كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
كانت يداه على كتفيها.. هل ليسندها؟ إنها ملتصقة بالمغسلة، ولا خطر من وقوعها.. لكنها بدأت تضطرب.. فقالت ببرود:
- أرجو ألا تفعل هذا.
ساد صمت مطبق، ثم أبعد يديه قائلاً:
- أجل بالطبع.
لكن، للمرة الثانية دل صوته على شيء من .. من الندم، دعك من هذا سيلي، ندم؟ الرجل وحش! أمن الممكن ، بحق الله ، أن ينجب هذه الابنة الجميلة الفاتنة؟ المتثائبة؟
- أنظر إلى هذا.. المسكينة غائبة عن الدنيا، وأعتقد أن لديها مدرسة في الغد؟
تلقت قوة عينيه الزرقاوين:
- ليس بالضبط.. إنها لا تذهب إلى المدرسة في هذه الأيام.. لكنني واثق أنها متعبة ، كنا ننام في أمكنة مختلفة مؤخرا، وهي لا ترتاح في مكان غريب.
- أوه.. ألم يصل الأثاث بعد؟
رد بحزن:
- لا.. يبدو أن أمامنا ليلة تخييم أخرى، مع فراش على الأرض.
- لكن.. لا يمكنها..
أطبقت فمها بجهد كبير قبل أن تكمل: لا يمكنها أن تنام على الأرض الفتاة المسكينة.. ولدي غرفة نوم فارغة و سرير إضافي في غرفتي.. لكنها لو أنهت الجملة، لصادفت متاعب كثيرة، هل أدع الفتاة تبقى، بينما أطرد أباها ليعود إلى كيس النوم؟ أم أتجاهلهما معا، واتمنى أن يبتعدا عني؟ ماذا أفعل؟ كان يحدقان بهما معا .. جاين بعينيها الزرقاوين الواسعتين، وجهها المليء بالتفاؤل.. وهو ببسمته الجانبية التي تغير معالم وجهه و تجعله يبدو.. غير بشع..
توصلت سيلي، أخيرا إلى الحل.
- لا يمكنك أخذها إلى المنزل لتنام في كيس النوم، لدي غرفة إضافية.. لماذا لا تقضيان معاطيلة الليل هنا؟
سألها بأدب:
- ألن يكون هذا إزعاجا لك؟استدارت تنظر إليه.. هذان الحاجبان الكثيفان السوداون، فوق عينين زرقاوين قاتمتين، إنه وجه بدائي التكاوين! وهذا اللمعان وراء عينه، والالتواء على زواية فمه المستقيم الوقور..
اللعنة! لماذا يضحك عليها ثانية؟.. اللعنة على هذا الرجل ! ردت باتزان:
- أبداً.. تعالي جاين، لنعطك حماماً و ندخلك الفراش.
مدت الفتاة يداً و اثقة و ذهبت معها، تترك والدها قرب مغسلة مليئة بالأطباق القذرة.
لأول مرة تدفقت مياه الحمام نظيفة.. و سرعان ما كانت الفتاة في أحد السريرين في غرفة النوم، تقول لها:
- أيمكنك سرد قصة عليّ؟
هذه أزمة أخرى.. لكنه تدريب جيد.. لربما أصبحت سيلي أماً لطفل.. أليس كذلك؟ بعد تفكير مطول، تذكرت قصة الدببة الثلاثة، و أخذت ترويها، فضحكت الطفلة للدقائق الأول ثم صمتت.. فجذبت سيلي نفسها من عالم الحلم الصغير، ونظرت إليها.. إنها تغط في النوم.
الصحون.. ارتدت ثوب النوم و فوقه الروب ثم نزلت لتغسل الصحون، وجدته في المطبخ يغسل آخر طنجرة طعام، ويدندن نغماً فأستدار حين سمع صوتها خلفه.
قالت:
- ماكان عليك فعل هذا.
- وما كان عليك إطعامنا.
عادت تلك البسمة الجانبية.. فتنهدت:
- لست أفهم لما يرغب محام العيش في مكان كهذا.
- أنت هنا منذ مدة كافية.. وبكل تأكيد تعرفين أن " كاب كود" منتجع صيفي؟ يتدافع الناس إلى هنا في الصيف.. لذلك لم أجد مكاناً أسكن فيه.
- كان بإمكانك السكن في نزل أو ماشابه.
جفف يديه بحذر في منشفة الصحون وتقدم إليها.. وضع يديه على كتفيها ثانية.. وقال لها:
- لم يحترق منزلنا صدفة.. لذا لن أرسل جاين إلى المدرسة في الوقت الحاضر.. نحتاج لأن نبتعد عن الطريق.. في مكان لا يتوقع الناس أن تكون فيه.. أتفهمين؟
أجل.. قمــر الليل هذا عذر مقنع، أستطيع أن أفهمه.. ولهذا بالضبط أنا هنا، كي لا يفكر أناس محدودون بالبحث عني.. و .. لكن لماذا؟ لماذا؟ يقلق من أن يجده الناس؟ يقول إنه محام.. ويبدو كعضو في عصابة! أيمكن أن يكون؟ أيمكن أن يكون مجرماً يختبئ.. أو ماشابه ذلك؟ لا عجب أن تهرب منه امرأته إذن.
لكنه سرعان ما أخذ يكشف لها عن حقيقته، شدها إليه، و حجب رأسه النور عنها، لامست شفتاه خدها بلطف، و نعومة وحرارة.. تلاشت كل برودة سيلستي بانكوس، وسيطرتها على نفسها، مثل الماء المنزلق عبر مغسلة المطبخ.
** Continue ~ love **
|