لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-09-09, 09:57 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

فهزت رأسها قائلة:
" كنت أعتزم الذهاب في العام الماضي , ولكن..."
وأسعفها قائلا وهو يعود الى اللغة الانكليزية:
" ولكنك ارتبطت بالخطبة بدلا من ذلك؟ اعترف بأنني أكن للمكسيك اعتبارا كبيرا. وسيكون من الطريف أن أريك الاماكن التي عرفتها معرفة جيدة."

* * *
وفجأة تلاشى كل طابع غير شخصي لم يكن ممكنا للصفقة أن تحدث مثل هذا التبدل ولكن المسالة لم تعد تبدو بشعة بمجملها كما كانت قبل فترة وجيزة فأخذت تتأمله بفضول لابد أنه تجلى على أساريرها. وجابهها بنظرة متسائلة قائلا:
" هل من شيء يحيرك؟"
أسرعت تنكر قائلة:
" كلا, في الواقع.. ثم اردفت: أنما خيل الي أنك تبدو مختلفا قليلا. لم يبد الامر باردا, وبشعا."
" بشع؟ أظنه كذلك بوجه ما, ولكن ليس ثمة ما يبرر ألا نكون صديقين, ثم حكم الضرورة اذا راعينا الدور الذي علينا أن نؤديه."
وخالط عبارته الأخيرة نوع من الفكاهة الساخرة أرسل الدم الى وجنتيها ثانية. فقالت بارتباك:
"نعم... نعم, طبعا. فعقب في تلطف حملها على أن ترمقه مأخوذة: أعترف بأنني أجدك غير ما توقعت تماما."
فقالت بعد لحظة وهي في حيرة من حقيقة هذا الرجل الكامنة تحت مظهره:
" أحسب أننا جميعا لسنا كما تبدي مظاهرنا."
كانت قد بدأت تشعر بأن رأيها عنه غير صحيح كل الصحة.
قال موافقا:
" هذا حقيقي ارى أنه كان يخلق بك أن تحدثني قليلا عن أسرتك فسيبدو وغريبا ألا أعرف شيئا."
واثار بهذا مشكلة أخرى. فلا بد من أن يلتقي بأسرتها وما كانت تدري ما يكون عليه شعور كل من الطرفين ازاء الآخر. لقد ظل ثلاث سنوات يبدو منطويا وأذا بها خلال دقائق معدودة ترى وجهين من شخصيته الحقيقية غير المعروف. التلطف العابر عندما أطرى لهجتها في الحديث بلغة وطنه الاصلي و السخرية الهازئة التي بدأت تكتشف ان لها قدرة على أن يخرق رباطة الجأش التي كانت تحرص على ألا تمسها اية ارتباكها أثناء العمل.
ثم انتهت الى نظراته المترقبة وكأنها تنبهها الى أنه رجل جم المشاغل وأنه يجب عليه العناية بمثل هذه التفصيلات الشخصية فأسرعت يوصف موجز لأسرتها . حتى اذا فرغت عقب قائلا: وهل ستيلا هي التي كانت سبب فسخ خطبتك؟ لم يبد بادرة دهشة أو أهتمام بأن ستيلا نورديت الشهيرة كانت أختها!
وأمأت في تأكيد صامت غير مطمئنة الى الكلام اذ شعرت بألم خطبتها المفسوخة فاضطرت الى مواراته عنه, لا سيما وقد خامرها شك غير مريح أوحى اليها بأنه سيقابل كلامها باهتمام خال من المشاعر.
بعد هذا الحديث العجيب ألح على أن يتناولا الغذاء معا, ليألف الذين في الأدارة ما كان مقدرا أن يحدث وادركت ليلي المفاجأة التي كان سيصاب الجميع بها.
على أنه كان لزاما أن يقع ما هو أسوء ان تفضي بالنبأ الى بروس وتحمله على أن يصدقه. بل أنه كان ثمة ما هو أسوأ عندما تضطر للبدء في اداء الدور الذي أصرت بنفسها عليه كان هذا خليقا بأن يكون اقسى الامور جميعا أن تكون باقية على حب بروس ومضطرة للتظاهر بحب رجل ما كانت تشعر معه بالارتياح.

* * *
لم تقل شيئل حين عادت الى البيت, وأنما انتظرت حتى جاء بروس ليصطحبها لمشاهدة فيلم كانا قد اتفقا من قبل على مشاهدته. كان يبدو متعبا ومهموما نوعا ما وقد سرها أن تكون أخيرا قادرة على أن تمنحه أملا جديدا.
ولم يكونا قد ابتعدا كثيرا عن البيت وبروس منصرف لقيادة السيارة حين خرقت الصمت المتوتر قليلا بينهما:
" أتسمح بإيقاف السيارة؟ لدي حديث اريد أن أفضي لك به."
رمقها بروس بنظرة سريعة ثم عرج بالسيارة الى شارع جانبي غير مطروق وأوقف المحرك. واستدار اليها منتظرا فقالت بايجاز:
" أريد أن تحلني من خطبتك."
وشعرت به يجفل الى جوارها وهتف:
" أحلك؟"
فهزت كتفيها بحركة سريعة رجت أن تساعدها في شبه العتمة السائدة على التظاهر.
" نعم. كنت اظنها خطبة موفقة, ولكني ارى الآن ان ما من امل في نجاح الزواج بيننا."
صمت بروس فترة طويلة ثم التفت ليرمقها مباشرة , وسألها:
"ما الذي دعاك الى هذا القرار المفاجئ؟"
" يخجلني أن أعترف, ولكني لم أحبك, حتى في بداية خطبتي اليك. كان هناك... شخص آخر."
وصمتت ثم أردفت:
" هذا كل ما هناك لا أستطيع المضي."
سألها بروس باقتضاب:
" من هو؟ أجابت باقتضاب :
" رويز آلدوريت."
كانت نظرته المذهولة أشبه باهانة للرجل الآخر, وقال:
" رويز آلدوريت؟ أأنت جادة؟"
أجابت وقد عضت شفتيها مرة آخرى وتبدي عليها انها توشك على البكاء:
" كل الجد!"
وكانت موشكة على البكاء فعلا ولكن لسبب آخر... واسترسلت:
" لم أشأ أن أوذي مشاعرك ولكني هويته ثلاثة أعوام , لم يفطن أحد حتى رويز نفسه !"
وتعمدتت أن تنطق بأسمه بألفة وهي تسائل نفسها عما اذا كانت تستطيع ان تفعل ذلك امامه؟ ثم خلعت عن اصبعها الخاتم بماسته البراقة الصغيرة وكان من عادتها ان ترتديه في المساء بعد انصرافها من العمل وناولته أياه وأصبعها تشعر كأنها عارية تماما. فأخذه بروس بغير وعي تقريبا وسألها:
" أرجو ألا يكون لهذا علاقة ب... ستيلا؟"
وتعمدت انتجتذب قدرا كافيا من الحيرة والعجب الى صوتها:
" ستيلا؟ أي شأن لستيلا بهذا؟"
" الواقع ظننت... أعني ليس لهذا علاقة بستيلا وبي"
رددت وكأنها لا تفقه ما يشير اليه:
" ستيلا وأنت؟"
فتردد في غير ارتياح ثم اطلق ما بصدره:
" أنا وستيلا... اكتشفنا اننا متحابان ولكنها أبت أن أخبرك."
رددت وكأنها مصعوقة تماما:
"ستيلا وأنت؟"
ثم اغتصبت ضحكة وقالت:
" هذا رائع! الآن لاأشعر بالخجل من فسخ خطبتنا هكذا."
ثم اكسبت صوتها جدية من جديد, وأردفت:
" ماذا تعني, بأنها لم تشأ أن تخبرني؟"
فأجاب:
" ابت ان تحطم خطبتك, قالت ان من الخير ان تظل الامور كما كانت قبل مجيئها "
صاحت وهي تعض شفتيها في اسف واضح:
" وتركتها تعود الى لندن والامور بينكما هكذا, انني خجله من نفسي اذ لم افطن من قبل. لا بد انك تعيس, وكل هذا بسببي
قال:
" لم يعد هذا ذا بال! "
ضمها بصدق فاق كل ما اعتاده, فكان هذا هو الذي هدم الوهم الذي شيدته. فقد تعلقت به دون اراده منها, فلما ابعدها بعد لحظه, كادت تبكي في خزي واشمئزاز من نفسها.
قال بهدوء:
" كانت كل هذه اكاذيب...وكيف تسنى لرويز الدوريت ان يدخل في الامر؟ "
عضت شفتيها وقالت:
" رأيت ان هذا ييسر موقفك وستيلا لذا... وافقت حقا على الزواج به "
" ولكنك لا تحبينه "
" كلا, ولكن لا قيمه لهذا
" لا قيمه لهذا, لا يمكن ان ترتبطي بزواج كهذا! ان استيلا لن...."
فقطعت حديثه بعزم:
" يجب الا تعلم ستيلا بشيء من هذا "
وبدا لها الا سبيل لاقناعه الا بأن تخبره بالحقيقه, فأفضت بها بعجله واردفت:
" هكذا ترى انه مشروع مصلحه لن يستمر "
واستطاعت اخيرا ان تقنعه بأنه لا بد للامر ان يمضي كما دبرت. فما كان بوسعها الان ان تتزوج منه. ولو علمت استيلا بالحقيقه, فمن الارجح انها ستأبى ان تتزوج منه. وكان الحل الوحيد ان يجعل اختها تعتقد بأن زواجها برويز زواج طبيعي...
" يجب الا تعلم بعودتي للبيت مبكره واكتشافي ما بينكما...لقد تقبلت الواقع. ثم انا لن اخذل رويز الدوريت الان. انها عمليه تجاريه لن تضيرني ولن تغير شيئا ولكنها ستجعل ستيلا سعيده, ولن تلوم نفسها, ويجب الا تخبرها بأنها عمليه مصلحه عدني بذلك "

عندما استقرت السياره امام البيت, التفت بروس اليها بسرعه وسألها:
" اتودين ان ادخل واعلن النبأ عنك؟ "
فهزت ليلي رأسها وقالت:
" لا...افضل ان اعلنه بنفسي "
وقبل ان يجادلها حيته واسرعت بالدخول. وحياها سنوكس بوثبته المعهوده, فأستطاعت ان تهدئه بجهد كبير لتستجمع ارادتها. كان عليها ان تتظاهر بسعاده غامره. وان تبدأ من الان.
سرها حين دخلت حجره الجلوس, انه لم يكن سوى امها وجولي, اذ ذهب التوأمان الى الفراش.
تطلعت مرغريت بابتسامه وقالت:
" حسبنا كنتما ذاهبين الى السنما. هل عدلتما؟ "
قالت:
" نعم "
ثم تريثت, كان لابد من مصارحه جريئه, كالتي استجمعت اعصابها لتجريها مع رويز ثم مع بروس, غير انه كان لابد من ان يكون تظاهرها موفقا في هذه المره, فقالت بهدوء مصطنع:
" لم اعد خطيبه لبروس "
وبسطت يسراها لتريا اصبعها عاريا. وبدا القلق على وجه الام فابتسمت ليلي قائله:
" قرننا ان ما بيننا كان غلطه....."
واسترسلت ضحكه مقتضبه, واردفت:
" لا تنزعجي...ان الدنيا لم تنته! "
قالت الام :
" ولكنك قلت....."
فقطعت حديثها بهدوء:
" يخجلني ان اعترف بأنني قلت اشياء كثيره لم تكن صحيحه. انني لا احب بروس, ولا احببته يوما "
وساد الصمت لحظه, ثم قالت مرغريت بنفس هادئه:
" يحسن ان تخبرينا بما حدث
فقالت ليلي:
" ليس هناك الكثير ليقال في الواقع "
حاولت ليلي ان تنسق وقائعها وتطلقها متتابعه, فأسوأ ما في الخداع ان يضطر المرء الى تذكر ما قاله من
قبل بحذافيره. ومضت تقول:
" حاولت فترة أن أحمل نفسي على تقبل بروس ثم حدث اليوم شيء فأدركت انه لابد من أستجمع الشجاعة لأخبره بأنني لا أستطيع أن أتزوج منه وأنني أريد الزواج من شخص آخر."
وتوقفت لحظة ثم أردفت وهي تشعر بالجسور تحترق خلفها فلا يبقى سبيلا للتراجع:
" هو... رويز آلدوريت."
صاحت جولي:
" رويز آلدوريت؟"
ورددت مارغريت الاسم بلهجة اكثر هدوءا, ولكن نظرة ذهول قفزت الى عينيها. ولعلها تذكرت وصف ابنتها لصاحب شركة ميريديت, فسألت نفسها كيف تود فتاة الزواج منذلك الرجل البارد, المنطوي بالرغم منأعتباره جذابا فوق المستوى العادي. وأردفت ام: هذا شيء لم يكن مرتقبا."
فرمقتها ليلي باعتذار, وقالت:
تمنيت أن أشير من قبل, ولكن ذلك كان كان مستحيلا."
وسألتها جولي وهي لا تتمالك نفسها:
" هل ستتزوجينه حقا؟"
فأومأت ليلي بالاجابة, وقالت:
" سنعلن خطبتنا عما قريب جدا, ولا تعتزم أن يطول أمدها. وسنعقد القران في نهاية الشهر."
وكان عليها بعد ذلك, أن تروي بعناية وحذر القصة التي اعدتها للأسرة: أنها كانت من اللحظة الاولى لالتحاقها بالعمل تقريبا قد أحبت رويز ولكنها لم تر جدوى من الامل في أن ينتهي ذلك الحب الى شيء كان من الغريب ان تتبين سهولة اداء دورها وادائه باتقان... وشعرت بالضيق اذ مكنت بروس الشعور بالأمر ولكن الخطبة خليقة بالنجاح اذا لم تكتشف ستيلا الحقيقة.
كان غريبا بل رهيبا ان تتبين انها سترتبط في القريب برجل غريب تقريبا بالنسبة لها من الناحية الشخصية برباط من أوثق الروابط بين أي رجل وأية أمراة, وأن كان ذلك في الظاهر فحسب... فما كانت لتتصور ان تطمئن الى حرص أي رجل على التجرد من الطابع الشخصي للارتباط ولكن مجرد التفكير في ألا يحرص رويز آلدوريت أمر يدعو للضحك.
قالت جولي في فضول:
" ولكنك لم تبدي اتفه اشارة من قبل عن شعورك حتى أنك يوم تغدينا عند ريكي كدت تهاجمينه."
" كنت مضطرة. كان اتفه شيء كفيلا بأن يجتذب اهتمامه. وأنت تعرفين كيف تنتشر التقولات في مؤسسة كبيرة. أفترضي أن شخصا سمعني اقرك على ما قلت. وسرعان ما كانت الشائعة تنتشر بأنني أحبه."
ابتسمت مرغريت لابنتها الكبرى وهي تهز رأسها ومازالت الدهشة الحائرة واضحة على محياها. وعادت تكرر:
" الامر لم يكن مرتقبا ياعزيزتي ولكن اذا كان هذا ما تريدين حقا, فيسرني ما حدث."
والتفتت الى ليلي وابتسامتها تكتسب بعض الخبث, وقالت:
" ومتى سنرى هذا الوريز آلدوريت المثير؟"
فأجابت الفتاة:
"عما قريب كما أمل."
هتفت جولي في جزع مفاجيء:
" رباه! كيف سيكون صاحب العمل زوجا لاختي؟ ألا تشعرين بأن الموظفة تكون وقحة حين تنادية باسمه الأول؟"
فوافقتها ليلي:
" أحيانا؟"
وما كانت لتعتزم ان تبين انها لم تناده باسمه مجردا. بل كانت موقنة من ان جولي مصيبة في ما قالت. ولكن مجمل الموقف وتصنعها للحب كان موقفا سيئا.الأميرة شوق
وحانت في وقت لاحق مهمة اطلاع الوالد جون ديرموت على النبأ. وساءلت ليلي نفسها:
" ترى كيف سيتلقاه؟"

* * *

تقارب حاجباه الكثيفان حين انبأته زوجته مرغريت تسائل في حدة:
" ماذا؟"
وتضرج وجه ليلي وعضت شفتيها. ولم تكن لهجته مشجعة ولو قوبل رويز بنفور متوار لكان الموقف محرجا. ولكنها لم تكن بحاجة لأن تقلق حدجتها عينا وابيها الذي قال:
" أنه رجل طيب ما كنت لتختاري أحسن منه."
قالت زوجته مستنكرة:
" كان ينبغي أن تبدي شيئا من الدهشة..."
فسألها:
" لماذا؟ أنه من النوع الذي ينبغي أن تتزوجه. اما بروس فكان يحب الاتكال على سواه؟"
" أذن فهكذا كان بروس في رأيك؟"
مأعجب ما تبينه المرء عن المشاعر الحقيقية للناس عندما يحدث امر كهذا ! كيف سيتلقى الاب اخبار خطبة بروس وستيلا المقبلة؟ آثرت ليلي أن تخبر الاسرة بنفسها.

