لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-08-09, 10:01 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66854
المشاركات: 2,022
الجنس أنثى
معدل التقييم: safsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 585

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
safsaf313 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : safsaf313 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


5- المصيدة

مرّ أسبوع دون أن ترى لورا وجها لراندال , وذات مساء أوصل أباها بسيارته , وكانت لورا تعد الطعام في المطبخ عندما سمعت صوته, بعد عشر دقائق دخل فرفعت عينيها نحوه بعدائية , ووضع الورود على الطاولة وتناول قطعة من الخبز ليتذوقها.منتديات ليلاس
سألته دون أن تشكره على الورود:
" هل أنت باق للعشاء؟".
" أعتبر هذا السؤال دعوة؟".
" تعني أن أبي لم يدعك؟".
"لم يفعل , ربما بأنتظار أن تصدر المبادرة منك".
لم ترد لورا, بل تابعت عملها بينما جلس هو يراقبها بصمت , حاولت تجاهل وجوده لكنها لم تستطع, شعرت بعينيه تصبان نارا على كل ذرة في جسمها وبعد قليل نهض من كرسيه وذهب تاركا أياها في حيرة وأرتباك , هل سلم بالأمر الواقع وعدل عن مطاردتها؟ لا ليس من هذا النوع, هو لا يستسلم بسهولة, لا تعلم لماذا شعرت بفراغ لغيابه سبعة أيام... أيمكن أن تشتاق الى رجل تكرهه؟ أم أن الأنسان عندما يعتاد على شيء يفتقده حتى ولو كان لا يحبه... أنفاق مظلمة تدخل فيها لورا ولا تجد منها مخرجا.
زيارات توم لم تنقطع بالطبع, وفي كل مرة تراه لا يمكن لها أن تكتم شعورا بالذنب نحوه, توم لا يعلم بما حدث لها مع راندال , لكن الأمر مكتوب على جبينها بحروف نافرة سوداء, بعد أيام من الحفل الذي أقامته بمناسبة ذكرى ميلادها العشرين بحضور الأقارب والأصدقاء زارهم راندال قبل الظهر ومعه مجموعة من الكتب والمجلات للسيدة هالام , مكث يحدث للوالدة حتى حلّ الظهر أضطرت لورا الى دعوته الى الغداء فرفض بأبتسامته المعتادة , لقد تعمّد البقاء حتى موعد الغداء ليرى الفتاة تتنازل وتدعوه ليبقى , وعندما تحققت رغبته خذلها ومضى.
في المساء أخبرت السيدة هالام زوجها بمجيء راندال , فضحك وقال موجها كلامه الى لورا:
" يبدو أن السيد مرسييه أصبح جزءا من البيت, أتساءل عما يجذبه؟ لربما أواصر الصداقة التي تربط بينه وبين زوجتي!".
ومر الخريف وحلّ فصل الشتاء البارد, شيئا فشيئا عادت حياة آل هالام الى وتيرتها السابقة بأستثناء تطور واحد: زيارات راندال مرسييه المتكررة, تدريجيا أعتادت لورا حضوره فأصبح مألوفا وتناست خطره , ولم يعد راندال يحدثها بأي موضوع غرامي بل صار مجرد صديق للعائلة , لكن لورا كانت تعلم في قرارة نفسها أن راندال يخطط لشيء ما , ولا بد أن يفجر قنبلته يوما, كان أحيانا يتناول العشاء عندهم لكنه كان يمضي معظم الوقت يراقب عملها في المطبخ , يرافقها الى السوق كحارس أمين, أو يجلسان للعب الشطرنج والنرد , ومرة أصطحبها الى المسرح لكنه لم يحاول أن يمسها بل أكتفى بمشاهدة المسرحية, تصرفاته جعلت العداء بينه وبين لورا يتحول الى ألفة , وجعلت الجليد يذوب بينهما شيئا فشيئا.
ذات ليلة وصل جيمس هالام الى البيت شاحبا , متوتر الأعصاب , فقلقت لورا عليه ولكنه رفض الأجابة على أسئلتها الملحة, فأقنعت نفسها أن سبب حالته هو تراكم الأعمال عليه لأن الشركة تضع جردة لحساباتها في مثل هذا الوقت من كل سنة, ولا بد أنه سيعود الى طبيعته المرحة بعد أنقضاء فترة وضع الجردة.
مساء اليوم التالي أزداد جيمس هالام شحوبا وتوترا , على العشاء أبلغها فجأة أن راندال سيحضر بين لحظة وأخرى.
" راندال يريد أن ... أن يسألك شيئا يا لورا...".
أخذت الفتاة تتساءل عن ما هية هذا السؤال وعن سبب أرتباك أبيها وتعلثمه في الكلام.
بعد قليل وصل راندال فأنسحب جيمس هالام وزوجته من الغرفة تاركين لورا تواجهه وحدها.
تسارعت دقات قلبها وسرت رعشة في جسمها , ماذا يريد راندال؟ أخيرا , تكلم الرجل بنبرة هادئة وواثقة لا أثر فيها لأي أنفعال:
" هل تقبلين الزواج مني؟".
أنعقد لسان لورا من الدهشة, أهو جاد في ما يقول ؟ في داخلها تنامى أحساس غريب بالأنتصار لأن راندال المتعجرف يرغب في التنازل والزواج , من المخجل أن ينتابها شعور كهذا , لكنه حقيقة لا تقبل الجدل.
سبق أن حذّرها من أنه ينال دائما ما يريد , وقد برهن ذلك مرارا , كان قاسيا لا يرحم في مطاردته وعندما أدرك أنها لن تصبح عشيقته قرر أن يجعلها زوجته ليصل الى مبتغاه.
عيناه القاسيتان سمرتاها في مكانها ومنعتاها من الكلام .
" أنتظر منك جوابا, أعلم أن العرض مفاجىء...".
قاطعته قائلة:
" أنت تعلم ما هو جوابي وتعلم أنني أحب توم, فلماذا تعذب نفسك؟".
تابع راندال كلامه بهدوء وكأنه لم يسمع ما قالته الفتاة :
" تحدثي الى أبيك وسأعود غدا لآخذ الجواب".
ثارت لورا لكرامتها بعد أن تجاهل رأيها:
" ألم تفهم بعد ؟ أنا لا أحبك ولا أريد الزواج منك!".
أدار راندال ظهره وأتجه الى الباب , لحقت به وأمسكت بذراعه بقوة, نظر أليها بقساوة جليدية لم تعهدها فيه من قبل.
" أنا أعني ما أقول, أفضل الموت على أن أكون زوجة لك!".
" يا عزيزتي الأحداث تلاحقت بسرعة , أنت مرغمة على الزواج مني".
خرج راندال وتركها في حيرة وذهول , ولم تفهم ما عناه بكلماته الأخيرة.
في اللحظة ذاتها أطل والدها والقلق باد على وجهه:
" لماذا ذهب؟ ماذا حدث؟".
قالت لورا في نفسها أنه لا بد مدرك لهدف زيارة راندال فأجابت بفظاظة:
" رفضته".
أمتقع وجه جيمس هالام حتى أصبح أبيض كالثلج وردد:
" رفضته... –سقط على ركبتيه وأضاف- يا ألهي لقد سببت خرابي برفضك!".
كانت لورا تعلم أن والدها يحبذ زواجها من راندال لأن ذلك سيدعم مركزه في الشركة من جهة, وسيؤمن لها حياة رغيدة من جهة أخرى , لكنها لم تكن تتوقع ردة الفعل هذه على رفضها مشروع الزواج.
" أبي ما بك؟ ماذا حدث؟ أرجوك أفهمني".
أنهار الرجل وأعترف بكل شيء:
" راندال مرسييه أكتشف أنني كنت أختلس المال من الشركة منذ عدة سنوات , أتعتقدين أن راتبي وحده كاف لأؤمن لك ولأمك حياة شريفة ؟ مرضها أجبرني على ذلك , أنا أحبها كثيرا وحرصي على بقائها حية دفعني الى أختلاس المال لأسدد تكاليف العلاج الباهظة , كانت التجربة مغرية جدا لكوني أتعامل بمبالغ ضخمة يوميا في حين أن راتبي لا يكفي لشراء بزّة واحدة من بزّات مرسييه".
وتابع حديثه بصوت متهدج تخنقه الدموع:
" رتبت دفاتر الحسابات بشكل لا يمكن معه أكتشاف عملية الأختلاس, كنت مطمئنا حتى أرتكبت غلطة في الحسابات جرى أكتشافها عند وضع الجردة ... وبدأ المحاسبون بالتدقيق فأكتشفوا غيرها وغيرها ألى أن أفتضح أمري, أرجوك يا لورا , لا تلومينني على فعلتي هذه , فأنا لم أكن أحتمل مشاهدة أمك تذوب يوما بعد يوم دون أن أحاول فعل شيء . أرجوك سامحيني...".
أغمضت الفتاة عينيها والحقيقة سكين تعمل في قلبها تمزيقا .
" وماذا كان موقف راندال؟".
وجد والدها صعوبة في الأجابة:
" بعد أن أسمعني كلاما قاسيا فجّ ر قنبلته الموقوته , فبدل أن يسلمني الى الشرطة قال أنه لا يريد فضائح في العائلة ولذلك لن يلاحقني جزائيا ... لم أفهم بادىء الأمر قصده لكنني أدركت بعدئذ أننا وقعنا ضحية الأبتزاز: رأسي مقابل أن تصبحي زوجه له".
نظر والدها أليها بأسترحام:
"أنه يعجبك أليس كذلك؟ شاب وسيم تتمناه كل الفتيات , لماذا لا تكونين مثلهن بحق السماء؟ ستصبحين ثرية وستعيشين مطمئنة , كل ما تطلبينه تحصلين عليه".
أجهشت بالبكاء وتمتمت:
" أنا أحب توم".
" توم نيكول؟ الطبيب العنيد المتمسك بمبادئ بالية , ستبقين فقيرة كل حياتك! لا مجال للمقارنة بين الأثنين , راندال مرسييه سيغرقك بالمال بينما لن يستطيع توم نيكول ألا أن يقدم حياة تعيسة مليئة بالشقاء".
" ما نفع المال والجاه أذا فقد الحب؟".
" لورا فكري بمصري ومصير والدتك".
أخذت تحدق بوالدها:
" أتعتقد أنه سيفضح أمرك للشرطة أذا لم أتزوجه , لا يمكن أن يكون قاسيا الى هذه الدرجة".
" حتى أذا لم يفعل ذلك أكون قد أنتهيت , سيطردني من الشركة من دون تعويض ومن دون أعطائي أفادة عمل مما يجعل حصولي على وظيفة أخرى أمرا مستحيلا".
فهمت لورا الآن المشكلة تماما فأخذت ترتجف من الخوف:
" وما العمل يا والدي؟".
" الأمر بيدك, فكري بوالدتك قبل أن تتخذي أي قرار , لأن الصدمة ستكون قاتلة أذا عرفت بأي شيء".
مسحت دموعها وقالت وهي تتذكر كلمات راندال المتهكمة:
"لا خيار لدي في أتخاذ القرار...".
" أنا واثق يا حبيبتي , من أنك ستعيشين حياة سعيدة معه لأنه يحبك حبا جارفا".
حب جارف, لا ليس الأمر حبا جارفا بل رغبة جامحة , ولكن كيف السبيل لأن يفهم والدها الحقيقة؟ هو لا يعلم طباع راندال ونفسيته الحقيرة الباحثة عن الملذات المادية , العابث بكل القيم والمبادىء السامية.
" ماذا قررت يا أبنتي؟".
" القرار ليس لي , أنا مرغمة على قبول هذا الزواج".
لم تنم لورا تلك الليلة , وفي الصباح شغلت نفسها بالعمل في المطبخ , مشكلة جديدة طرأت , كيف تبلغ توم بالأمر ؟ لا شك أن الصدمة ستكون عنيفة بالنسبة أليه.
عندما رن جرس الباب هرعت لتستقبله بعينين متعبتين ووجه شاحب .
فوجىء توم لحالتها وسألها بقلق بالغ:
" ما الأمر يا لورا؟ أليست والدتك على ما يرام؟".
" أمي بخير يا توم , تعال الى المطبخ , أريد أن أحدثك بأمر هام".
تبعها الشاب وهو يتساءل عما يمكن أن يكون مصدر هذا الشحوب في وجهها , لا بد أن شيئا خطيرا حصل.منتديات ليلاس
نظرت اليه كطفل خائف من ذنب أرتكبه:
" راندال مرسييه طلب يدي".
لمحت أثر كلماتها في عيني توم الذي أدار ظهره وسار نحو النافذة يراقب الحديقة.
" رفضت طلبه بالطبع , لكن والدي أطلعني على أمر جعلني لا أملك الخيار ال بالموافقة".
" ماذا تعنين".
" كل ما يمكنني أن أصارحك به هو أن أبي في وضع مالي حرج جدا يجعل راندال متحكما بمصيرنا جميعا, أذا لم أقبل به زوجا ينهار البيت على من فيه".
أطرق توم يفكر في حل للمشكلة ,في مخرج ينقذ لورا من راندال ويفتش عن كلمة يقولها للفتاة المغرمة به والتي أحبها بصمت , عبثا حاول , أيصرح لها بحبه الآن ؟ كلا, لأن ذلك سيزيد من مرارة الواقع , فلم يجد ما يقوله الا:
" ماذا ستفعلين؟".
" سأنفذ رغبة والدي لأنقذ أمي من موت محتوم فيما لو علمت بالأمر".
" أواثقة أنت من أنه لا توجد طريقة لتفادي المأزق؟".
" لا أستطيع أخبارك بكل الحقيقة , لكن كن على ثقة بأنها الوسيلة الوحيدة...".
هز توم رأسه محاولا تهوين الأمر:
" على الأقل ستعيشين معه مدللة وسيحافظ عليك كقطعة أثرية ثمينة , أنه الرجل القادر على العناية بك..".
خرج توم وأقفل الباب وراءه بهدوء , أرادت لورا أن تصرخ في وجهه , أنت الرجل الذي أحتاج اليه! لكنها كتمت الصرخة في قلبها لئلا تزيد الطين بلة...
وصل راندال بعد الظهر ليأخذ الجواب الأكيد , لم تكن لورا تشعر بشيء أتجاه الرجل , كيف يمكن أن تعيش حياتها مع شخص لا يعني لها شيئا ؟ فقدانها توم جعلها مجردة من أي أحساس!".
" قبلت عرضك يا سيد مرسييه".
لفظت هذه الكلمات دون صعوبة تذكر , لأنها أصبحت بلا معنى بالنسبة اليها , وكان واجبا عليها تنفيذه.
دهش راندال لهدوئها فأمسكها من كتفيها وهزها بعنف.
" تبدين كالمومياء! أنا لا أريد الزواج من موميا بل من صبية زاخرة بالحياة!".
" وماذا تنتظر مني أن أفعل ؟ أن أطير فرحا ربما؟ حسنا. ربحت معركتك وكفى".
" هل أخبرت الطبيب المحبوب بالأمر؟".
" نعم".
" ألم يحاول أقناعك بالعدول عن هذه الخطوة ؟ وزاد بتهكم :
" لا لن يفعل ذلك لأنه لا يحبك , عواطفه محصورة في أصدقائه الفقراء".
" ما الذي يجعلك متأكدا من أن توم لا يحبني؟".
" الأمر سهل يا عزيزتي , أنت تتجاوبين مع عناقي , مما يعني أن توم لا يهتم بك ولا يمنحك الحنان الكافي".
أعترفت لورا بقرارة نفسها بأنه على حق , توم لا يحبها أو لا يعرف كيف يحبها , في حين أن راندال يعوض حاجتها الى الحنان والعاطفة , أذا تمكنت من جمع توم وراندال في شخص واحد لوصلت الى غايتها , لكنه حلو والأنسان يعيش على الأحلام ولكنه لا يعيش منها.
بعد أن وقعت الواقعة أرادت لورا أن تعرف دوافع هذا الرجل وأهدافه الحقيقية , فسألته:
" قل لي بصراحة يا راندال , أنت لا تحبني فلماذا تريد الزواج مني؟".
أخذ راندال يداعب شعرها ويلامس خدها:
" لا يهمني قلبك ولا حبك , كل ما أريده هو أن تصبحي ملكي , أهذا واضح؟".
ضمها اليه بقوة , ولم تقوى على مقاومة أغرائه وغابا في عناق طويل.
" أرجو ألا تكوني تتخيلين نفسك مع المحبوب توم كلما لمستك".
" لا أعلم لماذا تكلف نفسك مشقة الزواج مني , فأنت في موقف يخولك أرغامي على تلبية جميع رغباتك دون زواج".
تعجّب راندال لصراحتها وقال:
" قد آخذ كلامك على محمل الجد وأقبل الدعوة المغرية".
" أنا أعني ما أقول".
مرت لحظات طويلة قبل أن يقرر راندال:
" لا يا عزيزتي , عرضك وأن كان مغريا لا يكفيني, لن ترضيني علاقة مؤقتة بك , أنا أريدك الى الأبد لأتمتع بجمالك على مهل".
لم يكن أقتراح لورا الا لأغاظة راندال لكنه أعتبره جديا . أرعبها تصميمه وخبثه وذهابه الى أبعد الحدود.
" عما قريب سأمتلك جمالك يا عزيزتي لورا , وأصبوا الى اليوم الذي أمتلك فيه عقلك".
" لا أعتقد أن هذا اليوم سيحل أبدا , كما أن كلامك على الأمتلاك يجعلك شبيها بسيد يتحدث الى عبده".
" أنت على حق , نويت أن أكون سيدك منذ اللحظة التي رأيتك فيها , شيء غامض يجذبني اليك يا حلوتي , شيء يجعلني غير عابىء بالعالم الخارجي , شيء سيجعلني أنسى جريمة والدك الفظيعة".
" لا أريد سماع أي شيء عن هذا الموضوع بعد الآن".
" حسنا , ما رأيك بالذهاب لأنتقاء الخاتم؟".
" عن أي خاتم تتكلم؟".
" خاتم الخطبة بالطبع".
صعدت لورا الى غرفة والدتها لتعلمها أنها خارجة مع راندال وتركتها بعهدة السيدة نايت.
أصطحبها الى أكبر محل للمجوهرات في لندن, وعرض التاجر أمامهما مجموعة كبيرة من الخواتم الثمينة , بهرت لورا ولم تدر أيها تختار, لكن حسم راندال الأمر وأختار واحدا عليه شعار الأمتلاك , نسخة عن خواتم الرقيق في العصور الغابرة.
" سنشتري هذا الخاتم , أيعجبك يا حبيبتي؟".
لا ضرورة لأن تجيب على هذا السؤال لأن رأيها غير ذي أهمية.
في الأمور المصيرية لم يؤخذ به فلماذا يعتمد الآن؟ عادا الى المنزل بعد أن سدد راندال ثمن الخاتم الباهظ , وفي غرفة الجلوس تناوله من علبته ووضعه في أصبعها , ثم رفع يدها الى شفتيه وطبع عليها قبلة ناعمة وكالعادة شعرت لورا بالرعشة تغمر جسمها , أرادت أن ترى في عينيه تلك النظرة الشغوف التي تشعلها وتذيبها, تلك النظرة التي كانت بداية شقائها عندما تعرف اليها تحت نور مصباح الشارع في ذلك الحي الفقير .
" حان الوقت لتقابلي العائلة , سأوعز الى أمي بأن تحضر حفلة الخطبة , ألى اللقاء".
" الى اللقاء".

