوبه فـ التعلّم ..يعني .. ضعيفه و تايهه و على نياتها .


أرهف عزام سمعه للحديث جيدًا فهنا المحك الرئيسي للحادثة كلها ، استحثّه بحذر : طيب ؟؟!!! .


أخذ أبو فيصل يسير في الحجرة الواسعة ببطء : حامد الله يرحمه صابته جلطة في القلب و تنوم في المستشفى .. و لمّا حس بحالته تسوء وصّى الوليد على أخته الوحيده .


تأمله عزام للحظة ثم قال : و تزوجها عمي ؟؟؟.


هز أبو فيصل رأسه نفيًا و هو يلتفت إليه : ما كان الموضوع بهذي السهوله و هي بنت المرحوم سعود .


قطب عزام حاجبيه في ضيق مغممًا : حتى بعد وفاته .. جدي ما سامحه .


أجابه أبو فيصل : الله يغفر له .. كنت دوم أحس إن الموضوع أكبر من الورث .. لكني ما عرفت أكثر من هالشي .. الشاهد .. يوم كلمني الوليد ما عارضته .. بالعكس و قفت بجبنه وشجّعته يكلم أبوي .


نهض عزام من مقعده و جلس على الطاولة و هو يتابع القصة بشغف شديد : و رفض ؟؟؟ .


جرّ عمه كرسيًا و جلس عليه : و بشده .. صرخ على الوليد .. كيف يتزوج مثل ذي البنت و أصلاً ليه كانت له علاقه مع حامد ؟؟!... حاول الوليد يليّن قلبه و إن أخوها مريض و إنها وحيده و مالها أحد .. لكنه ظل على رفضه و هدده لو تزوجها لا هو ولده ولا يعرفه .


شعر بغصة مريرة في حلقه و هو يتذكر تلك اللحظات العصيبة ..ذلك الشجار العنيف بن والده و شقيقه و الذي انتهى بخروج الوليد من القصر غاضبًا غير آبه بتهديدات والده .


هز كتفيه متمّمًا: و تزوجها .. و بعدها بيوم توفى حامد.


ثم رفع بصره إلى عزام و هو يزفر : و هذي كل القصه .


شبك عزام أصابعه و هو يسأله بحيرة : لكن .. ليش غير اسمه بعد ما رجع من السفر ؟؟؟؟!.


غمّم عمه بحيرة مماثلة: هذا هو السؤال الوحيد اللي ودي أعرف إجابته يا عزام .. صارح الكل بأن السبب إنه ينهي علاقته مع أبوي .. لكني ما صدقته و ضغطت عليه لجل يعلمني بالحقيقه .. لكنه أصرّ على نفس الاجابه .


و حرك رأسه في حيرة أكبر و هو يردف : و أتوقع والله أعلم .. إنه غيره من يوم ما سافر .. يعني عاش سنين طويله باسمه الجديد .. و بكذا كون نفسه باسم الوليد .


تأمله عزام للحظات و رغبة شديدة بالحديث تثور في صدره .. عليه أن يكبتها و لكنه لا يقدر ، و هتف بها : عمي !! .


التفت إليه أبو فيصل : سم .


نظر إليه عزام بترقب شديد و قلبه يخفق بصورة أشد ، ضغط على حروفه و هو يلقي بقنبلته : دامك كنت تعزه هالكثر .. ليش حاولتم تحطمون شغله ؟؟؟!.


قطب عمه حاجبيه في غضب : نحطم شغله .. واش هالكلام يا عزام ؟؟ .


قبض عزام على أصابعه بقهر و هو يقول باندفاع : أجل فـ رأيك واش سبب انقلاب تركي عليكم فجأه ؟؟!!!.


صمت أبو فيصل للحظات و هو يرمق عزام بنظرات غريبة ..غضب .. إنكار .. حيرة ، أطبق عزام شفتيه في انتظار القادم .. استدار أبو فيصل بكامل جسده لمواجهة ابن أخيه : تركي شاف نفسه على الكل بعد وفاة أبوه .. موب أكثر و صار يطلع عنا كلام بأننا نكره أبوه و نعاديه و انت شفت بنفسك كيف كان يصدنا كل ما حاولنا نكلمه.


انقبض قلب عزام في قهر و هو يضغط على كلماته : لا .. لا يا عمي و سامحني ع الكلمه .


رفع أبو فيصل حاجبيه في دهشة فاستطرد عزام في ألم : تركي ما عاملكم إلا مثل ما عاملتوه .


صاح أبو فيصل في عصبية : عــــــــــــــــزام واش هــــالــــــــكـــلام الـــفـــاضـــي ؟؟!!! .


تراجع عزام في مقعده هاتفًا : و أكرم جبران .. صبحي وفيق و هيثم حمّاد .. واش كانت شغلتهم ؟؟ .


سأله عمه في حيرة عصبية : مِن ؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!! .


فغر عزام فاه في صدمة ثم تمتم : ما تعرفهم ؟؟؟؟؟؟!!!!!..


لوح أبو فيصل بيده في حنق : أول مره أسمعبهم .. مِن ذول ؟؟.


حدّق عزام فيه بصدمة و أبو فيصل يكرر تساؤله في عصبية أكبر : عــــــــزام .. تكلم و فهـــمــنــي الــقــصـه .


