لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-08-09, 01:08 AM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 45499
المشاركات: 173
الجنس أنثى
معدل التقييم: ..مــايــا.. عضو له عدد لاباس به من النقاط..مــايــا.. عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 116

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
..مــايــا.. غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ..مــايــا.. المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل السادس


قالت ابنة عم جريج :
- صدقيني ، انا لا اتقبل ابدا فكرة طلبه منك لأن تتركي عملك لكي تتفرغي للبيت و تربية الاطفال كنت اعتقد ان جريج يفكر بطريقة اكثر مدنية !
بدأت هيلين تندم لأنها طلبت من جوزفين رأيها في دور المرأة في الحياة الزوجية فقد أخذت هذه الفتاة – التي لا تزال طالبة في كلية الحقوق - علي عاتقها مهمة الدفاع عن حقوق المرأة المكتسبة و ظلت طوال ربع الساعة تقريبا تلقي الخطبة عن حقوق المراة الحديثة وواجباتها .
منتديات ليلاس
و لم تكن هذه أول أخر دعوة تتلقاها هيلين ! فقد حضرت عائلة نايت جميعها الحفل المقام علي شرف عودة هيرمان و لم تكن هيلين قد تعرفت بعد علي جميع افراد العائلة و الحق ان بعضهم كان ينظر اليها و الي جريج نظرات عدائية لعدم اعداد حفل خاص للخطبة لدعوتخم جميعا كما اعتبر بعضهم هذه الزيجة فائلة و أخذو ينظرون باستنكار الي هيلين التي اسأت اختيار الثوب الملائم لهذه المناسبة فارتدت ثوبا واسعا جدا .
قالت هيلين مازحة :
- آه يبدو رجلا متسامحا و لكنه في الحقيقة لا يزال متمتعا بعقلية بدائية .
شعرت جوزفين ان هلين تخدعها فقالت بحدة :
- هيلين ...
و لكنها تماسكت و ابتسمت بخبث ثم صاحت قائلة :
- تانت ماري ! ان هيلين هنا و هي تتحرق شوقا لتبادل الحديث معك ! !
كان الوقت قد تأخر لتجنب هذا الحديث ! فقد اتجهت نحوها القبعة المزينة بالأزهار المتعددة الألوان و الحق ان تانت ماري عندما تحدد هدفها لا تتراجع عنه ابدا .
قالت جوزفين في ابتسامة عذبة :
- اعتقد ان امي تناديني ن هلين .. كوني لطيفة مع تانت ماري و ستشعرين بسعادة بالغة في الحديث معها فهي تشترك معك في آراء كثيرة بشأن دور المرأة في الحياة !
و الحق ان تانت ماري – عميدة العائلة – لديها قدرة علي اثارة المشاكل في اقل وقت ممكن كما انها تتقن توجيه الملاحظات اللاذعة و لم تكن هيلين قد تقابلت معها من قبل و لكنها سمعت ما يكفي لكي تفكر في تأخير فرصة لقائهما بقدر المستطاع .
قالت تانت ماري ذات الثانية و التسعين من عمرها في صوت كأنه تنبيه :
- هل تريدين تجنبي يا صغيرتي ؟ عل هناك ما تنوين اخفاءه عني ؟
تمتمت الفتاة و هي تشعر بالأبتسام من حولها :
- كلا بالتأكيد !
- انا لم اتزوج ابدا ، فقد توفي خطيبي في جاليبولي و لم أجد بعده من يتحمل المقارنة كما انني لا اؤمن بالزواج من اجل الزواج فقط و الآن لماذا تفكرين انت في الزواج ؟
- لانني احبه يا تانت ماري .
- هل انت حامل ؟
كان صوتها حادا مما جعل الجميع يلتزم الصمت حولها .
تمنت هيلين لو تختفي فور الا اذا جاء جريج لنجدتها !
و كانت – للأسف – آخر مرة رأته فيها عندما كان في المطبخ يقف مع ابناء عمومته يتبادلون الحديث بشأن قيامه بوضع حد لحيته الصبيانية .
فأجابت هيلين في ضيق :
- كلا .
ردت تانت ماري بصوت حاد :
- كلا ؟ حسن اريد مزيدا من التوضيح .
ثم غمزت لها بإحدى عينيها و قالت :
- هذا ما يخرس الألسنة ، فهناك ثرثة دائمة في العائلة ! و لا يمكن ان يقول لك اي انسان فيم يفكر في وجهك و لكنهم لا يكفون عن الحديث في ظهرك .
اجابت سوزان باسلوب جاف :
- ربما من الافضل ان اكتب علي بطاقة الدعوة : انه ليس زوجا اضطراريا .
- لا يا صغيرتي لا تكوني متشككة الي هذا الحد ! انها غلطتك فعندما يتم الزواج بسرعة شديدة كما في حالتكما يتسبب ذلك في اثارة تعليقات البعض .
- و هل انت مسؤولة عن تحقيق هذا ؟ اي انهم قامو بترشيحك لهذا الدور ! لقد خيبت أملي يا تانت ماري كنت اسمع انك حازمة في آرائك .
بدا الضيق في عيني تانت ماري الزرقاوين الشاحبتين عندما سمعت اصوات الضحكات تعلو من حولها .
- لم تكن هذه مجرد مجاملة يا بنيتي .. فانا اعرف كل ما يحدث كما اعرف الطريقة التي ينظر بها البعض اليك و التي تنظرين بها الي الجميع فربما اكون متقدمة في السن و لكنني لست عمياء لقد تعرفت علي اريك منذ الطفولة و كبر حبنا معنا و لكنني اعرف ان ذلك لا يحدث الان و في معظم الأحيان لا ينظر المرء امامه فيصطدم بأحد ما ثم يقع ... و لا يجد بعد ذلك مخرجا و هكذا قدرت الوضع بالنسبة لك و لـــ هيرمان
كاد الكوب يقع من يد هيلين و هي تقول :
- جريج ! تقصدين جريج يا تانت ماري !
- حقا ؟
تظاهرت عيناها الخبيثتان بالبراءة و شعرت هيلين ان خطاها مكشوف للجميع كأنه مكتوب بحروف من نار ...
هل كان ينتظر هيرمان ؟ في هذه الحالة لابد من تجنبه و لكنها لم تراه ثانية بعد نزهتمها معا في فيكتوريا بارك بالاضافة الي ان جريج اصبح يرفض تماما فكرة خروجهما ثانية مع هيرمان و اي شخص ولو كان يسيطلا علي عدواته لأخيه فذلك مراعاة لواديهما فقط .
قالت هيلين باصرار :
- سأتزوج جريج يا تانت ماري فانا لا اعرف هيرمان الا منذ قليل .
قالت السيدة العجوز بدون ان تبدي اي اهتمام لاعتراضات هيلين :
- بالتأكيد فلم تكن اليس المرأة الملائمة له ... علي الاقل في هذه الفترة .. ذكية و لكنها ليست لئيمة اما انت فعلي العكس من ذلك تبدين فتاة صغيرة ماكرة كما انك تحبين الرحلات اليس كذلك ؟ و تحبين التغير اما جريج فلا .. و لو لم يكن قد تورط في هذه المأزق لكان الآن سعيدا ينعم بالهناء العائلي و الحق ان اليس قد خدمت الاثنين بفرارها و لكنها اشعلت النيران بينهما قبل رحيلها و مازلت تشعتل الي الآن ..
بالتأكيد هيرمان مشهور بنجاحه في اطفاء الحرائق و لكنه لا يزال حيا و يحاول القاء بعض الشرارات من جديد ، هل انت سريعة الاشتعال من جديد يا صغيرتي ؟
كادت هيلين تفقد اعصابها قائلة :
- انا لا اهتم بمن يحاولن اشعال الحرائق .
لحسن الحظ نادى نيكولا في هذه اللحظة بأن اللحم قد تم طهوه فقرر الفضولييون التوجه لنتاول الكطعام الموضوع علي الموائد المصفوفة بجانب الاشجار .

و كانت هيلين قد قررت عدم التأثر بحديث تانت ماري فاضافت بحسم :
- ان فكرة اقامة اسرة هانئة تسعدني كثيرا .
- اطمئني يا صغيرتي فهذا امر مؤكد ! و لكن هل جريج يعرف انك امرأة متوقدة العاطفة ؟ فهو لا يحب الجدال و المناقشات ...
و لكن لو كنت من هذا النوع فأفضل لم الارتباظ بـ هيرمان .. فهو يعشق الدفاع عن نفسه ولا يهاب الصرعات ! فلا ترتكبي نفس الخطأ اليس يا آنسة و لا تورطي نفسك .
خرجت هيلين عن وعيها قائلة :
- تانت ماري ...
و لكن تانت ماري كانت قد وجدت فرسية جديدة انذاك : ابنة اخ لها انفصلت عن زوجها فتوجهت نحوها علي الفور .
استدارت هيلين فجاة نحو هذا الصوت المألوف الذي يتحدث قائلا :
- انها سيدة ثاقبة الفكر ! اعتقد انها قامت بدورها كصحفي رائع .
لم تتمالك هيلين نفسها فصاحت قائلة :
- تقصد مصابا بالشيخوخة .
و كانت تنظر الي هذه القبعة المزهرة و هي تبتعد عنها محاولة تهدئة نفسها قبل ان تبدأ حديثها مع هيرمان ثم قالت :
- منذ متي و انتي هنا ؟
- منذ فترة طويلة عندما سمعتك تكذبين .. و اغنت تتحدثين عن الهناء الأسري ! ربما كنت في حاجة الي زوج و اطفال يا هيلين و لكنك بحاجة الي اشياء اخري كثيرة .. صدقي خبرتي القديمة !
كان هيرمان يرتدي تي – شيرت ابيض اليون و شورتا أزرق يبرز ساقيه الطويلتين و كانت اشعة الشمس تجعله يبدو مشرقا و رأئعا .
- او كنت تجرؤ علي قول اي شيء لجريج او غيره ..
قاطعها هيرمان :
- يالك من جبانة ! فأنت لم تخبريه بأي شيء بعد اليس كذلك ؟ هكذا تتركينه يبكي علي كتفيك ، انت لا تعتقدين انه قادر علي تحمل الصدمة ؟
- ليس هذا ... و لكن ..
- انت غير واثقة في حبه .. هذا كل شيء .
- انا ...
- عزيزتي ؟
قفزت هيلين من مكانها عندما لف جريج ذراعيه حول خصرها و جذبها نحوه بطريقة متملكة .
- انت لم تتناولي شيئا ؟ هيا اسرعي .. فلم يعد يتبقي الكثير ! اعتقد ان هذه العائلة مملوءة بالجوارح ..
قال هيرمان بالي\بتسامة ساخرة :
- كنا نتحدث قليلا يا جريج .
قال جريج :
- اعتقد ان هيلين غير سعيدة بهذا الحديث .
اسرعت هيلين قائلة :
- آه .. لا داعي لذلك يا جريج .. انت تعرف هيرمان ... فهو دائما ..
قال هيرمان :
- مستفز ؟
فقالت هيلين بثبات :
- كنت اقصد كريها .
- هيا لنري هل اعد والدي لي قطعة كبيرة من اللحم ! فانا اتضور جوعا ! لم يتركها جريج وحدها و علي الرغم من ان هيلين شعرت بحمايته لها الا انها تضايقت بعض الشيء و فكرت كم ستشعر بالراحة بعد ا علان زواجهما رسميا !
فسيجد عندئذ كل فرد منهم الهدوء ... و لكن هل هذا وهم ؟
هل سيضع الزواج حلا لجميع المشاكل ؟
كان جريج ينوي السفر في رحلة عمل لثلاثة ايام في بانجوك و لن يعود الا علي موعد الزفاف و كانت هيين تشعر بالخوف كلما اقترب موعد اخبار جريج بالحقيقة و هي لم تكن جبانة كما يقول هيرمان و لكنها كانت تريد ات تؤكد لـ جريج انها غفرت له ما في الماضي ن حتي يغفر لها بدوره ما حدث لها في الماضي ايضا .
تحول لون السماء الي الأحمر عند الغروب الشمس و أضيئت المصابيح الموجودة في الحديقة و في هذا الوقت كان الصغار قد بدءوا في اللعب بينما توجه الكبار الي داخل المنزل للحديث اثناء تناول الشاي اما المراهقون فقد استعانو بالكاسيت و جلسو علي الحشائش الرطبة يستمعون الي الاغاني .
اماالكبار بعض الشيء – اي البالغون سن العشرين و الثلاثين .. فقد التفو حول الموائد ليحكي كل منهم عن حياتهم لأنهم – في الحقيقة – لم يتقابلو منذ فترة طويلة .
و بالتأكيد كان هيرمان محط اهتمام الجميع و كان الجميع يوجهون اليه الاسئلة و كان يرد عليهم بلطف و يحكي لهم عن مغامراته و عن الشخصيات التي تقابل معها اثناء فترة عمله كصحفي .
شعرت هيلين ان جريج متضايق بهض الشيء من اهتمام الجميع بـ هيرمان فعرضت عليه القيام بنزهة قصيرة بين الاشجار التفاح و الخوخ و الكريز التي تعبق الجو برائحتها .
و عندما سارا قليلا التف الاطفال حولهما و اخذو يطلقون الصيحات فدهشت هيلين كثيرا عندما وجت جريج بدأ يهتم بهم و يعد لهم الالعابلدرجة انه نسي الن يشرح لـ هيلين تماما اصول اللعبة و اكن يتصرف بطريقة رائعة مع الاطفال علي الرغم من انع اعزب و هكذا بالتأكيد سيصبح جريج رب عائلة ممتاز .
و بعد قليل ابتعدت هيلين عنهم و تجهت نحو مجري مائي بعيد في الحديقة و كانت في الحقيقة بحاجة ان تبقي وحيدة بهض الشيء و شيئا فشيئا تملكها الهدوء نتيجة للصمت و الظلام اللذين يخيمان علي المكاتن حولها فجأة تذكرت شيئا فبما انها لا تتذكر شيئا مما مضي يكفيها ان تقول لجريج انها تعرفت منذ فترة علي شخص ما و عندئذ لن يطلب منها اي تفسير اما هيرمان فمن الؤكد انه ليس قاسيا و عديم الرحمة الي هذا الحد الذي يجعله يخبر شقيقه بكل شيء حتي يسبب له الالم .
و الآن ما السبب في كونها مكدرة و حزينة الي هذا الحد ؟
فعلي الرغم من كل شيء ... لا يبدو الموقف سيئا الي هذه الدرجة ...

