كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
كان لا يزال يحدق إلى مسافة بعيدة، فوقفت إلى جانبه تنتظر صامتة، تنتظر ماذا؟ ليس في رأسها أية فكرة..liilas.com أتنظر موضوعاً لطيفاً آمناً للكلام فيه؟ شدت على كم كنزته، فالتفت إليها.
- ذلك الرجل، السيد هورشو، التحري، قلت إنه لم يخبر عمي بعد.. لكنني أعتقد أنه سيفعل قريباً؟
- لا أظن.. أظننا أقنعناه بالتخلي عن القضية.
- قلت إنه ليس بالرجل الضخم، فهل آذيتموه؟
- أنا..أنا لم أضع أصبعي عليه سيلي.. تناقشت معه فقط، ولقد وافق سريعاً على رأي مأمور الشرطة، ورأيي.
تشوشت الأمور أكثر الآن:
- مأمور الشرطة؟
- أجل.. وأحد مساعديه. هل تقلقين على كل من يتجسس عليك؟
- حسناً..لاأستطيع منع نفسي.. لقد تربيت متدينة.. وأؤمن بأخلاقيات محددة.
- أهذا ما تخططين له مع العم ليونيل؟ أن تديري له الخد الآخر؟
- أنا.. لست أدري ما إذا كنت سأصل إلى هذا المدى.. أحاول أن أقوم بالأفضل، لكن هذا لا يعني أن أتبع كل تعاليم الدين في كل الأوقات.. يجب أن أدخل الآن فالوقت متأخر.. هل أستطيع أخذ جاين للتسوق غداَ؟
ضحك:
- إلى أي مكان شئت، إنها خارج السجن، و سنبقى في هذا الجوار.. وأنا أقدر لك ما تفعلينه لأجلها.
- لأجلها مستعدة لأي شيء.
لماذا أبدو محتشمة هكذا.. فلست من تلك الآنسات الصغيرات الصعبات الإرضاء.
ضحك:
- لا تقلقي، فهمت، لابد أنك متعبة، حبي، تلاشت منك روح المقاومة و المغامرة.
- لا داعي لأن تحاول التفوق علي بثقافتك.. فأنا لم أذهب إلى الجامعة، لكنني على الأقل أعرف أنك لا تستطيع كسوة فتاة بعشرين دولاراً.. إنها تحتاج إلى ثياب كاملة وهذا، سيد ناي، سيكلفك عشرة أو خمسة عشر ورقة من فئة العشرين.
شاهدته يفتش في أحد جيوبه، ويخرج محفظة، ويعد خمس عشرة ورقة نقدية، فسألته:
- وكيف تعرف بأنها من فئة العشرين؟
- لأنني لا أحمل سواها.. هاك.
أعطاها إياها وقال بنعومة:
- تصبحين على خير حبي الصغير.
مرة أخرى لامست شفتاه خدها.. فتعلقت به، تلف ذراعيها حول عنقه، إلى أن أبعدها مرة أخرى، يتراجع خطوة و يكرر تحية المساء.
قالت بمرارة:
- لابد أنك تظنني عاجزة عن مقاومة الإغراء.
تمتم:
- أعرف أكثر من هذا.. لو أنك فقط لم تكوني ثرية؟
كادت لا تسمع كلماته الأخيرة، فقد أدار ظهره لها، و سار عبر الفناء.. وقفت هناك إلى أن ابتعد عن نظرها، وسمعت صوت إقفال باب منزله خلفه، و أضاء نوراً من نافذة غرفة جلوسه.. كسر هذا ذهولها، و أجبرت نفسها على الدخول إلى غرفتها لحمام سريع.. تسأل نفسها و المياه تنسكب على رأسها:ماذا يعني بهذا؟ ولم تحصل سوى على رد واحد.. كانت لا تزال محتارة وهي تجفف نفسها بخشونة بمنشفة كبيرة، ثم ترتدي فستان نومها.. لماذا عانقني؟ توقفت طويلاً أمام مرآتها المعلقة وراء باب الحمام لتتفحص صورتها ، ثم سألت تكرارً.. لماذا ؟ لكن دون رد.
خرجت بهدوء من الحمام كي لا تزعج الطفلة، ودفنت نفسها تحت الأغطية
كانت ليلة طويلة جفاها النوم.. مليئة بالتقلبات و التمددات.. كيف يمكن لفتاة أن تنام جيداً وفي كل مرة تفتح عينيها.. يظهر لها ذلك الرجل.. يحدق فيها؟
** love ّ~ Continue **
|