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333   رد مع اقتباس
قديم 09-09-09, 09:59 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كان يجب ان تعاد القصة مرارا وتكرارا وأحست ليلي بالخجل من أنها أصبحت تجيد الكذب. بل أنها أصبحت تضيف للقصة بعض الزخرفة وتذكرت ما أعتزمه رويز آلدوريت من بيع المصنع والعودة الى المكسيك وأن هذا جعله يوقن من انه لن يراها ثانية وأذ لم يكن على علم بخطبتها لعدم ارتدائها الخاتم اثناء العمل فقدأخذها على غرة وسألها فجاة ان تتزوجه. بل كان من السهل ان تقنع كل أمريء بان تريطها في بروس بدأ يسبب لها تأنيب الضمير بدرجة مؤلمة.
ولكنها استغرقت في البكاء اذ أوت الى فراشها حتى بللت وسادتها ثم تمالكت نفسها وكبحت دموعها واستلقت على ظهرها محملقة في السقف. لقد أدت المهمة وأصبح كل امرئ يعرف أنها ستتزوج من رويز آلدوريت بدلا من بروس.
وفي طريقها الى العمل في الصباح التالي شعرت ليلي بمزيد من الغثيان لأنها مضطرة للتظاهر بحب رويز عندما يكون معها. وراحت تتمثل حاجبيه السوداوين يرتفعان في عجب بارد أذا ما نادته باسمه مجردا فما بالك بالاظرار لبعض النظرات الناعمة وكلمات الاعزاز. وتمنت من أعماق قلبها لو انها لم تقترح قط التظاهر بالحب ولكنها أصبحت ملزمة بالمضي في ذلك لأنه السبيل الوحيد لنجاح الخدعة.
وشعرت بلحظة ارتباك حين سمعت الجرس يدعوها اليه بعد وصولهما الى المكتب. ولكن ما كان ثمة ما يدعو للانزعاج اذ كان العهد به دائما حتى انه لم يذكر شيئا عن خطبتهما!
غير أن كيري اتخذت وضعا مختلفا تماما. فقبيل انتهاء عمل اليوم أقتحمت مكتب ليلي وأثارت الموضوع مباشرة, بصراحتها المعهودة:
" هل علمت ان هناك شائعات بأنك ستتزوجين من رويز آلدوريت؟ لقد بلغتني منذ لحظات فقط, والا لكنت أوقفتها... لكم أود أن أخنق الغبية التي أطلقتها! الله وحده يعلم ما سوف يقول اذا ما ترامت الى أذنيه!"
تطلعت اليها ليلي, وقد ارتسمت على شفتيها ابتسامة ببطء متعمدة, وقالت:
" أنا الت أطلقتها."
فحملقت فيها كيري بغباء.... وأردفت ليلي:
"أنها ليست شائعة انني سأتزوجه!"
" أنك مجنونة."
"كلا, بل أنني أحبه حقا."
صاحت كيري في استهجان وأصرت على ان تعرف الحقيقة فروت لها ليلي القصة التي أصبحت تجيد روايتها و أذا كانت القصة مقنعة لكل امرئ فانها لم تكن ذات أثر يذكر على كيري التي قالت في أستهجان:
" هذا أسخف كذب مكشوف سمعته يوما! الآن بالحقيقة! أنني أعرفك أمدا طويلا ونظرتي لأمورك مختلفة تماما عن نظرة أهلك."أخيرا هزت ليلي كتفها وقالت في أعياء:
" الحق, ما من أحد منا يهوى الآخر. أنه اتفاق مصلحة منذ البداية للنهاية. فهو مضطر للزواج والعودة للمكسيك ليرث ضياع الاسرة..."
وأرسلت كيري صفيرا خفيفا وهزت رأسها قائلة:
" هذا أقرب للمعقول. ولكن ماذا يدعوك بحق السماء لا تفاق مصلحة؟ وبروس؟"
قالت ليلي معززة ما كان في خاطر صديقتها:
" بروس يريد الزواج من ستيلا" وشعرت بالارتياح في حديثها الى كيري وهي لا تدرك ان صديقتها كانت تتحرق شوقا الى أن يخنق شخص ما ستيلا, وهي تصغى في صمت واجم الى ليلي وقد راحت تروي كيف أكتشفت الامر, وكلنلتها المقتضبة تكشف عن مدى ألمها... واختتمت ليلي حديثها قائلة:
" هكذا رأيت أن شيئا كهذا كفيل بأن يساعدهما. فان ستيلا قد تلوم نفسها وتأبى الزواج من بروس, اذا لم تصدق أنني أحب سواه."
ودار بخلد كيري: ما كان محتملا لستيلا أن تلوم نفسها على شيء ما, وودت كيري في تلك اللحظة ان تفجر كل شكوكها في ستيلا ولكنها كبحت جماح سخطها مدركة أن ليلي لن تصدقها وبأن تعزف عن صداقتها, أو تسبقيها متوترة. لذلك عادت تلزم الصمت... ثم أزداد أشفاقها وجزعها فجأة, اذ خامرتها فكرة فرمقت صديقتها بنظرة مترددة وقالت:
" هذا ال... الاتفاق التجاري... ألا يلزمكما بانجاب وريث للا****؟"
شعرت ليلي بالدماء تتدافع لوجهها بشدة وأسرعت تقول:
"كلا طبعا وأن لم تتمالك ان تشعر بأن الوريث هو بالذات ما قصد به شرط الوصية ولكن اذا كان رويز يؤثر ان يتغافل عن هذا الجزء غير المكتوب من الشرط, فليس لها أن تثيره ولا كانت راغبة فيه. فما كانت تتصور شيئا من أن تسلم نفسها لرويز آلدوريت البعيد عن المشاعر الآدمية . ولو كان هذا صريحا في الشرط لما قبلت مهما تكن الظروف!
وتساءلت ليلي في شيء من القلق:
" أتظنين أن أحدا غيرك سيشعر بالسبب الحقيقي للخطبة؟"
فهزت كيري رأسها وهتفت بحرارة:
" يا الله!... كلا أنا نفسي ام أكن متأكدة."
وقالت:
" قد تعتقد الاخريات أنك كنت تحبينه طيلة الوقت ولكن كيف ستتغلبين على أنه مجرد اتفاق تجاري؟ لو أستمر صاحب السيادة على سلوكه المتباعد المعتاد فان أمك أول من سيرتاب."
وأقرت ليلي وقالت وهي تحاول معرفة تأثير كلامها على صديقتها:
" لقد سألته عما أذا كان يمانع في أن يتظاهر بالحب."
ولم تخيب كيري توقعها ففغرت فمها لحظة, واختلجت اهذابها ثم هزت رأسها وهتفت:
"ماذا؟ لا داعي لأن تكرري ما قلت, فقد سمعته ولكن لم أصدقه."
وأبتسمت ثم سألتها بصراحه وفضول مغتبط في تلك اللحظة:
" كم دام الصمت الجليدي وكيف انفجر صاحب السيادة عندما تغلب على الصدمة المشدوهة؟"
قالت ليلي بهدوء:
" لقد وافق...."
وعادت كيري تحملق فيها وتهز رأسها وتقول:
" ماذا؟ لا أصدق!"
هزت ليلي كتفيها وقالت:
" أنتظري ... وسترين."
فأبتسمت كيري فجأة وقالت:
" لا أستطيع الانتظار."
ثم ضحكت وتحولت عن الخوف من مكر ستيلا الى فكرة الجديدة المثيرة فكرة تظاهر رويز آلدوريت بالحب لسكرتيرته, وقالت:
" أتمنى لو أختلس النظر خلال ثقب الباب عندما يحتويك الرجل في عناق حار."
وأتبعت كلماتها بابتسامة تستثير بها صديقتها مداعبة. ولدهشتها تضرج وجه ليلي ولو كانت الظروف غير هذه لرمتها كيري بنظرة متفحصة ومتألمة.
وأسرعت ليلي قائلة:
" لا أكاد أظن أن هذا محتمل... ثم أننا لن نضطر لهذا ونحن وحدنا!"
فهزت كيري رأسها قائلة:
" مازلت لا أتصوره يتظاهر بالحب لأي امرئ وأن كان الجدير به ألا يكون جبل الجليد الذي يمشي على قدمين كما هو حقا أذا راعينا انه نصف أسباني."
وتطلعت الى صاحبتها وأبتسمت في مداعبة خبيثة وأسترسلت:
" لا أقول هذا لأنني أظن أن هناك ما يدعو للاكتراث بهذا الصدد وأنما لأنني لا أستطيع أن أتصوره يتحول الى هذا الطراز وأن لم يكن بوسع المرء أن يتكهن بما قد تفعله به بلاده الاصليه!"
رمقتها ليلي بجفاء وأمتنعت عن التعليق على الفكرة السخيفة فكرة أن ينتهك رويز اتفاق عذريا افلاطونيا. بل كانت مرتابة في أن سيكون قادرا على أن ينفذ بنجاح الخدعة البسيطة التي لم يكن منها بد أمام الملأ. وأختلست كيري نظرة جاذبية وهي تعجب... كيفي سينتهي هذا الارتباط المتورط الرهيب؟. وودت لو تنصح ليلي بألا تتعجل الامور وأن ترجيء هذا الزواج غير العاطفي أطول ما تستطيع فقد كانت موقنة بأن ستيلا ستدخل تغييرا جديدا على الموقف في القريب. كانت موقنة بأن ستيلا لم تحب بروس وأنما كانت تدفع الملل فحسب بانتزاعه من اختها. ولعلها في الحقيقة كانت تعتزم أن تتخلص من بروس وتصده بمشهد عاطفي قبل رحيلها الى لندن وكان الامر بالنسبة لستيلا مجرد لعبة ولكن ليلي ولا ريب قلبت الامور بوصولها الى البيت دون أن يفطن أحدهما وما كانت ستيلا في رأى كيري لتستسيغ أن تجد بروس يلاحقها ولم تعد تربطه الى ليلي أية خطبة أذ هذا كفيلا بأن تضطرها الى أيضاح وتفسير لبروس فقد كان آخر رجل تود ان تتزوج به وقد أصبح لزاما عليها بعد تحرره من خطبة ليلي أن تتخلص منه. فعندما تقرر ستيلا الجميلة المشهورة أن تتزوج فما من شك في أنها ستنتقي رجلا موفور المال لتحظى بكل الرفاهية و الترف اللذين تشتهيهما دون أن تضطر للعمل باستمرار. أذ كانت ستيلا برغم حبها الشهرة خاملة
لم تكن كيري تملك سوى أن ترجو أن تحدث ستيلا نفسها تطورات في الموقف قبل أن تمضي ليلي بعيدا مع رويز آلدوريت فلو رغب بروس في أن يعود الى ليلي فلن يشدها رويز آلدوريت بالتأكيد الى ذلك الاتفاق التجاري غير المعقول!

