[ .
.
.
كان الجميع غارقين في الضحك و هم يتناولن أطنان الحلوى التي ملأت الطاولة أمامهم ، و في دورة المياه حك سليم رأسه بحنق من شدة الرائحة الغريبة التي تملأ المكان ، دفع الباب و انقطعت الكهرباء في ذات اللحظة ، قطب حاجبيه بغضب هاتفًا : اش ذا ؟؟!
انتفض جسده بعنف من شدة الصرخات التي انبعثت إليه ، ركض إلى داخل الصالة و صرخ بهلع عندما رأى ألسنة النيران تشتعل في أحد الأركان قفز كالمجنون صائحًا : حريـــــــــــــقه .. حريــــــــــــــــــــــــــــقه .
دبّ الـــــــــــــــذعــر في المكان و اشــــــــــــــــــــــــــتــعـل الــــــــــــــصــراخ و الـــــــعـويــل و أخذ الواعين يتخبطون و عدد من الرجال يحاولون إطفاء النار التي انتشرت بسرعة رهيبة ، بينما اندفعت النسوة رغم إلى الظلمة الخفيفة إلى الباب الالكتروني الخارجي ، صاحت إحداهن بفزع و هي تحرك مقبضه الدافئ بلا جدوى ، ركلته برجلها بعصبية شديدة و الأخريات يطرقن عليه بأيديهن و هلع الدنيا مرسوم على وجوههن : افـــــــــــــــــتـــــــــــــحواااااااااا البـــــــــــــــــــــــــــــاب .. حريـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــقه .
هوى قلب سليم بين ضلوعه من شدة الصرخات الأنثوية المريعة ... و تلك الأخرى التي انبعث من أحد الرجال و النيران تأكل ثيابه ، تفجرت صرخاته هو الآخر و عشرات من النساء يسقطن فوق بعضهن البعض إثر التدافع الذي زاد مع شدة الرجال الفارين نحو المخرج الآخر المؤدي للبحر ، تناثرت قطرات الدماء على الأرض و ألسنة اللهب تلتهم كل ما حولها بلا رحمة .. و المكان يتحول شيئًا فشيئًا إلى قطعة من الــــــــــــجـــحـــيــم بعثت بسحب سوداء رهيبة و أطنان من الغازات القاتلة المميتة .
: مجـــــــــــــــــــــــــــــدي !!!!!!!!!!.
صرخت بها رهام و هي تُدهس تحت أقدام النسوة و أصوات عظامها المتحطمة مع صرخاتها المعذبة تمتزج بصرخات أخريات تذيب النيران الرهيبة جلودهن العارية .
تفجرت الدموع غزيرة من عيني مجدي و هو يحاول الوصول إلى الساحة الخارجية التي أُغلق بابها الالكتروني لانقطاع الكهرباء : افتــــــتحوااااااااااااااا البــــــــــــاب .. يا نااااااااااااااااس يا عااااااااااااااااااااااالم حــــــــــــــــــــــريـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــق حــــــرييييييييييييييييييييييييييييييق .
قفز آخر من سلالم الدور الثاني و هو يصيح في ذعر لا مثيل له : الباب اللي يطلع على فوق مقـــــــــــــــــــفل .. حتـــــــــــــــى الشبابيـــــــــــــــــــــك معلّقه و مي راضيه تـــــــــــــــــــــــــــفـــتح !!!!!!!!!.
شهق مجدي باكيًا و جسده ينتفض بانهيار : لااااااااااااااااااااااااااااااااااا .. ما أبغـــــــــــــــــى أموووووووووووووووووووت ... لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا.
.
.
.
.
.
بعد ربع ساعة
سيارة ساميه
زمجرت بعصبية قائلةً : أعوذ بالله من الزحمه .. جدّه فـ الصيف ما تنطاق .
نزلت من السيارة و رفعت بصرها بصدمة إلى سيارات الإسعاف و الدفاع المدني التي تملأ المكان بجوار المبنى المحترق و الأبخرة السوداء الكثيفة التي تخترقها شرارات اللهب الأحمر تتصاعد إلى السماء في منظر مـــخــــــــيف تقشعّر له القلوب و الأبدان ، صرخت بكل ما تملك من طاقة : لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا.
التفت إليها عدد من رجال الشرطة ، شهقت في ارتياع و صرخت بهستيريا : لاااااااااااااااااااااااااا .. لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا .
حاولت أن تندفع إلى هناك إلا أن أحد أوقفها صائحًا: لا تــــــــــــــــــــــــقـربـيــــــــن .
تراجعت إلى الخلف و هي تحدق كالمجنونة في رجال الدفاع المدني و هم يحاولون إطفاء النيران الـــغاضبة ، هزت رأسها و حاولت أن تدفع الرجل بعصبية و هي تبكي : سيبـــــــــــنيييييييييييييي .. خلينيييييييييييييييي .. صحباتبببببببببببببببي .. رهـــــــــــــــــــــــاااااااااااااااااااااااااام .. .. مــــــــــــــــــجــــدي .. مــــــــــنـــــــــــــــذر ..لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا .
دفعها الرجل إلى الخلف : يا أختي معلـــــــــيش .. بس ارجعي .. دحين يفتحون الباب .