التقط عزام أنفاسه .. ثم قال : اللي شغلتوهم جواسيس فـ شركة عمي الوليد الله يرحمه قبل وفاته .


هب أبو فيصل من مقعده في غضب جارف : عــــــــــزام .. انـــــــــــت مــــــــــــن ويـــــــــن جــــــــــــأيــب هــــــــــالــكــلام ؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!


انقبض قلب عزام في شدة و هو يغمم : الظاهر انك مخدوع يا عمي .. و ما تدري عن بلاوي أخوانك .. و جدي الله يرحمه .



@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@




الرياض



فيلا أبو ياسر



جناح عروب



في نفس اللحظات




أغمضت عينيها و هي تستكين تحت شلال الماء الدافئ ، أي قوة تلك التي تداعب روحها الآن ... أهي الطعنات المتتالية ؟؟ .. أم هو مر الواقع و سم الذكرى ؟؟ .


رفعت وجهها ليستقبل أكبر كمية من السيل الذي تتصاعد أبخرته ، شعور مريح يذيب آلامها ... أغلقت صنبور المياه ، خرجت من الحمام بعد أن لفت جسدها بثوب الاستحمام الوردي ... و جمعت شعرها تحت منشفة خاصة بذات اللون ، جلست أمام المرآة و همست و بصرها يشرد في الفراغ : أخذتني و انت شاك فيني يا ولد عمي !! .


أغروقت عيناها بالدموع و هي تردف : لا تخاف ... باكر بينتهي كل شي .



@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



جده



أحد الأحياء النائية



مخبأ مراد



40 : 1 صباحًا




دفع تركي بقسوة داخل المنزل و أغلق الباب خلفه ، ضحك بشماتة و هو يقول : شفت يالـ##### .. مو أنا اللي ينلعب معايا بالنار .


لم ينبس تركي ببنت شفه و هو يتطلّع إلى حسن بكل برود ، كانت رهف ملقاة على الأرض ..تبكي و غطاءها لا يزال على وجهها .. توجه إليها حسن و نزع الغطاء عنها صائحًا: هــــاه يالـــــــــــبـــقره .. نــــســـّاك الــكــلـــــــــب أبـــوكِ .


صرخت في ذعر و هي تحاول أن تخفي وجهها باستماتة : حــــــــــــــــــــــــــــــرااااااااااااااام .


ضحك في سخرية و هو يجرّها مع ذراعها : حراااام ؟؟!!! اش اللي حرام ؟؟؟!!حرام يشوف أبوكِ وجهك يالعاااااااااقه ؟؟؟؟؟!!.


شهقت بعنف و هي تصرخ : كــــــــــــــــــــــذاااااب .. ابـــــــــــــــعـــد عــــنـــييييييييي .. أنـــــا أبــــــــــويـــا مــــــــــــيـــت .. مـــــــــــــــــــييــيت .


زوى ما بين حاجبيه للحظه و رمق تركي بنظرةٍ سريعة قبل أن يحدثها مجددًا بصرامة : طالعي فـ وجهي .


لم ترد عليه بل اكتفت بإطراق رأسها لأقصى مدى علّها تمنعه من رؤية وجهها ، تراجع مراد إلى الخلف واستند بظهره إلى الجدار و هو يتابع الموقف في استمتاع ، صرخ حسن بعصبية وهو ينزع طرحتها من فوق رأسها : أقــــــــــــــــــــــول طــــــــــــــــــالـــعـــي فــــــــــــــــيــــنــيييييي .


بكت في حرقة و هي تصيح : لااااااااااااااااااااا .


جرّها مع شعرها بقسوة و أجبرها على مواجهته ، كانت عيناها تسبحان في نهر من الدموع و شفتاها ترتعدان من هول الموقف ، حدّق فيها للحظة لــــــــــــتــلــتــقــي نـــظـــراتــهــمــا وسط شتات الأولى و حقد الآخر ...... حركت حدقتيها برهبة أمام هذا الوجه الخبيث ...... من هو ؟؟؟.. من ؟؟ لا تدري .... ، زمجر بحنق و أنفاسه تلفح وجهها: أنا أبوك يالملعو** .. حسن ناااااصر .. غسل مخك الكلـ* وخلاكِ تنسين أهلك .. خلاكِ تنسين المجنون ولد خالتك اللي كنت تعشقيييينه .


خفق قلبها بعنف و كلماته تلسعها لسعًا ، هتفت بصوت مخنوق و هي تضيق عينيها : انتا كذاااب .. كذااااااب .. أنا أبويه مات .. مات .. مااااات .


صفعها على وجهها بقــــــــــــــسوة صرخت بألم و تهاوى جسدها على الأرض الباردة ، اندفع يركلها في بطنها صائحًا : يــــــــــــــــــالـــــــــــحـيـوا** .. مـــــــــــــــــو أنــــا الـــــــــغبـــي الـــلــي تـــمــشــي عـــلــيــا لــعــبــتــكــم و تــــــــــــــــمـثـــيـــــــــلــك الــغـــــــــــــبـــييييييي .


تعالى صوت صرخاتها الموجوعة و أنينها المعذب ... و هنا .. لم يحتمل تركي المشهد أكثر لأن ضميره صاح مؤنبًا : يـــا حـــــــــــــــــــــقــــيييييييييييييييييييييير .