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333   رد مع اقتباس
قديم 09-09-09, 10:06 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

المدير... الخطيب

تنامت بلدة كورفيستون في سرعة فائقة. وحرصت بلديتها على توزيع الابنية القديمة و الحديثة في تناسق. وتحيط بها طبعا الضواحي السكننية بمنازلها الصغيرة بينما ظلت على الجانب الآخر للنهر الضواحي القديمة محتفظة بطابعها الريفي الهاديء... وعلى قمة أحد المرتفعات كانت دار ذات طابع يوحي بالود بنيت من الطوب الذي أضفى عليه الجو طبقة رمادية.
كانت مرغريت في المطبخ تغسل الاطباق بمساعدة ابنتيها اذ كان يوم السبت وليس من عمل يشغلها كما راح التوأمان يساعدانهن وان كان الشطر الاكبر من مساهمتهما صخبا أكثر منه عملا مما أنتهى بطردهما الى الحديقة. و التفتت الام الى أبنتيها مبتسمة فخورة بهما, وقالت منتقية كلماتها:
" يبدو ان احدثا تلم بهذه الاسرة أخيرا."
وما كانت الفتاتان في بعاء ستيلا حقا ولكنهما كانت جذابتين... جولي بشعرها النحاسي الطويل ينساب معقوصا على شكلا ذيل الحصان , وليلي بشعرها البرونزي المجدول في ذلك الصباح في ضفيرتين التفت كلن منهما مع الاخرى في مؤخرة عنقها.
قالت جولي موافقة أمها:
" أنني أرى هذا , لاسيما اذ فاجأتنا ليلي باعتزامها الزواج من رويز آلدوريت, وبرس يوشك أن يدبر أمره مع ستيلا."
فقالت مرغريت ضاحكة:
" أن الامور لا تسير في رتابة حقا."

كان نبأ بروس وستيلا يحير الاسرة منذ تسعة أيام ولكنهما لم يستطيعا بعد أن يعلنا خطبتهما.فقد ذهب بروس الى لندن ليقابل ستيلا فوجد مسكنها معلقا وذهب الى شركة الافلام, فتلقى جوابا غير مشجع... كان من الواضح أن أحدا لم يدر بشيء عن الخطبة المتوقعة بين نجمتهم الاولى وهذا الرجل غير المعروف الذي يوحى مظهره بأنه غير ذي أهمية فظنوه من أولئك الذين يلاحقون نجوم السينما, فرفضوا أن يعطوه عنوانها. كل ما تفضلوا به عليه أن اللقطات الأخيرة في الفبلم الذ تمثله كانت تلتقط في موقع أحداثه ولكنهم لم يخبروه أين كان ذلك الموقع. وعاد بروس متوتر الاعصاب محبطا الى المدينة وحاول أن يتبين ما أذا كان آل ديرموت يعلمون أين يستطيع الاتصال بستيلا. وأضطر طبعا ان يحدثهم بما جرى. ولم يجد لديهم عنوانا فاضطر في النهاية الى أن يكتب لها بعنوان مسكنها املا أن تصلها رسالته.
كبحت كيري تعليقا حادا حين سمعت أن ستيلا سافرت لموقع أحداث الفيلم دون ان تسمع تحلل بروس من خطبته لأختها. ورأت في داخلها أن الأقدار كانت في صف ستيلا. كانت تأمل أن ترفض ستيلا الشاب صراحة فيثوب الى رشدة.... وأتفاق المصلحة يزداد أقترابا من موعده.
وقالت جول معلقة على ذلك:
" أن أمر بروس وستيلا مستغرب. ما خطر لي قط أنها تختار شابا مثل بروس."
وأبتسمت وهي ترنو الى ليلي بخبث مردفة:
" أما رويز آلدوريت فأوقن الآن بأنه خبير بمبادلة الفتيات الغرام."
وشعرت ليلي بدفء يثير الشك يتصاعد لوجهها نذيرا بالخجل وأن لم تكن تتصور حدوث شيء كهذا ولكن ضحكة جولي أكدت ذلك وهي تقول:
"هذا هو الدليل! وأراهن بأنه لا يقل حرارة ولعل لانتمائه للاسبان يدا في ذها."
وعاد التوأمان الى المطبخ وأن هي الا لحظة حتى تصاعدت صيحاتهما من الحديقةثانية منبئة بأنهما يمثلان حرب الهنود الحمر.. وكان جدار من الحجر الذي كسته الطحالب يفصل الحديقة عن بستا الفاكهة ويحول دون رؤيتهما ولكن صرخاتهما وضجيجهما كانا يعلنان أن الحرب الهندية أو رقص الحرب مستمرة.
* * *
تناولت جولي كتابا وخرجت الى الحديقة بعد تنظيف الادوات بينما ارتدت ليلي سروالا قديما بلون الكاكي وبلوزة بيضاء بدون أكمام وأخذت تقطع الحشائش... وأتجهت مرغريت بالسيارة الى الجزء الحديث من كورفيستون فأودعت السيارة في موقف السيارات ريثما تشتري لوازمها.. وأتمت مهممتها ولكنها حين عادت للسيارة وجدتها لا تعمل فوقفت حائرة... فسألها حارس الموقف:
" أهناك مشكلة يا سيدة ديرموت؟"
والتفت فجأة عند سماع أسمها. رجل كان على بضع ياردات.. بينما أجابت مرغريت الحارس:
" لست أدري ماذا أصاب هذه السيارة المتعبة!"
ورفع الحارس غطاء المحرك وتأمل ما تحته وعبث بأصابعه فترة ثم أستوى واقفا وهز رأسه قائلا:
" ما من شيء واضح فيها. يبدو أنه لا بد من أرسالها الى الكاراج."
وأنبعث صوت عميق ينطوي على أختلاف بسيط عن الاصوات المحيطة بهما:
" هل أستطيع تقديم أي عون؟"
فالتفتت مرغريت لترى أن الرجل الاسمر الطويل الذي كان يقف بجوار سيارته على بضع ياردات قد أقبل عليهما. كان له طابع مميز ولاحظت عيناها على الفور ثيابه الانيقة, وقد ارتداها في عفوية الشخص الذي ألف هذه الثياب وعزز ظنها أن الحارس أجابه باحترام بالغ:
" بعض الخلل في السيارة يا سيدي..."
قال الرجل وقد أشرقت وجهه الأبتسامة النادرة:
" أذن فقد يكون بوسعي أن أقل السيدة ديرموت الى البيت."
وأردف يخاطبها:
" أنني رويز آلدوريت"
وشعرت مرغريت بهزة دهشة تعتريها ثم باهتمام طريف يغشاها. أذن فهذا الشخص هو الصهر الذي كانت ليلي تعتزم أن تقدمه اليها! ودبر , بروح الشخص الذي أعتا اصار الاوامر وهوموقن من أطاعتها أمر نقل سيارتها الى الكاراج, فشكرته وهي ترمقه بنظرة أنثوية شاملة, يخالطها شوق الأم لمعرفة نوع الرجل الذي اختارته أبنتها!
ولاحظت بحاستها الانثوية على الفور جاذبيته السمراء ودقة القسمات والعينين السوداوين والشعر الاسود اللامع يتخلله وميض أزرق تحت الشمس والاسنان البيضاء القوية والفم على الحزم و الذقن الناطقة بعناد يكاد يبلغ درجة القسوة. وكانت بشرته شاحبه لا عن مرض ولكن... كأنما كانت بحاجة الى لمسة من الشمس أشد مما ألقت خلال السنوات العشرة الاخيرة. كانت عينا الأم أكثر خبرة من عيني الابنة فلاحظت أمورا كثيرة ما كانت ليلي مدركة لها... فالفم الحاوم كان حازما عن قصد كأنما صاغته السنوات من السيطرة العميقة على النفس, ومع ذلك فقد بقى ظل واهن من توجس يكاد يبلغ مبلغ التجهم الصبياني وبقى التقوس الغريب لشفته العليا الذي خيل لليلي يوما على أنه شاهد على مشاعر قوية وأستبعدته في الحال مستنكرة مجرد التفكير بهذا ولكن أمها رأت فيها اموارا أخرى... فها ذا الرجل معتد وحيد أصيب بجرح نفسي بالغ في وقت ما من الماضي فانطوى على نفسه متظاهرا بأنه فوق أن يصاب ثانية بجرح نزوات الدنيا وقسواتها. وتجلى للأم أن الكبت البارد الذي كسا قسماته وصوته ظاهرة غير طبيعية فلم يساورها قلق مما قد يكون له من تأثير على ليلي. ةغلى أي حال فان شكله كان يتغير تماما اذا ما ابتسم ولعل هذه هي الناحية التي عرفتها ليلي يه.
قال رويز أذ انسابت السيارة الفخمة السوداء بهما:
" أمل ألا تكون خطبتنا قد وقعت موقع هزة مفاجئة!"