 
 

 

عرض البوم صور safsaf313   رد مع اقتباس
قديم 12-08-09, 10:03 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66854
المشاركات: 2,022
الجنس أنثى
معدل التقييم: safsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 585

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
safsaf313 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : safsaf313 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


6- الفوز بالرهان

لم تقتنع السيدة هالام بخطبة لورا الى راندال عندما فاتحتها أبنتها بالأمر, هي تعلم أن أبنتها تحب توم نيكول فلماذا قررت الزواج من رجل آخر؟ واضح أن راندال معجب كثيرا بلورا ولكن يبدو أن الأخيرة لا تحفل كثيرا بهذا الأعجاب , السيدة هالام أمرأة ذكية وخبيرة في شؤون الحياة , لا يوجد فتاة تحب كل هذا الحب وتنقلب بين ليلة وضحاها , لا بد من وجود عامل مهم جعل لورا تنسى حبها لتوم وتقرر الزواج من راندال , أخذت الوالدة تتحين الفرصة لمفاتحة أبنتها بالموضوع , لكن لورا كانت تتهرب دائما وكأنها تخفي شيئا خطيرا في نفسها.منتديات ليلاس
تمكنت أخيرا من حشرها وأستجوابها:
" حبيبتي لورا , أتدركين حقا ما تفعلين؟".
أجابت الفتاة بكل ما تملك من قدرة على الأقناع:
" بالطبع يا أمي".
لكن الوالدة لاحظت أضطرابا وأرتباكا في صوت لورا خصوصا عندما زادت:
" لو لم أكن واثقة من نفسي لما أقدمت على هذه الخطوة".
" قد يكون غرّك المال".
" تعلمين أن المال لا يعني لي شيئا يا والدتي , لم أفكر بهذه الناحية أبدا عندما قررت الزواج من راندال".
تنهدت الأم وقالت:
" آمل أن تكون هذه هي الحقيقة, فأنا لا أريد أن أراك تشقين في حياتك الزوجية , بل أريد أن أراك سعيدة مع عائلتك كما أنا سعيدة مع عائلتي....".
دخل عليهما راندال فجأة , وتكلم بنبرة أرعبت الوالدة:
" لا تقلقي يا سيدتي فأبنتك ستسعد معي".
لم تتمكن لورا من أخفاء القشعريرة التي أحست بها, نظرت اليها أمها خائفة, لماذا ترتعد الفتاة اذا سمعت صوت خطيبها؟ أنحنى راندال ليقبل لورا , راقبت السيدة هالام كيف رفعت أبنتها خدها بطاعة وأنصياع وعندما رأت حرارة قبلته وتجاوبها زالت شكوكها وأقتنعت بأن لورا تحب فعلا هذا الرجل.
" أسمحا لي بأن أنسحب فمشاغلي كثيرة اليوم, أعدت والدتي أجتماعا عائليا صغيرا الأسبوع المقبل, أرجو أن تتمكني من الحضور يا سيدة هالام لأن أمي متشوقة للتعرف اليك".
" كن أكيدا يا سيد راندال أن شعوري مماثل".
شعرت السيدة هالام بالفرح يغمرها لأن راندال سيصبح صهرها بعدما تأكدت من أن لورا تطمع في حبه لا في ماله بل تحبه حبا حقيقيا بعد أن رأت تجاوب أبنتها مع قبلته ونظراته الهائمة , في أي حال نصحتها مرارا بأن الحياة مع توم نيكول صعبة بسبب مهنته الشاقة , ويبدو أن لورا عملت بنصيحتها الثمينة".
وضع راندال كل ما يملك من تهذيب ورقة في سؤال:
" هل تسمحين يا سيدتي بأن أمر بعد حوالي الساعتين لأصطحب لورا في نزهة؟".
" بالطبع يا عزيزي , يجب أن تتمتعا بشبابكما , ستأتي السيدة نايت للأعتناء بي".
حضر راندال في الموعد المحدد وفي السيارة بادر بالسؤال :
" لاحظت أن أمك حزينة وغير مرتاحة لزواجنا".
" أمي تعرف أنني أحب توم وتستغرب تبدلي السريع".
قاد راندال السيارة بصمت واتجه الى أحدى المناطق الريفية خارج لندن, وصلا ألى مكان منعزل تنبسط فيه المراعي الخضراء الخلابة , أوقف السيارة بجانب الطريق وأستعد للنزول.
" أحب المشي في هذه المنطقة".
" لكن البرد اليوم قارس , والأفضل البقاء في السيارة".
" يجب أن تتعلمي عدم مخالفة أوامري".
نزل راندال من السيارة فلم تجد لورا بدا من اللحاق به , وسارا في ممر ضيق يقود الى مرج أخضر واسع يرتفع شيئا فشيئا ليشكل تلة صغيرة.
لم يتوقف راندال الا بعد بلوغه أعلى التلة , وصلت لورا لاهثة من التعب والريح الباردة تتلاعب بشعرها الذهبي.
كان المشهد من هناك رائعا , فعلى أطراف المقلب الثاني من المرج تترامى بيوت قرية صغيرة حالمة.
تحول راندال فجأة الى شاعر ملهم:
" لطالما تمنيت أن أبني قصرا على هذه التلة , لأعيش فيه مع شريكة حياتي".
نظرت اليه لورا بخبث وعلقت:
" أراهن أنك تردد هذا الكلام لكل فتاة تصطحبها الى هنا".
" ربما لم أعد أذكر".
كان يعرف أختيار كلماته لتأتي بدقة وجارحة قدر الأمكان , لكن الغريب في الأمر أن لورا شعرت بما يشبه الغيرة عندما تخيلته مع أمرأة أخرى , لماذا تغار على رجل لا تريده؟ تساؤل جديد يضاف الى قائمة تساؤلات لا تجد لها تفسيرا.
طوقها راندال بذراعه فأحست بالدفء يغمرها :
" أقلقة أنت لأنك ستقابلين العائلة؟".
" قليلا".
" لا سبب للقلق, كلهم لطفاء وستحبينهم, الجميع يلاحقونني منذ سنوات كي أتزوج وأخيرا علقت , أصبحوا الآن متحرقين للتعرف الى من تمكنت مني".
" هم لا يعلمون هدفك من الزواج بالطبع , ولا يعلمون من تمكن من الآخر".
" علينا أن نحافظ على الشكليات أمامهم يا عزيزتي, ونظهر بمظهر الزوجين اللذين يحبان بعضهما كثيرا , وخصوصا أمام والدي الذي لا تفارقه فكرة وجود أحفاد وسيسعد أذا أنجبت له حفيدا".
أحمرت لورا خجلا وأدارت وجهها لتتأمل جمال المشهد الطبيعي, نظرت الى البعيد حيث يضفي الضباب على الأفق جوا من الغموض.
تمنت لو بأمكانها الغوص في هذا البحر السحري لتعيش هناك حورية الى الأبد.
أنتشلتها من أحلامها يد راندال التي أخذت تشد على كتفها.
" أنجاب الأولاد هو سبب زواجك مني أذن".
" هو السبب الثاني , السبب الأول تعرفينه".
تسرعت لورا في محاولة لأقناعه بعدم صلاحها لهذه المهمة.
" وسامتك ومالك يسهلان عليك الحصول على فتاة أجمل مني بكثير ".
" لن أدّعي بأنك أجمل فتاة في العالم , لكن فيك شيئا مميزا يجعلني أعرض عن غيرك".
" وما هو هذا الشيء المميز؟".
" لا أعرف , ربما كان ذلك من قوانين اللعبة , فأذا أكتشفته لم يعد له النكهة ذاتها".
" لم أر في حياتي رجلا يعلق مصير فتاة بلعبة يمارسها".
ضحك راندال لملاحظة لورا وقال:
" الأمر غريب فعلا! لكن هذه اللعبة مهمة جدا بالنسبة الي لدرجة تجعلني لا أتخلى عن خوضها".
بعد أن أقترب منها أكثر تابع:
" هل تظنين أن هذه اللعبة تثيرك أنت أيضا؟".
لم تجب لورا بل حاولت أن تحيد وجهها لئلا يقرأ الجواب عليه, أمسك راندال وجهها بيديه القويتين حتى يجبرها على النظر في عينيه:
" لا حاجة لأن تقولي شيئا, هذه اللعبة تعجبك وعليك أن تكوني شريكتي فيها...وأضاف بعد أن نظر الى ساعته الذهبية:
" علينا أن نعود الآن".
في طريق العودة ظلت لورا صامتة تتأمل ما ينتظرها وتحاول تجميل صورة مستقبلها القاتم , راندال بدوره كان يتخيل ما ينتظره من أثارة ومرح ,ما أبعد تفكير الواحد عن تفكير الآخر...
وأن تكن لمسة واحدة من راندال تزيد البعد...
في اليوم التالي أصطحبها لتشتري فستانا خاصا بحفل الخطبة.
أختار لها واحدا يناسب جسمها الرشيق.
حدق راندال فيها بعينين نهمتين وقال :
" أعتقد أنه يناسبك تماما يا حلوتي , ما رأيك؟".
" كما تشاء".
عندما عادا الى البيت أرتدت لورا الفستان لتراه أمها .
" تبدين مالأميرة يا حبيبتي , أليس كذلك يا سيد مرسييه؟".
" أنت على حق يا سيدة هالام وأ لما أفقدتني صوابي بهذا الشكل".
ثم وجه كلامه الى لورا بلهجة آمرة:
" أستديري".
وبخفة فائقة تناول شيئا من علبة يحملها وطوق بها عنقها الناعم, أنعقد لسان لورا من الدهشة , كان عقدا من الزمرد في أطار من الفضة.
" ما رأيك بهذا العقد يا سيدة هالام , ألا يناسب فستان لورا؟".
" ذوقك رائع يا عزيزي , أليس كذلك يا لورا؟".
أومأت لورا بالأيجاب وهي تحدق بأنبهار الى العقد الثمين .
" أعذراني الآن , علي العودة الى المكتب".
أنسحب راندال بسرعة تاركا الأم وأبنتها تتأملان ما أشتراه وتتحدثان عن كرمه , لكن هذا غير كاف ليجعل لورا تسعد في زواجها وليطمئنها على مستقبلها فلربما كان ينصب لها بكرمه مصيدة , لينتقم منها بعد الزواج.
مر الوقت بسرعة بعد ذلك, خصوصا أن لورا مشغولة بالتحضير لحفل الخطبة, وعندما حان الموعد المنتظر , جاء راندال ليصطحبها مع والديها الى منزله , بدا في بزته السوداء وسيما جدا كأنه خارج لتوه من علب الأفلام السنمائية.
كان بيت آل مرسييه يتلألأ بالأضواء ترحب بالعروس الجميلة.
وأستقبلهم رئيس الخدم بتعاليه المعتاد , عندما أراد أن يأخذ معطف لورا سبقه راندال وكأنه لا يريد أن يمس كنزه الثمين أحد, قادهم راندال الى الغرفة الواسعة حيث أقيم الحفل السابق, والضيوف وأن كانوا كثيرين لم ينشغلوا بالتحدث الى بعضهم فالجميع بأنتظار عروس راندال , شعرت لورا بالعيون تتحول أليها وتتفحصها بدقة محرجة.
تقدم منها مرسييه الأب فاتحا ذراعيه مرحبا , رجل نحيل , أبيض الشعر , تجاوز السبعين منذ زمن , وجدته لورا ضعيفا وكأن عظام يده ستتحطم في يدها.
لم يقل والد راندال سوى:
" جميلة حقا".
وبعد أن أعاد الأب الكنز الى أبنه أضاف:
" أنا مسرور جدا بهذا الزواج يا أبنتي , تعالي لأعرفك ببقية أفراد العائلة".