الفصل السابع
- اوه هيلين ، انا لم اقض ليلة رائعة كهذه طوال عمري يجب ان تتزوجي كثيرا .
ثم انفجرت جيني وست في ضحكة مجنونة فاهتزت خصلات شعرها الاشقر و بعد ذلك هدأت لتشرب قليلا من العصير .
- انه اكثر الاحتفالات الزواج التي حضرتها اثارة فلم احضر مثله ابدا و اجابت والدة جريج ووجهها يكتسي بحمرة الارتباك :
- كل ما استطيع ان اقول : انني سعيدة جدا بعدم اصطحاب تانت ماري معي .
قالت جين و هي تأتي من جهة المطبخ حاملة الصنية بين يديها :
- لم نكن نعلم انك تنوين الحضور يا مدام نايت و الا كنا قمنا بالازم علي الاقل ما كنا طلبنا منك المساهمة في نفقات هذا الحفل .
و كانت تشير بيديها بحركات معبرة اثتاء الحديث فأخذت هيلين تضحك بعصبية فقد قامت زميلاتها بتأجير عرض غير اخلاقي للمشاركة في هذا الحفل الصغير حين تتسلم هيلين هدايا زواجها و لكن هانا وصلت مع شقيقتها أيدا بدون ان تعلمن بقدومها مما تسبب في ضيق مؤقت للبعض و لحسن الحظ تعاملت هانا بطريقة طبيعية و سرعان ما اندمجت معهن و لم تستطيع هيلين ان تحدد ما اذا كانت هانا قد سعدت ام انزعجت من مشاهدة هذا العرض غير اخلاقي و ان كانت تشك اكثر في سعادتها و عندما انتهين من تناول الشائ قالت هانا علي المضض :
- اعتقد انني و إيدا مضطرتان اآن للعودة لقد اعددتن حفلا رائعا يا فتياتي آه لو يعلم نيكولا بما رأيته هنا ربما يصاب بنزيف في المخ .
قالت جين مازحة و هي ترفع الهدايا الموجودة علي الارض :
- و لكن ، انتبهي يا مدام نايت و لا تفكري في عقد مقارنة بعد العودة الي المنزل فنحن سعيدات باحتفالنا بعقد قران ولا نريد ان نصبح مسؤولات عن حادث طلاق .
اجابت هانا :
- حقا ، يبدو هذا الشاب المشترك في الحفل وسيما و ذا عضلات و لكنني افضل نيكولا عنه اكثر من مئة مرة لقد كان نيكولا شابا مغامرا في شبابه .. نعم كان مغامرا جدا ..
ثم غمزت بعينيها لهلين علي الرغم من نظرات إيدا المستنكرة فأخذت إيدا بيد شقيقتها من احدي ذراعيها و سحبتها نحو الباب قائلة :
- هيا بنا يا هانا ! يكفينا هذا .
بعد رحيلهما غادر المكان عدد كبير من الفتيات و اخرا بقيت هيلين مع ست من صديقاتها و اخذن يتحدثن عن علاقاتهن بالرجال بصراحة متانهية حتي رن جرس الباب فجاة فقامت هيلين لتري من الطارق و عندئذ قالت جين و هي تضحك :
- احترسي ربما يكون فتي العرض قد حضر من جديد 1
و لكن هيرمان كان الطارق و كان يقف مستريحا و مبتسما و يرتدي تي شيرت ذا لون براق و سروالا من الجينز و في احدي يديه لفافة يبدو من شكلها انها هدية .
قالت الفتاة دهشة :
- انت ثانية ؟
- لقد عرفت انك تقمين حفلا صغيرا .
- حفلا للسيدات فقط و يمكنك لاننتظار حتي يقيم جريج لتوديع حياته الصبيانية فربما يدعوك ..
استعدت الفتاة لتغلق الباب و لكن هيرمان وضع احدى قدميه ليحول دون اغلاق الباب و كان ينتعل حذاء انيقا ايطالي الصنع .
- ابعد قدمك يا هيرمان .
- الا تريدين هديتي ؟ لقد احضرت لك ايضا زجاجتين من الشراب لنشرب نخب سعادتك .
اجابت هيلين و هي تحاول ابعاد قدم هيرمان :
- .. سعادة تريد تدميرها بكل الوساءل !
صاحت جين فجاة و جرت نحو هيلين :
- هل تحدث احد عن الشراب ؟ من هذا ؟
- مندوب مبيعات
- و يحمل شرابا ؟ و هل معه كتيب لوصفات الحب ؟ و هل يبرهن هو علي ذلك ؟
قال هيرمان :
- انه مخصوص للعميل الممتاز .
- من هذا الرجل ؟
كانت عينا جين تلمعان ببريق الفضول بينما كانت هيلين تتشبث بالباب مصرة علي عدم سماح له بالدخول .
- هيرمان نايت .
- شقيق جريج ؟ هيرمان نايت الكاتب ؟ هذا الذي ظهر في التلفزيون مساء امس ؟
كانت جين تتحث بصوت منخفض غير مسموع كانه تمتمة مختنقة .
ثم اضافت :
- و تطلبين منه ان يرحل ؟ هل جننت ؟
قالت هيلين :
- لم ادع رجالا لهذا الحفل .
- اسمعي سأواصل الحفل مع هيرمان نايت في اي مكان و في اي وقت ..
ثم ازاحت هيلين من موقعها الاستراتيجي و فتحت الباب علي مصراعيه .
- مساء الخير اسمي جين ..ز و اعمل ممرضة غير متزوجة و ابلغ من السن الرابعة و العشرين و قلبي خال تماما .
ومدت يدها نحو هيرمان فقبلها بأناقة عندئذ قالت هيلين بجفاء :
- دعيه يري اليد الأخري يا جين التي تضعين فيها خاتم الخطبة .
قال هيرمان منتحبا :
- يا له من قدر قاس ! الفتاة الوحيدة في العالم وقعت في حبها موعودة لشخص آخر !
ثم ركز نظراته علي هيلين التي اكتسي وجهها بحمرة الغضب و لكن لحسن الحظ لم تلاحظ جين ذلك و قالت :
- ها هو ذا الشراب ... هل هو طازج ؟ ممم ... رائع !
كم كنت اتمني ان يكون لي شقيق زوج مثلك علي الغرم من ان ستيف له اربعة اشقاء .. انت لا تعرفين مدى سعادتك يا هيلين هيا ادخل يا هيرمان لأعرفك علي الجميع .
جذبت جين هيرمان و تبعتها هيلين فقابله الجميع بفرح و تهليل و جلست هيلين تراقب هيرمان و هو يمارس طرقه الرائعة في استمالته صديقاتها و اخيرا قالت جيني بنفاذ صبر :
- متي تقررين فتح الهدية يا هيلين ؟
و الحق ان الفتاة لم تكن تريد فتح الهدية و كانت تنظر الي لفافة الورق المفضض كأنها طرد من اللغم .. هل هيرمان يمكنه ان يقدم لها هدية عادية ؟
كانت سيرينا هذه تتحرق شوقا دائما لمعرفة المفاجات انها طفلة حقيقة ! و هكذا بدات تفك العقدة بسرعة و لكن جين طلبت منها ان تكف عن هذا قائلة :
انها هدية هيليت ! و هي التي يجب ان تفتحها !

كانت هيلين محقة .. فلم يكن هيرمان من النوع الذي يقدم هدية عادية و كانت العلبة تحتوي علي قطعة من الخزف الفاخر من نوع السيفر القديم و عليها صورة ملاك .
صمت الجميع بينما كانت هيلين تتفحص الهدية علي الجانبين و كانت الصورة لملاك نحيف ذي شعر ذهبي ووجهه يعبر عن صفاء و هدوء لا حدود لهما اما جناحاه فكانا منقوشين ببراعة .. و كذلك ثوبه .
لابد ان هذه التحفة تمثل ثروة .
قالت هيلين في النهاية بصوت مرتعش :
- انها شاذة جدا في وسط الاشياء الموجودة هنا و التي تملأ المكان .
قال هيرمان بصوت هاديء :
- و لكنها مناسبة جدا .
تقلصت هيلين في مكانها و لحسن الحظ لم تلاحظ اي من صديقاتها ذلك لأنهن كم مشغولات بتفحص الهدية و قالت جيني :
- انها رائعة يا هيلين كما انك محق يا هيرمان انا مناسبة جدا ... هيا اذن احضري له هدية يا هيلين .
- آه . كلا ، انا...
- هدية ؟ لي انا ؟. ما هذا ؟
قالت جيني باصرؤار :
- هيا يا هيلين ، انا متأكدة انك ستعجب بها يا هيرمان ..
اضطرت هيلين لأحضار البلوفر و الحق انها لا تعرف السبب الذي جعلها تهتم بتصميمه بسرعة علي الغم من كثرة عملها انذاك .
اثناء خروجها من الحجرة استقبال الضيوف قالت هيلين
- يتبفي فيه بعض الغرز للأنتهاء منه .
و أتت هيلين بهدوء شديد كأنها تتأخر عن عمد في اشبع فضول هيرمان و كم كانت تتمني الا تبدأ في هذا العمل ابدا ... لابد انه سيعتقد الآن انها تفكر فيه فهو لا يعلم ان هانا طلبت منها البدء في تنفيذه اكثر من مائة مرة .
و اخيرا فردت البلوفر .. و كان اسود اللون هادئا جدا و مصمما الصوف و الموهير و كان علي شكل 7 و في وسطه حلية مزينة من القطفية الذهبة بخيوط من اللون الذهبي و الفضي علي شكل هالة .
و عندئذ قفز هيرمان من مكانه بينما كانت عيناه تشعان ببريق السعادة و الاعجاب .
- انه رائع يا هيلين ! انت حقا موهوبة ! هذا ما كنت اتخيله بالضبط فيما عدا ... انه اكثر روعة مما كنت اتخيل .
لم تستطيع هيلين ان تممنع نفسها من الاحساس بالسعادة ثم قالت جيني بابتسامة :
- بالاضافة الي انه يمكن ارتداؤه علي الوجهين هيا دعيه يري الوجه الآخر يا هيلين .
ترددت هيلين قليلا حتي شعر هيرمان بتعبير عينيها الترددة بين الخبث و القلق و لكنها تقدمت منه و قلبت البلوفر علي الوجه الآخر ثم وضعته علي صدره فكانت الحلية عبارة عن شيطان مزين بقرنين و ذيل و قدمين من الساتان الاحمر ...
انفجر هيرمان في الضحك .
- رائع جدا ! سأرتدي أذن الوجه الملائم لكزاجي ، متي سينتهي ؟ اريد ارتداءه فورا .
اعترضت هيلين قائلة :
- و لكننا مازلنا في فصل الصيف .
قالت جيني و هي تأخذ البلوفر من بين يدي هيلين بسرعة :
- يمكنني ان اكمله لك فورا اذا اردت حتي تستطيع ارتداءه قبل العودة الي المنزل .
صاحت هيلين :
- و لكنه سيسبب له حرارة رهيبة .
- حسن في هذه الحالة يمكنني الانتظار حتي حلول الشتاء ...
تسببت الملاحظة في استغراق هيلين في اتفكير في المستقبل ففي خلال شهور قليلة ستصبح امراة متزوجة و ربما تكون حاملا ايضا و سيصبح هيرمان عم طفلها .
و تخيلت انها بمجرد زواجها من جريجد سيختفي هيرمان تماما من حياتها .. تري هل سيزورها قليلا نظرا للرباط العائلي الذي يجمع بينهم .
- هيلين ؟
قفزت الفتاة من مكانها عندما قال لها هيرمان :
- هل تحلمين و انت مفتوحة العنين ؟ و هل ما قلته هو السبب الحقيقي فيما تفكرين فيه ؟
خمنت هيلين انه يعرف الاجابة من نظراته اليها فبدأت ترفع الهدايا التي تلقتها بما ان هيرمان لك يكن مستعدا بعد لفتح زجاجة الشراب الثانية بدأت الفتيات في الرحيل الواحدة تلو الخري و لكن علي المضض و جاء الوقت المنتظر و قامت ثلاث فتيات بتوديع هيرمان بالقبلات الحارة و اخيرا رحل الجميع و بدأت هيلين و جين و سيرينا في اعادت ترتيب المكان و لكن سيرينا القت نظرة سريعة نحو الساعة يدها فم يعد متبقيا سوى 38 دقيقة لإقلاع طائرتها و كان الرجل الذي تعمل لديه قد منحها اذنا لـ 24 ساعة و لكن يجب عليها العودة بسرعة الي ولنجتون حيث يبقي السناتور و اسرته خمسة عشر يوما فقط .
و هكذا بدأت الفتاة في جمع حاجاتها المتناثرة هنا و هناك بينما اسرعت جين نحو التلفزيون تطلب لها سيارة اجرة و عندما لاحظت جين طريقة سير صديقتها المتأرجحة عرضت عليها مرافقتها حتي المطار ثم قالت :
- اتركي كل شيء كما هو يا هيلين .
و كانت تشير الي كومة الاطباق و الاشياء الاخري المتناثرة علي الارض و هي تمسك بذراع سيرينا التي اخبرت هيلين بعجزها عن حضور الزفاف ثم جذبت جين سيرينا نحو الباب و غادرا المكان .
و بعد رحيل الفاتين شعرت هيلين اخيرا انها اصبحت وحيدة مع هيرمان فذهبت علي المضض في اتجاه حجرة استقبال الضيوف فوجدته يهتم بتفحص البلوفر و كان يرتديه علي ناحية الشيطان .
- مم .. انه رائع في الارتداء ، كما هو رائع في النظر اليه .
قالت هيلين بهدوء :
- انا سعيدة لأنه اعجبك
- و الآن ، كم تريدين مني ؟
- لا شيء انه هدية .
و كانت هذه فكرة جيني ... الا تدعه يدفع ثمنه ..
- حين اشكرك يا هيلين زز لقد تأثرت بعنايتك هذه !
- لم تكن فكرتي .
- و لكنك نفذتها و علي العموم هذا لطف منك مهما كانت الظروف .