فهزت مرغريت رأسها وقالت ضاحكة:
" هزة؟ الواقع لا أدري كيف أستطاعت أبنتي التكتم الى هذا الحد!"
ومرة أخرى لمحت ومضة الابتسامة الدافئة التي كانت تغير شكله وهو يقول:
" آمل ألا تحمليها في نفسك ضدي."
فابتسمت وهي تهز رأسها ثانية, وقالت مطمئنة:
" سصفح عنك...."
وعجبت من نفسها أن ليلي اوحت اليها بأنه كان جامدا... كان رجلا فاتن بالرغم من الفم الحازم الذي كان يحي بقسوة لكنها أدركت بغريزتها أنها لا يمكن أن تكون قسوة ظالمة. كان رجلا قادرا على أن يمزج الحزم بالطف. وأذ ذاك تبددب آخر هواجسها نحو الاختيار المفاجئ الغريب صدر عن ليلي فبالرغن من قصر عمر المعرفة أدركت مرغريت أن رويز آلدوريت أهلا للثقة وأنه كفيلا بأن يسعد ليلي .
كان قطع على ليلي انهماكهما في العمل في الحديقة, وعلى جولى انصرافها للقراءة قدوم التوأمين وقد خططا وجهيهما بأحمر شفاه جولي وزينا رأسيهما بالريش وأخذا يصرخان بجنون, وهتفت جولي:
" يا ألهي! عاد الهنديان الى الحرب ثانية!"
فقالت تيس في صرامة:
"المرأة الشاحبة الوجه أسيرتنا."
وهتفت جول بأن تبادر بالانسحاب. وأبتسمت الصغيرة ابتسامة متملقة وقالت لجولي:
" ألن تقبلي؟"
فأومأت جولي بأستسلام. والتفتت تيس الى ليلي قائلة:
" وأنت الأخرى ؟ أنك لا تصلحين أسيرة فأنت تجيدين تسلق الشجر."
وتأملها توم بعناية ثم قال لجولي:
" أنك تصلحين لأن تكوني اميرة هندية أسرتها قبيلة أخرى ."
وأومأت ليلي : وأنت الزعيم الشهير الذي يحاول انقاذها.
وكان لزاما أن يخطط التوأمان أختيهما بأحمر الشفاه. وتحمست جولي وأخذت تعبث بشعر أختها الكبرى وهتفت تيس مغتبطه:
" الآن تبدو هندية حقا!"
وأقبلت تزين جبينها بنطاق من الريش . وأخذ توم يرسم خطوطا على وجهها غير آبه باحتجاجها. وأنصاعت ليلي وهي تشعر بأنها ما كان ينبغي أن تفعل ذلك. وأتكأت جولي على شجرة تفاح قديمة تتأملها صامته بينما غاب توم لحظات وعاد يحمل صندوقا كبيرا من الورق المقوى مصطحبا كيري التي بهتت لأول مرة ثم انطلقت ضاحكة لزميلتها:
" ليتك ترين شكلك!"
جلس التوأمان القرفصاء حول الصندوق يتشاوران بينما راحت جولي وكيري تتيادلان نظرات متغبطة تتعجلان الاحداث وليلي ترمق الصغيرين بحذر... ثم رأت توم يقبل بقطعة من الطباشير الازرق فيرسم خطا عريضا بعرض جبينها وآخر على طول أنفها وهي صامتة مستسلمة... ثم أحاط السروال الكاكي الذي كانت ترتديه بحزام جلدي تدلت منه مدية وأعطاها بلطة من الورق المقوى ووقف وتيس يتأملان نتيجة ما فعلا... وهتفت كيري وعيناها ترقصان:
" النتيجة النهائية تفوق ما يصدقه العقل... هذا منظر جدير بالتسجيل. و التفت الى جولي, وقالت:
" هلأحضر آلة التصوير؟"
صاحت ليلي معترضة:
" لا"
ولكن الضغيرين أخذا يلحن فانصاعت مرة أخرى ودخلت كيري الدار لتحضر آلة التصوير بينما أستسلمت جولي وهي متمتعة بما جرى للصغيرين اللذين أخذا يوثقانها الى الشجرة بطريقة كان بوسعها أن تتحرر منها متى شاءت. وأبتسمت ليلي وقالت للتوأمين وهي ترفع البلطة الورقية فوق رأس جولي:
" أتودان أن أقف مهددة عند التقاط الصورة؟"
فصاحت جولي:
" المفترض أنك جئت لأنقاذي."
وتأملت تيس المنظر ثم قالت لأختها الكبرى:
" أرى من الافضل أنتتسلقي الشجرة."
وتحت الحاح الصغيرين, أضطرت لتسلق شجرة التفاح بمهارة اكتسبتها في ماضي السنين. وبسطت جسمها على أحد الفروع غير العالية متشبثة بالشجرة باحدى يديها ممسكة بالبلطة الورقية باليد الاخرى.

* * *
في تلك الاثناء كانت كيري قد دخلت البيت وعندها سمعت سيارة تقف في الخاج. وتناولت آلة التصوير ثم خرجت متقدة أن مرغريت ديرمموت قد عادت... وأتسعت حدقتاها ذعرا, حين رأت الشخص الذي كان يصحبها!
هتفت مرغريت مبتسمة:
" مرحبا كيري ! أظنك على معرفة بالسيد آلدوريت."
وغص حلق كيري انفعالا وكان رويز قد رآها في العمل طبعا ولكنه لم يولها أنتباهه أما الآن فقد أدرك أنها كانت مع ليلي في مقصورة المطعم يوم أوسعته هذه انتقادا...
تساءلت مرغريت:
" أين الفتاتان؟"
وأضطرت كيري وهي مترددة الى أن تقول انهما في الحديقة, وأن هي الا لحظة, حتى أنبعثت صيحة حرب منكرة, فضحكت مرغريت قائلة وهي ترمق آلة التصوير:
" أتلتقطان صورا للهنديين؟"
فأقرت كيري ذلك متلعثمة وهي تساءل نفسها... كيف تستطيع أن تنبه ليلي وقالت أخيرا:
" أرى من الأفضل أن أخبر ليلي بأنك رجعت..."
وفي هذه اللحظة أنبعثت صرخة من الحديقة وبدت أنها صرخة ليلي فقالت مرغريت ضاحكة:
" أذن فقد أستدرجا ليلي الىأحدى ألعابهما الهندية."
فقالت كيري تنبهها وهي ترمق رويز بنظرة جانبية:
" أجل. وقد أكيباها هيئة الهنود... يحسن أن أخبرها ...أعني...."
ونظرت مرة أخرى نحو خطيب ليلي.
وهزت مرغريت رأسها وقالت ضاحكة:
" أعتقد ان السيد آلدوريت لن يمانع."
وأبتسمت للرجل , وفي عينيها وميض ماكر, وقالت:
" أنه منظر جدير بالمشاهدة حقا... اذا كان شبيها بما فعله بها التوأمان في آخر مرة."
فقالت كيري في ارتباك:
"أنه أسوأ. ولكن مرغريت قالت:
" هذا أفضل وتناولت آلة التصوير من كيري وهي تقول:
" وأنى أوافق على أن نلتقط لها صورة."

وعندما خرج الثلاثة من البيت كانت ليلي فوق الشجرة. وهكذا وصلوا الى الحديقة في لحظة مثالية ليرى ريوز آلدوريت أعجب منظر أذهله في حياته... فالى شجرة التفاح عتيقة كانت ثمة فتاة حسناء موثقة بطريقة بدائية و الريحتعبث بشعرها وعلى وجهها تظاهر بالخوف تخالطه الرغبة لا تقاوم في الضحك. ومن خلف شجرتين صغيرتين برز وجهان صغيران مخططان بالألوان يعلوهما الريش ولكن المشهد الرابع هو الذي سبب الشعور المفاجأة المدهلة الواضحة على وجهه... فعلى أحد فروع الشجرة كانت سكرتيرته الكفء- التي أعتادت السيطرة على نفسها - وقد تدلى شعرها البرونزي اللامع واصطبغ وجهها بالخطوط الحمراء والزرقاء.

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333   رد مع اقتباس
قديم 09-09-09, 10:07 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

والتفتت ليلي اذ سمعت ازيز آلة التصوير فاذا الذعر يقفز فجأة الى عينيها وودت لو أنها تستطيع أن تغوص في جوف الشجرة... وأطلت غير مصدقة فالتقت بعيني رويز آلدوريت السوداوين اللتين تجلت فيهما الدهشة الطاغية مع انبساط لا سبيل لأنكاره.
وأذ اقترب من الشجرة تحركت ليلي بغية الهرب بطريقة ما, ولو بالتسلق لارتفاع أكبر والاختباء بين أوراق الأشجار, ولكن حيرتها وأرتباكها افقداها توازنها... وحاولت أن تستعيد بالتشبث باليد التي كانت تمسك بالبلطة الورقية... وأذ بها تهوى فيتلقاها بين ذراعيه وظلت لثانية واحدة بينهما وقد جمد حراكها من الصدمة.. ثم أنتزعت نفسها متخلصة وهي تغمغم بكلمات غير واضحة وجرت بكل ما أوتيت من قوة فلم تتوقف الا حين لاذت بحجرتها. وهناك رأت لأول مرة كيف كان شكلها تماما!
كان البنطال والبلوزة قديمين وعليهما آثار من التربة خلفتها عنايتها بالحديقة وبضع بقع من طلاء اخضر منذ ساهمت في طلاء الكاراج... وعلى كل شفة خطوط عريضة من طلاء الشفاه الأحمر وشريطان أرزقان عبر الجبهة وخط يفزع اى هندي حقيقي بالاضافة الى عصابة خضراء تلف الشعر البرونزي وفوقها ريشة مائلة. وكانت المدية تتأرجح عند خاصرتها... وأنتبهت اذ ذاك فقط الى أنها كانت مازالت قابضة على البلطة الورقية التي طليت باللونين الاحمر الفاقص والأسود.. كانت صورة غنية بالألوان غير التي أعتاد رويز ظان يواجهها!

* * *




ما لبثت ان ألقت بالبلطة وجلست على السرير وتملكها ضحك كضحك الاطفال. وهكذا وجدتها كيري حين دخلت الحجرة فحملقت فيها في البداية منزعجة ثم عاودتها الابتسامة اذ أبصرتها وقالت:
" الحق أن منظرك عجيب!"
فقالت ليلي وهي تكاد تبكي:
" ماذا ترينني فاعلة يا كيري؟ لا أستطيع أن أنزل وأواجهه!"
قالت كيري:
" يبدو أنك مضطربة لذلك... أنني آسفة اذ لم أنذرك ولكن أمك سمعت صيحات الحرب فأدركت ما كان يجري وظنت أن خطيبك العزيز سيعجب بالمنظر."
فشرعت ليلي في الضحك ثانية وهي تقول:
" ما رأيت على وجه أحد ما كان على وجهه من دهشة ولكنه ضحك!"
ونهضت فخلعت حزام توم ومديته ونزعت العصابة و الريش, وقالت وهي تغيب في الحمام:
" يحسن أن أشرع في أزالة اصباغ الحرب"
وعادت بعد برهة كانت بشرتها ناصعة لامعة وخصلات شعرها متهدلة على كتفيها.. فلما خلعت ثوبها رأت صديقتها أنها كانت أكثر فتنة من أن ترتبط بزواج مصلحة ولكن رويز آلدوريت كما تبادر لذهنها كان أبعد ما يكون عن العذرية المتزمتة.
وراقبت كيري ليلي وهي تتناول تنورة سوداء وبلوزة بيضاء, ثم قالت مبتسمة:
" ألا ينبغي أن ترتدي شيئا أكثر أنوثة؟ أنك لست في المكتب الآن... والمفترض أنه الحبيب المفضل."
فترددت ليلي لحظة ثم اعادت القطعتين وتناولت ثوبا اكثر انوثة ذا لون أخضر ضاربا للاصفرار الليموني كان خير ما يبرز لون شعرها. وراقبتها كيري في تقدير ملاحظة التصاق الثوب بقوام صديقتها الممشوق, بينما كانت ليلي تفكر في أن هذا كله كان عناية ضائعة بالنسبة لرويز, فما كان ليلاحظ أي اختلاف فيما ترتدي. كان بروس هو الجدير بأن تتأنق له, وليس الرجل البارد العواطف الذي ينتظر باطابق الأسفل!
وألقت على كتفيها وشاحا وتحولت تعنى بشعرها البورنزي البهي المتموج على ظهرها ولكن كيري تنازلت الفرشاة منها قائلة:
"دعي هذا لي فذلك أسرع."
وبعد فترة وجيزة كان شعرها تاجا براقا معقوصا حول رأسها وأكتسى وجهها بزينة خفيفة ذات لون طبيعي . وتهيأت للنزول وهي موجسة تماما... كيف سيقدر لها أقناع أسرتهها بأنها كانت تحب رجلا لا قيمة شخصية لديها؟ والاسوأ أننه رجل مغلق بارد من الناحية العاطفية اعتاد أن يبعث فيها اضطرابا كتلميذ يخشى أن يبدر عنه ما يعتبر قحة!
كان التلطف الوجيز الذي ابداه في أول صباح لخطبتها قد تلاشى وعاد لطبيعته العادية الى حد كبير مما جعلها تسائل نفسها عما كانت ستصادف في ذلك الصباح.
غمغمت كيري وهما تغادران الحجرة:
" اعاننا الله... أن تيس على الاقل بعيدة عن طريقنا."
وتصاعدت صيحات التوأمين من الحديقة فقد كانت لتيس عادة النطق بما يتبادر الى ذهنها.
وأحدث ثوبها حفيفا وهي تهبط الدرجات... وشعرت أنه كان يجدر بها ارتداء هذا الثوب لبروس... وأحست بحنين يفوق ما كان يخالجها في أي يوم قبل أكتشافها حبه لستيلا. كان الألم في أعماقها قاسيا حادا وساءلت نفسها:
" هل ستكون مثل جانيس مارتن تتحسر بقية عمرها على رجل ما كان من الممكن أن تحظى به."
لقد قالت جانيس مارتن أن الزمن يلئم الجرح ولكن الوجع الصامت يظل كامنا حتى لحظة أثارة الكوامن. وكانت تلك هي اللحظة التي لا ينبغي لها أن تتذكرها. كان عليها أن تجبر نفسها على النسيان بقدر ما تستطيع وأن تركز أهتمامها على ما ينبغي أن تفعله. كان هذا صعبا و الموق على ما هو عليه دون حنين الى الرجل الذي أحبت لا الرجل الذي تظاهرت بحبه لأن عليها أن تكون ابرع اداء من أية ممثلة. بل أن دورها أصعب أذ أنها تمثل في الحياة وليس على المسرح.

