كاتب الموضوع :
..مــايــا..
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل السادس
قالت ابنة عم جريج :
- صدقيني ، انا لا اتقبل ابدا فكرة طلبه منك لأن تتركي عملك لكي تتفرغي للبيت و تربية الاطفال كنت اعتقد ان جريج يفكر بطريقة اكثر مدنية !
بدأت هيلين تندم لأنها طلبت من جوزفين رأيها في دور المرأة في الحياة الزوجية فقد أخذت هذه الفتاة – التي لا تزال طالبة في كلية الحقوق - علي عاتقها مهمة الدفاع عن حقوق المرأة المكتسبة و ظلت طوال ربع الساعة تقريبا تلقي الخطبة عن حقوق المراة الحديثة وواجباتها .
منتديات ليلاس
و لم تكن هذه أول أخر دعوة تتلقاها هيلين ! فقد حضرت عائلة نايت جميعها الحفل المقام علي شرف عودة هيرمان و لم تكن هيلين قد تعرفت بعد علي جميع افراد العائلة و الحق ان بعضهم كان ينظر اليها و الي جريج نظرات عدائية لعدم اعداد حفل خاص للخطبة لدعوتخم جميعا كما اعتبر بعضهم هذه الزيجة فائلة و أخذو ينظرون باستنكار الي هيلين التي اسأت اختيار الثوب الملائم لهذه المناسبة فارتدت ثوبا واسعا جدا .
قالت هيلين مازحة :
- آه يبدو رجلا متسامحا و لكنه في الحقيقة لا يزال متمتعا بعقلية بدائية .
شعرت جوزفين ان هلين تخدعها فقالت بحدة :
- هيلين ...
و لكنها تماسكت و ابتسمت بخبث ثم صاحت قائلة :
- تانت ماري ! ان هيلين هنا و هي تتحرق شوقا لتبادل الحديث معك ! !
كان الوقت قد تأخر لتجنب هذا الحديث ! فقد اتجهت نحوها القبعة المزينة بالأزهار المتعددة الألوان و الحق ان تانت ماري عندما تحدد هدفها لا تتراجع عنه ابدا .
قالت جوزفين في ابتسامة عذبة :
- اعتقد ان امي تناديني ن هلين .. كوني لطيفة مع تانت ماري و ستشعرين بسعادة بالغة في الحديث معها فهي تشترك معك في آراء كثيرة بشأن دور المرأة في الحياة !
و الحق ان تانت ماري – عميدة العائلة – لديها قدرة علي اثارة المشاكل في اقل وقت ممكن كما انها تتقن توجيه الملاحظات اللاذعة و لم تكن هيلين قد تقابلت معها من قبل و لكنها سمعت ما يكفي لكي تفكر في تأخير فرصة لقائهما بقدر المستطاع .
قالت تانت ماري ذات الثانية و التسعين من عمرها في صوت كأنه تنبيه :
- هل تريدين تجنبي يا صغيرتي ؟ عل هناك ما تنوين اخفاءه عني ؟
تمتمت الفتاة و هي تشعر بالأبتسام من حولها :
- كلا بالتأكيد !
- انا لم اتزوج ابدا ، فقد توفي خطيبي في جاليبولي و لم أجد بعده من يتحمل المقارنة كما انني لا اؤمن بالزواج من اجل الزواج فقط و الآن لماذا تفكرين انت في الزواج ؟
- لانني احبه يا تانت ماري .
- هل انت حامل ؟
كان صوتها حادا مما جعل الجميع يلتزم الصمت حولها .
تمنت هيلين لو تختفي فور الا اذا جاء جريج لنجدتها !
و كانت – للأسف – آخر مرة رأته فيها عندما كان في المطبخ يقف مع ابناء عمومته يتبادلون الحديث بشأن قيامه بوضع حد لحيته الصبيانية .
فأجابت هيلين في ضيق :
- كلا .
ردت تانت ماري بصوت حاد :
- كلا ؟ حسن اريد مزيدا من التوضيح .
ثم غمزت لها بإحدى عينيها و قالت :
- هذا ما يخرس الألسنة ، فهناك ثرثة دائمة في العائلة ! و لا يمكن ان يقول لك اي انسان فيم يفكر في وجهك و لكنهم لا يكفون عن الحديث في ظهرك .
اجابت سوزان باسلوب جاف :
- ربما من الافضل ان اكتب علي بطاقة الدعوة : انه ليس زوجا اضطراريا .
- لا يا صغيرتي لا تكوني متشككة الي هذا الحد ! انها غلطتك فعندما يتم الزواج بسرعة شديدة كما في حالتكما يتسبب ذلك في اثارة تعليقات البعض .
- و هل انت مسؤولة عن تحقيق هذا ؟ اي انهم قامو بترشيحك لهذا الدور ! لقد خيبت أملي يا تانت ماري كنت اسمع انك حازمة في آرائك .
بدا الضيق في عيني تانت ماري الزرقاوين الشاحبتين عندما سمعت اصوات الضحكات تعلو من حولها .
- لم تكن هذه مجرد مجاملة يا بنيتي .. فانا اعرف كل ما يحدث كما اعرف الطريقة التي ينظر بها البعض اليك و التي تنظرين بها الي الجميع فربما اكون متقدمة في السن و لكنني لست عمياء لقد تعرفت علي اريك منذ الطفولة و كبر حبنا معنا و لكنني اعرف ان ذلك لا يحدث الان و في معظم الأحيان لا ينظر المرء امامه فيصطدم بأحد ما ثم يقع ... و لا يجد بعد ذلك مخرجا و هكذا قدرت الوضع بالنسبة لك و لـــ هيرمان
كاد الكوب يقع من يد هيلين و هي تقول :
- جريج ! تقصدين جريج يا تانت ماري !
- حقا ؟
تظاهرت عيناها الخبيثتان بالبراءة و شعرت هيلين ان خطاها مكشوف للجميع كأنه مكتوب بحروف من نار ...
هل كان ينتظر هيرمان ؟ في هذه الحالة لابد من تجنبه و لكنها لم تراه ثانية بعد نزهتمها معا في فيكتوريا بارك بالاضافة الي ان جريج اصبح يرفض تماما فكرة خروجهما ثانية مع هيرمان و اي شخص ولو كان يسيطلا علي عدواته لأخيه فذلك مراعاة لواديهما فقط .
قالت هيلين باصرار :
- سأتزوج جريج يا تانت ماري فانا لا اعرف هيرمان الا منذ قليل .
قالت السيدة العجوز بدون ان تبدي اي اهتمام لاعتراضات هيلين :
- بالتأكيد فلم تكن اليس المرأة الملائمة له ... علي الاقل في هذه الفترة .. ذكية و لكنها ليست لئيمة اما انت فعلي العكس من ذلك تبدين فتاة صغيرة ماكرة كما انك تحبين الرحلات اليس كذلك ؟ و تحبين التغير اما جريج فلا .. و لو لم يكن قد تورط في هذه المأزق لكان الآن سعيدا ينعم بالهناء العائلي و الحق ان اليس قد خدمت الاثنين بفرارها و لكنها اشعلت النيران بينهما قبل رحيلها و مازلت تشعتل الي الآن ..
بالتأكيد هيرمان مشهور بنجاحه في اطفاء الحرائق و لكنه لا يزال حيا و يحاول القاء بعض الشرارات من جديد ، هل انت سريعة الاشتعال من جديد يا صغيرتي ؟
كادت هيلين تفقد اعصابها قائلة :
- انا لا اهتم بمن يحاولن اشعال الحرائق .