التفت إليه حسن و هو يلهث من شدة العصبية ثم توجه نحوه و عيناه متسعتان بحنق : مـــــــــــــــــيـــن الـــــــــــــــــحــقــيـــر يـــا ولـــــد الـ###### .


رد عليه تركي بصرامة : لم لسانك يالــــقــــذر .


لــــكـــــــمــــــــه حسن على وجهه بقسوة : انتا اللي تطم فــــمـــك .


اعتدل مراد في وقفته عندما وصل الأمر إلى هذا الحد و قد بدأ القلق يفتك به ، رفع تركي رأسه و خيط من الدماء يسيل من جانب شفتيه ، قال بصرامة : يلا .. اقتلني يالمجرم .


زمجر حسن بعصبية : كيف وصلت للملف ؟؟.


ابتسم تركي قاصدًا إغاظته : مو شغلك .


همّ حسن بلكمه مجددًا و


: لا تمد يدك .


تسمرت يده في الهواء عندما نطق تركي بتلك الكلمات بصرامة عجيبة ، أردف تركي قائلاً بثقة و نظراته المهيبة تحرق حسن حرقًا : صدقني .. ما هميتني لا إنتا و لا تهديدك و لا حتى عاشقة جاسم و الصور اللي أرسلتها لك أكبر دليل ... و لعلمك أنا ما راح أخسر شي حتى لو قتلتني لأني مرتب أموري تمام .. لكن انتا ..


كذا ولاّ كذا مصيرك السجن .


ثم صك على أسنانه و هو يقول مهددًا : مد يدك .. و احلم بالملف .


عقد مراد حاجبيه بضيق شديد و اكتفى بالصمت أما حسن فقد أعاد يده إلى جواره بعد أن حلل الكلمات بسرعة : وين الملف ؟؟ .


ابتسم تركي عندما أصابت كلماته الهدف الذي ينشده و هو إعلام حسن بأن رهف سلعة رخيصة لا تعني شيئًا ؛ ليصرف التفكير في قتلها عن اللعبة تمامًا .. اعتدل في جلسته : في الشركه .. و ما في أحد يقدر يطلعه إلا بأمري .


عقد حسن يديه أمام صدره و هو يتأمل تركي بشك : و المعنى ؟؟؟؟.


هز تركي كتفيه ببساطة : المعنى واضح و مو محتاج أي تفسير .


صمت حسن للحظة و الشك يزرع بذوره في نفسه ..



.



شعر مراد بالعرق يبلل جبهته .. لا يدري لماذا يشعر بهذا الخوف الشديد كأن تركي سيطعنه الآن بسكين ليقضي عليه .. تأمله .. هذا هو ابن شقيقته .. شقيقته من أبيه .. كم كان يكرهها .. كم كان يحقد عليها و كل ذلك .. لأن والده الميت كان يفرق بينهم و لا يعدل .. فكل الأموال .. و كل الاهتمام .. كان يذهب لتلك الشقيقة و أخيها حامد .. أما هو و والدته .. فلا شيء لهم سوى المعاملة السيئة .. و هكذا .. نما الحقد .. و نبتت أوراقه و أشواكه بكل عناية .. سنة بعد سنة .. يسقيه .. حديث والدته القاسي عن أبيه .. و أنه الظالم .. الذي لا يعدل .. و عندما تزوجت شقيقته من ذلك الرجل الغني الذي يحسب له الكل ألف حساب .. جن جنونه و ثارت ثائرته .. و قرر أن يحطمها كما تحطمت حياته .. رغم ضعفها وقلة حيلتها ..و لكنه خطط مع حسن و مسعود .. ونفذ ..


انتفض جسده بعنف عندما اصطدم بصره بعيني تركي و أشاح بوجهه على الفور و كلمات حسن تصدح في المكان : دحين تدق على واحد منهم .. و تخليه يحط الملف ف المكتبه القريبه من هنا .. و بكذا آخذه .


رفع تركي أحد حاجبيه قائلاً بسخرية : أعتقد المكتبات مقفله الآن .


زمجر حسن بغيض : نفذ اللي أقلك عليه و بسسسس .. حتى لو يحطّه بكره الصباح ..أهم شي تعطيه خبر .


أجابه تركي ببساطة : كيفك .. جوالي فـ جيبي .. طلّعه و أنا أتكلم معاه .


اقترب منه حسن و تركي يقول بابتسامة شامتة : الجيب اليمين .


رمقه حسن بنظرة نارية و هو يدخل يده في الجيب الأيمن ، التقط الهاتف المحمول : اش اسمه ؟؟؟.


: عمر الـ*****.


بحث عن الاسم حتى وجده ثم رفع بصره إلى تركي مهددًا : لا تحاول تتلاعب .. راح أتصل عليه و أشغل السبيكر و تكلمه قدامي .. لو حاولت توصلّه أي شي عن وضعك أو مكانك .. همممم .. ما راح أقتلك .. لا .. ممكن أقطعلك رجل أو يد .. و بكذا أفش غلّي فيك و بالمره أأدبك .


قال له تركي بجفاء : اش اسم المكتبه ؟؟.


همّ حسن بإجابته لكن قاطعه مراد بتوتر : حسن .. اختار مكتبه بعيده عن هذا المكان .


التفت إليه حسن بحدة فاستطرد مراد على الفور : الاحتياط واجب .. قلتلك هذا شيطان .