شعرت هيلين بالهدوء الشديد الذي يسيطر علي المكان بعد الضوضاء التي كانت تماؤه ... عموما مهما كانت الظروف كما يقول .
لابد لها الآن تطلب منه الرحيل في اسرع وقت ممكن و لكنه كان قد بدأ يجمع الاطباق التسخة و اتجه نحو المطبخ .
- ماذا تفعل ؟
- احاول مساعدتك فانا اعرفك لن تتركي كل ذلك لـ جين بعد العناء الذي تكبدته في اعداد هذا الحفل .
قالت له بحزم و هي تأخذ من يديه كومة الاطباق :
- هذا ليس شأنك ، سأهتم بذلك بنفسي .
و لكنه استدار ليجمع بقية الاطباق و تبعها نحو المطبخ ثم همس قائلا و هو يفتش في الصواني المطيخ عن سائل غسيل الاطباق :
- انت تعرفين انني اجيد التصرف عندما اريد .
تنازلت هيلين عن اعتراضها و ذهبت لتاتي ببقية الاكواب و الاطباق و كان هيرمان قد بدأ الغسيل بعد رفع كمي البلوفر .
قالت هلين :
- لقد وضعت كمية كبيرة من السائل .
- هكذا تصبح الاطباق اكثر نظافة ... مثل الحب تمام ... المزيد منه افضل .
لم تجد هيلين ما تجيبه به و بدات تجفف الاكواب بنشاط ثم تضعها في الصوان .
قال هيرمان :
- مم .. اتمني ان تكوني رقيقة مع ملاكي عندما تنظفينه من التراب .
- لم يكن مفضلا ان تتصرف بهذا الجنون !
- لم اكن انوي ذلك و لكنني رأتيه في زجاج محل فشعرت انه يشبهك كثريا لدرجة انني لم استطع مقاومته و لم احتمل فكرة ان يشتريه احد غيري .
اعترضت هيلين :
- و لكنه لا يشيهني ... فهو نحيف و اشقر ... ولا يشبهني في اي شيء .
قال هيرمان بهدوء :
- ربما يشبهك من الداخل فهو يشع بالرقة و القوة و الحنان ... كما انه يمنح الحب لمن لا يستحقه .
رمت هيلين المنشفة علي النضدة و قالت :
- لماذا يا هيرمان ؟. كان يمكنك ان تكلف والدتم بإحضار الهدية بدلا منك ..
- كنت اريد ان اراك سعيدة يا هيلين ن و لكني لا اعتقد انك ستجدين سعادة في زواجك مع جريج و انا اتيت اليوم هنا بسببه هو .
- بسبب جريج ؟ انا لا افهم !
- اهدئي فهو لم يغير رأيه للأسف ! و ينوي اتمام الزواج في الاسبوع المقبل و لكنه رجع من بانجكوك.
- اعرف ذلك فهو اتصل بي هذا الصباح ثم بعد ؟
- اذن لقد لغي عهدنا .
- اي عهد ؟
- يجب علي الا اراك اثناء غيابه .
- ماذا ؟
- لقد منعني من رؤيتك اثناء غيابه ... فهو لا يثق بي .. او بك ! لذلك عقدنا اتفاقية .
- اتفاقية تخصني انا ؟ انتما الاثنان ؟ بدون علمي .
في هذه المرة تركت هيلين العنان لغضبها و انزعاجها و تماسكت كثيرا ختي لا تصفعه و خرجت من المطبخ الصفير و اسرعت نحو حجرة الاستقبال الضيوف بحثا عن شيء تنفث فيع غضبها فوقعت عيناها علي الملاك .
سألها هيرمان بهدوء :
- هل ستصلين الي هذا الحد ؟ تدمرين شيئا رائعا كهذا بهدف الانتقام مني ..
استدارت هيلين نحوه انه يقرأ افكارها كانها كتاب مفتوح الا تستطيع ان تخفي عنه اي شيء ؟ كلا لن تكسر هذه التحفة من الخزف حتي لو كانت هدية هيرمان لن شيئا بهذه الروعة لابد من احترامه .
صاحت هلين فاقدة ةعيها :
- هكذا تجرؤ .. بم اعبر عن هذا ... التحدث من وراء ظهري ؟
لا اهمية لما اظنه .. فانا مجرد بضاعة رخيصة الثمن ! و هذا
و هذا بسبب خطئك ... كما انك لا تمف ابدا عن اشعال مخاوف جريج ! ولو حضرت الي هنا عشر مرات في اليوم الواحد لن يغير ذك من شيء ! و لن يغير ذلك مشاعري نحوه !
- و لكمه لا يشاركك هذا التفكير كما انه يرتاب من تصرفاتك .
لو كان جريج يرتاب فيّ لأمكنه ان يتحدث اليّ فنحن لسنا في حاجة الي وسيط و خاصة وسيطات محايدا و غير مبال مثلك !
- لا تهاجميني هكذا يا هيلين فلم تكن فكرة هذه الاتفاقية فكرتي و كل ما في الامر انني قلت : انني احبك و انني سأحاول جاهدا انتزاعك منه .. و لكن بدون التحدث او المكر من وراء ظهرك و بدون اللجوء الي طريقة التي اتبعها مع زوجتي ...

- يا الهي ! كيف استطعت قول ذلك ؟ اخيرا فهمت السبب في هدوء جريج عندما اخبرته ..
- اخبرته بماذا ؟ ماذا قلت له يا هيلين ؟
اجابته هيلين بتحد :
- قلت له ما كنت قد قررت قوله انني كنت علي علاقة بشخص ما .
- هذا كل شيء ؟ و كيف بررت السبب في صمتك طوال هذه المدة ؟
اجابت هلين بغضب :
- انا لم اكن اكذب .. لقد اخبرته انني ذهبت الي الطبيب ... و هذا حقيقي ... لكي اعرف منه وسيلة لمنع الحمل و انه اخبرني انني ... انني ...
قال هيرمان برقة مصطنعة :
- عذراء ؟
- لقد اخبرته انني لا اتذكر شيئا مما حدث لي في هذه الفترة و لكن ذلك حدث قبل العملية ... و قد وافقني علي ذلك .
- بدون ان يطلب مزيدا من التوضيح ؟
- بدون ان يطلب مزيدا من التوضيح.
لقد استقبل جريج هذا النبأ بهدوء شديد مما ادهش هيلين و ذلك عندما اخبرته بهذا الامر و هما في طريقهما من المطار و كل ما فعله هو انه ربت علي يدها و طمأنها بسرعة ان ذلك لن يغير شيئا .
شعرت هيلين ببعض الضيق قبل ان تفتح فمها !
و لكن يبدو انه يريد الاحتفاظ بعلاقة طيبة بينهما و هكذا فهمت السبب الذي جعله يخشي ان يستغل هيرمان سوء التفاهم الموجود بينهما .
- ربما شعر بالضيق لأنك رفضت منحه ما وافقت علي منحه لشخص غيره .
-قالت هيلين بصوت ينم عن الانتصار :
- حسن لو كنت تريد معرفة كل شيء فلم اكن انا التي رفضت منحه نفسي و لكن العكس !
- حسن ؟
لمع بريق غريب في عيني هيرمان .
- في هذه الحالة لقد تصرف معك إذن بنبل و ارتكب خطا جسيما و اعتقد انه يتحرق شوقا الآن لأعادة النظر في الموقف الجديد .
- في الحقيقة لا ، كما اخبرني اننا يمكن ان ننتظر حتي اتمام الزواج ...
- حقا ؟
في هذه المرة شعر هيرمان الضيق من اخيه و قال :
- انا اتساءل هل كان ذلك مصلحتك ام لمصلحته ؟
- بمعني ؟
- هل تريدين معرفة رأيي حقا ؟
ابتسم هيرمان فتمنت هيلين لو يلتزم الصمت و لكنه لم يفعل .
- صدقيني لو كان خاتم خطبتي هو الذي في يدك ما كنت منعتني ابدا عن القيام بذلك ! فأنتما تشعران بالحب الشديد و مع ذلك تقاومان شيء غريب االيس كذلك ؟
- انا لم اقل ذلك !
قال هيرمان ساخرا :
- ماذا ؟ انك تحبينه ؟ ام انه من السهل المقاومة ؟
الم تسالي نفسك ابدا ما السبب الذي يجعلك منجذبه الي جريج ؟
حسن .. ذلك لانه ينجح في اشعارك بالأحاسيس التي تشعرين بها نحوي !
نظرت الفتاة اليه بثبات و تذكرت فجاة اول مرة فكر فيها جريج تقبيلها ن لقد شعرت انذاك انها وجدت بين ذراعيه وطنها الحقيقي و سعد جريج بقولها هذا حتي اخبرته انها تشعر انهما كانا حبيبين في حياة سابقة .
استظرد هيرمان قائلا :
- ان ما تشعرين به نحو جريج هو انعكاس لما تش\عرين به نحوي ... اتعتقدين انني لا اري ذلك ؟ كما انني اعرف انك تشعرين بجانبه بالسعادة و الاكمان ، و لكن ذلك لا يكفي ...
قالت هيلين فجاة :
- انت مخطيء .
ووجدت هيرمان كانه سبح بعيد يقف علي حافة الهاوية و خطوة اخري ستجد نفسها في هوة مخيفة و مجهولة .
فقالت مؤكدة :
- انا احب جريج ن و سأكون زوجة صالحة له .
- يا له من طموح متواضع !
كانت هيلين تجاهد في مقاومة اضطرابها و ارتباكها و لم تلاحظ ابدا ان هيرمان يقترب منها .
- هل امنيتك تقتصر علي كونك زوجة صالحة يا هيلين ؟
منزل و اطفال و شعور بالأمومة.. كنت اعتقد ان تأملين كل ذلك و لكن يمكنك الحصول علي هذا معي انا ، ثم لماذا تفكرين في منح جريج كل ما قد نجحت انا في خلقه بداخلك من احتياجات و رغبات منذ خمس سنوات ؟
ثم وضع يديه علي كفيها برقة و اخذ يتحسس ذراعيها حتي وصل الي كتفيها ن فهمست بوهن بدون ان تستطيع الحركة :
- كلا .
استطرد هيرمان قائلا :
- ربما لا تتذكرينني و لكن الماضي محفور بداخلك و علي اهبة الاستعداد للظهور في اي وقت ... تخيلي لو ان اقتراب جريج منك في ليلة زفافكما يذكرك بما حدث في الماضي ؟ و ان تشعري بيدي انا بدلا من يديه هو ؟
و ان تسمعي صوتي انا يردد احلي الكلمات في اذنيك بدلا من صوته هو ؟ و ان تتداخل ملامح وجهه في ملامح وجههي ؟
حملتها كلماته في دنيا اخري ... و كان هيرمان قد اقترب منها و التصق بها ن فشعرت بدفء جسده بالقرب منها ، ثم شدد قبضته عليها حتي بدأت تتأرجح بينما تشتعل الرغبة بداخلها .
لف هيرمان ذراعه حول رقبتها ثم انحني نحوها قائلا في همس :
- من انا ؟