لحسن الحظ نادى نيكولا في هذه اللحظة بأن اللحم قد تم طهوه فقرر الفضولييون التوجه لنتاول الكطعام الموضوع علي الموائد المصفوفة بجانب الاشجار .
و كانت هيلين قد قررت عدم التأثر بحديث تانت ماري فاضافت بحسم :
- ان فكرة اقامة اسرة هانئة تسعدني كثيرا .
- اطمئني يا صغيرتي فهذا امر مؤكد ! و لكن هل جريج يعرف انك امرأة متوقدة العاطفة ؟ فهو لا يحب الجدال و المناقشات ...
و لكن لو كنت من هذا النوع فأفضل لم الارتباظ بـ هيرمان .. فهو يعشق الدفاع عن نفسه ولا يهاب الصرعات ! فلا ترتكبي نفس الخطأ اليس يا آنسة و لا تورطي نفسك .
خرجت هيلين عن وعيها قائلة :
- تانت ماري ...
و لكن تانت ماري كانت قد وجدت فرسية جديدة انذاك : ابنة اخ لها انفصلت عن زوجها فتوجهت نحوها علي الفور .
استدارت هيلين فجاة نحو هذا الصوت المألوف الذي يتحدث قائلا :
- انها سيدة ثاقبة الفكر ! اعتقد انها قامت بدورها كصحفي رائع .
لم تتمالك هيلين نفسها فصاحت قائلة :
- تقصد مصابا بالشيخوخة .
و كانت تنظر الي هذه القبعة المزهرة و هي تبتعد عنها محاولة تهدئة نفسها قبل ان تبدأ حديثها مع هيرمان ثم قالت :
- منذ متي و انتي هنا ؟
- منذ فترة طويلة عندما سمعتك تكذبين .. و اغنت تتحدثين عن الهناء الأسري ! ربما كنت في حاجة الي زوج و اطفال يا هيلين و لكنك بحاجة الي اشياء اخري كثيرة .. صدقي خبرتي القديمة !
كان هيرمان يرتدي تي – شيرت ابيض اليون و شورتا أزرق يبرز ساقيه الطويلتين و كانت اشعة الشمس تجعله يبدو مشرقا و رأئعا .
- او كنت تجرؤ علي قول اي شيء لجريج او غيره ..
قاطعها هيرمان :
- يالك من جبانة ! فأنت لم تخبريه بأي شيء بعد اليس كذلك ؟ هكذا تتركينه يبكي علي كتفيك ، انت لا تعتقدين انه قادر علي تحمل الصدمة ؟
- ليس هذا ... و لكن ..
- انت غير واثقة في حبه .. هذا كل شيء .
- انا ...
- عزيزتي ؟
قفزت هيلين من مكانها عندما لف جريج ذراعيه حول خصرها و جذبها نحوه بطريقة متملكة .
- انت لم تتناولي شيئا ؟ هيا اسرعي .. فلم يعد يتبقي الكثير ! اعتقد ان هذه العائلة مملوءة بالجوارح ..
قال هيرمان بالي\بتسامة ساخرة :
- كنا نتحدث قليلا يا جريج .
قال جريج :
- اعتقد ان هيلين غير سعيدة بهذا الحديث .
اسرعت هيلين قائلة :
- آه .. لا داعي لذلك يا جريج .. انت تعرف هيرمان ... فهو دائما ..
قال هيرمان :
- مستفز ؟
فقالت هيلين بثبات :
- كنت اقصد كريها .
- هيا لنري هل اعد والدي لي قطعة كبيرة من اللحم ! فانا اتضور جوعا ! لم يتركها جريج وحدها و علي الرغم من ان هيلين شعرت بحمايته لها الا انها تضايقت بعض الشيء و فكرت كم ستشعر بالراحة بعد ا علان زواجهما رسميا !
فسيجد عندئذ كل فرد منهم الهدوء ... و لكن هل هذا وهم ؟
هل سيضع الزواج حلا لجميع المشاكل ؟
كان جريج ينوي السفر في رحلة عمل لثلاثة ايام في بانجوك و لن يعود الا علي موعد الزفاف و كانت هيين تشعر بالخوف كلما اقترب موعد اخبار جريج بالحقيقة و هي لم تكن جبانة كما يقول هيرمان و لكنها كانت تريد ات تؤكد لـ جريج انها غفرت له ما في الماضي ن حتي يغفر لها بدوره ما حدث لها في الماضي ايضا .
تحول لون السماء الي الأحمر عند الغروب الشمس و أضيئت المصابيح الموجودة في الحديقة و في هذا الوقت كان الصغار قد بدءوا في اللعب بينما توجه الكبار الي داخل المنزل للحديث اثناء تناول الشاي اما المراهقون فقد استعانو بالكاسيت و جلسو علي الحشائش الرطبة يستمعون الي الاغاني .
اماالكبار بعض الشيء – اي البالغون سن العشرين و الثلاثين .. فقد التفو حول الموائد ليحكي كل منهم عن حياتهم لأنهم – في الحقيقة – لم يتقابلو منذ فترة طويلة .
و بالتأكيد كان هيرمان محط اهتمام الجميع و كان الجميع يوجهون اليه الاسئلة و كان يرد عليهم بلطف و يحكي لهم عن مغامراته و عن الشخصيات التي تقابل معها اثناء فترة عمله كصحفي .
شعرت هيلين ان جريج متضايق بهض الشيء من اهتمام الجميع بـ هيرمان فعرضت عليه القيام بنزهة قصيرة بين الاشجار التفاح و الخوخ و الكريز التي تعبق الجو برائحتها .
و عندما سارا قليلا التف الاطفال حولهما و اخذو يطلقون الصيحات فدهشت هيلين كثيرا عندما وجت جريج بدأ يهتم بهم و يعد لهم الالعابلدرجة انه نسي الن يشرح لـ هيلين تماما اصول اللعبة و اكن يتصرف بطريقة رائعة مع الاطفال علي الرغم من انع اعزب و هكذا بالتأكيد سيصبح جريج رب عائلة ممتاز .
و بعد قليل ابتعدت هيلين عنهم و تجهت نحو مجري مائي بعيد في الحديقة و كانت في الحقيقة بحاجة ان تبقي وحيدة بهض الشيء و شيئا فشيئا تملكها الهدوء نتيجة للصمت و الظلام اللذين يخيمان علي المكاتن حولها فجأة تذكرت شيئا فبما انها لا تتذكر شيئا مما مضي يكفيها ان تقول لجريج انها تعرفت منذ فترة علي شخص ما و عندئذ لن يطلب منها اي تفسير اما هيرمان فمن الؤكد انه ليس قاسيا و عديم الرحمة الي هذا الحد الذي يجعله يخبر شقيقه بكل شيء حتي يسبب له الالم .
و الآن ما السبب في كونها مكدرة و حزينة الي هذا الحد ؟
فعلي الرغم من كل شيء ... لا يبدو الموقف سيئا الي هذه الدرجة ...
الفصل السابع
- اوه هيلين ، انا لم اقض ليلة رائعة كهذه طوال عمري يجب ان تتزوجي كثيرا .
ثم انفجرت جيني وست في ضحكة مجنونة فاهتزت خصلات شعرها الاشقر و بعد ذلك هدأت لتشرب قليلا من العصير .