ابتسم تركي بسخرية و حسن يقول له بنفاد صبر : مكتبة المهيري اللي فـ شارع الأربعين .


تطلّع إليه تركي بنظرة خاوية ثم قال : اتصل .


ضغط حسن زر الاتصال و لم تمض رنتان إلا و أتاه الصوت : حيا الله تركي .


قرّب حسن الهاتف من تركي الذي قال بنبرة عادية : أبو مساعد .. انتا وينك .


: ...... و الله قريب من البيت ..... آمرني يالشيخ .


رفع تركي بصره إلى حسن و قال بهدوء : تتذكر الملف اللي خليته عندك .. اللي مكتوب عليه ناصر بن عيد الـ*****.


أتاه صوت عمر الهادئ : ايوه .. أتذكره .


تابع تركي حديثه بذات النبرات: اسمعني .. أبغاك بكره الصباح تحطه فـ مكتبه المهيري اللي فـ شارع الأربعين.. خليه هناك باسمي .. و أنا بجي أستلمه لأني ما راح أمر على الشركه .


سأله عمر : أستناك هناك ؟؟؟.


حرك حسن إصبعه بلا و عيناه تحملان ألف تهديد فأجابه تركي : لا .


قال عمر أخيرًا : تآمر يالشيخ .. بكره إن شاء الله بيكون هناك .


برقت عيناه حسن في انتصار و تركي يقول : يلا سلام .


أغلق حسن الهاتف و ألقاه بكل قوته إلى الحائط فتفككت أجزائه إلى قطع متناثرة ، ابتسم باستهزاء : ما راح تحتاجه بعد كذا .


ثم نهض واقفًا على قدميه و استدار مواجهًا رهف .. كانت مكومة على نفسها .. آلام تحاصر جسدها و صداع يعصف برأسها ، و خوف يشل حركتها ... جرّها حسن مع شعرها و هو يصرخ في وجهها : و انــــــــــــــتــــي الـــــــــثــــانــــــــــيـه .. حـــســابــك عــســيــر .. اذا مـــا كــســرت راســـك و رمــيــتــك لــلــكــلاب مــا أكـــون أنــا حــســن .. لــكــن خــلــيــنــي أتــأكــد مــن مـــوضـــوع الــمــلــف أول ..و بــعــديــن أوريـــك الـــــــــــعــــــذاب .


لم تحاول أن تبدي أية ردة فعل لأنها لم تكن تراه فالدموع .. كونت غشاوة على عينيها و الصداع .. حوّل صراخه إلى كلمات مبهمة .. قلبها فقط بخفقاته القوية .. كان يشعرها بأنها حية ، دفعها بقسوة فاصطدم ظهرها بالحائط .. أطلقت آهة خافتة و سقطت على الأرض مجددًا .. متهالكة لا تقوى على الحراك ، احتقن وجه تركي و تحدث مراد بتوتر : حسن كفايه ضرب .. راح تقتلها و الملف لسا ما وصل .


تجاهل حسن عبارته و هو يقول : انطق عندهم هنا .. أنا تعبان و أبغى أريح جسمي شويه .. ليّا كم يوم ما أذوق طعم النوم .


ارتبك مراد و ازدرد لعابه بخوف : كيف يعني .. بتسيبني لوحدي ؟؟؟.


أمسكه حسن مع تلابيبه بحنق : يالجبااان .. بنام في الغرفه الثانيه .. لا تخاف .. محد بيقدر يعرف هذا المكان .. و إذا حسيت بشي صحيني .


أومأ مراد برأسه على الفور فتركه حسن و توجه إلى الداخل لينعم بقسط من النوم .



[CENTER]@@@@@@@@@@@[/CENTER ]

 
 

 

عرض البوم صور نوف بنت نايف   رد مع اقتباس
قديم 17-10-09, 07:23 AM   المشاركة رقم: 79
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 142868
المشاركات: 11,327
الجنس أنثى
معدل التقييم: نوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسي
نقاط التقييم: 3549

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نوف بنت نايف غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نوف بنت نايف المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

[

الرياض



قصر أبو خالد



في نفس اللحظات




: عــــــــــــــمــــــــــــييييي .


صرخ بها عزام و هو يهب لاسناد عمه الذي انهار أرضًا ، لهث أبو خالد بإعياء : عـ ـزام .. يا ولدي .. تركي .. تركي .


انتفض قلب عزام في خوف و هو يشاهد وجه عمه الذي بدأ في الشحوب و أنفاسه المتلاحقة، شفتاه اللتين تميلا إلى الزرقة ، هتف بتوتر : لحظه يا عمي .. بجيب الاسعاف لحظه .


رفع هاتفه على الفور و اتصل على الحارس : بسرعه الاسعاف .. عمي طا


و انقطعت حروفه و هو يرى جحوظ عينا عمه ، صرخ بهلع : عــــــــــــــمـــــــــــــي !!!!!!!!!!!!!!!!!



.@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



جده



مخبأ مراد



30 :2 صباحًا




فرك مراد يديه في توتر كان يشعر باختناق شديد جراء وجوده مع تركي في مكان واحد ، شعر بضغط دمه يرتفع شيئًا فشيئًا خصوصًا مع هدوء تركي ، أرخى بصره بحنق



■ ■ ■ ■



جـــــــده



جماد الأولى



1409 هـ



ابتسم و هو يرى الذعر الشديد المرتسم في عينيها .. تقدم للداخل قائلاً : بدري .... هذا كله عشان تفتحين الباب ؟؟!!.