أجتازت البهو وكيري بجوارها ودخلت قاعة الجلوس الكبيرة وكانت دائما مريحة نظيفة يسودها جو البيت الحقيقي بما للبيت من معنى الطمأنينة والسكن.
وكان أبوها قد عاد في تلك الاثناء وأنضم الى الأسرة. ولاح أن رويز كان يتحدث اليه بقدر من عدم التكلف. ولكنه نهض واقفا اذ دخلت الفتاتان وعيناه السوداوان تتأملانهما... كانت الرابطة الوثيقة بينهما واضحة له, ثم صادفت نظراته عيني كيري فرأى بأنها مثل ليلي لم تكن شديدة الاطمئنان الى مقدرته على المضي في التمثيلية... كانت موزعة بين قلقها على ليلي, وأستغرابها فكرة أن يقوم بدور كهذا. وتذكر كلمات سمعها في مقصورته بمطعم ريكي.
أما ليلي فكادت لا تجسر على النظر اليه ولكنها لاحظت لأول وهلة بمجرد دخولها اذ رأته يتحدث مع أبيها, أنه كان ذا طباع لطيفة اذا ما شاء أن يبديها, وكان جذابا بدرجة غير عادية. وبذلت مجهودا لترسم ابتسامة على شفتيها ولدهشتها أذا به يحييها بابتسامة كانت كمفاجأة اذهلتها, ولكنها مفاجأة سارة ولو أنها أضطربت لها قليلا... ما كانت تتصور قط أن تحدث أبتسامة كل هذا التغير... كانت ثمة مناسبات في العمل شهدته فيها يبتسم ولكن الابتسامة في هذه المرة كانت تنطوي على شيء مختلف بدرجة كبيرة, حتى أنها جعلت أنفاسها تتهدج بطريقة غريبة, وأوحت اليها بأنه يستطيع أن يكون خطرا على راحة بال أية أمرأة بفتنته السمراء ومغناطيسيته عندما يبتسم.
وقال وهي تجاهد لتفيق من هزة أبتسامته غير المرتقبة:
" مساء الخير يا عزيزتي..."
وبدا وكأنه كان يستخدم كلمة الاعزاز منذ سنوات طويلة... قد يكون أستعملها لأنه لم يكن يعرف أسمها الاول, فقد كانت متأكدة من أنه لم يفكر فيها قط الا ك... آنسة ديرموت. ثم ليزيد من دهشتها جذبها اليه واحاط كتفيها بذراع مسيطرة نوعا ما وكأن ذلك كان تصرفا طبيعيا بالنسبة اليه.
وأردف بلهجة جعلت الاسرة تضج بالضحك:
" لعلك تعرفينني بالآنسة التي قابلتها فوق الشجرة منذ قليل."
فقالت وهي تحاول أن تألف ذراعه حول كتفيها:
" أرجو أن تنساها."
وضحكت مرغريت قائلة وهي تهز رأسها:
" كلا... لقد ألتقطنا لها صورة جميلة وسأعطي خطيبك نسخة منها."
وأجاب رويز:
" شكرا لك. أستطيع أن أبرزها لها اذا حاولت الاسراف في الوقار معي."
وأبتسم لها بالطريقة ذاتها فضحكت ليلي باضطراب وتخلصت من ذراعه بالجلوس على الاريكة.
ضحطت أمها قائلة:
" أستطعنا أن نقنعه بأنه لا يتزوج هندية حمراء ولكن هذا تطلب جهدا."
وأثار قولها الضحك من جديد فسرت ليلي لذلك لأنه كان كفيلا بتبرير الارتباك والحيرة اللذين تجليا على أساريرها. وقد جلس رويز الى جوارها وأحاط كتفيها مرة أخرى بذراعه بنفس الحركة الطبيعية المسيطرة وما كانت بقادرة على أن تتقبل الشعور بذراعه وهي متمالكه الجأش... وزادها أضطرابا غريبا وجوده قريبا منها.
راحت مرغريت ترمقها مبتسمة.. وأذا كانت قد لاحظت بعض التحفظ في مسلك أبنتها فكان من السهل تفسيره بأنها ما كانت ابدب ممن يكشفن عواطفهن أمام الملأ..وأذهلت ليلي ازاء التبسط الذي أنساق به رويز لدوره. وتبادلت مع كيري نظرة تظهر انها غير مصدقة بينما قالت نظرة كيري صراحة: ما كنت أطنه ينطوي على شيء كهذا... واعترضت نظرة رويز نظراتها ولعل هذا ما دفع بابتسامة مفاجئة الى فمه الحازم. وسرها وادهشها سهولة اندماجه مع أسرتها فلم يبد أن أحدا منهم كان يفكر في مركزه أو ثروته, لهذا خلا الجو من التوتر... بينما تجلى عليه شيء من الجاذبية جعل نظراتها تتعلق به مبهورة رغما عنها.

* * *
تحول الحديث بعد فترة الى موضوع وطنه القديم فسألته مرغريت بابتسامة:
" حدثنا عن بيتك في المكسيك, أظنه كما قالت ليلي يسمى كاراسترانو."
فأومأ برأسه قائلا:
" هذا صحيح. أنني لم أره منذ عشر سنوات."
وشردت نظرات عينيه السوداوين بعيدا, وأختلجت شفتاه بابتسامه شبه حزينة وكأنما نسي كل الموجودين وهو ينظر الى ماض دفنه. فقالت باندفاع لم تتمالكه:
"مأحسبك نسيت ابدا!"
التفت اليها وقد رقت نظراته بدرجة لم تكد تصدقها فلم تدر أكان هذا جزءا من التمثيل أم أنها كانت رقة صادقة لأنه كان يفكر في شيء مهم له... وقال برقة:
" كلا لم أنس قط... وبدا في عينيه السوداوين للحظة عابرة ألم مرير جعلها تود ان تمد اليه يدها... وأردف:
" ما أظنني سأنسى أبدا. وما كانت ثمة حاجة به لأن ينسى وقد آل قصر كارسترانو اليه."
وما لبث أن أبتسم فأدركت في هذه المرة أن ابتسامته تظاهر لأنها كانت الابتسامة الدافئة التي كانت تثير فيها اضطرابا, وقال:
" سنعود الى هناك معا, وهكذا أفضل بكثير من ذهابي وحيدا"
وقطع الصمت صوت صفير سليط: عندما تفرغ من أبداء حبك لها, نود أن نسمع مزيدا عن المكسيك. فصاحت مرغريت وقد عرفت صوت ابنتها الصغرى دون أن تلتفت اليها تيس! كانت الصغيرة تجلس على النافذة مدلية ساقيها داخل الغرفة وحول رأسها أحد اربطة عنق ابيها تلتصق به ريشة, كان منظر تيس أو تيريزا ديرموت مضحكا, وأن لم يبلغ مبلغ أختها الكبرى قبل قليل. وأبتسم رويز وهو يقول لها:
" ماذا تودين أن تعرفي؟"
كانت ليلي جديرة بأن تنذره بأن اختها لا تقنع بالقليل. ورمقته تيس باهتمام صريح, ثم انزلقت عن النافذة وأقتربت تتأمله عن قرب. وأرتجفت ليلي أشفاقا مما قد يصدر عن أختها التي لا سبيل لكبح جماحها... وأخيرا قالت تيريزا الصغيرة:
" هل ينحدر أجدادك من سلالة الفاتحين؟"
"أجل كان منشىء فرعنا من الاسرة دون اكزافيير ويقال انني أشبهه نوعا ما."
هتفت تيس عجبا وعادت تتأمله باهتمام وتساءل, وقالت:
" ما شكل قصركم؟"

قال:
" كارسترانوا؟"
وأبتسم بطريقة أنبأت ليلي بأن أفكاره ارتدت الى هناك وقال:
" أنه كبير مترامي الاطراف, عتيق جدا, تحف به الزهور من كل جانب. وفي الفناء الداخلي نافورة يبدو كأنها تغرد, غني بالزهور لا سيما الورود لأن أمي كانت تحبها أكثر من الزهور... كانت انكليزية, ولكني لم أعرفها قط, لأنها ماتت عند مولدي... وأغتيل والدي بعدها ببضع سنوات."
وشعرت ليلي بجزع اذ سكت خشية أن تسأله تيس عما دعاه لترك موطنه والاقامة في انكلترا. ولكن الصغيرة قالت:
وكأنها تسدي اليه صنيعا: " أتود أن تحضر حفلة عيد ميلادي؟"
همت ليلي بأن تعتذر نيابة عنه, ولكن رويز أدهشها أذ ابتسم لتيس وقبل دعوتها بجدية رصنة قائلا:
" شكرا يا آنسة ديرموت... يشرفني أن أحضر , فلعلك تخبرينني أذ حان موعده."
وأطرب تيس أن يدعوها الآنسة ديرموت وبادرت بأخباره بأنها وضعته فعلا في قمة معارفها من الكبار. وفي اللحظة ذاتها, التقت عينا ليلي بعيني خطيبها فابتسما...

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333   رد مع اقتباس
قديم 09-09-09, 10:08 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وبسبب النظره الوجيزه, والابتسامه, ادركت ان الامر لم يكن ادعاء, اذ شعرت بخجل لا تفسير له, غضت بصرها وبدلت موضوع الحديث.



وبعد تناول الشي خرجت ليلي مع رويز الى البهو, وهو ما بدا ان الجميع توقعوه, كرغبه منها في الفرار من الحرج, ورغبة منهم هم في ان يخلوا لهما الجو, لتوديع ليلي خطيبها, وبادرت ليلي بإثارة عيد ميلاد تيس, فقال بصراحه:
" اترين الا احضر؟ "
واجابته:
" كلا....كلا, طبعا. انما عنيت انها لا تكاد تكون مناسبه مما يروق لك "
" لعلك لا تعرفين ما يروق لي...الا ترين هذا؟ "
وظنت للحظه انه ليس راغبا في الحضور فقالت:
" بلى..لهذا اتيح لك الفرصه, ان شئت الرفض. وبوسعي ان ادعي اصابتك بانفلونزا طارئه. ان حفلات تيس عاده تنتهي بصخب
فنظر اليها واساريره تنم عما في نفسه, وسألها:
" اكان خطيبك السابق يحضر حفلاتها؟ "
فلما اومأت بالايجاب قال بحزم قاطع:
" اذا فلست ارى ما يدعوني لرفض دعوة اختك "
وقالت في نفسها:
" اذا فلا يلومن الا نفسه, اذا تورط في دعابات تيس". على انها وهي تفكر في احدى اللعب المحببه الى اختها, رأت ان تبذل جهدا اخيرا الى تحذيره
من العاب تيس المفضله لعبه العقوبات فهي توجه اسأله, بحيث تفرض عقوبات على احد منا. وفي عيدها يطلق لها العنان اكثر من المعتاد, واذا امكن فإننا ننفذ كل ما تقضي به. وسيكون مرتقبا منك ان تحذو حذونا "
ابتسم وسألها:
" ما الذي تخافينه بوجه خاص؟ "

فقالت:
" لا ادري...ولكن لا يستغرب من تيس اي شيء! "
وتحولت نظرته اليها فجأه الى نظره ثاقبه, متفحصه, وقال:
" اذا سنحاول الا ندع اسألتها توقعنا. وهناك امر اخر...تمثيلنا هذا...عليك ان تكوني افضل اداء, والا كشفت انه تظاهر وادعاء! "
تضرج وجه ليلي وقالت:
" انني اسفه...من العسير...."
ومنعها صوته المتميز بشيء من السخريه, من ان تكمل, اذ قال:
" هذا صحيح, ولكنه كان اقتراحك, وليس لك ان تتراجعي في هذه المرحله "
فنظرت اليه ورفعت رأسها في كبرياء وقالت:
" ما كنت افكر في التراجع يا سيد الدوريت. انني لا ابدأ عادة الا ما اوقن انني سأكمله "
قال في رفق:
" انني متأكد من هذا "
ثم عاد يرمقها بتطفل ساخر بدا يضايقها, واردف:
" اسمي على فكره رويز...مثل لويس فيما عاد تغير الحرفين الاول والاخير في كل منهما. وسيبدو مستغربا ان تواصلي مخاطبتي بتكلف, لا سيما امام اسرتك. "
واومأت برأسها, وهي تشعر بشيء من الحرج اذا تضطر لأن تناديه باسمه.
وفجأه قال وقد عاودته اللهجه الهازئه, وكأنه شعر بما ساورها:
" انني اسمح لك تماما ان تناديني به, ثم هناك امر اخر "
ودس يده في جيبه واخرج علبه سوداء صغيره, وحدست بغريزتها ما جعلها تعقد يديها خلف ظهرها في حركه طفوليه لم تستطع مقاومتها. كان تقديم الخاتم رمزا للحب وعهدا للمستقبل, ولكن هذا الخاتم بالذات كان وجها اخر من وجوه التظاهر...كان الدليل الظاهري لصفقه فارغه لم يعرف حقيقتها الا كيري طبعا وبروس.
ارتفع الحاجبان الاسودان في استغراب هازئ واضح, وامسك باحدى يديه الرفيعتين رسغها الايسر, وقال:
" يؤسفني انه شر محتوم. انني ادرك هواجسك, ولكن لا داعي لاعتباره رمزا لارتباط باق "
فرفعت رأسها بتحد وهي تتساءل عما عساه كان يساور افراد الاسره لو رأوا هذا المشهد. رويز يقف ممسكا بمعصمها باحدى يديه لا يفلته, بينما يمسك بيده الاخرى علبه وقد ارتفع غطاؤها عن خاتم ذي حجر من الياقوت العميق الزرقه. وقالت اخيرا:
" ما كنت افكر على هذا النحو...انما بدا لي انه...تبذير لا داعي له "
" ولكني أظنك توافقين على أنه أجراء طبيعي... فستتوقع أسرتك أن ترتدي خاتما."
وأقرت رأيه وهي تقف بلا حراك بينما أحاط أصبعها بالخاتم بعكس ما توقعت من أن يعطيها العلبة ويطلب منها أن ترتدي الخاتم. كان هذا أكثر تمشيا مع اتفاقية المصلحة التي أبمتها معه, ولكن هذا لم يخطر له, واذا كان قد خطر فانه آثر أن يتجاهله لتكون الخطبة أقرب الى ما هو متعارف عليه وأدهشها أن الختم ناسب أصبعها تماما, وكأنه صنع خصيصا لها!
قال وفي عينيه نظرة غامضة المعنىوجدت أن من العسير أن تصمد لها:
" أتمنى أن يكون فألا حسنا..."
ولم يذكر لأي شيء هذا الفأل ولكنه زادها ذهولا أذ أنحنى ومس بشفتيه النحيلتين يدها, قائلا بفكاهة ساخرة:
" وهذا أيضا متعارف عليه عند تقديم خاتم الخطبة."
بينما تحاشت ليلي الظر الو وجهه!

* * *
تمتمت أخيرا:
" أنه خاتم جميل جدا!"
قال صوته رنة التهكم ثانية:
" لعله كان ينبغي أن أقول أنني أخترته ليناسب لون عينيك."
فعقبت على الرغم منها:
" ماتصورت أنك تعرف لونهما!"
رفعت يده ذقنها فجأة للحظة أمسكت فيها أنفاسها, اذ خامرتها فكرة رعناء بانه يوشك ان يقبلها. ولكنه اكتفى بأن ابتسم في شيء من الاستهجان - أراه حدس ما جال بخلطرها - وتركها قائلا:
" لابد أنني اعرف الآن ان لونهما لون الخاتم تماما. أنني على الاقل لم أفكر في انك قد تفضلين الماس."
ما كانت تظنه يعرف شيء عما تفضله ولا عن لون عينيها ... كان أعجب رجل حقا. وقالت متلعثمة:
" أنني ... أفضل الياقوت."
قال وهو يوجه بصره الى باب قاعة الجلوس المغلق خلفهما:
" حسن. أترين من المناسب الآن أن أنصرف؟ أترينهم أنهم أفسحوا لنا وقتا كافيا؟"
وشعرت ليلي بالدم يتدافع الى وجهها ثانية, وسخطت في نفسها اذ خطر لها أن أي أمرىء خليق بأن يظنها تلميذة طائشة... ما الذي أصاب هدوء اعصابها واتزانها اللذين اعتادت الاحتفاظ بهما تكن الازمات؟
قالت في تردد:
" أظن... أظن ذلك."
وأجفلت على الرغم منها, أذ مد يدا قوية الى شعرها فعبثت بتناسقة , قائلا في أقتضاب:
" هذه أضافة ضرورية! لا سيما لفتاة المفترض أنها كانت تودع الرجل الذي تحبه!"
ومرة أخرى شعرت بوجهها يتضرج ولم تجد كلمة واحدة تقولها, وهي بعد تشعر بلمسة شفتيه الجامدتين ليدها. وأخيرا رفعت رأسها في كبرياء غير متعمدة, وقالت:
" طبعا, أذا كنت تعتبر أن التأثير غير واقعي بدرجة كافية..."
لم تكن ثمة حاجة الى التهكم في صوته أذ قال:
" أنني أعتقد أنه واقعي بدرجة كافية."
وتلاشت تحت تهكم صوته ونظراته الكبرياء التي خالطت صوتها. بينما أردف هو:
" أذن أرى الوقت قد حان لأقول ... أديوس."
وذهلت للمفاجأة مرة أخرى, أذ أستعمل الكلمة الاسبانية للوداع, ومع ذلك فقد لاحت مناسبة تماما, في تلك اللحظة!
ردت ليلي بالكلمة ذاتها, وهي تعجب مما جعله يستعملها, فما عهدته ينثر الكلمات الاسبانية في حديثه. أترى فكرة العودة الى كارسترانو تحطم حاجزا ما؟ وأذا صح هذا, فماذا كان خلف الحاجز؟ وقال:
" أليس لديك شيء آخر تضيفينه؟"
فقالت و الحياء يغلبها:
"أديوس... يارويز."




وقفت بعد أنصرافه مستغربة في التفكير لا تدري حقيقة رأيها به. كانت الشخصية الباردة المتباعدة في المكتب مالوفة لديها حتى الطريقة الساخرة الهازئة... أكان هكذا في كل معاملاته مع النساء اذا تجاوزن التكلف المحض؟ ولكن الشخصية الثالثة لرويز آلدوريت هي مبعث الدهشة الكبرى لديها شخصية مجهولة منها تماما... شخصية الرجل الذي أبتسم لها في دفء متكاسل و الذي جعلتها لمسته تفطن بقوة الى جاذبيته شخصية شديدة ما كانت تعلم أنه أوتيها!

* * *

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الزواج الابيض, dark star, nerina hilliard, رومنسية, روايات, روايات مكتوبة, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير الرومانسية, عبير القديمة, نيرينا هيليارد
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t119070.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط§ظ„ط²ظˆط§ط¬ ط§ظ„ط§ط¨ظٹط¶ - ظ†ظٹط±ظٹظ†ط§ ظ‡ظٹظ„ظٹط§ط±ط¯ (14) review at Kaboodle This thread Refback 28-03-10 11:25 PM


الساعة الآن 09:33 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية