كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
بعد تجاوز الانفعالات الأولى انجذبت الفتاة إلى الملابس و الإثارة.. قبل أن تتوقف سيلي لتحسب ما صرفت كانت أموال توري قد تبخرت.. كانت.. لا تزال تجمع الأرقام في رأسها وهما تخرجان من المحلات إلى الشمس المشرقة، ونتيجة لهذا، لم ترا الشخص الذي كان أمامها حتى اصطدمت به، وانزلقت على ركبة واحدة، وصاحت جاين:
- أبي.. ماذا تفعل هنا؟
- أبحث عنكما.
أمسك سيلي بيده القوية و ساعدها على النهوض و المشتريات منثورة حولها.. أطلقت سيارة تاكسي زموراً لتفتح الطريق..أحست سيلي بألم خدش في ركبتها، لكنها رفضت أن تعترف به.. ثم ضغط السائق يده على الزمور و أبقاها عليه.
هذا رجل متعجرف آخر! وقفت متشامخة، وتقدمت نحو السائق، مالت إلى الباب و أدخلت رأسها إلى داخل التاكسي، تسأل بكل هدوء:
- ألم تعلمك أمك أبداً أن لا تل
عب بالزمور في الشارع؟ أم أنك تريدني أن أحشره لك في أنفك؟
رد مشاكساً:
- أنت ومن معك؟
- أنا.. لوحدي..لكن، إذا لم أستطع، فابنتي هناك ستساعدني.
نظر السائق عبر النافذة الأخرى ليشاهد جاين و الرجل الضخم المبتسم الواقف إلى جانبها، فسارع يقول بلهجة اعتذار:
- هاي..أنا آسف سيدتي..ظننت أنك لم تلاحظي أنني أريد المرور.
- لاحظت..وكنت آمل أن ترغب في مجادلتي بالأمر، كل دروس " الكاراتيه" التي تعلمتها لم تتح لي الفرص لأستخدمها.
- لا تستخدميها عليّ.. خذي وقتك.. خذي وقتك سيدتي.
هزت قمر الليل رأسها له و سارت ببطء حول السيارة إلى الرصيف.. كانت جاين قد استعادت قسماً من المشتريات، وساعدها توري على جمع ما تبقى، لكن ببطء أكثر منها، حين انتهيا ، تراجعا عن الطريق إلى الرصيف، وأشار إلى السيارة لتمر، فتحرك السائق منطلقاً وسط غيمة كبيرة من الخان.. فقال توري وهما يراقبان التاكسي يبتعد:
- لقد كان مستعجلاً دون شك، ماذ قلت له؟
ابتسمت:
- من؟ أنا؟ عرضت عليه عرضاً لا يمكن أن يرفضه!
- وهذا ما جعلك أفضل حالاً، أليس كذلك؟
- بشكل كبير.
نظرت إليه، عادت تلك الابتسامة العريضة إلى وجهه.. وللحظة بلاهة، أحسن باندفاع متهور لأن تتمسك به، تلف ذراعيها حول عنقه.
توقفت أفكارها.. ولم تجرؤ أن تلتفت إليه.. نظرت إلى الاتجاهين بسرعة و قطعت الشارع، فلحق بها الأب وابنته، كلاهما يضحك وحين وجدت الفان في الموقف المكتظ كان غضبها قد تلاشى بالتدريج.
كالعادة، استغرق فتح الباب الخلفي للفان أكثر من دقيقة فقد كان هناك طريقة مخادعة لفتحه.. كان توري وابنته يتبادلان حديثاً ودياً..أخيراً انتهى الحوار، وتقدم خلفها، وساعدها في وضع الأكياس في الداخل.
قالت الصغيرة بإصرار: اسألها أبي.
رد:
- ليس الآن.. إنه ليس الوقت المناسب.
سألته سيلي:
- لماذا جئت؟
- تذكرت أنك قلت شيئاً عن المدرسة.. وأنا أعرف كم أن سيدتي الصغيرة تخاف منها، فكرت أنه من الأفضل المجيء للمساعدة.
- أوه؟ وهل لديك وظيفة تسمح لك بهذا؟ أتعمل في الجوار؟
- مؤقتاً..أشارك مكتباً في مبنى بلدية المقاطعة، خلف مبنى المحكمة القديم.. لكن ليس لوقت طويل.. دوري في هذا العمل بالذات على وشك أن ينتهى.
- أوه.. لكنني ظننتك ستبقى في" نافيكايشن".. لا فائدة من إدخال جاين إلى مدرسة إذا كنت ستعود إلى.. إلى حيث كنت تعيش.. أليس كذلك؟
** love ~ story **
|