- هيرمان ..
فجاة شعرت انها تحررت من هذا الحلم فقد اعادتها كلمات هيرمان الي الواقع فقالت هامسة :
- كلا .
و لكن هيرمان بدأ يقبلها بحرارة و دفء
- انا هيرمان و انت تعرفين ذلك و قلبك يعلم انني اول من اخذك بين ذراعيه واول من ساعدك في اكتشاف سعادة كونك امرأة ... و كم كنت تحبينني طوال هذه الليلة ! و كم كنت رقيقة و دافئة و نافذة الصبر ايضا و تتحرقين شوقا لمعرفة كل شيء ..
كنت اكثر الفتيات اللاتي تقابلت معهن دفئا و حرارة ...
كنت اخر حبيباتي و اروعهن .. كنت حبيبي الوحيدة ..
ثم قبلها بحرارة شديدة فشعرت الفتاة باحساس رقيق و رائع ينتشر في كل جسدها و اخذ هيرمان يتحسسها و حاولت الفتاة ان تعترض و لكنه اسكتها بقبلة رائعة و بسرعة شديدة خلع هيرمان البلوفر و بدا صدره عاريا فالتصقت فيه هيلين و هي سعيدة و عجزة عن ابعاجه عناه فقالت :
- هيرمان ....
و لكنه طمأنها قائلا :
- سيكون كل شيء علي ما يرام يا عزيزتي ... اعرف ذلك .. اعرف ذلك ...
ثم وضع يديه علي راسها و اقترب منها و هو يشدد قبضته عليها و أخذ يقبلها في رقبتها و كتفيها و هي سعيدة جدا
- هيرمان !
و هكذا حتي فقدت قوتها تماما و شعرت انها لم تعد تستطيع السيطرة علي نفسها و لكن لو كرر هيرمنا فعلته الاولي معها و قضي ليلته بجانبها لن يستطيع الابتعاد عنها ثانية و كانت هذه حقيقة مؤكدة بالنسبة له لقد انتظرها طوال خمسة سنوات و لن يجعلها تفقد ثقتة به مقابل ليلة عبرة ن و اخيرا استجمع قواه و ابتعد عنها و ظل يراقب ملامح وجهها البريء و قال :
- كم انت جميلة !
ثم اقترب منها ثانية ليقبلها قبلة اخيرة و قال و هة يمسك خصرها :
- لقد صرخت باسمي منذ لحظة هل تذكرينني دائما عندما تجدين نفسك بين ذراعيه ؟
و تخذ يتأملها قليلا حتي لاحظ انها بدات تعي ما حدث بينهما منذ لحظات فارتسمت علي ملامح وجهها الدهشة و الخوق .
- هل عادت لك الذاكرة يا هيلين ؟ .. هل قفزت الي ذهنط بعض الذكريات ؟
كانت هيلين تتأرجح كأنها علي وشك ان تفقد وعيها فأمسك هيرمان بها حتي تماسكت بصعوبة و قالت بصعوبة :
- كلا !
- ولا اي شيء ؟
- كلا !
- ومع ذلك رأيتك تزدهرين بسن ذراعي كأزهار في الصحراء عقب الامطار الغزيرة ... كان يمكنني استغلال ضعفك ... و انت تعرفين انك كنت ترحبين بذلك و لكنني اريد اكثر من ذلك ، اريد مشاركتك حياتك كلها و اتمني ان تدعوني بنفسك لمشاركتك اياها .
- ثم انمسك بيديها بين يديه و كانت هليين ترتعش بدشة و فجأة ابتعدت عنع بعنف و عصبية و قالت :
- كلا ! أبدا .. لن اسبب اي الم لـ جريج ... إنه يحبني .
- ذلك إذا لم يكن يلجأ إليك لملء فراغ حياته بشخص يحنو عليه ؟ و هو لا يحبك يا هيلين لأنه لن يتمكن أبدا من طرد أليس من ذهنه ... انه يريد أليس و لم يرد غيرها طوال عمره ن و لكنه تأكد انه لن يستطيع الوصول اليها فقرر البحث عن بديلة لها ... و كنا انت البديلة !
- انت تكذب انت تقول ذلك لــ ...
- انت مجرد بديلة بالنسبة له :لذلك لم يحاول الاقتلااب منك قبل الزواج لأنه يخشي مواجهة الحقيقة و هكذا قرر اختيار الوقت الذي يصبح خلاله غير مخير كالعادة .
قالت هيلين بصوت مرتعش بينما كان هيرمان يحيطها بذراعيه حتي لاتفقد توازنها :
- انا لا اصدقك .
- هل حاول احاطتك بذراعيه كما افعل انا معك ؟
هل حاول النظر اليك كما انا افعل معك ؟ هل نجح في اشعال رغبتك كما ...
- كفي !
ابتعدت هيلين و هي تضع يديها علي اذنيها كأنها تحمي نفسها منه .. إن كلماته لها تأثير قوي عليها و هي لا تريد الاستماع اليها .
كلا جريج لم يكن ابدا بعيدا عنها ... و لكنه يحترمها ، و عندما يفكر في الاقتراب منها يكون ذلك دائما تحت ستار الظلام ... في السيارة او علي ضوء الشموع في شقتها ، و لم تتخيل ابدا ذلك شيئا غريبا فهو يحترمها و هذا كل شيء و لكن هيرمان يريد غرس القلق بداخلها لذلك يذكرها دائما بــ اليس .
قالت الفتاة بصوت حازم :
- اذهب فورا و الا اتصلت بـ جريج و اخبرته بكل شيء .
كان لابد له الخضوع لأمرها نظرا لنظرات العداء التي تملأ عينيها .
قال هيرمان :
- أريد ان تصبحي انت و جريج صرحين مع نفسيكما هذا كل ما اتمناه .
أجابت بشراسة :
- أهذا كل ما تتمناه ؟
- هذه هي البداية ... فنحن نتمني لبعضنا يا هيلين و ستعترفين بذلك في يوم ما ... و لكن كل ما اريده ان تصلي الي هذه النتيجة قبل فوات الاوان و الآن سأرحل .
ثم أخذ البلوفر الخاص به و ارتدي الـ تي –شيرت الموجود علي الاريكة و قال :
- سأرحل رغما عني ... و كلن ما بيننا لن يتلاشي ابدا مهما فعلت .
- هيرمان ..
وقف هيرمان ليستمع اليها قبل ان يفتح الباب و عندما استدار نحوها ارتبكت هيلين بشدة لرؤية نظرة الأمل التي تضيء وجهه ... و كان يبدو اصغر من عمره ..
كأنه عاد خمس سنوات الي الوراء .. فكان وجهه هادئا مملوءا بالطمانينة .. كما رأته تماما في اليوم التالي لأول ليلة قضتها معه .
لم تكن تريد ان ترحل في الصباح و لكنها كانت مضطرة لذلك ... فكان الوداع حزينا جدا وشعرت انها ستحتفظ بذكري هذه الليلة بداخلها علي الدوام فنهضت من جانبه و هي مقبوضة القلب و نادمة ...
و اخيرا قالت هيلين :
- زجاجة الشراب التي اتيت بها ... لقد نسيتها ...
نظر هيرمان الي شحوب وجهها و ارتعاش شفتيها و قال :
- احتفظي بها ... احتفظي بها ليوم الزواج .. يوم زواجنا .
ثم تركها وحيدة وسط ذكرياتها .

الفصل الثامن
- هنا ستؤدي القسم يا جريج ، بعد ذلك يتم القيام بمراسم لبس خاتم الزواج ..
اعاد صوت القس هيلين الي الواقع و لم يكن من السهل ان يلاحظ احد اضطرابها و احمرار وجهها في ضوء الغروب فسعدت هي بذلك .. ألا يعتبر تفكيرها في اشياء شهوانية في هذا المكان خطيئة كبيرة ؟ و خاصة اثناء البروفة الاخيرة لحفل زفافها ؟ و عندما تفكر في رجل آخر ؟ انها تتألم بشدة منذ البارحة نتيجة للصور و الافكار الملحة التي تراود مخيلتها و خاصة بعد ان اغلقت الباب خلف هيرمان و لم تكف لحظة عن التفكير فيه فقد نجح خلال اسابيع قليلة في قلب حياتها رأسا علي عقب .. في قلب كل ما أسسته بنفسها ...
حتي الفكرة التي كونتها بنفسها عن نفسها ، انه لا يحبها من المستحيل ان يحبها لمجرد انه قضي معها ليلة عابرة منذ خمس سنوات مضت ! و لكن ما الذي تشعر به هي تجاه هذا الرجل هذا الغريب الحميم ؟ انها عاجزة عن مجرد التعبير عن ذلك .
و كم من الاحداث توالت خلال هذه الفترة لدرجة انها لم تعد متاكدة من اي شيء .
حتي مشاعرها تجاه جريج اصبحت مضطربة و متناقضة علي الرغم من انها حاولت تصفية الامور و توضيحها اكثر من مرة !
كما توسلتالي الله ان يغفر ما تعتبره خطيئة و لا بد من التأكد من قدرتها علي الوفاء بهذا الوعد قبل الاقتران بـ جريج و لابد لها ان تثبت لنفسها ان هيرمان مخطيء .
جريج العزيز .. ظلت تنظر اليه بينما كان يتبادل الكلمت المازحة مع القس ... انه طيب القلب ! و لا يمكنها ان تصدق انه لا يزال يحب امرأة اخري لم يرها منذ عشر سنوات ! و لكن هل اليس لا تزال تشغل قلبه بعد كل ما حدث ؟
و لكن الم يقم هيرمان ببناء هيكل لتعظيم ملاكه الشاهد الوحيد علي لحظة صدق حقيقة ؟ والآن هاهي ذي تواجه ذكريات حب مضي ان هيلين تفهم جيدا اه من الصعب التخلي عن ذلك عندما يكون الانسان مفعما بالأحاسيس و قد يبقي الفرد محبا لذكري شخص ما و لكنه لا يحبه هو شخصيا .
و منذ خمس سنوات نجحت هي في استمالة شخص غريب و الآن تحاول استمالة صديق و اخيرا قررت هيلين ان تؤدي هي و جريج بروفة لليلة زفافهما ...
انه لا يزال يجهل هذا القرار و لكنها قادرة علي اقناعه لقد اتخذت هذا القرار المهم بعد زيارة هيرمان لها في سوق فيكتوريا بارك و في هذا اليوم تركت هيلين هيرمان و ذهبت لأحدى صديقاتها اللاتي يعملن في التجارة لتنقذها من ورطة ما و كان محل صديقتها قريبا في المحل و عنئذ بحث عنها في السوق كله ثم عاد ليتحدث مع جيني لأكثر من ساعة قبل ان يقرر الرحيل و كانت هيلين تخاف مجرد مواجهته !
ومع ذلك لم تستطيع الاختفاء عن نظره كما انه يعلم انها تنوي الاقامة لدي عائلة جريج لمد اسبوع قبل اتمام الزفاف و خاصة ان الكنيسة لم تكن بعيدة عن المنزل و هكذا لم تستطيع رفض دعوتهم لها .. ان هيرمان نايت يستطيع التفاخر بأنه يجعلها منافقة و متكتمة لكثير من الامور ...
لقد رفضت تناول العشاء معهم في اليوم السابق للبروفة الزفاف ، و بعد ذلك قامت هانا لتحضير معا بروفة ثوب الزفاف و ثوبي جين و جيني وصيفتيها ثم عليها ان تتفقد هي و هانا كل شيء فيما يخص الاستعدادات لحفل الزفاف و خاصة الاستقبال الذي سيقام في المنزل كما ان جميع افراد عائلة جريج مدعوون لهذا الحفل و يجب دعوتهم فردا فردا عن طريق التلفون كما يجب ان يتاكدا ايضا من حضور كل شخص .
و عندما خبرها جريج انه ينوي قضاء الليلة مع اسرته لأن رائحة دهان منزله تسبب له الضيق قررت قضاء الليلة بين ذراعي جريج و هي الطريقة الوحيدة التي تمكنها من ابعاد ذكري هيرمان عن رأسها كما انه يمكنها بذلك العثور علي الهدوء و الثقة في كل مرة تواجه هيرمان .
و كل ما تتمناه الآن ان تنجح هذه التجربة .. كما نجحت التجربى الأولي ... لا بد من ذلك .
و بعد ان خرج الجميع من الكنيسة انتبهت هيلين فجأة الي أنها لم تستوعب اي شيء مما حدث اثناء البروفة حفل الزفاف .
و لكن لا بد لها من معرفة ما حدث يوم السبت ! و هكذا رحب نيكولا بالذهاب معها ثانية الي المذبح بصحبة صديقتها جين و في الناحية الخري كان الوصيف دوج سليرز يحاول استمالة جيني و عندئذ وضعت جيني ذراعها في ذراع جريج محاولة ابعاده عن الجميع قليلا .
- جريج .. لقد احضرت معي جزءا من جهاز العروس هذه الليلة ..
كان جريج يعلم انها تنوي قضاء الليلة السابقة للزفاف في منزل العائلة " نايت " و كما قالت هانا لابد من تزينيها و تدلليلها كما يحدث دائكا في اخر ليلة لأي فتاة قبل الزواج و بالتأكيد يسقضي جاك و سوزان و اطفالهما هذه اليلية معهم ... ان ضيافة عائلة نايت لا حدود لها .