- انه اكثر الاحتفالات الزواج التي حضرتها اثارة فلم احضر مثله ابدا و اجابت والدة جريج ووجهها يكتسي بحمرة الارتباك :
- كل ما استطيع ان اقول : انني سعيدة جدا بعدم اصطحاب تانت ماري معي .
قالت جين و هي تأتي من جهة المطبخ حاملة الصنية بين يديها :
- لم نكن نعلم انك تنوين الحضور يا مدام نايت و الا كنا قمنا بالازم علي الاقل ما كنا طلبنا منك المساهمة في نفقات هذا الحفل .
و كانت تشير بيديها بحركات معبرة اثتاء الحديث فأخذت هيلين تضحك بعصبية فقد قامت زميلاتها بتأجير عرض غير اخلاقي للمشاركة في هذا الحفل الصغير حين تتسلم هيلين هدايا زواجها و لكن هانا وصلت مع شقيقتها أيدا بدون ان تعلمن بقدومها مما تسبب في ضيق مؤقت للبعض و لحسن الحظ تعاملت هانا بطريقة طبيعية و سرعان ما اندمجت معهن و لم تستطيع هيلين ان تحدد ما اذا كانت هانا قد سعدت ام انزعجت من مشاهدة هذا العرض غير اخلاقي و ان كانت تشك اكثر في سعادتها و عندما انتهين من تناول الشائ قالت هانا علي المضض :
- اعتقد انني و إيدا مضطرتان اآن للعودة لقد اعددتن حفلا رائعا يا فتياتي آه لو يعلم نيكولا بما رأيته هنا ربما يصاب بنزيف في المخ .
قالت جين مازحة و هي ترفع الهدايا الموجودة علي الارض :
- و لكن ، انتبهي يا مدام نايت و لا تفكري في عقد مقارنة بعد العودة الي المنزل فنحن سعيدات باحتفالنا بعقد قران ولا نريد ان نصبح مسؤولات عن حادث طلاق .
اجابت هانا :
- حقا ، يبدو هذا الشاب المشترك في الحفل وسيما و ذا عضلات و لكنني افضل نيكولا عنه اكثر من مئة مرة لقد كان نيكولا شابا مغامرا في شبابه .. نعم كان مغامرا جدا ..
ثم غمزت بعينيها لهلين علي الرغم من نظرات إيدا المستنكرة فأخذت إيدا بيد شقيقتها من احدي ذراعيها و سحبتها نحو الباب قائلة :
- هيا بنا يا هانا ! يكفينا هذا .
بعد رحيلهما غادر المكان عدد كبير من الفتيات و اخرا بقيت هيلين مع ست من صديقاتها و اخذن يتحدثن عن علاقاتهن بالرجال بصراحة متانهية حتي رن جرس الباب فجاة فقامت هيلين لتري من الطارق و عندئذ قالت جين و هي تضحك :
- احترسي ربما يكون فتي العرض قد حضر من جديد 1
و لكن هيرمان كان الطارق و كان يقف مستريحا و مبتسما و يرتدي تي شيرت ذا لون براق و سروالا من الجينز و في احدي يديه لفافة يبدو من شكلها انها هدية .
قالت الفتاة دهشة :
- انت ثانية ؟
- لقد عرفت انك تقمين حفلا صغيرا .
- حفلا للسيدات فقط و يمكنك لاننتظار حتي يقيم جريج لتوديع حياته الصبيانية فربما يدعوك ..
استعدت الفتاة لتغلق الباب و لكن هيرمان وضع احدى قدميه ليحول دون اغلاق الباب و كان ينتعل حذاء انيقا ايطالي الصنع .
- ابعد قدمك يا هيرمان .
- الا تريدين هديتي ؟ لقد احضرت لك ايضا زجاجتين من الشراب لنشرب نخب سعادتك .
اجابت هيلين و هي تحاول ابعاد قدم هيرمان :
- .. سعادة تريد تدميرها بكل الوساءل !
صاحت جين فجاة و جرت نحو هيلين :
- هل تحدث احد عن الشراب ؟ من هذا ؟
- مندوب مبيعات
- و يحمل شرابا ؟ و هل معه كتيب لوصفات الحب ؟ و هل يبرهن هو علي ذلك ؟
قال هيرمان :
- انه مخصوص للعميل الممتاز .
- من هذا الرجل ؟
كانت عينا جين تلمعان ببريق الفضول بينما كانت هيلين تتشبث بالباب مصرة علي عدم سماح له بالدخول .
- هيرمان نايت .
- شقيق جريج ؟ هيرمان نايت الكاتب ؟ هذا الذي ظهر في التلفزيون مساء امس ؟
كانت جين تتحث بصوت منخفض غير مسموع كانه تمتمة مختنقة .
ثم اضافت :
- و تطلبين منه ان يرحل ؟ هل جننت ؟
قالت هيلين :
- لم ادع رجالا لهذا الحفل .
- اسمعي سأواصل الحفل مع هيرمان نايت في اي مكان و في اي وقت ..
ثم ازاحت هيلين من موقعها الاستراتيجي و فتحت الباب علي مصراعيه .
- مساء الخير اسمي جين ..ز و اعمل ممرضة غير متزوجة و ابلغ من السن الرابعة و العشرين و قلبي خال تماما .
ومدت يدها نحو هيرمان فقبلها بأناقة عندئذ قالت هيلين بجفاء :
- دعيه يري اليد الأخري يا جين التي تضعين فيها خاتم الخطبة .
قال هيرمان منتحبا :
- يا له من قدر قاس ! الفتاة الوحيدة في العالم وقعت في حبها موعودة لشخص آخر !
ثم ركز نظراته علي هيلين التي اكتسي وجهها بحمرة الغضب و لكن لحسن الحظ لم تلاحظ جين ذلك و قالت :
- ها هو ذا الشراب ... هل هو طازج ؟ ممم ... رائع !
كم كنت اتمني ان يكون لي شقيق زوج مثلك علي الغرم من ان ستيف له اربعة اشقاء .. انت لا تعرفين مدى سعادتك يا هيلين هيا ادخل يا هيرمان لأعرفك علي الجميع .
جذبت جين هيرمان و تبعتها هيلين فقابله الجميع بفرح و تهليل و جلست هيلين تراقب هيرمان و هو يمارس طرقه الرائعة في استمالته صديقاتها و اخيرا قالت جيني بنفاذ صبر :
- متي تقررين فتح الهدية يا هيلين ؟
و الحق ان الفتاة لم تكن تريد فتح الهدية و كانت تنظر الي لفافة الورق المفضض كأنها طرد من اللغم .. هل هيرمان يمكنه ان يقدم لها هدية عادية ؟
كانت سيرينا هذه تتحرق شوقا دائما لمعرفة المفاجات انها طفلة حقيقة ! و هكذا بدات تفك العقدة بسرعة و لكن جين طلبت منها ان تكف عن هذا قائلة :
انها هدية هيليت ! و هي التي يجب ان تفتحها !
كانت هيلين محقة .. فلم يكن هيرمان من النوع الذي يقدم هدية عادية و كانت العلبة تحتوي علي قطعة من الخزف الفاخر من نوع السيفر القديم و عليها صورة ملاك .
صمت الجميع بينما كانت هيلين تتفحص الهدية علي الجانبين و كانت الصورة لملاك نحيف ذي شعر ذهبي ووجهه يعبر عن صفاء و هدوء لا حدود لهما اما جناحاه فكانا منقوشين ببراعة .. و كذلك ثوبه .
لابد ان هذه التحفة تمثل ثروة .
قالت هيلين في النهاية بصوت مرتعش :
- انها شاذة جدا في وسط الاشياء الموجودة هنا و التي تملأ المكان .
قال هيرمان بصوت هاديء :
- و لكنها مناسبة جدا .
تقلصت هيلين في مكانها و لحسن الحظ لم تلاحظ اي من صديقاتها ذلك لأنهن كم مشغولات بتفحص الهدية و قالت جيني :
- انها رائعة يا هيلين كما انك محق يا هيرمان انا مناسبة جدا ... هيا اذن احضري له هدية يا هيلين .
- آه . كلا ، انا...
- هدية ؟ لي انا ؟. ما هذا ؟
قالت جيني باصرؤار :
- هيا يا هيلين ، انا متأكدة انك ستعجب بها يا هيرمان ..
اضطرت هيلين لأحضار البلوفر و الحق انها لا تعرف السبب الذي جعلها تهتم بتصميمه بسرعة علي الغم من كثرة عملها انذاك .
اثناء خروجها من الحجرة استقبال الضيوف قالت هيلين
- يتبفي فيه بعض الغرز للأنتهاء منه .
و أتت هيلين بهدوء شديد كأنها تتأخر عن عمد في اشبع فضول هيرمان و كم كانت تتمني الا تبدأ في هذا العمل ابدا ... لابد انه سيعتقد الآن انها تفكر فيه فهو لا يعلم ان هانا طلبت منها البدء في تنفيذه اكثر من مائة مرة .
و اخيرا فردت البلوفر .. و كان اسود اللون هادئا جدا و مصمما الصوف و الموهير و كان علي شكل 7 و في وسطه حلية مزينة من القطفية الذهبة بخيوط من اللون الذهبي و الفضي علي شكل هالة .
و عندئذ قفز هيرمان من مكانه بينما كانت عيناه تشعان ببريق السعادة و الاعجاب .
- انه رائع يا هيلين ! انت حقا موهوبة ! هذا ما كنت اتخيله بالضبط فيما عدا ... انه اكثر روعة مما كنت اتخيل .
لم تستطيع هيلين ان تممنع نفسها من الاحساس بالسعادة ثم قالت جيني بابتسامة :
- بالاضافة الي انه يمكن ارتداؤه علي الوجهين هيا دعيه يري الوجه الآخر يا هيلين .
ترددت هيلين قليلا حتي شعر هيرمان بتعبير عينيها الترددة بين الخبث و القلق و لكنها تقدمت منه و قلبت البلوفر علي الوجه الآخر ثم وضعته علي صدره فكانت الحلية عبارة عن شيطان مزين بقرنين و ذيل و قدمين من الساتان الاحمر ...
انفجر هيرمان في الضحك .
- رائع جدا ! سأرتدي أذن الوجه الملائم لكزاجي ، متي سينتهي ؟ اريد ارتداءه فورا .
اعترضت هيلين قائلة :
- و لكننا مازلنا في فصل الصيف .
قالت جيني و هي تأخذ البلوفر من بين يدي هيلين بسرعة :
- يمكنني ان اكمله لك فورا اذا اردت حتي تستطيع ارتداءه قبل العودة الي المنزل .
صاحت هيلين :
- و لكنه سيسبب له حرارة رهيبة .
- حسن في هذه الحالة يمكنني الانتظار حتي حلول الشتاء ...
تسببت الملاحظة في استغراق هيلين في اتفكير في المستقبل ففي خلال شهور قليلة ستصبح امراة متزوجة و ربما تكون حاملا ايضا و سيصبح هيرمان عم طفلها .
و تخيلت انها بمجرد زواجها من جريجد سيختفي هيرمان تماما من حياتها .. تري هل سيزورها قليلا نظرا للرباط العائلي الذي يجمع بينهم .
- هيلين ؟
قفزت الفتاة من مكانها عندما قال لها هيرمان :
- هل تحلمين و انت مفتوحة العنين ؟ و هل ما قلته هو السبب الحقيقي فيما تفكرين فيه ؟
خمنت هيلين انه يعرف الاجابة من نظراته اليها فبدأت ترفع الهدايا التي تلقتها بما ان هيرمان لك يكن مستعدا بعد لفتح زجاجة الشراب الثانية بدأت الفتيات في الرحيل الواحدة تلو الخري و لكن علي المضض و جاء الوقت المنتظر و قامت ثلاث فتيات بتوديع هيرمان بالقبلات الحارة و اخيرا رحل الجميع و بدأت هيلين و جين و سيرينا في اعادت ترتيب المكان و لكن سيرينا القت نظرة سريعة نحو الساعة يدها فم يعد متبقيا سوى 38 دقيقة لإقلاع طائرتها و كان الرجل الذي تعمل لديه قد منحها اذنا لـ 24 ساعة و لكن يجب عليها العودة بسرعة الي ولنجتون حيث يبقي السناتور و اسرته خمسة عشر يوما فقط .
و هكذا بدأت الفتاة في جمع حاجاتها المتناثرة هنا و هناك بينما اسرعت جين نحو التلفزيون تطلب لها سيارة اجرة و عندما لاحظت جين طريقة سير صديقتها المتأرجحة عرضت عليها مرافقتها حتي المطار ثم قالت :
- اتركي كل شيء كما هو يا هيلين .
و كانت تشير الي كومة الاطباق و الاشياء الاخري المتناثرة علي الارض و هي تمسك بذراع سيرينا التي اخبرت هيلين بعجزها عن حضور الزفاف ثم جذبت جين سيرينا نحو الباب و غادرا المكان .
و بعد رحيل الفاتين شعرت هيلين اخيرا انها اصبحت وحيدة مع هيرمان فذهبت علي المضض في اتجاه حجرة استقبال الضيوف فوجدته يهتم بتفحص البلوفر و كان يرتديه علي ناحية الشيطان .
- مم .. انه رائع في الارتداء ، كما هو رائع في النظر اليه .
قالت هيلين بهدوء :
- انا سعيدة لأنه اعجبك
- و الآن ، كم تريدين مني ؟
- لا شيء انه هدية .
و كانت هذه فكرة جيني ... الا تدعه يدفع ثمنه ..
- حين اشكرك يا هيلين زز لقد تأثرت بعنايتك هذه !
- لم تكن فكرتي .
- و لكنك نفذتها و علي العموم هذا لطف منك مهما كانت الظروف .
شعرت هيلين بالهدوء الشديد الذي يسيطر علي المكان بعد الضوضاء التي كانت تماؤه ... عموما مهما كانت الظروف كما يقول .
لابد لها الآن تطلب منه الرحيل في اسرع وقت ممكن و لكنه كان قد بدأ يجمع الاطباق التسخة و اتجه نحو المطبخ .
- ماذا تفعل ؟
- احاول مساعدتك فانا اعرفك لن تتركي كل ذلك لـ جين بعد العناء الذي تكبدته في اعداد هذا الحفل .
قالت له بحزم و هي تأخذ من يديه كومة الاطباق :
- هذا ليس شأنك ، سأهتم بذلك بنفسي .
و لكنه استدار ليجمع بقية الاطباق و تبعها نحو المطبخ ثم همس قائلا و هو يفتش في الصواني المطيخ عن سائل غسيل الاطباق :
- انت تعرفين انني اجيد التصرف عندما اريد .
تنازلت هيلين عن اعتراضها و ذهبت لتاتي ببقية الاكواب و الاطباق و كان هيرمان قد بدأ الغسيل بعد رفع كمي البلوفر .
قالت هلين :
- لقد وضعت كمية كبيرة من السائل .
- هكذا تصبح الاطباق اكثر نظافة ... مثل الحب تمام ... المزيد منه افضل .
لم تجد هيلين ما تجيبه به و بدات تجفف الاكواب بنشاط ثم تضعها في الصوان .
قال هيرمان :
- مم .. اتمني ان تكوني رقيقة مع ملاكي عندما تنظفينه من التراب .
- لم يكن مفضلا ان تتصرف بهذا الجنون !
- لم اكن انوي ذلك و لكنني رأتيه في زجاج محل فشعرت انه يشبهك كثريا لدرجة انني لم استطع مقاومته و لم احتمل فكرة ان يشتريه احد غيري .
اعترضت هيلين :
- و لكنه لا يشيهني ... فهو نحيف و اشقر ... ولا يشبهني في اي شيء .
قال هيرمان بهدوء :
- ربما يشبهك من الداخل فهو يشع بالرقة و القوة و الحنان ... كما انه يمنح الحب لمن لا يستحقه .
رمت هيلين المنشفة علي النضدة و قالت :
- لماذا يا هيرمان ؟. كان يمكنك ان تكلف والدتم بإحضار الهدية بدلا منك ..
- كنت اريد ان اراك سعيدة يا هيلين ن و لكني لا اعتقد انك ستجدين سعادة في زواجك مع جريج و انا اتيت اليوم هنا بسببه هو .
- بسبب جريج ؟ انا لا افهم !
- اهدئي فهو لم يغير رأيه للأسف ! و ينوي اتمام الزواج في الاسبوع المقبل و لكنه رجع من بانجكوك.
- اعرف ذلك فهو اتصل بي هذا الصباح ثم بعد ؟
- اذن لقد لغي عهدنا .
- اي عهد ؟
- يجب علي الا اراك اثناء غيابه .
- ماذا ؟
- لقد منعني من رؤيتك اثناء غيابه ... فهو لا يثق بي .. او بك ! لذلك عقدنا اتفاقية .
- اتفاقية تخصني انا ؟ انتما الاثنان ؟ بدون علمي .
في هذه المرة تركت هيلين العنان لغضبها و انزعاجها و تماسكت كثيرا ختي لا تصفعه و خرجت من المطبخ الصفير و اسرعت نحو حجرة الاستقبال الضيوف بحثا عن شيء تنفث فيع غضبها فوقعت عيناها علي الملاك .
سألها هيرمان بهدوء :
- هل ستصلين الي هذا الحد ؟ تدمرين شيئا رائعا كهذا بهدف الانتقام مني ..
استدارت هيلين نحوه انه يقرأ افكارها كانها كتاب مفتوح الا تستطيع ان تخفي عنه اي شيء ؟ كلا لن تكسر هذه التحفة من الخزف حتي لو كانت هدية هيرمان لن شيئا بهذه الروعة لابد من احترامه .
صاحت هلين فاقدة ةعيها :
- هكذا تجرؤ .. بم اعبر عن هذا ... التحدث من وراء ظهري ؟
لا اهمية لما اظنه .. فانا مجرد بضاعة رخيصة الثمن ! و هذا
و هذا بسبب خطئك ... كما انك لا تمف ابدا عن اشعال مخاوف جريج ! ولو حضرت الي هنا عشر مرات في اليوم الواحد لن يغير ذك من شيء ! و لن يغير ذلك مشاعري نحوه !
- و لكمه لا يشاركك هذا التفكير كما انه يرتاب من تصرفاتك .
لو كان جريج يرتاب فيّ لأمكنه ان يتحدث اليّ فنحن لسنا في حاجة الي وسيط و خاصة وسيطات محايدا و غير مبال مثلك !
- لا تهاجميني هكذا يا هيلين فلم تكن فكرة هذه الاتفاقية فكرتي و كل ما في الامر انني قلت : انني احبك و انني سأحاول جاهدا انتزاعك منه .. و لكن بدون التحدث او المكر من وراء ظهرك و بدون اللجوء الي طريقة التي اتبعها مع زوجتي ...
- يا الهي ! كيف استطعت قول ذلك ؟ اخيرا فهمت السبب في هدوء جريج عندما اخبرته ..
- اخبرته بماذا ؟ ماذا قلت له يا هيلين ؟
اجابته هيلين بتحد :
- قلت له ما كنت قد قررت قوله انني كنت علي علاقة بشخص ما .
- هذا كل شيء ؟ و كيف بررت السبب في صمتك طوال هذه المدة ؟
اجابت هلين بغضب :
- انا لم اكن اكذب .. لقد اخبرته انني ذهبت الي الطبيب ... و هذا حقيقي ... لكي اعرف منه وسيلة لمنع الحمل و انه اخبرني انني ... انني ...
قال هيرمان برقة مصطنعة :
- عذراء ؟
- لقد اخبرته انني لا اتذكر شيئا مما حدث لي في هذه الفترة و لكن ذلك حدث قبل العملية ... و قد وافقني علي ذلك .
- بدون ان يطلب مزيدا من التوضيح ؟
- بدون ان يطلب مزيدا من التوضيح.
لقد استقبل جريج هذا النبأ بهدوء شديد مما ادهش هيلين و ذلك عندما اخبرته بهذا الامر و هما في طريقهما من المطار و كل ما فعله هو انه ربت علي يدها و طمأنها بسرعة ان ذلك لن يغير شيئا .
شعرت هيلين ببعض الضيق قبل ان تفتح فمها !
و لكن يبدو انه يريد الاحتفاظ بعلاقة طيبة بينهما و هكذا فهمت السبب الذي جعله يخشي ان يستغل هيرمان سوء التفاهم الموجود بينهما .
- ربما شعر بالضيق لأنك رفضت منحه ما وافقت علي منحه لشخص غيره .
-قالت هيلين بصوت ينم عن الانتصار :
- حسن لو كنت تريد معرفة كل شيء فلم اكن انا التي رفضت منحه نفسي و لكن العكس !
- حسن ؟
لمع بريق غريب في عيني هيرمان .
- في هذه الحالة لقد تصرف معك إذن بنبل و ارتكب خطا جسيما و اعتقد انه يتحرق شوقا الآن لأعادة النظر في الموقف الجديد .
- في الحقيقة لا ، كما اخبرني اننا يمكن ان ننتظر حتي اتمام الزواج ...
- حقا ؟
في هذه المرة شعر هيرمان الضيق من اخيه و قال :
- انا اتساءل هل كان ذلك مصلحتك ام لمصلحته ؟
- بمعني ؟
- هل تريدين معرفة رأيي حقا ؟
ابتسم هيرمان فتمنت هيلين لو يلتزم الصمت و لكنه لم يفعل .
- صدقيني لو كان خاتم خطبتي هو الذي في يدك ما كنت منعتني ابدا عن القيام بذلك ! فأنتما تشعران بالحب الشديد و مع ذلك تقاومان شيء غريب االيس كذلك ؟
- انا لم اقل ذلك !
قال هيرمان ساخرا :
- ماذا ؟ انك تحبينه ؟ ام انه من السهل المقاومة ؟
الم تسالي نفسك ابدا ما السبب الذي يجعلك منجذبه الي جريج ؟
حسن .. ذلك لانه ينجح في اشعارك بالأحاسيس التي تشعرين بها نحوي !
نظرت الفتاة اليه بثبات و تذكرت فجاة اول مرة فكر فيها جريج تقبيلها ن لقد شعرت انذاك انها وجدت بين ذراعيه وطنها الحقيقي و سعد جريج بقولها هذا حتي اخبرته انها تشعر انهما كانا حبيبين في حياة سابقة .
استظرد هيرمان قائلا :
- ان ما تشعرين به نحو جريج هو انعكاس لما تش\عرين به نحوي ... اتعتقدين انني لا اري ذلك ؟ كما انني اعرف انك تشعرين بجانبه بالسعادة و الاكمان ، و لكن ذلك لا يكفي ...
قالت هيلين فجاة :
- انت مخطيء .
ووجدت هيرمان كانه سبح بعيد يقف علي حافة الهاوية و خطوة اخري ستجد نفسها في هوة مخيفة و مجهولة .
فقالت مؤكدة :
- انا احب جريج ن و سأكون زوجة صالحة له .
- يا له من طموح متواضع !
كانت هيلين تجاهد في مقاومة اضطرابها و ارتباكها و لم تلاحظ ابدا ان هيرمان يقترب منها .
- هل امنيتك تقتصر علي كونك زوجة صالحة يا هيلين ؟
منزل و اطفال و شعور بالأمومة.. كنت اعتقد ان تأملين كل ذلك و لكن يمكنك الحصول علي هذا معي انا ، ثم لماذا تفكرين في منح جريج كل ما قد نجحت انا في خلقه بداخلك من احتياجات و رغبات منذ خمس سنوات ؟
ثم وضع يديه علي كفيها برقة و اخذ يتحسس ذراعيها حتي وصل الي كتفيها ن فهمست بوهن بدون ان تستطيع الحركة :
- كلا .
استطرد هيرمان قائلا :
- ربما لا تتذكرينني و لكن الماضي محفور بداخلك و علي اهبة الاستعداد للظهور في اي وقت ... تخيلي لو ان اقتراب جريج منك في ليلة زفافكما يذكرك بما حدث في الماضي ؟ و ان تشعري بيدي انا بدلا من يديه هو ؟
و ان تسمعي صوتي انا يردد احلي الكلمات في اذنيك بدلا من صوته هو ؟ و ان تتداخل ملامح وجهه في ملامح وجههي ؟
حملتها كلماته في دنيا اخري ... و كان هيرمان قد اقترب منها و التصق بها ن فشعرت بدفء جسده بالقرب منها ، ثم شدد قبضته عليها حتي بدأت تتأرجح بينما تشتعل الرغبة بداخلها .
لف هيرمان ذراعه حول رقبتها ثم انحني نحوها قائلا في همس :
- من انا ؟
- هيرمان ..
فجاة شعرت انها تحررت من هذا الحلم فقد اعادتها كلمات هيرمان الي الواقع فقالت هامسة :
- كلا .
و لكن هيرمان بدأ يقبلها بحرارة و دفء
- انا هيرمان و انت تعرفين ذلك و قلبك يعلم انني اول من اخذك بين ذراعيه واول من ساعدك في اكتشاف سعادة كونك امرأة ... و كم كنت تحبينني طوال هذه الليلة ! و كم كنت رقيقة و دافئة و نافذة الصبر ايضا و تتحرقين شوقا لمعرفة كل شيء ..
كنت اكثر الفتيات اللاتي تقابلت معهن دفئا و حرارة ...
كنت اخر حبيباتي و اروعهن .. كنت حبيبي الوحيدة ..
ثم قبلها بحرارة شديدة فشعرت الفتاة باحساس رقيق و رائع ينتشر في كل جسدها و اخذ هيرمان يتحسسها و حاولت الفتاة ان تعترض و لكنه اسكتها بقبلة رائعة و بسرعة شديدة خلع هيرمان البلوفر و بدا صدره عاريا فالتصقت فيه هيلين و هي سعيدة و عجزة عن ابعاجه عناه فقالت :
- هيرمان ....
و لكنه طمأنها قائلا :
- سيكون كل شيء علي ما يرام يا عزيزتي ... اعرف ذلك .. اعرف ذلك ...
ثم وضع يديه علي راسها و اقترب منها و هو يشدد قبضته عليها و أخذ يقبلها في رقبتها و كتفيها و هي سعيدة جدا
- هيرمان !
و هكذا حتي فقدت قوتها تماما و شعرت انها لم تعد تستطيع السيطرة علي نفسها و لكن لو كرر هيرمنا فعلته الاولي معها و قضي ليلته بجانبها لن يستطيع الابتعاد عنها ثانية و كانت هذه حقيقة مؤكدة بالنسبة له لقد انتظرها طوال خمسة سنوات و لن يجعلها تفقد ثقتة به مقابل ليلة عبرة ن و اخيرا استجمع قواه و ابتعد عنها و ظل يراقب ملامح وجهها البريء و قال :
- كم انت جميلة !
ثم اقترب منها ثانية ليقبلها قبلة اخيرة و قال و هة يمسك خصرها :
- لقد صرخت باسمي منذ لحظة هل تذكرينني دائما عندما تجدين نفسك بين ذراعيه ؟
و تخذ يتأملها قليلا حتي لاحظ انها بدات تعي ما حدث بينهما منذ لحظات فارتسمت علي ملامح وجهها الدهشة و الخوق .
- هل عادت لك الذاكرة يا هيلين ؟ .. هل قفزت الي ذهنط بعض الذكريات ؟
كانت هيلين تتأرجح كأنها علي وشك ان تفقد وعيها فأمسك هيرمان بها حتي تماسكت بصعوبة و قالت بصعوبة :
- كلا !
- ولا اي شيء ؟
- كلا !
- ومع ذلك رأيتك تزدهرين بسن ذراعي كأزهار في الصحراء عقب الامطار الغزيرة ... كان يمكنني استغلال ضعفك ... و انت تعرفين انك كنت ترحبين بذلك و لكنني اريد اكثر من ذلك ، اريد مشاركتك حياتك كلها و اتمني ان تدعوني بنفسك لمشاركتك اياها .
- ثم انمسك بيديها بين يديه و كانت هليين ترتعش بدشة و فجأة ابتعدت عنع بعنف و عصبية و قالت :
- كلا ! أبدا .. لن اسبب اي الم لـ جريج ... إنه يحبني .
- ذلك إذا لم يكن يلجأ إليك لملء فراغ حياته بشخص يحنو عليه ؟ و هو لا يحبك يا هيلين لأنه لن يتمكن أبدا من طرد أليس من ذهنه ... انه يريد أليس و لم يرد غيرها طوال عمره ن و لكنه تأكد انه لن يستطيع الوصول اليها فقرر البحث عن بديلة لها ... و كنا انت البديلة !
- انت تكذب انت تقول ذلك لــ ...
- انت مجرد بديلة بالنسبة له :لذلك لم يحاول الاقتلااب منك قبل الزواج لأنه يخشي مواجهة الحقيقة و هكذا قرر اختيار الوقت الذي يصبح خلاله غير مخير كالعادة .
قالت هيلين بصوت مرتعش بينما كان هيرمان يحيطها بذراعيه حتي لاتفقد توازنها :
- انا لا اصدقك .
- هل حاول احاطتك بذراعيه كما افعل انا معك ؟
هل حاول النظر اليك كما انا افعل معك ؟ هل نجح في اشعال رغبتك كما ...
- كفي !
ابتعدت هيلين و هي تضع يديها علي اذنيها كأنها تحمي نفسها منه .. إن كلماته لها تأثير قوي عليها و هي لا تريد الاستماع اليها .
كلا جريج لم يكن ابدا بعيدا عنها ... و لكنه يحترمها ، و عندما يفكر في الاقتراب منها يكون ذلك دائما تحت ستار الظلام ... في السيارة او علي ضوء الشموع في شقتها ، و لم تتخيل ابدا ذلك شيئا غريبا فهو يحترمها و هذا كل شيء و لكن هيرمان يريد غرس القلق بداخلها لذلك يذكرها دائما بــ اليس .
قالت الفتاة بصوت حازم :
- اذهب فورا و الا اتصلت بـ جريج و اخبرته بكل شيء .
كان لابد له الخضوع لأمرها نظرا لنظرات العداء التي تملأ عينيها .
قال هيرمان :
- أريد ان تصبحي انت و جريج صرحين مع نفسيكما هذا كل ما اتمناه .
أجابت بشراسة :
- أهذا كل ما تتمناه ؟
- هذه هي البداية ... فنحن نتمني لبعضنا يا هيلين و ستعترفين بذلك في يوم ما ... و لكن كل ما اريده ان تصلي الي هذه النتيجة قبل فوات الاوان و الآن سأرحل .
ثم أخذ البلوفر الخاص به و ارتدي الـ تي –شيرت الموجود علي الاريكة و قال :
- سأرحل رغما عني ... و كلن ما بيننا لن يتلاشي ابدا مهما فعلت .
- هيرمان ..
وقف هيرمان ليستمع اليها قبل ان يفتح الباب و عندما استدار نحوها ارتبكت هيلين بشدة لرؤية نظرة الأمل التي تضيء وجهه ... و كان يبدو اصغر من عمره ..
كأنه عاد خمس سنوات الي الوراء .. فكان وجهه هادئا مملوءا بالطمانينة .. كما رأته تماما في اليوم التالي لأول ليلة قضتها معه .
لم تكن تريد ان ترحل في الصباح و لكنها كانت مضطرة لذلك ... فكان الوداع حزينا جدا وشعرت انها ستحتفظ بذكري هذه الليلة بداخلها علي الدوام فنهضت من جانبه و هي مقبوضة القلب و نادمة ...
و اخيرا قالت هيلين :
- زجاجة الشراب التي اتيت بها ... لقد نسيتها ...
نظر هيرمان الي شحوب وجهها و ارتعاش شفتيها و قال :
- احتفظي بها ... احتفظي بها ليوم الزواج .. يوم زواجنا .
ثم تركها وحيدة وسط ذكرياتها .
الفصل الثامن
- هنا ستؤدي القسم يا جريج ، بعد ذلك يتم القيام بمراسم لبس خاتم الزواج ..
اعاد صوت القس هيلين الي الواقع و لم يكن من السهل ان يلاحظ احد اضطرابها و احمرار وجهها في ضوء الغروب فسعدت هي بذلك .. ألا يعتبر تفكيرها في اشياء شهوانية في هذا المكان خطيئة كبيرة ؟ و خاصة اثناء البروفة الاخيرة لحفل زفافها ؟ و عندما تفكر في رجل آخر ؟ انها تتألم بشدة منذ البارحة نتيجة للصور و الافكار الملحة التي تراود مخيلتها و خاصة بعد ان اغلقت الباب خلف هيرمان و لم تكف لحظة عن التفكير فيه فقد نجح خلال اسابيع قليلة في قلب حياتها رأسا علي عقب .. في قلب كل ما أسسته بنفسها ...
حتي الفكرة التي كونتها بنفسها عن نفسها ، انه لا يحبها من المستحيل ان يحبها لمجرد انه قضي معها ليلة عابرة منذ خمس سنوات مضت ! و لكن ما الذي تشعر به هي تجاه هذا الرجل هذا الغريب الحميم ؟ انها عاجزة عن مجرد التعبير عن ذلك .
و كم من الاحداث توالت خلال هذه الفترة لدرجة انها لم تعد متاكدة من اي شيء .
حتي مشاعرها تجاه جريج اصبحت مضطربة و متناقضة علي الرغم من انها حاولت تصفية الامور و توضيحها اكثر من مرة !
كما توسلتالي الله ان يغفر ما تعتبره خطيئة و لا بد من التأكد من قدرتها علي الوفاء بهذا الوعد قبل الاقتران بـ جريج و لابد لها ان تثبت لنفسها ان هيرمان مخطيء .
جريج العزيز .. ظلت تنظر اليه بينما كان يتبادل الكلمت المازحة مع القس ... انه طيب القلب ! و لا يمكنها ان تصدق انه لا يزال يحب امرأة اخري لم يرها منذ عشر سنوات ! و لكن هل اليس لا تزال تشغل قلبه بعد كل ما حدث ؟
و لكن الم يقم هيرمان ببناء هيكل لتعظيم ملاكه الشاهد الوحيد علي لحظة صدق حقيقة ؟ والآن هاهي ذي تواجه ذكريات حب مضي ان هيلين تفهم جيدا اه من الصعب التخلي عن ذلك عندما يكون الانسان مفعما بالأحاسيس و قد يبقي الفرد محبا لذكري شخص ما و لكنه لا يحبه هو شخصيا .
و منذ خمس سنوات نجحت هي في استمالة شخص غريب و الآن تحاول استمالة صديق و اخيرا قررت هيلين ان تؤدي هي و جريج بروفة لليلة زفافهما ...
انه لا يزال يجهل هذا القرار و لكنها قادرة علي اقناعه لقد اتخذت هذا القرار المهم بعد زيارة هيرمان لها في سوق فيكتوريا بارك و في هذا اليوم تركت هيلين هيرمان و ذهبت لأحدى صديقاتها اللاتي يعملن في التجارة لتنقذها من ورطة ما و كان محل صديقتها قريبا في المحل و عنئذ بحث عنها في السوق كله ثم عاد ليتحدث مع جيني لأكثر من ساعة قبل ان يقرر الرحيل و كانت هيلين تخاف مجرد مواجهته !
ومع ذلك لم تستطيع الاختفاء عن نظره كما انه يعلم انها تنوي الاقامة لدي عائلة جريج لمد اسبوع قبل اتمام الزفاف و خاصة ان الكنيسة لم تكن بعيدة عن المنزل و هكذا لم تستطيع رفض دعوتهم لها .. ان هيرمان نايت يستطيع التفاخر بأنه يجعلها منافقة و متكتمة لكثير من الامور ...
لقد رفضت تناول العشاء معهم في اليوم السابق للبروفة الزفاف ، و بعد ذلك قامت هانا لتحضير معا بروفة ثوب الزفاف و ثوبي جين و جيني وصيفتيها ثم عليها ان تتفقد هي و هانا كل شيء فيما يخص الاستعدادات لحفل الزفاف و خاصة الاستقبال الذي سيقام في المنزل كما ان جميع افراد عائلة جريج مدعوون لهذا الحفل و يجب دعوتهم فردا فردا عن طريق التلفون كما يجب ان يتاكدا ايضا من حضور كل شخص .
و عندما خبرها جريج انه ينوي قضاء الليلة مع اسرته لأن رائحة دهان منزله تسبب له الضيق قررت قضاء الليلة بين ذراعي جريج و هي الطريقة الوحيدة التي تمكنها من ابعاد ذكري هيرمان عن رأسها كما انه يمكنها بذلك العثور علي الهدوء و الثقة في كل مرة تواجه هيرمان .
و كل ما تتمناه الآن ان تنجح هذه التجربة .. كما نجحت التجربى الأولي ... لا بد من ذلك .
و بعد ان خرج الجميع من الكنيسة انتبهت هيلين فجأة الي أنها لم تستوعب اي شيء مما حدث اثناء البروفة حفل الزفاف .
و لكن لا بد لها من معرفة ما حدث يوم السبت ! و هكذا رحب نيكولا بالذهاب معها ثانية الي المذبح بصحبة صديقتها جين و في الناحية الخري كان الوصيف دوج سليرز يحاول استمالة جيني و عندئذ وضعت جيني ذراعها في ذراع جريج محاولة ابعاده عن الجميع قليلا .
- جريج .. لقد احضرت معي جزءا من جهاز العروس هذه الليلة ..
كان جريج يعلم انها تنوي قضاء الليلة السابقة للزفاف في منزل العائلة " نايت " و كما قالت هانا لابد من تزينيها و تدلليلها كما يحدث دائكا في اخر ليلة لأي فتاة قبل الزواج و بالتأكيد يسقضي جاك و سوزان و اطفالهما هذه اليلية معهم ... ان ضيافة عائلة نايت لا حدود لها .
- ممم ؟؟
رفع جريج رأسه نحو السماء السوداء فلم ير سوى نجمة واحدة تلمع .
- نعم ... فلدي قميص نوم رائع من الدانتيل ارسلته لي سوزان من الدانتيل الاسود صنع في باريس .. يمكنني ارتدائه الليلة ..
بدا تعبير وجه جريج غريبا .. ربما يتخيل هذا الرداء ؟ كم انها تتمني ذلك .
التصقت هيلين به و هي تهمس قائلة بطريقة موحية :
- يمكنني عمل استعراض خاص للملابس هذه الليلة ..
- هيلين ..
توقف جريج و كانا علي مقربة من المبني الابيض في هذا الشارع الهاديء الذي تقطن فيه عائلة نايت و كانت فروع اشجار الكرز تهتز برقة وفقا لاتجاه الريح مع اصدار خفيف هادئ .
قال جريج بهدوء بينما الجميع يتوجهون الي المنزل مباشرة :
- هيلين .... هل تنوين ما اتخيله حقا ؟
لم تجب هيلين عنه و اكتفت بان تحيط رقبته بذراعيها و ان تقرب فمها من فمه في البداية كانت قبلة جريج دافئة و فجأة شعرت هيلين بشيء ما ة لكنها سرعان ما استبعدته ، فمهما حدث لن تندم ابدا ..
و اخيرا بعد ان ابتعد عنها قال جريج بضعف :
- هيلين ... اعتقد اننا كنا مقتنعين بضرورة الانتظار .
- و لكن ما الذي ننتظره ؟ انت تعرف انني اعتبر نفسي فعلا متزوجة .. ارجوك جريج ، انا احبك ن كما انني انتظرت طويلا !
- و لكن هذه الليلة ... في منزل والدتي ..
فوجئت هيلين بفكرة لو عرضت ذلك علي هيرمان لم يكن ليرفض ابدا ..
- جريج .. ان اسرتك تنام نوما عميقا ... و هذا يعتبر نوعا من المزاح ...
انها حقا تريد قضاء هذه الليلة معه و لكنها لا تريد مشاجرته و اخيرا التصقت به و ركت نفسها الي الوراء بطريقة مثيرة .
- انت ترغبني يا جريج ؟
سادت دقيقة من الصمت المطبق و اخيرا قال جريج بصوت دافئ و مطمئن :
- بالتأكيد ن ارغبك يا عزيزتي ... لكن ... لماذا هذه الليلة ؟ لماذا لا ننتظر حتي نكون في منزلنا ؟
تجاهلت هيلين الاجابة عن اسئلته و اخذت تتحسس شفتيه بأصابعها
- انني لم ارك كثيرا خلال هذه الفترة الاخيرة و اشعر انني افتقدك ..
- و لكنني اريد لك الكمال ..
- سيكون ذلك يا جريج .
وافق جريج في النهاية و لم يحاول التعمق اكثر من ذلك في هذه الطلب المفاجئ .
- حسن جدا مادامت هذه رغبتك .
- لابد ان تكون اكثر حماسا !
ابتسم لها جريج فقالت له :
- هل سنتقابل في حجرتك ام في حجرتي ؟
قال جريج و هو يجذبها نحو الممر :
- في حجرتك اذا اردت لقد وعدت باصطحاب دوج و والدي لتناول مشروب في الخارج عندما انت تقومين ببروفة لملابسك .
و هكذا لو رأني احد و انا اسير في مئزري فسيكون اهون من رؤيتك بقميص نومك المصنوع من الدانتيل الاسود ..
سارت هيلين و هي تضحك بعصبية .
- اعتقد اننا اتفقنا يا جريج ... لا اعرف اذا كنت تتذكر او لا و لكننا سنزوج يوم السبت و سيري الجميع ان عدم تحركنا لنبجث عن بعضنا لهو شيء الغريب و ليس العكس .
تلاشت عصبية هيلين عندما لاحظت صفاء وجه جريج و ابتسامته فقالت :
- انني حقا احبك .
لابما دهش جريج لقولها هذه الكلمات باصرار و الم و لكنه لم يقل شيئا و اكتفي بقوله :
- انا ايضا احبك يا هيلين .
قالت هيلين و هما يدخلان المنزل :
- انتبه لا اريدك ان تأتي الي و انت ثمل سأنتظرك في الفراش و معي عصا غليظة ..
- لا تخافي ، سأعودة الي المنزل و انا اقود السيارة و تاكدي انني لا اريد ان اقضي اخر ليلة لي كعزب في السجن لمخالفة تعاليم القايدة .
ثم دخلا المنزل معا ولو كانا استدارا لرؤية من يخرج في ظل الجراج لشلهدا هيرمان نايت .
هكذا يرمي ملاكه بنفسه بين ذراعيه منافسه .. لقد حذرها منذ البداية و الآن مادامت هناك مخاطرة لا بد له من التدخل مهما كان الثمن ..
لماذا تحاول هيلين ان تبدو مخلصة ؟ هل حقا تحب جريج ؟
ان الموقف يتحول ضد هيرمان و اصبح مجال الحركة ضيقا للغاية و الحقيقة انه لم يعد امامه خيارا .. ولكن هيلين تتصرف بيأس شديد بدون ان تعمل حسابا للعواقب .
لابد له من ان ينقذها من نفسها كما انقذته هي من نفسه منذ خمس سنوات انها تحتاج الي صدمة هي ايضا لتجد نفسها و لكن من المؤكد انه يخاطر باحتقارها و بكرها له و مع ذلك ستفكر جيدا .. و لن تسير هكذا بدون تفكير نحو ما تسميه مصيرها .
و بعد ذلك .. سيحاول .. لو لم يعد متبقيا امامه الا الثقة في الحظ و الحب و ربما يمكنه منع ملاكه من السقوط مع الاحتفاظ به للنفسه
|