مرت لورا بالجميع تصافح , تبتسم , تستمع الى عبارات المدح... هي مرتبكة , خجول تسمع الأسماء بصعوبة ... على الرغم من صعوبة المهمة تمكنت أخيرا من أنجازها , لراندال شقيقتان متزوجتان , الكبرى نيكول تشبه أخاها كثيرا, في العقد الرابع من العمر , في عينيها سلطة يتبين منها بوضوح أنه تسير شؤون المنزل وأن زوجها ينفذ الأوامر .... بصحبة نيكول وزوجها ولدهما رودي الذي قابلته لورا عندما أعترضها هي وبات تلك الليلة في شرق لندن.
لم يبد على رودي أنه عرفها , أرتاحت لورا لذلك لأنها لم تكن ترغب بأن يعلم أحد بظروف تعرفها الى راندال , أما شقيقة راندال الأخرى أرليت فتشبه والدها كثيرا , رقيقة , ناعمة , لا تملك سطوة راندال أو نيكول , متزوجة ولها أبنتان نيللي وهي فتاة جميلة في السادسة عشرة من عمرها وبربارة فتاة عادية في الثامنة عشرة , أما صهر راندال الثاني جون غراهام فرجل مرح يحب المزاح , سأل راندال بشيء من الخبث :
" يا الله عليك يا راندال , أين عثرت على هذا الجمال؟".
" والد لورا يعمل في شركتنا".
تدخل رودي في الحديث:
" لا تحتكر خطيبتك يا خالي العزيز فالمجال متح لذلك بعد الزواج , وبالمناسبة , هل حددتما الموعد؟".
أجاب راندال ةالأبتسامة عريضة على ثغره رافعا صوته ليسمع الجميع:
" تباحثت مع والدة لورا بالأمر وأتفقنا على أن يكون موعد الزواج في أوائل آذار المقبل".
نظرت نيكول بتعجب الى أخيها:
" أراك مستعجلا جدا على الزواج بعد صيام طويل".
شعرت لورا وكأنهم يعقدون أنها أوقعت راندال في فخ الزواج طمعا بماله , لكن راندال بتصميمه وثقته بنفسه خفف من وطأة نظرات الضيوف المنصبة عليها, أذ قال:
" أنا مستعد لأن أتزوج في هذه اللحظة أذا وافقت لورا , لكن العروس تريد أن تأخذ وقتها في الأستعداد".
بعد قليل أصطحبها راندال الى غرفة أمه التي لم تشارك في الحفل بسبب مرضها.
" لا تتصوري يا عزيزتي لورا كم أنا سعيدة لأنك ستصبحين زوجة راندال , ولكن أريد منك أن تجيبي على سؤالي بصراحة:
: أمستعدة أنت للزواج؟".
أجابت لورا بتررد:
" نعم يا سيدتي".
" ما أعنيه يا لورا هو أنك ما تزالين صغيرة على الزواج خصوصا أن راندال يكبرك بكثير ".
تدخّل الرجل في الحديث غاضبا:
" تتكلمين وكأنني عجوز هرم يا أماه! ما أزال في السادسة والثلاثين".
" وهي في العشرين".
أنهى راندال الحديث بلهجة حازمة:
" سأتزوجها وكفى, لا تحاولي التدخل بعد الآن يا أمي".
" حسنا, أفعل كما تريد, أنما أردت من سؤالي التأكد من أدراك الفتاة لما تقدم عليه".
بدل أن يعودا الى الضيوف أدخل راندال لورا الى المكتبة.
" أتعتبرين الفارق في السن بيننا مهما؟".
أجابت بالنفي لأنها تعلم أن الكلام لا يفيد شيئا مع عناده.
" تعالي ألي".
أقتربت منه فضمها الى صدره وهمس في أذنها :
"سأجد صعوبة في السيطرة على نفسي شهرين آخرين , ألا ينتابك الشعور عينه؟".
تكلمت لورا وفي صوتها بحة :
" أرجول يا راندال, كل شيء في أوانه جميل".
دفعها راندال بقوة :
" حسنا لك ما تريدين, ستنالين خاتم الزواج قبل أن أنال ما أريد , لكن أعدك بأنني سأذيقك أمر العذاب ردا على ما أعانيه الآن!".

مرت الأيام بعد حفل الخطبة سريعة دون أن ترى فيها لورا راندال كثيرا لأن عمله في الشركة كان يمنعه من نخصيص الوقت الكافي لها , أما والدها فتم نقله الى مركز غير حساس , وأقنع جيمس زوجته بأن نقله من وظيفته عملية ترقية تقديرا لجهوده وتفانيه في العمل , تكلفت لورا بعملية التحضير للزواج , تعاقدت مع متعهد حفلات ليؤمن الطعام لحفل الأستقبال الذي سيقام بعد الزفاف, كما أستأجرت قاعة كبيرة في أحد الفانادق لأقامة هذا الحفل, أبتاعت كذلك فستان العرس وبعض اللوازم الأخرى, وأخيرا أتفقت مع شركة لتأجير السيارات لتأمين نقل الضيوف الى قاعة الفندق لحضور الحفل.
لم يرضى هالام أن يساهم ماديا في مصاريف التحضير للزفاف مع أن المال بالنتيجة هو ماله.
قبل أسبوع من موعد الزواج تدرب راندال ولورا على المراسم الدينية , ومرت الأيام الأخيرة بلمح البصر , كانت لورا تأمل خلالها أن تحدث معجزة تجنبها الزواج , ولك تجرؤ أن تطلب من توم مساعدتها خوفا من أفتضاح أمر أبيها.
في الليلة الأخيرة أصطحبها راندال الى العشاء , كان حديثه مقتضبا وجافا , بعد العشاء أوقف السيارة أمام بيتها , وعندما أرادت الخروج من السيارة منعها محاولا تقبيلها , فرفضت بعنف فصفعها على وجهها وأنفجر غاضبا:
" أياك أن تحاولي معارضة أي شيء يحلو لي القيام به بعد اليوم, أذهبي الآن فالأنتقام أصبح قريبا".
ركضت لورا الى المنزل وهي تجهش بالبكاء , شاهدها والدها فأبتسم وقال:
" العشاق يتشاجرون دائما, لا بد أن أقتراب موعد الزواج جعل أعصابك متوترة , هل هذا ما حدث؟".
لم تنتظر لورا نهاية الحديث , بل صعدت بسرعة الى غرفتها وأرتمت على سريرها وهي تتمتم:
" أكرهه, أمقته , حتى والدي لا يساعدني...".
وحل اليوم المنتظر , كان الجو مشرقا والسماء صافية , أعدت لورا نفسها لحفل الزفاف وأتجهت بسيارة فخمة مع والديها الى مكان الأحتفال.
بعد أنتهاء المراسم الدينية أتجه العروسان وجميع الضيوف الى قاعة الفندق حيث أقيم حفل الأستقبال.
أخذت لورا تبحث عن توم الذي بدا يائسا وحزينا , فأبتسمت له كأنها تطيب خاطره وتبلغه أن الآوان فات ولم يعد بالأمكان أنقاذها.
أحست لورا بيد راندال تمتد الى عنقها لتخطف سلسلة ذهبية تتدلى منها حلية على شكل قلب.
" أنها هدية من أمي".
" أريد أن أرى ما في داخل القلب, لا بد أن فيه صورة لشخص عزيز".
فتح راندال القلب فأذا بصورة توم تطالعه ففتح أحدى نوافذ القاعة ورمى بالسلسلة خارجا .
حاولت لورا الأعتراض:
" قلت لك أنها هدية من أمي".
" لا أريد أن يخيم شبح رجل آخر على حياتنا , أياك بعد اليوم أن تقتني أي شيء يشير الى الطبيب المحبوب!".
بعد أن تناول الجميع الطعام أزيحت الطاولات لأفساح المجال لأقامة حلقة للرقص.
لبست لورا قناع السعادة فرسمت على وجهها أبتسامة مصطنعة لتخفي حقيقة مشاعرها وأخذت ترقص مع راندال , بعد الرقص أتجه العروسان الى زاوية من القاعة حيث وضعت الهدايا, لاحظ راندال أن عيني لورا توقفتا كثيرا عند هدية معينة , حملها بيده فوجد عليها اسم توم نيكول, كانت زهرة من الكريستال مثبتة في أناء فضي فقال:
" يا لها من زهرة رائعة , علينا أن نشكر توم يا لورا".
فجأة أوقعها من يده فتحطمت شر تحطيم , ضجت القاعة بأصوات المتأسفين من الضيوف على ضياع الهدية , فسارع راندال الى القول:
"يا لحماقتي ! لا تهتمي يا حبيبتي سأبتاع لك واحدة مثلها تماما".
أحست لورا أن قلبها تحطم لا لزهرة الكريستال , رأت توم شاحبا يحاول ضبط غضبه , رمته بنظرة حنونة فأبتسم رغما عنه وأخذ يهز رأسه مؤاسيا.
همست السيدة هالام في أذن العروس:
" حان الوقت لتغيري ثيابك".
عندما أصبحت لورا مع والدتها في غرفة جانبية رغبت في البكاء والأرتماء في حضن أمها.
تباطأت كثيرا في تبديل ملابسها لتبعد قدر الأمكان عن راندال.
عانقت أمها طويلا قبل أن تخرج الى القاعة, كان راندال بأنتظارها وقد أرتدى بزة عادية مريحة.
تجمع الضيوف ليبلغوا العروسين تمنياتهم , أمسك راندال بيدها وشق طريقه وسطهم الى السيارة.
أنطلقت السيارة فنظرت لورا من الزجاج الخلفي ورأت توم يقف وحيدا والحزن باد على وجهه.
مرت دقائق دون أن يتكلم أحدهما أل أن بدد السكوت صوت راندال الهادىء:
" سنذهب الى البندقية , المدينة الأيطالية العائمة, البندقية هي مدينتي المفضلة , وأنا واثق أن شهر العسل سيكون ناجحا".
" بالطبع".
قالت لورا ذلك وقلبها يقطر دما على هدية توم المحطمة , لن تتمكن من محو خطيئة راندال هذه من مخيلتها أبدا...
توجها بالطائرة الى البندقية حيث كانت بأنتظارهما في المطار , تنفيذا لأوامر راندال سيارة فخمة , وأنطلقا الى الفندق فوصلاه في موعد العشاء, بالكاد لمست لورا الطعام لأن الجوع حاجة بعيدة جدا عنها في هذا الوقت , بدده تعب السفر مضافا الى حادث هدية توم... الى زواجها من راندال وقد بدأت تعي الآن الحقيقة المرة لأن الأمور تسارعت قبل الزواج بشكل لم يتح لها المجال للتفكير بخطورة هذه الخطوة, بعد العشاء صعدا الى جناحهما الفخم, تفاجأت لورا بكلمات راندال:
" تبدين متعبة وبحاجة الى النوم, سأذهب للتنزه قليلا لعل الصداع الذي أصابني يزول".
تنفست لورا الصعداء بعد ذهابه , أخذت حماما سريعا وأوت الى الفراش , أخذت تصلي كي تنام بسرعة فتتجنب راندال , أخيرا زحف الكرى الى جفنيها فغطت في نوم هادىء مريح...
فجأة أفاقت على صوت الباب يفتح وراندال يدخل الغرفة, تظاهرت لورا بالنوم في حين تقدم منها راندال , ووقف قرب السرير يراقبها فبذلت مجهودا كبيرا لتبقي عينيها مغمضتين.
دخل راندال الى الحمام فسمعت لورا صوت المياه وبعد دقائق أحست به يتمدد قربها على السرير فتجمد الدم في عروقها ولم تعد تقوى على الحراك.
لم يتحرك راندال بادىء الأمر فظنت أنه تعب وسينام , لكنها أحست يده كالسوط على كتفها , تحسس راندال قميص النوم الطويل الذي ترتديه , فقال:
" أرتديت هذا القميص لتطفئي رغبتي , يا لك من واهمة!".
لم تجب لورا فأستشاط غيظا ونهرها بعنف:
" واجهيني أيتها الغبية , أتظنين أن بأمكانك التهرب من أتمام واجباتك كزوجة؟".

 
 

 

عرض البوم صور safsaf313   رد مع اقتباس
قديم 12-08-09, 10:05 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66854
المشاركات: 2,022
الجنس أنثى
معدل التقييم: safsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 585

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
safsaf313 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : safsaf313 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


7- عسل البندقية

فتحت لورا عينيها على غرفة مليئة بأشعة الشميس الدافئة , وعلى شعور بالفرح والخفة كأنها تسبح في الهواء فوق بساط الريح, أخذت تتأمل راندال وهو نائم, ما هي حقيقة هذا الرجل؟ أنسان غريب دخل حياتها وقلبها رأسا على عقب , جعلها تكتشف في شخصيتها أشياء جديدة كانت مخبأة خلال علاقتها بتوم , عرفها على مظاهر أخرى عذبة للحب تمنت لو ظلّت بعيدة عنها.منتديات ليلاس
مدّ راندال ذراعه دون أن يفتح عينيه أو ينبس ببنت شفة وجذبها اليه واضعا رأسها على صدره العريض.
" نمت جيدا كطفل تعب من اللعب يا حبيبتي".
" كيف تعلم ذلك؟ أترى وأنت نائم؟".
" أفقت منذ زمن طويل وتمتعت بمراقبتك بحرية تامة".
" ما هو برنامجنا اليوم؟".
أجابها وفي عينيه بريق عابث:
" سنبقى في هذا السرير المريح فأنا لا أرى سببا لمغادرته ".
تجاهلت لورا كلامه وكأن حقيقة الأمس حلم جميل مرّ:
" أريد أن أكتشف البندقية ومعالمها".
" البندقية لن تهرب منا, الوقت أمامنا كاف للتعرف اليها, أما أنت فليلة واحدة لا تكفي لأكتشافك".
شرعت لورا في محاولة جديدة لسحبه من السرير :
" أتضوّر جوعا , ما رأيك بتناول الفطور؟".
أخذ راندال يداعب وجهها وقال ضاحكا:
" الفطور! ما هذه الأهتمامات السخيفة؟ لديّ الآن أمور أكثر خطورة, هذه البشرة الحريرية مثلا".
مرة جديدة أستسلمت لورا ليديه ونسيت أمر الفطور...
لم يخرج العروسان من الغرفة, الا عند الظهر , تناولا بنهم طعام الغداء في مطعم الفندق الفخم.
" يبدو أن الغرام يفتح شهيّتك الى الطعام يا أميرتي".
أ أخفض صوتك لئلا يسمعنا أحد".
" ألا يحق لي أن أتكلم عن الغرام مع زوجتي؟ الأيطاليون يتفهمون العاشقين أكثر منا نحن الأنكليز".
يتكلم راندال عن الغرام والعشق كأنه واثق من أن لورا مغرمة به الى أذنيها.
" هل بأمكاننا الخروج للتفرّج على البندقية الآن؟".
" ولم لا يا عروسي الحلوة؟ سنبدأ بنزهة في الجندول فهو الأطار الرومانسي المناسب لعروسين في شهر العسل".
ألتهمت لورا بعينيها روعة قصور البندقية التي تحيط بجانبي ( الغراند كانال) فيما يشق الجندول المياه الجارفة في وسط المدينة.
قصور لم تفقدها السنون شيئا من جمالها , صورها المنعكسة على صفحة المياه تضفي عليها جوا حالما تخيّلت لورا معه أنها تعيش في القرون الوسطى...
أشار راندال الى أحد هذه القصور وقال:
" لي صديقة تعيش هنا".
" من هي هذه الصديقة؟".
تكلمت لورا بنظرة ملحة فنظر اليها راندال بتعجب:
" أرملة أميركية ثرية , باعت معمل الورق الذي كان يملكه زوجها وأتت لتعيش هنا حياة مشرفة".
لم تتمكن لورا عندما تكلمت من أخفاء شعورها بالغيرة :
" ما أسمها؟".
" أنطوانيت بيل فرنسية الأصل مولودة في الولايات المتحدة".
" وهل هي جميلة؟".
وجهت سؤالها متظاهرة باللامبالاة لكن راندال عرف أن الغيرة تنهشها.
" جمالها يسلب الألباب وقد سنحت لي الفرصة للتمتع به".
كانت لكلماته أثر السكين في قلبها , تمالكت نفسها وأقترحت:
" من واجبك أن تزورها ما دامت صديقة قديمة وعزيزة على قلبك".
فوجئت لورا لقبوله السريع بالفكرة , أذ قال:
" فكرة حسنة , سأخابرها عندما نعود الى الفندق".
ترجل العروسان في ساحة بيازا سان ماركو حيث ترافق طيور الحمام المتنزهين دون خوف من وحشية الأنسان.
" ما أجمل هذه الطيور يا راندال خصوصا أنها لا تخاف من أذى البشر مع أن الأنسان عدو لأخيه الأنسان, فكم بالحريّ يكون موقفه أتجاه الحيوان؟".
" موقف الأنسان يختلف من عدائية الى محبة حسب معاملة الآخرين له , وموقفي منك هو أكبر مثال على ذلك, عاملتني بعدائية فرددت لك الكيل كيلين الى أن رضخت لمشيئتي".
جلسا في مقهى يعج بالسيّاح يتناولان عصير الليمون.
تنهدت لورا وقالت بحسرة:
" لو كنت حمامة لتمتعت بعطف الجميع ورعايتهم!".
" تتمنين ذلك لتفلتي مني وتطيري مني الى حبيبك توم , أليس كذلك؟".
" لا تذك أسم توم على لسانك , أنسان نبيل وأحبه , أنت تسلم بهذه الحقيقة ولكن لا سبب لتفتيق الجروح في كل مناسبة".
" سأنسيك يوما هذا الحب".
" حلم بعيد المنال".
تجولا قليلا في أسواق المدينة حيث أشترى راندال بعض التحف البديعة.
وعادا الى الفندق بعد أن أنهك التعب قدمي لورا الناعمتين.
أنشغل راندال بمخاطبة الأرملة الأميركية أنطوانيت وبعد دقائق خرج الى الشرفة ليوافي لورا وهي تتأمل المدينة تنزلق في ظلام الليل.
" هل كلمتها؟".
" نعم, وقد دعتنا الى حفل تقيمه في قصرها الليلة , أتساءل أذا كان بأمكاننا تناول العشاء باكرا لنذهب بعد ذلك الى الحفل".
" وما مناسبة السهرة؟".
" لا مناسبة خاصة, فأنطوانيت تقيم الحفلات للتسلية فقط".
وأضاف راندال مبررا:
" ظننت أن فكرة زيارة قصر قديم تثير أهتمامك فقبلت الدعوة".
" كما تشاء, لنبدل ثيابنا وننزل الى المطعم أذن".
في المطعم , حيث الرواد قليلون في هذا الوقت المبكر, أمضى العروسان معظم الوقت بالتحدث عن معالم مدينة البندقية وعن مشكلتها المستعصية فالمدينة تغوص سنويا في الماء بعض المليمترات مما سيؤدي الى دمارها خلال بضع مئات من السنوات.
" من الصعب يا لورا أن أتصوّر العالم من دون البندقية , يجب فعل شيء قبل فوات الآوان".
" لا أعتقد أنه من الممكن أيجاد حل لهذه المشكلة , المدينة تسير نحو مصيرها المحتوم".
بعد نصف ساعة خرجا من الفندق للتوجه الى قصر السيدة بيل , كان الجو رائعا والدفء تتخلله نسيمات منعشة , أنه الطقس المثالي للتنزه في الليل , فأستغل كثيرون الفرصة وأنتشرت الجندولات في المياه تجعل أنوارها ليل المدينة براقا متلألئا.
كان قائد الجندول ماهرا يجري به فوق الماء بخفة غريبة.
أوصلهما بسرعة الى الرصيف الخاص بقصر المضيفة , على الدرج المؤدي الى المدخل تعثرت لورا فأحتضنها راندال لئلا تقع في الماء.
مجرد ملامستها جسمه لثانية جعلها ترتعش وترتبك.
كانت تنبعث من القصر ألحان الموسيقى الأيطالية الحالمة , وتتلألأ فيه أضواء فرحة.
أنطوانيت بيل أمرأة في الخامسة والثلاثين, كستنائية الشعر, خضراء العينين , ممشوقة القوام , فيها كل المقومات الكفيلة بأدارة رؤوس الرجال.
لم تجد المرأة حرجا في معانقة الصديق العزيز بحرارة.
" عزيزي راندال , كم أنا مسرورة لرؤيتك! أين كنت في المدة الأخيرة؟".
" تعلمين يا أنطوانيت مشاكل العمل والزواج...".
قاطعته المرأة:
" ولا ننسى الزواج! أخيرا طلّقت العزوبة بعد أن كنت مصرا على عدم الأقدام على هذه الخطوة".
" أعرّفك بزوجتي لورا".
تفحصت الأرملة الأميركية لورا بعينين فضوليتين:
" يا لها من دمية رائعة! أحسنت الأختيار يا عزيزي".
" أخترتها طفلة لأحسن تربيتها".
" مسكينة لورا لو عرفتك على حقيقتك لما تزوجتك".
وأضافت المرأة بعد أن كادت رنة ضحكتها تزعزع أركان القصر القديم:
" تفضلا لأعرفكما ببقية الضيوف".
تبعتهما لورا حانقة بعدما أحست أنها غير ضرورية لراندال بوجود الأرملة الطروب , في الغرفة الأنيقة حيث تبعثر الضيوف, البعض يرقص , البعض يأكل والبعض الآخر يتحدث , أمسكت أنطوانيت بيد لورا وقادتها الى مجموعة من الشبان الأأيطاليين .
توجهت الى أحدهم بالقول:
" أعرفك بلورا التي تحب الرقص".
طريقة ذكية للتخلص من الأشخاص غير المرغوب فيهم.
أستسلمت لورا لقيادة ذراعي الشاب الوسيم الذي لا يكبرها كثيرا , بينما أبتعد زوجها والأرملة الى زاوية أخرى من الغرفة.
" لم تذكر أنطوانيت لي أسمك".
أجاب الشاب وفي صوته رنة مرحة:
" أدعى جيان كارلو , أدرس الهندسة المعمارية , فالبندقية تقدم مواضيع عديدة للدرس في هذا المجال نظرا لكثرة القصور التاريخية فيها".
" أنت على حق , البندقية مدينة رائعة".
" لكنها لا تزيد روعة عنك".
ضحكت لورا ونظرت في عينيه اللامعتين :
" حذار يا جيان كارلو فأنا ما زلت في شهر العسل".
بدت على وجه الشاب أمارات الخيبة والأستغراب:
" أنت متزوجة؟ ولكن أين عريسك؟".
أشارت الى راندال المشغول بأحاديث مضيفته الفاتنة , في هذه اللحظة ألتفت راندال صوبها فهربت من نظراته.
" هذا زوجك ؟ أنا أعرفه...".
فجأة أحمرّ وجه الشاب وقطع حديثه كأنه أفشى سرا خطيرا .
" تعرفه جيدا لأنه صديق قديم لأنطوانيت على ما أعتقد".
" نعم".
أجابته المقتضبة تدلّ على أنه يعرف عن راندال أكثر من ذلك.
يعرف أشياء لا يجب أن تطّلع عليها لورا.
فيما هما يتنقلان راقصين في الحلبة لمحت لورا زوجها وأنطوانيت في موقف عاطفي , أذ كانت المرأة تضع يدها على كتفه ورأسها على صدره , ثم رأت راندال ينحني نحو خدها... لكنها لم تتمكن من مشاهدة الباقي أذ قادها جيان كارلو بخطواته الرشيقة الى حيث لا يمكنها أن ترى المشهد المثير...منتديات ليلاس
لكن ما رأته كاف لتأكيد ظنونها , العلاقة بين راندال وأنطوانيت حميمة جدا, ترى كم علاقة لزوجها من هذا النوع؟ في أي حال لماذا التفكير في هذه الأمور ما دامت لا تحبه ؟ لكنها تضايقت لتصوّرها زوجها في أحضان أمرأة أخرى.
تقدم من لورا وجيان كارلو شاب أيطالي آخر أستأذن زميله وحلّ محله في الرقص, لنصف ساعة تنقلت لورا في الحلبة من ذراعي شاب الى ذراعي آخر, أستمتعت كثيرا بصدهم وتحاشي مغازلتهم, خصوصا أن ذلك زادها ثقة بجمالها , قادها أحد الشبان الى مقعد مريح وأحضر لها بعض الفواكه المنعشة . جلست تدردش مع الشاب الظريف الى أن جاء راندال .
أبتسم للشاب , وأستأذنه :
" أتسمح لي بمراقصة زوجتي؟".
بهت الشاب وأنسحب متحسرا على ضياع جهوده المضنية في مغازلة لورا .
لا أحد يراها ويصدق أنها متزوجة ... وخصوصا من راندال.
رقص الأثنان بصمت ليستمتعا بعذوبة الموسيقى ورقتها , شعرت لورا بالأرتياح لوجودها مع راندال , شعرت بأنها مع رجل حقيقي , يعرف كيف يعامل المرأة , لا كأولئك الشبان غير الواثقين من أنفسهم, الذين يحاولون بشتى الكلمات المعسولة أنتزاع أعجاب فتاة, راندال ليس بحاجة لهذه الطرق فهو يطرق الموضوع مباشرة دون لف ودوران , هذه الوقاحة تجعله مميزا عن غيره من الرجال خصوصا عن توم الخجول , سألته بشيء من الألحاح:
" ألى أي حد عميقة هي علاقتك بأنطوانيت؟".
" لماذا تسألين؟".
" مجرد فضول".
" فضول أو غيرة؟ ربما لم تحسني أختيار الكلمة".
أنتهت الرقصة لحسن حظ لورا دون أن تضطر للأجابة على ملاحظة راندال , تقدما من أنطوانيت وقال راندال:
" أتسمحين لنا بالأنصراف الآن يا عزيزتي ؟ أنا مصاب بصداع قوي وبحاجة الى الراحة".
" الخسارة أن تنصرفا باكرا , لكن أفعل ما تشاء يا عزيزي راندال فالمهم أن تبقى مرتاحا".
ودعتهما المرأة كما أستقبلتهما بحرارة , طابعة قبلة طويلة على خدّ الصديق القديم.
حاولت لورا طوال الطريق أن تخرق صمت راندال لتعرف ماذا يدور في خلده , لكنه كان جامدا كالصخر لا يعبّر وجهه عن شيء.
عندما أصبحا في الغرفة سألته:
" أأحضر لك قرصا مهدئا؟".
" ما الداعي لذلك؟".
" قلت بأنك مصاب بالصداع".
" كانت كذبة لأتهرّب من الحفل, ألم تدركي ذلك يا ذكية؟".
" ولماذا تتهرّب من حفل مثير , كنت تتمتع فيه كثيرا؟".
نظر اليها بمكر مدركا قصدها وقال:
" صحيح أن الصحبة هناك ممتعة لكنها لا تساوي شيئا أمام وجودي معك".
أقترب منها وأخذ يداعبها بيديه فشعرت بالحرارة تغمرها فطال العناق وطاب...
فيما هما مستلقيان سألته:
" هل كانت أنطوانيت حبيبتك في يوم من الأيام؟".
" أيزعجك ذلك؟".
" كلا, فنحن أتفقنا على أن نطرح مشاعر قلبينا جانبا ونقصر علاقتنا على الجانب المادي , فلماذا أنزعج؟".
أخذت لورا تتحرّى أنفعالات وجهه لكنها لم تلحظ تغيرا في ملامحه.
غريبة أطوار هذا الرجل الذي لا ينفعل أبدا.
" أنت لا تأبهين لكون أنطوانيت حبيبة سابقة أذا, ولا تحفلين أذا عانقتها كما أعانقك , كاذبة أنت وفاشلة في أخفاء أهتمامك , شعورك بالغيرة يقرأ على جبينك بوضوح فاضح".
" الغيرة؟ أنت تضحكني حقا يا راندال , كيف أغار على رجل لا أحبه؟".
فاشلة حقا هي لورا في الكذب لأنها تدرك وهي تتكلم أن صوتها يخونها ويظهر حقيقة ما تضمر لا ما تقول.
هذه الحقيقة كشفت لها بمرارة أنها وقعت في شرك غرامه بطريقة تجهلها , القاعدة تقول أن الفتاة تعجب بالرجل ويتطور الأعجاب الى حب.
لكن الأمر مع راندال مختلف , فالكره الشديد أنقلب حبا لا بل هياما.
ما أغرب لعبة العواطف فهي لا تمشي على قاعدة ولا تتبع أصولا!
ثم شرعت في محاولة أقناع ذاتها أنها لا يمكن أن تغرم براندال, أستعرضت في ذهنها كل أفعاله القبيحة , تحرّشه بها في الليلة الأولى , ملاحقتها في الحديقة , وقاحته في بيته عندما أقيم الحفل الأول , أقتحامه حياتها العائلية , أبتزاز والدها بشكل سافر وأخيرا لا آخرا تحطيم هدية توم... مع ذلك فشلت في أيجاد صيغة تكرهه فيها , صحيح أنها كانت تمقته في السابق الى درجة تمنت معها أحيانا موته, لكن السحر أنقلب على الساحر , وصار الكره حبا والبغض هياما.
السؤال يبقى ما هي حقيقة شعور راندال نحوها؟
أمن المعقول أن لا يهتم ألا بقطف ثمار جمالها وصباها؟ هو لم يظهر حتى الآن ما يدل على غير ذلك , ولم يتوان عن صفعها مرة لينال مأربه , لا يعقل أن يكون مجردا من الأحساس وقاسيا الى هذا الحد , قطع حبل تفكيرها صوته:
" بماذا تفكرين؟".
" بشيء قاله جيان كارلو".
" ومن جيان كارلو ؟ الأيطالي الذي كان مهتما بتقديم الفاكهة لحضرتك أم غيره؟".
" لا ,. هو الشاب الوسيم الذي راقصني في أول الحفل".
" لا أحفل بما قاله جيان كارلو , ما يهمني هو ألا تفكري بأي رجل عندما تكونين معي , هل أعيد هذا الكلام من جديد؟".
أمسك برأسها وضمه الى صدرها بقوة حتى كاد يسحقه.
حتام تحتمل رجلا لا يعني له الحب شيئا آخر غيلا الجانب المادي؟ أنه وضع لا يطاق والله وحده يعلم كيف ستخرج منه...
مكث العروسان في البندقية أسبوعين , زارا خلالهما كل المعالم السياحية من قصور ومعابد ومتاحف , أعجبت لورا بأحد القصور بشكل مميز , كان فيه سحر خاص ونكهة غامضة, وقفت تتأمل الحفر في الجدران واللوحات البديعة.
" أين يشرد خيالك يا حبيبتي؟".
" أتصور نفسي أعيش هنا مع فارس أحلامي في القرون الوسطى, في تلك الأيام كانت الحياة بسيطة سهلة".
في كلامها أشارة واضحة الى توم تجاهلها راندال وسأل:
" ما الذي يجعلك تعتقدين ذلك؟".
" لا أدري ربما يصبو الأنسان دائما الى أفضل مما هو فيه".
رأت في نظراته عندها بريقا شريرا أرعبها فعدلت عن متابعة الكلام, أكتفى راندال بهز رأسه مخبئا المفاجآت للوقت المناسب.
في تتابع الأحداث وتطور مسار احياة , صارت لورا تتعلق براندال لا شعوريا , لم تعد تفكر بتوم أو بوالديها , أصبح محور أهتمامها الوحيد زوجها , لكنه لم يبد أتجاهها أدنى عاطفة بل كان يعاملها كشيء ثمين يقتنيه ويحافظ عليه, أكتشفت لورا فيه جوانب كثيرة حسنة : لطيف ودمث الأخلاق خارج العلاقة الزوجية , مثقف ومحدث ناجح, كريم بلا حدود يغدق عليها الهدايا لتكون سعيدة ... كل ذلك بشرط أن تلبي رغباته , في اليوم الأخير تكاسل راندال ولم يرغب في النهوض من السرير.
" علينا أن ننهض لنحضر حاجات السفر".
" أفهم من ذلك أنك مللت مني يا حلوتي؟".
" لم أقل شيئا من هذا النوع ولكنني لا أرغب في أن تفوتنا طائرة لندن".
" لا تقلقي فسأستأجر لك طائرة خاصة أذا أضطرّنا الأمر".
كانت لورا تعلم بأن كلامه جدّي فهو لا يجعل أي عقبة تعترض طريقه.
بعد الظهر ركبا الطائرة وعادا الى لندن لبدء رحلة الحياة الزوجية الحقيقية ولتبدأ لورا رحلتها مع المجهول.

 
 

 

عرض البوم صور safsaf313   رد مع اقتباس
قديم 12-08-09, 10:06 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66854
المشاركات: 2,022
الجنس أنثى
معدل التقييم: safsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 585

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
safsaf313 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : safsaf313 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


8- في منزل الزوجية

أنطلق راندال بسيارته السوداء الفخمة بعد أن ترك السائق في المطار يتدبر أمر عودته , متجها الى منزله في حيّ مايفير, أسفت لورا لترك مدينة البندقية المشمسة والفرحة والعودة الى طقس لندن الضبابي الكئيب.منتديات ليلاس
تبدلت صورة راندال منذ أن حطت الطائرة في لندن, عاد ذلك الشخص الغريب المتجاهل وجودها, الشارد في أمور أخرى أكثر أهمية ربما, لورا بالنسبة أليه راحة وارفة الظلال يرتاح فيها من عناء العمل , عندما لا يكون محتاجا اليها يطرحها جانبا ولا يعود يلتفت اليها, تمنّت لو بقيا في البندقية حيث أغدق عليها حنانه وأهتمامه, وحيث لم يكن يرى في العالم غيرها , المرأة تحب أن تكون محور أهتمام الرجل, هذا جزء من طبيعتها المتطلبة.
أرادت لورا أن تكسر الجليد فقالت:
" لماذا تركت السائق المسكين في المطار؟".
" لا تخافي عليه , سيتدبر أمر العودة الى المكتب وسيضيف المصاريف الى راتبه".
" أتعامل مستخدميك كلهم بنفس الطريقة؟".
قطّب جبينه وأجاب:
" الموظفون في جدمتي لا أنا بخدمتهم , ينفذون أوامري دون نقاش والا فليتركوا العمل, ولا تنسي أنني أدفع لهم كي ينفذوا الأوامر".
عندها زلّ لسانها وكشفت أمرا كفيلا بوضع أبيها في أزمة:
" لا عجب في تسمية أبي لك...".
الحقير مرسييه".
" كنت تعلم أنه يدعوك هكذا؟".
" كل ما يحصل في الشركة يصل أليّ يا عزيزتي والا لما تمكنت من السيطرة على الموظفين ولوصلنا الى الخراب".
أكملا طريقهما صامتين وغرقت لورا في تأمل الطبيعة الأنكليزية الحزينة المتناقضة مع عظمة البندقية الزاخرة بذكريات المجد الرنانة .
عندما دخلا قلب المدينة بشوارعها المزدحمة بالسيارات والمارة الراكضين , اللاهثين يفتشون عن لقمة العيش , شعرت لورا بأنقباض كبير , أحست بالمدينة ضيقة تخنقها , وتمنت لو تستطيع العودة فورا الى البندقية , ثم أخذت تتخيل رتابة الأيام الآتية , الحياة المنزلية اليومية تتكرر دون طعم ولا رائحة , حياةلا يلونها الا شعور مجهول يشدها نحو الرجل الجالس بجانبها, حياة يزيدها مرارة حنين الى حبيب مفقود وقلق على أم مريضة .
أتفق راندال مع والديه على أن يسكن ولورا معهما في المنزل نفسه الى أن يتدبر بيتا مناسبا له ولعروسه , ولذلك خصصت السيدة مرسييه الطابق الثاني لهما وجهزته تجهيزا كاملا .
كون لورا أصبحت السيدة الجديدة في المنزل لم يغير شيئا في ملامح وجه رئيس الخدم عندما أستقبلهما ببروده المعتاد , في غرفة الجلوس كان والدا راندال بأنتظارهما.
" كم تبدين جميلة بعد شهر العسل يا عزيزتي لورا !".
" شكرا يا سيدة مرسييه ".
ثم وجهت لورا كلامها الى والد راندال :
" كيف حالك يا عمي؟".
" في غاية الشوق الى العروسين الرائعين".
كانت السيدة مرسييه تتحرّق شوقا لتري لورا هي وراندال جناحهما الخاص في القصر.
" أقترج أن تصعدا الى الطابق الثاني لتتفرجا على عشكما الزوجي".
" أنا واثقة من أنه سيعجبنا ما دام من أبداع ذوقك الرفيع, ألا توافق معي يا راندال؟".
أجاب دون حماس:
" بالطبع, أمي خبيرة بفنون الديكور".
دهشت لورا لجمال غرفة النوم , غرفة واسعة, مفروشة بسجاد أزرق, الجدران بيضاء مخططة بخيوط ذهبية , السرير والمقاعد الثلاثة من الطراز الفرنسي القديم , منضدة التزيين لا تقل بهاء عن باقي الأثاث, جلست لورا على كرسيها المغطى بالحرير وتأملت أدوات التجميل المختلفة الموضوعة عليها.
" أشعر وكأننا في غرفة أحد ملوك القرن السابع عشر".
لم يعلّق راندال بل رمى سترته على السرير ودخل الى الحمام المتصل بالغرفة , سمعت لورا صوت المياه تجري على جسمه القوي وتمنت بقاءه أطول وقت ممكن بعيدا عنها , بعد قليل خرج أكثر أنتعاشا بدليل الأبتسامة المرسومة على شفتيه.
تناول زجاجة عطر فرنسي وقال:
" ضعي قليلا من هذا العطر".
أنصاعت لورا لأمره , فأقترب منها وأستنشق العبير الطيب .
" يا لها من رائحة ناعمة تناسب أميرتي الصغيرة ".
" أتعتقد أنها تناسب أنطوانيت بيل؟".
" ما الذي ذكّرك بها؟".
لم تفصح له بالطبع أن الغيرة ذكرتها بالأرملة الأميركية فأجابت:
" أتخيّل أنطوانيت تضع عطورا أقوى من هذا".
" لا عجب في ذلك لأنها أمرأة معقدة, والأنسان المعقد لا يحب العطور البسيطة الناعمة".
" لماذا تعتبرها معقدة؟".
" لأنني لا أحب المرأة التي تدّعي الوجاهة , والتي تعتقد أن غناها يجعلها أفضل من الآخرين".
أكتشفت لورا فيه صفات تجهلها فقالت له بشيء من الأستغراب:
" أتعني أنك أنسان متواضع؟".
" أنا أنسان واقعي أفخر بحسناتي وأعترف بسيئاتي".
" وما هي سيئاتك؟".
رمقها بنظرة متعالية لا تمت الى التواضع بصلة وقال:
" سيئاتي لا تعتبر شيئا أمام حسناتي , أليس كذلك؟".
وافقت لورا بسخرية :
" بالطبع , ثم أضافت , وما رأيك بي؟".
" أعتبر أنني أحسنت الأختيار- وأردف بعدما نظر الى ثيابه- بدّلي ثيابك بسرعة فوالدي دقيق في المحافظة على موعد العشاء".
أختارت لورا ثوبا بسيطا وأتجهت الى الحمام لأنها تشعر بالحرج اذا بدّلت ملابسها أمامه, أوقفها راندال بغضب:
" ألى أين ذاهبة؟".
" أريد أن أغتسل قبل النزول".
" حجة واهية , لم أر في حياتي أمرأة تخجل من تبديل ملابسها أمام زوجها".
تجاهلت كلماته وفرّت من نظراته القاسية , عندما خرجت وقف راندال يتأملها:
" رائعة حقا!".
أختارت لورا فستانا محتشما يجعلها تبدو صغيرة في السن , وأحاطت عنقها بعقد من اللؤلر يناسب تماما لون الفستان .
" تبدين خارجة لتوك من المدرسة".
" ألا تعجبك ملابسي؟".
أنصرفت لورا الى تصفيف شعرها دون أن تنتظر جوابا لن يأتي , وتعمدت أطالة القوت لتؤخر قدر أستطاعتها النزول الى العشاء . فهي خجولة جدا ووجود راندال ووالدته في آن واحد مؤثر عليها جدا لما يبديانه من ملاحظات دقيقة ويقولانه من كلمات جارحة .
كان شهر العسل فترة بديعة مختلفة , أما الآن وقد عادت الى الحقيقة فقد وجدت أنه من الصعوبة بمكان تحمّل حياتها الزوجية قبل أن ننزل أريد ألقاء نظرة على باقي الجناح".
" حسنا ولكن بسرعة لئلا ينفذ صبر والديّ".



أكثر ما أعجب لورا في الطابق الواسع المطبخ الصغير المجهز بأحدث اللوازم والمطلية جدرانه بألوان فرحة ومبهجة , سرّت كثيرا بهذا المطبخ لأنها ستتمكن فيه من ممارسة هواية الطهي ولا تبقى عاطلة عن العمل كباقي النساء الثريات , يبدو من التجهيز الممتاز لهذه الشقة أن راندال يخطط للبقاء بصورة دائمة في منزل والديه , هذه الفكرة لم ترق للورا كثيرا لأنها تفضل الأستقلال في منزل تكون سيدته ومدبرة شؤونه , فالسيدة مرسييه لن تسمح لأحد غيرها بالقيام بهذه المهمة ما دامت موجودة, هذا لا يعني أن لورا لا تحب والدي راندال , لكن أي عروسين يفضلان أن يتمتعا بمنزل خاص يبنيان فيه حياتهما العائلية.



كان الزوجان مرسيه بأنتظارهما على الطاولة , قال الأب وعيناه على الساعة الكبيرة المعلقة على الحائط:



" نزلتما في الموعد المحدد".



كانت السيدة مرسييه تجلس على كرسي بعجلات تراقب لورا بعينين فاحصتين:



" ما رأي لورا بالشقة؟".



أجابتها العروس بخجل:



" لا أدري كيف أعبر عن أعجابي وأمتناني لك يا سيدة مرسييه, الكلمات لا تكفي لأشكرك".



" لم أفعل سوى الواجب يا أبنتي, ولا تعتقدي أنني جهزت لك مطبخا مستقلا لتنفصلي عنا, على العكس فنحن نريدكما بقربنا دائما , لكن لربما أحببت أن تعدي أكلة معينة أو شعرت بحاجة الى الأنفراد قليلا...".



" لا أعرف كيف أرد لك الجميل يا سيدتي".



تدخّل الأب مؤكدا :



" مجرد كون ولدنا سعيدا الى جانب زوجته يكفينا يا عزيزتي لورا".



أضافت والدة راندال وكأنها تطمئن لورا:



" لا بد أن راندال سيتأخر في كثير من الليالي ليعود الى المنزل , فلا تشعري بأي حرج وتبقي نفسك سجينة الوحدة , بل أنزلي ألينا فنحن نسر كثيرا بصحبتك".



رمق راندال والدته بنظرة حادة وقال:



" لا تبدأي بالكلام وكأنني هجرت زوجتي يا أماه , فنحن لم نكد نرجع من شهر العسل".



" ما أقصده يا أبني هو أن عملك يشغلك كثيرا , كم مرة نسيت أن تأتي لتناول العشاء؟".



لم ترتح لورا لهذا الحديث الجاف بين راندال ووالدته , زوجها يبدو في الحقيقة متوترا جدا الليلة , لكنها لا تعلم سبب هذا التوتر , هل سئم من الزواج؟".



هل كتفى من لورا ليفتش عن غيرها؟ سؤالان لا بد أن تعرف الجواب عليهما قريبا , تناول الأربعة العشاء بصمت , لم تأكل لورا كثيرا لأن فكرها كان شاردا في أمور أخرى , لاحظ راندال ذلك , فسأل:



" ألست جائعة؟".



تولت السيدة مرسييه عملية الأجابة:



" دعها وشأنها يا راندال فهي لا بدّ مرتبكة بعض الشيء لوجودها في محيط جديد , نحن... غرباء بالنسبة اليها, ثم أبتسمت ونظرت الى لورا- لا تهتمي لما يقوله راندال يا عزيزتي , أذا لم تكوني جائعة فلا ترغمي نفسك على الأكل بل أفعلي ما يحلو لك".



بعد قليل جلب رئيس الخدم بعض الحلويات , تلذذت لورا بطعم الكعكة اللذيذة المنعشة.



وكعادته لا يترك راندال مناسبة للتعليق وأبداء الملاحظات تفلت منه.



" أرى لورا تحب أكل المرضى , فهذه الكعكة تصلح لتقدم في مستشفى".



لكن السيدة مرسيه نصبت نفسها حارس لورا الأمين في هذه المواقف, نظرت الى أبنها وقالت بلهجة آمرة:



" تابع تناول طعامك وأصمت".



لم ينتقل السيد مرسيه معهم الى غرفة الجلوس لتناول القهوة بل أنسحب الى غرفته وتطوّعت زوجته بمرافقته , أحست لورا بالأرتياح والدفء في مقعدها الوثير , صب راندال القهوة التي أحضرها رئيس الخدم وقدم فنجانا الى زوجته , بعد أن جلس وفنجانه في يده , سأل لورا:



" ماذا ستفعلين غدا بعد أن أذهب الى العمل؟".



" أنوي زيارة والدتي".



" وسيصدف وجود الطبيب توم بالطبع, تذكري أنك أمرأة متزوجة وعليك أن تحترمي قواعد معينة".



" الأمر نفسه ينطبق على الرجال المتزوجين".



في هذه اللحظة فتح رئيس الخدم الباب يجر السيدة مرسييه في مقعدها فأضطر الزوجان الى قطع المشادة الكلامية .



قدّم راندال القهوة لأمه بعد أن قبّل يدها .



" لماذا هذه القبلة؟".



" تعبيرا عن شكرنا للعناية التي أحطتنا بها".



" أنا مسرورة جدا لأن الجناح أعجبكما , لكن هذا لا يعني أنكما باقيان هنا , يجب أن تبحثا عن منزل خاص , أنا ووالدك نتمنى بقاءكما معنا , لكن هذا لا يجوز , المنزل المستقل ضروري لتبنيا حياتكما العائلية".



قال راندال ضاحكا:



" لا تستعجلي الأمور كثيرا يا أمي!".



" أراهن على أن لورا فهمتني أكثر منك يا راندال , وجودكما هنا ضروري الآن لتعتاد لورا على الحياة الزوجية , لكن بعد ذلك عليكما الأستقلال في حياتكما".



" نحن نفهم ذلك يا أمي".



تابعت السيدة مرسييه حديثها:



" أريد منك يا لورا أن تفعلي ما يطيب لك في البيت , نحن بحاجة الى بعض الحياة لأن الرتابة والهدوء مزعجان".



" أذن أسمحي لي بأن أحضر العشاء بنفسي غدا".



" أتعنين أنك تجيدين الطهي يا عزيزتي؟".



تكفّل راندال بالأجابة:



" لورا طاهية ماهرة يا أمي".



علقت لورا بخجل:



" لا تعظم الأمور يا راندال , مرض أمي أجبرني على تعلم الطهي, لكنني طاهية عادية جدا".



بقي الثلاثة بعض الوقت في غرفة الجلوس يتحدثون عن مدينة البندقية , ويتفرجون على الصور التي ألتقطها راندال هناك , أظهرت السيدة مرسييه الحنين الى تلك المدينة الساحرة التي زارتها مرة في صباها , بعد نصف ساعة نظر راندال الى ساعته وقال:



" عليّ أن آوي الى الفراش باكرا الليلة لأن جبالا من الأوراق تنتظرني غدا في المكتب".



صعد لورا وراندال الى جناحهما , في الغرفة تثاءبت لورا تعبة من عناء السفر.



لم يرق ذلك لراندال الذي قال:



" أتلمحين ألى أنك تريدين النوم مباشرة؟".



لم تجب بل خرجت الى المطبخ لتحضر بعض الماء , عندما عادت وجدت الأنوار مطفأة وراندال ممددا في السرير , تمددت بجانبه وهي تتساءل لماذا غّر رأيه بهذه السرعة ؟ أخذت تتأمله وتحاول أقناع نفسها أن هذا الرجل سيشاركها حياتها الى الأبد , مرت في ذهنها صورة توم وصورة أمها فراحت تتخيل السعادة التي كانت حظيت بها لو تزوجت من توم.



ثم غمرها شعور بالذنب لأنها تركت أمها المريضة , صحيح أن السيدة غرانت مدبرة المنزل الجديدة , وهي صديقة للسيدة نايت , أمرأة يمكن الأتكال عليها , لكن هذا لا يكفي لأخماد قلق لورا.منتديات ليلاس



لم تتمكن من النوم بسبب الأفكار التي تشغل بالها , نظرت الى ساعتها ففوجئت بأن الوقت مرّ بسرعة , الساعة أصبحت الرابعة صباحا دون أن يغمض لها جفن , وبينما هي تتقلب في الفراش لمحت عيني راندال تحدقان فيها.



" آسفة أذا أيقظتك".



" عليك أن تتحملي نتائج عملك...".



أفاقت لورا في العاشرة لتجد أن راندال ليس بقربها , فجأة تذكرت قسوته في الليلة السابقة وخافت أن يظل على هذا المنوال طوال حياتها.



بعد تناولها طعام الفطور وافت لورا السيدة مرسييه في غرفة الجلوس.



" صبح الخير يا سيدة مرسييه , أعتذ لأنني أطلت النوم".



" ولماذا الأعتذار؟ أنت حرّة في بيتك".



" متى ذهب راندال؟".



" كالعادة يكون في مكتبه حوالي الساعة التاسعة".



" أريد أن أعتذر أذ لن أتمكن من تناول طعام الغداء هنا اليوم, سأقوم بزيارة والدتي".



" أرجو أن تجدي والدتك بأتم الصحة , ستأخذين السيارة أليس كذلك يا عزيزتي؟".



" أنا لا أجيد القيادة".



" عليك تعلم القيادة يوما ما, لكن لا عليك سآمر السائق بأيصالك".



أوصلها السائق الى البيت بعد أن أوصته بالمرور لأخذها في الرابعة بعد الظهر.



وجدت لورا أمها فرحة ومرتاحة , قبّلتها بحرارة وقالت:



" يبدو أن السيدة غرانت تعتني بك جيدا لأنني أراك في أحسن حال".



" السيدة غرانت أمرأة ممتازة يا أبنتي لا أشعر معها بأي نقص".



" سأتناول الغداء هنا؟ هل من مانع؟".



ضحكت السيدة هالام وعلّقت:



" أبنتي تطلب الأذن لتأكل في بيتها!".



جلست لورا تخبر أمها عن رحلة شهر العسل وعن مدينة البندقية متحاشية الخوض في تفاصيل علاقتها براندال , مضى الوقت بسرعة الى أن حان وقت الغداء, أعدت السيدة غرانت طعاما شهيا , كما تبيّن للورا أن والدتها المرأة متفاهمتان تماما فخفّ قلقها وأطمأن بالها.



بعدالغداء أنتقلتا الى مكان لورا المفضّل في البيت , غرفة الجلوس, حيث كانت تفوح رائحة الياسمين الذكية .



" من وضع هذه الباقة الجميلة هنا يا أمي".



" السيدة غرانت ذواقة في التزيين يا أبنتي".



" أراحني وجود هذه المرأة الى جانبك فأنت تعلمين مدى قلقي عليك".



" السيدة غرانت والسيدة نايت تفيان بالغرض تماما".



وفجأة غيّرت السيدة هالام الحديث أذ سألت أبنتها:



" هل أنت سعيدة؟".



كانت المرأة تعلم أن أبنتها ما تزال تحب توم ولكنه تزوجت من راندال لأن ذلك أنسب لها ولعائلتها , أليس الزواج المبني على العقل أفضل وأثبت من الزواج المبني على القلب ؟ هذا لا يعني أن أبنتها لا تظهر أيّ شعور نحو زوجها , فهي لم تكف عن ذكر أسمه طوال الحديث عن شهر العسل.



قال راندال , ذهب راندال, أحضر راندال ... السيدة هالام واثقة من أن حياة أبنتها الزوجية تسير في الخط الصحيح على الرغم من علاقتها بتوم... لكن لورا لا تشاطرها رأيها , ففي قرارة نفسها خوف كبير من أن يتحوّل راندال الى وحش نهم كما كان في الليلة السابقة.

 
 

 

عرض البوم صور safsaf313   رد مع اقتباس
قديم 12-08-09, 10:11 AM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66854
المشاركات: 2,022
الجنس أنثى
معدل التقييم: safsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 585

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
safsaf313 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : safsaf313 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


9- الأعتراف المتأخر

أقتربت الساعة من الرابعة , تمنّت لورا لو كان بأستطاعتها البقاء في منزل ذويها حيث تشعر بالأمان الذي لا يستطيع توفيره ترف قصر آل مرسييه.منتديات ليلاس
لورا تنتمي الى هذا المنزل البسيط , لها ذكريات في كل قطعة أثاث فيه , في كل زاوية , خلف كل حجر.
وراندال رجل غريب , أخرجها من أحضان الأمان وألقى بها في دائرة الخطر, رماها في تيار جارف لا تعلم ألى أين سيودي بها . أرتعدت عندما سمعت رنين الجرس , كأن السائق جلاّد يسوقها الى مصير أسود.
فتحت السيدة غرانت الباب لتوم الذي بادر لورا بالقول:
" مرحبا أيتها الغريبة , متى عدت من البندقية؟".
وراء نبرته الهازئة رأت عاصفة من الأنفعالات تتجمع, لكن توم يعرف كيف يحتفظ بمشاعره لنفسه ويبقيها دفينة في قلبه.
لم تدر لورا ماذا تقول فتمتمت:
" أهلا توم , هل رأيت البطاقة التي أرسلتها لأهلي؟".
" رأيتها , لكنني كنت أتوقع بطاقة لي".
بالفعل, أشترت لورا بطاقة لترسلها الى توم , لكن عيني راندال الفضوليتين لم تتركا لها فرصة الكتابة , أبلغها في بادىء الأمر أنه لا يهتم لقلبها بل لجمالها فقط, لكنه بعد ذلك أخذ يتصرف برغبة في أمتلاكها لا بل أحتكارها’ أيشعر بالغيرة عليها؟ لكنه لا يحبها فلماذا يفعل؟ خصوصا بعدما أظهره من قسوة أتجاهها بالأمس.
" وجدت أمك بصحة جيدة , أليس كذلك يا لورا ؟ السيدة غرانت تعتني بها أحسن عناية".
حتى هنا في بيتها لم يعد وجود لورا ضروريا , السيدة غرانت حلت محلها بكل جدارة.
" أنا لا أنسى دورك بالطبع يا توم".
بعد أن عاين السيدة هالام وعاد الى غرفة الجلوس قال الطبيب الشاب:
" أكل شيء يسير على ما يرام؟".
" بالطبع".

" حسنا, عليّ أن أذهب الآن , هلا رافقتني الى الباب- وأضاف بعد أن لاحظ أضطرابها وشرودها – أنا واثق من أنك تخبئين شيئا يضايقك".
كادت لورا تنفجر بالبكاء وتصرّح لتوم بكل شيء لكنها أكتفت بوضع رأسها على كتفه بحنان فضمها بحنان.

" عزيزتي لورا لا تبكي".
مسحت دموعها وهي تتمتم:

" آسفة...".

في هذه اللحظة قرع الجرس فأرتعد الأثنان , توجه توم الى الباب في حين حاولت لورا لملمة نفسها وأخفاء توترها.

فتح الباب فتراجع توم دون أن ينبس ببنت شفة , عندها عرفت لورا من الآتي.

وقف راندال جامدا كالصخر , ألا شفته فقد كانت ترتجف غضبا , أنسحب توم بهدوء وأقفل الباب وراءه.

" أنزلي الى السيارة".

لم تجرؤ لورا على مخالفة الأمر الصارم فأتجهت الى السيارة بخطوات غير واثقة يتبعها راندال صامتا.



أدار المحرك وأنطلق في شوارع المدينة التي بدأت تغرق في الغسق.



لم تعد لورا تحتمل السكوت القاتل فقالت بعدما وضعت كل ما لديها من قوة أرادة في كلماتها :



" عدت من عملك باكرا اليوم".



كأن راندال كان ينتظر أشارة ليصبّ جام غضبه عليها :



" نعم عدت باكرا لأنني أحببت أن نخرج سويا هذا المساء , لم أجدك في البيت فجئت الى هنا كي أصطحبك".



" أبلغتك بأنني سأقوم بزيارة والدتي".



أمتزج الغضب بالسخرية في كلمات راندال:



" بالطبع قمت بزيارة والدتك فصادف وجود الطبيب المحبوب الذي لم يتوان عن معانقتك!".



" لم يعانقني!".



" يا للكذب! رأيتكما من زجاج الباب, يا له من حقير وقح! لا بد أن مجيئي قطع عليكما الأنسجام , أليس كذلك؟".



لم تعد لورا تفهمه , منذ ساعات كان في الفراش أنسانا أنانيا , غير عابيء بمشاعرها , لا يريد الا تحقيق مآربه , أما الآن فصار يشتعل بنار الغيرة , لا شك أنه مصاب بأنفصام في الشخصية.



" أنت ... أنت قلت أنك لا تحفل بحبي لتوم ما دمت تمتلكني".



ضغط راندال على دواسة البنزين فأخذت السيارة تنهب الأرض نهبا وتتخطى كل ما أمامها بسرعة جنونية , أغمضت لورا عينيها وتسمرت في مكانها لا تجرؤ على الكلام , فجأة ضغط على المكابح فقذفت لورا حتى كاد رأسها يصطدم بالزجاج الأمامي , فتحت عينيها لتجد نفسها أمام قصر آل مرسييه , يعلم الله كيف وصلا سالمين...



حدّق راندال فيها والشرر يتطاير من عينيه:



" عليك أن تفهمي أنني أشتريتك كاملة , أشتريت زوجة كاملة, لا أريد أن أغادر الى عملي في الصباح وأتخيّلك بصحبته خلال غيابي- أطبق بيديه القاسيتين على معصمها الناعم وشدّ حتى صرخت من الألم , وأضاف: هل كلامي واضح؟ لن تقابلي هذا الرجل بعد اليوم والى الأبد!".



تمكنت لورا بقوة الأرادة من تمضية السهرة دون أن تنهار , تناولت العشاء مع العائلة , جلست تتحدث الى السيدة مرسييه , لعبت الشطرنج مع مرسييه الأب , وأخيرا شاهدت فيلما على التلفزيون لم ينته قبل منتصف الليل.



على الرغم من تعبها الشديد لم تصعد الى الغرفة لأن وجودها مع راندال , بعد الذي حدث , يسبب لها رعبا وهلعا فظيعين.



جلست وحدها تحدق في الشاشة المنطفئة وكأنها تشاهد صور حياتها تمر رمادية .



ألتفتت لتجد راندال واقفا راقبها كالشبح , أقترب منها وأرغمها على النهوض.



" هيا الى السرير ".



تبعته كالطفل المطيع مطأطأة الرأس, مهيضة الجناح.



بقيت تحت الماء في الحمام أكثر من نصف ساعة ترتجف كلما راودتها فكرة الدخول الى السرير.



" تعالي الى السرير".



أمر جديد وتنفيذ جديد.



تمددت لورا في السرير وعيناه المليئتان بما أعتبرته حقدا تذرع كل ذرّة من جسمها بألحاح.



بدأت بالأرتجاف عندما أطفأ النور أذ مرت في مخيلتها صور الليلة الماضية.



" كفي عن الأرتجاف كالأرنب .... وأخلدي الى النوم".



أحست عندها بجبال من الصخر تنزاح عن صدرها , دفنت وجهها في الوسادة وبكت بصمت وحرارة.



في الصباح أقترحت السيدة مرسييه أن تعد لورا أكلة لزوجها في مطبخا الخاص.



" أعرف يا حبيبتي لورا أنك تريدين أن تجرّبي أدوات المطبخ".



شكرتها لورا وتوجهت الى السوق لشراء الحاجيات اللازمة.



وعند الظهر عادت لتناول الغداء مع العائلة , وأمضت فترة بعد الظهر بتحضير العشاء لراندال , وهكذا مرّ النهار هادئا تمتعت فيه بوحدة لم تنعم بها منذ أسابيع .



في السادسة رن جرس الهاتف في غرفة الجلوس في شقتها , رفعت السماعة لتسمع صوت راندال.



" لن أحضر الليلة الى العشاء لأنني مرتبط بموعد هام , وهذا الأمر يفرحك بالطبع".



لم تجب لورا فأكمل زوجها:



" بلّغي والدتي أنني سأتناول العشا ء مع تاجر أميركي كبير".



" حسنا".



" ماذا فعلت اليوم؟".



" ذهبت للتوق فقط , وكن مطمئنا فأنا لم أر توم".



أقفل الخط من دون أن يزيد كلمة.



عادت لورا الى المطبخ لتضع كل ما أعدته من طعام في الثلاجة , بعد ذلك نزلت لتبلغ السيدة مرسييه عدم حضور راندال الى العشاء.



بدت الخيبة على وجه الوالدة , أذ قالت:



" راندال يجهد نفسه كثيرا في عمله , في أيّ حال ستكونين من نصيبنا الليلة فأرجو ألا تملي كثيرا".



" أني واثقة من تمضية سهرة ممتعة ".



" بالله عليك أخسري أمام أيف بالشطرنج لأنه لا يحتمل أن يتلب عليه أحد, لكن راندال لا يأبه بشعور رجل عجوز فينتصر عليه دائما".



في الحادية عشرة صعدت لورا الى شقتها وراندال لم يعد بعد, تمددت في سريرها تقرأ الى أن وصل زوجها.



بادرها بالقول ساخرا:



" لماذا لم تستغلي فرصة غيابي وتستسلمي للنوم؟".



وضعت الكتاب على الطاولة وشدّت الغطاء لتنام , بعد قليل حذا حذوها , وشعرت لورا بأن جدارا سميكا يفصل بينهما , صار أنسانا غريبا بعيدا, يمقتها.



مرذت الأيام على المنوال ذاته , أعمال منزلية في الصباح , تحضير طعام بعد الظهر , سهرة في غرفة الجلوس , في غرفة النوم لم يعد راندال يحاول أن يلمسها , كانا غريبين يتقاسمان غرفة نوم وسريرا.



بعض الأحيان لم تكن تراه النهار بكامله , يذهب صباحا قبل أن تفيق ويعود مساء بعد أن تنام , الشيء الوحيد الذي يدل على وجوده أثر جسمه في السرير وشعرتان سوداوان تائهتان على وسادته.