- ممم ؟؟
رفع جريج رأسه نحو السماء السوداء فلم ير سوى نجمة واحدة تلمع .
- نعم ... فلدي قميص نوم رائع من الدانتيل ارسلته لي سوزان من الدانتيل الاسود صنع في باريس .. يمكنني ارتدائه الليلة ..
بدا تعبير وجه جريج غريبا .. ربما يتخيل هذا الرداء ؟ كم انها تتمني ذلك .
التصقت هيلين به و هي تهمس قائلة بطريقة موحية :
- يمكنني عمل استعراض خاص للملابس هذه الليلة ..
- هيلين ..
توقف جريج و كانا علي مقربة من المبني الابيض في هذا الشارع الهاديء الذي تقطن فيه عائلة نايت و كانت فروع اشجار الكرز تهتز برقة وفقا لاتجاه الريح مع اصدار خفيف هادئ .
قال جريج بهدوء بينما الجميع يتوجهون الي المنزل مباشرة :
- هيلين .... هل تنوين ما اتخيله حقا ؟
لم تجب هيلين عنه و اكتفت بان تحيط رقبته بذراعيها و ان تقرب فمها من فمه في البداية كانت قبلة جريج دافئة و فجأة شعرت هيلين بشيء ما ة لكنها سرعان ما استبعدته ، فمهما حدث لن تندم ابدا ..
و اخيرا بعد ان ابتعد عنها قال جريج بضعف :
- هيلين ... اعتقد اننا كنا مقتنعين بضرورة الانتظار .
- و لكن ما الذي ننتظره ؟ انت تعرف انني اعتبر نفسي فعلا متزوجة .. ارجوك جريج ، انا احبك ن كما انني انتظرت طويلا !
- و لكن هذه الليلة ... في منزل والدتي ..
فوجئت هيلين بفكرة لو عرضت ذلك علي هيرمان لم يكن ليرفض ابدا ..
- جريج .. ان اسرتك تنام نوما عميقا ... و هذا يعتبر نوعا من المزاح ...
انها حقا تريد قضاء هذه الليلة معه و لكنها لا تريد مشاجرته و اخيرا التصقت به و ركت نفسها الي الوراء بطريقة مثيرة .
- انت ترغبني يا جريج ؟
سادت دقيقة من الصمت المطبق و اخيرا قال جريج بصوت دافئ و مطمئن :
- بالتأكيد ن ارغبك يا عزيزتي ... لكن ... لماذا هذه الليلة ؟ لماذا لا ننتظر حتي نكون في منزلنا ؟
تجاهلت هيلين الاجابة عن اسئلته و اخذت تتحسس شفتيه بأصابعها
- انني لم ارك كثيرا خلال هذه الفترة الاخيرة و اشعر انني افتقدك ..
- و لكنني اريد لك الكمال ..
- سيكون ذلك يا جريج .
وافق جريج في النهاية و لم يحاول التعمق اكثر من ذلك في هذه الطلب المفاجئ .
- حسن جدا مادامت هذه رغبتك .
- لابد ان تكون اكثر حماسا !
ابتسم لها جريج فقالت له :
- هل سنتقابل في حجرتك ام في حجرتي ؟
قال جريج و هو يجذبها نحو الممر :
- في حجرتك اذا اردت لقد وعدت باصطحاب دوج و والدي لتناول مشروب في الخارج عندما انت تقومين ببروفة لملابسك .
و هكذا لو رأني احد و انا اسير في مئزري فسيكون اهون من رؤيتك بقميص نومك المصنوع من الدانتيل الاسود ..
سارت هيلين و هي تضحك بعصبية .
- اعتقد اننا اتفقنا يا جريج ... لا اعرف اذا كنت تتذكر او لا و لكننا سنزوج يوم السبت و سيري الجميع ان عدم تحركنا لنبجث عن بعضنا لهو شيء الغريب و ليس العكس .
تلاشت عصبية هيلين عندما لاحظت صفاء وجه جريج و ابتسامته فقالت :
- انني حقا احبك .
لابما دهش جريج لقولها هذه الكلمات باصرار و الم و لكنه لم يقل شيئا و اكتفي بقوله :
- انا ايضا احبك يا هيلين .
قالت هيلين و هما يدخلان المنزل :
- انتبه لا اريدك ان تأتي الي و انت ثمل سأنتظرك في الفراش و معي عصا غليظة ..
- لا تخافي ، سأعودة الي المنزل و انا اقود السيارة و تاكدي انني لا اريد ان اقضي اخر ليلة لي كعزب في السجن لمخالفة تعاليم القايدة .
ثم دخلا المنزل معا ولو كانا استدارا لرؤية من يخرج في ظل الجراج لشلهدا هيرمان نايت .
هكذا يرمي ملاكه بنفسه بين ذراعيه منافسه .. لقد حذرها منذ البداية و الآن مادامت هناك مخاطرة لا بد له من التدخل مهما كان الثمن ..
لماذا تحاول هيلين ان تبدو مخلصة ؟ هل حقا تحب جريج ؟
ان الموقف يتحول ضد هيرمان و اصبح مجال الحركة ضيقا للغاية و الحقيقة انه لم يعد امامه خيارا .. ولكن هيلين تتصرف بيأس شديد بدون ان تعمل حسابا للعواقب .
لابد له من ان ينقذها من نفسها كما انقذته هي من نفسه منذ خمس سنوات انها تحتاج الي صدمة هي ايضا لتجد نفسها و لكن من المؤكد انه يخاطر باحتقارها و بكرها له و مع ذلك ستفكر جيدا .. و لن تسير هكذا بدون تفكير نحو ما تسميه مصيرها .
و بعد ذلك .. سيحاول .. لو لم يعد متبقيا امامه الا الثقة في الحظ و الحب و ربما يمكنه منع ملاكه من السقوط مع الاحتفاظ به للنفسه

 
 

 

عرض البوم صور ..مــايــا..   رد مع اقتباس
قديم 21-08-09, 01:12 AM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 45499
المشاركات: 173
الجنس أنثى
معدل التقييم: ..مــايــا.. عضو له عدد لاباس به من النقاط..مــايــا.. عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 116

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
..مــايــا.. غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ..مــايــا.. المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل التاسع

هبطت هيلين السلالم و دخلت الي المدبخ و هي تقول بسعادة بينما ترحب السيدة العجوز بقدومها بابتسامة :
- صباح الخير يا هانا !
فوجئت هيلين بـ نيكولا نايت جالسا علي المنضدة و هو يتمتم بكلمات غير مفهومة من وراء الجريدة ، انه مشهور بأنه يكون طيب المزاج في الصباح و يهتم كثيرا بقراءة النشرة الجوية ، كما يسرد ما ينوي عمله في الحديقة .
و كانت هانا تجلي امام زوجها و هي تمسك بفنجان الشاي و تشير الي هيلين بطريقة موحية ... هل ينويان الاهتمام بشؤون المنزل اليوم ؟ ان ذلك مغاير لعاداتهما و حقا لم تقابل هيلين زوجان متفقان الي هذا الحد ..فيما عدا هي و جريج ... و بينما كانت تنظر باهتمام كأنها تراه لأول مرة كانت ملامح وجهها تكشف عن ابتسامة رائعة ، الاشياء ، الاشكال ن الالوان ، كل شيء يبدو في عينيها اكثر تناسقا و اكثر لمعانا .
منتديات ليلاس
قالت هانا :
- يبدو انك في احسن حال هذا الصباح .. انا سعيدة لأنك قضيت ليلة امس ن فكان يبدو علي وجهك الارهاق كثيرا .
جلست هيلين و اخذت تعد الفطور الخاص بها و ما كان يزعجها ان تشعر – لشدة سعادتها – انها تبدو شفافة .
الحق انها لم تكن سعيدة بمعني الكلمة و لكنها مملؤة بشعور غريب و احساس رائع بالهدوء .. لقد انتهت مخاوفها و شكوكها ! و الآن يمكنها ان تسعد بزواجها و هي تنعم بالهدوء في روحها والانشراح في قلبها .
تناولت هيلين عصير البرتقال و بدأت تتناول فطورها و هي تستمع الي حديث هانا الهاديء انها تشعر بالحيوية و السعادة كم انها تتحرق شوقا لحضور جريج لرؤية وجهه في ضوء الصباح و لاكتشاف سعادته الشخصية .
هل يشعر هو ايضا بالسعادة بعد هذه الليلة التي قضياها معا ؟ فلم يعد هنام وجود لذكريات الماضية .
لقد ذهبت الي حجرتها بعد الامسية التي بدت لا نهاية لها و بعد ان دخلت الي الفراش امسكت بأحد الكتب حتي لا تفقد صبرها تماما و لكنها لم تستطيع التركيز في القراءة .
و هكذا قررت الاسترخاء في الظلام بحثا عن الراحة و الهدوء و لكن هيهات ان الساعة حوالي الرابعة .. هل يحتاج الي كل هذا الوقت ليحضر الي المنزل ؟ هل لـ جريج اهتمامات اخري تشغله امثر من رغبته بها ؟ كلا ... انه يحبها ، و سيحضر ..
ربما لا يريد جذب انتباه والده فقط اذا اصر علي العودة مبكرا و لكن كيف يمكنها النوم و هي تشعر بكل هذا القلق و العصبية ؟
و فجأة انتبهت عندما وجدت من يقبلها بحرارة شديدة .
- جريج ..
رفعت يديها نحو جريج و كان عندئذ بجانبها في الفراش .
و فجاة اخذ يتحسسها بقوة و تملك ففوجئت هيلين بتعجله الي هذه الحد ، و الحق انها لم تكن تتخيل ذلك و ظنت انهما سيقضيان بعض الوقت اولا في الحديث و التقرب من بعضهما ..
- جريج ... انتظر ...
و هاهي ذي تستعيد هذا المشهد من جديد عندما التصق بها جريج و ضغط عليها بثقله و بقوة غريبة حتي كاد قلبها يتوقف عن الحركة فهي لم تعهده ابدا عاشقا رقيقا كما كانت تتمني دائما و اخذ يقبلها من جميع انحاء جسدها حتي شعرت هيلين كأنها وقعت في الفخ لدرجة انها ندمت علي قرارها هذا ، كان يمكنها الانتظار حتي يتم الزواج لكي يتلاشي كل مخاوفها و لكنها اثبتت له حبها بهذا القرار و جريج يستحق ذلك .. قالت الفتاة بيأس :
- جريج ... انتظر ...
انه يتجاهل المها و لكنها هي التي دعته الي فراشها ولو حاولت ابعاده عنها و الآن ، بالتأكيد فسيحقد عليها .. و لكن لابد من تهدئته بأي طريقة حتي يهيئ نفسه للاستماع اليها ، و لكن كيف السبيل الي ذلك ؟ لقد فاجأها اثناء نومها فلم تقو علي المو اجهة ... لقد ظنته هيرمان خلال لحظات قليلة ...
من يعرف ، ربما لو نظرت الي ملامح وجهه الهادئة الأن فستفقد سيطرتها علي نفسها ؟
مدت هيلين يدها لتضيء النور و لكنها كادت ترمي بالمصباح عندما صرخ قائلا :
- كلا !
ثم امسك بذراعيها و انحني فوقها ليسيطر علي حركاتها فشعرت هيلين بشيء غريب و احساس جديد جعلها ترتبك فهمست قائلة :
- و لكنني ... اريد رؤيتك .
- كلا ... لست في حاجة الي رؤيتي ... و اكتفي بما افعله معك و بما تفعلينه معي ..
سرت قشعريرة في جسدها لدرجة انها عجزت عن الحركة فهمي لم تشعر ابدا بمثل هذا الاحساس .
اخذ يقبلها و يشدد قبضته عليها حتي فقدت سيطرتها علي نفسها تماما و كادت تصرخ طالبة منه التوقف ، كلا الاستمرار دائما ..
ثم همس في اذنها بصوت غريب :
- انا حبيبك ... حبيبك الوحيد الذي يرغبك ..
- نعم – آه .. نعم ..
كرري ذلك ... حبيبك الوحيد .