و لم يكد ينهي كلمته حتى تمكن الرجال من فتح الباب الحديدي و .... اندفعت ألسنة اللهب نحوهم .. سقطت من وسطها تلك الأجساد المتفحمة التي انفصلت بعض أجزائها عنها ، أمام بصر ساميه التي سُحق كيانها تحت بــــــــــــــــــــــشـــــــــــــــــاعــة المنظر : لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اا .
بكت في جنون هستيري و هي تخدش الرجل بأظفارها : رهـــــــــــــــــــــــــــام .. رنـــــــــــــــــــا .. لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا .
دفعها الرجل إلى الخلف بعصبية و رجال الدفاع المدني ينتشلون الجثث المحترقة و آخرون يواصلون عملهم لإطفاء النيران المتبقية ، وضعت يديها على جانبي رأسها و صيحات الرجال و المتجمهرين تخرق عقلها و بكاءهم الخائف و رائحة الموت و الــــــــشـــــواء تزكم أنفها ، اهتز جسدها في عنف و هي تصيح : لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا .
انطلقت عائدة إلى سيارتها كالمجنونة ، صرخت على السائق : تـــــــــــــــــــحرررك .. بــــــــــــســـــــــــرعه .
انطلق السائق على الفور خارج المكان و قد حفر الرعب خطوطه على ملامحه بكل وحشية ، أما هي فأخذت ترتجف كطائر مبتل في يوم قارس شديد البرودة : رهـــــــــــــام .. رهـــــــــــــــــــاااااااااااااااااااااااام .
@@@@@@@@@@@@@@@@@@
تبوك
منطقة مهجورة
في نفس اللحظات
هتف بعصبية حانقة : مراد عساك بالبلى إنتي و خططك .. قلي اش أسوي دحين ؟؟!!!!!!!!!!!.
أتاه صوت مراد العصبي : طلال اش أسويلك يعني إذا خطتك راحت فشوش .. ما يكفي إنك ما أخذت منه و لا مليم و راحت خطتي بــــــلاش بدون ما تعطيني حقها ؟؟؟؟؟؟
مسح طلال أنفه الذي يسيل و صرخ : انقلع .. من زين خطتك الخربانه .. دحين دبّرلي حل و أنا مرمي هنا و الدنيا تدور عليا .
صرخ مراد بغضب هادر : اللي يقول انتا وحدك .. مو كلنا فـ الهوا سوا .
و أنهى المكالمة على الفور .
صرخ طلال بشكل هستيري و هو يلقي بالهاتف على الأرض ليتحطم إلى قطع صغيرة ، وضع وجهه بين كفيه وعقله عاجز عن التفكير .. همس بحقد دفين : الله يلعنـ* يا حيوا** انتي و اللي معاكِ .. الله يآخذ روحك وين ما كنتي .. رميتي كلامي تحت رجلك يا ##########.
و احتقن وجهه و هو يصرخ بعصبية ، دلف إلى الحجرة رجل عجوز أسمر رث الثياب ذا ملامح حادة مخيفة ، تطلّع إليه طلال و هتف بعصبية : اش تبغى ؟؟؟؟ مو أعطيتك فلوس الإيجار و الجوال و الشريحه و خلصنا .. انقلع دحين و خليني لحالي .
ابتسم الأسمر بهدوء مخيف و تحدث بصوت مهيب : انتا فـ زألان كتير .. ما في مشكل .. أنا عندي دوا خلي انتا مبسوووووط مره مبسووووط و ما في فكّر كتير .
وضع طلال يده على الحقيبة التي تحمل المبلغ الذي أخذه من ياسر عنوة و هتف بعصبية : دواااا فـ عينك .. قصدك الزفـ* اللي تشربونه و تحطونه فـ أجسامكم .. أنا ماني بايع عمري يا متخلف .
هز العجوز كتفيه بلا مبالاة و هو يدور على عقبيه قائلاً : انتا فكر و أنا في موجود .
ثم ألقى إليه بكيس ورقي صغير و هتف : جرب هدا هديه .
و خرج من المكان و ابتسامة خبيثة تعلو شفتيه ، تطلع طلال إلى الكيس الصغير بتوجس .. همس بخفوت : وليه ما أجرب ؟؟!!! .. يمكن يجيني نوم و أقد أفكر كيف أخرج نفسي من هذي المصيبه .
أمسك بالكيس و فتحه ، حدق في القرصين المختبئين في الداخل ، ثم مد يده ببطء و أمسك بأحدهما و هو يهمس : يلا يا طلال .. نام واصحى عشان تفكر زي الناس .
و رمى القرص في فمه .. و من خلف الباب اتسعت تلك الابتسامة الخبيثة أكثر و أكثر .
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
جده
37 : 11 مساءً
استند إلى الجدار و هو يلهث في تعب شديد ، قطع مسافة طويلة سيرًا على الأقدام حتى و صل إلى هذا المكان و زاد من إرهاقه تركيزه الشديد أثناء الطريق خشيةً من أعين رجال الشرطة ، سار ببطء تحت الظلام حتى توقف أمام منزل متهالك ، ابتلع ريقه ثم طرق الباب العتيق ، لم يأتيه أي رد ، توترت أعصابه و عاد يطرق الباب بشدة أكبر و هو يهتف: مراد .... اذا موجود افتح الباب أنا حسن .
زمجر بحنق و تراجع إلى الخلف يهم بركله و
فُتح الباب بقوة رافقت صيحته المذهولة: حــــــــســــــن ؟؟؟!!! .
اتسعت عينا حسن في فرحة و هو يهتف : مــــــــــــــــــراد ؟؟!!!!!!!!!!! .. يعني لسا ما مسكوك ؟؟ .
أفسح له مراد الطريق و هو يهمس : ادخل ادخل بسرعه .
دلف حسن إلى الداخل و أغلق مراد الباب و الدهشة العارمة لم تفارق محياه ، هتف قائلاً : كـــــــــــــــــيـــف شــــــــــــــــــــــردت ؟؟.
ضحك حسن بسخرية و هو يجلس على الأرض القذرة : يا شييييييخ ما في شي يصعب عليا.
جلس مراد أمامه و جسده ينتفض من فرط المفاجأة : أكيد الشرطه دحين تدور علينا .
لوح حسن بيده متجاهلاً عبارته: انقلع و هاتلي مويه بمووت من العطش .
انطلق مراد نحو الثلاجة القديمة المقززة في ركن المكان ، فتحها و لم يجد إلا زجاجة مشروب غازي ، أمسك بها و قال و هو يقدمها لحسن : ما في إلا هذي .
أخذها حسن و مراد يهتف : يا الله .. ما ني مصدق انك قدامي .
تجرّع حسن المشروب بشراهة قبل أن يمسح شفتيه بكم ثوبه المتسخ و يهتف لاهثًا: ما انخلق اللي يوقف فـ وجهي يا مراد .. اصبر عليا شويه و تشوف مين هوا حسن .
رفع مراد حاجبيه و همس بتوجس : اش قصدك ؟؟ .. انتا ناوي على شي ؟؟ .
زمجر حسن بحنق و الدماء تغلي في عروقه و صرخ متجاهلاً سؤال رفيقه للمرة الثانية: الـــــــــــــــحـــيـــوا* الـــــــــــــــــ##### مــــــــــــــــــســـعــــــــــود ..والله والله لــــــــــــــيـــتــمــنــى يــــــــــــمـــوت حــــــــــرق بــــــــــــــدل مــــــــــــــا يــــــــــــطـــــــــيــح فـــــــــــ يـــــــــــدي .
تراجع مراد إلى الخلف في حدة و هتف : مسعود ؟؟!!
التفت إليه حسن و سأله بريبة : أكيد قابلته .. صح ؟؟ .
امتقع وجه مراد و هز رأسه في ارتباك : لـ.. لا لا .. ما قابلته .. أصلاً من يوم ما عرفت ان الشرطه مسكتك شردت على طول .
حدّق فيه حسن بشك شحب له وجه مراد و لكن ما لبث أن نظر إلى الباب بلا مبالاة و هو يقول : لكن قبله .. لازم أنتقم من الـ##### ولد ( ) .
و نطق بذلك الاسم الذي جحظت له عينا مراد في هلع قبل أن يجثو على ركبتيه في صدمة و الغصة تخنق حلقه ، عض حسن على شفته بغيض و غمم : شفت الكلـ* .. حتى و هوا فـ قبره بينتقم .. لكن أنا مستغرب .
و نهض من مكانه و هو يتساءل بحيرة حانقة: ليش استنى هذا الوقت كله طالما إنه عرف بلعبتنا ؟؟ .. ليش ما انتقم هوا بنفسه ؟؟.. ليه كلف ولده بالموضوع ليه ؟؟ .
تفجرت دموع الخوف من عيني مراد و هتف بصوت ملتاع: حـ .. حـسن .. انتا .. انتا قصدك مين بالضبط ؟؟؟ .
التفت إليه حسن في شراسة و صاح : يـــــــــــــعـــنـــي مــــــيـــن يـــــــــالـــغــبــي ؟؟ الــــــــــمـــلـــعــو* تــــــركــــــــــي .
ارتد جسد مراد في عنف و صرخ : تـــــــــــــركي .. تــــركي بن الــــــــــــــــولـــــــــيــد ؟!!!!!!!!!.
ابتسم حسن بسخرية و هو يستند إلى الجدار و غمم : حتى انتا خدعك اسمه .. غريبه ؟؟!! المفروض انتا أول واحد يعرفه أو يشبّه عليه.. بما إنه ولـــــد أخـتــك .
هوى قلب مراد بين ضلوعه و أخذ يهز رأسه في ذعر و هو يهتف : لا لا لااااااا .. مستحيل .. كيف يطلع كذا فجأه .. أنا متأكد إنه ما كان عندها ولد .. ما عندها أطفال .
صاح حسن بعصبية مفاجئة: و انـــتــا أصــــــــــلاً كـــــــــنــت تــــــــــدري عـــــن شــــي .. حــــضــرتـــهــا كـــانـــت مـــســـافـــره مـــن يـــوم مــــــــا تــــزوجــــــت و مــــا دريــــــــــت انــــــــتــا إلا عـــــــــــن وصـــــــــــــولها و عــــــــــلــى طـــــــــــــــول خـــــــــليــتــــــنـا نــنــفــذ الــخــطــه بــــدون تـــفــكــيـر .
وضع مراد يديه على وجنتيه في انهيار و هتف ودموعه تسيل : بس .. بس كيف عرف باللي صار و هيا
و ابتلع ريقه قبل أن يردف : أقصد .. احنا راقبنا البيت تمام و عرفنا انه
اعتصر حسن أصابعه و قاطعه بعصبية أكبر : طـــــــــلّعــــــه مــــــــن قــبــره و اســـألــه كــيـف ... المهم ان اللـــــي مــــــا كـــنــا حـــــــاســـبــيــن حـــســابــه صــــار .. و دحين في واحد يجري ورانا و يبغى يـــــــنـــتــقـم .
تجمد الدم في عروق مراد و هو يتذكر وجه تركي الصارم المهيب ، صك حسن على أسنانه و غمم : بس أنا اللي راح أسبقه و أطلّع روحه .
تمتم مراد بحروف متقطعة من شدة الرعب : ا .. اشـ ـ ــ ـ .. قـ ــ ـ ــصـ ـ ـدك ؟؟.
ابتسم حسن بحقد و تمتم : قصدي بتغدى فيه قبل ما يتعشى فيني ..الملف عنده و لازم آخذه بأي طريقه .
عقد مراد حاجبيه و هتف بحيرة باكية : ملف ايش ؟؟؟!!.
جلس حسن على الأرض مجددَا في إرهاق و هو يقول : العجوز أبويه كان عنده مجموعة أراضي كبيره في العلا و تيما .. و كنت أستنى موته لحظه بلحظه عشان آخذها .
هتف مراد بلهفة : طيب ؟؟ .
احتقن وجه حسن في غيض و أردف : و لمّا توفى رحت أجري على البيت أدّور على الملف اللي فيه الصكوك اللي تثبت ملكية العجوز لكل الأراضي عشان أطالبّها .. قّلبت الدولايب فوق تحت ما بقيت مكان ما دورت فيه و مالقيت شي و في النهايه يطلع عند ذاك الملعو* ولد الـ##### .
صرخ في عصبية و هو يضرب الأرض بيده : نـــــــــــــــــــفـــســـي أعـــــــــــــــــرف بــــــــس كـــــــــيــف وصـــــــــــلّــــــــه .. كـــــــــيييييييييييييييف دري عــــــــــــــنــــــــــه الـــــــــشــيــطاااااااااااان ؟؟؟!! .
اتسعت عينا مراد و هتف بأنفاس مخطوفة : الله يآخذه كيف يقدر يوصل لكل شي كذا ؟؟؟؟؟.
زمجر حسن بقهر : الظاهر مخطط من زمان لكل شي .. آآآآآآآآآآآآآخ .. حاس نفسي بنفجر .. لااااااا .. و المصيبة الثاني إن العجوز الـ###### كاتب كل شي باسم الزفـ* رهف .
اتسعت عينا مراد بصدمة ولهث حسن بانفعال و قلبه يخفق بقوة : مدري ليه أحس إنه كذاب ..لازم أعرف الحقيقه و أرجّع الملف بأي طريقه .. أكيد راح أرجع للسجن لكن على الأقل لمًا أطلع يكون عندي شي فـ يدي .
أطرق مراد برأسه و فرائصه ترتعد رغمًا عنه ، ما هذه المصيبة التي لم يحلم بها في حياته ؟؟؟!!!! سنوات طويلة مضت على الحادثة ، التي جعلت الرعب يطغى عليه بسبب نهايتها المريرة .. رغم أنها كانت واردة .. لكنه لم يتوقعها حقيقة حتى رأى ذلك المشهد بنفسه .. ذلك المشهد في عمق الظلام و هم يراقبون البيت، كوابيس شديدة كانت تلاحقه .. كوابيس تظهر فيها تلك ، و الآن بعد هذه السنوات الطوال تعود الأوراق القديمة للظهور مجددًا و شخص يسعى للقضاء عليه .
■ ■ ■ ■
1409 هـ
وصل إليه صوت شهقاتها الباكية : مراد .. الله يخليك يا أخويه و الله ما أقدر أطلب منه كل هذي المبالغ .. والله ما أقدر .. ارحمني الله يخليك .
صرخ بعصبية شديدة : مالي دخل .. أنا قلتلك كل اللي عندي .. يا ترسلين الفلوس و تجلسين على الحرام اللي انتي فيه أو اليوم بيوصلك الظرف اللي فيه الرسايل .. فهــــــــــــمتي .
تفجر بكاءها المحترق و هي تصرخ : الله يخليك يكفي .
ابتسم بسخرية قائلاً : أنا قلتلك اللي عندي يا للي ما تخافين الله .. يلا سلام .
■ ■ ■ ■
ازداد شحوب وجهه حتى حاكى وجوه الموتى ، أما حسن فأخذ يحك رأسه بعصبية و هو يحدث نفسه : طيب لو طلع صادق و كل شي مكتوب باسمها .. ليش ما آخذ الطريق السهل و أروح أغسل دماغها و أكسبها لصفي.
توقع أن يسمع تعليق مراد لكنه لم يحصل عليه ، رفع بصره هاتفًا : مــــــــــــــراد ؟!!!.
انتفض مراد و ظهرت ملامحه الملتاعة ، لوا حسن شفتيه و صاح بغضب : الله يــــــــــخـــســـك يـــــــــالــــــــــجــبــااان .. اش هــــــــــذا الــخــوف اللــي نـــزل عــلــيـك ؟؟؟!!!! هـذا بـدل مــا تــســاعــدنـي تــقــعـد تــبــكـي زي الحرمه .
ابتلع مراد ريقه و دموع جديدة تنهمر من عينيه : هذا واحد مجنون يا حسن .. ممكن يطلع في أي لحظه و يطيّرك بدون ما تحس .
و صفق يديه و هو يردف : آآآآآآآآخ بس .. لو مسعود الكلـ* كان معانا يمكن استفدنا من ولد عمته اللي يشتغل فـ الشرطه .
اشتدت أعصاب حسن فهو يدرك صحة هذه الكلمات جيدًا و لكن عناده و غطرسته .. أبت أن تلين ..
رفع رأسه في غرور و غمم : انتا نسيت إنه انفصل عنه من فتره طويله ومعاد يكلمه و لا يدري هوا فينا .. هذا أولاً .. ثانيًا..لا تخاف .. و اسمع اللي راح أقوله .
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
جده
فيلا تركي
50 : 11 مساءً
استرخي في مقعده و هو يسأل الرجل الذي أمامه : فهمت اللي أبغاه .
أومأ ياسين برأسه و هو يضع كوب العصير على الطاولة : ايوه ..أبشر و ما يسير خاطرك إلا طيب .
سأله تركي في اهتمام : يعني .. كم يوم أعطيك ؟؟.
صمت ياسين للحظة قبل أن يقول : راح نستناه يومين و أول ما يطلع بيوصلك اتصالي .
ثم أردف بنبرة الخبير الواثق : و إذا ما طلع بستفزه بطريقتي .
نهض تركي من مكانه مغممًا : خلاص .. توكل على الله و سوي اللي تشوفه .
ابتسم ياسين و هو ينهض بدوره و يمد يده لمصافحته : أبشر باللي يرضيك يا أستاذ تركي .
صافحه تركي بحرارة : جزاك الله خير .
و بعد أن غادر الرجل ، توجّه إلى جناحه و الإرهاق الشديد ينبض في جسده ، بدّل ثيابه و ارتدى منامته السوداء ثم استلقى على السرير ، نظر إلى الوسادة بجواره و ابتسم بحنان مغممًا: و ينك يا برّو تملي عليا المكان .
تنهد في حرارة و هو يرفع بصره للسماء : الله يشفيك يا ولدي .
التقط جواله يهمّ بالاتصال على أحمد ، عقد حاجبيه عندما شاهد رسالة تنتظره ، فتحها ..
--------------- من دكتوره فدوى -----------------
أستاذ تركي ..
شكرُا على حضورك اليوم الذي أيقظ ذاكرة رهف قليلاً .. لم أتمكن من تحديد الأمر بالضبط إن كان مجرد هلوسة و تداخل لذكرياتها القديمة أم أنها استعادت ذاكرتها كليًا .. هي نائمة الآن من شدة الإرهاق .. انتظر رسالتي بالخبر الأكيد .
------------------------------------------------------
تجمدت ملامح وجهه و عيناه تقرآن تلك الأسطر مجددًا ، اعتدل بحركة حادة هاتفًا : مــــــــــــــــصــيبه لو رجعتلها ذاكرتها الآن .
صمت للحظات و نزاع روحه يزداد شراسة ..... أدخل يده في خصلات شعره السوداء المهذبة و قبض عليها بحنق ...أغمض عينيه .. ليتجرّع سمــًا قتله ألــــــــــــــــف مــــــرة
■ ■ ■ ■
: لــــــــــيش تـــــــــــــعــامـــــــــلـــنـي كذااا .. على الأقل انتا مفتكرني لكن أنا لا .. لاااا .. ما أتذكر شي عنك ما أتذكر شيييييي مـ
■ ■ ■ ■
دفع الهواء الثقيل المتجمع في صدره ، و تمتم بصعوبة : إن شاء الله ...... ترجعلك و ترتاحين بدل العذاب اللي انتي جالسه فيه .
فتح عينيه و رفع كفيه أمامه ، تأملهما بصمت .. و مزيج من سحر الحزن يلمع في حدقتيه : هذي اليدين اللي ذوقتكِ المر يا بنت حسن .
قبض عليهما و هو يشيح بوجهه و يستلقي مجددًا ، تألقت أمام عينيه دموعها التي انسابت على خدها الناعم .. لوعة البراءة و الترقب في مآقيها المحمرة ، وضع ذراعه على جبينه و همس كأنه يخاطبها : مالك أي ذنب في اللي صار .. لكن سامحيني .. ما راح أرجعك إلين ينتهي أبوكِ و اللي معاه.
تنهد بحرارة و عقله ..... يجتذب نومًا يــــــجافيه .
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
جده
أحد شوارعها
57 : 11 مساءً
جالت عيناه فيما أمامه بحذر ، و رفيقه الذي يقود السيارة يهمس : هاه ؟؟!! .. المفروض تكون هنا لو كان توقعنا صحيح .
لم ينبس رفيقه ببنت شفه و عيناه تضيقان أكثر ، اعتدل في جلسته بحركة حادة هاتفًا : شوفـــهــــا.
التفت رفيقه بحدة إلى حيث يشير و حرك السيارة و هو يهتف : أخيرًا .
خرج من مساره لحاقًا بتلك السيارة السوداء التي انعطفت إلى الجهة اليمنى ، تراجع رفيقه في مقعده مغممًا : مو دحين .. خليها لما تدخل على شارع فرعي .
لم ينبس رفيقه ببنت شفه و هو يتابع السيارة ببصره حتى دلفت إلى ذلك الحي الهادئ الخالية شوارعه ، زاد من سرعة السيارة و هو يهتف : دحــــــــــين .
و اندفع بسرعة كبير لتنحرف سيارته باتجاه السيارة السوداء التي انتفض قائدها في مكانه و صيحة الذعر الرهيب تنبعث من بين شفتيه ، شهقت الأخرى في هستيريا و هي تسقط على جانبها الأيسر ، التفت السائق بحدة إلى جهته اليمنى و اصفر وجهه عندما لاحظ نظرات الرجل الذي يهم بالانحراف نحوه مجددًا ليقلب السيارة رأسًا على عقب ، انتفض جسده و داس بقدمه أكثر على دواسة البنزين و ساميه تصرخ من خلفه في رعب شديد : مين هذولييييييييييييييييييي ميييييييييييييييييين ؟؟!!!!!!!!!!.
انحرفت السيارة المجهولة نحوهما بقوة أكبر فاحتكت السيارتان بعنف شديد .. فقد السائق السيطرة على المقود و تفجرت صيحته المدوية المختلطة بصرخات ساميه و السيارة تنحرف بعنف شديد و تدور حول نفسها بزاوية حادة تطايرت لها ذرات الرمال قبل أن تــــــــــــصـــطـــــــــدم بحائط أحد البيوت ، شهق السائق من شدة الصدمة التي ضربت رأسه في عجلة القيادة لتتفجر دماءه بغزارة ، ابتسم الرجل في السيارة الأخرى هامسًا: و انتهت أول مرحله يا أستاذ تركي .
و اندفع بعيدًا عن المكان ، تعالى أنين السائق الموجوع و أنين تلك الأخرى ، رفعت رأسها بصعوبة عن زجاج النافذة المهشم الذي حمل شيئًا من دماءها .. شهقت بعنف و دوار شديد يعصف برأسها ..صرخت بصوت باكي كسير : فــــــــــــــــــــــــــــوييييييييييييييييي .
وضع السائق يده على رأسه يحاول إيقاف الدماء المتفجرة من جبينه و لسانه يطلق شتائم حانقة من أعماق قلبه ، فتحت بصرها بصعوبة و شهقت بألم شديد و يدها على مكان إصابتها : هذي الفيلا حقت وجدي .. صح ؟!!.
صرخ السائق الأجنبي في عصبية و هو يحل حزام الأمان : yes yes .
لم تنتظره ليوصلها .. بل فتحت الباب بصعوبة ودماءها تنزف ، و الدنيا تسود في وجهها من فرط الصدمات المتتالية ، ركضت كالمجنونة إلى الباب الرئيسي للفيلا و فور أن رآها الحارس فتح الباب بلا تفكير عندما حدد هويتها و نظرات الفزع مرتسمة على وجهه ، ركضت و حثت الخطى إلى داخل الفيلا و بكائها الحاد يملأ أركان المكان ، شهقت بألم و هي تجول بعينيها الزائغتين فيما حولها و تنادي بخوف : فوزيييي .. فوزييي .
كانت الفيلا مظلمة إلا من إضاءة خافتة ، احتضنت نفسها في توتر و هي تبكي : ماتوا .. ماتواااا .. كلهم .. كلهم .. يبغون يقتلوني .. ما أدري مين .. ما أدري .
مسحت أنفها المحمر و هي تسير بحثًا عن عشيقها ، تلفتت يمنة و يسرة بهلع كأن هناك شيئًا يطاردها : فوزي .. يا حبيبي يا فوزي .. فوزي أنـ .. أنا خايفه .
شهقت بحرقة و ابتلعت دموعها التي تملأ حلقها : رهام ماتت .. كلهم ماتوا .. انحرقوا .
توجهت إلى صالة حوض السباحة و هي تمسح عينيها حتى تتضح الصورة التي تعكّرها الدموع و
: يا روحييييي يا فوفو .. لو تبغى أبيع الدنيا عشانك .
اقشّعر جسدها و انتفض قلبها و .... تسمرت قدماها
: قلبي و الله .. انتي استنيني شويه و بعدين أدوربك العالم كله .
اتسعت عيناها في جنون و بركان الصدمة المفزعة يتفجر في صدرها ، اقتربت ببطء و شياطين القهر تلوح أمام عينيها ، ارتعد جسدها و هي تميل برأسها لتسترق النظر و رأته .. هو ..و فتاة أخرى ..
.
نفس الوضع .. نفس الصورة التي جمعتهما في فيلا البحر يوم أن رأتها ابنتها جوري ، يوم أن حرقت قلب صغيرتها بذاك المشهد الحقير .
: يعني متى يا قلبي ؟؟.. طفشت و أنا أستنى .
: ما بقى كثير يا حبي .. بس أسحب كل الفلوس من هذيك المجنونه المتخلفه هيا و ولد زوجها و أجيك يا عيونييييييييي .
مضت لحظات .. و هما يغرقان أكثر و أكثر في بحر الخطيئة و كل ذلك أمام عينيها .. تراجعت إلى الخلف في هدوء ثم دارت على عقبيها في سكون تام و هي لا ترى شيئًا أمامها و خفقات قلبها المتسارعة تتردد في أذنيها.
.
.
.
.
~ وجدي ~
نفض التراب عن بنطاله و تابع طريقه إلى داخل المزرعة ، تأفف في غيض عندما سمع رنين هاتفه ، رد بعصبية : ألو .
أتاه ذلك الصوت المتوتر: وجدي .
ضرب الأرض بقدمه بغيظ و هو يهتف : نعم يا أصيل ؟؟!!.
هتف الرجل : وجدي أخوك تعبان .
قطب وجدي حاجبيه متسائلاً : مين .. مجدي ؟؟؟؟ .
هتف بتوتر: ايوه .. لازم تجي دحين .
ضحك وجدي في سخرية : أقول انقلع .. أكيد دايخ من الزفت اللي يشربه .
و أغلق جواله على الفور و هو يغمم بحنق : قال تعبان قال .
رفع بصره بحدة للأرنب الأبيض الذي اندفع للجهة اليمنى ، رفع سلاحه و هو يبتسم : خليني أصيد الحلو هذا و بعدين أرجع و أناااام .
.
.
.
أمام حوض السباحة
نهض فوزي من مجلسه و هو يهمس بحنان : خلاص .. خلينا نكمل السهره فوق .
ابتسمت بدلال و هي تسترخي في مقعدها أكثر : ليييش .. هنا الجو أحلى .
ثم أردفت بخبث : بعدين ليه أحسك خايف من ست الحسن ؟؟!!.
ضحك و هو يجرها مع يدها و يضمها إليه : هذيك الشيطانه بتسافر باريس .. تلاقينها في المطار دحين يعني لا تشيلـ
قاطعته شهقة قوية من شفتيها ، ابتعد عنها و نظر إلى عينيها المذعورتين و هو يهمس : حبيبتي .. اشبك ؟؟؟!.
تراجعت إلى الخلف و الذعر متفجر على ملامحها ، هتف بضيق : اش اللي سار ؟؟!.
أشارت بإصبعها المرتعد إلى نقطة ما خلفه ..
التفت في حدة وهــــــــــــــــــوى قلبه بين قدميه ، تراجع هو الآخر في صدمة و همس : سـ .. ساميه ..؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
.
.
.
~ وجدي ~
وضع سلاحه على كتف و صيده على الكتف آخر و أخذ يغني بلحن قديم و هو يحث الخطى للفيلا ، زوى ما بين حاجبيه عندما رأى سيارة تقف أمام الباب الرئيسي ، لم يكن لونها واضحًا بسبب الضوء القوي المنبعث من مصابيحها و الظلام المحيط بالمكان ، اقترب أكثر و شهق في عنف : ســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــامــــــــــــــــي ــه؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!! .
ألقى كل ما في يده أرضًا و اندفع ركضًا إلى داخل الفيلا و منها إلى الصالة الرئيسية و ارتد في عنف عندما تعلق بصره بذلك المكان الفارغ ، ذلك المكان فوق المدفأة و الذي حمل يومًا ..الـــــــــــــــــــــــســلاح الأسود .
.
.
.
أمام حوض السباحة
تراجع و رفيقته إلى الخلف و هو يلّوح بيديه مهدئًا : سوسو حياتي .. سوسو قلبي و الله ما أقصد شي .. انتي تدرين انك عمري .. و .. و إني مستحيل أفضل عليكِ أحد .
اقتربت ساميه منه أكثر و هي تبتسم بشكل مرعب زاده بشاعةً ذلك الكحل الأسود الذي سال من عينيها إثر الدموع ، و الدماء التي لوثت شعرها الأشقر الجميل و جعلته يلتصق بوجهها .. ابتلع فوزي ريقه و هتف بصوت مختلج : سوسو .. نـ .. نـزلي هذا الشي من يدك و .. خـ .. خـلينا نتفاهم .. سـ
ضغطت على الزناد لتـــــــــــــــتـــــــــفـــــــــــــجــــــر الدماء من صدره ، صرخت الفتاة بصدمة هستيرية و هي تتراجع إلى الخلف و الدماء تغطي وجهها : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
فقد توازنه و هو يتراجع للخلف قبل أن يسقط صريعًا في حوض السباحة ، هزت الفتاة رأسها بانهيار و الدم الأحمر برائحته الخانقة ينتشر في الماء بسرعة رهيبة لـيـتــحـول المسبح إلى بـــــــــــــــــــــــركــــة دم .
.
.
.
~ وجدي ~
شحب وجهه عندما سمع الصرخة التي أعقبت صوت إطلاق النار شحب وجهه بشكل مخيف ، ارتجفت شفتاه في صدمة و ركض في ذعر إلى خارج الفيلا.
.
.
.
.
بحثت عن طريق خلفها و لا يوجد ، شهقت بلوعة و هي تبكي و تتوسل في انهيار : لاااا .. الله يخلييييييك .. سامحينيييييييييي .. أنا مالي دخل و الله مالي دخل .
كانت عينا ساميه جاحظتان بهدوء غريب و الابتسامة الواسعة لم تفارق شفتيها ، رفعت الفتاة كفيها أمام وجهها و هي تحاول أن تقترب منها هاتفة برجاء : أبوس راسك لا تقتليني أنـ
و دوى صوت الــــــــــــطـــلــقة التي اخــــــــــــــتــــرقــــــــــت رأسها و أردتها صريعة ، ضحكت ساميه في هستيريا و الدماء تغرق وجهها و الأرض من تحتها ، ضحكت بجنون حتى احمر وجهها و هي تحدق في تلك بركة الدم ، الدم الذي تدفق من صدر عشيقها بعد طلقتها الحاقدة ، أغمضت عينيها من شدة ضحكها ثم رفعت السلاح إلى جسدها و هي تصرخ بلا وعي و......... أطــــــــــــــــــلـــقـــت رصاصة ثالثة اخـــــــــــــــتـــرقـــــــت رأسها بين حاجبيها ، انـــــــــــهــار جسدها الفاتن في بــــــــــــــركة الـــــــــــدم ، غاصت في داخلها للحظات والدماء تندفع بغزارة من ثقب جبهتها لتزيد من سيل الــــــــــــــــــدم ، وصلت إلى القاع .... و استقر جسدها على الجهة المقابلة لجثة من كانت تعشقه .
@@@@@@@@@@@@@@@@@@
** الثـــــــــــــــــــــــــلاثـــــــــــــــــاء **
الرياض
الشقة
30 : 12 صباحًا
فرك يديه في توتر و هو ينظر إلى رامي و مالك الغارقين في سبات عميق داخل إحدى الحجرات ، فرك شعره بتوتر و النوم يجافيه منذ تلك الحادثة التي جعلت الرعب الشديد يدب في قلبه ، حتى أضحت الانتفاضة عنوانه عند أدنى صوت من خلف باب الشقة ... يتخيل في كل لحظة رجال الشرطة و هم يقتحمون المكان ، ذات الرعب يسيطر على أعماقه و يمنعه من الخروج رغم أن رامي هو الجاني .. و لكنه يدرك أن والده ينتظره .. و هذا ما يثير أشد الخوف في نفسه .
خرج إلى الصالة الكئيبة و نظر إلى هاتف الشقة و هو يهمس : وينك يا هدى ؟؟!!!! .
تأفف في حنق : أبي أستانس .. خنقتني الضيقه .
ركل الحائط بقدمه في عصبية و إذا بصوت طرقة على الباب ، انتفض جسده و اتسعت عيناه و هو يحدق في الباب الذي نقل صوت طرقتين أخريين ، ظهرت الراحة على وجهه و ابتسامة تشرق على شفتيه و هو يقترب منه ، توقف للحظة و نظر مع الفتحة الزجاجية الصغيرة .. اتسعت ابتسامته و هو يفتح الباب بهدوء و يختبئ خلفه ، دلفت إلى الداخل بصمت ، و أغلق الباب ثم هتف بسعادة : أسفرت و أنورت .
ضحكت سافرة الوجه جميلة الملامح و هي تنزع الطرحة من فوق رأسها ليظهر شعرها الأسود القصير للنور : بوجودك يا حبيبي .
خللت أصابعها في شعرها و هو يشير للداخل : إلا .. كيف كانت السفره ؟؟.
ابتسمت بدلال و هي تسير للداخل متبخترة بقوامها الجذاب : حلـــوه .. تجنن .
فتح باب الحجرة المجاورة لرفيقيه و سألها باهتمام : و أبوك ما سأل عنك ؟؟.
ضحكت بخفة و هي تدلف للحجرة : و لا فكر .. خليه فـ دنيته و أشغاله و أنا أعرف كيف أدبر عمري .
ابتسم وهو يغلق الباب خلفهما : على قولتك .
زوت ما بين حاجبيها و هو تدور ببصرها في المكان ، ثم التفتت إليه و سألته : إلا .. ليه غيرتم الشقه .. هذي مقرفه و مقززه بالمره .
لوح بيده و هو يقترب منها : سامحينا هالمره .. قالولي نغير المكان و ما دريت إنه مقرف إلا بعد ما اتصلت فيك .
مطت شفتيها ثم تعلقت برقبته في دلال هامسة : الهديه أول .
انفجر ضاحكًا و أ دخل يده في جيبه يخرج محفظته ، تراجعت إلى الخلف لتلقي نظرة شاملة عليه و هو يخرج ذلك المبلغ و يقدمه لها : تفضلي يا عيون فارس .
أمسكت بالمبلغ و رفعت حاجبيها بإعجاب و هي تعده : تمام .
وضعته في حقيبتها الصغيرة ، و رسمت على شفتيها ابتسامة واسعة و هي تهمس : بتكون أحلى ليله يا فارس.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@