ارتجفت شفتاها و قالت بتلعثم : مـ..مـ ..مراد .. ز..زوجي موب موجود الحين .


ضحك و هو يغلق الباب خلفه : أدري إنه مو موجود .. غريبه طلع وخلاكِ و مالكم إلا أسبوعين راجعين من الدمام .


قبضت على أصابعها بخوف و تمتمت : طـ ..ط.. عـ ..عنده شغل .


هز رأسه بسخرية و أخرج من جيبه مجموعة من الأوراق ، لوح بها أمام وجهها و هتف : تدرين هذي ايش ؟؟!.


هزت رأسها نفيًا فقال بقسوة : هذي رسايل من عمي أبو خالد .


زوت ما بين حاجبيها في حيرة و هو يردف بقسوة أكبر : بسببك سلطان بعد عن أهله و تخاصم معاهم لأنه تزوجك .... و دحين أبوه حلف يتبرأ منه لو ما رجع و رد على اتصالاته ... تدرين ليش ؟؟.


هزت رأسها نفيًا مجددًا و الدموع تتساقط من عينيها بغزارة : لـ ..لا لا .


تقدم منها أكثر مستطردًا بخبث : لأنهم اكتشفوا إنك أخته من الرضاعه .


جحظت عيناها في هلع و أردف هو ليقصم ظهرها : طلب مني أوصله هذي الرسايل اللي تشرحله القصه لأنه مطنشهم ولا يرد على اتصالاتهم .


بكت في انهيار و هي تتراجع للخلف : لـ ..لا ..لـ ..لا ..كـ .. كيف كيف ؟؟!.


صرخ في عصبية : مـــــــــــــالـــكــ دخــــل كــيــف .... الــمــهــم إنــك طــلــعــتــي أخــتــه مــن الــرضــاعــه و لازم يــطــلــقــك لأن جــلــوســكــم مــع بـــعــض بــهــذي الــصــفــه حــــــــــــــــــــرااااام مــا يــســيــر يــلــمــســك و لا يــقــرب مــنـك .


وضعت يديها على جانبي رأسها و شهقت بحرقة : بـ .. بـ


قاطعها بصوت مخيف : ما في بس .... لو أعطيته الرسايل و ما رد على عمي أبو خالد ممكن يقتله .


جحظت عيناها برعب أكبر ، و نظر هو إلى ساعته بتوتر ثم رفع بصره إليها و استطرد : أنا ممكن أساعدك وما أعطيه الرسايل اللي طلب مني عمي أوصلها له و بقله إني ما لقيته .... بس بشرط ....... إنك تحضريلي كم مليون خلال يومين و أجي أنا و آخذها منك ... أو ..... راح أرسله الرسايل .. و كملي حياتك معاه براحتك.


لم تنبس ببنت شفه فصاح عليها بقسوة : فـــــــــــــــــهمـــــــــــــــــــتي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!.


انتفضت في هلع و هزت رأسها موافقة .. فابتسم بانتصار و غمم : كويس يا بقره .. الظاهر عقلك المتخلف تحسن شويه .


ورفع إصبعه قبل أن يخرج : بتصل عليك قريب عشان أشوف ردك ، و إن شاء الله ما يرد عليا سلطان .


و انفجر بالضحك و هو يرى الرعب المتفجر على وجهها .



■ ■ ■ ■



رفع بصره ببطء فهبط قلبه بين ضلوعه عندما شاهد نظرات تركي الباردة .. همّ بالإشاحة بوجهه و لكن


جمدت عروقه تلك الكلمات الصارمة: راضي عن اللي سويته ف حياتك .. يا ..


و أتم بسخرية : خالي .


ارتعش جسد مراد و تعرقت يداه ، ضغط على أسنانه و رد بارتباك شديد : قــ ـفل فمك .. مو من حقك تتكلم .


رد عليه تركي بصرامة مخيفة : لا من حقي .. من حقي أطلع روحك .


انتفض مراد بعصبية و صاح بحنق : طــــــــم فمك .


استكان تركي في مكانه و هو يسند ظهره للجدار بأريحية تامة ، اشتد غيظ مراد فهتف : مسكين .. محروووووووووووووووق من جوا بس تكابر .. انتا تستاهل أكثر من كذا يا شيطان .


لم يتمالك تركي نفسه و ندت من بين شفتيه ضحكة قصيرة زادت من عصبية مراد ، استطرد تركي بثقة : و ليش أنحرق ؟؟.. أنا كذا و الحمد لله خلصت انتقامي .


و ضغط على كلماته أكثر : انتا عارف كيف راح يكون مصيرك لما تقبض عليك الشرطة .. مو أقل من 20 سنه سجن .. هذا غير الغرامات و شوف مين اللي بيستقبلك بعد ما تخرج .. و انتا منّتف بدون فلس واحد .


زمجر مراد في حنق و هو يندفع نحو تركي صائحًا : و مـــيـــن قــــال ؟؟.. دحــيــن أنـــظـــف جـــــــيــوبـــــــك .