قلّلت لورا من زياراتها لوالدتها حريصة في كل مرة على المغادرة قبل وصول توم , لا تعلم ماذا يدفعها لتنفيذ أمر راندال بهذا الصدد , في الأسبوع السادس لوجودها في البيت الزوجي أيقنت أنها حامل , سيزيد الحمل الأمور تعقيدا , ستحمل ولدا من شخص غريب لا يمكن أن يكون أبا صالحا , كيف ستتمكن من بناء عائلة حقيقية دون مساعدة زوجها؟
قررت ألا تخبره بالأمر لأنها لا تريد معرفة ردة فعله , شعرت بحاجة لمن تفضي اليه بهمومها , فكل أنسان يرتاح أذا شاطره مشاكله أحد , هذا الشخص لن يكون أمها بالطبع , ولا السيدة مرسييه التي لن تقف بجانبها ضد والدها , لن يفهمها أحد الا توم , لكنها تخاف أن تقابله ويعلم راندال بالأمر , ربما قتلها أن فعلت ذلك.منتديات ليلاس
في بداية شهر أيار صار الطقس خانقا وأحتبس الهواء .
شعرت لورا في صباح يوم حار أنها مريضة فبقيت في الفراش ولم تكن تعلم أن ذلك من أعراض الحمل الطبيعية.
عليها أن تستشير طبيبا ليطمئنها , حارت بين الذهاب الى طبيبها الخاص أو الى توم , تجاذبتها رغبة جارفة بين مقابلته والتحدث اليه وبين الولاء لزوجها ولأرادته.
بعد الظهر من اليوم نفسه أستقلت سيارة تاكسي وأتجهت الى منزل والديها.
بينما كانت تهم بالذهاب دخل توم ففوجىء لرؤيتها.
" لورا ما هذه الغيبة الطويلة؟".
" أنت على حق فأنا لم أرك منذ أسابيع, مشاغلك جمّة وحياتي الزوجية لها متطلبات كثيرة".
لاحظت على وجهه حزنا عميقا فسألته:
" ما بك حزينا؟".
" ألم تعلمي بوفاة أمي؟".
" ماذا تقول؟".
تدخلت أمها التي دخلت غرفة الجلوس:
" نسيت أن أطلعك على ذلك الأسبوع الماضي يا لورا".
" أنا آسفة حقا يا توم".
" لا بأس فكلنا على هذه الخطى سائرون".
" وكيف حال والدك؟".
" صدم بعض الشيء لذلك ذهب ليرتاح عند عمتي , وهو يفكّر جديا بالتقاعد الآن , يا ليته تقاعد قبل وفاة أمي فهي كانت تطالبه بذلك منذ سنوات , لو فعل لكانا تمتعا بحياتهما بعض الشيء".
" لن أقلق عليك لأنني أعرفك قويا في تخطي الصعاب".
مكثت لورا عشر دقائق أخرى تتحدث الى توم عن حياته العائلية والمهنية , ثم أستعدت للرحيل فسألها:
" هل سيمر زوجك لآخذك؟".
" لا سأعود بالتاكسي".
" ما رأيك أذا وصّلتك الى البيت فأنا حرّ من أيّ أرتباط هذا المساء".
ترددت لورا قبل أن توافق خصوصا أنها لاحظت أن أمها غير مرتاحة للأمر.
في السيارة نظر اليها توم وقال بصوت مرتجف:
" تبدين تعبة يا لورا, قلقي يتزايد عليك يوما بعد يوم , صارحيني بما يشغل بالك".
لم تجب لورا فأكمل:
" متى يجب أن تكوني في البيت الليلة؟".
" لست على عجلة من أمري لأن راندال مدعو الى العشاء مع بعض رجال الأعمال".
" ما رأيك أذن بتناول العشاء في مطعم جميل على ضفة نهر التايمز؟".
أتقدم على هذه الخطوة وهي بأمس الحاجة أليه؟ أم تبقى وفية لأرادة زوجها؟
بعد تردد وتفكير عميق أجابت:
" حسنا , توقف عند أول كشك للهاتف لأتصل بالمنزل".
لم تطل لورا الحديث مع السيدة مرسييه التي أستغربت تناولها العشاء خارجا مع ( صديقتها(.
جلسا في المطعم الصغير الهادىء قرب نافذة تطل على نهر التايمز, على طول الضفة تنتشر أضواء صفراء تختلط أنوارها مع ضباب رقيق , من بعيد بدت أشباح أبنية وسط لندن التجاري تناطح السحاب , وبرزت قبة ساعة بيغ بن الشهيرة منطلق التوقيت في العالم, جوّ شاعري أضفى على لورا وتوم عاطفة الى عاطفة وحنانا الى حنان.
وضع توم يده على يدها وقال بشبه توسل:
" أعرف يا عزيزتي أنك تعانين من مشكلة صعبة , صارحيني بما في قلبك ولا تغفلي ذكر أي شيء".
بدأت لورا بالكلام وشفتاها ترتجفان وعيناها تهربان من الحقيقة الى البعيد.
" أختلطت الأمور عليّ بشكل لا أعلم معه من أين أبدأ...".
" أبدأي من أول القصة يا عزيزتي".
أطلعته لورا على كل شيء , على لقائها الأول براندال , مطاردته لها , فضيحة الأختلاس التي كان بطلها والدها والتي ذهبت هي ضحيتها.
" عملية الزواج كانت أبتزازا أذن".
" نعم".
" يا له من حقير! أكملي يا لورا فالقصة لم تنته بعد".
أخبرته عن أحداث شهر العسل متحاشية الدخول في التفاصيل الحميمة مكتفية بالخطوط العريضة الكفيلة بأفهامه قصدها.
أنهت قصتها قائلة:
" أصبحنا الآن غريبين لا زوجين , بعد أن ملّني وندم لزواجه مني, كان من الأفضل لي أن أكون حبيبة له لا زوجة".
أزداد وجه توم شحوبا وقال بعزم وثقة:
" لا يجب أن تهدري عمرك مع هذا الأنسان الخسيس, أطلبي الطلاق دون تردد , عندما قررت الزواج منه ظننت أنك ستعيشين حياة سعيدة مترفة , لكنك وقعت في شرك مميت , والطريقة الوحيدة الكفيلة بتخليصك هي الطلاق , لا فائدة من محاولة أنقاذ زواج فاشل منذ البداية , حريتك هي الهدف , أعملي على تحقيقه".
" لا أستطيع طلب الطلاق لأنني أنتظر طفلا".
" هل تأكدت من ذلك؟".
أخبرته عن الأعراض التي تعرضت لها حتى الآن بالتفصيل , لكن توم لا يستطيع أن يجزم أنها حاول.
" عليك أن تستشيري طبيبا يا لورا فأنا لا أقدر أن أعطيك جوابا دون أجراء فحص , كما أن حملك لن يكون سهلا نظرا لضعف بنيتك ولحالتك النفسية , فقد يعطيك الطبيب مقويات تساعد على أنجاح الحمل".
أطرقت تفكر ثم قالت:
" توم .... ما رأيك أن تكون طبيبي , فأنا لن أرتاح الى أحد غيرك؟".
أجاب بخشونة غير متوقعة وبعينين حائرتين :
" لا ! غير ممكن".
" لكنني بحاجة أليك! بحاجة الى شخص أثق فيه وأطمئن اليه".
" لا تدمي قلبي يا لورا! أنت تعلمين أنني غير قادر على تلبية طلبك".
" لا حق لراندال بالأعتراض على طبيب أختاره ! لن يرغمني على العلاج عند أحد غيرك".
كاذ الغضب يعمي عينيها فلم تخف من المتابعة:
" ثم أنه لن يشك بالخيانة وأنا حامل!".
" الخيانة؟".
" نعم الخيانة , راندال يظنني حبيبتك ولذلك أرغمني على التعهد بعدم رؤيتك أبدا".
" أشياء كثيرة تحدث لا أفهمها ثم تتوضح تلقائيا , أدرك ألان مثلا لماذا تحاشيتني في المدة الأخيرة".
" آسفة لضعفي يا توم , لكنني سأواجهه هذه المرة وسأصرّ أن تكون طبيبي".
" الأمر ليس واردا بالنسبة أليّ".
سألته متوسلة:
" ولكن لماذا؟".
لم يجب بل أشار اليها بالنهوض وأتجه الى الباب بعد أن سدّد الفاتورة بسرعة , لم يتكلم توم طوال الطريق ولم تجرؤ لورا على أخذ المبادرة لأنها وجدته قلقا لا يحتمل أية كلمة.
عندما أوقف السيارة أمام قصر آل مرسييه نظر توم الى البناء الفخم وقال:
" هذا هو الكوخ الذي تعيشين فيه أذا, يا لسخرية القدر! الناس الذين أعيش معهم يوميا في الحيّ الشرقي يكادون لا يجدون زاوية ينامون فيها...".
لم تكن لورا ترغب في هذه اللحظات بمناقشة الأوضاع الأجتماعية في أنكلترا , فعادت الى الموضوع الحساس:
"" قل لي بصراحة يا توم لماذا ترفض الأعتناء بي وبطفلي".
تنهد توم ونظر اليها كأنه سيعترف بما يجب بقاؤه سرا:
" لأنني لن أكون هنا".
" ماذا تعني؟".
" سأغادر البلاد قريبا لأعمل في الخارج".
أصيبت لورا بذهول كبير ولم تصدق ما سمعته أذناها.
" ماذا تقول ؟ ألى أين ستسافر؟".
" صحيح أن وجودي في الحيّ الشرقي مفيد , لكنه ليس حيويا, فالبديل متوافر بسهولة , أما حيث سلأذهب فالأطباء مطلوبون كالعملة النادرة, الفقراء في الهند بحاجة أليّ".
" الهند ؟ لا شك أنك تهذي".
" لا يا لورا فأنا أحلم منذ زمن بعيد بالذهاب الى تلك البلاد".
تمالكت نفسها وسألت على أمل أن تسمع جوابا يرضيها:
" كم ستبقى هناك؟".
" لا أفكر بالعودة الى أنكلترا , سأنتقل بين دول العالم الثالث حسب ما تطلبه مني منظمة الصحة العالمية التي تعاقدت للعمل معها".
نظرت اليه مذعورة , رافضة تصديق كلامه وصرخت بأعلى صوتها:
" مستحيل!".
أقترب منها توم وقبل يدها ثم همس:
" أحبك يا لورا أحبك, وسأظل وفيا لحبي, لكنني أقتنعت بأنه يجب علينا ألا نتزوج , مهنتي , رسالتي, طموحاتي كلها تتعارض مع طباعك . الحياة القاسية التي أخترتها لنفسي لا تناسب زوجة رقيقة مدللة , لورا , قررت ألا أتزوج مطلقا لئلا أكون السبب في تعاسة أمرأة , تعذبت كثيرا قبل أن أتخذ القرار, أحترت بين حبك ومهنتي , لكن في النهاية وجدت أنك قادرة على العيش بدوني , أما أولئك الفقراء البائسون لن يلتفت اليهم أحد أذا خذلتهم , وهكذا أتخذت قراري الصعب والصحيح".
" لو تدري كم عذبتني يا توم! حاولت أن أدرك حقيقة شعورك نحوي لكنني فشلت , لم أكن أعرف أهو حب أم صداقة...".
" أتظنين أنني كنت أجهل ذلك, همسة من عينيك كانت تكفي لأشتعل حبا , كنت أبذل جهودا جارة لأتمالك نفسي وأصدك".
ضحك توم بمرارة وأضاف:
" عندما تزوجت مرسييه , أعتقدت أن عذابي أنتهى وأنني سلمتك الى يدين أمينتين, دفنت غيرتي لئلا أفسد سعادتك , لست أنانيا لأحرمك من كل ما يستطيع مرسيه تأمينه لك, الثراء, الأمان, الحب...".
لم تقو لورا على تحمّل صدمة أعتراف توم فتأوهت وسقطت على ركبتيها مغميّ عليها.
حملها توم مسرعا وأتجه بها نحو البيت , لم ير نوا في الداخل فوضع لورا على مقعد في الحديقة وأخرج المفتاح من حقيبتها,فتح الباب على عجل وحملها بسهولة الى الطابق الثاني لأن لورا كانت قد وصفت بالتفصيل جناحها في القصر, وضعها على السرير بعد أن نزع معطفها لتتنفس براحة.
فجأة أضيء النور في الغرفة فأستدار توم ليجد راندال يواجهه وعيناه تقدحان شررا.
" أنزع يديك القذرتين عن زوجتي والا حطمت رأسك!".
أفاقت لورا على صوته فحاول توم تهدئتها:
" لا بأس يا عزيزتي , أبقي مستلقية".
عندها هجم راندال على توم ووجه اليه لكمة شديدة على وجهه طرحته أرضا.
أصيبت لورا بهلع شديد أذ رأت توم مطروحا على الأرض والدم يسيل من شفته العليا , فصاحت مذعورة:
" لا يا راندال ! أرجوك!".
تقدم راندال من توم وهو يتوعد:
" أخرج من بيتي أيها الحقير لئلا أجهز عليك".
" عليك أن تفهم تماما يا سيد راندال...".
لم يسمح راندال لتوم بأن يكمل كلامه:
" قلت لك أخرج من بيتي!".
" لن أخرج قبل أن أفهمك...".
عدل توم عن المتابعة أذ رأى راندال جدّيا في تهديده فنهض مرتبكا لا يعرف ماذا يفعل.
" ألم تدرك بعد يا حضرة الطبيب أن لورا أصبحت ملكي الآن , وأنا لست مستعدا لأن أفرط بها , لذلك أقسم بأنني سأقتلك أذا حاولت أن تراها بعد الآن".
صاح توم في وجهه غير آبه بكونه موجودا في منزل أناس غرباء:
" وأنا أقسم بأنني سأقتلك أذا مسستها بسوء".
أمتقع وجه راندال ونظر الى زوجته قائلا:
" هل ذهبت الى حبيبك لتنفسي عن همومك يا زوجتي الوفية المخلصة؟".
توسلت لورا الى توم:
" أرجوك أذهب فهذا أفضل لنا جميعا".
" كيف أرتكك مع زوجك المجنون , فهو قد يقدم على عمل أحمق؟".
أجابه راندال:
" هذا ما سأقوم به أذا لم تذهب فورا".
" أتظن أنني خائف منك, جلّ ما يهمني سلامة لورا".
" لا تخف عليها فلن ألمسها لأنني أشمئز من ذلك".
"حسنا سأذهب اذا كانت هذه أرادتك يا لورا , اذ أحتجت اليّ فأتصلي بي".
بقي راندال صامتا بعد مغادرة توم المنزل , جلس يحدق في لورا عابسا وكأنه يخطط لفعل شيء ما".
أرتاحت المرأة لماّ تخلى عن صمته وقال:
" من الأفضل أن تخلدي الى النوم لأنك تبدين متعبة جدا".
خرج راندال من الغرفة وأغلق الباب وراءه بعنف.
جلست لورا في سريرها ترتجف من الخوف والقلق, ماذا سيفعل بها زوجها؟
وكيف ستواجه مصيرها وتوم بعيد عنها؟ بعد جهد جهيد تمكنت من النهوض لتستعد للنوم.
بينما هي تتقلب في فراشها والدموع تملأ عينيها دخل راندال الى الغرفة, مسحت دموعها فجن جنونه لهذه الحركة الطفولية, أمسك بكتفيها وهزّها بعنف كدمية خفيفة, ثم توقف فجأة وبدا كأنه سلّم بالأمر الواقع.
" ما الفائدة من هذا كله؟ حسنا أنتصرت أيتها السيدة سأمنحك الطلاق ساعة تشائين".

 
 

 

عرض البوم صور safsaf313   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لمن ترف الجفون, charlotte lamb, disturbing stranger, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, شارلوت لامب, عبير القديمة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:31 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية