كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
انتظرت قمر الليل بضع لحظات في المدخل لتسوي فستانها..كان والد زوجها قد قال لها: شيء بسيط، محتشم، كانت قد تركت شعرها منفلتاً، فبدت أكبر سناً.
قال السيد ناي: تبدين على مايرام تماما، هيا بنا نذهب.
أواصلهم المصعد إلى الطابق الرابع حيث استقبلتهم موظفة استقبال شقراء مبتسمة من وراء طاولتها العصرية.
قال السيد ناي:
- هناك اجتماع مجلس الادارة.
تغير كل شيء فيه، صوته أصبح أكثر عمقا، وتلاشى كل لمعان المرح.. أمسكت ذراعه مبتسمة وهما يلحقان الشقراء في الممر.
كان هناك رجل شاب ممتلئ البنية يقف عند الباب، والمجموعة تتقدم، مد يده إلى جيبه يخرج إشارة ويضعها على صدره:
- سيد ناي..أنا السارجينت بليز طلب مني قائد الشرطة أن أجيء إلى هنا لأساعدكم.
- أعرف قائدك منذ كلية الحقوق، نحن صديقان منذ أمد بعيد..هاك، ماذا قلت لك سيلي؟
أشار إلى ورائها حيث التفتت لترى توري يتقدم في الممر، وقال: سأنظر هنا.
جذب أحد الكراسي البلاستيكية الخفيفة نحو النافذة وهز والده رأسه يتمتم: سيد مهذب..ثم مد يده إلى مقبض الباب وفتحه..وتقدم إلى الغرفة.
شاهدت سيلي هذه الغرفة مرة واحدة من قبل..منذ سنوات بعيدة، جاءت مترددة لتطلب من عمها ليونيل القليل من المال..كان العم ليونيل يترأس طاولة مجلس الإدارة وحوله خمسة رجال..كان ابن عمها رايد يجلس إلى يمينه، بدا وكأنه مضخة بترول احتياطية، حتى وهو يرتدي بذلة جديدة، كما الآن..أما الأربعة الآخرون فكانوا تحفاً..مجرد أبناء أعمام و أبناء أخوة للعم ليونيل، لكن ليسوا أقرباء لها، توقف النقاش الدائر واستدار الجميع لينظروا إليهم.
كانت سيلي تسير في ظل السيد ناي..لكنها تحركت جانباً لترى ماذا يجري..وصاح العم ليونيل:
-أنت! عرفت أن شيئاً كهذا سيحدث..إذن، أنت وراء كل هذا..أليس كذلك؟ أتظنين أن ليس لدينا شيء أفضل من الجلوس في انتظار أن ترغبي في الظهور؟ تعالي إلى هنا ووقعي هذه الوثائق، ثم عودي و العبي بدماك!
ارتجفت يداها،فدست إحداها تحت مرفق والد زوجها..واستمرت تردد: أنا لست خائفة..لست خائفة، توري هنا، في الخارج يحرسني..لست خائفة..أنا فقط..غاضبة،أكاد أنفجر! أنظروا إلى رايد يبتسم لي..وكأنه الدب الباحث عن مكان يعضه! انتظر ليصل بابا..رفعت نفسها على أطراف أصابع قدميها، تهمس في أذنه.
- ذلك المبتسم هو رايد.. ابن العم الذي يريدونني أن أتزوجه.
ابتسم لها حماها، وأشار لها إلى الطاولة..بدلاً من أن تتقدم لتوقع الأوراق التي ستسمح لعمها أن ينوب عنها في التصويت، جلست على كرسي في أول الطاولة، وبحذر رتبت حقيبتها ودفتر ملاحظاتها أمامها، وابتسمت للجميع، ثم قالت:
- أنا سعيدة لرؤيتكم جميعاً بصحة جيدة.
كان هناك نشاط في صوتها لم يلحظه أحد من قبل..تابعت:
- يجب أن تعذروني، كنت بعيدة عن المجتمع لفترة طويلة، ونسيت بعضاً من حسن التصرف..هل لي أن أقدم السيد غاري ناي محاميّ؟
بدا أن غيمة تجهم حامت في الغرفة، وتجمعت فوق الرؤوس..وصاح عمها: لست بحاجة إلى محامي..أنت بحاجة لفحص رأسك!
كانت هذه هي الوسيلة التي يسيطر بها عليها دائماً.. ويدفع الطفلة إلى الاستسلام..لكن هذه الطفلة تغيرت..وقالت:
- أنت محق، كما دائماً عمي ليونيل..أنا أحتاج فعلاً لفحص رأسي.. هل لي أيضاً أن أقدم الدكتور ريستون.
love ** story
|