رفع تركي أحد حاجبيه بسخرية و مراد يمد يديه نحو جيوب ثوبه بانفعال شديد : تاكل تبن و تسكت .. و وريني إذا تقدر تسوي شي .


لم يكد صوته يتلاشى حتى طرق باب الشقة بشدة ، سقطت الأغراض من يد مراد و تسمّر في مكانه من شدة الفزع .. و : مــــــــــــــراااااااد .. افــتـه .. بــســرعـه .


ركض مراد نحو الباب و فتحه صائحًا : مــــرعي !!!!!!!!!!!!


دلف إلى الداخل صبي أسمر رث الثياب كان يلهث في ذعر : سـ ــرطه .. سـ ـرطـه في ايجي .. بسرعه .


زمجر مراد في عصبية و دفع الصبي بعنف إلى الخارج قبل أن يغلق الباب صائحًا: حــــــــــــــســــاااااااااااااااااان .


اندفع حسن من الحجرة المجاورة و صرخ : اشـــــــــــــــــــــفــيييييييه .


ركض نحوه مراد و هو يصرخ : بــــــــــــــــــــــســــرعـــــــــــــــه الــــشـــرطــه جـــأيــه .


لم يفهم حسن شيئًا و مراد يجرّه للباب الخلفي و يصرخ : بــــــــــــــــــســرعـــــــــــــه الـــــــــشــرطــــــــه جــــــــــــــايـــه .


صرخ عليه حسن وهو يدفعه جانبًا : شـــــــــــــــــرطـــة مـــيـــن ؟؟ و كــــــــــيـــف عـــــــــــــرفــــــــوا الــمــكــان ؟؟؟؟؟؟؟؟.


صرخ مراد في رعب و هو يحاول الفرار : مـــرعــي عــلــمــنـي .. الـــــــــــــــــحيـــوا* .. يــمــكــن خــلــى أحــد يــراقــبــه .


ركض مراد على الفور و حسن لا يزال غير مصدق و هو يتطلع إلى تركي المبتسم في برود ، صرخ بجنون كاد أن يمزق حباله الصوتية : يـــــــــــــــــــا مـلــــــــــــــــــــــــــــــعــــــو* .


اشتعل قلبه .. قهرًا و حقدًا .. غضبًا و غيضًا .. حسرةً و مرارة .. يريد أن يقتله و لكن عليه أن يهرب ..أمسك بزجاجة المشروب الغازي الملقاة على الأرض و رماها على وجه تركي صائحًا : يالـ######## .


خفض تركي وجهه على الفور واصطدمت الزجاجة بجبينه في عنف فتناثرت قطعها في كل مكان ، هرب .. حسن مع الباب الخلفي مثل مراد تمامًا ، انسابت الدماء الحمراء من جبين تركي نزولاً إلى آخر وجهه ، ضغط على أسنانه بحنق و هو يرفع رأسه مجددًا إلى حيث هربا و لم تمر لحظة حتى فُتح الباب بقوة شديدة في نفس الوقت الذي اندفع فيه رجال من الشرطة من إحدى النوافذ ، صاح بهم تركي : شــــــــــــــــــــردوا مـــــــــــــع الــــــــــــــــــبــــاب الـــــــــــــــلـي ورا .. الـــــــــــــــــــحــقــــوهـــــم .


استمع مجموعة منهم للنداء و قام آخران بمعاونة تركي على التخلص من قيوده ، كان أحدهم على وشك الاقتراب من رهف فصرخ على الفور : خـــــــــــلّـــــوهـــا .


توقف الشرطي في صدمة و هو يلتفت إلى تركي ، الذي قال بمرارة : هذولي أهلي .


ابتعد الرجل على الفور وهو محرج و أدار البقية ظهورهم لها ، نهض تركي من مكانه بعد أن حل وثاقه و توجه إلى رهف و هو يستمع إلى تعليمات رئيس الفرقة : فتشوا المكان شبر شبر .. هتّان و يامن الحقوا بـ


لم يحاول أن ينتبه إلى باقي الكلمات و هو ينحني إلى رهف .. الدموع تبلل وجهها البريء و الألم بادٍ على محياها الحزين .. رفع رأسها عن الأرض و غطاه بطرحتها الملقاة جانبًا ..


: أستاذ تركي .


التفت إلى الوراء ليجد رئيس الضباط الذي قال : جرحك يحتاج لتضميد و لازم نسعف الأهل .


أومأ برأسه في صمت و عاد ينظر إليها ، اندفع عمر من بين الجمع هاتفًا في لهفة : تـــــــــــــــــركــــــــي .


وضع الغطاء على وجهها و هو يقول لعمر : بخير .. لا تخاف .


حملها بين ذراعيه و غادر المكان برفقة عدد من رجال الشرطة الذين طلبوا سيارة الإسعاف .. لم يمض كثير حتى نقلوها بالسيارة إلى المستشفى و عمر يظن أنها شقيقته جوري ، التفت إلى تركي الذي لُف رأسه بالشاش الأبيض و قال : كانت فكرتك ذكيه .. على طول دق عليا يزن و أنا فهمت من كلمة أبو مساعد إنهم قبضوا عليك.


أجابه تركي و هو يتحسس الضمادة : ما خطر على بالي إني أكلم يزن إلا اليوم ،.. كان كل همي إنهم يقبضون عليه لو حاول يوصل للملف .


ابتسم عمر براحة شديدة : الحمد لله .. انتهت الأمور على خير .


حاول تركي أن يبتسم و لكنه لم يقدر .. فباله منشغل الآن .. منشغل .. جدًا .



@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



الرياض



المستشفى



00 : 3 صباحًا



جلس على أحد الكراسي البيضاء أمام حجرة عمه : ألو .. هلا نواف.... ايه ....


.........صوتي ؟؟؟ .. .. لا ... بس تعبان شوي ..... المهم .. اسمعني زين ... عمي أبو فيصل تعب .. و أنا الآن معه ف المستشفى و ..................ايه .. طيب .. طيب .. أزمه تنفسيه و الحمد لله عدت ......... لا .... ما يحتاج .......... .... ايه .. قلهم طيب .. ........... احتمال باكر ... أنا بجلس عنده .........و


بتر عبارته ثم أردف بصوت مرتفع كأنه تذكر شيئًا :نـــــــــــــــواف .. ياسر لا يدري بشي ......لا أحد يعلمه .. ايه ........................يلا ....... في أمان الله .


أنهى المكالمة و أعاد هاتفه إلى جيبه قبل أن يضع رأسه بين يديه و هو يزفر : يا حبيبي يا عمي .


ترقرقت دموع في عينيه و هو يتذكر وجهه الملتوي بألم و حروفه المتقطعة تهتف باسم تركي في إعياء شديد ، هز رأسه في قهر متمتمًا : الله يسامحك يا جدي .. الله يسامحك يا أبوي ..الله يسامحكم كلكم ..كلكم .




@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



الرياض



فيلا الجازي



في نفس اللحظات




وضعت كفها على النافذة الزجاجية المظللة ، عيناها تعانقان القمر في سكون ، تتوهجان بفيض من دموع الفقد و الغربة .. من يصدق ؟؟!!! .. رمضان العام الماضي كانت تجلس برفقة والدتها .. و الآن يطرق الشهر بابها وحيدةً بلا رفقة .. تناقص أفراد عائلتها الواحد تلو الآخر .. رحلوا جميعهم .. رقدت أجسادهم تحت التراب و لم يبق سواها فوق الأرض ، لا زالت تذكرهم .. لا زالت أطيافهم الحبيبة تسكن روحها .. عيناها .. أفكارها .. كل شيء من حولها .. لا زالت تذكر اجتماعهم على سفرة الإفطار .. تلك البسمات .. تلك الضحكات .. والدها الحنون عندما يرفع كفيه ليدعو .. أمها الحبيبة و هي تسكب لهم الشوربة ، مشاكسات عادل لها .... اجتماعهم الأسري عند السحور .... هذا عادل يفرك عينيه من شدة النعاس .. و أمها تمد لها بصحن السلطة لتأكل .. و والدها يحدثهم عن ذكرياته القديمة .


انخرطت في بكاء حار .. جلست على المقعد خلفها و شهقاتها تفر بحرقة ...... احتضنت وجهها بين كفيها .. غدًا كذلك عليها أن تقدم القرار القاطع ببقائها هنا أو بخوض مغامرة غير محمودة العواقب بين أناس لا تعرفهم .... ماذا تفعل ؟؟!!... أين أمها لتستشيرها ؟؟؟!! ... أين عادل لتأخذ برأيه ؟؟!!... أين والدها ليحتويها من البعيد بنظرات حنونة محبة ؟؟؟... أين هم ؟؟!!.


تساقطت القطرات الدافئة من بين كفيها .... اهتز جسدها من فرط النشيج : خلاص يا تساهير .. تعوذي بالله من الشيطان .. انتي استخرتي و خلاص .. الحمدلله .. الحمدلله .


رفعت كفيها لتمسح سيل الدموع ، رفعت بصرها إلى السماء و ابتسامة ضعيفة تخترق حزن الدموع ، همست : يا ربي لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك .


مدت يدها إلى الرف المجاور و أمسكت بمصحفها لتبث إلى قلبها المزيد من الراحة بتلاوة آيات العظيم .


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



جده



الحي النائي



قرب مخبأ مراد



في نفس اللحظات



اقترب من المكان بتوجس شديد و أخذ يراقب بعينيه رجال الشرطة القريبين من المخبأ ، صك على أسنانه بغيظ فعقله يفكر في طريقة يخبر بها والده بهذا الأمر .. أن المخبأ الذي يؤجرونه محاط برجال الشرطة ، تأفف في حنق و هو يتساءل عن موعد رحيلهم من المكان و


: لو سمحت .


شهق الصبي في ذعر و تراجع إلى الخلف ، ابتسم الواقف أمامه بهدوء : لا تخاف .. ما راح أسويلك شي .


توقف الصبي في مكانه للحظة و هو يتأمل الوسيم الذي أمامه .. بالضمادة البيضاء على رأسه و الكدمة المؤلمة في طرف شفتيه ، ذلك الوسيم الذي قال بلطف : انتا مرعي .. صح ؟؟ .


تراجع الصبي أخرى و هو يومئ برأسه ، أدخل الوسيم يده في جيبه و أخرج محفظته مغممًا : انتا تستاهل هديه .


زوى الصبي ما بين حاجبيه و هو ينظر إلى تلك الأوراق النقدية الكثيرة التي يمسك بها الشاب ..كانت كلها من فئة الـ 500 ريال ، رفعها الوسيم قائلاً : هذي كلها لك .. بس بشرط .


صمت الصبي و هو يرمقه بترقب ، استطرد الشاب بجدية : تقلي وين راح مراد .


رفع الصبي حاجبيه في دهشة بالغة و هو ينظر إلى ......


... تركي ...


الذي اقترب منه ببطء متسائلاً بحذر: انتا تعرف وين راح .. صح ؟؟ .


هز الصبي رأسه نفيًا على الفور و قد سلب المال لبه ، مد إليه تركي ورقة بـ 500 ريال و هتف ببساطة: خذها .


تأمله الصبي في توجس فألح عليه تركي : خذها.. والله لك .. لأمك و أخوانك .


مد الصبي يده و التقطها بسرعة كبيرة وهمّ بالهرب .. و لكن تركي توقف أمامه على الفور هاتفًا : لحظة .. ما خلصنا كلام .


توهج الخوف في عيني مرعي و تركي يقول : علمني بس وين مكانه .. و كل هذي الفلوس بتصير لك .


و لوح بالمبلغ في يده ...نقل مرعي بصره بين الأوراق النقدية و وجه تركي اللطيف .. و بعد ثوانٍ حائرة .. نطق بخفوت : أنا ما يئرف هوا فين .. بس


استحثه تركي بلهفة : بس ايش ؟؟؟.


تلفت مرعي حوله بريبة .. ثم قال بخفوت : أنا في يئرف مكان واهد تاني ، رجال كبير ( و حرك يديه مشيرًا إلى ضخامته ) صديق مراد .


زوى تركي ما بين حاجبيه و سأله بخفوت مماثل : هوا جا هنا قبل ؟؟.


أومأ مرعي برأسه على الفور : ايوه .. في ايجي هنا .. بعدين في روه مع سياره .. هدا رجال كلـ* في أوّر أُيون( عيون ) أنا .


و أشار إلى عينيه بتوجع ، صمت تركي للحظة و هو يفكر في هوية هذا الرجل ،تمتم بخفوت : يمكن مسعود ؟؟.


زفر في حرارة و قدم إلى مرعي ورقة نقدية أخرى : وصلني للمكان .. بسرعه .



@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@





يـُــــــــــــــــــــــــــــــــتــــــــــــــــــبع



____________________________________________________



*مرجع المعلومات : موقع طريق الإسلام (الإيدز AIDS .. عقوبة إلهية )

[RIGHT]** هناك العديد من التعاريف لصعوبات التعلم، ومن أشهرها الحالة التي يظهر صاحبها مشكلة أو أكثر في الجوانب التالية:
القدرة على استخدام اللغة أو فهمها، أو القدرة على الإصغاء والتفكير والكلام أو القراءة أو الكتابة أو العمليات الحسابية البسيطة، وقد تظهر هذه المظاهر مجتمعة وقد تظهر منفردة. أو قد يكون لدى الطفل مشكلة في اثنتين أو ثلاث مما ذكر. ( المصدر : موقع ذوي الاحتياجات الخاصة )[/RIGHT ]

 
 

 

عرض البوم صور نوف بنت نايف   رد مع اقتباس
قديم 17-10-09, 07:31 AM   المشاركة رقم: 80
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 142868
المشاركات: 11,327
الجنس أنثى
معدل التقييم: نوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسي
نقاط التقييم: 3549

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نوف بنت نايف غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نوف بنت نايف المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

هذا تعقيب لكاتبه الروايه

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهور اللافندر مشاهدة المشاركة
   بسم الله الرحمن الرحيم


.

لم أعقب على الردود للفصل الأخير فاعذروني ، و لكن من قراءتي لها سأضع إجابات للنقاط التي دارت حولها التساؤلات :

1- حسن كان يظن أن رهف تستغفله بقولها إن والدها مات ، أي أنه لا يعلم بأنها فاقدة للذاكرة و هذا ما زاد من حنقه و غيظه و شره الأزلي ، الدليل في قوله :






2- لمذا غير الوليد اسمه، و لماذا كتب ناصير عيد الهبة باسم رهف، وما هي علاقة تركي به ، الإجابة في الفصل الآن إن شاء الله .

3- بالنسبة لشقيقة مراد و ما معنى صعوبة التعلم ، هذا الرابط للاستزاده عن حالتها
http://www.werathah.com/special/school/learning_difficulty2.htm

4- من نقلت المرض لفارس هي ( هدى ) و ليست ( مضاوي ) .


.
.

شكرًا لكن يا غاليتي ، لكل من أسعدتني بمشاركتها ، و ترحيبٌ خاص بكل المتابعات الجدد .. حياكن الله***68***.

و جزاكن الله خيرًا على الدعواتِ اللطيفة ، لا حرمكم الله أجرًا .

.

همساتي :

* لفظ المشيئة يُكتب هكذا ( إن شاء الله ).
* نجمتي ،، شكرًا لك ،، لروحكِ جنائن الورد .
.



.

دمتن في حفظ الله

 
 

 

عرض البوم صور نوف بنت نايف   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة زهور اللافندر, ليلاس, اللافندر, الجنين, القسم العام للقصص و الروايات, عبرات, عبرات الحنين كاملة, قصه مميزة, قصه مكتملة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:57 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية