كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
- من ؟ أنا؟ منظار؟
كان صعباً عليها أن تتجنب رجفة صوتها، لقد شدها من عمق حلم دافئ عظيم، كرهت أن تغادره إلى العالم البارد للصحون القذرة و المنظار، لكن الطريقة التي كان يسأل فيها أقلقتها، فسألت
- أهناك متاعب؟
- لست واثقاً.. لكن حين أكون غير واثق، أستنتج بأن متاعب أمامنا.
- من أي نوع؟
لوح لها بخريطة في يده نحو الميناء إلى الكثبان الرملية التي تشكل مضيق " ساندي نك" في الطريق و قال ببطء:
- هناك شخص في المضيق.. شخص يبدو أنه مهتم بما يجري في هذا الجانب من العالم، يراقبنا بمنظار مكبر.
وضع يده على كتفها، وأحس بارتجافها:
- هاي.. لا تأخذي هذا جدياً، فحسب خريطتي قد لا يكون يراقبنا.. يمكنه أن يراقب أي شيء في المنطقة.. أكنت تتوقعين أحداً؟
همست:
- أجل.. في يوم ما.
شدها إليه بكلتا يديه: لا تجزعي.
أراحت رأسها على قماش كنزته و تنهدت:
- أنا لا أستطيع.. كنت أتوقع أحداً، في مكان ما ، لستة أشهر، لكنني كنت آمل.. أملت أن لا يأتي أحد قبل كانون الثاني.. أو شباط.. و الآن، إنهم هنا.
كان من المستحيل منع الدموع، ضمها إليه بدفء ومواساة، دون أن يتفوه بكلمة إلى أن أجهشت في البكاء.. فقال:
- ربما ليس من تظنينه.. فلا تتركي الأمر يقلقك.. سأتخذ بعض الخطوات.
سألت بمرارة:
- وماذا تستطيع أن تفعل؟
ضحك:
- لاتشغلي رأس الصغير بهذا.. لا تهتمي لشيء، حبي الصغير سأذهب إلى هناك و أقدم إلى ذلك المجهول، عرضاً لا يمكن أن يرفضه.. أتهتمين بجاين لفترة قصيرة؟
هزت رأسها له بتجهم صامت، وراقبته يشد بنطلونه و يخرج من الباب.. حبي الصغير؟ لست أدري liilas.com كم من الوقت مر منذ دعاني أحد بالصغيرة.. وحبي؟ أتساءل، أيعرف ما يقول؟.. ربما هذه كلمة تحبب عادية يستخدمها الناس هذه الأيام.. لكنها لا تبدو لطيفة.. أليس ذلك؟ ثم ما قاله بعد: سأقدم عرضاً لا يمكن أن يرفضوه.. يا إلهي.. ما الذي ورطت نفسي فيه.
لكنها رمت مخاوفها و تمكنت من جمع ما يكفي من الشجاعة لتخرج إلى الفناء الخلفي الصغير و تجلس لتحدث جاين، بينما كان والدها يتحرك بسرعة نحو الطريق العام رقم ستة.
**************
لم يرجع حتى وقت متقدم من المساء.. جاين كانت متعبة، ويبدو منزلها فارغاً، مهجوراً، فأخذتها سيلي إلى غرفتها لتضعها في أحد السريرين.. و نامت الصغيرة قبل أن تنهي سيلي صفحتين من القصة فتسللت إلى الطابق الأسفل، تاركة باب غرفة النوم مفتوحاً في حال صحت جاين مستغربة.
كان اليوم قد انتهى ببهاء متوهج، والشمس تهبط من وراء حوافي الغيم.. بدا المستنقع الكبير هادئاً و النورس هاجعاً في أعشاشه، وطيور الخطاف تقوم بآخر جولة لها فوق الأراضي الواسعة.
استوعبت سيلي كل هذا الجمال وهي تتأمل.. كان هواء الليل بارداً.. فعادت إلى الداخل لترتدي سترتها الواقية من الريح، وأخذت كرسيها الطويل الوحيد، لتخرج إلى الفناء الخافي.. كانت لا تزال هناك، مسحورة بجمال الليل، حين وصل بسيارته.. في خلال لحظات استدار حول المنزل، واندهش لرؤيتها متمددة هناك على الكرسي الطويل.. وسأل:
- أين جاين؟
** love ~ story **
|