- حبيبي الوحيد
- قولي انك لن تحبي احدا غيري ..
- ابدا ... لن احب احدا غيرك ... انت فقط ..
- و إنك لن تبتعدي ابدا عني .
- ابدا ... اتوسل اليك ..
انها تتمني الان ان يقترب منها اكثر و اكثر و اخيرا التصق بها و غابا معا في عالم رائع ...
- هيلين ؟
ارتجفت الفتاة و اكتسي الان وجهها بحمرة الخجل كانت هانا تتجدث اليها و تنتظر اجابة عن سؤالها :
- انا اسألك هل تريدين مزيدا من البيض ؟؟
نظرت هيلين الي الطبق الموجود امامها و دهشت عندما لاحظت انها تناولت كل طعامها من دون ان تعي ذلك .
- سأكون سعيدة جدا لو اعددت لك مزيدا من الطعام و لكنني اعتقد انك ترفضين تناول كمية كبيرة من الطعام قبل البدء في العمل ..
رفع نيكولا الجريدة عن وجهه و هو جالس علي الطرف الآخر من المنضدة و قال :
- هانا ، بحق السماء ن كفي عن مضايقة الفتاة !
ظلت هيلين دهشة فلم تر ابدا نيكولا يتحدث الي زوجته بهذه الطريقة و لم تكن قد لاحظت عينيه المحتقنتين وججه الشاحب قبل ان يبعد الجريدة من امامه .
هزت هانا رأسها موافقة و قالت :
- دائما ثمل ..
ثم قالت :
- هلي تريد مزيدا من القهوة يا عزيزي ؟
وضع نيكولا الجريدة و نظر بحقد الي زوجته .
- هل ترين ذلك شيئا غريبا ؟
- اسمع انت تستحق ذلك ! و ستدفع غايلا ثمن غلطاتك !
ثم وجهت حديثها الي هيلين التي بدت مهتمة بعض الشيء :
- انه مصر علي الشرب دائما و لهذا السبب يشجعني اهلي علي الخروج معه دائما ..
- لتعلمي انني قادر علي ...
انفجرت هيلين في الضحك .
- يجب ان تعترف انك كنت عاجزا حتي علي صعود السلالم !
نظرت هانا الي هيلين بطرف عينيها .
- لقد ارتمي علي اريكة حجرة الاستقبال الضيوف ! و لكن ذلك لم يمنع من سماع صوت زمجرته ..
- يبدو انك مرهق جدا هذا الصباح يا ابي !
ارتجفت هيلين عند سماع هذا الصوت وراءها .
- ما رأيك في كوب أخر اذن ؟
نظر نيكولا الي الكوب المملوء الذي يمده نحوه ابنه ثم وضع يده علي فمه و اسرع يختفي وراء الباب .
- هيرمان ألا تخجل من نفسك ؟
ثم انفجرت هانا في الضحك قائلة :
- انت تعرف ان والدك لا يحتمل ذلك ..
- الي هذه الدرجة ن ليس هناك خطر ! و الآن سأتناول هذا الكوب بنفسي !
و بينما ذهبت هانا لأعداد القهوة جلس هيرمان في مكان والده و كانت هيلين تركز نظرها علي الفنجان القهوة الموجود امامها و هي تعي تماما ان نظرات هيرمان مثبتة عليها .
- صباح الهير يا هيلين .
رفعت عينيها نحوه و هي تقول بثبات :
- صباح الخير يا هيرمان .
كان يجلس واضعا ذرايعه علي المنضدة و يسند ذقنه بيديه و كان وجهه جادا و منتبها .
ثم همس قائلا :
- هل نمت جيدا ؟
اكتسي وجه القتاة بحمرة الخجل ن هل عرف شيئا ؟ هل سمع جريج و هو يسير قادما اليها ؟ هل سمع صرخاتها ؟
- نعم ، اشكرك .
و لكنها لم تفعل اي خطأ .. لقد عبرت فقط عن حبها للرجل الوحيد الذي ملأ عليها حياتها و هذه الحقيقة ، فقد قضت الليل بين ذراعي حبيبها تنعم بدفء جسده و لكنها لم تجده عندما استيقضت و عندئذ شعرت بالوحدة اكثر من اي وقت مضي حتي ايام مرضها .. و كم كانت تتمني ان تستيقظ بين ذراعيه .. اين كان ؟؟ و لماذا لم يأت اليها ؟
قال هيرمان :
- انا ايضا .
انه يحاول مضايقتها من جديد انه لم يعد ينظر اليها بنفس نظرة الضيق و الغضب ن و لكنه يبتسم برقة و هي تشعر بأن هذه الابتسامة تتحسس جسدها انه لا يزال يشعرها بالأضطراب حتي بعد هذه الليلة التي قضتها مع جريج ..
استدارت الفتاة نحو وجه هانا المطمئن .
- اين جريج ؟ هل ذهب مبكرا الي عمله ؟
- اشك في انه ذهب الي اي مكان !
كان صوت هانا مملوءا بالسخرية و هي تصب القهوة في فنجان هيرمان .
ثم استطردت قائلة :
- انه في حالة اسوأ من حالة ابيه ... الم تسمعيهما عند عودتهما في هذه الليلة يا هيلين ؟ كانا يغنيان و يرقصان !
و يبدو ان جريج وقع مغشيا عليه علي ارض حجرة الاستقبال الضيوف ن ولا يزال هناك .. انه فقد القدرة علي الوصول الي اريكة حجرة المكتب .. اما انت يا هيرمان فكف عن التصرف بهذه الطريقة الملائكية ! خاصة عندما طلبت منهما ان ترافقهما لتقود السيارة حتي يستمتع جريج بليلته كما قلت ! لقد اخبرني نيكولا بكل شيء و قال لي : انك لم تكف عن شراء المشروبات الكحولية لهما بينما جلست انت بهدوء .
تحولت الرجفة التي سرت في جسد هيلين عند بداية حديث هانا الي خوف شديد ... إذن فقد جريج وعيه ..
تجمد الدم في عروقها وز دهشت كثيرا ... لو كان هيرمان هو الذي ...
لم تنتبه الي انها نهضت من مكانها الأ عندما امسكت بطرف المنضدة حتي لا تقع علي الارض ... شعرت كأن ساقيها من المطاط و أن رأسها مملوء بالأفكار المختلطة ..
نظرت الي هيرمان فوجدت علي وجهه تعبير الانتصار هادئا اذن لقد اتضح كل شيء .
- أنت ! ! ! ! !
انفجرت الكلمات من شفتيها الشاحبتين و لكن صوتها كان مسموعا بالكاد و رددت في هلع :
- هذه الليلة ... كنت انت !!
استراح هيرمان في الكرسي و عندئذ فتحت أزرار قميصه فظهرت في صدره علامة حمراء ... العلامة التي احدثتها له .
ظلت الفتاة جامدة في مكانها ن جاحظة العينين عندما رفع هيرمان اصابعه نحو هذه العلامة اسفل رقبته ، و لم يبدو علي وجهه اي احساس بالضيق او بالندم .
همست قائلة :
- اي نوع من الرجال أنت ؟ كيف تفعل شيئا كهذا ؟
اجابها بهدوء :
- حسن .. بسهولة لم اكن اتوقعها !
تدفق الدم فجاة الي وجهها الشاحب وصرخت :
- انت شخص كريه يا هيرمان نايت ... أسوأ شخص قابلته طوال حياتي ! أتمني ان تدفع ثمن ذلك غاليا !
ثم انفجرت في البكاء و خرجت مسرعة من المطبخ تاركة هيرمان الذي قفز من مكانه و هانا في رعب شديد .
فرت هيلين نحو اول غرفة وجدتها في طريقها لتخفي عارها و ألمها و عندئذ كادت تتعثر في جسد ملقي علي الارض ، و من خلال دموعها رأت جريج يتحرك ببطء و يحاول النهوض بألم و اخيرا فتح عينيه قائلا :
- هيلين ... هذا أنت ؟ ماذا حدث ؟ ما كل هذه الضوضاء ؟
حاولت السيطرة علي نفسها ، فقد كانت تتمني ان تركله بقدميها عقابا له علي ما تسبب في حدوثه لها :
و لكنها تماسكت و جرت نحو النافذة و فتحتها لستنشق الهواء الطيب محاولة تهدئة ثأرتها .
هيرمان ، كان هو ... لهذا السبب لم يحاول اضاءة المصباح ، لهذا السبب كان يتصرف معها بسرعة شديدة و الا كانت فهمت كل شيء ... حتي في الظلام لم يكن هو جريج بشعره الطويل و عضلاته القوية و صوته الغريب ... و لكنها لم تلاحظ اي شيء ..
و مع ذلك راودتها ذكري ما و قكرت انها لا تحب هذا الرجل بما فيه الكفاية ... و لكنها غابت معه في هذا العالم .. و تحولت مقاومتها الي رغبة عارمة ؟
- هيلين ؟
تعرفت هيلين علي صوت هيرمان فصرخت قائلة :
- لا تلمسني ... انت وحش !
- و لكنني سعيد لأن هذه الفكرة لم تكن لديك ... منذ ساعات قليلة ..
ابتسم هيرمان ، و فجأة اختفي ضعفها ورقتها و صرخت بصوصت عال :
- هل هذا شيء غريب ؟ هل تجد الاغتصاب موضوعا يستحق المزاح ؟
- لم يكن اغتصابا .
- اعتقدتك جريج .
- في الدقائق الخمس الاولي ن ربما ... كنت تطلبين من جريج الانتظار و لكن انا .. كنت تطلبين مني بل و تتوسلين الي لكي اواصل .
- لم ... لم أكن اعرف انه انت ... كانت الحجرة مظلمة ...
كانت كلماتها كاذبة حتي في اذنيها .
- كنت تعرفين انه انا يا ملاكي ... و هذا ما يسمي برد الفعل المنعكس .. كنت تعرفين .. و لكنك لم تسمحي لنفسك بتأكيد ذلك خوفا من اضطرارك للأبتعاد عني ، كان ادعاؤك الجهل دافعا لسعادتك ... ربما كانت النية سيئة ... فكيف تسمحين لنفسك بالزواج من رجل تضطرينه لمشاركتك الفراش رغما عنه ؟
- انا لا اعرف عن اي شيء تتحدث .
- يا لك من كاذبة يا عزيزتي ! لقد كنت في الحديقة مساء امس و رأيتك و انت تحاولين اقناع جريج المسكين بالموافقة ، و شعرت ان الرغبة لم تكن هي التي تحركك و لكن اليأس ..
و جريج ايضا يعاني نفس الشيء فقد كان سعيدا بمحاولتي دفعه الي الشراب و كان يوافقني مثلك انت .
- اذن ، انت ...
- موقف يائس و تصرفات يائسة ، لم اكن لأستطيع ان اتركك هكذا يا هيلين ! علي الاقل ليس قبل ان اعرف الدافع المفاجئ الذي جعلك تطلبين الحب من شخص لا تبالين به ن و لم اذهب هذه الليلة اليك في حجرتك إل لأؤكد لك و أوضح لك الامور و الغموض و لكن بمجرد ان اقتربت منك و شعرت بتعلقك بي ، فقدت عقلي تماما ...
صاحت هيلين :
- انت تكذب ! لقد حضرت الي و انت عار و ..
- الحقيقة كنت ارتدي مئزر النوم و لكن بمجرد ان لمست كتفيك نظرت نحوي ووضعت خدك علي يدي و همست بأسمي ...
- كاذب !
- ثم قذفت بالغطاء بعيدا عنك ، و عندما لمست فميص النوم الشفاف الذي ترتدينه ، ضعفت تماما
صاخت هيلين :
- و نوياك حسنة ؟ انت شخص قذر ! و عديم الذمة ن لقد استغللت موقفي ..
- حقا ؟ لم اشعر ابدا انك تقدمين تضحية ..
و عندما اغمضت هيلين عينيها ، اشفق هيرمان عليها و تحدث اليها بعذوبة :
- لقد فقدت عقلي تماما يا هيلين ... لقد كنت رقيقة و دافئة و ذكرت اسمي اثناء نعاسك ... انا لم اقترب من اي امرأة منذ خمس سنوات و اخيرا وجدت الاحلام التي طالما ارقتني ليالي طويلة تتحول الي حقيقة وواقع امامي ، انت و انا ، معا من جديد ... عنئذ عاودتني الذكريات فلم اقاوم رغبتي ... اتفهمين ذلك ؟
كان ضوء الصباح يملأ الحجرة حولهما و فجأة ارتسمت علامات الارتباك الشديد علي وجه هيلين رغما عنها ن فقال هيرمان :
- يا الهي ! لقد عادت اليك الذاكرة ! و هذا هو السبب في ضيقك المفاجيء ! لقد تذكرت كل شيء اليس كذلك ؟
و انت الآن لا تتمنين الانتماء الي جريج و لا تريدين التخلص مني . كان وجه هيلين المكسو بحمرة الخجل يؤكد حقيقة كلماته .
- الا تعرفين انك بذلك تستطعين ان تقضي حياتك هئمة علي وجهك من عشيق الي عشيق بحثا عن السعادة التي وجدناها معا ؟ و لكنك لن تجديها ابدا .
- ان اقتناعك بنفسك يدهشني دائما ...
- كفي عن ذلك يا ملاكي ... لقد قلت بحثا عن السعادة التي وجدناها معا ... و انت تعرفين انك شاركتني هذه السعادة . و لكن كيف و متي عادت اليك الذكريات ؟
انه لا ينتظر اجابتها : فهو يعرفها مقدما .
- في منزلك عقب الاحتفال الصغير ؟ بعد ان قبلتك ؟ نعم هو ذلك .
بدا الانتصار و السعادة علي وجهه و انفجر ضاحكا .
- لن تستطيعي الهروب من قدرك هذه المرة يا هيلين ... و لا يمكنك ان تدعي ان الماضي لا يعنيك في شيء بعد هذه الليلة .
ارحلي معي يا هيلين .. او افضل من ذلك ن لنتزوج يوم السبت ... ان كل شيء معد ... و كل ما ينقصنا عمله هو تغير العريس في الدقيقة الاخيرة ...
كيف يمكنه المزاح ؟ و لكن لو لم يكن يمزح ، فأن الامر بغاية البشاعة .
قالت هيلين بجفاء :
- ان رأيك فيّ سيء جدا يا هيرمان لو تخيلت انني اوافق علي التخلي عن جريج لكي اهرب مع شخص اخر .
علي الرغم من الحرارة التي تشعر بها احست الفتاة بالقشعريرة اسفل ثوبها الخفيف الذي ترتديه .
ثم تابعت :
- و معك بالذات ... كيف اقترحت ذلك ؟ تلا اذا كان هذا هو المخرج الذي تبحث عنه منذ البداية !
- انت ايضا سيئة الظن بي ! لو كنت اريد منع هذا الزواج فذلك من اجلك و لأنني احبك انت و ليس الأمر بسبب جريج ن انا احبك يا هيلين و اعتقد انك تحبينني ... هل تنوين افساد حياتك كلها بسبب شعور واه بالذنب مثلما فعل جريج ؟ و تتسببين في الآم اخري لا داعي لها ؟
اخذت هيلين تفكر لحظة عن اي شيء يتحدث و لكنها تراجعت عن ذلك و شعرت فجاة بالأرهاق شديد يستولي عليها لدرجة انها شعرت ان رأسها يكاد ينفجر ن انها لا تستطيع الزواج من هذا الـ جريج و لكنها لا تستطيع التخلي عنه بهذه الطريقة و بعد كل ما فعلاه معا .
ربما لو كانت قد وقعت في حب شخص اخر لكان يمكنه ان يفهمها و لكن ليس هيرمان ..ز سيعتقد ان شقيقه حاول استمالتها ... و هنا ستكون القطيعة الحقيقة بينهما و سينظر لها الجميع نظرة احتقار و سيبتعدون عن هيرمان اشمئزازا منه ، اما السيدة و السيد نايت فألمها سيكون رهيبا و عندما تخيلت كل ذلك اغرورقت عيناها بالدموع .
- لا تبكي يا هيلين ن سنحاول تسوية كل شيء .
كان ذلك صوت هانا التي ابعدت هيرمان عن طريقها و طلبت منه المغادرة الحجرة و عنئذ حاول هيرمان الاعتراض علي محاولة والدته ابعاده عن هيلين التي استسلمت لدموعها و هو يقول :
- ولكن ... اننا في حاجة الي الحديث معا .
- ربما تكون في الحاجة الي الحديث الآن ن و لكن فكر في هيلين ايضا انها علي وشك الانهيار ز
- انا ....
و لكن هيرمان لم يجد حججا مقبولة فتحسس بيديه خصلات شعره الاشعت بطريقة عصبية و عندما لاحظت هانا انه يرتجف بدت حانية عليه ..
- انت لا تفهمين شيئا يا امي ...
- آه انا افهم اكثر مما تتخيل ن انا لست عمياء و انت تعرف ذلم ... لقد تلقت هيلين المسكينة ضربة قوية علي رأسها !
و احاطت كتفي الفتاة بذراعها .
- امي ....
- انا لا اريد ان اعرف كيف استطعت ان تجعلها تصل الي هذه الحالة و لكنني افضل الاحتفاظ ببعض افكاري عنك يا هيرمان .
- انا لم اقصد ايلامها .
صاحت هانا غاضبة و هي ترتعش :
- حسن ، يمكنك الآن ان تتفاخر بنجاحك !
و عندئذ نظرت اليه هيلين فوجدت وجهه يكتسي بالحمرة كأنه طفل صغير و عندئذ اكتفي هيرمان بذلك و ابتعد فاستطردت هيلين و هي تصرخ :
- لو كانت هناك جائزة عن البشاعة لحصلت عليها منذ زمن بعيد !
قالت هانا :
- انه يريد إغاظتك فقط ن والان تعالي معي الي المخبأ يا هيلين ... اريد ان اريك شيئا .
تبعتها هيلين نحو المبني الصغير الموجود وراء الجراج و هي تتساءل هل يمكن لهذه المراة الدافئة و الحانية ان تغفر لها الارتباك و القلق الذين يستتبعان الغاء الزواج و لكن لو رفضت الارتباط بجريج فستكون علي وشك قطع اي علاقة ثمينة بالنسبة لها .
كان هناك مصباح وحيد يتدلي من سقف المخبأ فيضيئه و كانت ارض المخبأ و جدرانه حافله بأشياء كثيرة .
قالت هانا :
- كل هذه الاشياء ملك لـ هيرمان لقد احضرها له نيكولا منذ ان كان في الرابعة من عمره و حقا انا دهشة جدا لكون هذا الفتي المشاغب لم يحاول كسر لعبة او افسادها فتبدو كأنها لم يمسها احد لقد احتفظ بها علي امل ان يسعد احفادنا بالعثور عليها في يوم ما .
- و لكن ايت اشياء جريج ؟
تجاهلت هانا سؤال هيلين و قال :
- ها نحن اولاء هنا الآن !
و اخرجت صندوق كبيرا يحتوي علي عدد كبير من الصور وز الالبومات القديمة ثم وضعت كرسيين مكسوين بالتراب بجانب بعضهما و عندئذ جلست هانا و هي تمسك بين يديها الصغيرتين الالبوم الي تناولته من الصندوق .
- انت تعرفين انني اعتبرك كأبنتي يا هيلين و لا داعي لشعورك بالذنب هكذا فأنا لست عمياء و اعرف ان هناك شيءا ما يسبب الانزعاج ... فانت لست كما عهدتك منذ فنرة .
- هانا ...
قالت هانا مبتسمة :
- لا تقاطعيني مادمت بدات الكلامي ... كما انني الحظ ان اضطرابك منذ عودة هيرمان .
تنهدت هانا طويلا ن ثم تابعت :
- انني احب ابنيّ و لكنهما يتفننان دائما في تحطيم كل منهما سعادة الآخر و قد اكتفيت حقا بكل هذه القصص ! فلو كنت تحبين جريج فلتتزوجيه و لو كنت تشكين في حيك فلا تتزوجيه .... ان الامر سهل يا هيلين و لكنني اعتقد ان ذلك لا يمثل المشكلة الرئيسية لك اليس كذلك ؟
لم تسطع هيلين الانكار امام نظرة الام الحانية لـ هانا فقالت بصوت مرتعش :
- ما الذي حدث بالضبط في قصة اليس ؟
هزت هانا رأسها قائلة :
- هذا ما تخيلته .
ثم استراحت في الكرسي و هي تضبط ثوبها المصنوع من القطن ذا تصميم المكون من الازهار ن و استطردت قائلة :
- ربما أكون سيدة عجوزا تدس انفها فيما لا يعنيها و لكن لا ضرر في ذلك عندما فشل زواج هيرمان اعتقد اننا لم نقف بجانبه و اننا اهتممنا بـ جريج و اليس اكثر منه و كم كنت اتمني انذاك ان تنتهي الامور علي خير وألا يتألم هيرمان و لكنني شعرت انه بتدخلي قد اصل الي حد كره ابني لي و بعد ذلك فهمت خطئي و لا أنوي تكرار ذلك ثانية لقد كنت احب اليس كثيرا و احتفظت بعلاقتي معها بعد رحيلها .
صمتت هانا لتترك فرصة لـ هيلين لاستيعاب الموقف ثم قالت بعد قليل :
- و لدي بعض صورها .

امسكت هيلين الالبوم الذي اعطته لها هانا و عندما رأت صورة الزفاف شعرت بانقباض في قلبها ..
كان هيرمان صغيرا في السن .. اما اليس فكانت تبدو سعيدة جدا كانت طويلة القامة نحيفة و رائعة الجمال و عنئذ شعرت هيلين انها تكرهها ثم اخذت تتصفح الالبوم و تراقب الصور المختلفة التي تحكي قصة زواجهما و بعد عدة صور لاحظت ان الصور تجمع بين جريج و اليس اكثر من الصور التي تجمع من هيرمان و اليس ...
و كان هيرمان يبدو عصبيا في بعض الصور كما لو كان يتمني عدم الظهور فيها .
قالت هانا :
- اعتقد ان اليس كانت تعرف منذ البداية انها ترتكب خطأ و لكنها قررت المواصلة ثم وقعت في حب جريج و اعتقد انها لو كانت تقابلت معه منذ البداية لاختارته دون منافسة او مشكلة لقد عاشت اليس طفولة رهيبة و ذلك لانفصال والديها عن بعضهما اكثر من مرة عندما كانت صغيرة في السن ، و لكنها اخفت ضعفها وراء مظهر التفاخر و اعتقد انها كانت تجهل الي اي حد تتمني بداخلها مجرد زواج تقليدي لقد خلقت هي و جريج ليعشا معا وهو ايضا يفضل الزواج التقليدي ... و هذه الفكرة جزء من المشكلة ..
ارتجفت هيلين ما السبب في حديثها عن الحاضر ؟ الم يكن من الافضل ان تقول كان يفضل ؟ ثم لا حظت انها تركز عينهيا علي صورة ما ... صورة اليس و هي اكبر في السن و تحتضن بين ذراعيها طفلا صغيرا ضعيفا في العاشرة من عمره كانت الصورة بعيدة لا تجعلها قادرة علي تحديد لون عينيه و لكن هناك شيء ما في شكل الطفل و هيئته جعلها تسأل :
- من هذا ؟
اجابت هانا بهدوء :
- انه جوشوا . ابن اليس
كررت هيلين بدهشة :
- ابنها .
و لكنه لا يشبه اليس ..ز انه حقا من عائلة نايت من اعلي رأسه حتي اخمص قدميه ثم همست هيلين بصوت حزين :
- انه لم يحدثني عنه ابدا ... و لم يخبرني ابدا بأنه أب لطفل ... آه يا الهي ..
- من هو الذي لم يخبرك ؟
- حسن اقد هيرمان !
نطقت هيلين اسمه بصوت مخنوق و كأنها تشعر بالخيانة .
- لم يكن هو المسؤول عن اخبارك بوجود هذا الطفل ، فهو ليس ابنه .
وقع الالبوم من بين يدي هيلين علي الارض مسببا سحابة من التراب بينما تدفق الدم الي وجهها و تجمدت يداها .
- ماذا تقصدين ؟ ان جوشوا طفل جريج ؟
هزت هانا راسها و انحنت لتمسك بالالبوم تاركة هيلين الفرصة لتتماسك قليلا .
- لقد كانت اليس لدي اسرتها في استراليا عندما علمت بأنها حامل و ان الجنين ليس طفل هيرمان لذلك فضلت اخفاء السر و لكننا عرفنا بعد ولادة الطفل اصيبت اليس بانهيار عصبي و ارسلت لنا اسرتها تطلب من جريج الاهتمام بالطفل حتي تتماثل امه للشفاء .
- آه ، هانا !
اغرورقت عيني هيلين بالدموع .
- الحقيقة ان جريج شعر فورا بمسؤوليته عن حالة اليس فأخرجه هذا النبأ من حالة اللامبالاة المقلقة و عندئذ سافر لرؤية جوشوا و ما ان تماثلت اليس لشفاء حتي طلب منها الزواج و لكن الانفصال لم يكن قد اعلن رسميا انذاك و مع مرور الوقت ازداد حجم الشعور بالذنب لديهما و كان هيرمان يزج نفسه في خضم الاخطار المستحيلة ... فشعرا بأن لا حق لهما في السعادة معا و هكذا قرر جريج زيارة ابنه فقط و كان يذهب بصفة دورية الي استراليا لرؤية جوشوا كما يشارك في تربيته بوضعه في مدرسة داخلية و اليس لا تزال ترسل لي تؤكد حبها لـ جريج و لكنه لا يستطيع الاقتراب منها الا و يتخيل خطاه ... و شيئا فشيئا قلت زيارته لهما ثم قرر قطع علاقته نهائيا مع الماضي ... انه يحب جوشوا و لكنه يعتقد ان الطفل في حاجة لوجود اب بجانبه طوال الوقت و ربما قرر الابتعاد عنهما نهائيا حتي يمنح الفرصة لـ اليس للأقتران بغيره و ان كنت اشك في ذلك .. و في رأيي انه لو لم ير جوشوا والده لكان من الؤكد سيشعر بحزن عميق و هأنذي حكيت لك كل القصة حتي يكون قرارك علي اسا و يمكنك اذن عمله ما ترينه في مصلحتك و ليس في مصلحة جريج ... او هيرمان .
- و لكنني لا اعرف شيئا .
قالت هانا بجدية :
- لو كان هيرمان ...
- لا اعرف ... يقول .. انه يحبني ، و لكن ... ربما يكون ذلك بسبب هذه الظروف و ربما يكون حقيقة .
لم تحاول هانا ان تسألها عن طبيعة هذه الظروف الغامضة .
- في هذه الحالة الامر يتوقف عليم انت اليس كذلك ؟ يتوقف علي احساسك ... علي حقيقة ثقتك به ام لا .. انه رجل يا هيلين ... و اعتقد انه ناضج بالدرجة التي تسمح له بتقرير مصيره و لكن لو كانت الشكوك تراودك فلماذا لا ترحلين لمدة قليلة و تنتظرين وضح الامور ؟ لماذا لا تذهبين لزيارة شقيقتك ؟ و يكفيك مجرد الاتصال به ... اعتقد انك في حاجة الي زيارة هونج كونج .
هونج كونج ... بالسخرية القدر .
اعترضت هيلين قائلة :
- و لكنني ... ى استطيع الرحيل هكذا ... اريد ان اقول ... الزواج ، الثوب .. الهدايا .. الاستعدادات ... العائلة ..
و فجاة شعرت انها تفقد القدرة علي المواصلة فقالت اها هانا بهدوء :
- دعي لي كل هذا ن و سنتحدث خلال خمسة ايام .
رفعت هيلين يديها نحو صدرها في رعب قائلة :
- و لكن جريح ... سيعرف ان الامر يتعلق بـ هيرمان .
قالت هانا :
- ليكن ... ربما ذلك افضل كما يقول هيرمان ن ربما سيشعر جريج بانه تحرر انذاك من دينه و يصبح قادرا علي اتخاذ قرار حازم بشأن اليس و هذا ما تحتاج اليه اليس حقا : دليل حب جريج لها و محاربته للحفاظ علي حبها ..ز و رمبا يكون ذلك ما تحتاجين اليه انت ايضا من هيرمان .
- تعتقدين ان الامر سهل جدا !
ابتسمت هانا :
- ولم لا ؟ و ربما تكون الساعات الطوال التي قضيتها في صنع ثوب الاحلام لم تذهب ادراج الرياح ..

الفصل العاشر
كان هو !
شدت هلين قبضتها علي الكوب و هي تركز عينيها علي الرجل الذي يقف في الطرف الآخر من البهو المزدحم بالناس تحت اضواء الساطعة لحمام السباحة .
كان يوليها ظهره و لكن خصلات شعره تداعب ياقة سترته الزرقاء و كانت مألوفة و مربكة لها .
و نسيت تماما ضيقها و مزاجها المعكر من سوزان الي احضرتها معها لحضور هذا الحفل الاسترالي المقام علي حافة حمام السباحة .
و كانت سوزان قد اصلات علي اصطحاب شقيقتها معها قائلة :
- من المؤكد ان هذا الحفل سيجعلك تغيرين افكارك !
و لكن هذا الحفل لم يفعل شيئا سوى مضايقتها اكثر و شعرت بأنها تمل من مجرد رؤية اي رجل علي هذا الكوكب الا هذا الذي تركته و رحلت ...
و هناك بعيدا عن حمام السباحة توجد ملاعب تني و الاسكواش و ملاعب الاطفال حيث يتنزه الاطفال بصحبة المربيات الفلبينيات و هذا شيء مألوف بالنسبة للسيدات اللاتي يردن النفرغ لأزواجهن رجال الاعمال امثال جاك .
و كانت هيلين تقضي اوقاتها في التنزه مع كارولين و مايكل و ليزا و لكنها لم تنجح في التخلص من حزنها و قلقها اللذين يفسدان عليها اي متعة .
و لكن هل نجحت هانا في حل هذه المشكلة كما قالت لها ؟ و هل صفح عنها جريج فعلتها ؟
و الحق انه بعد ان افاق من سكره فهم ان هيلين قررت الغاء الزواج و حاول ان يعبر عن حزنه لأنها خدعته ثم اخذ يكيل لها الاتهامات و لكنه لاحظ انها لم تحاول الدفاع عن نفسها او مجرد النطق بكلمة واحدة فغضب كثيرا ثم اخذ يلعن جميع السيدات و الفتيات علي وجه الارض .
وعندئذ قالت لها هانا :
- سيهدأ بعد قليل .
ثم قامت هانا بالاتصال بـ هونج جونج و حجزت لها في الطائرة المتوجهه الي هناك في اليوم التالي و لم تفصح لـ هيرمان عن اي شيء مما ينويان عمله و اخيرا قرر هيرمان ان يترك فرصة لـ هيلين للبحث عنها في اليوم التالي ليكتشف انها رحلت .
و كانت تعتقد انه سيتصل بها تلفونيا فور وصولها و ربما يسافر اليها و لكن الايام تمر دون اي بارقة امل و هنا قررت هيلين مواجهة الحقيقة انها لن تراه ثانية .
فجاة عادت هيلين الي الارض الواقع فاكتشفت ان الرجل الذي كان يقف هناك اختفي تماما ... بالتأكيد لم يكن هو ، لم يكن هيرمان زز لابد لها من التخلص من هذا الوسواس حتي لا تصاب بالجنون .. لقد تركته دون كلمة واحدة دون ان تترك له رسالة ... فلماذا يهتم بالبحث عنها ؟ ربما عاد الي نيويورك ليغرق نفسه في تأليف كتاب جديد .
انها تلوم نفسها لتسرعها في الرحيل قبل معرفة العواقب هذا التصرف .
من المؤكد ان هيرمان يحتقر جبنها .. انها لم تخبره ابدا انها تحبه .. لماذا لم تواتها الجرأة لتعترف له بما تشعر به ؟
انها تكن له حبا عظيما و ليس العكس ن لقد تصرفت بطريقة مؤلمة .
- هل تريدين قضاء الليلة معي ؟
تركت هيلين الكوب فجاة فوقع علي الارض الف قطعة فلطخ الحذاء الباهظ الثمن الذي اشترته في الصبح بناء علي نصيحة شقيقتها سوزان .
همس هيرمان و هو ينظف البقع التي تناثرت علي سرواله الازرق اثر وقوع الكوب :
- ان ذلك يفتقر الي الرومانسية ، اليس كذلك ؟
قال سوزان التي كانت تقف بجانب هيلين :
- هل سمعت جيدا ما قلته الآن ؟
ابتسم هيرمان وهو يتأمل وجه هيلين ثم قال :
- لقد سألت هذه المرأة ان كانت توافق علي قضاء الليل معي .
كان يمكن لسوزان ان تتصرف بطريقة رهيبة و لكن رؤية هذا الرجل الوسيم الانيق الذي يرتدي سترة علي احدث موضة جعلتها تهدأ بعض الشيء .
و كانت هيلين تتطلع اليه بعنين واسعتين و لكنها دهشة جدا ..
اجابت سوزان بثبات و هي تسحب هيلين بعيدا عنه :
- حسن ن ذلك لا يهم هذه المرأة .
و لكن هيرمان تحرك عدة خطوات ليلحق بهما ، فقالت سوزان معترضة :
- يكفينا هذا يا سيد ! انها حزينة بما فيه الكفاية و ليست بحاجة الي سماع كلمات شخص مغامر مثلك !
- حقا ؟ حزينة ؟
هزت هيلين رأسها وهي تضع يدها علي صدرها ..
ان قلبها يكد يقفز من مكانه !
- يجب ان تستعيني برأي شخص مجرب .. فالحزن خطير جدا و خاصة عندما يحاول الفرد تحمله وحده .

ثم ابتسم بطريقة مثيرة و قال مؤكدا :
- ولكنني املك كفاءة لا مثيل لها في علاج هذه الآلآم .
اجابت هيلين بصوت اجش :
- في الفراش ؟
- هيلين !!
شعرت سوزان ان اختها تتصرف بطريقة غريبة .
- هل تقيم هنا يا سيدي ؟ هل لديك دعوة ؟
قال هيرمان دون ان يجيب عن السؤال الموجه اليه :
- في الفراش ، بعيدا عن الفراش ، في اي مكان ..
- اسمعني يا سيد ، لو لم تبتعد فورا فسأبلغ رجال الامن ...
- انني اقيم في جناح في الـ هيلتون .
ثم اخذ يفتش في جيب سترته دون ان يرفع عينيه عن وجه هيلين .
- ها هوذا مفتاح حجرتي ... لو شعرتي انك بحاجة الي وقت للتفكير .. فأنا لا اتعجلك ، و سأنتظرك طوال عمري .
انفجرت سوزان قائلة عندما وضع هيرمان المفتاح في يد هيلين :
- ما الامر بحق الشيطان ؟
و لكن هيلين نظرت الي المفتاح المعدني في يدها ثم شددت قبضتها عليه كما لو كان كنزا ثمينا .
انه مفتاح الحياة ، مفتاح الحب ن مفتاح باب السجن الذي وضعت نفسها فيه بأحزانها و شكوكها .
قالت سوزان :
- يبدو ان شقيقتي تلقي نفسها ين ذراعي اول رجل يأتي اليها ؟ اين جاك ؟ سترين انه سينمعك من ذلك !
قالت هلين بهدوء :
- لست في حاجة الي التفكير سأحضر اليك .
ثم اعطته المفتاح ، فقال لها هيرمان بصوت حاد :
- لا اريدك ان تخطيء فهم شيء لا اقصده ، و افضل ان تتضح الامور امامك فورا : انني لا ارغب في مشاركتك الفراش طوال الليل و النهار فقط بل بقية حياتي ..
قالت هيلين بصوت مرتعش :
- آه ؟
انها تؤدي هذه اللعبة تحت مرأى و مسمع من سوزان المسكينة و عندئذ اقتربت منها سوزان و همست في اذنها :
- هيلين ! ارجوك لا تزجي بنفسك في الامر ! الا ترين انه شيطان ؟
و لكن هيرمان تابع حديثه قائلا :
- اريد الزواج منك .
- شيء طبيعي و انا موافقة .
ولأول مرة ابتسمت بينما لمعت عيناها ببريق خبيث و قالت :
- بعد ان حاولت استمالتك بهذه الطريقة ن لابد لي من رد اعتبارك بالزواج منك .
سألتها سوزان في قلق :
- هيلين ، هل تعريفن هذا الرجل ؟
اجاب هيرمان مبتسما :
- لقد اخذت وقتها و لكنها وصلت اخيرا ، انت سوزان علي ما اعتقد ؟
ثم استولي علي يدها و صافحها بحرارة .
- اقدم لك نفسي : هيرمان نايت .
- هيرمان ؟
اخذت سوزان تنظر اليهما الواحد تلو الاخر بعنين واسعتين ثم قالت لـ هيلين :
- هذا هيرمان ؟ هذا الذي ...
اكد هيرمان :
- نعم انا هو .
قالت سوزان بجفاء :
- حسن ... لا يمكن ان اقول انك متعجل ... والا لماذا لم تستقل اول طائرة قادمة الي هنا ؟
اجاب هيرمان بهدوء :
- كان لدي بعض الاشياء اريد تسويتها اولا .
تقلصت هيلين و قالت :
- جريج ؟
- وما شأنك بهذا ؟ هل تريدين الحصول علي موافقته ؟
هزت هيلين رأسها بدون تردد فتنهد هيرمان و قال :
- كنت اظن انه سيهاجمني و لكن ذلك لم يحدث فقد اكتفي بجعل الحياة مستحيلة لاسرتنا خلال هذه الايام الاخيرة كما لو كان والداي غير حزنين لالغاء الزواج ..
همست هيلين كانها مذنبة :
- كنت اعرف ان الواجب يحتم عليّ الانتظار .
- كلا كان من الافضل ان تبتعدي عن المنزل في هذه الفترة يا عزيزتي ، كما انني ساعدتهم .. بكل سرور ...
ولقد رحل جريج الي استراليا امس ... لنقل مثلا انه ذهب لزيارة جوش و ربما يستطيع ان يجد هو و اليس و السعادة اخيرا .
- وهل سيضايقك بهذا ؟
نظر هيرمان اليها بدهشة ، ثم لف ذراعه حول خصرها و جذبها نحوه وهو يتحسس خصلات شعرها الاسود فاقتربت منه و التصقت به
و قال لها :
- هل تعرفين انك جعلتني اعيش في جحيم خلال هذه الاسابيع الاخيرة ؟ والآن يا ملاكي امامنا متسع من الوقت لأصلاح ما حدث و العيش في سلام .
قالت له هيلين نعم بعينيها و بعد ان اشارت لـ سوزان مودعة اياها ، رحلا معا الي فندق الـ هيلتون .

 
 

 

عرض البوم صور ..مــايــا..   رد مع اقتباس
قديم 21-08-09, 01:15 AM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 45499
المشاركات: 173
الجنس أنثى
معدل التقييم: ..مــايــا.. عضو له عدد لاباس به من النقاط..مــايــا.. عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 116

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
..مــايــا.. غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ..مــايــا.. المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

..{ThE EnD}..

 
 

 

عرض البوم صور ..مــايــا..   رد مع اقتباس
قديم 24-09-09, 09:59 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2009
العضوية: 125141
المشاركات: 7
الجنس أنثى
معدل التقييم: الداليا السوداء عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 14

االدولة
البلدAjman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الداليا السوداء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ..مــايــا.. المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

مشكورة على مجهودك الرائع بارك الله فيكى وجزاك الله الف خير

 
 

 

عرض البوم صور الداليا السوداء   رد مع اقتباس
قديم 24-09-09, 10:00 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2009
العضوية: 125141
المشاركات: 7
الجنس أنثى
معدل التقييم: الداليا السوداء عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 14

االدولة
البلدAjman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الداليا السوداء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ..مــايــا.. المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

 
 

 

عرض البوم صور الداليا السوداء   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليلة عابرة, another time, المركز الدولي, روايات, روايات مكتوبة, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير الجديدة, شلالات القمر, سوزان نابيير, susan napier, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:31 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية